آخر تحديث للموقع :

الأحد 22 ذو القعدة 1444هـ الموافق:11 يونيو 2023م 12:06:10 بتوقيت مكة

جديد الموقع

مفهوم الإمامة عند الشيعة وموقف علماء الحنفية منه ..

مفهوم الإمامة عند الشيعة وموقف علماء الحنفية منه

 بالنظر إلى كتب القوم وأقوال علمائهم يتبيّن أنّ الإمامة عندهم: منصب إلهيٌّ وعهد رباني كالنبوة، بل شأنها أعظم من النبوة، لأنها الركن الأعظم عندهم-كالشهادتين عند المسلمين-.
وقالوا إن جميع الأنبياء أرسلوا لأجلها، والكتب السماوية أمرت بها، ولا تقوم لله حجة على خلقه إلا بها، كما أنّ نصب إمام متصف بصفات الألوهية والربوبية واجب على الله تعالى، ومن أنكر هذه العقيدة ولم يؤمن بها فهو كافر مشرك مخلّد في النار، ومن أقرّ بها دخل الجنة ولو لم يعمل خيرا قط.
وفيما يلي ذكر شيء من نصوصهم وأقوالهم التي توضح هذا الأمر وتقرّره: 
فأما كون الإمامة منصباً إلهياً وعهدا من الله تعالى كالنبوة، ففي ذلك يقول شيخهم محمد حسين آل كاشف الغطاء([1]): (و مراد الإمامية بالإمامة: كونها منصباً إلـهياً يختاره الله بسابق علمه بعباده كما يختار النبيّ، ويأمر النبيّ بأن يدلّ الأمة عليه...)([2])، وقد نصّ على ذلك أكابر علماء الرافضة([3]).
كما عقد شيخهم الكليني([4]) باباً بعنوان: (إن الإمامة عهدٌ من الله) وأورد تحته أربع روايات نسبها إلى أئمة أهل البيت، ومنهـا مـا رواه بسنده الموضوع عن أبي عبد الله([5]) u يقول: (أتروْن الموصي منا يوصي إلى من يريد؟ لا والله، ولكن عهدٌ من الله ورسوله لرجل فرجل حتى ينتهي الأمر إلى صاحبه)([6]).
بل هي عندهم أعلى منزلة وأجل مكانة من النبوة([7])، ففي أصول الكافي ما ملخصه:  إنّ إبراهيم u كان عبدا ثم نبياً ثم رسولاً ثم خليلاً ثم إماماً)،  فجعل الإمامة أعلى مرتبة وصل إليها إبراهيم u، ثم قال: (ومن عظمها في عين إبراهيم قال يا رب ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)([8]).
وأما زعمهم أنّ نصب الإمام واجب على الله: ففي ذلك قال شيخهم ابن مطهر  الحلّـي([9]) وهو الأحرى بأن يسمى بابن المنجّس:(ونصبُ الإمام واجبٌ عليه تعالى ما دام التكليف واجبا )([10]).
وسبب وجوبه على الله تعالى عندهم: زعمهم أنّ وجود الإمام لطف([11])، واللّطف واجب عليه تعالى بزعمهم([12]).
وأما زعمهم بأنها ركن من أركان الدين بل أعظمها على الإطلاق، فقد روى ثقة دينهم محمد بن يعقوب الكليني بسنده (عن أبي جعفر([13]) u قال: بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والوِلاية، ولم ينادَ بشيء كما نُودي بالولاية)([14]).
وفي روايـةٍ أخـرى قال زرارة ([15]): فقلـت: وأي شيء من ذلك أفضل؟
فقــــال: (الولاية أفضل، لأنها مفتاحهن، والوالي هو الدليل عليهن)([16]). 
وأما زعمهم بأنّ جميع الأنبياء أوصوا بالإمامة، والكتب السماوية أمرت  بها: ففي ذلك روى الكليني أيضاً بسنده (عن أبي الحسن عليّ u قال: ولايتنا ولاية الله التي لم يُبعث نبيٌ قطّ إلا بها)([17]).
وأما زعمهم بأن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام، فقد عقد الكليني بابا بعنوان: (باب أن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام) وأورد تحته عدة روايات منها:
ما رواه بسنده عن أبي عبد الله u قال: (إن الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بإمام حتى يعرف)([18]).
وأما ادعاؤهم بأن منكر الإمامة كافر، والمعترف بها مؤمن داخل الجنـة لا محالة،وإن لم يعمل خيرا قط: ففي ذلك روى الكليني أيضاً بسنده (عن أبي جعفر u أنه قال: لا يكون العبد مؤمنا حتى يعرف الله ورسوله والأئمة كلهم وإمام زمانه...)([19]).
وقال ابن مطهّر الحلّي في مقدمة كتابه منهاج الكرامة([20]): (فهذه رسالة لطيفة اشتملت على أهم المطالب في أحكام الدين...وهي مسألة الإمامة، التي يحصل بسبب إدراكها نيل درجة الكرامة، وهي أحد أركان الإيمان المستحق بسببه الخلود في الجنان والتخلص من غضب الرحمن)([21]).
فهذا عرضٌ موجز للنصوص والأقوال التي توضح مفهوم الإمامة عند القوم، وهي غيض من فيض، وقطرة من بحر([22]) وما أردت إلا إعطاء القارئ فكرة عن مفهومهم للإمامة.
وقد نتج عن غلوّهم في مسألة الإمامة الغلوّ في أئمة أهل البيت، فأثبتوا لهم صفات الألوهية والربوبية، وصفات الأنبياء، كادعائهم أنهم يتصرفون في الكون، وأنهم أركان الأرض، وأنهم خزّان علم الله، وأنهم يعلمون الغيب المطلـق، وأنهـم لا يموتون إلا باختيارهم، وأنهم أسماء الله وصفاته، ويتوسل بهم إلى الله، وتُشدُّ الـرّحال إلى قبورهم، ويطاف بها -والعياذ بالله- وأنهم معصومون من الكبائر والصغائر و الخطأ والسهو والنسيان ، وأن الملائكة تطأ فرشهم وتخدمـهم، وأن أعمـال العباد تعرض عليهم، وأن الجنة والنـار بأيديهم...إلى غير ذلك من صور الغلو التي لا تقبلها العقول القويمة والفطر السلمية([23]).
ولذلك فقد أنكر خرافات مسألة الإمامة بعض من كان على مذهب الرفض ثم رجع عنه وصار يردّ على تلك الخـرافات من باب العدل والإنصـاف، كأبي الفضـل ابن الحسـن البــرقعي([24]) الذي كسّر أصنامهـم بكتاباته الشهيـرة المعروفة، والكسـروي([25]والياسـري([26]ومـوسى الموسـوي([27]وأحمد الكاتب([28]) وغيرهم، وهؤلاء كانوا يعتبرون قبل إنكارهم لهذه الخرافات مرجعيات القــوم، ولما أظهروا إنكار هذه الخرافات، تعرضوا لأصناف من الأذى والمضايقات إلى أن انتهى مصير بعضهم إلى القتل([29]).
قال البرقعي: (وفي تلك الأعوام كنت أجد فراغاً في الوقت ساعدني على المطالعة والبحث والتأليف والتدبر في كتاب الله، فتبين لي أنني وجميع علماء مذهبنا غارقون في الخرافات، وغافلون عن كتاب الله، وتخالف آراؤنا صريح القرآن وتعارضه)([30]).
وكما قال أحمد الكاتب: (وقد آن للإمامية أن يتخلّصوا من هذه النظريات الكلامية الواهية، ويعودوا إلى فكر أهل البيت الذين كانوا يدْعون إلى الشورى، ويلتزمون بها ويتعاملون مع الخلفاء الراشدين كأفضل ما يكون، ويترحمون عليهم ويأمرون شيعتهم بموالاتهم)([31]). 
وبعد هذا العرض لأقوال الرافضة ورواياتهم في مفهوم الإمامة أنتقل إلى بيان موقف علماء الحنفية من هذا المفهوم في المطلب القادم بحول الله وعونه.
 

موقف علماء الحنفية من مفهوم الإمامة عند الرافضة


تصدى علماء الحنفية لنقض مفهوم الإمامة عند الرافضة وقبل أن أشرع في بيانه ألمح بإيجاز إلى مفهومهم للإمامة، ليقارن القارئ بينه وبين المفهوم الذي اخترعه الرافضة من هوى نفوسهم وزبالة عقولهم.
فمن أقوالهم في توضيح معنى الإمامة:
1/ ما قاله سعد الدين التفتازاني([32]) رحمه الله: (هي رياسةٌ عامة في أمر الدين والدنيا خلافة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم )([33]).
2/ وقال الكمال ابن الهمام([34]) رحمه الله: (الإمامة استحقاق تصرفٍ عامٍ على المسلمين)([35]).
3/ وقال أبو الثناء الألوسي([36]) رحمه الله: (هي رياسةٌ عامة في أمر الدين والدنيا، نيابة عنه عليه الصلاة والسلام)([37]).
 وقد نصّ علماء الحنفية أيضا في تقريرهم لمسألة الإمامة على أن نصب الإمام واجبٌ على العباد وليس على الله تعالى كما تزعمه الرافضة ([38]).
وبهذا يتبين أن مفهوم الرافضة للإمامة مفهوم مبتدع لا أساس له من الصحة ولم ينزل الله به من سلطان.
قال الشيخ محمد عبد الستار التونسوي([39]) رحمه الله: (إن الشيعة اخترعوا مفهوم الإمامة من عند أنفسهم حيث جعلوا الإمامة منصبا إلهيا وركنا من أركان الدين، وجعلوا الإمام معصوما مثل أنبياء الله، وعالما للغيب، وأوردوا لتأييد أهدافهم هذه رواياتٍ موضوعة افتراء وكذبا، والحق أن الإمام يكون بمعنى القدوة مطلقا([40])...فهذه الكلمة لا تقتضي العصمة ولا علم الغيب، ولا التصرف في الأمور، وليست عندهم حجة شرعية تثبت لهم هذه الصفات التي أثبتوها للإمام)([41]).
وقال أيضا: (إن كتاب الله أثبت المراتب المذكورة -أي مراتب الأولياء-  في قول الله  :   ﭽ ﭹ  ﭺ  ﭻ  ﭼ  ﭽ  ﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ ﮃﮄﮅ ﮆ   ﮇ  ﮉ   ﮊ  ﮋﭼ[النساء: 69]، فليس في هذه المراتب الأربعة منصب الإمامة الذي اخترعه الشيعة وجعلوه أساس مذهبهم، مع أن عليا وآله y ينكرون بشدةٍ كونَ الإمام بمعنى أنه مفترض الطاعة أو المعصوم)([42]).
وقد أبرز الشيخ محمد منظور نعماني([43]) رحمه الله خطر عقيدة الإمامة ومفهومها السخيف بذكر بعض لوازمها الفاسدة وآثارها السيئة فقال: ( الإيمان بعقيدة الإمامة الرافضية مستلزم لعقيدة إنكار ختم النبوة، وأن النبوة لا تزال تحتاج إلى مرحلة أخرى من مراحل الرّقي، وأنها سترقى وتتطور تحت عنوان الإمامة لتصل إلى درجة عالية من النبوة حتى يوم القيامة، وخاتم هذه المرحلة هو المهدي المزعوم)([44]).
أمّا قول الرافضة:(إنّ الإمامة منصب إلهي وعهد رباني كالنبوة) فأبطل هذا الادّعاء الشيخ محمد عبد الستار التونسوي حيث قال: ( لما أراد الناس بيعة علي t بعد شهادة عثمان t، وقالوا مُدّ يدك نبايعك على خلافتك فقال: (دعوني والتمسوا غيري، وإن تركتموني فأنا كأحدكم، ولعلّي أسمعكم وأطوعكم لمن ولّيتموه أمركم، وأنا لكم وزير خيرٌ لكم مني أمير)([45])... فلو كانت إمامتــه من عند الله تعالى لما اعتذر بهذا الاعتـذار؛ لأن الإمامـة المنصوصـة من الله واجبـة الطاعـة للإمـام ولرعيّــته، وهكـذا فوّض الحسـن([46]) t الإمامة
لمعاوية([47]) t  وبايـع على يده([48])، كما بايعه الحسـين([49]) t أيضاً([50]).
فلو كان الحسن والحسين إمامين منصوصين من الله تعالى لما بايعا معاوية t،
ولما فوّضا الأمر إليه، فدلّ ذلك على أن الإمامة ليست من الأمور المنصوصة التي كفّر الروافض أصحاب رسول الله r بسببها)([51]).
وهكذا أشار أبو الثناء الألوسي / إلى أن هذه العقيدة لا أساس لها من الصحة فقال:
 (وأنت تعلم أن الشيعة بنوْا القول بالكفر -أي كفر الصحابة - على أن الخلافة أخت النبوة، فالإخلال بأمرها كالإخلال بأمر النبوة، فحيث كان الإخلال بأمر النبوة كفرا كان الإخلال بأمرها كذلك، وذلك غير مسلّم، ودون إثباتهــا خرط القتاد)([52]) ([53]).
وأما زعمهم (أن الإمامة ركن من أركان الدين أو أجلّ أركانه): ففي إبطال هذا الزعم قال محمد سر فراز خان([54]) -ما ترجمته-: وهذه العقيدة مخالفة للنصوص الصريحة المستفيضة التي ذكرت فيها أركان الإسلام، وليس في شيء منها ذكرٌ للإمامة أبدا، بل هو من كذب الرافضة وتقوّلهم على أئمة أهل البيت الأطهار، وهي مخالفة لإجماع المسلمين، بل إجماع أهل الملل الأخرى، فلم يرد في أيّ كتاب سماوي ذكر هذا الأمر ولا الإشارة إليه، وأنت تعلم أن الشيعة ركن الكذب.
ويلزم من هذه العقيدة تضليل وتكفير كافة المسلمين لأنهم يدينون الله بخلاف ذلك([55]).
 

وقد أشـار إلى ذلك الشيخ محمد طاهـر الهاشمـي([56]) ([57])،وأبو الحسن الندوي([58]) ([59]).
وأما قولهم: (إنه يجب على الله تعالى نصب الإمام؛ لأنه لطفُ([60]) واللّطف واجب عليه).
فقد نقضه الشيخ عبد العزيز الدهلوي([61]) رحمه الله بأدلة إلزامية متنوعة أفحم بها الخصم ونسف قاعدته من بنيانه، وإليك ملخصٌ لكلامه حيث قال: اعلمْ أن أوّلّ ما اختُلف فيه من مسائل هذا الباب كون نصب الإمام واجبا على العباد، أو على الله تعالى؟ فأهل السنة على الأوّل([62])، والشيعة على الثاني([63]) والفطرة شاهدة للأول؛ إذ كل فريقٍ تقرّر لأنفسهم رئيسا من بينهم، وكذا الشرع أيضـا؛ إذ الشارع قد أوضح شرائط الإمام وأوصافه ولوازمه بوجه كلّيٍ كما هو شأنه في الأمور الجبلية كالنكاح ولوازمه مثلا.
        وأيضاً: لا معنى للوجوب عليه تعالى، بل هو منافٍ للألوهية والربوبية.
وأيضاً: كل ما يتعلق بوجود الرئيس العام من أمور المكلفين ..واجب عليهـم، فلا بدّ وأن يكون نصب الرئيس واجبا عليهم؛ لأن مقدمة ما يجب على أحد واجبة عليه...
وأيضاً: إنْ تأمّلنا علمنا أنّ نصب الإمام من قبل الباري يتضمن مفاسد كثيرة؛ لأن آراء العالم مختلفة وأهواء نفوسهم متفاوتة، ففي تعيين رجل لتمام العالم في جميع الأزمنة إلى منتهى بقاء الدنيا إيجاب لتهييج الفتن، وجرٌّ لأمر الإمامة على التعطيل، ودوام الخوف والتزام الاختفاء، كما وقع للجماعة الذين يعتقد الشيعة إمامتهم.
فمعَ هذا قولهم:(نصب الإمامة لطف) في غاية السفاهة يُضحك عليه؛ إذ لو كان لطفاً لكان بالتأييد والإظهار، لا بغلبة المخالفين والانتصار، فإذا لم يكن التأييد في البَـيْن،لم يكن النصب لطفاً كما يظهر لذي عينين([64]).
وبعد أن ذكر الشيخ عبد العزيز الدهلوي قول الرافضة بوجوب اللطف، عقّب عليه بقوله: (وهذا أيضاً باطل؛ لأن اللّطف لو كان واجبا لم يكن لعاصٍ أن تتيسر له أسباب عصيانه، ولا اجتمع له موجبات طاعاته، وشاهده محسوس في العالم أن أكثر الأغنياء والموسرين يظلمون ويعصون ويبغون في الأرض بكثرة أموالهم وقوة عساكرهم، وأكثر الفقراء يبغَوْن بسبب إفلاسهم ويحرمون من العبادات، وكثيرٌ من طلبة العلم لا يحصل لهم معلّمٌ يعلّمهم، ولا تتأتى لهم الفراغة ولا تتيسر لهم القوة، وكثير من أصحاب الشهوات والمفسدين يصل إليهم من كل جانبٍ أسباب فسقهم بلا كلفة وقصور، فلو كان اللّطف واجبا لكان الأمر منعكسا، ومخالفة هذه العقيدة للكتاب والعترة والعقل السليم أجلى من النهار...)([65]).
وذكر الشيخ أبو المعالي الألوسي([66])/ شبهةً من شبه الرافضة في ذلك، ثم عقّبها بالتفنيد فقال: (وما أجاب عنه بعض الإمامية بأنّ (وجود الإمام لطفٌ، ونصرته وتمكينه لطفٌ آخر، وعدم تصرّف الأئمة إنما هو من جهة فساد العباد، فإنهم هدّدوهم وخوّفوهم بحيث تركوا من خوفهم على أنفسهم إظهار الإمامة... وإذا ترك الناس نصرتهم لسوء اختيارهم فلا يلزم قباحةٌ في كونه واجبا عليه تعالى، والاستتار والخوف من سنن الأنبياء، فقد اختفى صلى الله عليه وآله وسلم في الغار خوفا من الكفار)([67]).
ففي هذا الجواب غفلة محضة، وإغماضٌ صرفٌ عن المقدمات المأخوذة في الاعتراض؛ لأنّ المعترض عليهم يقول: إنّ وجود الإمام بشرط التصرف والنصرة لطف، وبدونه متضمن لمفاسد، فالواجب في الجواب التعرض لدفع لزوم المفاسـد، ولم يتعرّض له كما لا يخفى.
ومع هذا يرِد على القائل بكونه لطفاً آخر أنه تعالى ترك ما وجب عليه بناء على وجوب اللطف عليه تعالى عندهم، وترك هذا اللطف أقبح من ترك النصب.
وأيضاً يقال: هذا اللطف الآخر إما من لوازم النصب أوْلا، فعلى الأول لزم مِنْ تركِه تركُ النصب؛ لأن ترك اللازم يستلزم ترك الملزوم... وعلى الثاني لم يبق النصب لطفاً للزوم المفاسد الكثيرة، بل يكون سفها وعبثا...
وأيضاً: ما يذكرونه من تخويف الناس للأئمة غير مسلّم، وهذه كتب التواريخ المعتبرة في البين.
وأيضاً: التخويف الموجب للاستتار إنما هو إذا كان بالقتل، وهذا لا يتصوّر في حق الأئمة؛ لأنهم يموتون باختيارهم([68]) كما أثبت ذلك الكليني في الكافي وبوّب له ([69]).
وأيضاً: لا يفعل الأئمة أمراً إلا بإذنه تعالى([70])، فلو كان الاختفاء بأمره تعالى وقد مضتْ مدة، والخفاء هو الخفاء، فلا لطفَ بلا امتراء.
وأيضاً: إنْ كان الاستتار واجبا للتخويف لزم ترك الواجـب في حق الذين لم يكونوا كذلك كزكريا ويحيى والحسين، وإن لم يكن واجبا بأن كان مندوبا، لزم على من اختفى ترك الواجب الذي هو التبليغ لأجل مندوب، وهو فحش...
وأيضاً نقول: الاختفاء من القتل نفسه محال؛ لأن موتهم باختيارهم –أي بزعمهم- وإن كان من خوف إيذاء البدن، يلزم أن الأئمة فرّوا من عبادة المجاهدة، والأجر الجزيل المترتب على الصبر والتحمل في القربات، لأنّ تحمل الإيذاء والمشاق في سبيل الله يوجب أجرا عظيما، وهذا بعيد عنهم... وبه يفسد كلام الشيعة كله)([71]).
وأمـاّ قولهم (إنّ من آمن بالإمامة فهو آمـن من عذاب الله)، ففي ذلك قال أبو المعالي الألوسي أيضاً: (ومن مكايدهم أنهم يقولون: إنّ الشيعة آمنون من عذاب يوم القيامة ودخول النار، وكل ما في القرآن من الوعيد فهو لغيرهــم، ولا يخفى أن عقيدتهم هذه تشبه عقيدة اليهود حيث قالوا كما حكى الله تعالى عنهـم: ﭽ ﮂ  ﮃ  ﮄ  ﮅ     ﮆ ﮇﭼ  [البقرة: 80]، وﭽ ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗﭼ [المائدة: 18]، ويردُّهم قوله تعـالى: ﭽ ﭰ  ﭱ  ﭲﭳ  ﭴ   ﭼ [النساء: 123] وغير ذلك من الآيات والأحاديث)([72]).
        قلت: ومما يُردّ به عليهم أيضاً: أن الإيمان بالإمامة ليس من أصول الإسلام ولا من أركانه؛ بدليل أن الشارع لم يتحدّث عنها، فكيف يترتب على الإيمان بها هذا الأجر الجزيل، ويترتب على عدم الإيمان بها الوعيد الشديد؟!
        وأيضاً: يلزم من عدم الإيمان بالإمامة تعرّض جميع المسلمين لعذاب الله؛ لأنهم لم يؤمنوا بها، وهذا يلزم منه اتهام الله بالظلم وعدم العدل؛ لأنه لم يقم الحجة على عباده بذلك!
        ويقال لهم أيضاً: من ثبت عنده أن محمدا رسول الله، وأن طاعته واجبة عليه واجتهد في طاعته بحسب الإمكان، فهل هو يدخل الجنة أم لا، فإن قالوا نعم فقد استغنى عن مسألة الإمامة، وإن قالوا لا، قلنا هذا خلاف نصوص القرآن فإنه سبحانه أوجب الجنة لمن أطاع الله ورسوله في غير موضع من كتابه.
        وأخيراً: إن المنجي من عذاب الله هو توحيد الله والعمل الصالح، والرافضة من أبعد الناس عن ذلك، فبأي حجة يدّعون الأمان من عذاب الله وسخطه؟!!
وبهذا يتضح بطلان مفهوم الإمامة عند الرافضة، ويتبين أنه مفهوم محدث مبتدع تكذّبه نصوص الشرع وأفعال الأئمة، كما تردّه دلالة اللغة والعرف.
هذا وقد اخترعت الرافضة للإمامة شروطا من عقولهم لتتوافق مع أهوائهم وشهواتهم، وقد نقضها علماء الحنفية وبينوا فسادها، وهذا ما سيأتي ذكره في المبحث القادم بإذن الله تعالى.


([1]) هو محمد حسين بن علي بن محمد رضا آل كاشف الغطاء المتوفى سنة (1373هـ) قال عنه آغا بزرك: "من كبار رجال الإسلام المعاصرين، ومن أشهر مشاهير علماء الشيعة..وقد سمت مداركه..ولا أغالي إذا قلت إنه أخطب خطباء الشيعة" انظر نقباء البشر في القرن الرابع عشر لأغا بزرك 2/ 612-616، والذريعة إلى تصانيف الشيعة 2/ 169.   

([2]) أصل الشيعة وأصولها ص 221، وانظر كمال الدين وتمام النعمة للصدوق ص 9.

([3]) انظر على سبيل المثال: الأصول من الكافي 1/ 277، والإمامة والتبصرة من الحيرة لعلي ابن لحسين بن بابويه القمي ص 37، وكمال الدين للصدوق ص 9.  

([4]) هو محمد بن يعقوب بن إسحاق، أبو جعفر الأعور، المعروف بالكليني، وهو عند الرافضة، ثقة الإسلام، وأعلم الأعلام، توفي سنة (328 أو 329هـ)، وقالوا عن كتابه الكافي: "هو أجل الكتب الإسلامية، وأعظم المصنفات الإمامية، والذي لم يعمل للإمامية مثله، ويذكرون أن مهديهم-قال عن هذا الكتاب: "كافٍ لشيعتنا"، وأقوالهم في الثناء عليه وعلى كتابه كثيرة، انظر ترجمته في: روضات الجنات للخوانساري 6/ 111- 116، والفهرست للطوسي ص 135-136، ورجال ابن داود الحلي ص 145، والذريعة لآغا بزرك 17/ 245.

([5]) هو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، المعروف بالصادق، يكنى أبا عبد الله، أحد الأئمة الأعلام، ولد سنة ثمانين، وتشرّف برؤية بعض الصحابة، وكان يغضب من الرافضة ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر ط، وله أقوال كالصواعق المحرقة عليهم، توفي سنة(148هـ) في المدينة. انظر سير أعلام النبلاء 6/ 255، ووفيات الأعيان 2/ 327.   

([6]) الأصول من الكافي 1/ 277، وانظر بصائر الدرجات الكبرى في فضائل آل محمد
       ص470 للصفار، وذكر مؤلفه فيه أربع عشرة رواية في المسألة، والإمامة والتبصرة ص 165  وأورد فيه
       أربع  روايات، وبحار الأنوار 23/ 66، وأورد فيه خمسا وعشرين رواية، والغيبة للنعماني ص 59.

([7]) انظر: الأصول من الكافي1/ 175، وكمال الدين ص 227، وبصائر الدرجات ص 227، والألفين في ولاية أمير المؤمنين لابن مطهر الحلي ص 13، والحكومة الإسلامية للخميني ص 47.

([8]) الأصول من الكافي 1/ 175.

([9]) هو جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر الحلّي، المتوفى سنة(726هـ)، وقد أجمع الرافضة على توثيقه، وكتبه عندهم من أجود المصنفات وأحسنها، قال عنه ابن داود الحليّ وهو معاصر له: "شيخ الطائفة وعلاّمة وقته، وصاحب التحقيق والتدقيق، انتهت إليه رئاسة الإمامية في المنقول والمعقول". انظر ترجمته في: رجال ابن داود الحلي ص 119، وأمل الآمل للحر العاملي 2/ 81-82، والذريعة 2/ 298، 10/ 111.

([10]) الألفين في ولاية أمير المؤمنين ص 35، وانظر النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة لابن ميثم البحراني ص 45،43، وعقائد الإمامية للمظفر ص 66.  

([11]) يفسرون اللّطف بما يقرّب العبد إلى الطاعة ويبعده عن المعصية بحيث لا يؤدي إلى الإلجاء
     انظر تلخيص الشافي للطوسي 1/ 190، والألفين ص 13، والشهب الثواقب في رجم
     شياطين النواصب لمحمد آل عبد الجبار ص 135.

([12]) انظر: تلخيص الشافي للشريف المرتضى 1/ 190، والألفين ص 13، والكافي في الفقه
     لأبي الصلاح الحلبي ص 87.

([13]) هو الإمام أبو جعفر محمد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ولد سنة ستٍ وخمسين، وروى عن جمع من الصحابة ش، وحدّث عنه ابنه الصادق، وعطاء بن أبي رباح، وآخرون، وهو أحد الأئمة الذين تعتقد الرافضة عصمتهم وتغالي فيهم وهو منهم بريء، وقد كان كثير الثناء على الشيخين، توفي سنة(114هـ) على الصحيح، ودفن في البقيع. انظر السير 4/ 401، وطبقات ابن سعد 5/ 320.  

([14]) الأصول من الكافي 2/ 18، فقد ذكر في ذلك ما يقارب أربعين رواية.

([15]) زرارة بن أعين الشيباني مولاهم، أبو الحسن، قال عنه النحاشي: "شيخ أصحابنا في زمانه ومتقدمهم..صادقا فيما يرويه"، وذكر ابن داود الحلّي أنّ جعفر الصادق قال عنه: "لولا زرارة لقلت: إن أحاديث أبي u ستذهب"، انظر ترجمته في: رجال النجاشي ص 166، ورجال ابن داود الحلّي ص 43.
      قلت: ومع هذا الثناء العطر عليه فقد ذكر الكِشّي أنه ضرط في لحية جعفر الصادق وقال عنه إنه لا يفلح أبدا، انظر اختيار معرفة الرجال للطوسي 1/ 380.

([16]) الأصول من الكافي 2/ 18.

([17]) المرجع السابق 1/ 437، فقد أورد في ذلك عدة روايات، وانظر كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 281.

([18]) الأصول من الكافي 1/ 177، وانظر الإمامة والتبصرة ص 24-26، وبحار الأنوار للمجلسي 23/ 19.

([19]) الأصول من الكافي / 413، وانظر الاحتجاج للطبرسي 1/ 69.

([20]) هذا الكتاب ردّ عليه شيخ الإسلام ابن تيمية، وكشف زيف صاحبه، ورد عليه رداً
     لا مثيل له، وهو منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية.

([21]) منهاج الكرامة ص 37.

([22]) وانظر للمزيد: كتاب سليم بن قيس الهلالي ص 384، والاحتجاج للطبرسي 1/ 69. 

([23]) انظر مزيد بيان في: كتاب سليم بن قيس ص 383، وبصائر الدرجات الكبرى للصفار ص14 - 537، والأصول من الكافي 1/ 185، والتوحيد للصدوق ص 164، والاعتقادات في دين الإمامية له أيضا ص 67-70، -260،  والاختصاص للمفيد ص 267- 315، والنجوم الأربعة عشر لنجم الحسن ص 2.

([24]) هو أبو الفضل بن الحسن بن أحمد رضي الدين، المعروف بالبرقعي، وقد بلغ منزلة كبيرة في العلم عند الرافضة حتى بلغ درجة المجتهد المطلق، ولكن الله هداه إلى الحق فترك الرفض وذمه وردّ عليه بكتاباته الشهيرة، وقد تعرض لأنواع من الأذى والتعذيب بعد أن تاب الله عليه، وتعرّض لاغتيال عام 1992م مات على إثره. انظر ترجمته في "أعلام التصحيح والاعتدال لخالد البديوي 64-81، وكسر الصنم ص 23، 376 حيث ذكر فيه البرقعي نبذة عن نفسه.

([25]) هو أحمد مير قاسم بن مير أحمد الكسروي، تلقى تعليمه في إيران، وقد عمل أستاذا في جامعة طهران، كما تولى عدة مناصب قضائية وحكومية، وبعد أن انتهى من تأليف كتابه "التشيع والشيعة"  أخذ خصومه يكيدون له، فرموه بمخالفة الإسلام، ورفعوا ضده شكاوى إلى جهات حكومية، وفي آخر جلسة من جلسات التحقيق ضرب بالرصاص، وطعن بخنجر، فمات على إثر ذلك عام (1946م). انظر ترجمته في جريدة (الزمان) العدد 1381 التاريخ 2002- 11-4، وأعلام التصحيح والاعتدال ص 156-157.

([26]) هو محمد بن إسكندر الياسري، تعلّم في إحدى الحوزات العلمية الشيعية، وبعد أن بحث وتحقق تراجع عن معظم آرائه، وكتب كتابا "مذهبنا الإمامي الاثني عشري بين منهج الأئمة والغلو" وقد قتل أثناء رجوعه من صلاة الفجر بعد أن أطلق عليه النار، فمات منها مباشرة، انظر ترجمته في أعلام التصحيح والاعتدال ص 186-187.

([27]) هو موسى بن الحسن بن السيد أبي الحسن بن محمد بن عبد الحميد الأصفهاني الموسوي، طلب العلم من صغره في النجف حتى أخذ إجازة علمية من بعض الآيات، وقد تولى منصب التدريس في جامعات إيران والعراق وغيرها، وقد تراجع عن المذهب الرافضي ولكنه بقيت عليه بعض بقايا المذهب، ومن أشهر كتاباته: "الشيعة والتصحيح" و "ياشيعة العالم استيقظوا" توفي عام(1417هـ) انظر ترجمته في أعلام التصحيح والاعتدال ص 339.

([28]) هو أحمد الكاتب وهذا اسمه الجديد، وأما قبل ذلك فكان اسمه عبد الرسول بن عبد الزهراء بن عبد الأمير لاري، نشأ في عائلة متديّنة، وتعلم منذ صباه حتى تخرج من إحدى الحوزات العلمية الرافضية، ولكنه تراجع عن معظم آرائه، بل صار يرد على الرافضة في مسائل جوهرية،كما في كتابه "تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية  الفقيه" وهو من أجود مؤلفاته. انظر  أعلام التصحيح والاعتدال ص 243.

([29]) انظر المرجع السابق ص 351،193،162،101.

([30]) نقلاً عن المرجع السابق ص 63.

([31]) تطوّر الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه ص 447.

([32]) هو سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني الحنفي الماتريدي، وقد انتهت إليه رئاسة الحنفية في زمانه حتى ولي قضاء الحنفية، وله مؤلفات عديدة ومنها: شرح المقاصد، وشرح العقائد النسفية وغيرها، توفي سنة(792هـ) وقيل غير ذلك. انظر الفوائد البهية ص 134-135، وشذرات الذهب 6/ 319، والأعلام 7/ 219.

([33]) شرح المقاصد للتفتازاني 5/ 232، وانظر بمعناه في حجة الله البالغة 2/ 150.

([34]) هو كمال الدين محمد بن عبد الواحد المعروف بابن الهمام، كان إماما في الفقه وانتهت إليه رئاسة الحنفية في زمنه، وله العديد من المؤلفات ومنها: المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة، وشرح الهداية المسمى بفتح القدير توفي سنة(861هـ).
      انظر شذرات الذهب 7/ 298، والفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 180، والأعلام 5/ 233.

([35]) المسايرة في العقائد المنجية في الآخرة ص 141، وانظر حاشية ابن عابدين 2/ 276.

([36]) هو أبو الثناء شهاب الدين محمود بن عبد الله أفندي البغدادي، مفتي الحنفية ببغداد، المعروف بالألوسي الجدّ
       والمفسر، كان إماما مفسرا أديبا فقيها أصوليا، وله جهود عظيمة في الرد على الرافضة، ومن مؤلفاته: روح المعاني، والأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية، وغيرهما، توفي سنة(1270هـ). انظر الأعلام للزركلي 7/ 176، ونيل السائرين في طبقات المفسرين ص347.

([37]) نهج السلامة إلى مباحث الإمامة ص 103.

([38]) انظر على سبيل المثال: أصول الدين للبزدوي ص 191، وحجة الله البالغة 2/ 149، والتحفة الاثنى عشرية 1/ 233-236(تحقيق: أحمد المدخلي)، ومختصر التحفة ص 116. 

([39]) هو الشيخ محمد عبد الستار التونسوي، نسبة إلى تونسه إحدى مدن إقليم سرحد باكستان، تصدى للرد على الرافضة وسافر إلى العديد من البلدان لأجل جمع كتب الرافضة كإيران والعراق والإمارات والهند وغيرها،ومن مؤلفاته في ذلك: "بطلان عقائد الشيعة". انظر أكابر علماء ديوبند ص 533-534.

([40]) انظر في تأييد كلام الشيخ ما تقدم من ذكر المعاني اللغوية للإمامة في ص 43 .

([41]) بطلان عقائد الشيعة ص 29.

([42]) المرجع السابق.

([43]) هو الشيخ محمد منظور نعماني كبير علماء الهند، كان مناظرا عظيما ومدافعا عن الإسلام  وألّف العديد من المؤلفات منها: ما هو الإسلام؟ وماذا يقول هذا القرآن؟ والثورة الإيرانية في ميزان الإسلام وغيرها. انظر ترجمته في مقدمة كتابه "الثورة الإيرانية" بقلم الشيخ أبي الحسن الندوي.

([44]) الثورة الإيرانية في ميزان الإسلام ص 182-183، وانظر تاريخ التشيع وأفكاره لمحمد طاهر الهاشمي ص 702(باللغة الأردية)، والوثيقة التاريخية لضياء الرحمن الفاروقي ص 103(باللغة الأردية)، واختلاف الأمة ليوسف اللدهيانوي ص 16(بالأردية).

([45]) نهج البلاغة 1/ 181، وبحار الأنوار 32/ 8، وانظر تاريخ الطبري 7/ 200.

([46]) هو الحسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي سبط رسول الله وريحانته، أبو محمد، لم يكن أشبه برسول الله  > منه، وقد قال فيه:"إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين"(وقد تقدم تخريجه) فتحقق ذلك بمبايعته لمعاوية ط وسمي ذلك العام بعام الجماعة،وتوفي سنة(49هـ،وقيل(50)،وقيل(51هـ). انظر الإصابة 2/ 68،ومعجم الصحابة للبغوي 2/ 8. 

([47]) هو معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، ويكنى أبا عبد الرحمن، أسلم عام الفتح وقيل إنه أسلم بعد الحديبية ولكنه كتم إسلامه، وشهد حنينا والطائف، وكان أحد كتاب الوحي، وكانت ولايته على الشام عشرين سنة أميرا ثم بويع له بالخلافة واجتمع عليه بعد علي ط فلم يزل خليفة عشرين سنة حتى مات سنة(60هـ). انظر طبقات ابن سعد 7/ 406، ومعجم الصحابة للبغوي 5/ 363.

([48]) انظر اختيار معرفة الرجال للطوسي 1/ 253،وانظر من كتب أهل السنة: صحيح البخاري مع الفتح 5/ 377.

([49]) هو الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمي أبو عبد الله سبـط
     رسول الله > وريحانته، شهد مع والده الجمل ثم صفين ثم قتال الخوارج وبقي معه إلى
     أن استشهد، ثم رجع  مع أخيه الحسن إلى المدينة واستمر بها إلى أن مـات معاوية ط
     فخرج إلى مكة رافضاً مبايعة يزيد، ثم أتته كتب أهل العراق بأنهم بايعوه بعد مــوت
     معاوية ط  فأرسل إليهم ابن عمه مسلم ابن عقيل ليأخذ بيعتهم، ولما سار  إليهم بنفسه
     تخلّوا عنه وخذلوه  فقتل مظلوما شهيدا سنة (61هـ).  الإصابة 2/ 76، ومعجم
     الصحابة 2/ 14.      

([50]) انظر في ثبوت مبايعة الحسنين لمعاوية t من كتب الرافضة: اختيار معرفة الرجال 1/ 29، 253.

([51]) بطلان عقائد الشيعة ص 29-30.

([52]) قال الميداني: "الخرط قشرك الورق عن الشجرة اجتذابا بكفّك، والقتاد: شجر له شوك أمثال الإبر، والمثل يضرب لأمر دونه مانع". مجمع الأمثال 1/ 476.

([53]) الأجوبة العراقية على الأسئلة اللاهورية ص 84.

      ([54]) هو محمد سر فراز خان صفدر بن نور أحمد خان بن جُل أحمد خان الهزاروي البشتوني،
           تلقى تعليمه الأول في بيته وبلدته، ثم سافر إلى الهند  فدرس على علمائها، ثم رجع منها،
           وبدأ بالتدريس والتأليف، ومن مؤلفاته: علم الغيب، وإرشاد الشيعة وغيرها. انظــر
           ترجمته في أكابر علماء ديوبند ص 510-511.

([55]) إرشاد الشيعة ص 183-184، وانظر تاريخ التشيع وأفكاره ص 690، والمرتضى في سيرة علي بن أبي طالب ص242.

     ([56]) هو القاضي محمد طاهر علي بن القاضي جن بير الهاشمي، خطيب (جامع سيدنا معاوية)
          بمنطقة حويلياه في إقليم سرحد باكستان، وكان عضوا في منظمة سباه صحابة(الدفاع
          عن الصحابة) وكانت له جهود مشكورة في مقاومة الروافض،توفي في منتصف القـرن
          الخامس عشـر  الهجري. انظر ترجمته في مقدمة كتابه "تاريخ التشيـع وأفكاره" ص
          15-19 بقلم أبي الريحان السيالكوتي.

([57]) انظر تاريخ التشيع وأفكاره ص 690.

     ([58]) هو أبو الحسن علي الندوي ابن عبد الحي الحسني، ولد سنة(1332هـ) وتلقى العلم
          على أيدي العلماء الكبار كأمثال الشيخ تقي الدين الهلالي وعبد الرحمن المباركفوري
          وغيرهم،وله مؤلفات كثيرة ومنها: المرتضى، والقاديانية، وغيرها. انظر ترجمتــه في
          كتاب:"علماء ومفكرون عرفتهم" لمحمد المجذوب 1/ 135-147.

([59]) انظر المرتضى في سيرة علي بن أبي طالب ص 242.  

([60]) تقدم المقصود باللطف عند الرافضة قريبا، وهي فكرة معتزلية مبنية على أحد أصولهم الخمسة وهو ما سموه بالعدل، وتلقفها الرافضة عنهم. انظر فرق معاصرة  تنتسب إلى الإسلام 3/ 1186.
     ولاشك أن اللطف بالمعنى الذي ذكروه ثابتٌ لله تعالى كما تقتضيه حكمته سبحانه، ولكن ليس على سبيل الإيجاب كما يدّعونه، فلا أحد يوجب شيئا على خالق المخلوقات، بل اللطف منه بمحض تفضله وكرمه ومنّه على العبد بالتوفيق إلى فعل الخيرات وترك المحذورات.
     انظر في نقض هذه الفكرة المحدثة: السيوف المشرقة لأبي المعالي الألوسي ص 382.

([61]) هو الإمام الشاه عبد العزيز بن الشاه ولي الله الدهلوي الملقب بسراج الهند وحجة الهند، وله جهود جبارة في الرد على الرافضة كما يشهد بذلك كتابه القيم "التحفة الاثني عشرية" (وهو بالفارسية) وقد عرّبه الشيخ غلام حليم، ومن مؤلفاته أيضا: فتح العزيز(تفسير القرآن) وغيرها، توفي سنة(1239هـ). انظر نزهة الخواطر 7/ 295-306،ونيل السائرين ص 338.

([62]) انظر في تقرير ذلك على سبيل المثال: حاشية ابن عابدين 2/ 278، والمسايرة مع حاشية قطلوبغا الحنفي 2/ 141-142، وتبصرة الأدلة في أصول الدين للنسفي2/ 823،  ومختصر التحفة ص 116،122.

([63]) انظر على سبيل المثال: تلخيص الشافي 1/ 190، والألفين ص 35.

([64]) التحفة الاثنى عشرية 1/ 233-236(تحقيق: أحمد المدخلي)، وانظر مختصر التحفة ص 116.

([65]) مختصر التحفة الاثني عشرية ص 87، وانظر الرسالة التسعينية لصفي الدين الهندي ص 123.

([66]) هو الإمام العلامة أبو المعالي جمال الدين محمود شكري بن عبد الله بن شهاب الدين الألوسي الحسيني، كان من العلماء الذين نفع الله بهم، وكان معروفا بمجادلة المبتدعة من الرافضة والصوفية بحيث شدد عليهم الخناق بعبارات بليغة، وألف مؤلفات كثيرة قيمة، منها: صب العذاب على من سبّ الأصحاب، ومختصر التحفة الاثني عشرية وغيرها، توفي سنة(1342هـ). انظر الأعلام للزركلي 7/ 172، ومعجم المؤلفين 12/ 169، ومقدمة كتابه صبّ العذاب.

([67]) انظر هذا الاعتراض على سبيل المثال: في الألفين في ولاية أمير المؤمنين ص 35، وأصل الشيعة وأصولها ص 288.  

([68]) هذا من باب إلزامهم بمذهبهم، وهو من أبلغ الأساليب لإفحام الخصم.

([69]) وهو(باب أن الأئمة عليهم السلام يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم)، وأورد تحته (ثماني روايات) 1/ 258، وانظر بصائر الدرجات الكبرى ص 480.   

([70]) الأصول من الكافي (باب أن الأئمة عليهم السلام لم يفعلوا شيئا إلا بعهد من الله) 1/ 279.

([71]) السيوف المشرقة ص 440، وانظر التحفة الاثني عشرية 1/ 236-241(تحقيق: أحمد المدخلي) والنفحات القدسية في الرد على الإمامية ص 674 (تحقيق: د/ عبد الله بوشعيب البخاري ضمن جهود أبي الثناء الألوسي في الرد على الرافضة)، ومختصر التحفة الاثني عشرية ص 117-120.

([72]) مختصر التحفة ص 37، وانظر ص: 205- 207، 296، وصب العذاب ص 210.


عدد مرات القراءة:
885
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :