آخر تحديث للموقع :

الأحد 26 جمادى الأولى 1445هـ الموافق:10 ديسمبر 2023م 10:12:27 بتوقيت مكة

جديد الموقع

أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد ..

عن الحارث بن حسان البكري رضي الله عنه قال: خرجت أنا والعلاء ابن الحضرمي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. الحديث وفيه فقلت: أعوذ بالله وبرسوله أن أكون كوافد عاد، فقال: أي سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: وما وافد عاد؟.....الخ


قلت : أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره فقال : ( حدثنا أبو كريب قال ثنا أبو بكر بن عياش قال ثنا عاصم عن الحارث بن حسان البكري .... الحديث ) [ ص 220/8 ] ، دون ذكر زيادة ( وبرسوله ) فتكون هكذا : ( أعوذ بالله أن أكون كوافد ) .

وأخرجه أيضا أبو محمد الأصبهاني في كتاب العظمة فقال : ( حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا أبو شيبة الرهاوي حدثنا يحيى بن آدم عن أبي بكر ابن عياش عن عاصم بن أبي النجود عن الحارث بن حسان البكري ... الحديث ) [ ص 1320 – 1321 / 4 ] ، ولفظه : ( فأعوذ بالله يا رسول الله أن أكون كوافد عاد ) من غير ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم .

وهذا منقطع بين عاصم بن أبي النجود وبين الحارث بن حسان البكري رضي الله عنه ، ولكن وصله الترمذي في السنن فقال : ( حدثنا بن أبي عمر حدثنا سفيان بن عيينة عن سلام عن عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن رجل من ربيعة قال : قدمت المدينة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت عنده وافد عاد فقلت : أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد ... الحديث ) [ ح 3273 ] .

وأخرجه الطبري أيضا في تفسيره موصولا فقال : (حدثنا أبو كريب قال ثنا زيد بن الحباب قال ثنا سلام أبو المنذر النحوي قال ثنا عاصم عن أبي وائل عن الحارث بن يزيد البكري .... الحديث ) [ ص 221/8 ] . ولفظ هذا الطريق : ( أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد )

وأخرجه الطبراني في المعجم الكبير فقال : (حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا عفان بن مسلم ومحمد بن مخلد الحضرمي أنا سلام أبو المنذر القارئ ثنا عاصم بن بهدلة عن أبي وائل عن الحارث بن حسان .... الحديث ) [ ص 354/2 ] ولفظه : ( أعوذ بالله وبرسول الله أن أكون كوافد عاد )

وأخرج الإمام أحمد في المسند فقال : ( ثنا زيد بن الحباب قال حدثني أبو المنذر سلام بن سليمان النحوي قال ثنا عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن الحرث بن يزيد البكري ... الحديث ) [ ص 482/2 ]. ولفظه : ( أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد (

وأخرجه مختصرا النسائي في السنن الكبرى قال : ( أنبأ إبراهيم بن يعقوب قال حدثنا عفان قال حدثنا سلام أبو المنذر عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث بن حسان ... الحديث ) [ ح 8607 ]

وأخرجه مختصرا أيضا ابن ماجه قال : ( حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن الحارث بن حسان .. الحديث ) [ ح 2816 ]

قلت : هذه رواية عاصم بن بهدلة ، وعاصم صدوق سيء الحفظ في الحديث حجة في القراءة ، قال الدارقطني : ( في حفظه شيء ) ، وقال العقيلي : ( لم يكن فيه إلا سوء الحفظ ) [ راجع ترجمته في تهذيب التهذيب ] وهذا الجرح ومفسر بسوء الحفظ فيقدم على التوثيق .

ويظهر سوء الحفظ جليا في هذا الحديث فهو لم يضبط الحديث لاختلاف الرواة عنه فتارة يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم وتارة لا يذكره ، وتارة يروى منقطعا وتارة موصولا مما يدل على عدم ضبط اللفظ ، فكيف يحتج بمثل هذا ؟؟!!

وقد رجح رواية سلام عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث على رواية أبي بكر عن عصام عن الحارث الحافظ أبو الفتح الأزدي فقال : ( هكذا روى هذا الحديث سلام القاري عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث بن حسان وهو الصحيح وسلام قد حمل الناس عنه ورواه أبو بكر بن عياش وهو من الثقات عن عاصم عن الحارث بن حسان ولم يذكر أبا وائل وقول سلام في هذا عن أبي وائل أثبت وأصح وإن كان أبو بكر بن عياش ثقة إلا أنه بشر يقع عليه السهو ) [ المخزون في علم الحديث ص 72 ]

وكذلك الحافظ ابن عبد البر فقال : ( روى عنه أبو وائل واختلف في حديثه منهم من نجعله عن عاصم ابن بهدلة عن الحارث بن حسان لا يذكر فيه أبا وائل والصحيح فيه عن عاصم عن أبى وائل عن الحارث بن حسان قال قدمت المدينة فأتيت المسجد فإذا النبي على المنبر وبلال عائم متقلد سيفا وإذا رايات سود فقلت من هذا قالوا هذا عمرو بن العاص قدم من غزاة ..... الخ ) [ ص 285 – 286 / 1 ]

وكذلك الحافظ ابن كثير رواية سلام الموصولة على رواية أبي بكر المنقطة فقال : ( وقد رواه الترمذي والنسائي من حديث أبي المنذر سلام بن سليمان به، ورواه ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن أبي النجود، عن الحارث البكري، ولم يذكر أبا وائل وهكذا رواه الإمام أحمد عن أبي بكر بن عياش عن عاصم عن الحارث والصواب عن عاصم عن أبي وائل عن الحارث كما تقدم ) [ البداية والنهاية ص 90 / 5 ]

فراوية أبي بكر بن عياش ضعيفة لانقطاعها ، وكذلك لوهمه كما قال أبو الفتح الأزدي وترجيح الحفاظ رواية سلام على رواية أبي بكر ، فسلام هو ابن سيلمان أبو المنذر تكلم فيه العلماء النقاد القاري النحوي قال الحافظ ابن حجر في التقريب : ( صدوق يهم ( ، وقال ابن حبان : ( كان يخطئ ) وقال الساجي : ( صدوق يهم ، ليس بمتقن في الحديث ) .

وأختلف الرواة عن سلام عليه فزيد بن الحباب وعفان بن مسلم ومحمد بن مخلد الحضرمي رووا لفظ : ( أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد ) ، ولفظ ) أعوذ بالله وبرسول الله أن أكون كوافد عاد ) وخالفهم سفيان بن عيينة فرواه بلفظ : ( أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد ) كما في رواية الترمذي .

وسفيان بن عيينة ثقة حافظ فقيه إمام حجة ، وزيد بن حباب صدوق ، وعفان بن مسلم ثقة ثبت وإن كان هم ثلاثة وسفيان واحد إلا أن روايته أرجح وذلك بقرينة ما رواه أبو نعيم الأصبهاني في معرفة الصحابة قال : ( حدثناه أبو بكر الطلحي ، ثنا محمد بن أحمد بن الوضاح ، ثنا عبد العزيز بن منيب ، ثنا أحمد بن الحارث الجرجاني ، ثنا أحمد بن أبي طيبة ، عن عنبسة بن الأزهر الذهلي ، عن سماك بن حرب ، قال : سمعت الحارث بن حسان البكري ، يقول : لما كان بيننا وبين إخواننا من بني تميم ما كان وفدت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووافيته وهو على المنبر وهو يقول : « جهزوا جيشا إلى بكر بن وائل » ، فقلت : يا رسول الله ، أعوذ بالله أن أكون كوافد عاد ، وذكر الحديث بطوله نحو حديث سلام أبي المنذر ) [ ص 791 / 2 ] .

فيتبين لنا أن الرواة اختلفوا على سلام على لفظين ( أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد ) ، ولفظ : ( أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد ) فلا يختار لفظ على لفظ إلا بمرجح ، وهذا الله تعالى أعلم .

قال المؤلف : ( فها هو رضي الله عنه الله عنه يستعيذ بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ورغم هذا اقره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهل من المعقول أن يقره على الإشراك بالله ) [ ص 98 ].

قلت : والمؤلف هنا يرجح لفظ : ( أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد ) ، أو لفظ ( أعوذ بالله وبرسول الله أن أكون كوافد عاد ) ، لا لشيء إلا لأنه ظن أن هذا يوافق ما يدعو إليه من استغاثة بغير الله عز وجل فنقول أن اللفظة غير محفوظة كما مر تحقيقه وإن صحة ليس هذا من باب الشرك أو الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم بما هو من خصائص الربوبية فالحارث بن حسان وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وبطريقه إلى المدينة حمل معه امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وجدها في الطريقة ، فلما حضرا عند النبي صلى الله عليه وسلم سأل النبي صلى الله عليه وسلم الحارث عن حال الحرب بين بكر وتميم فقال صلى الله عليه وسلم : ( هل كان بينكم وبين بني تميم شيء ) فأجابه وقال : نعم قال وكانت لنا الدبرة عليهم ومررت بعجوز من بني تميم منقطع بها فسألتني أن أحملها إليك وها هي بالباب فأذن لها فدخلت فقلت يا رسول الله إن رأيت أن تجعل بيننا وبين بني تميم حاجزا فأجعل الدهناء .

فلما سمعت هذه المرأة مقالة الحارث حميت لقومها قال : فحميت العجوز واستوفزت قالت : يا رسول الله فإلى أين تضطر مضرك ، تريد العجوز أن يقتله النبي صلى الله عليه وسلم فقال الحارث : إنما مثلي ما قال الأول معزاء حملت حتفها حملت هذه ولا أشعر أنها كانت لي خصما أعوذ بالله ورسوله أن أكون كوافد عاد ، والمقصود أعوذ بالله وبك يا رسول الله أن تقتلني بما قالت المرأة التي أظن أن صنعي بها كان خير لي فإذ هو يجر إلي حتفي .

فهذا هو معنى الحديث فأين الاستغاثة الشركية بهذا اللفظ إن صح ؟! فهذا الحديث لا دلالة به على ما يرمي إليه المؤلف ولله الحمد والمنة .

عدد مرات القراءة:
1337
إرسال لصديق طباعة
الأربعاء 12 ذو القعدة 1442هـ الموافق:23 يونيو 2021م 09:06:00 بتوقيت مكة
رفيق 
يا ريت تقول الوهابية انه هناك استعانة غير شركية و ليس كل استعانة شرك و كفر
 
اسمك :  
نص التعليق :