الكاتب : عبدالقادر صوفي ..
موقف الشيعة الإثني عشرية من أبي بكر وعمر معاً ومن أبي بكر وعمر وعثمان جميعاً
ويحتوي على فصلين:
الفصل الأول: موقف الشيعة الإثني عشرية من أبي بكر وعمر معاً رضي الله عنهما.
الفصل الثاني: موقف الشيعة الإثني عشرية من أبي بكر وعمر وعثمان جميعاً رضي الله تعالى عنهم.للشيعة الإثني عشرية موقف آخر مشترك من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما معاً، وموقف ثالث منهما ومعهما عثمان بن عفان رضي الله عنه.
والمطاعن المشتركة التي وجهها الشيعة إليهم كثيرة جداً، وسأقتصر على بيان بعضها.
ولبيان بعض هذه المطاعن قسّمت الباب إلى فصلين:
الفصل الأول: موقفهم من أبي بكر وعمر معاً.
الفصل الثاني: موقفهم من أبي بكر وعمر وعثمان جمعياً.
الفصل الأول:
موقف الشيعة الإثني عشرية من أبي بكر وعمر معاً
وهذا الفصل: فيه مباحث:
المبحث الأول: ذكر نماذج من المطاعن الأخرى التي وجهها الشيعة إليهما رضي الله عنهما معاً:
هناك مطاعن أخرى كثير غير التي تقدمت وجهها الشيعة إلى الشيخين رضي الله عنهما.
ولبيان ذلك قسّمت هذا المبحث إلى مطالب:
المطلب الأول: زعم الشيعة أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما سنّا سنة سيئة للخلفاء بعدهما في ظلم أهل البيت والإساءة إليهم:
يزعم الشيعة أن عداوة الشيخين رضي الله عنهما لأهل البيت انتقلت إليهما من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ قال نعمة الله الجزائري: [أبو بكر انتقلت إليه عداوة أهل البيت من ابنته، ثم نقلها إلى عمر لجامع النفاق]([1283]).
ويعتقد الشيعة أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما نتيجة هذه العداوة التي تأصلت في نفوسهما، أقدما على ظلم أهل البيت والإساءة إليهم؛ فعدلا بالأمر عن أهله، واستقلا به دونهم([1284]). وصرفا الناس عنهم([1285])، فاعتبرا بسبب ذلك أعظم الظلمة([1286]).
ويرى الشيعة أن الشيخين رضي الله عنهما نتيجة ظلمهما لأهل البيت قد أسـسا لمن بعدهما من الخلفاء وولاة الأمر ظلمهم، وسهّلا عليهم ذلك، فحملا نتيجة ذلك أوزاراً مع أوزارهما.
ويزعم الشيعة أن قول الله تعالى: ((لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ)) [النحل:25] نزل فيهما:
قال القمي في تفسيرها: يعني الذين غصبوا أمير المؤمنين عليه السلام... وهو قول الصادق عليه السلام: (والله ما أهريقت محجمة من دم، ولا قرع عصا بعصا، ولا غصب فرج حرام، ولا أخذ مال من غير حله، إلا ووزر ذلك في أعناقهما من غير أن ينقص من أوزار العاملين بشيء إلى يوم يقوم قائمنا، ونحن معاشر بني هاشم نأمر كبارنا وصغارنا بسبهما والبراءة منهما)([1287]).
وقول الصادق الذي ذكره القمي آنفاً أخرجه الكليني والكشي مسنداً إليه، وخرجا قولاً آخر مثله مسنداً إلى الباقر([1288])وقد ذكر فيه اسم الشيخين صراحة.
وأسند الكليني أيضاً إلى جعفر الباقر قوله: (والله ما أُسس من بلية ولا قضية تجري علينا أهل البيت، إلا هما أسسا أولاً، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)([1289]).
وعلق المجلسي على هذه الرواية بقوله: [حديث حسن أو موثق]([1290]).
وقد أفادت الروايات الشيعية الكثيرة الأخرى أن مرجع الضمير في قوله: (أعناقهما)، وفي قوله: (هما) إلى أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وذلك بناء على اعتقاد الشيعة أنهما أساس كل ظلم لحق بآل البيت.
فقد نقل سليم بن قيس قول سلمان الفارسي يحكي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه أخبر أن على أبي بكر وعمر يوم القيامة مثل ذنوب أمته إلى يوم القيامة ومثل عذابهم([1291]).
وقال المفيد: [أبو بكر وعمر أسسا لقتل الحسين وظلم أهل البيت]([1292]).
وصرح الكركي أن دم الحسين على عاتق أبي بكر وعمر([1293])، ونقل قول أبي جعفر الباقر في ذلك لما سئل: ما تقول في فلان وفلان؟ قال: (هما والله أول من ظلمنا حقنا في كتاب الله، وأول من حمل الناس على رقابنا)([1294]).
وعلق الكركي على قول الباقر بقوله: [قلت: المراد بفلان وفلان: أبو بكر وعمر...]([1295]).
وعلق المجلسي على دعاء صنمي قريش([1296]) بقوله: وسبب اختصاص أبي بكر وعمر بهذا اللعن في هذه المناسبة، وضمن هذا التسلسل؛ لأنهما في اعتقاد الشيعة أسسا دولة الباطل، وسنَّا سنة ظلم أهل البيت([1297]).
وقال علي البحراني: [لولا أبو بكر وعمر وجرأتهما وتقدمهما قبل علي لم يخالف أحد من الناس ولا جسر على مقامه واحد من المسلمين]([1298]).
وقال الكاشاني: [اعلم أن جميع الاختلافات التي وقعت في هذه الأمة في الدين، وافتراقهم إلى نيف وسبعين، ومشاجراتهم ومقاتلاتهم وحروبهم وغزواتهم، وتسلط الظلمة والأشرار منهم على الصالحين والأبرار، وتغلب سلاطين الجور منهم في البلاد والأقطار، كل ذلك إنما نشأ من ظلم هؤلاء الظلمة الكفرة من أهل النفاق والشقاق، سيما الأولين؛ فإنهم عدلوا بالأمر عن أهله واستقلوا به من دونهم، تشوقت إليه نفوس أراذل المنافقين واجترأت عليه زنادقة بني أمية الملحدين، مثل معاوية ويزيد وبني مروان، عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا سيما وقد مهـّدوا لهم بالتمكين بعد التأسيس، وولـّوهم الولايات، وعقدوا لهم الألوية والرايات وبالغوا في إبعاد أهل البيت عليهم السلام وخواصّهم عنها. وإلى هذا أشار دعبل الخزاعي حيث قال:
وما سهَّلت تلك المذاهب فيهم على الناس إلا بيعة الفلتات
...ونعم ما قيل: إن الحسين عليه السلام إنما أصيب في يوم السقيفة؛ وذلك لأن كل ظالم تأخر عنهم فإنما هو بظلم اقتدى...إلخ([1299]).
ولاعتقاد الشيعة أن أبا بكر وعمر أسسا لمن بعدهما أساساً ظلموا بسببه أهل البيت، فقد زعموا أنهما يعذبان بسبب ذلك أشد العذاب؛ فقد أسند المفيد إلى عبد الله بن بكر الأرجاني([1300]) قال: صحبت أبا عبد الله عليه السلام في طريق مكة من المدينة، فنزل منزلاً يقال له عسفان([1301])، ثم مررنا بجبل أسود على يسار الطريق وحش، فقلت: يا ابن رسول الله ما أوحش هذا الجبل! ما رأيت في الطريق جبلاً أوحش منه! فقال: يا ابن بكر تدري أي جبل هذا؟ قلت: لا. قال: هذا جبل يقال له الكمد([1302])، وهو على واد من أودية جهنم، فيه قتلة الحسين بن علي عليهما السلام استودعوه، يجري تحته مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم الآن، وما يخرج من جهنم، وما يخرج من الفلق، وما يخرج من آثام، وما يخرج من طينة خبال، وما يخرج من لظى، وما يخرج من الحطمة، وما يخرج من سقر، وما يخرج من الجحيم، وما يخرج من الهاوية، وما يخرج من السعير، وما مررت بهذا الجبل قط في مسيري فوقفت إلا رأيتهما يستغيثان بي ويتضرعان إليَّ، وإني لأنظر إلى قتلة أبي فأقول لهما: إن هؤلاء إنما فعلوا بنا ما فعلوا لما أسستما؛ لم ترحمونا لما وليتم، وقتلتمونا وحرمتمونا، ووثبتم على حقنا واستبددتم بالأمر دوننا([1303])، فلا رحم الله من يرحمكما، صنعتما وما الله بظلام للعبيد، وأشدهما تضرعاً واستكانة الثاني، فربما وقفت عليهما ليتسلى عني بعض ما يعرض في قلبي، وربما طويت الجبل الذي هما وهو فيه جبل الكمد، قلت: جعلت فداك! فإذا طويت الجبل فما تسمع؟ قال: أسمع أصواتهم ينادون: عرّج إلينا نكلمك فإنا نتوب، وأسمع صارخاً من الجبل يقول: لا تكلمهم، وقل: اخسئوا فيها ولا تكلمون([1304]).
وقد أسند أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه إلى عبد الله بن بكر الأرجاني نحوه([1305]).
وأسند الصدوق إلى جعفر الصادق نحوه مختصراً([1306]).
المناقشة:
إن القارئ لهذه المزاعم، الذي لا يعرف شيئاً عن سيرة الشيخين العامة، وسيرتهما مع آل البيت بشكل خاص يتساءل عن ماهية الإساءات التي صدرت من الشيخين رضي الله عنهما تجاه أهل البيت.
والمتتبع لكتب الشيعة ليطلع على هذه المزاعم التي سموها مظالم، يجد أموراً لا يتجاوز عددها عدد أصابع اليد الواحدة، وهي محض افتراء لا تمت إلى الحقيقة بصلة.
فقد ذكر الشيعة أن كبرى المظالم هي غصب الخلافة من آل البيت، وذكروا معها مظالم أخرى، هي: إجبار علي على البيعة بالقوة والقهر، والهمّ بقتله، وضرب فاطمة حتى أسقطت حملها، وغصب فدك منها، وإشعال النار في بيت علي، وقد تقدم إبطال هذه المزاعم، وبيان أنها إفك مفترى.
