آخر تحديث للموقع :

السبت 10 رمضان 1444هـ الموافق:1 أبريل 2023م 12:04:16 بتوقيت مكة

جديد الموقع

أن علي بن أبي طالب أخبر سعداً أن على كل شعرة من لحيته شيطاناً جالس ..
الكاتب : عبدالقادر صوفي ..

أن علي بن أبي طالب أخبر سعداً أن على كل شعرة من لحيته شيطاناً جالس

زعمهم أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أخبر سعداً رضي الله عنه أن على كل شعرة من لحيته شيطاناً جالس؛ فقد أسند الصدوق إلى الإصبغ بن نباتة[1] قوله: بينا أمير المؤمنين عليه السلام يخطب الناس وهو يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، فوالله لا تسألوني عن شيء يكون إلا نبأتكم به، فقام إليه سعد بن أبي وقاص فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني كم في رأسي ولحيتي من شعر؟ فقال له: أما والله لقد سألتني عن مسألة حدثني خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله إنك ستسألني عنها، وما في رأسك ولحيتك من شعرة إلا وفي أصلها شيطان جالس، وإن في بيتك لسخلاً يقتل ابني، وعمر بن سعد يومئذ يدرج بين يديه[2]، وعند التستري: إن في شعرك ملكاً يلعنك، وعلى كل طاقة من شعر لحيتك شيطاناً جالساً...[3].

وهذه القصة مكذوبة على علي رضي الله عنه، وآفتها الإصبغ بن نباتة، وهو كذاب متروك الحديث عند أهل السنة، وعلي رضي الله عنه قد روى فضائل لـ سعد تقدم بعضها، منها أن رسول الله فدى سعداً بأبيه وأمه يوم أحد، وغيرها من الفضائل، ولو كان سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يناقضها لما رواها، أضف إلى هذا أن هذه المقالة إنما قالها علي رضي الله عنه وهو على منبر الكوفة، وسعد كان قد اعتزل في المدينة ولم يلتق بـ علي في الكوفة.

أما تمسكهم بكون عمر بن سعد قد قتل الحسين رضي الله عنه، فأي ذنب كان لـ سعد في هذا، والله سبحانه وتعالى يقول: وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [فاطر:18].


[1 قال عنه الكشي: كان من خاصة أمير المؤمنين علي ع. اختيار معرفة الرجال للطوسي ص:5، 98، 103. وقد تقدم أن أهل السنة قالوا عنه: كذاب، متروك، يقول بالرجعة.
[2] الأمالي للصدوق ص:133.
[3] إحقاق الحق للتستري ص:205.

عدد مرات القراءة:
646
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :