آخر تحديث للموقع :

الجمعة 14 ربيع الأول 1445هـ الموافق:29 سبتمبر 2023م 09:09:39 بتوقيت مكة

جديد الموقع

ذكر فضائل علي رضي الله عنه كان ممنوعاً وأن سبّه ولعنه كان جائزاً بل يمدح صاحبه؟ ..

ذكر فضائل علي رضي الله عنه كان ممنوعاً وأن سبّه ولعنه كان جائزاً بل يمدح صاحبه؟

هل أن ذكر فضائل علي رضي الله عنه كان ممنوعاً وأن سبّه ولعنه كان جائزاً بل يمدح صاحبه؟ لماذا ولأي غاية؟ ولماذا يكون جزاء من ذكر عليا رضي الله عنه وفضائله القتل؟

ينقل الإمام الذهبي عن عبد الله بن شداد الصحابي قوله: وددت أَني قمتُ على المنبر من غدوة إلى الظهر، فأذكر فضائل علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه ثم أنزل، فيضرب عنقي.( ورد في " سير أعلام النبلاء" للذهبي ج3/ص: 489)..

الجواب:

يقول شيخ الإسلام وإمام النقاد الحافظ الكبير ابن حجر العسقلاني والشافعي الصغير الإمام المزي: قال أبو عبد الرحمن المقرئ:( كان بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه، فبلغ ذلك رباحاً فقال هو علي، وكان يغضب من على، ويحرج على من سماه به )؛ ورد في "تهذيب التهذيب" لابن حجر ج7/ص: 281؛ وفي "تهذيب الكمال" للمزي ج13/ص: 266..

وقال الإمام الحافظ الذهبي في "سير الأعلام النبلاء": قال أبو عبد الرحمن المقرئ( كانت بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه، فبلغ ذلك رباحا، فغير اسم ابنه )؛ ورد في "السير" للذهبي ج5/ص: 102..

قال سلمة بن شبيب( سمعت أبا عبد الرحمان المقرئ يقول: كانت بنو أمية إذا سمعوا بمولود اسمه عَـلي قتلوه، فبلغ ذلك رباحاً، فقال: هو عُـلَي!)؛ ورد في "تهذيب الكمال" للمزي ج20/ص: 429؛ وفي "تاريخ دمشق" لابن عساكر ج40/ص: 480..

ومما تقدم وبما أن الحافظ العسقلاني والإمام المزي والإمام الذهبي وابن عساكر أثرهم أئمة حفاظ ثقات ثبتين فالرواية من باب الشهرة الأصولية صحيحة!..
ولكن السؤال لما يقبل الأمويين على هكذا أفعال مستشنعة؟!!..

عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: ( اسْتُعْمِلَ عَلَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ مِنْ آلِ مَرْوَانَ، قَالَ: فَدَعَا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ فَأَمَرَهُ أَنْ يَشْتِمَ عَلِيًّا، قَالَ: فَأَبَى سَهْلٌ، فَقَالَ لَهُ: أَمَا إِذَا أَبَيْتَ، فَقُلْ: لَعَنَ اللَّهُ أَبَا تُرَابِ، فَقَالَ سَهْل : مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَبِي تُرَابٍ، وَإِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ إِذَا دُعِيَ بِهِ، فَقَالَ لَهُ أَخْبِرْنَا عَنْ قِصَّتِهِ لِمَ سُمِّيَ أَبَا تُرَابِ؟ قَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْتَ فَاطِمَةَ فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ لَهَا: (( أَيْنَ ابْنُ عَمِّكَ ))، فَقَالَتْ: كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ، فَغَاضَبَنِي، فَخَرَجَ وَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لإِنْسَانٍ : (( انْظُرْ أَيْنَ هُوَ؟ )) , فَجَاءَ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، هُوَ فِي الْمَسْجِدِ رَاقِدٌ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قَدْ سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ فَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُهُ عَنْهُ وَيَقُولُ : (( قُمْ يَا أَبَا تُرَابٍ، قُمْ يَا أَبَا تُرَابٍ )))؛ رواه مسلم في "صحيحة" ج15/ص: 176/ر:6179؛ وحكمه:صحيح ..

من خلال هذه الرواية نجد أن الأمويين كان يفعلون ذلك من باب الترهيب قمعا لأصحاب الفتنة من الرافضة والخوارج؛ وتبيانا أن سطوة الأمويين ضد الفتنة لا يردعها شيء!، ولا تستثني أحد ؛ وليس لها حد في قمع الفتن، واقتدوا بذلك بالإمام علي وقسوته المفرطة مع الخوارج درئا للفتنة وفرقة وانشقاق عصا المسلمين..

وهي سياسة الشعرة بالشد والرخو، في كل مكان كان قابل لاندلاع ثورة أو فتنة تودي بعشرات ألاف القتلى من الطرفين فكان الترهيب وسيلة سياسية فعالة، برع بها الأمويين حقنا لدماء المسلمين، وحفظا على أمن الأمة، وقد نجحوا بذلك لحد كبير؛ واستبدلوا هذه الساسة فيما بعد وأعني في عصر هشام بن عبد الملك بأسلوب العيون، أو ما يسمى اليوم بالاستخبارات، إلا أن الرافضة والمجوس الصفويين وأسيادهم اليهود؛ عندما عجزوا عن حرب السيف لجئوا إلى حرب القلم، ليشوهوا صوروا السنة الأمويين وهم خلفاء المسلمين..

يقول الله تعالى( وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ )  الأنفال : 46..

فهل فشل الأمويين وذهبت ريحهم في هذه الحقبة أم بلغوا أوج مجدهم وبلغت الفتوحات الإسلامية إلى أسمى أوجهها في عهدهم، ولم يكن ذلك في العهد العباسي لأن الأمويين حافظوا على عربية خلافتهم بل وعربوا النقد، ولم يدخلوا العناصر الأجنبية الفاسدة كما في العهد العباسي التي أوصلت الدولة العباسية إلى الحضيض، والذين حاولوا الولوج إلى السلطة الأموية من خلال ادعائهم مولاتهم لآل البيت!..

فالشدة تلجم الفتنة وسوف أضرب مثل من القرآن الكريم، عندما فتن بنو إسرائيل بالسامري والعجل والنبي موسى عليه الصلاة والسلام في الميقات..

فماذا فعل نبي الله موسى عندما عاد ووجد قومه قد عبدوا العجل من دون الله قبل أن ينهي ميقاته مع الله؟..

الذي قام به باب ردع بني إسرائيل وإرهابهم وإعادة بسط سلطته عليهم، أنه أظهر كل شدته وبأسه على أخيه ابن أمه هارون عليه الصلاة والسلام وهو نبي مثله..

والسبب لم يكن هو تهوين شأنه أو اهانته وإنما ردع بني إسرائيل بأقرب الناس وأحبهم إليه وأهمهم وأكرمهم عنده؛ حتى يقال لم يتهاون مع أخيه ونبي مثله فكيف يفعل معنا..

يقول الله تعالى( وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُم بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي 90 قَالُوا لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى 91 قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا 92 أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي 93 قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي ) طه : 94..

وهنا نفهم أيضا شدة من حذا حذو النبي موسى عليه السلام، وهو الصديق الأكبر رضي الله عنه، مع خليله الفاروق الأشهب في الردة عندما أشار بالتساهل مع أهل ردة الزكاة المجاورين للمدينة، والتفرغ لأهل الردة الكاملة البعيدين الذين اتخذوا لأنفسهم أنبياء!..

وقد كان الإمام الغالب علي بن أبي طالب رضوان الله وسلامه عليه، مكانته كما ورد في صحيح البخاري عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم مكانة النبي هارون من أخيه النبي موسى عليهما السلام، والتجرؤ عليه تجرئ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم إضافة لقرابة بني هاشم وخاصة بني عبد المطلب من الأمويين 

عن وهب بن عبد الله السوائي أبو جحيفة: سألتُ عليًّا رضي اللهُ عنهُ: هل عندكمْ شيءٌ مما ليس في القرآنِ؟ وقال ابنُ عُيينةَ مرة: ما ليس عند الناسِ؟ فقال علي رضي الله عنه( والذي فلقَ الحبَّةَ وبرأَ النسَمةَ، ما عندنا إلا ما في القرآنِ، إلا فهمًا يُعطى رجلٌ في كتابهِ، وما في الصحيفةِ؛ قلتُ: وما في الصحيفةِ؟ قال: العقلُ، وفكاكُ الأسيرِ، وأن لا يقتلَ مسلمٌ بكافرٍ )؛ ورواه الشيخين: البخاري في "صحيحة" ج6/ص: 2534/ر:6517؛ ومسلم في "صحيحة" ج2/ص: 253/ر:237؛ ورواه الترمذي في "سننه" ج4/ص: 17/ر:1412، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح الترمذي" ر:1412؛ ورواه النسائي في "سننه المجتبى" ر:8/ص: 392/ر:4758، بإسناد صحيح؛ بتحقيق الألباني في "صحيح النسائي" ر:4758؛ ورواه الإمام أحمد في "مسنده" ج1/ص: 128/ر:600، بإسناد صحيح؛ بتحقيق أحمد شاكر في "المسند" ج2/ص: 35؛ قال الإمام الشافعي في "اختلاف الحديث" ج10/ص: 310: ثابت؛ وفي "الأم" ج9/ص: 135من أحسن إسنادكم؛ وحكمه: متفق عليه ..

عدد مرات القراءة:
725
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :