طعن الشيعة في عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما
يزعم الشيعة أنه بلغ من بغض عبد الله بن عمرو بن العاص لـعلي بن أبي طالب وعداوته له أنه كان بـصفين متقلداً سيفين يقاتل علياً عليه السلام، ويقول: هذا عن نفسي، وهذا عن أبي[1]، قال التستري: عبد الله بن عمرو بن العاص، الباغي، الداعي إلى النار، وهو الذي كان في حرب صفين مع معاوية، جعله على ميسرته، وكان لشدة عناده يقاتل بسيفين، ويضرب بهما علياً ع وأصحابه..[2]. وهذا الزعم من الشيعة يعتبر تحريفاً للحقيقة والواقع؛ لأن الثابت أن عبد الله بن عمرو بن العاص شهد صفين، ولكنه اعتذر من شهوده إياها، وأقسم أنه لم يرم فيها برمح، ولا سهم، وإنما شهدها لعزمة أبيه عليه في ذلك، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: «أطع أباك»[3]، فشهدها طاعة لأمر رسول الله، ولكنه لم يضرب فيها بسيف ولا برمح ولا بسهم كما أقسم بذلك. روى الإمام ابن عبد البر بسنده عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه قال: ما لي ولـصفين، ما لي ولقتال المسلمين، والله لوددت أني مت قبل هذا بعشر سنين، ثم يقول: أما والله ما ضربت فيها بسيف، ولا طعنت برمح، ولا رميت بسهم، ولوددت أني لم أحضر شيئاً منها، وأستغفر الله عز وجل من ذلك وأتوب إليه[4]. فـعبد الله رضي الله عنه بالرغم أنه لم يقاتل، إلا أنه لم يسلم من لسان الشيعة المفتري، فزعموا أنه كان يقاتل بسيفين بدلاً من سيف واحد، وأنه كان يقول هذا عن نفسي وهذا عن أبي، كل ذلك لأنه حضر القتال طاعة لأبيه الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بطاعته.
[1] الصراط المستقيم للبياضي 3/238. [2] إحقاق الحق للتستري ص:196، 350. وانظر الصراط المستقيم للبياضي 3/238. [3] مسند أحمد 2/20، 164، 207، والمستدرك للحاكم 3/527. وانظر: الاستيعاب لابن عبد البر 2/348. [4] الاستيعاب لابن عبد البر 2/348-349، وكشف الأستار 3/229، ومجمع الزوائد 9/177،- وكلاهما للهيثمي-.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video