الله مستقر على العرش بذاته، ولو أراد أن يستقر على بعوضة لإستقر
هل صح عن ابن تيمية رحمه الله أنه قال :" الله مستقر على العرش بذاته ، ولو أراد أن يستقر على بعوضة لاستقر " الجواب: هذا الكلام كذب وافتراء من بعضهم على الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى وأصل هذه العبارة بغير هذا اللفظ للإمام الهمام عثمان بن سعيد الدارمي رحمه الله في (النقض على المريس الجهمي العنيد ) حيث قال الدارمي رحمه الله (1/458 بتحقيق رشيد الألمعي) و(ص 252 بتحقيق منصور السماري) )) وقد بلغنا أنهم حين حملوا العرش وفوقه الجبار في عزته وبهائه ضعفوا عن حمله واستكانوا وجثوا على ركبهم حتى لقنوا لا حول ولا قوة إلا بالله فاستقلوا به بقدرة الله وإرادته ولولا ذلك ما استقل به العرش ولا الحملة ولا السموات ولا الأرض ولا من فيهن ولو قد شاء لاستقر على ظهر بعوضة فاستقلت به بقدرته ولطف ربوبيته فكيف على عرش عظيم أكبر من السموات والأرض وكيف تنكر أيها النفاج أن عرشه يقله والعرش أكبر من السموات السبع والأرضين السبع ولو كان العرش في السموات والارضين ما وسعته ولكنه فوق السماء السابعة فكيف تنكر هذا وأنت تزعم أن الله في الأرض في جميع أمكنتها والأرض دون العرش في العظمة والسعة فكيف تقله الأرض في دعواك ولا يقله العرش الذي هو أعظم منها وأوسع وادخل هذا القياس الذي أدخلت علينا في عظم العرش وصغره وكبره على نفسك وعلى أصحابك في الأرض وصغرها حتى تستدل على جهلك وتفطن لما يورد عليك حصائد لسانك فأنك لا تحتج بشيء إلا هو راجع عليك وآخذ بحلقك 000) وقد نقل هذا الكلام الإمام ابن تيمية رحمه الله في نقض التأسيس (1/568) و(2/160) عن الدارمي، فليس ابن تيمية رحمه الله هو صاحب هذا الكلام وما ذكره الإمام الدارمي رحمه الله صحيح فالله سبحانه وتعالى على كل شيء قدير وهذا الكلام الذي ذكره الدارمي كان في حالة الرد والمناظرة لبشر المريسي الجهمي ، وذكره من باب ضرب المثال وضرب المثال ولو بالمستحيل جائز كما قال تعالى(قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) وقال تعالى(ولقد أوحي إليك وإلى الذي من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك) وغيرها ، وأيضا قد يصلح في مقام الرد والمناظرة مالا يصلح في غيره وهذا هو حال الإمام الدارمي رحمه الله في كتابه هذا فتبين لنا بطلان نسبة هذا القول(الله مستقر على العرش بذاته ، ولو أراد أن يستقر على بعوضة لاستقر ) إلى الإمام ابن تيمية رحمه الله ، وأنه إنما نقله عن الدارمي بغير هذا اللفظ وهذه الإفتراء على ابن تيمية رحمه الله من قبل أعدائه ، فيحرفون كلامه ويكذبون عليه ولعلي أنقل لك كلاما مهما لابن تيمية رحمه الله تعالى يبين لك عقيدته في هذه المسالة قال كما في مجموع الفتاوى(2/88) ( وإذا كان المسلمون يكفرون من يقول إن السموات تقله أو تظله لما فى ذلك من احتياجه إلى مخلوقاته فمن قال إنه فى استوائه على العرش محتاج إلى العرش كاحتياج المحمول إلى حامله فانه كافر لأن الله غنى عن العالمين حى قيوم هو الغنى المطلق وما سواه فقير اليه ) انتهى .
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video