آخر تحديث للموقع :

الجمعة 17 جمادى الأولى 1445هـ الموافق:1 ديسمبر 2023م 10:12:15 بتوقيت مكة

جديد الموقع

موقف علماء الحنفية من عقيدة البداء عند الشيعة ..
الكاتب : عبدالرحمن محمد شاه ..

موقف علماء الحنفية من عقيدة البداء عند الرافضة 

وفيه مبحثان:
 
المبحث الأول: أصل عقيدة البداء.
 
المبحث الثاني: عقيدة البداء عند الرافضة، وموقف علماء الحنفية منها.
 
مدخل:
من الأصول الاعتقادية في الإسلام اعتقاد أن الله ﻷ بكل شيء عليم، يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون، فالعلم صفة ذاتية لله أ لا تنفك عنه بحال من الأحوال، وهي صفة فعلية باعتبار تجدّد أفرادها، فهو المتصف بها أزلا وأبدا ([1]).
فما من شيء أراد الله وقوعه في الكون إلا وعلمه محيط به أزلاً وأبداً، فهو سبحانه يعلم السرّ والعلانية والصغير والكبير، قال تعالى: ﭽ ﯬ ﯼ ﯽ ﯿ ﰈ ﰉ ﰊ ﭼ [الأنعام: ٥٩].
وقال ﻷ: ﭽ ﭗ ﭘ ﭙ ﭼ[ فصلت: ٤٧] وغير ذلك من الآيات الكثيرة التي تنصّ على أزلية علم الله تعالى وأبديته وإحاطته بكل شيء...
وقد خالف الرافضة هذا الأصل العظيم فنسبوا إليه سبحانه ما يناقض هذا الأصل ويصادمه وسموا ذلك بداء، وقد بالغوا فيه إلى حد كبير حتى جعلوا ذلك أصلاً من أصول دينهم ومذهبهم، وبذلك أضافوا ضلالا آخر إلى ضلالاتهم الكثيرة التي فارقوا بها المسلمين.
وهذا ما جعلني أفرد هذه المسألة في فصل مستقل ليعرف القارئ حقيقة دين هؤلاء الزنادقة الذين لم يسلم من طعنهم حتى خالق المخلوقات ورب الكائنات.
وقد قسمت الحديث فيه إلى مبحثين:
أولهما: في بيان نشأة هذه العقيدة وأول من قال بها.
وفي المبحث الثاني: منزلة هذه العقيدة في دين الرافضة مع الرد عليهم من خلال بيان موقف علماء الحنفية.
 المبحث الأول: أصل عقيدة البداء.
قبل أن أشرع في بيان أصل هذه العقيدة وأساسها أعرّف بلفظ البداء في اللغة:
فالبداء في اللغة يطلق على معنيين:
المعنى الأول: الظهور بعد الخفاء، يقال بَدَا: بَدْواً وبُدُوّاً وبَداءً وبَداءَةً وبُدُوّاً: ظهر، وأبديتُه، وبداءةُ الشيء: أوّلُ ما يبدو منه، وبادي الرأي: ظاهره([2])، وسُمي خلاف الحضر بدواً من هذا، لأنهم في براز من الأرض، وليسوا في قرى تسترهم أبنيتها...([3]).
ويدلّ لهذا المعنى قول الله ﻷ: ﭽ ﯻ ﯼ ﯽ ﯿ ﭼ [الزمر: ٤٧]
قال ابن كثير / في تفسيره لهذه الآية:(أي وظهر لهم من الله، من العذاب والنّكال بهم ما لم يكن في بالهم ولا في حسابهم)([4]).
وإلى هذا المعنى أشار شيخ الرافضة ابن بابويه الصدوق واستدل به بالآية المذكورة([5]).
المعنى الثاني: نشأة رأي جديد، يقال بدا له في الأمر بداءً: أي نشأ له فيه رأيٌ ([6]).
وفي القاموس المحيط: (بدا له في الأمر بَدْواً وبَداءً وبَداءةً: نشأ له فيه رأي..)([7]).
ويدلّ لهذا المعنى([8]) قول الله ﻷ: ﭽ [يوسف: ٣٥] .
وممن قرّر هذا المعنى من علماء الرافضة شيخهم فخر الدين الطريحي النجفي في كتابه (مجمع البحرين) ([9]).
فالبداء بمعنييه جاء استعماله عند الرافضة في حق الله تعالى كما سيأتي بيانه قريبا.
وتحدّد لنا بعض كتب الفرق والمقالات أن السبئية كانوا (يقولون بالبداء وأن الله تبدو له البَداوات)([10]).
ويبدو أن ابن سبأ اليهودي هو الذي حاول نشر هذه المقالة تحت مظلّة الدعوة إلى ولاية علي رضي الله عنه ولذلك كانت السبئية أول فرقة قالت بهذه المقالة في الإسلام ([11]).
ثم انتقلت هذه المقالة من السبئية إلى فرقة الكيسانية([12]) أتباع المختار بن أبي عبيد الثقفي([13]) فصارت من أشهر مقالاتهم([14]).
ويؤكد لنا هذا ما ذكره غير واحد من علماء الفرق والمقالات أن المختار بن أبي عبيد الثقفي كان يدّعي أنه يُوحى إليه، ولما بعث مصعب بن الزبير رضي الله عنه جيشا لقتاله وأتباعه، بعث المختار إلى قتالهم أحمر بن شميط([15]) مع ثلاثة آلاف من المقاتلة وقال لهم: أُوحي إليّ أن الظفر يكون لكم، فهزم ابن شميط فيمن كان معه، فعادوا إليه فقالوا: أين الظفر الذي قد وعدتنا؟ فقال المختار: هكذا كان قد وعدني ربي، ولكنه بدا له؛ فإنه سبحانه وتعالى قد قال: ﭼ [الرعد: ٣٩]، فهذا كان سبب قول الكيسانية بالبداء([16]).
فالسبب كما ترى أن المختار الثقفي كان يدّعي علم الغيب وما يحدث في المستقبل فكان إذا وقع الأمر على خلاف ما أخبر به زعم بأنه بدا لله في ذلك.
ونجد هذا السبب بعينه في أخبار الرافضة؛ فإنهم ادعوا لأئمتهم أنهم يعلمون ما كان وما يكون، فإذا نسبوا إليهم شيئا من هذا القبيل ووقع بخلافه قالوا هذا من باب البداء.
وفي تقرير ذلك روى العياشي وعنه المجلسي (عن أبي حمزة الثُّمالي قال: قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام: يا أبا حمزة إن حدثناك بأمر أنه يجيء من هاهنا فجاء من هاهنا، فإن الله يصنع ما يشاء، وإن حدثناك اليوم بحديث وحدثناك غدا بخلافه فإن الله يمحو ما يشاء ويثبت)([17]).
ومن أمثلة هذا النهج: ما أشار إليه بعضهم بأن شيوخ الرافضة كانوا يمنّون أتباعهم بأن الدولة ستعود إليهم بظهور المهدي، حتى إنهم حددوا ذلك بسبعين سنة في رواية افتروها على أبي جعفر، فلما مضت السبعون ولم يتحقق شيء من تلك الوعود اشتكى الأتباع من ذلك، فحاول مؤسّسوا المذهب الخروج من المأزق بالقول بأنه قد بدا لله ما اقتضى تغيير هذا الوعد ([18]).
ومن الأمثلة أيضاً: ما جاء في بعض رواياتهم بأن الإمام جعفرا الصادق أوصى بالإمامة من بعده لابنه الأكبر إسماعيل، ولكنه مات قبل أبيه فكانت قاصمة الظهر لهم، ففزعوا إلى عقيدة البداء لمعالجة هذه المعضلة، فنسبوا روايات إلى جعفر الصادق / تقول: (ما بدا لله بداءٌ كما بدا له في إسماعيل ابني...إذ اخترمه قبلي ليُعلم بذلك أنه ليس بإمام بعدي) ([19]).
فظهر من هذا أن القوم أتوا بهذ   ه الفرية النكراء لتغطية العار الذي يلحقهم جرّاء ادعائهم علم الغيب لأئمتهم؛ فإذا وقع أي أمر على خلاف ما حكوه عن الأئمة نسبوا ذلك إلى البداء.
وقد اعترف بهذه الحقيقة شيخهم محمد بن الحسن النوبختي والقمي الأشعري –وهما من كبار علمائهم- فقد نقلا عن سليمان بن جرير([20]): (إن أئمة الرافضة وضعوا لشيعتهم مقالتين لا يُظهرون معهما من أئمتهم على كذب أبدا وهما القول بالبداء وإجازة التقية، فأما البداء فإن أئمتهم لما أحلّوا أنفسهم من شيعتهم محلّ الأنبياء من رعيّتها في العلم فيما كان ويكون، والأخبار بما يكون في غد، وقالوا لشيعتهم: إنه سيكون في غدٍ وفي غابر الأيام كذا وكذا، فإن جاء ذلك الشيء على ما قالوه قالوا لهم: ألم نعلّمكم أنّ هذا يكون، فنحن نعلم من قِبَل الله ما علمتْه الأنبياء، وبيننا وبين الله مثل تلك الأسباب التي علِمتْ بها الأنبياء عن الله ما علمت، وإن لم يكن ذلك الشيء الذي قالوا إنه يكون على ما قالوا، قالوا لشيعتهم: بدا لله في ذلك فلم يكوِّنه)([21]).
فهي شهادة صريحة صادقة من عالمين معتبرين عند القوم وكفى بها حجة وبرهانا عليهم.
وبهذا يتبين أن مقالة البداء من محدثات ابن سبأ اليهودي وأمثاله كالمختار الثقفي وغيره، وتبعهم عليها الروافض؛ لغرض شيطاني خبيث؛ ليتوصلوا من خلالها إلى نشر ضلالهم وترويج أكاذيبهم.
أما منزلة هذه العقيدة في مذهبهم واستدلالهم عليها فسيكون الحديث عنهما مع الرد عليهم في ذلك في المبحث الآتي.
 
المبحث الثاني
عقيدة البداء عند الرافضة، وموقف علماء الحنفية منها.
 
وفيه مطلبان:
 
المطلب الأول: عقيدة البداء عند الرافضة.
 
المطلب الثاني: موقف علماء الحنفية من عقيدة البداء عند الرافضة.
 

المطلب الأول: عقيدة البداء عند الرافضة.
إن عقيدة البداء لها مكانة عظيمة وأهمية بالغة في دين الرافضة حيث إنها من أعظم ما عُبد الله به عندهم، وما بعث الله نبيا من الأنبياء إلا بالإقرار به، ولو عرف الناس ما فيه من الأجر والثواب لأصبحت تجري على ألسنتهم ليلا ونهارا...
وإليك بعض نماذج من رواياتهم التي تقرّر هذا الأمر عندهم:
* فقد روى الكليني بسنده عن زرارة بن أعين عن أحدهما عليهما السلام([22]) قال: (ما عُبِد اللهُ بشيءٍ مثل البداء).
وروى أيضاً بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: (ما عُظِّم الله بمثل البداء)([23]).
وروى أيضاً بسنده عن الريان بن الصلت قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: (ما بعث الله نبياً قطّ إلا بتحريم الخمر، وأن يُقرّ لله بالبداء)([24]).
وعن مالك الجهني قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: (لو علِم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فَتِروا عن الكلام فيه)([25]).
وغير ذلك من الروايات التي أوردها الكليني في قسم الأصول من كتابه الكافي تحت عنوان: (باب البداء) وهي تبلغ ست عشرة رواية منسوبة إلى الأئمة([26]).
والذي يظهر -والله أعلم- أنّ الكليني هو الذي أرسى أسس هذه العقيدة عند الرافضة؛ وذلك لشدة اهتمامه وعنايته بهذه العقيدة في كتابه الكافي الذي هو أصح الكتب عند القوم.
ثم أتى من بعده شيخهم الكذوب الملقب بالصدوق ومشى على درب الكليني في العناية بهذه العقيدة، فجعل لها بابا خاصا في أهم كتابيه وهما: (التوحيد) و(الاعتقادات) الذي يسمى دين الإمامية، فذكر في كتابه التوحيد إحدى عشرة رواية، وفي كتابه الاعتقادات أربع روايات([27]).
وهكذا أورد العياشي في تفسيره عدة روايات في المسألة، ومن تلك الروايات ما رواه بسنده عن محمد بن أسلم عن أبي جعفر في قوله تعالى: ﭽ ﮖ ﭼ [الأعراف: ١٤٢] قال: (كان في العلم والتقدير ثلاثين ليلة ثم بدا له فزاد عشرا فتم ميقات ربه الأول والآخر أربعين ليلة)([28]).
وعقد ابن الفتح الكراجكي فصلاً في كتابه كنز الفوائد فقال: (فصلٌ في ذكر البداء) وذكر أن الإمامية مجمعون على القول بالبداء ولهم في نصرته كلام وآثار عن الأئمة([29]).
وهكذا اهتمّ محدثهم المجلسي -الملقب بشيخ الإسلام عندهم- بهذه العقيدة فأولاها عناية فائقة وبوّب لها في كتابه بحار الأنوار بعنوان (باب النسخ والبداء) وذكر فيه ما يقارب سبعين رواية من الروايات المنسوبة إلى الأئمة([30]).
وكذلك ذكرت هذه المقالة في كتب المعاصرين من الرافضة([31]) وألّفت فيها رسائل عديدة([32]).
وقد أجمعوا على هذه العقيدة وحكى إجماعهم عليها شيخهم المفيد، كما صرح أيضاً بمخالفتهم في هذه العقيدة لسائر الفرق الإسلامية، وفي ذلك قال:(واتفقت الإمامية على إطلاق لفظ البداء في وصف الله تعالى، وأن ذلك من جهة السمع دون القياس، وأجمعت المعتزلة([33]) والخوارج والزيدية
والمرجئة([34]) وأصحاب الحديث على خلاف ما عددناه)([35]).
ولما كانت هذه العقيدة تستلزم الكفر والضلال حاول شيخهم نصير الكفر الطوسي([36]) أن يجد مخلصاً من وصمة هذا العار ومهرباً من التكفير، فتظاهر بإنكار هذه العقيدة وزعم أن الرافضة لا يقولون بالبداء([37])، ولكن محدثهم المجلسي نقده في ذلك واستغرب هذا الجواب منه ووصفه بعدم إحاطته بالأخبار([38]).
 وتظاهرُ النصير الطوسي بإنكار هذه العقيدة لم يكن إلا بعد انعقاد إجماعهم عليها -كما حكاه المفيد- وعليه؛ فلا عبرة بشذوذه، وقد تقدم أن متأخريهم ومنهم المجلسي نقدوا قوله هذا وردوه.
بينما ذهب آخرون منهم إلى الإقرار بهذه العقيدة ولكن لجأوا إلى تأويلها والاستدلال عليها بما ليس له أي تعلق بالمسألة؛ خوفا مما يترتب عليها من الكفر والضلال.
فقالوا: إن البداء منزلته في التكوين كمنزلة النسخ في التشريع، فالبداء نسخ تكويني كما أن النسخ بداء تشريعي([39]).
 وقالوا أيضاً: إن المحو والإثبات في قول الله تعالى: ﭽ ﯕ ﭼ [الرعد: ٣٩] هو البداء([40]).
 وقال بعضهم إن نسبة البداء لله في أقواله وأعماله نسبة مجازية من باب حلول الله في أوليائه، وإلا فهو من عمل الأئمة([41]).
وقال بعضهم: إن معنى البداء لله في شيء: ظهور ذلك الشيء من الله للخلق بعد أن كان مخفيا لهم([42]).
وهذه الاستدلالات برمّتها تهرب واضح مما دلت عليه رواياتهم وإجماع علمائهم، وقد تقدم قول بعضهم كالمفيد والكراجكي بأن عمدتهم في ثبوت هذه العقيدة هو روايات أئمتهم، وعليه؛ فلا عبرة بهذه التأويلات البعيدة.
وبعد استعراض هذه العقيدة عند الرافضة وإجماعهم عليها واستدلالهم لها، أنتقل إلى بيان موقف علماء الحنفية من تلك العقيدة في المطلب القادم. 
 

المطلب الثاني: موقف علماء الحنفية من عقيدة البداء عند الرافضة.
إن علماء الحنفية نقضوا مقالة البداء وبينوا أنها من ضلالات اليهود قبحهم الله، وقد تلقفها شيوخ الرافضة ونسبوا القول بها إلى الأئمة؛ لغرض خبيث يوضح لنا تدليسهم وكيدهم للإسلام وأهله، ولم يقفوا عند هذا الحد فحسب، بل راحوا يبحثون في كتاب الله عن سند لدعواهم –كعادتهم- بكل جرأة ووقاحة...
ولمّا كان قولهم بالبداء يستلزم الكفر والضلال شنّع عليهم مخالفوهم، فلجأوا حينئذ إلى تأويلات تافهة واحتمالات ساقطة نائية عن المفهوم اللغوي والشرعي لتلك المقولة، ولكن الله فضحهم وكشف سترهم، فباءت محاولاتهم بفشل وخجل، بل رجعت عليهم بأقبح العار والخسران.
وهذه الأمور قد تحدث عنها علماء الحنفية بشيء من التوضيح، وسألخص موقفهم تجاه هذه الخرافة في أربعة وجوه، وهي:
الوجه الأول: بيانهم لجذور مقالة البداء.
الوجه الثاني: إشارتهم للغرض الذي أدى بالرافضة إلى قبول هذه المقالة وترويجها.
الوجه الثالث: ردهم لهذه العقيدة بآيات من القرآن الكريم مع بيانهم للمفاسد المترتبة عليها.
الوجه الرابع: جوابهم عن شبهات الرافضة وتأويلاتهم حول هذه العقيدة.
وإلى بيان هذه الوجوه بشيء من التفصيل:
 
بيان الوجه الأول:
ذكر الشيخ موسى جار الله (أنّ البداء عقيدة يهودية من غير تأويل أتت بها أسفار التوراة من غير أن يكون فيها مجال لمجاز... ثم انتقلت إلى كتب الرافضة على ألسنة الأئمة كذبا وزورا، فتراها بمبالغات مفرطة شيعية إمامية...)([43]).
وقد عقد الشيخ موسى جار الله مقارنة –وله فضل السبْق في ذلك- بين نصوص التوراة المحرفة وروايات الرافضة لإثبات هذه الحقيقة؛ فذكر نصوصا من التوراة فيها نسبة البداء إلى الله ثم أعقبها بروايات الرافضة الدالة على نسبة هذا الضلال إلى الله تعالى.
وسأكتفي بإيراد نصّين من أسفار التوراة والتي ذكرها الشيخ أثناء هذه المقارنة، أمّا روايات البداء عند الرافضة فلا حاجة لإعادتها وقد تقدمت جملة منها.
النصّ الأول: من سفر التكوين: (ورأى الله كلَّ ما عمِله؛ فإذا هو حسنٌ جدا)([44]).
قال الشيخ موضحاً هذا النص: أي كان الله يخلق ولم يكن يعلم هل يكون حسناً أو غير حسن، فبدا له أن كل ما عمله حسن جدا.
النصّ الثاني: من سفر التكوين أيضاً: (ورأى الرب أنّ شرّ الإنسان قد كثر في الأرض، وأن كلّ تصور أفكار قلبه إنما هو شرير في كلّ يوم، فحزن الرب أنه عمّل الإنسان في الأرض، وتأسّف في قلبه جدا فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذي خلقته لأني حزنت أني عملتهم)([45]).
وقال الشيخ بعد أن ذكر هذا النص وغيره من النصوص: (فهذه النصوص من التوراة تفيد إفادة فوق الظهور وفوق كل الصراحة أن الله قد بدت له أمور لم يكن يعلمها فحزن حزنا وتأسّف أسفا على خلقه الإنسان فغسل وجه الأرض من كل أخطائه بمياه الطوفان...).
ثم قال أخيراً: (وما استعارت الشيعة عقيدة البداء إلا من أسفار التوراة)([46]).
إذاً تبين من هذه المقارنة أن البداء عقيدة يهودية انتحلتها الرافضة، وقد تقدم في المبحث السابق الجذور التاريخية لها وأن الذي تولى نشرها هم السبئية حيث كانت من أهم مقالاتهم، ثم انتقلت إلى الكيسانية أتباع المختار بن أبي عبيد الثقفي، ثم تلقفها شيوخ الرافضة وروّجوها بينهم ومنحوها وجهًا شرعياً لهدف سيء وغرض خبيث.
بيان الوجه الثاني: أشار الشيخ موسى جار الله في حديثه عن البداء إلى أن هذه المقالة اليهودية ما انتحلتها الرافضة إلا لدفع الكذب في رواياتهم التي افتروها على الأئمة؛ فإذا نسبوا إلى الأئمة وقوع شيء ولم يقع، أو وقع بخلافه، قالوا على لسان أئمتهم بأنه بدا لله في ذلك الشيء([47]).
قلت: وقد سبق في المبحث السابق ذكر بعض رواياتهم وتقريرات كبار علمائهم كالنوبختي والأشعري القمي في بيان هذه الحقيقة.
بيان الوجه الثالث:
تضافرت أقوال علماء الحنفية في نقض عقيدة البداء وردّها، ومن أقوالهم في ذلك:
* ما قاله الإمام أبو بكر الجصاص رحمه الله: (والله تعالى عالم بالعواقب غير جائز عليه البداء)([48]).
* وقال الإمام بدر الدين العيني رحمه الله: (والبداء على الله سبحانه وتعالى محال وغير سائغ)([49]).
* ونصّ على ذلك غير واحد من علماء الحنفية ([50]).
* وقال الشيخ عبد العزيز الدهلوي / في ثنايا حديثه عن عقيدة أهل السنة والجماعة: (العقيدة السابعة عشرة: أن الله تعالى لا يجوز له البداء؛ لأن حاصل البداء أن يريد الله تعالى شيئا ثم تظهر له المصلحة في شيء آخر بحيث لم تكن ظهرت له من قبل فيفسخ الإرادة الأولى ويعمل بالإرادة الثانية، وهذا المعنى مستلزم لكونه تعالى جاهلا بعواقب الأمور، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا)([51]).
* وقال أبو المعالي الألوسي / بعد أن ذكر قول فرق الشيعة بالبداء: (والحق ما ذهب إليه أهل الحق وجماهير الفرق الإسلامية من أنه تعالى يعلم الأشياء قبل كونها...لقوله تعالى: ﭼ[ النساء: ١٧٦] .
وقوله: ﭽ ﯺ ﯼﭼ[ الأنعام: ٧٣].
وقوله: ﭽ ﰕ ﭼ [الطلاق: ١٢].
وقوله: ﭽ ﮯ ﭼ [الحديد: ٢٢] إلى غير ذلك من الآيات التي أخبر فيها عن سعة علمه وأزليته وأبديته)([52]).
* وذكر الشيخ موسى جار الله أن الله يعلم علما تفصيليا بجميع المخلوقات أزلا وأبدا، فالبداء في علمه محال ممتنع، وهذه بينة ضرورية اتفق عليها كل الأديان السماوية، قال الله تعالى: ﯼ ﯽ ﯿ ﰈ ﰉ ﰊ ﭼ [الأنعام: ٥٩].
 وقال حكاية عن قول لقمان لابنه: ﭽ ﮩ ﭼ [لقمان: ١٦] فهو سبحانه لا يعتريه شيء مما يعتري الإنسان([53]).
* وقد شنّع الشيخ محمد عبد الستار التونسوي على الرافضة قولهم بالبداء، وعدّه كفرا بواحا، وفي ذلك قال: (وهكذا يفترون على الله الكذب سبحانه اتباعاً لأهوائهم فلهم الويل مما يصفون، ونسَوْا قاتلهم الله أنه ينتج من أكاذيبهم هذه نسبة الجهل إلى الله العليم الخبير الحكيم، وهو كفر بواح)([54]).
وغير ذلك من أقوالهم التي تبطل هذه العقيدة وتفندها([55]). 

بيان الوجه الرابع:
لقد أجاب علماء الحنفية عن الشبه التي تمسكت بها الرافضة في نصرة هذه المقالة الشنيعة، ومن تلك الشبه:
* قياسهم البداء على النسخ: حيث زعموا أنه لا فرق بينهما؛ فالبداء منزلته في التكوين منزلة النسخ في التشريع.
أجاب على ذلك الإمام شمس الدين السرخسي / حيث ذكر أن البداء يستلزم الجهل بعواقب الأمور وحدوث علم لم يكن موجودا، بينما النسخ ليس كذلك؛ لأنه لا يستلزم هذه المفاسد، فالحكم يكون مؤقتا في علم الله تعالى إلى أجل وإن كان ذلك غيباً عنّا([56]).
وقال الشيخ عبد العزيز الدّهلوي / في ردّ هذه الفرية: (وتمسكهم في إثبات البداء بنسخ الحكم لا يصحّ؛ فإن تبديل الحكم الأول بالحكم الثاني إما لمصلحة ظهرتْ بعدُ ولم تكن ظاهرةً من قبل، أو لا، فعلى الأول حصل المدّعى، وعلى الثاني لزم العبث في غاية الرّكاكة؛ لأن في النسخ تبديل مصالح المكلفين بحسب الأوقات، لا ظهور مصلحة غير ظاهرة لله تعالى، وتغيُّر الحكمِ وتبديله بالنسبة إلينا لكوننا مقيدين في مطمورة الجهل([57])، وإلا يكون عند الله لكل حكم ميعاد وأجل يُبقي الحكم حتى بقاء ذلك الميعاد والأجل)([58])
وقال الشيخ موسى جار الله بعد ذكره لهذه الشبهة: (وهذا القول زخرفة؛ إذ لا بداء في النسخ، والحكمُ كان مؤقتا في علم الله، وأجَلُ الحكم وانتهائُه عند حلول الأجل معلومٌ لله قبل الحكم، فأين البداء؟ نعم بدا لنا ذلك من الله بعد نزول الناسخ وبعد وقوع المحو، فالبداء لنا في علمنا لا لله تعالى)([59]).
* وأمّا قولهم: إنّ المحو والإثبات في قول الله تعالى: ﭽ ﯕ ﭼ [الرعد: ٣٩] هو البداء.
فقد ذكر علماء الحنفية في تفسير هذه الآية أقوالا كثيرة عن السلف وليس فيها قولا واحدا مما تزعمه الرافضة في الآية، وإليك بعض هذه الأقوال:
قيل إنّ الله تعالى يمحوا ويثبت ما يشاء من أرزاق العباد ومصائبهم وما يعطيهم وما يقسّم لهم.
 وقيل: يمحوا ويثبت ما يشاء إلا الشقاوة والسعادة، والموت والحياة، فإنهما لا يتغيران.
 وقيل: من جاء أجله يذهب، ويثبت الذي هو حيّ حتى يجري إلى أجله.
 وقيل: إن المراد به نسخ ما أراد الله نسخه من الأحكام وإثبات ما لم يرد نسخه منها.
 وقيل يمحوا الله من ديوان الحفظة ما يشاء محوه، ويثبت ما عنده في اللّوح المحفوظ. وقيل غير ذلك ([60]).
 وجماع هذه الأقوال أن الأقدار يمحوا وينسخ الله منها ما يشاء ، ويثبت منها ما يشاء (وكل ذلك بعلمه وقدرته وإرادته من غير أن يكون له بداء في شيء، وكيف يُتوهّم له البداء وعنده أم الكتاب، وله في الأزل العلم المحيط: ﭽ ﯬ ﯼ ﯽ ﯿ ﰈ ﰉ ﰊ ﭼ [الأنعام: ٥٩] ... فتوهُّم البداء له في شيء في زمان من الأزمان تكذيب للآيات)([61]).
فتبين بهذا أن استدلال الرافضة بالآية إنما هو في غير محلّه، بل هو ردٌّ عليهم، وهذا من سنة الله أنه ما من دليل يتعلق به أهل البدع إلا وتجد فيه ما يردّون به على أنفسهم.
* وأمّا قول بعضهم إن البداء وقَع للأئمة ونسبته إلى الله مجازي من باب حلول الله في أوليائه، فإنه من أسخف الأقوال وأشنعها وهو يعود عليهم بأوخم العواقب وأقبحها، وبيان ذلك في الوجوه الآتية:
أولاً: إن عقيدة الحلول كفر لا شك فيه، وقد كفّر الله النصارى لزعمهم أن الله حلّ في عيسى عليه السلام، كما قال تعالى: ﭽ ﮋ ﮌ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ [المائدة: ٧٣].
ثانياً: إن نسبة البداء إلى الأئمة يؤدي إلى القول بنقض عصمتهم؛ فإما أن يقولوا بنقض عصمتهم فتنقض أسطورة الإمامة، وبنقضها تنقض عقيدة البداء تبعاً، وإما أن ينفوا البداء عنهم ويقولوا بنسبتها إلى الله حقيقة -كما دلت على ذلك رواياتهم- فيكفروا، وهذا هو الخيار الأنسب لمقتضى رواياتهم.
ثالثاً: إن نسبة البداء إلى الأئمة ينفي عنهم دعوى علم الغيب، وقد رووا أنهم يعلمون ما كان وما يكون وأنه لا يخفى عليهم شيء إلى يوم القيامة([62]) فأيّ معنى لهذه الدعوى؟!
رابعاً: روى الكليني بسنده عن أبي هاشم الجعفري قال كنت عند أبي الحسن عليه السلام بعد ما مضى ابنه جعفر وإني لأفكر في نفسي أريد أن أقول: كأنهما: أعني أبا جعفر وأبا محمد في هذا الوقت كأبي الحسن موسى وإسماعيل ابني جعفر ابن محمد عليهم السلام، وإن قصتهما كقصتهما؛ إذ كان أبو محمدٍ المُرجى بعد أبي جعفر عليه السلام ، فأقبل عليّ أبو الحسن قبل أن أنطلق فقال: نعم يا أبا هاشم بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر ما لم يكن يعرف له، كما بدا له في موسى بعد مضيّ إسماعيل ما كشف به عن حاله، وهو كما حدثتك نفسك وإن كره المبطلون، وأبو محمد ابني الخلف من بعدي...)([63]).
فقوله:(بدا لله في أبي محمد بعد أبي جعفر ما لم يكن يعرف له) وهكذا قوله: (ما كشف به عن حاله) صريحان في إفادة معنى البداء بمدلوله اللغوي والاصطلاحي بحيث لا يحتملان أي تأويل، فنسبة الجهل إلى الله وحدوث رأي جديد له هو الذي يفيده هذا النص بكل جلاء ووضوح([64]).
* وأمّا ما قاله بعضهم: إن المقصود بالبداء في الروايات هو ظهور الشيء من الله للخلق بعد أن كان مخفيا عليهم مستدلين بقوله تعالى: ﭽ ﯻ ﯼ ﯽ ﯿ ﭼ [الزمر: ٤٧] .
فهو استدلال خارج عن الموضوع هنا؛ إذ البداء في الآية منسوب إلى المخلوق وليس إلى الخالق، وبالتأمل فهو حجة عليهم لأن معناه ظهور ذلك الشيء للمخلوق بعد أن كان مخفيا عليهم، وهكذا إذا نسب البداء إلى الله تعالى -كما هو في رواياتهم- فلا يحتمل إلا هذا المعنى.
 ولذلك استغرب الشيخ عبد العزيز الدهلوي استدلال بعضهم بالآية المذكورة على إنكارهم البداء لله تعالى، وفي ذلك قال:(والطُّرفة: أنّ شيخهم الصدوق استدل في كتابه التوحيد([65]) بآية: ﯼ ﯽ ﯿ على هذا المطلب، ومن هنا يعلم سوء فهم علمائهم لكتاب الله تعالى الذي هو واضح ومفسّر)([66]).
ثم ذكر الشيخ بعض رواياتهم الصريحة الناطقة بنسبة البداء إلى الله تعالى والتي لا يسوغ لهم تأويلها بأي حال، ومن تلك الروايات:
ما رواه الكليني بسنده عن أبي جعفر في قصة هلاك قوم لوط عليه السلام، ومما جاء فيها: (أن لوطاً قال للملائكة: يا رسل ربي فما أمرَكم ربي فيهم؟ قالوا: أمرَنا أن تأخذهم بالسّحَر، قال فلي إليكم حاجة، قالوا وما حاجتك؟ قال: أن تأخذهم الساعة؛ فإني أخاف أن يبدوا فيهم لربي)([67]).
وروى أيضا بسنده عن أبي جعفر (أن الله يقول للملكين في رحِم الأم: أن اكتبا عليه قضائي وقدري، ونفّذا أمري واشترطا لي البداء)([68]).
ثم عقب الشيخ على هاتين الروايتين وغيرهما بقوله: (إن مجموع هذه الروايات قد اتضح منها أن البداء على ثلاثة معان:
1/ البداء في العلم، وهو أن يظهر له خلاف ما علم.
2/ البداء في الإرادة، وهو أن يظهر له خلاف ما أراد.
3/ البداء في الأمر، ويسمى البداء في التكليف، وهو أن يأمر بشيء ثم يظهر له الصواب في خلافه فيأمر به.
وهذه الفرقة تجوز البداء بهذه المعاني الثلاثة كلها)([69]).
وبعد: فإن هذه التأويلات التي سودت بها الرافضة أسفارهم لم تغن عنهم شيئا، بل لم تزدهم إلا كذبا ووهنا، وبه يتقرر أن الرافضة نسبوا البداء إلى الله في رواياتهم وأقوالهم لإيجاد مخرج من فضيحة عقيدة عصمة الأئمة وعدم تناقض أقوالهم، وبذلك أضافوا كفرا آخر إلى كفرهم وضلالا إلى ضلالهم: ﭽ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﭼ [الحج: ١٨].


([1]) قد عدّ العلماء هذا الأصل العظيم أحد مراتب القدر الأربعة وهي: العلم، والإرادة، والكتابة، والخلق، انظر في ذلك كتاب القدر للفريابي ص 236، وشفاء العليل لابن القيم ص 55، وشرح الطحاوية لابن أبي العز 1/363، والدين الخالص للقنوجي 3/155، والإيمان بالقضاء والقدر للشيخ محمد بن إبراهيم الحمـد ص  59. 

([2]) القاموس المحيط ص 1136، (فصل الباء، مادة: بدو).

([3]) معجم مقاييس اللغة ص 102 (مادة: بدو).

([4]) تفسير ابن كثير 4/73 ، وانظر روح المعاني 11/24.

([5]) التوحيد للصدوق ص 336.

([6]) الصحاح للجوهري (مادة: بدو ).

([7]) ص 1136 (مادة: بدو)، وانظر معجم مقاييس اللغة ص 102 (مادة:بدو).

([8]) انظر تفسير روح المعاني 12/36.

([9]) انظر مجمع البحرين ومطلع النيرين في غريب القرآن والحديث 1/167-168.

([10]) التنبيه والرد للملطي ص19.

([11]) المرجع السابق.

([12]) الكيسانية هي إحدى فرق الشيعة، وإنما سموا كيسانية نسبة إلى كيسان مولى علي بن أبي طالب، وقيل كان تلميذا لمحمد بن الحنفية، وقيل إن كيسان هو محمد بن الحنفية، وقد كان المختار يدعو في بادئ أمره إلى إمامته مع الغلو الشديد فيه، فسمّي من تبعه على ذلك بالكيسانية أو المختارية، وقد ذكر أبو الحسن الأشعري أنهم إحدى عشرة فرقة، انظر مقالات الإسلاميين ص 20، والملل والنحل ص 62.

([13]) هو المختار بن أبي عبيد الثقفي، كان خارجيا، ثم أظهر نصرة عبد الله بن الزبير ط، ثم  أصبح بعد ذلك شيعيا كيسانيا، وصار يدعو إلى إمامة محمد بن الحنفية ويغلو فيه لمصالح شخصية، وكان يقول بالبداء، ويدّعي علم الغيب، وغير ذلك من الخرافات والضلالات، وقد تبرأ منه محمد بن الحنفية لما أُخبر بحاله، وقتله أصحاب جيش مصعب بن الزبير في الكوفة، سنة( 67هـ). انظر  الملل والنحل ص 62-63، وسير أعلام النبلاء 3/538، وفوات الوفيات 4/123.

([14]) انظر الملل والنحل ص 64، وأصول الدين للبزدوي ص 255.

([15]) كان من قواد المختار الثقفي في معركته مع مصعب بن الزبير ط، وهلك سنة (67هـ) انظر تاريخ ابن خلدون 3/30، والأعلام 1/276.

([16]) التبصير في أصول الدين ص 29، وانظر الفرق بين الفرق 46، والملل والنحل ص  64. 

([17]) تفسير العياشي 2/217 ، وبحار الأنوار 4/119.

([18]) انظر تفسير العياشي 2/218، والأصول من الكافي 1/240، وبحار الأنوار 4/214.

([19]) التوحيد للصدوق ص 336، وانظر أيضا الأصول من الكافي 1/327، ونور البراهين للجزائري 2/238.

([20]) هو سليمان بن جرير الزيدي، تنسب إليه فرقة السليمانية من الزيدية، انظر مقالات الإسلاميـين ص 49، والملل والنحل ص 68 . 

([21]) فرق الشيعة للنوبختي ص 74-75، والمقالات والفرق للقمي ص 78، وانظر من مصادر أهــل السنة: الملل والنحل ص 64.

([22]) هكذا أورد النصّ بالإبهام، وهم يقصد ون به أبا جعفر الباقر أو ابنه جعفرا الصادق؛ لكثرة ما رووا  عنهما في هذا الباب.

([23]) الأصول من الكافي 1/146، وانظر التوحيد للصدوق ص  333 ، وبحار الأنوار 4/107.

([24]) الأصول من الكافي 1/148، والتوحيد ص 334، وبحار الأنوار 4/108.

([25]) المراجع السابقة.

([26]) انظر الأصول من الكافي 1/146-149.

([27]) انظر كتاب التوحيد، باب البداء ص 331-345، والاعتقادات ص 40-41.

([28]) تفسير العياشي 1/44.

([29])كنز الفوائد ص 102 وما بعدها. 

([30]) انظر بحار الأنوار 4/92-129.

([31]) انظر على سبيل المثال: عقائد الإمامية الاثني عشرية للزنجاني 1/34، وعقائد الإمامية للمظفر ص 45- 46، والبيان في تفسير القرآن للخوئي ص 391 وما بعدها، وأضواء على عقائد الشيعة الإمامية وتاريخهم لجعفر السبحاني ص 445 وما بعدها. 

([32]) ذكر آغا بزرك في الذريعة 3/53-57 خمسا وعشرين رسالة في ذلك.

([33]) المعتزلة هم أتباع واصل بن عطاء الغزال وعمرو بن عبيد، وهي فرقة كلامية اشتهرت بالتعطيل،وهم فرق كثيرة يجمعهم ما سموه بالأصول الخمسة، وهي التوحيد، والعدل، والوعد والوعيد، والمنـزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهم يخالفون أهل السنة في تقرير هذه الأصول، ومن عقائدهم أيضا: قولهم بخلق القرآن،وإنكارهم لرؤية الله يوم القيامة، وغير ذلك من العقائد الفاسدة. انظر في تفصيل عقائدهم: التبصير في الدين ص 53، والملل والنحل ص 21. 

([34]) المرجئة: هم الذين أخرجوا العمل عن مسمى الإيمان، ونفوا الزيادة والنقصان والاستثناء فيه، وهم على مراحل، فمنهم من جعل الإيمان مجرد المعرفة وهم الجهمية، ومنهم من جعله قولا باللسان وهو المشهور عن الكرامية، ومنهم من جعله مجرد تصديق القلب وهم الأشاعرة والماتريدية، ومنهم من جعله التصديق مع القول باللسان وهم مرجئة الفقهاء. انظر الملل والنحل ص 60، والفرق بين الفرق ص 187، ومقالات الإسلاميين ص 86.

([35]) أوائل المقالات ص 46، وانظر تصحيح اعتقادات الإمامية ص 65، وانظر كنز الفوائد  ص 102. 

([36]) هو محمد بن محمد بن الحسن الطوسي الملقب عند الرافضة بنصير الدين(وهو نصير الكفر) الهالك سنة(672هـ) قالوا عنه بأنه كان "محققا مدققا عالما صرفا متبحرا عميقا، أفضل أهل عصره في العلوم العقلية والنقلية والرياضية، وله مصنفات كثيرة على مذهب الإمامية". انظر ترجمته في طرائف المقال  2/444، والذريعة 4/426.

([37]) تلخيص المحصّل ص 250.

([38]) بحار الأنوار 4/123.

([39]) انظر في ذلك: التوحيد للصدوق ص 335 ، والاعتقادات له أيضا ص 41، وحق اليقين في معرفة أصول الدين 1/78 وبحار الأنوار 4/93، وعقائد الإمامية للمظفر ص 46.

([40]) انظر بحار الأنوار 4/93، والصافي في تفسير القرآن 2/49-50، وعقائد الإمامية ص 46.

([41]) انظر الصافي في شرح الكافي للقزويني، كتاب التوحيد 2/228 والنص أصله بالفارسية.

([42]) انظر الغيبة للطوسي ص 83، وتابعه على ذلك جعفر السبحاني في كتابه: أضواء على عقائد الشيعة الإمامية ص 451.  

([43]) الوشيعة في نقض عقائد الشيعة ص 113-114 بتصرف يسير.

([44]) العهد القديم والجديد: الإصحاح الأول، سفر التكوين 1/4 (فقرة: 31)، وقاموس الكتاب المقدس   ص 3.

([45]) العهد القديم والجديد: الإصحاح السادس، سفر التكوين 1/10 (فقرة: 5).

([46]) الوشيعة ص 112، 115.

([47]) المرجع السابق ص 120.

([48]) أحكام القرآن 1/732. 

([49]) عمدة القاري بشرح صحيح البخاري 4/48.

([50]) انظر أصول السرخسي 2/54-55 ، وأصول البزدوي مع شرحه كشف الأسرار 3/248.

([51]) التحفة الاثني عشرية 1/86(تحقيق: أحمد المدخلي).

([52]) السيوف المشرقة ص 356 بتصرف يسير.

([53]) الوشيعة ص 110-111، 115-116 بتصرف.

([54]) بطلان  عقائد الشيعة ص 24، وانظر إرشاد الشيعة ص 169-170.

([55]) انظر للاستزادة مبحث: ( ادعاء الرافضة النسخ في أخبار القرآن الكريم).

([56]) انظر أصول السرخسي 2/55-57.

([57]) المطمورة: حفرة يُطمر فيها الطعام أي يخبأ،  انظر مختار الصحاح ص 351  (مادة: طمر).

([58]) التحفة الاثني عشرية 1/99(تحقيق: أحمد المدخلي).

([59]) الوشيعة ص 115.

([60]) انظر من تفاسير الحنفية: بحر العلوم 2/196-197، ومدارك التنزيل 2/252، وإرشاد العقل السليم 5/27، وروح المعاني 13/1169، وينظر مصداق ما ذكروه في: معالم التنزيل3/27، وتفسير القرطبي 9/210، وتفسير ابن كثير 2/675-677 .

([61]) الوشيعة ص 116، وانظر التحفة الاثني عشرية 1/99(تحقيق: أحمد المدخلي). 

([62]) انظر على سبيل المثال: بصائر الدرجات ص 147، والأصول من الكافي 1/261، وبحار الأنوار 26/28.  

([63]) الأصول من الكافي 1/327.

([64]) إرشاد الشيعة ص173-175، وانظر الروايات الصريحة في إثبات عقيدة البداء عند الرافضة في التحفة الاثني عشرية 1/89-95(تحقيق: أحمد المدخلي).  

([65]) التوحيد للصدوق ص 336.

([66]) التحفة الاثني عشرية 1/100(تحقيق: أحمد المدخلي).

([67]) الفروع من الكافي 5/546.

([68]) المرجع السابق 6/14.

([69]) التحفة الاثني عشرية 1/89-95(تحقيق: أحمد المدخلي) بتصرف واختصار، وانظر هذه الأنواع الثلاثة للبداء في الملل والنحل ص 64.


عدد مرات القراءة:
1134
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :