زعمهم أن الزبير مات كافراً، وأنه من أهل النار
فعقيدتهم فيه: أنه مات كافراً نتيجة حربه لـعلي بن أبي طالب[1] وأن عمله السابق قد أحبط كله بسبب ذلك[2]، وأنه من أهل النار. واستدلوا على ذلك بما نسبوه إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «الزبير يقتل مرتداً عن الإسلام»[3]، وبما نسبوه إلى علي بن أبي طالب من قوله للزبير: «أنا أشهد أني سمعت من رسول الله أنك من أهل النار»[4]. وهذه مزاعم باطلة مكذوبة على عثمان وعلي رضي الله عنهما، لم ترد في أي كتاب غير كتب الشيعة، ويردها ما ثبت عن علي رضي الله عنه أنه أخبر بعد موت الزبير أن الزبير حواري رسول الله؛ فقد روى الحاكم عدة أسانيد عن علي بن أبي طالب يرفعها إلى رسول الله أنه قال: «لكل نبي حواري، وإن حواريّ الزبير»[5]، وقال الحاكم بعد أن ساقها: هذه الأحاديث صحيحة عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ووافقه الذهبي[20614]. ويردها أيضاً ما ثبت عن عثمان رضي الله عنه، أنه وصف الزبير بأنه أحب الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فقد روى البخاري بسنده أن عثمان بن عفان أصابه رعاف شديد حتى حبسه عن الحج، فقال له رجل من قريش: استخلف، فسأل من حوله عمن يستخلف؟ فأشاروا عليه بـ الزبير، فقال: والذي نفسي بيده إنه لخيرهم ما علمت، وإن كان لأحبهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم[7]. و الزبير من الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض كما أخبر بذلك عمر رضي الله عنه وأقره الصحابة عليه[8]، ورضاه عنهم ينافي ما نسبه الشيعة إليه من ذمهم.
[1] الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد للطوسي ص:360-365، والصراط المستقيم للبياضي 3/ 174.
[2] راجع: تفسير العياشي 2/ 51، والبرهان للبحراني 2/ 69، وبحار الأنوار للمجلسي 6/ 473.
[3] السقيفة لسليم بن قيس ص:92.
[4] إحقاق الحق للتستري ص:297.
[5] المستدرك للحاكم 3/ 367.
[6] المستدرك للحاكم 3/ 367.
[7] صحيح البخاري 5/ 92-93، ك. فضائل الصحابة، باب مناقب الزبير بن العوام رضي الله عنه.
[8] صحيح البخاري 2/ 213، ك. الجنائز، باب ما جاء في قبر عمر 5/ 86، ك. فضائل الصحابة، باب قصة البيعة، وصحيح مسلم 1/ 396، ك. المساجد، باب نهي من أكل ثوماً أو بصلاً.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video