ما هي الشجرة الملعونة في القرآن؟
وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (6.) الاسراء
كل من احتك بالشيعة يرد على سمعه بعض الكلمات التي كثيرا ما يتدولها الشيعة وصارت عندهم بحكم الفلكلور, وعلى الاغلب مقالاتهم هذه غير صحيحة اليوم سنحاول استعراض مسالة الشجرة الملعونة في القران, والتي لا يتوانى الشيعة في ترديدها كلما كان موضوع النقاش بنوامية.
واللعن, شيء خطير وخصوصا اذا قالوا ان الشجرة باكملها ملعونة اي ان كل من انتمى للبيت الاموي ملعون وبدوره اولاده وبناته ,لكن كالعادة وكباقي عقائد الشيعة , نجد ان الشيعة تورطوا في ورطة كبيرة.
وذلك ان ام حبيبة من بني امية وهي زوجة رسول الله فالتصريح ان النبي تزوج امراة ملعونة شيء خطير بحد ذاته.
وعلى مر التاريخ شهدنا الكثير من المصاهرات بين الهاشميين والامويين ,والسؤال المطروح هنا هل سيكون الولد ملعون لانتسابه لبني امية ام مبارك لانتسابه لبني هاشم؟
سيدنا عثمان بن عفان بن ابي العاص بن أمية رضي الله عنه تزوج رقية وأم كلثوم ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أبوالعاص بن الربيع .. وهومن بني امية .. رضي الله عنه هوزوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم
لبابة بنت عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب ... رضي الله عنه ... تزوجت العباس بن علي بن ابي طالب ... رضي الله عنه .. ثم خلف عليها .. الوليد بن عتبة بن ابي سفيان .. (ابن اخ معاوية) .. رضي الله عنه .. المحبر .. ص 441 ... نسب قريش ص 133 ... عمدة الطالب .. هامش ص 43 ...
نفيسة بنت زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب .. رضي الله عنه .. تزوجها الوليد بن عبد الملك بن مروان ... فتوفيت عنده ... وامها لبابة بنت عبد الله بن عباس .. رضي الله عنه .. طبقات ابن سعد .. ج 5 ص 234 .. عمدة الطالب .. في انساب ال ابي طالب ص 7.
رملة بنت علي بن ابي طالب .. رضي الله عنه .. كانت عند ابي الهياج .. ثم خلف عليها .. معاوية بن مروان بن الحكم بن ابي العاص بن امية ... الارشاد .. للمفيد ص 186 ... نسب قريش ص 45 ...
جمهرة انساب العرب .. ص 87 ...
رملة بنت محمد بن جعفر -الطيار- بن ابي طالب .. رضي الله عنه .. تزوجت .. سليمان بن هشام بن عبد الملك الاموي ... ثم تزوجت .. ابا القاسم بن وليد بن عتبة بن ابي سفيان ... كتاب المحبر .. ص 449 ..
أبان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه ... كانت عنده أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر (الطيار) بن ابي طالب شقيق علي رضي الله عنهما المعارف للدنيوري ص 86
سكينة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهما ..... تزوجت من زيد بن عمروبن عثمان بن عفان رضي الله عنه- نسب قريش للزبيري 4/ 12. المعارف لابن قتيبة ص 94 - جمهرة انساب العرب لابن حزم 1/ 86 طبقات ابن سعد 6/ 349
.فاطمة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهما ... متزوجة من محمد بن عبد الله بن عمروبن عثمان بن عفان رض الله عنه .. حفيد عثمان رضي الله عنه الثاني ... مقاتل الطالبيين للاصفهاني 2.2 - ناسخ التواريخ 6/ 534 نسب قريش 4/ 114 - المعارف 93
أم القاسم بنت الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهما ... متزوجة من مروان بن ابان بن عثمان بن عفان رضي الله عنه ... فولدت له محمد بن مروان ... نسب قريش 2/ 53 - جمهرة انساب العرب 1/ 85 - المحبر للبغدادي 438
زينب بنت الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهما .. متزوجة من الوليد بن عبد الملك بن مروان .. - نسب قريش 52 - جمهرة انساب العرب 1.8
طبعا بالرغم من كون هذه المصاهرات مدعاه للشك في امر صحة ان بني امية ملعونون كلهم,
وان القران يفسر بعضه فقد قال الله تعالى:
أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (62) إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (63) إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (64) طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (65) فَإِنَّهُمْ لَآَكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (66) الصافات
إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الْأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) الدخان
ويقول الله تعالى في ان هذه الشجرة ستكون فتنه للظالمين ,وبما ان القران صحيح لكل زمان نرى انها تنطبق ايضا على الشيعة في هذا الزمان.
اذ ان هذه الشجرة كانت فتنة لهم, كما فتن بها كفار قريش, فقد سخر الكفار من النبي لما قال لهم ان هناك شجرة في الجحيم ,واول الشيعة من الباطنية ذلك واوقعوه على بني امية ,فكلاهما ظالم وكلاهما مفتون بهذه الشجرة.
ويقول الحافظ ابن كثير في تفسيره للاية الكريمة اعلاه:
وقد قيل: المراد بالشجرة الملعونة: بنوأمية. وهوغريب ضعيف.
قال ابن جرير: حدثت عن محمد بن الحسن بن زَبَالة، حدثنا عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، حدثني أبي عن جدي قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني فلان ينزون على منبره نزوالقرود (9) فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكًا حتى مات. قال: وأنزل الله في ذلك: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} الآية.
وهذا السند ضعيف جدًا؛ فإن "محمد بن الحسن بن زَبَالة" متروك، وشيخه أيضًا ضعيف بالكلية. ولهذا اختار ابن جرير: أن المراد بذلك ليلة الإسراء، وأن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم، قال: لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك، أي: في الرؤيا والشجرة.
وفي تفسير البغوي:
{وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} يَعْنِي شَجَرَةَ الزَّقُّومِ، مَجَازُهُ: وَالشَّجَرَةُ الْمَلْعُونَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي الْقُرْآنِ وَالْعَرَبُ تَقُولُ لِكُلِّ طَعَامٍ كَرِيهٍ: طَعَامٌ مَلْعُونٌ. وَقِيلَ: [مَعْنَاهُ الْمَلْعُونُ] آكِلُهَا وَنُصِبَ الشَّجَرَةُ عَطْفًا عَلَى الرُّؤْيَا أَيْ: وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ فَكَانَتِ الْفِتْنَةُ فِي الرُّؤْيَا مَا ذَكَرْنَا.
وَالْفِتْنَةُ فِي الشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ مِنْ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا: أَنَّ أَبَا جَهْلٍ قَالَ: إِنَّ ابْنَ أَبِي كَبْشَةَ يُوعِدُكُمْ بِنَارٍ تُحْرِقُ الْحِجَارَةَ ثُمَّ يَزْعُمُ أَنَّهُ يَنْبُتُ فِيهَا شَجَرَةٌ وَتَعْلَمُونَ أَنَّ النَّارَ تُحْرِقُ الشَّجَرَةَ.
ويقول الفخر الرازي:
القول الثالث: قال سعيد بن المسيب رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية ينزون على منبره نزوالقردة فساءه ذلك، وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء والإشكال المذكور عائد فيه لأن هذه الآية مكية وما كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة منبر، ويمكن أن يجاب عنه بأنه لا يبعد أن يرى بمكة أن له بالمدينة منبراً يتداوله بنوأمية.
ويقول الخازن: فإن قلت: أين لعنت شجرة الزقوم في القرآن، قلت: لعنت حيث لعن الكفار الذين يأكلونها لأن الشجرة لا ذنب لها حتى تلعن، وإنما وصفت بلعن أصحابها على المجاز. وقيل وصفها الله تعالى باللعن لأن اللعن الإبعاد من الرحمة، وهي في أصل جهنم في أبعد مكان من الرحمة. انتهى.
وهنا نقول ايضا ان العرب كانت تقول عن الطعام الكريه طعام ملعون.
ومسالة اخرى لوكان الاموي ملعونا, فهل هنالك فائدة من صلاته صومه وقيامه لانه على كل حال سوف يكون ملعونا ,وهنا نرى ان هذه الفرضية الشيعة ناهيك عن كونها لا تصح فان لها ابعادا تشهد على بطلانها كما تقدم.
سُنيٌّ حسينيٌّ
عدم صحة اثر الشجرة الملعونة بني امية
قال الله تعالى : { وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (60) : الاسراء }
قال الحافظ ابن كثير : " وَقَدْ قِيلَ: الْمُرَادُ بِالشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ: بَنُو أُمَيَّةَ. وَهُوَ غَرِيبٌ ضَعِيفٌ.
قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ: حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالة، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ جَدِّي قَالَ: رَأَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنِي فُلَانٍ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ نَزْوَ الْقُرُودِ فَسَاءَهُ ذَلِكَ، فَمَا اسْتَجْمَعَ ضَاحِكًا حَتَّى مَاتَ. قَالَ: وَأَنْزَلَ (10) اللَّهُ فِي ذَلِكَ: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} الْآيَةَ (11) .
وَهَذَا السَّنَدُ ضَعِيفٌ جِدًّا؛ فَإِنَّ "مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ زَبَالة" مَتْرُوكٌ، وَشَيْخَهُ أَيْضًا ضَعِيفٌ بِالْكُلِّيَّةِ. وَلِهَذَا اخْتَارَ ابْنُ جَرِيرٍ: أَنَّ الْمُرَادَ بِذَلِكَ لَيْلَةُ الْإِسْرَاءِ، وَأَنَّ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ، قَالَ: لِإِجْمَاعِ الْحُجَّةِ مِنْ أَهْلِ التَّأْوِيلِ عَلَى ذَلِكَ، أَيْ: فِي الرُّؤْيَا وَالشَّجَرَةِ " اهـ .[1]
وقال الحافظ ابن حجر : " قَوْلُهُ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآن قَالَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ وَذَكَرَهُ بن أَبِي حَاتِمٍ عَنْ بِضْعَةَ عَشَرَ نَفْسًا مِنَ التَّابِعِينَ ثُمَّ رَوَى مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ الْحَكَمُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ وَوَلَدُهُ وَإِسْنَادُهُ ضَعِيفٌ " اهـ .[2]
1412 - تفسير ابن كثير – ابو الفداء اسماعيل بن عمر بن كثير – ج 5 ص 92 .
1413 - فتح الباري – احمد بن علي بن حجر – ج 8 ص 399 .
ما هي الشجرة الملعونة في القرآن؟
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه:
وبعد:
هذه سلسلةُ ردودٍ علميةٍ على شبهات الرافضة حول أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم.
قالوا كيف تحبون "بني أمية" مع أن القرآن الكريم سَمَّاهم بـ الشجرة الملعونة؟
واستدلوا بما رواه الطبري في تفسيره, قال:
{حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زِبَالَةَ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الْمُهَيْمِنِ بْنُ عَبَّاسِ بْنِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: ثني أَبِي، عَنْ جَدِّي، قَالَ: " رَأَى رَسُولُ اللَّهِ بَنِي فُلانٍ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ نَزْوَ الْقِرَدَةِ، فَسَاءَهُ ذَلِكَ، فَمَا اسْتَجْمَعَ ضَاحِكًا حَتَّى مَاتَ. قَالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ: " وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ" الآيَةَ}. (1)
وهذا الكلام سمعته من المدعو "حسن الله ياري" الرافضي!
وللرد على هذا الافتراء أقول:
أولًا: الرواية غير صحيحة:
ففي سَنَدِهَا ثلاث عِلَلٍ ظاهرة لا تَخفَى على أحد.
والمسلمون لا يقبلون في دينهم إلا حديثاً تجتمع فيه شروط قبول الرواية بقسميه الصحيح والحسن، ويجب أن ينطبق على الحديث الصحيح شروطٌ خمس وهي:
اتصال السند.
عدالة الرواة.
ضبط الرواة.
انتفاء الشذوذ.
انتفاء العلة.
قال أبو عمرو بن الصلاح: {أَمَّا الْحَدِيثُ الصّحِيحُ: فَهُوَ الْحَدِيثُ الْمُسْنَدُ الّذِي يَتَّصِلُ إِسْنَادُهُ بِنَقْلِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ عَنِ الْعَدْلِ الضَّابِطِ إِلَى مُنْتَهَاهُ، وَلَا يَكُونُ شَاذًّا، وَلا مُعَلًّلا}. (2)
عِلَلُ الرواية:
العلة الأولى: محمد بن الحسن بن زبالة.
قال الإمام الذهبي:
{محمد بن الحسن بن زبالة المخزومي المدني
قال أبو داود: كذاب.
وقال يحيى بن مَعِين: ليس بثقة.
وقال النسائيُّ والأزديُّ: متروك.
وقال أبو حاتم: واهي الحديث.
وقال الدارقطني وغيره: منكر الحديث}. (3)
العلة الثانية: عبد المهيمن بن عباس بن سهل.
قال الإمام ابن حجر العسقلاني:
{عبد المهيمن بن عباس بن سهل:
قال البخاريُّ: منكر الحديث.
وقال النسائيُّ: ليس بثقة.
قلتُ: وقال ابنُ حِبان لما فحش الوهم في روايته؛ بَطَلَ الاحتجاجُ به.
وقال عليُّ بنُ الجنيد: ضعيف الحديث.
وقال النسائيُّ في مَوْضِعٍ آخَر: متروك الحديث.
وقال أبو حاتم: مُنْكَرُ الحديث.
وقال الساجيُّ: عنده نسخة عن أبيه عن جده فيها مناكير.
وقال الحربيُّ: غيره أوثق منه.
وذَكَرَهُ ابنُ البرقيِّ في طبقة مَنْ كان الأغلب على روايته الضعف.
وقال الدَّارقُطْنِيُّ: ليس بالقوي, وقال مَرَّةً: ضعيف}. (4)
العلة الثالثة: الانقطاع بين الإمام الطبري وبين بن زبالة لقول الطبري: {حُدِّثْتُ}.
فالإمام الطبري مولود سنة 224 هـ, ومحمد بن الحسن بن زبالة متوفَّى سنة 199 هـ.
ولو فرضنا أنَّ الإمام الطبريَّ بَدَأَ في سَمَاع الْعِلْمِ وهو في العاشرة من عمره.
فيكون بينهما من الانقطاع ما يصل إلى 35 عاما على الأقل!
ثانيًا: تضعيف العلماء للرواية:
قال الإمام ابن كثير:
{وهذا السند ضعيفٌ جدًا؛ فإنَّ محمد بن الحسن بن زَبَالة متروك، وشيخُه أيضًا ضعيف بالكلية}. (5)
وتابعه على قوله الإمامُ الشوكانيُّ في كتابه فتح القدير. (6)
وعليه فالرواية ضعيفة السند جِدًّا ومُنكرة, ولا يجوز لِأَحَدٍ أنْ يحتج بها علينا.
ثانيًا: على فرض صحة الرواية:
أقول أنَّ هذه الرواية على فرض صِحتها فهي لا تخدم كلام هذا المدَّعِي إطلاقًا, إِذْ لم تصرح الرواية باسم "بني أُمَيَّةَ" إطلاقًا, بل قالت الرواية: "بني فلان".!
فطالما أن الرواية قالت "بني فلان" فكيف نجعلها على "بني أمية"؟؟
ثالثًا: روايات أخرى:
واستدلوا كذلك بما رواه البيهقي, قال:
{أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا أَبُو عُثْمَانَ الْبَصْرِيُّ وَالْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَوْهِيَارَ قَالا: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: رَأَى النَّبِيُّ بَنِي أُمَيَّةَ عَلَى مِنْبَرِهِ فَسَاءَهُ ذَلِكَ، فَأُوحِيَ إِلَيْهِ إِنَّمَا هِيَ دُنْيَا أُعْطُوهَا، فَقَرَّتْ عَيْنُهُ، وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ، يَعْنِي بَلاءً لِلنَّاسِ}. (7)
وأقول: هذا إسناد ضعيف فيه علتان:
علل الرواية:
العلة الأولى: عليُّ بْنُ زَيْد بن جُدْعَان.
قال الإمام الذهبي:
{عَلِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ جُدْعَانَ التَّيْمِيُّ
قَالَ أَبُو زُرْعَةَ، وَأَبُو حَاتِمٍ: لَيْسَ بِقَوِيٍّ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: لاَ يُحْتَجُّ بِهِ.
وَقَالَ ابْنُ خُزَيْمَةَ: لاَ أَحْتَجُّ بِهِ؛ لِسُوْءِ حِفْظِهِ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: صَدُوْقٌ، وَكَانَ ابْنُ عُيَيْنَةَ يُلَيِّنُهُ.
وَقَالَ شُعْبَةُ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ - وَكَانَ رَفَّاعاً, وَقَالَ مَرَّةً: حَدَّثَنَا قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِطَ.
وَقَالَ حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ: أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بنُ زَيْدٍ وَكَانَ يَقْلِبُ الأَحَادِيْثَ.
وَقَالَ الفَلاَّسُ: كَانَ يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ يَتَّقِيْهِ.
وَقَالَ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَلٍ: ضَعِيْفٌ.
وَرَوَى: عَبَّاسٌ، عَنْ يَحْيَى: لَيْسَ بِشَيْءٍ}. (8)
العلة الثانية: سعيد بن المسيب لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يره.
قال الإمامُ أبو حاتم بن حبان:
{سعيد بن المسيب بن حزن بن أبى وهب المخزومي أبو محمد القرشي.
كان مولده لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب.
وكان من سادات التابعين فِقْهًا وَوَرَعًا وعبادة وفضلا وزهادة وعلما.
وقد قيل أنه كان فيمن أصلح بين عُثمانَ وعليًّ مات سنة ثلاثٍ وتسعين}. (9)
وقد قيل أنَّ مَرَاسيل سعيد بن المسيب رحمه الله من أصح المراسيل, ولكن تبقى قواعد علم الحديث لا تستثني أحدًا, ليظلَّ هذا الدينُ قويًا شامخًا, لا ثَغْرةَ ولا مَطْعَنَ لأحد فيه.
وعلى القول بأنَّ مُرْسَلَ سعيد صحيح, فأين سيذهبون من تضعيف علي بن زيد بن جدعان؟؟
وبناءً نقول أن هذه الرواية ضعيفة.
تضعيف العلماء للرواية:
قال الإمامُ ابن كثير:
{علي بن زيد بن جدعان ضعيف، والحديث مُرسَل أيضًا}. (10)
قال الإمامُ أبو الفرج ابنُ الجوزي:
{رواه علي بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب، وإِنْ كَانَ مِثْلُ هَذَا لَا يَصِحُّ، ولكن قد ذكره عامة المفسرين}. (11)
رواية أخرى:
واستدلوا كذلك بما رواه الجورقاني, قال:
{أخبرنا شيرويه بن شهردار، أخبرنا أبو القاسم نصر بن محمد بن علي المؤذن، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الريحاني، قال: حدثنا أبو الحسين علي بن سليمان السراج، قال: حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن عباد، قال: حدثنا عبد العزيز بن منيب، قال: حدثنا محمد بن أبي خلف، قال: حدثنا سعيد، قال: حدثنا زكريا بن عبد الله بن يزيد الأصبهاني، قال: حدثنا عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم بني أمية على منابر الأرض، وسيملكونكم، فتجدونهم أرباب سُوْءٍ بَعْدِي، لا يناوئهم أحدٌ إلا نَطَحُوهُ، فانتظروا بهم تختلف أسيافهم، فإذا اختلفت أسيافهم فلا يرتدوا على أعقابها، لا يرتقون فتقا إلا فتق الله عليهم أشد منه حتى يخرج مهديا»، قال: فاهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم لرؤيا أوري في المنام، فأنزل الله تعالى: {وما جعلنا الرؤيا التي أريناك} [الإسراء: 60]، إلا ليعمهوا، قرأ عبد الله الآية}. (12)
وأقول أنَّ هذه الرواية ضعيفة منكرة, ويكفي في إثبات ذلك أن راويها الإمام الجورقاني نفسه حَكَمَ بهذا في ذيل الرواية إذْ يقول:
{هذا حديث باطل، تفرد به عمر بن عبد الله بن يعلى الثقفي، وهو منكر الحديث.
قال عبدُ الله بنُ أحمد بن حنبل: قال أبي: عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة ضعيف الحديث.
وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي: سألت أبي، عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة الثقفي؟ فقال: هو ضعيف الحديث، مُنْكر الحديث.
وسئل أبو زرعة، عن عمر بن عبد الله بن يَعْلَى، فقال: ليس بقوي، فقيل له: فما حاله؟ فقال: أسأل الله السلامة}. (13)
رواية أخرى:
واستدلوا كذلك بما ذكره السيوطي, قال:
{وأخرج ابن مردويه، عن الحسين بن علي رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم - أصبح وهو مهموم، فقيل: مالك يا رسول الله؟ فقال: «إني رأيتُ في المنام كأنَّ بني أمية يتعاورون منبري هذا» فقيل: يا رسول الله، لا تهتم؛ فإنها دنيا تنالهم. فأنزل الله: " وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس "}. (14)
قلت: الإمامُ ابنُ حَجَر العسقلاني وغيرُه مِن العلماء قد حَكَمُوا على الرواية بالضعف.!
قال الإمامُ ابنُ حَجَر العَسْقَلَاني:
{فَرَوَى ابن مَرْدَوَيْهِ مِنْ حَدِيثِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ رَفْعَهُ: إِنِّي أُرِيتُ كَأَنَّ بَنِي أُمَيَّةَ يَتَعَاوَرُونَ مِنْبَرِي هَذَا فَقِيلَ هِيَ دُنْيَا تَنَالُهُمْ وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة، وَأخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ مِنْ حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَمِنْ حَدِيثِ يَعْلَى بْنِ مُرَّةَ، وَمِنْ مُرْسَلِ بن الْمُسَيَّبِ نَحْوَهُ، وَأَسَانِيدُ الْكُلِّ ضَعِيفَةٌ}. (15)
رابعًا: التفسير الصحيح للآية الكريمة:
يقول الله تبارك وتعالى:
) وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ, وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآَنِ, وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا (. (سورة الإسراء - 60)
روى الإمام البخاري في صحيحه قال:
{حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرٌو عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ}. قَالَ: هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ} قَالَ: هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ}. (16)
فهذا عبد الله عباس حبر الأمة وترجمان القرآن يفسر الشجرة الملعونة بشجرة الزقوم!
فماذا بقي للرافضة بعد هذا؟؟!!
ألا لعنة الله على الظالمين.
خامسًا: أقوال العلماء والمفسرين:
قال الإمام الطبري:
{وأولى الأقوال في ذلك بالصواب، قول مَنْ قال: عَنَى به رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى من الآيات والعِبَر في طريقه إلى بيت المقدس، وبيت المقدس ليلةَ أُسري به، وقد ذكرنا بعض ذلك في أوَّل هذه السورة.
وإنما قُلنا ذلك أولى بالصواب، لإجماع الحجة من أهل التأويل على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك،
وإياه عنى اللهُ عَّز وجلَّ بها، فإذا كان ذلك كذلك، فتأويل الكلام: وما جعلنا رؤياك التي أريناك ليلة أسرينا بك من مكة إلى بيت المقدس، إلا فتنة للناس: يقول: إلا بلاء للناس الذين ارتدّوا عن الإسلام، لمَّا أُخبروا بالرؤيا التي رآها، عليه الصلاة والسلام وللمشركين من أهل مكة الذين ازدادوا بسماعهم ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم تماديا في غيهم، وكفرا إلى كفرهم}. (17)
ثم قال الإمام الطبري:
{وأولى القولين في ذلك بالصواب عندنا قول مَن قال: عَنَى بها شجرة الزقوم، لإجماع الحجة من أهل التأويل على ذلك، ونُصِبَتْ الشجرةُ الملعونةُ عطفًا بها على الرؤيا. فتأويل الكلام إذن: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك، والشجرة الملعونة في القرآن إلا فتنة للناس، فكانت فتنتهم في الرؤيا ما ذكرت من ارتداد من ارتدّ، وتمادِي أهل الشرك في شركهم، حين أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بما أراه الله في مسيره إلى بيت المقدس ليلة أُسري به، وكانت فتنهم في الشجرة الملعونة ما ذكرنا من قول أبي جهل والمشركين معه: يخبرنا محمد أن في النار شجرة نابتة، والنار تأكل الشجر فكيف تنبت فيها؟}. (18)
فهذا الإمام الطبريُّ ينقل إجماع أهل العلم على تفسير الشجرة الملعونة بأنَّها شجرة الزقوم.!!
فأيُّ دِينٍ هذا الذي يؤمن به هؤلاء الرافضة، وَمَنْ نَهَجَ نَهْجَهُم؟؟!!
قال الإمامُ ابنُ كثير:
{وأما "الشجرة الملعونة"، فهي شجرة الزقوم، كما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى الجنة والنار، ورأى شجرة الزقوم، فكذبوا بذلك حتى قال أبو جهل لعنه الله بقوله: هاتوا لنا تمرًا وزبدًا، وجعل يأكل هذا بهذا ويقول: تَزَقَّموا، فلا نعلم الزقوم غيرَ هذا.
حكى ذلك ابنُ عباس، ومسروق، وأبو مالك، والحسن البصري، وغيرُ واحد، وكلُ من قال: إنها ليلة الإسراء، فَسَّرَهُ كذلك بشجرة الزقوم.
وقد قيل: المراد بالشجرة الملعونة: بنو أمية. وهو غريب ضعيف}. (19)
قال الإمامُ البَغَوِي:
{"وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ" يَعْنِي شَجَرَةَ الزَّقُّومِ}. (20)
قال الإمامانِ الجلالانِ:
{أَرَيْنَاك" عِيَانًا لَيْلَة الْإِسْرَاء "إلَّا فِتْنَة لِلنَّاسِ" أَهْل مَكَّة إذْ كَذَّبُوا بِهَا وَارْتَدَّ بَعْضهمْ لَمَّا أَخْبَرَهُمْ بِهَا "وَالشَّجَرَة الْمَلْعُونَة فِي الْقُرْآن" وَهِيَ الزَّقُّوم الَّتِي تَنْبُت فِي أَصْل الْجَحِيم جَعَلْنَاهَا فِتْنَة لَهُمْ إذْ قَالُوا: النَّار تُحْرِق الشَّجَر فَكَيْفَ تُنْبِتهُ؟!}. (21)
قال الإمامُ الشوكاني:
{قال جمهورُ المُفَسِّرين: وهي شجرة الزقوم .. }. (22)
وبهذا نكون قد أثبتنا أن كلام هذا المُدَّعِي باطلٌ، ولا أساسَ له من الصحة.
ونكون قد أثبتنا كذب وافتراء وجهل الرافضي المدعو حسن الله ياري!
ألا لعنة الله على الكاذبين والمبطلين!
سادسًا: لماذا كُلُّ هَذَا الحِقْدِ عَلَى بَنِي أُمَيَّةَ؟
أقول أنَّ مَنْ يُطَالِعُ كُتُبَ التاريخ يعلم جيدًا أن انتشار رقعة الإسلام إنما اتسعت في عهد بني أمية.
ولما كان مشروع الرافضة هو هدم دين الإسلام الصحيح النقي وتشويهه, فكان لابد لهم أن يهاجموا كلَّ مَنْ كان سَبَبًا في انتشار الإسلام في كل مكان, وهذا هو سبب حقدهم على بني أمية.
قال الإمامُ ابنُ كثير:
{فكان سوق الجهاد قائمًا في القرن الأول من بعد الهجرة إلى انقضاء دولة بني أمية، وفي أثناء خلافة بني العباس، مثل أيام المنصور وأولاده، والرشيد وأولاده، في بلاد الروم والترك والهند، وقد فتح محمود سُبِكْتَكِيْن وولده في أيام ملكهم بلادا كثيرة من بلاد الهند، ولما دخل طائفة ممن هرب من بني أمية، إلى بلاد المغرب وتملَّكوها، أقاموا سوق الجهاد في الفرنج بها}. (23)
مراجع البحث:
(1) جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام محمد بن جرير الطبري ج 14 ص 646، ط دار هجر - الجيزة.
(2) علوم الحديث للإمام أبي عمرو بن الصلاح ص 11، ط دار الفكر المعاصر - لبنان، دار الفكر - سوريا، ت: نور الدين عنتر.
(3) ميزان الاعتدال في نقد الرجال للإمام شمس الدين الذهبي ج 6 ص 108، ط دار الكتب العلمية - بيروت.
(4) تهذيب التهذيب للإمام ابن حجر العسقلاني ج 6 ص 377، ط دار الكتب العلمية - بيروت، ت: مصطفى عبد القادر عطا.
(5) تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير ج 5 ص 92، ط دار طيبة - الرياض، ت: سامي بن محمد السلامة.
(6) فتح القدير للإمام محمد بن علي الشوكاني ج 3 ص 333، ط دار الوفاء، ت: د/عبد الرحمن عميرة.
(7) دلائل النبوة للإمام أبي بكر البيهقي ج 6 ص 509، ط دار الكتب العلمية - بيروت، ت: عبد المعطي قلعجي.
(8) سير أعلام النبلاء للإمام شمس الدين الذهبي ج 5 ص 207، ط مؤسسة الرسالة - بيروت، ت: شعيب الأرنؤوط.
(9) مشاهير علماء الأمصار للإمام أبي حاتم بن حبان ص 105، ط دار الوفاء - المنصورة، ت: مجدي بن منصور بن سيد الشورى.
(10) البداية والنهاية للإمام ابن كثير ج 9 ص 270، ط دار هجر- الجيزة، ت: عبد الله بن عبد المحسن التركي.
(11) زاد المسير في علم التفسير للإمام ابن الجوزي ج 5 ص 54، ط المكتب الإسلامي - الرياض.
(12) الأباطيل والمناكير للإمام الجورقاني ج 1 ص 413، ط دار الصميعي - الرياض، ت: د/عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي.
(13) الأباطيل والمناكير للإمام الجورقاني ج 1 ص 414، ط دار الصميعي - الرياض، ت: د/عبد الرحمن بن عبد الجبار الفريوائي.
(14) الدُر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام جلال الدين السيوطي ج 9 ص 391، ط دار هجر - بيروت، ت: عبد الله بن عبد المحسن التركي.
(15) فتح الباري بشرح صحيح البخاري للإمام ابن حجر العسقلاني ج 10 ص 298، ط دار طيبة - الرياض، ت: نَظَر بن محمد الفَاريابي.
(16) صحيح البخاري للإمام محمد بن إسماعيل البخاري ص 952 ح 3888، ط دار ابن كثير- بيروت.
(17) جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام محمد بن جرير الطبري ج 14 ص 646، ط دار هجر - الجيزة.
(18) جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام محمد بن جرير الطبري ج 14 ص 652، ط دار هجر - الجيزة.
(19) تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير ج 5 ص 92، ط دار طيبة - الرياض، ت: سامي بن محمد السلامة.
(20) معالم التنزيل للإمام البغوي ج 5 ص 103، ط دار طيبة - الرياض، ت: محمد عبد الله النمر، عثمان جمعة ضميرية، سليمان مسلم الحرش.
(21) تفسير الجلالين للإمامين جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي ص 288، ط دار ابن كثير - بيروت.
(22) فتح القدير للإمام محمد بن علي الشوكاني ج 3 ص 333، ط دار الوفاء، ت: د/عبد الرحمن عميرة.
(23) البداية والنهاية للإمام ابن كثير ج 9 ص 255، ط دار ابن كثير- بيروت، ت: محيي الدين ديب مستو، علي أبو زيد أبو زيد.
تمت بحمد الله
كتبه أبو عمر الباحث
غفر الله له ولوالديه
الشجرة الملعونة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد
والشجرة الملعونة في القرآن
السؤال عند الشيعة ما ذنب الشجرة حتى تكون ملعونة؟
الجواب: وما ذنب الدنيا حتى تكون ملعونة باعترافكم؟
فقد رويتم في الكافي 2/317
عن أبي عبد الله أن الدنيا ملعونة. والخمرة ملعونة (فقه الرضا 279( وأرض بابل ملعونة)الخلاف1/497(.
هذه الآية ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن). مفسرة بآية أخرى وهي ( أذلك خير نزلا أم شجرة الزقوم. إنا جعلناها فتنة للظالمين ). فالآيتان نص صريح على أن الشجرة فتنة للظالمين.
وقد ثبت فيما رواه البخاري وغيره عن ابن عباس أن الشجرة الملعونة « هي شجرة الزقوم » (رواه البخاري3675). وأنها رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه لتلك الشجرة في النار.
قال الحافظ ابن حجر « هذا هو الصحيح » ) فتح الباري8/399).
وقال الترمذي « هذا حديث حسن صحيح » ) سنن الترمذي5/302).
أما تفسيرها ببني أمية فهي من أكاذيب ووضع أحمد ابن الطيب. اعتبر الحافظ أن من مجازفاته ادعاؤه أنه لا اختلاف بين أحد من المسلمين في أن هذا هو معنى الآية.
قلت: يا لك من كذاب فقد اتفق المفسرون على أنها رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم وهي شجرة الزقوم.
فقد قال ابن كثير عن هذا التفسير المضحك
« غريب وضعيف») تفسير ابن كثير5/60).
وقال الحافظ بن عساكر بأن معنى الآية أنهم بنو أمية: لم يصح( تاريخ مدينة دمشق57/272).
واستبعد القرطبي هذا التفسير الباطني،
ونقل عن الترمذي صحة إسناد ابن عباس أنها شجرة الزقوم (10/282).
وصرح الطبري بأن هذا هو القول الصحيح بأنها شجرة الزقوم (15/115).
وأحمد هذا كان قد أشار على المعتضد بلعن معاوية على المنابر وزعم أن النبي قال « إن معاوية في تابوت من نار في أسفل التابوت درك ينادي يا حنان يا منان فيقال له آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين». ثم عقب الحافظ قائلا « وهذا باطل موضوع ظاهر الوضع، إن لم يكن أحمد بن الطيب وضعه وإلا فغيره من الروافض» (لسان الميزان1/202).
وكان قد حكى الحافظ عن أحمد هذا أنه كان يرى رأي الفلاسفة وأنه قتل سكرانا(لسان الميزان1/202 ترجمة أحمد بن الطيب).
فالمروج لمثل هذا الكذب رافضي كذاب سكير.
وقد أورد الخطيب البغدادي في (تاريخه3/343)
من طريق محمد بن زكريا الغلابي « ان النبي صلى الله عليه وسلم نظر الى قوم من بنى فلان يتبخترون في مشيتهم فعرف الغضب في وجهه ثم قرا والشجرة الملعونة في القران فقيل له اى الشجرة هى يا رسول الله حتى نجتثها فقال ليست بشجرة نبات إنما هم بنو فلان إذا ملكوا جاروا».
قال الدارقطني « بصري وكان وضاعا » (الضعفاء والمتروكون484).
بعد هذا نقول:
نجح بولس في خلط تعاليم المسيح بالفلسفة والكذب وفشل أخوه ابن سبأ في دين الاسلام حيث وعد الله بحفظ وحيه.