ولقد عاش علي رضي الله عنه وأولاده، وأهل البيت كلهم في خلافة الشيخين، ولم يروا منهما إلا الإكرام والإحسان، وقد نسب الشيعة أنفسهم إلى علي رضي الله عنه إخباره عن الشيخين رضي الله عنهما بأنهما أحسنا السيرة، ولم يتعديا السنة([1307])، وبأنه لم ير في خلافتهما إلا خيراً([1308]).
أما زعم الشيعة أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما غصبا الخلافة من علي، وأن علياً تظلم من ذلك، وأخبر الناس بأنهما غصبا منه الخلافة([1309]) فكذب واضح، وقد تقدم إبطال دعوى النص، وبيان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينص على علي نصاً جلياً، بل ولا خفياً.
ولقد أقر علي رضي الله عنه بصحة خلافتهما، وبفضلهما؛ فقد نقل الشيعة عنه قوله بعد ما طُعن وطلب الناس منه أن يستخلف: (ما أوصى رسول الله فأوصي، ولكن إذا أراد الله بالناس خيراً يجمعهم على خيرهم كما جمعهم بعد نبيهم على خيرهم)([1310]).
فلا يسلم للشيعة ما زعموه من أن الشيخين رضي الله عنهما ظلما أهل البيت، فسنا لمن أتى بعدهما من الخلفاء ظلمهم.
أما عن زعمهم أن قول الله تعالى: ((لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ)) [النحل:25] نزل فيهما بسبب ذلك؛ فغير صحيح، لأن الله عز وجل يخبر في هذه الآية والآيات التي قبلها عن المشركين المكذبين بالقرآن، والزاعمين أنه مأخوذ من الكتب المختلفة القديمة: أنهم سيحملون أوزارهم كاملة يوم القيامة وأوزاراً مع أوزارهم ممن أغووهم وأضلوهم بغير علم([1311]).
المطلب الثاني: زعم الشيعة أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا كافرين منافقين:
يعتقد الشيعة الإثنا عشرية أن إسلام الشيخين رضي الله عنهما لم يكن قائماً على أساس صحيح؛ إذ أنهما -كما زعم الشيعة - كانا طالبين للدنيا، راغبين فيها، متكلين عليها([1312])، وكانا يجالسان اليهود ويستخبرانهم عما كانوا يجدون في التوراة، وكان يسألان أصحاب الكتب المتقدمة، فسمعا من يهود بأن دين محمد سيبلغ أقصى الدنيا، وأن بلاداً كثيرة ستخضع لسلطانه، فوافق ذلك هوى في نفسيهما، فسارعا إلى قول الشهادتين بلسانهما، ولم يؤمن قلبهما، وبايعا طمعاً في أن ينالا ولاية أو منصباً عاجلاً، ورغبة في أن تؤول الخلافة إليهما بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم([1313]).
ويزعم الشيعة أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانا يعبدان الأصنام بعد إسلامهما ظاهراً.
قال سليم بن قيس عنهما: [أبو بكر وعمر كانا يعبدان صنماً في الإسلام]([1314]). وبنحو قوله قال الجزائري([1315]).
وقال البياضي: [أبو بكر وعمر لم يزالا يعبدان اللات والعزى، ويقولان عن محمد: إنه ساحر([1316]).
وعقيدة الشيعة في الشيخين رضي الله عنهما أنهما عاشا كافرين، وماتا كافرين، وأن من يحبهما ولا يعتقد بكفرهما كافر مثلهما.
فقد نسبوا إلى فاطمة رضي الله عنها أنها قالت عن أبي بكر وعمر: (ذانك الأعرابيان اللذان لم يؤمنا قط بالله ورسوله)([1317]). وعلق المجلسي عليها بقوله: (يعني أبو بكر وعمر)([1318]).
ونسبوا إلى علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أنه قال عن الشيخين رضي الله عنهما لما سئل عنهما، فقيل له: (أخبرنا عن أبي بكر وعمر؟ فقال: إنهما كانا كافرين مشركين، والذي يحبهما فهو كافر أيضاً)([1319]).
ونسبوا إليه أيضاً أنه قال: [ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب إليم: من حجد إماماً من الله، أو ادعى إماماً من غير الله، أو زعم أن لفلان وفلان في الإسلام نصيباً]([1320]).
وهذا القول نسبوه أيضاً إلى جعفر الصادق، وموسى الكاظم([1321]). - ومرادهم بفلان وفلان: أبو بكر وعمر.
ونسبوا إلى موسى الكاظم أنه قال عن الشيخين: (فلعمري لقد نافقا قبل ذلك، وردا على الله جل ذكره كلامه، وهزئا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهما الكافران عليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)([1322]).
أما عن اعتقاد الشيعة موت الشيخين رضي الله عنهما على الكفر؛ فقد نسبوا إلى أبي جعفر الباقر أنه سئل عن أولاد نبي الله يعقوب عليه السلام هل كانوا أنبياء فقال: (لا ولكنهم كانوا أسباطاً أولاد الأنبياء، ولكن لم يفارقوا الدنيا إلا سعداء؛ تابوا وتذكروا ما صنعوا، وإن الشيخين- أبا بكر وعمر - فارقا الدنيا ولم يتوبا، ولم يتذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام، فعليهما لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)([1323]).
وقد نسب الشيعة إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه نحواً من القول الذي نسبوه إلى أبي جعفر الباقر([1324]).
وخلاصة القول: أن الشيعة مجمعون على كفر الشيخين رضي الله عنهما، وهذه نبذة يسيرة من أقوال علمائهم في ذلك: قال المفيد: [الشيخان كفرة لجحد النص المتواتر]([1325]).
قال الكركي: [أبو بكر وعمر وأتباعهما والراضين بفعلهما كفّار؛ لردهم على الله ورسوله، وتخطئتهم من عصمهم الله من الأدناس، وإقدامهم على تغيير الشرع عمداً غير مكترثين]([1326]).
وقال الكاشاني: [الأولين من الظلمة الكفرة، ومن أهل النفاق والشقاق، إذ عدلوا بالأمر عن أهله، واستقلوا به من دونهم...]([1327]). إلى آخر ما أوردوه في ذلك([1328]).
و الشيعة مجمعون على أن كل كافر مخلد في النار([1329]).
وقد استدل الشيعة على معتقدهم كفر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بآيات من القرآن الكريم زعموا أنها نزلت في بيان كفرهما، منها:
1- قوله تعالى: ((وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)) [البقرة:8] إلى قوله: ((وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)) [البقرة:20].
فقد قال الحسن العسكري في تفسيره: إن هذه الآيات نزلت في الأولين وأتباعهما لما سلما على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين في غدير خم([1330]).
وقال الكاشاني في معرض تفسيره لهذه الآيات: ((وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ)) [البقرة:8] كالأول والثاني وأضرابهما من المنافقين الذين زادوا على الكفر الموجب للختم والغشاوة والنفاق، ولا سيما عند نصب أمير المؤمنين عليه السلام للخلافة والإمامة([1331]).
ولا ريب أن هذه الدعوى باطلة؛ لأن هذه الآيات نزلت في عموم المنافقين- بإجماع المفسرين([1332]) -وقد تقدم انتفاء هذه الصفة عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
ومنها:
2- قوله تعالى: ((وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ)) [البقرة:41].
فقد زعموا أن المراد بـ(أول كافر): أبو بكر وعمر ومن تبعهما، وأن مرجع الضمير في به إلى علي بن أبي طالب ؛ أسند العياشي إلى جابر الجعفي قال: (سألت أبا جعفر عليه السلام عن تفسير هذه الآية في باطن القرآن([1333]): ((وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ)) [البقرة:41] قال: يعني فلاناً وصاحبه ومن تبعهم ودان بدينهم، قال الله يعنيهم: ((وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ)) [البقرة:41]: يعني علياً عليه السلام)([1334]).
والخطاب في هذه الآيات لبني إسرائيل بدليل قوله تعالى في أولها: ((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ)) [البقرة:40]، أما ادعاء الشيعة أنها في الباطن في أبي بكر وعمر ومن تبعهما فغير مسلم، حتى إن قواعد الشيعة الباطنية تبطله؛ فإن بني إسرائيل في الباطن -عند الشيعة - هم أئمة آل البيت؛ فقد أسند العياشي إلى أبي عبد الله جعفر الصادق قوله في معنى قوله تعالى: ((يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ)) [البقرة:40] قال: (هم نحن خاصة، وفي رواية: هي خاصة بآل محمد) وأسند إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: «أنا عبد الله، اسمي أحمد، وأنا عبد الله اسمي إسرائيل، فما أمره فقد أمرني، وما عناه فقد عناني»([1335]).
ومنها:3- قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً)) [النساء:137]:
فقد أسند العياشي إلى أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام: (أنها نزلت في فلان وفلان آمنوا برسول الله صلى الله عليه وآله في أول الأمر، ثم كفروا حين عرضت عليهم الولاية حيث قال: «من كنت مولاه فـ علي مولاه»، ثم آمنوا بالبيعة لأمير المؤمنين عليه السلام حيث قالوا: بأمر الله وأمر رسوله، فبايعوه، ثم كفروا حين مضى رسول الله صلى الله عليه وآله فلم يقروا بالبيعة، ثم ازدادوا كفراً بأخذهم من بايعوه بالبيعة لهم، فهؤلاء لم يبق فيهم من الإيمان شيء)([1336]). وأسند معلى بن محمد([1337]) إلى الصادق نحوه([1338]).
وهاتان الروايتان المسندتان إلى جعفر الصادق تفيدان أن هذه الآية نزلت في أبي بكر وعمر فقط.
بينما هناك رواية أخرى منقولة عن أبي جعفر الباقر تفيد أن هذه الآية نزلت في سبعة عشر رجلاً من كبار الصحابة، منهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما؛ فقد روى العياشي بسنده إلى جابر الجعفي قال: [قلت لـ محمد بن علي عليه السلام: قول الله في كتابه: ((الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا)) [النساء:137]؟ قال: هما([1339])، والثالث([1340])، والرابع([1341])، وعبد الرحمن وطلحة، وكانوا سبعة عشر رجلاً، قال: لما وجه النبي صلى الله عليه وآله علي بن أبي طالب عليه السلام وعمار بن ياسر رحمه الله إلى أهل مكة قالوا: بعث هذا الصبي، ولو بعث غيره يا حذيفة إلى أهل مكة وفي مكة صنديدها، وكانوا يسمون علياً الصبي لأنه كان اسمه في كتاب الله الصبي لقول الله: (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وهو صبي وقال إنني من المسلمين)([1342])، فقالوا والله الكفر بنا أولى مما نحن فيه، فساروا، فقالوا لهما وخوفوهما بأهل مكة، فعرضوا لهما وغلظوا عليهما الأمر، فقال علي صلوات الله عليه: حسبنا الله ونعم الوكيل، ومضى، فلما دخلا مكة أخبر الله نبيه بقولهم لـ علي وبقول علي لهم، فأنزل الله بأسمائهم في كتابه، وذلك قول الله: ((الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)) [آل عمران:173] إلى قوله: ((وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)) [آل عمران:174]، وإنما نزلت: (ألم تر إلى فلان وفلان لقوا علياً وعماراً فقالا: إن أبا سفيان وعبد الله بن عامر وأهل مكة قد جمعوا لكم فاخشوهم فقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)([1343])، وهما اللذان قال الله: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا)) [النساء:137] إلى آخر الآية، فهذا أول كفرهم. والكفر الثاني: قول النبي عليه وآله السلام: «يطلع عليكم من هذا الشعب رجل، فيطلع عليكم بوجهه، فمثله عند الله كمثل عيسى، لم يبق منهم أحد إلا تمنى أن يكون بعض أهله، فإذا بـ علي قد خرج وطلع بوجهه وقال: هو هذا، فخرجوا غضاباً وقالوا: ما بقي إلا أن يجعله نبياً، والله الرجوع إلى آلهتنا خير مما نسمع منه في ابن عمه، وليصدنا علي إن دام هذا، فأنزل الله: ((وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ)) [الزخرف:57] إلى آخر الآية» فهذا الكفر الثاني.
وزاد الكفر بالكفر حين قال الله: ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)) [البينة:7] فقال النبي صلى الله عليه وآله: «يا علي أصبحت وأمسيت خير البرية، قال له الناس: هو خير من آدم ونوح ومن إبراهيم ومن الأنبياء؟ فأنزل الله: ((إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ)) [آل عمران:33] إلى ((سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) [آل عمران:34]، قالوا: فهو خير منك يا محمد؟ قال الله: ((قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً)) [الأعراف:158]، ولكنه خير منكم وذريته خير من ذريتكم، ومن اتبعه خير ممن اتبعكم([1344])، فقاموا غضاباً وقالوا: زيادة الرجوع إلى الكفر أهون علينا مما يقوله في ابن عمه، وذلك قول الله: ((ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً)) [آل عمران:90]»([1345]).
أما القمي فقد زعم أنها نزلت في أصحاب الصحيفة([1346]) فقال: نزلت في الذي آمنوا برسول الله إقراراً لا تصديقاً، ثم كفروا لما كتبوا الكتاب فيما بينهم ألا يردوا الأمر إلى أهل بيته أبداً، فلما نزلت الولاية وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الميثاق عليهم لأمير المؤمنين عليه السلام آمنوا إقراراً لا تصديقاً، فلما مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم كفروا وازدادوا كفراً([1347]).
وكل هذه المزاعم التي ذكرها الشيعة في سبب نزول هذه الآية محض افتراء؛ لأن هذه الآية نزلت في اليهود والنصارى ؛ فـ اليهود آمنوا بـ التوراة ثم كفروا، والنصارى آمنوا بـ الإنجيل ثم كفروا، ثم ازدادوا كفراً بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وقيل: هم اليهود والنصارى أذنبوا في شركهم ثم تابوا فلم تقبل توبتهم، ولو تابوا من الشرك لَقُبِلَ منهم، وهو قول جمهور المفسرين ورجحه الطبري رحمه الله([1348]) وروي عن مجاهد أنها نزلت في المنافقين([1349]).
ولم يقل أحد من المفسرين بأنها نزلت في أبي بكر وعمر معاً، أو فيهما وفي بعض الصحابة.
ومنها:
4- قوله تعالى: ((يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا)) [التوبة:74] إلى قوله تعالى: ((وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)) [التوبة:74].
فقد أسند العياشي إلى جعفر الصادق قوله: (لما نصب رسول الله علياً يوم غدير خم فقال: من كنت مولاه فـ علي مولاه، فهزّ رجلان([1350]) من قريش رؤوسهما وقالا: والله لا نسلم له ما قال أبداً، فأخبر النبي صلى الله عليه وآله السلام فسألهما عما قالا، فكذبا وحلفا بالله ما قالا شيئاً، فنزل جبرائيل على رسول الله عليه وآله السلام: ((يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا)) [التوبة:74] الآية. قال أبو عبد الله عليه السلام: لقد توليا وما تابا)([1351])وقد ذكر البياضي نحواً من هذه الرواية وابتدأها بقول جعفر الصادق: (إن أبا بكر وعمر هزّا رأسيهما وقالا: لا نسلم له أبداً..) وعقب على هذه الرواية بقوله: (ومن هذا وغيره استحقّا العذاب واللعن في الدنيا والآخرة)([1352]).
ودعوى الشيعة أن هذه الآية نزلت في الشيخين دعوى باطلة؛ لأنها إنما نزلت في جماعة من المنافقين كانوا قد خرجوا مع المسلمين إلى غزوة تبوك، وكانوا إذا خلا بعضهم إلى بعض سبّوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنقل ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقررهم فحلفوا بالله ما قالوا شيئاً من ذلك، فأنزل الله هذه الآيات، وقيل: نزلت في عبد الله بن أبي ابن سلول([1353]).
وهذه الآيات حجة على الشيعة الذين يسبون صحابة رسول الله وينسبونهم إلى الارتداد، وليس حجة لهم للطعن في خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين: أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين.
ومنها:
5- قوله تعالى: ((وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضاً)) [الكهف:100] إلى قوله: ((أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً)) [الكهف:102].
فقد روى القمي بسنده إلى أبي بصير عن أبي عبد الله جعفر الصادق في تفسير هذه الآيات قال: (قوله: ((الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي)) [الكهف:101] قال: يعني بالذكر ولاية علي عليه السلام، وهو قوله: ذكري، قلت: قوله: ((لا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعاً)) [الكهف:101] قال: كانوا لا يستطيعون إذا ذكر علي عليه السلام عندهم أن يسمعوا ذكره لشدة بغضهم له. قلت: قوله: ((أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً)) [الكهف:102] قال (ع): يعنيهما وأشياعهما الذين اتخذوهما من دون الله أولياء، وكانوا يرون أنهم بحبهم إياهما أنهما ينجيانهم من عذاب الله، وكانوا بحبهما كافرين، قلت: قوله ((إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً)) [الكهف:102]: أي منزلاً، فهي لهما ولأشباههما عند الله معدة...)([1354]).
وقد ذكر أبو الحسن العاملي أن المعني بهذه الآية: الأول والثاني([1355]).
ولا تسلم لهم هذه المزاعم؛ لأن الصحيح أن هذه الآيات إخبار من الله عز وجل عن الكفار الذين تغافلوا وتعاموا عن قبول الهدى واتباع الحق، أنه قد أعد لهم جهنم يوم القيامة منزلاً، والمراد بالذكر في هذه الآية: القرآن الكريم، أو الآيات التي يشاهدها من له تفكر واعتبار فيذكر الله بالتوحيد والتمجيد، فتكون هذه الآيات سبباً لذكر الله وهو من باب إطلاق المسبب على السبب. أما قوله: ((أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي...)) [الكهف:102] فالمراد منه عبدة الملائكة والمسيح- وعلى هذا إجماع المفسرين([1356]) ولم يقل أحد منهم أن المراد بالذكر ولاية علي بن أبي طالب.
مناقشة دعوى الشيعة كفر الشيخين رضي الله عنهما:
ليس عند الشيعة دليل صحيح يستدلون به على كفر الشيخين رضي الله عنهما.
وهذه الآيات التي استدلوا بها سلكوا في تأويلها المسلك الباطني فحرفوا معناها، وصرفوا اللفظ عن ظاهره، وقد تقدم أنها لم تنزل في الشيخين رضي الله عنهما باتفاق أهل العلم.
أما ما نسبوه إلى أئمتهم؛ فقد تقدم أن أئمة الشيعة شكوا من كثرة الكذب عليهم؛ فإنهم قد كُذب عليهم كما لم يكذب أحد على أحد.
وهذا الكلام الذي نسبوه إليهم قد ورد عن الأئمة أنفسهم ما يعارضه:
فقد روي عن علي بن أبي طالب من نحو ثمانين وجهاً([1357]). أنه قال على المنبر: (ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد نبيها: أبو بكر، ثم قال: ألا أخبركم بخير هذه الأمة بعد أبي بكر: عمر)([1358]).
فهل يقول علي هذا الكلام في شخصين زعم الشيعة كفرهما، مفضلاً لهما على جميع الصحابة، بما فيهم نفسه؟
أما ابنه الحسن -إمامهم الثاني- فقد بلغ من حبه للشيخين وتوقيره لهما أنه اشترط على معاوية لما صالحه وسلم إليه الخلافة أن يحكم في الناس بكتاب الله، وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيرة الخلفاء الراشدين، كما نسب الشيعة إليه ذلك([1359]) فلو كانا كافرين -كما زعم الشيعة - لما وسع الحسن -وهو الإمام المعصوم عندهم- أن يشترط على معاوية العمل بسيرتهما مقابل التنازل له عن الخلافة.
أما زين العابدين علي بن الحسين - إمامهم الرابع- فقد روي عنه أنه جاء إليه نفر من العراق، فقالوا في أبي بكر وعمر وعثمان، فلما فرغوا من كلامهم قال لهم: (ألا تخبروني: أنتم (المهاجرين الأولون الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلاً من الله ورضواناً أولئك هم الصادقون)؟ قالوا: لا. قال: فأنتم (الذين تبوؤا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)؟ قالوا: لا. قال: أما أنتم قد تبرأتم أن تكونوا من هذين الفريقين، وأنا أشهد أنكم لستم من الذين قال الله فيهم: ((يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا)) [الحشر:10]، اخرجوا عني، فعل الله بكم)([1360]).
وأما أبو جعفر الباقر -إمامهم الخامس- فقد قال عن الشيخين رضي الله عنهما: (لست بمنكر فضل أبي بكر، ولست بمنكر فضل عمر، ولكن أبا بكر أفضل من عمر)([1361]).
ومعلوم أنه لا فضل لكافر، فكيف يؤول الشيعة الذين يزعمون كفرهما هذا الكلام.
وأما جعفر الصادق -الإمام السادس عندهم- فقد سأله رجل عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فقال له: (يا ابن رسول الله ! ما تقول في حق أبي بكر وعمر؟ فقال عليه السلام: إمامان عادلان قاسطان، كانا على الحق وماتا عليه، فعليهما رحمة الله يوم القيامة)([1362]).
فهذا إمامهم المعصوم -في نظرهم- يترحم عليهما، ويصفهما بهذه الأوصاف التي تقال عن المؤمنين لا الكفار. ولا يتسع المجال لسرد كل ما نقل عن أئمتهم من أقوال في مدح الشيخين، والثناء عليهما، وفي هذه الأقوال الكفاية في بيان كذب ما نسبه الشيعة إليهم من تكفيرهم للشيخين رضي الله عنهما.
المطلب الثالث: زعم الشيعة وجوب لعن الشيخين رضي الله عنهما والتبرؤ منهما:
لم يقتصر الشيعة على نسبة الشيخين رضي الله عنهما إلى الظلم والكفر والنفاق-كما تقدم- ولكنهم تعدوا ذلك إلى إيجاب لعنهما والبراءة منهما.
وزعموا أن بعض أئمتهم قد لعنهما:
فقد نسبوا إلى علي ما أسنده إليه الصفار والمفيد من قوله لما قام إليه أحد الناس، وطلب منه أن يبايعه على ما عمل أبو بكر وعمر، قال: [فمد يده، وقال له: أصفق: لعن الله الاثنين]([1363]).
زعم سليم بن قيس أن علياً كان يلعن الشيخين دائماً([1364]).
وذكر بعض الشيعة أن جعفر الصادق كان يلعنهما في دبر كل مكتوبة([1365]).
وقد أنشأ الشيعة العديد من الأدعية في لعن الشيخين رضي الله عنهما، وذكروها في كتبهم، ووضعوا في فضلها أحاديث ترغيبا لشيعتهم في الإكثار من ترديدها، منها:
1- الدعاء المسمى بدعاء صنمي قريش:
وهذا الدعاء خاص في لعن الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، وابنتيهما عائشة وحفصة زوجتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والشيعة قد زعموا أن علي بن أبي طالب كان يقنت في صلاة الوتر بهذا الدعاء([1366])، ونسبوا إليه أنه قال عنه: (إن الداعي به كالرامي مع النبي صلى الله عليه وآله في بدر وحنين بألف ألف سهم)، ونسبوا إليه كذلك قوله عنه: (إنه من غوامض الأسرار وكرائم الأذكار)، وقد ذكروا أنه كان يواظب عليه في ليله ونهاره وأوقات أسحاره([1367]).
وقد اهتم الشيعة بهذا الدعاء اهتماماً كبيراً، واعتبروه من الأدعية المشروعة([1368]) وعمدوا إلى شرحه فبلغت شروحه أكثر من عشر شروح([1369]).
وقد ذكر مصنفو الشيعة هذا الدعاء -بعضه أو كله- في مصنفاتهم: فممن ذكره كاملاً: الكفعمي([1370]) والكاشاني([1371]) والنوري الطبرسي([1372])، وأسد الله الطهراني الحائري([1373]) وسيد مرتضى حسين([1374])، ومنظور بن حسين([1375])، وغيرهم كثير.
وممن ذكر مقتطفات من هذا الدعاء، أو أشار إليه من مصنفي الشيعة: الكركي في نفحات اللاهوت([1376]) والكاشاني في قرة العيون([1377])، والداماد الحسيني في شرعة التسمية في زمن الغيبة([1378]) والمجلسي في مرآة العقول([1379]) والتستري في إحقاق الحق([1380]) وأبو الحسن العاملي في مقدمته على تفسير البرهان([1381]) والحائري في إلزام الناصب([1382]) والنوري الطبرسي في فصل الخطاب([1383])، وعبد الله شبر في حق اليقين([1384])، وغيرهم.
وقد سمى الشيعة هذا الدعاء بدعاء صنمي قريش: لأن أوله: (اللهم صل على محمد وآل محمد، والعن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها، وابنتيهما..).
ومرادهم بصنمي قريش أبو بكر وعمر رضي الله عنهما كما صرحوا بذلك في العديد من مصنفاتهم، منهم: الكفعمي في شرحه لهذا الدعاء([1385]) والكركي في نفحات اللاهوت([1386])، والمجلسي([1387])، والداماد الحسيني([1388]) والتستري في إحقاق الحق([1389])، والحائري في إلزام الناصب([1390])، والنوري الطبرسي في فصل الخطاب([1391]).
وبعض الشيعة لم يصرحوا بأن المراد بهما أبو بكر وعمر، واكتفوا بالإشار إلى ألقابهما، بحيث يدرك الشيعي الذي يعرف ألقابهما أنهما المرادان بهذا الدعاء؛ فـ الكاشاني مثلاً: ذكر أن المراد بهما: فرعون وهامان ؛ فقال: [أرذل المخلوقات صنما قريش عليهما لعائن الله... وهما فرعون وهامان]([1392])وفرعون وهامان من الألقاب التي يطلقها الشيعة على الشيخين رضي الله عنهما كما سيأتي.
وأشار أبو الحسن العاملي إلى أن المراد بهما: فلان وفلان، أو الجبت والطاغوت([1393])، وكلها من الألقاب التي يطلقها الشيعة على الشيخين.
ودعاء الصنمين مليء باللعن، والسب، والشتائم، والدعاء بالويل والنار على الشيخين رضي الله عنهما([1394]) وهو مليء بالافتراءات المكذوبة، والاتهامات الباطلة للشيخين بأنهما أنكرا الوحي، وحرفا القرآن، وخالفا الشرع، وعطلا الأحكام، وخربا البلاد، وأفسدا العباد، وأخربا بيت النبوة،... إلى آخر هذا الهذيان الكاذب، والإفك المفترى.
ويعتبر هذا الدعاء من أشنع ما وضعه الشيعة من الأدعية.
2- ومن الأدعية الأخرى التي وضعها الشيعة في لعن الشيخين رضي الله عنهما معاً، أو لعنهما مع بعض الصحابة:
ما ملأ به الشيعة كتبهم -وخاصة كتب الأدعية- من لعن ظالمي آل محمد حقهم، وخاصة الأولين منهم([1395])، أو أول ظالم ظلم آل محمد([1396]).
وقد بينوا أن المراد: أبو بكر وعمر([1397]) رضي الله عنهما.
أو لعن الجبت والطاغوت([1398])، أو اللات والعزى([1399])- ويقصدون بهما أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
أو لعن الأوثان الأربعة([1400])، أو (شتم أبي الفصيل، وأبي الدواهي، وأبي الشرور، وأبي الملاهي([1401])، أو لعن التيمي والعدوي، وعثمان ومعاوية([1402]). ويقصدون بهم أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم([1403]).
أو الاستعاضة عن هذه الألقاب بالأوصاف، مثل قولهم: [اللهم العن الذين بدلوا نعمتك، واتهموا نبيك، وجحدوا آياتك، وسخروا بإمامك، وحملوا الناس على أكتاف آل محمد...]([1404]) أو كقولهم: [اللهم العن الرؤساء والقادة والأتباع من الأولين والآخرين الذين صدوا عن سبيلك...]([1405])
وحكم لعن أبي بكر وعمر وعثمان، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم عند الشيعة ليس مقصوراً على الجواز([1406])، بل هو واجب([1407])، وعبادة يتقرب لاعنهم بفعلها إلى الله تعالى([1408])، ورغم نهي أئمة الشيعة -ومنهم أبو الحسن الرضا - عن المجاهرة بلعن الصحابة، وخاصة الخلفاء الراشدين الثلاثة، وإخبارهم أن الذي يجاهر بسب الصحابة ولعنهم أمام أهل السنة، (يضرب مائة ألف ألف سوط في النار على تركه التقية وجهره بذلك([1409])- إلا أن بعض مصنفي الشيعة خرج على هذه القاعدة فملأ كتبه بلعن الخلفاء الراشدين الثلاثة وسبهم، منهم علي بن عبد العالي الكركي الذي أفرد بعض مصنفاته في لعن الصحابة، وخاصة الخلفاء الراشدين الثلاثة، فألـّف كتاباً في اللّعن، أسماه: نفحات اللاهوت في لعن الجبت والطاغوت -ويقصد بالجبت والطاغوت: الشيخين رضي الله عنهما- ولم يقتصر في ذلك على الكتابة والتأليف، بل استأجر سبـّابة -كما نقل عنه الشيعة ذلك- فكان لا يركب ولا يمضي إلا والسباب يمشي في ركابه مجاهراً بلعن الشيخين([1410])، وقد تقدم قوله عن لعنهما بأنه عبادة، وأنه يفعله، ويتقرب إلى الله بذلك([1411]).
ثم تبعه على ذلك المجلسي، فدعا إلى التأليف باللغة الفارسية التي يجهلها الكثير من أهل السنة، وذلك كي يتسنى لهم التصريح بما تقتضي التقية إسراره، وقد ألف كتباً كثيرة ملأها بلعن الصحابة وشتمهم، وخاصة الشيخين رضي الله عنهما، ومن يطالع مؤلفاته يجد مصداق هذه الدعوى([1412]).
ومن بعدهما أتى الحر العاملي الذي قال بوجوب بغض الصحابة ولعنهم، وخاصة الشيخين منهم([1413])، وهو في هذا لم يأت بجديد، بل هي عقيدة طائفته كلها.
و الشيعة الآخرون لا يختلفون في عقيدتهم عن هؤلاء وأمثالهم، وإن كانت التقية تحتم عليهم إخفاء كثير من معتقداتهم عن أهل السنة، وخاصة المجاهرين بلعن الصحابة؛ لأن من يجاهر بذلك أمام أهل السنة يضرب في النار مائة ألف ألف سوط -كما تقدم القول المنسوب إلى الرضا في ذلك-.
هذا عن عقيدة الشيعة في لعن الشيخين رضي الله عنهما.
أما عن عقيدتهم في البراءة منهما: فإن البراءة منهما ومن عثمان ومعاوية رضي الله عنهم تعد من ضروريات مذهبهم؛ فمن لم يتبرأ منهم فليس من مذهب الشيعة في شيء.
قال المجلسي: (ومن ضروريات دين الإمامية البراءة من أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية...)([1414]).
بل إن البراءة منهم واجبة باتفاق الشيعة ؛ لأنهم من أعداء آل البيت [الذين ظلموا آل محمد عليهم السلام، وهتكوا حجابه، فأخذوا من فاطمة عليها السلام فدك، ومنعوها ميراثها، وغصبوها وزوجها حقوقهما، وهموا بإحراق بيتهما، وأسسوا الظلم، وغيروا سنة رسول الله...] كما زعم الشيعة ذلك([1415]).
والبراءة من الصحابة -وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدون الثلاثة- سبب لذهاب الأسقام، وشفاء الأبدان([1416]) على حد زعم الشيعة، ومن تبرأ منهم، ومات في ليلته دخل الجنة؛ فقد روى الكليني بسنده عن أحدهما([1417]). قال: (من قال: اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك المقربين وحملة عرشك المصطفين أنك أنت الله لا إله إلا أنت الرحمن الرحيم، وأن محمداً عبدك ورسولك، وأن فلاناً إمامي ووليـّي، وأن أباه رسول الله صلى الله عليه وآله، وعلي والحسن والحسين وفلاناً وفلاناً -حتى ينتهي إليه- وأوليائي على ذلك، أحيا عليه وأموت، وعليه أبعث يوم القيامة، وأبرأ من فلان وفلان وفلان، فإن مات في ليلته دخل الجنة)([1418]).
وفلان وفلان وفلان: هم أبو بكر وعمر وعثمان -كما سيأتي-.
وليس الشيعة وحدهم الذين يلعنون الصحابة ويتبرؤون منهم، بل هناك خلق آخر -كما زعم الشيعة - خلقهم الله للعن الشيخين والتبرؤ منهما:
فقد روى الصفار والكليني بسنديهما -واللفظ للصفار - عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: [إن من وراء عين شمسكم هذه أربعين عين شمس فيها خلق كثير، وإن من وراء قمركم أربعين قمراً فيها خلق كثير لا يدرون أن الله خلق آدم أم لم يخلقه، ألهموا إلهاماً لعنة فلان وفلان]، وفي رواية الكليني: [لم يعصوا الله طرفة عين يبرؤون من فلان وفلان]([1419]).
وقد علّق المجلسي على هذه الرواية بقوله: [من فلان وفلان: أي من أبي بكر وعمر]([1420]).
وقد أورد رجب البرسي هذه الرواية، وزاد على الشيخين: عثمان بن عفان([1421]).
وخلاصة القول: أن الشيعة الإثنا عشرية مجمعون على لعن الشيخين رضي الله عنهما والتبرؤ منهما، بل ويوجبون ذلك أيضاً كما تقدم.
ولا ريب في مخالفة هذه العقيدة لمعتقد أئمتهم في الشيخين رضي الله عنهما خصوصاً، وفي الصحابة عموماً، وقد تقدم نقلُ أقوال كثيرة عن أئمتهم، كلها ثناء على الشيخين، وترحم عليهما، وإخبار بفضائلهما.
ولا شك أن ما نسبوه إلى بعض أئمتهم من لعن الشيخين وغيرهما من الصحابة، والتبرؤ منهم مكذوب على أولئك الأئمة، وقد ورد عنهم ما يخالف ذلك:
فهذا علي رضي الله عنه: ينهى بعض من كان في جيشه عن سب معاوية رضي الله عنه -مع كونه دون الشيخين في الفضل باعتراف الشيعة أنفسهم- ويقول لهم: (كرهت لكم أن تكونوا شتامين لعانين)([1422])، فما كرهه لهم يكرهه لنفسه، وهو الذي يعمل بما يقول، وهو المعصوم -في نظر الشيعة -.
وليس الأمر قاصراً على مجرد الكراهة، بل إن علياً رضي الله عنه أمر بقتل من يلعن الشيخين رضي الله عنهما؛ فقد روى أحمد والطبراني([1423]) بسند حسن عن علي بن أبي طالب أنه قال: (يأتي قوم بعدنا ينتحلون شيعتنا وليسوا بشيعتنا، لهم نَبَزٌ([1424])، وآية ذلك أنهم يشتمون أبا بكر وعمر، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون)([1425]).
وعندما أظهر ابن سبأ الطعن على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وباقي الصحابة أمر علي بقتله، ثم شفع فيه بعض الناس فعدل عن قتله ونفاه إلى المدائن([1426]).
أما محمد بن علي ؛ أبو جعفر الباقر فقد نهى عن اللعن والسب، وأخبر أن الله تعالى يبغض ذلك، فقال: (إن الله يبغض اللعان السباب الطعان الفحـّاش المتفحش)([1427]).
فهل يفعل الإمام المعصوم -عندهم- ما يبغض الله؟!
وقد أخبر عن نفسه أنه يتولى الشيخين رضي الله عنهما، وأخبر أيضاً أنه لم يكن أحد من أهل البيت يسبهما؛ فعندما سأله جابر الجعفي عن الشيخين: (أكان منكم أهل البيت أحد يسب أبا بكر وعمر؟ قال: لا، وأنا أحبهما وأتولاهما وأستغفر لهما)([1428]).
أما جعفر الصادق -إمام القوم السادس- فلم يكن يتولاهما فحسب، بل كان يأمر أتباعه بتوليهما أيضاً؛ فقد روى الكليني بسنده عن الصادق أنه قال لامرأة من الشيعة سألته عن أبي بكر وعمر: ((توليهما). قالت: فأقول لربي إذا لقيته: إنك أمرتني بولايتهما؟ قال: نعم)([1429]).
وأخبر زيد بن علي بن الحسين أنه لم يسمع أحداً من آبائه يتبرأ من أبي بكر وعمر([1430])، وآباؤه الذين لم يسمع أحداً منهم تبرأ من الشيخين هم: زين العابدين، وأبوه الحسين، وأبو الحسين: علي بن أبي طالب.
أفلا يسع الشيعة ما وسع أئمتهم من تولي الشيخين والترضي عنهما، وعدم التبرؤ منهما.
ولم يكتف زيد بقوله هذا، بل وافقه بفعله، وذلك حين جاءه قوم ممن ينتحلون التشيع وطلبوا منه أن يتبرأ من الشيخين رضي الله عنهما حتى يبايعوه -وذلك حينما خرج ضد الأمويين- فقال لهم: (أنا أتبرأ ممن يتبرأ منهما)([1431])، وقال: (البراءة من أبي بكر وعمر براءة من علي)([1432]). فقالوا له: (إذن نرفضك)([1433]).
فهؤلاء هم أئمة الشيعة يتولون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، وسائر الصحابة، ولا يتبرؤون منهم، بل ويأمرون الناس بتوليهم، فكيف يدعي من يزعم الانتساب إليهم أن البراءة من الشيخين والصحابة واجبة؟!
المطلب الرابع: رجعة الشيخين إلى الدنيا قبل يوم القيامة للاقتصاص منهما -كما يزعم الشيعة-:
يعتقد الشيعة أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما يرجعان إلى الدنيا قبل يوم القيامة للاقتصاص منهما على يد قائم أهل البيت -المهدي المنتظر عندهم-.
ويزعمون أن القرآن قد دل على رجعتهما، وأخبر عنهما أنهما يذوقان شتى ألوان العذاب في الرجعة:
فقد استدلوا بقوله تعالى: ((وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ)) [القصص:5-6].
فقالوا: إن فرعون وهامان هما أبو بكر وعمر، يحييهما القائم قبل يوم القيامة ليشفي صدور شيعته منهما.
فقد أسند محمد بن الحسن الشيباني في كتابه كشف نهج الحق إلى محمد بن علي الباقر، وجعفر بن محمد الصادق قولهما في تفسير هذه الآية: (إن فرعون وهامان ها هنا شخصان من جبابرة قريش([1434]). يحييهما الله تعالى عند قيام القائم من آل محمد عليه السلام في آخر الزمان فينتقم منهما بما أسلفا)([1435]).
وقد صرح جمع من علماء الشيعة أن المراد بفرعون وهامان في هذه الآية: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وزعموا أن القائم يحييهما، ويصلبهما على جذع نخلة ويقتلهما كل يوم ألف قتلة، جزاء بما قدما من ظلم أهل البيت والاعتداء عليهم.
وممن صرح أن المراد بفرعون وهامان: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما:
البياضي([1436])، وحسن بن سليمان الحلي([1437])، والطبسي النجفي([1438])، والبحراني([1439])، والجزائري([1440])، وأحمد الأحسائي([1441])، وعلي الحائري([1442])، وعبد الله شبر([1443]) وغيرهم.
وقد علق المجلسي على رواية الكليني المسندة إلى جعفر الصادق، وفيها قول علي: (وقد قتل الله الجبابرة على أفضل أحوالهم... وأمات هامان، وأهلك فرعون([1444]) بقوله: (وأما هامان) أي: عمر (وأهلك فرعون) يعني: أبا بكر، ويحتمل العكس، ويدل على أن المراد هذان الأشقيان)([1445])، وبنحو قوله قال أبو الحسن العاملي([1446]). أما الكاشاني فقد كنـّى عنهما بصنمي قريش([1447]).
أما دعوى الشيعة إحياء القائم لـ أبي بكر وعمر وصلبهما، فالنصوص عليها كثيرة في كتبهم، وهم يزعمون أن الله تعالى قد أخبر نبيـّه بذلك؛ فقد أسند الصدوق إلى جعفر الصادق الإسراء، وفيها رؤية النبي لأنوار الأئمة الاثني عشر وفي وسطهم محمد بن الحسن القائم، وسؤال ربه عنهم: (يا رب ومن هؤلاء؟ قال: (الأئمة، وهذا القائم الذي يحلل حلالي ويحرم حرامي، وبه أنتقم من أعدائي، وهو راحة لأوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين، فيخرج اللات والعزى طريين فيحرقهما، فلفتنة الناس يومئذ بهما أشد من فتنة العجل والسامري)([1448]).
والمراد باللات والعزى عند الشيعة: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما ويشهد لذلك تعليق السيد الداماد الحسيني -الشيعي- على رواية إخراج القائم للات والعزى بقوله: (تنبيه): لا يخفين على بصيرتك أن اللات والعزى هما صنما قريش اللذان دعا عليهما أمير المؤمنين عليه السلام في دعائه المشهور، ودفنا في بيت رسول الله وفي حريم قبره، ودون إذن منه ولا من أهل بيته المطهرين القائمين بأمره صلى الله عليه وآله وسلم([1449]).
ويزعم الشيعة أن علياً رضي الله عنه سمع ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبر به عمر رضي الله عنه؛ فقد أسند ابن رستم الطبري إلى أبي الطفيل عامر بن واثلة([1450])قال: (رأيت أمير المؤمنين وهو في بعض أزقة المدينة يمشي وحده فسلمت عليه واتبعته حتى انتهى إلى دار الثاني([1451])، فاستأذن فأذن له، فدخل ودخلت معه، فسلم على الثاني وهو يومئذ خليفة وجلس فحين استقرت به الأرض قال له: من علمك الجهالة يا مغرور، أما والله لو ركبت القفر ولبست الشعر لكان خيراً لك من المجلس الذي جلسته... -إلى أن قال: والله لكأني بك وبصاحبك قد أخرجتما طريين حتى تصلبا بالبيداء... إلى أن قال له عمر: يا أبا الحسن إني لأعلم إنك ما تقول إلا حقاً، فأسألك بالله إن رسول الله سماني وسمى صاحبي؟ فقال له: والله إن رسول الله سماك وسمى صاحبك...إلخ)([1452]).
وكتب الشيعة مملوءة بأخبار منسوبة إلى عدد من الأئمة تؤكد دعوى صلب الشيخين رضي الله عنهما- عند الشيعة -.
فالروايات المنسوبة إلى أبي جعفر الباقر رواها عنه عدد من رواة الشيعة أمثال أبي بصير([1453])، والمفضل بن عمر([1454]) وسلام بن المستنير([1455])، وعبد الأعلى الحلبي([1456])، وغيرهم، وكلها بألفاظ مقاربة تدور حول معنى واحد وهو: إخراج الشيخين رضي الله عنهما من قبريهما غضين طريين وصلبهما وافتتان الناس بهما.
والروايات المنسوبة إلى أبي عبد الله الصادق رواها عنه عدد من رواة الشيعة أمثال أبي الجارود([1457])، والمفضل بن عمر([1458])، وبشير النبال([1459])، وإسحاق بن عمار([1460]) وغيرهم، وكلها بألفاظ مقاربة تدور حول نفس المعنى.
أما محمد بن علي الجواد المعروف بـ أبي جعفر الثاني، فقد روى عنه قصة صلب القائم للشيخين رضي الله عنهما: عبد العظيم بن عبد الله الحسني([1461]).
وعن محمد بن الحسن العسكري -وهو قائم الشيعة الذي يصلب الشيخين كما يزعمون- رواها علي بن إبراهيم بن مهزيار([1462])، وفيها قول محمد بن الحسن: (...وأجيء إلى يثرب فأهدم الحجرة وأخرج من بها وهما طريان، فآمر بهما تجاه البقيع، وآمر بخشبتين يصلبان عليهما، فتورقان من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الفتنة الأولى...إلخ)([1463]).
وهذه العقيدة تعرف عند الشيعة بعقيدة الرجعة([1464]). وهي حشر للأبدان والأرواح تشبه حشر القيامة([1465]).
والرجعة من عقائد الشيعة الأساسية، وقد استدلوا عليها بنحو مائة آية من كتاب الله أولوها بما لا يسعفه برهان، ولا يقويه حجة.
ولا إيمان عند الشيعة لمن لم يعتقدها، وليس منهم في شيء من أنكرها- كما نسبوا ذلك إلى أئمتهم([1466]) وهي من ضروريات المذهب ومن ثمرات الإيمان بالغيب.
وهي خاصة بمن محض الإيمان محضاً، أو محض الكفر محضاً؛ فلا يرجع إلا من علت درجته في الإيمان، أو بلغ الغاية في الكفر والنفاق([1467]).
ومعلوم أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ليسا ممن محض الإيمان عند الشيعة، فهما إذاً من الفريق الآخر بدليل إجماع الشيعة على أنهما يرجعان ويذوقان شتى أنواع العذاب على يد القائم -الذي بعث نقمة -([1468]) من صلبهما([1469]) وضربهما بسياط من نار([1470]) وقتلهما في كل يوم ألف قتلة([1471])، وحرقهما([1472]). ونسفهما في اليم نسفاً كما فعل موسى بالعجل([1473])، بل وقتل كل من أحبهما([1474]). والمتصفح لكتب الأدعية عند الشيعة يجدها مليئة بدعاء القائم والتماس خروجة كي ينتقم من أعداء آل البيت وفي مقدمتهم أبو بكر وعمر رضي الله عنهما([1475])، وكثيراً ما يكون دعاؤه شعراً؛ وذلك كقول قائلهم([1476]):
يا حجة الله يا خير الأنام ويا نور الظلام ويا ابن الأنجم الزهر
أرجو من الله ربي أن يبلغني أرى اللعينين رؤيا العين بالنظر
ينبشان كما قال النبي لنا من بعد دفنهما في سائر الحفر
ويشهران بلا ريب ولا شبه على رؤوس الملا من سائر البشر
ويصلبان على جذعين من خشب ويحرقان بلا شك ولا نكر
هناك تشفى قلوب طال ما ملئت همّاً وتصبح بعد الهم بالبشر
أما عن سبب تعذيب القائم لـ أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلأنهما أساس كل بلية حدثت من لدن آدم عليه السلام وحتى زمن القائم كما يزعم الشيعة: فـ القائم يحمل أبا بكر وعمر كل وزر وخطيئة فعلت من زمن آدم عليه السلام حتى يومه ذاك، فهما المسئولان عن جمع النار لـ إبراهيم، وطرح يوسف في الجب، وحبس يونس في الحوت، وقتل يحيى، وصلب عيسى([1477]) وعذاب جرجيس ودانيال عليهما السلام، وضرب سلمان الفارسي، وإشعال النار ببيت علي، وضرب فاطمة، وسمّ الحسن، وقتل الحسين، وذبح أطفاله وبني عمه، وسبي ذراري رسول الله، وإراقة دماء آل محمد... إلخ]([1478]).
بل إنهم يرون أن كل دم سفك، وكل فرج نكح حراماً، وكل خبث وفاحشة وإثم وظلم وجور وغم، منذ عهد آدم إلى وقت قيام القائم، كل ذلك يعدده القائم على الشيخين ويلزمهما إياه ويعترفان به([1479]).
ومن أسباب تعذيب القائم للشيخين -على حد زعم الشيعة - كونهما قد دفنا في بيت رسول الله بدون إذنه؛ فقد أسند الكليني إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما قوله لـ عائشة رضي الله عنها: (..ولعمري لقد أدخل أبوك وفاروقه على رسول الله صلى الله عليه وآله بقربهما منه الأذى...)([1480]).
ويزعم الشيعة أن علياً همّ بإخراجهما لكنه خشي أن يثور الناس عليه فعدل عن ذلك؛ فقد أسند الكليني إلى علي قوله في إحدى خطبه يعدد الأشياء التي لم يفعلها خشية ثورة الناس عليه -وذكر منها-: (وأخرجت من أدخل مع رسول الله في مسجده ممن كان رسول الله أخرجه)([1481]).
وعلق عليها المجلسي بقوله: (يحتمل أن يكون المراد إخراج جسدي الملعونين اللذين دفنا في بيته بغير إذنه([1482]) مع أن النبي صلى الله عليه وآله لم يأذن لهما لخوخة في مسجده([1483]).
وليس صلب الشيخين رضي الله عنهما في زمن الرجعة فقط، بل وفي كل عام أيضاً -كما يزعم الشيعة - فقد روى الصفار والمفيد بسندهما إلى عيسى بن عبد الله بن أبي طاهر العلوي([1484]) يروي عن أبيه عن جده: (أنه كان مع أبي جعفر محمد بن علي الباقر بـ منى وهو يرمي الجمرات، وأن أبا جعفر عليه السلام رمى الجمرات، قال: فاستتمها ثم بقي في يده بعد خمس حصيات، فرمى اثنتين في ناحية وثلاثة في ناحية، فقال له جدي: جعلت فداك! لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعه أحد قط؛ رأيتك رميت الجمرات ثم رميت بخمسة بعد ذلك؛ ثلاثة في ناحية واثنتين في ناحية؟! قال: نعم، إنه إذا كان كل موسم أخرجا الفاسقين الغاصبين، ثم يفرق بينهما هاهنا لا يراهما إلا إمام عدل، فرميت الأول اثنتين والآخر ثلاثة؛ لأن الآخر أخبث من الأول)([1485]).
المناقشة:
إن قوله تعالى: ((وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا...)) [القصص:6]، إخبار عن بني إسرائيل الذين أكثر فرعون من قتل ذكورهم وأذاقهم ألوان العذاب، فأراد الله أن يمن عليهم بالنصر ويمكن لهم في الأرض، فجعل هلاك فرعون وهامان وجنودهما على يد موسى عليه السلام الذي رُبي في قصر فرعون وغُذّي من طعامه([1486])، والآية في بني إسرائيل وما جرى لهم من فرعون، وهي واضحة لا تؤوّل، وصرفها عن ظاهرها بغير دليل إلحاد في كتاب الله.
ودعوى الشيعة الإثنا عشرية أن هذه الآية تشير إلى إخراج القائم لجسد الشيخين من قبريهما وصلبهما في الرجعة دعوى غير صحيحة لأدلة كثيرة منها:
1- إن عقيدة الرجعة مخالفة لصريح القرآن الكريم؛ فهناك آيات كثيرة تبطل هذه العقيدة تماماً، منها: قوله تعالى: ((حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)) [المؤمنون:99-100]، فالبقاء في البرزخ إلى يوم البعث الذي هو يوم القيامة بالاتفاق.
2- إن قائم الشيعة المزعوم لا وجود له أصلاً، وولادته مشكوك فيها بين الشيعة أنفسهم، وقد نقل النوبختي اختلافهم في ذلك([1487])، وهناك أكثر من رواية في عدد من كتبهم يفهم منها أن هذا المهدي المزعوم لا وجود له أبداً([1488]).
و الشيعة يزعمون أنه مهدي آخر الزمان، وأنه الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه يملأ الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً، رغم أنهم يصرحون أن اسمه محمد بن الحسن، والمهدي كما جاء في الرواية الصحيحة([1489]) اسمه محمد بن عبد الله، وبعض مصنفيهم أثبتوا ذلك([1490]).
3- إن الشيعة زعموا أن أبا بكر وعمر لم يبيتا إلا ليلة واحدة في قبريهما اللذين دفنا فيهما، ثم نقلا إلى واد في جهنم يقال له وادي الدود([1491])، فكيف يستخرجهما القائم من قبريهما مع أنهما قد نقلا إلى ذلك الوادي كما زعموا؟!
4- إن عدداً من علماء الشيعة المعاصرين أنكروا الرجعة، وتأولوا الأخبار الواردة فيها برجوع الدولة والأمر والنهي دون رجوع الأشخاص، بل إن هاشم الحسيني زعم أن أول من قال بالرجعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، واعتبر ذلك من بدعه ومنكراته([1492]).
أما دعوى الشيعة أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما دفنا في مكان ليسا له بأهل فدعوى باطلة؛ لأن من قرأ سيرتهما في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم أدرك أنهما أحق الناس بالمكان الذي دفنا فيه، لشدة قربهما من رسول الله في حياته، وقد شهد لهما هذه الشهادة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «وضع عمر بن الخطاب رضي الله عنه على سريره، فتكنفه الناس يدعون ويصلون قبل أن يرفع، وأنا فيهم، فلم يرعني إلا رجل آخذ منكبي، فإذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فترحم على عمر، وقال: ما خلـّفت أحداً أحب إليّ أن ألقى الله بمثل عمله منك. وأيم الله إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك، وحسبت أني كنت كثيراً أسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ذهبت أنا وأبو بكر وعمر، ودخلت أنا وأبو بكر وعمر، وخرجت أنا وأبو بكر وعمر، وإني كنت أظن أن يجعلك الله معهما»([1493]).
المطلب الخامس: حال الشيخين رضي الله عنهما يوم القيامة في نظر الشيعة:
يعتقد الشيعة الإثنا عشرية أن الشيخين رضي الله عنهما مخلدان في نار جهنم، ولا يقتصر الأمر على مجرد الخلود في النار -حسب زعمهم- بل إنهما يعذبان فيها عذاباً لا يعذبه أحد من العالمين.
وقد استدلوا على هذه المزاعم بعدد من الآيات حرفوا معناها وفق ما يعتقدون، وزعموا أنها نزلت تصف عذاب الشيخين رضي الله عنهما يوم القيامة.
ومن هذه الآيات:
1- آية زعموا أن الله أخبر فيها أنه سيعذب أبا بكر وعمر يوم القيامة، ولا يعاملهم معاملة المتقين: وهي قوله تعالى: ((أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ)) [ص:28].
فقد نسبوا إلى جعفر الصادق قوله عن هذه الآية أنها إخبار من الله عن نفسه أنه لا يعامل أبا بكر وعمر وأتباعهما يوم القيامة كمعاملة علي وأصحابه؛ لأن الفريق الأول من الفجار، والفريق الثاني من المتقين، فالمتقون مثواهم الجنة، والفجّار مثواهم النار([1494]).
وليس في هذه الآية ما ذهب إليه الشيعة ؛ إذ أنها عبارة عن إرشاد من الله تعالى يدل به العقول السليمة والفطر المستقيمة على أنه لا بد من معاد وجزاء؛ لأنا نرى الظالم الباغي يزداد ماله ونعيمه ويموت كذلك، ونرى المطيع المظلوم يموت بكمده، وقد بيَّن الله سبحانه وتعالى أنه من عدله وحكمته لا يساوي بين المؤمنين والكافرين، وإذا كان الأمر كذلك، فلا بد من دار يثاب فيها هذا المطيع ويعاقب فيها ذلك الفاجر([1495]).
فالآية إذاً عامة في عموم المؤمنين والكافرين، ولا يسلم حصرها في بعضهم.
2- آيات زعم الشيعة أن الله تعالى أخبر فيها عما أعد للشيخين رضي الله عنهما من العذاب: وهي قوله تعالى: ((هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ)) [ص:55] إلى قوله تعالى: ((قَالُوا رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ)) [ص:61].
فقد قال القمي في تفسيرها: (قوله: ((هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ)) [ص:55]: وهم زريق وحبتر([1496])، وبنو أمية. ((جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ * هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ)) [ص:56-57]، قال: الغساق وادٍ في جنهم فيه ثلاثمائة وثلاثون قصراً، وفي كل قصر ثلاثمائة بيت، وفي كل بيت أربعون زاوية، وفي كل زاوية شجاع، وفي كل شجاع ثلاثمائة وثلاثون عقرباً، في جمجمة كل عقرب ثلاثمائة وثلاثون قلة من سم، لو أن عقرباً منها نفخت سمها على أهل جهنم لوسعهم سمها... ((هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ)) [ص:59] وهم بنو العباس، فيقولون بنو أمية: ((لا مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّارِ)) [ص:59]، فيقول بنو العباس: ((بَلْ أَنْتُمْ لا مَرْحَباً بِكُمْ أَنْتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا)) [ص:60] وبدأتم بظلم آل محمد ((فَبِئْسَ الْقَرَارُ)) [ص:60]، ثم يقول بنو أمية: ((رَبَّنَا مَنْ قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ)) [ص:61] يعنون: الأولَيْن([1497])([1498]).
ويريدون بالأولين: الشيخين رضي الله عنهما؛ لأنهما أول من غصب الخلافة من علي -بزعمهم-.
وهذه الآية تتحدث عن عموم الأشقياء، وحالهم يوم القيامة؛ فإن الله تعالى بعد أن ذكر مصير السعداء ومآلهم، ثنَّى بذكر الأشقياء ومآلهم في دار معادهم، وما أعده لهم من حميم وغسـّاق -والحميم هو الحار الذي بلغ الغاية في الحرارة، واختلف في الغساق فقيل هو ما يسيل من مناخر أهل النار أو من وجوههم، وقيل: هو البارد الذي لا يتحمل من شدة البرودة([1499])، ولم يفسره أحد كما فسره الشيعة، وقوله تعالى: ((هَذَا فَوْجٌ مُقْتَحِمٌ مَعَكُمْ)) [ص:59] إخبار منه سبحانه عن قيل أهل النار بعضهم لبعض كما قال تعالى: ((كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا)) [الأعراف:38]، ولم يقل أحد من المفسرين إنها نزلت في أحد من الصحابة، أو في بني أمية، أو في بني العباس([1500]).
3- آية زعم الشيعة أن الله تعالى أخبر فيها أن أبا بكر وعمر يعذبان في النار يوم القيامة: وهي قوله تعالى: ((الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ)) [الرحمن:5].
فقد أسند العياشي إلى أحدهما([1501]) أنه سئل عن قوله: (((يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)) [الإسراء:71]؟ فقال: ما كانوا يأتمون به في الدنيا، ويؤتى بالشمس والقمر فيقذان في جهنم، ومن كان يعبدهما)([1502]).
وأسند الصدوق إلى جعفر الصادق قوله: (إذا كان يوم القيامة أتى الشمس والقمر في صورة ثورين عبقريين فيقدمان بهما وبمن يعبدهما في النار، وذلك أنهما عبدا فرضيا)([1503]).
وذكر الحائري أن علي بن أبي طالب قال: (أنا حميَّت جهنم وسميتها جحيم وسجيل، وجعلتها طبقات.. ويخلد فيها الجبت والطاغوت([1504]) ومن عبدهما)([1505]).
فما المراد بـ(الشمس والقمر) في هذه الآية عند الشيعة؟
قال البياضي في تفسير هذه الآية: (هما الأول والثاني يعذبان)([1506]).
وقال أبو الحسن العاملي: (فلان وفلان شمسا هذه الأمة ونورها، فهما في النار يعذبان)([1507]).
وروى علي بن إبراهيم القمي بسنده عن الحسين بن خالد([1508]) عن أبي الحسن الرضا في تفسير قوله تعالى: (الشمس والقمر بحسبان. قال: هما يعذبان. قلت([1509]): الشمس والقمر يعذبان؟! قال: إن سألت عن شيء فأتقنه، إن الشمس والقمر من آيات الله يجريان بأمره مطيعان له، ضوؤهما من نور عرشه، وجرمهما من جهنم، فإذا كانت القيامة عاد إلى العرش نورهما، وعاد إلى النار جرمهما، فلا يكون شمس ولا قمر([1510])، وإنما عناهما لعنهما الله، أليس قد روى الناس أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: إن الشمس والقمر نوران؟ قلت: بلى. قال: وما سمعت قول الناس: فلان وفلان شمسا هذه الأمة ونورها([1511])؟ فهما في النار، والله ما عنى غيرهما)([1512]).
ولا ريب أن الشيعة قد نحوا في تأويل هذه الآية منحى الباطنية في تأويل المعاني الواضحة البيّنة إلى ما يريدون ويعتقدون؛ فأتوا إلى أمر ظاهر واضح، وقالوا: ليس هو المراد، وإنما معناه في الباطن كذا.
وهذا ما فعلوه في هذه الآية؛ لأن قول الله تعالى: ((الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ)) [الرحمن:5]: (أي أنهما يجريان متعاقبين بحساب مقنّن لا يختلف ولا يضطرب)([1513]).
ولم يقل أحد من المفسرين في تفسير هذه الآية ما قاله الشيعة. 4- آية زعم الشيعة أن الله سبحانه وتعالى أخبر فيها أنه يعذب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما في جهنم يوم القيامة: وهي قوله تعالى: ((هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ * يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ * فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)) [الرحمن:43-45].
فقد قال الحميري في كتابه قرب الإسناد: حدثنا محمد بن عيسى([1514])، قال: حدثني إبراهيم بن عبد الحميد([1515]) في سنة ثمان وتسعين ومائة في مسجد الحرام([1516]). قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) فأخرج إليّ مصحفاً، قال: فتصفحته، فوقع بصري على موضع منه، فإذا فيه مكتوب: هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان فاصليا فيها لا تموتان ولا تحييان؛ يعني الأولين([1517]).
وقال القمي عند تفسير هذه الآية: (قرأ أبو عبد الله عليه السلام: هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان تصليانها ولا تموتان فيها ولا تحييان؛ يعني زريقاً وحبتر)([1518])،([1519]).
وقال البياضي: قال أبو جعفر الباقر (ع): (كل ما في القرآن: ((فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)) [الرحمن:13] فهي في أبي فلان وفلان)([1520]).
وهذا التحريف واضح لا يحتاج إلى مناقشة، فإن الآية خطاب لعموم الثقلين الجن والإنس، والألفاظ ظاهرة، ولا يمكن تأويلها.
وفي الحديث: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستح فاصنع ما شئت»([1521]).
5- آيات زعم الشيعة أن الله تعالى يخبر فيها أيضاً عن حال الشيخين يوم القيامة، وما يذوقانه من العذاب وهي: قوله تعالى: ((كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ)) [المطففين:7] إلى قوله تعالى: ((ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ)) [المطففين:17].
وقوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)) [المطففين:29] إلى قوله تعالى: ((هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)) [المطففين:36].
فقد أسند القمي إلى جعفر الصادق أنه قال في تفسير هذه الآيات: (في قوله: ((كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ)) [المطففين:7] قال: هو فلان وفلان... ((الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ)) [المطففين:11]: زريق وحبتر([1522])، ((وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ)) [المطففين:12] ((إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ)) [المطففين:13]: هما زريق وحبتر([1523])، كانا يكذبان رسول الله صلى الله عليه وآله)([1524]).
وفي تفسير قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ)) [المطففين:29] قال القمي: (إن الذين أجرموا: الأول والثاني ومن تابعهما)([1525])، ومثله قال البحراني([1526]).
وأسند محمد بن العباس بن مروان بن الماهيار إلى علي بن الحسين قوله في تفسير قوله تعالى: ((فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ * عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ * هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)) [المطففين:34-36] أنه قال: (إذا كان يوم القيامة أخرجت أريكتان فبسطتا على شفير جهنم، ثم يجيء علي عليه السلام حتى يقعد عليهما، فإذا قعد ضحك، وإذا ضحك انقلبت جهنم فصار عاليها سافلها، ثم يخرجان فيوقفان بين يديه، فيقولان: يا أمير المؤمنين، يا وصيّ رسول الله! ألا ترحمنا.. ألا تشفع لنا عند ربك؟ قال: فيضحك منهما ثم يقوم فيدخل الأريكتان ويعادان إلى موضعهما، فذلك قوله عز وجل: ((فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ)) [المطففين:34] إلى آخر السورة)([1527]).
وقد ذكر الإربلي -وهو من علمائهم- أن هذه الآيات: نزلت في أبي جهل والوليد بن المغيرة([1528])، لكن بعض علمائهم الآخرين أشاروا إلى أن هذين الأسمين من الأسماء التي يطلقها الشيعة على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما في زمن التقية.
قال الكفعمي في معرض شرحه لدعاء صنمي قريش -الذي هو من أدعية لعن الشيخين عند الشيعة -: قوله: العن أبا جهل والوليد: يريد بهما الفحشاء والمنكر، فوَّرى عنهما بهذين الرجلين لأنه (ع) كان في زمن تقية([1529]).
وهذه الآيات نزلت في عموم الكفار، وصرفها عن ظاهرها لا يجوز.
وليس الأمر عند الشيعة قاصراً على هذه المزاعم، بل إنهم قد ملؤوا مصنفاتهم بأمثال هذه الروايات، ونسبوها زوراً وكذباً إلى أئمتهم، وسأقتصر على بيان بعضها:
1- فمنها: ما أسنده المفيد إلى جعفر الصادق عن أبيه عن علي بن أبي طالب: (إن إبليس اللعين أخبره أنه لما هبط بخطيئته إلى السماء الرابعة نادى: إلهي وسيدي! ما أحسبك خلقت خلقاً هو أشقى مني؟ فأوحى الله تبارك وتعالى: بلى قد خلقت من هو أشقى منك، فانطلق إلى مالك يريكه، فانطلقت إلى مالك، فقلت: السلام يقرأ عليك السلام، ويقول: أرني من هو أشقى مني. فانطلق بي مالك إلى النار، فرفع الطبق الأعلى، فخرجت نار سوداء ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكاً، فقال لها: اهدئي، فهدأت، ثم انطلق بي إلى الطبق الثاني فخرجت نار هي أشد من تلك السوداء وأشد حمى فقال لها: اخمدي، فخمدت، إلى أن انطلق بي إلى الطبق السابع وكل نار تخرج من طبق هي أشد من الأولى، فخرجت نار ظننت أنها قد أكلتني وأكلت مالكاً وجميع ما خلقه الله عز وجل، فوضعت يدي على عيني، وقلت: مرها يا مالك أن تخمد وإلا خمدتُ. فقال: إنك لن تخمد إلى الوقت المعلوم.
فأمرها فخمدت، فرأيت رجلين في أعناقهما سلاسل النيران معلقين بهما إلى فوق، وعلى رؤوسهما قوم عليهم مقامع النيران يقمعونهما بها، فقلت: يا مالك من هذان؟ فقال: أو ما قرأت على ساق العرش -وكنت قبل قد قرأته قبل أن يخلق الله الدنيا بألفي عام- لا إله إلا الله محمد رسول الله، أيدته ونصرته بـ علي. فقال: هذان من أعداء أولئك وظالميهم)([1530]).
وعلق المجلسي على هذه الرواية بقوله: إنهما اللذان ظلماه؛ أي أبو بكر وعمر([1531]).
وهذه الرواية فيها إزراء وانتقاص لإمامهم المعصوم؛ حيث جعلوا شيخه في الرواية إبليس اللعين.
فإذا كان إمامهم قد امتهن كل هذا الامتهان من قبلهم، فما هو الحال بالنسبة لمن هم دونه في الفضل-عندهم-.
2- ومنها ما أسنده الصفار إلى علي بن أبي طالب أنه سأل من حضر مجلسه: (إن كانوا رأوا ما يرى؟ ثم أخبرهم أنه رأى أبا بكر وعمر، كل واحد على ترعة من ترع النار يقول له: يا أبا الحسن استغفر لي، فلا يكلمهما، وإنما يقول: لا غفر الله لهما)([1532]).
3- ومنها ما أسنده العياشي والصدوق إلى جعفر الصادق من إخباره عن أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية، أن كل واحد منهم يدخل من باب من أبواب النار خاص به، لا يدخل معه منه أحد([1533]).
4- ومنها ما أسنده الصدوق إلى جعفر الصادق أيضاً من إخباره عن أبي بكر وعمر أنهما أول من يدخل النار([1534]) وغير ذلك.
5- ومنها ما نسبه الشيعة إلى بعض أئمتهم من إخبارهم عن الشيخين، أنهما يكونان يوم القيامة في تابوتين من نار، قد أحكم الرتاج عليهما، في أحد أودية جهنم.
وقد نسبوا إليهم روايات عديدة يظهر عليها الاختلاف والاضطراب والتناقض، مما يدل على أنها موضوعة على ألسنتهم، منها:
1- ما أسنده الصدوق والشعيري إلى إسحاق بن عمار الصيرفي يروي عن موسى بن جعفر الكاظم خبراً طويلاً، ملخصه: (أن موسى الكاظم أخبره أن في النار وادياً يقال له: سقر، لو تنفس لأحرق ما على وجه الأرض، وفي ذلك الوادي جبل، وفي الجبل شعب، وفي الشعب قليب، وفي القليب حيّة، يتعوذ جميع أهل ذلك القليب من خبث تلك الحية ونتنها وقذرها وما أعد الله في أنيابها من السم لأهلها، وإن في جوف تلك الحية لسبعة صناديق، فيها خمسة من الأمم السالفة، واثنان من هذه الأمة، قال: قلت: جعلت فداك! ومن الخمسة؟ ومن الاثنان؟ p]أقال: وأما الخمسة: فـ قابيل الذي قتل هابيل، ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه، فقال: أنا أحيي وأميت، وفرعون الذي قال: أنا ربكم الأعلى، ويهوذا الذي هوَّد اليهود، وبولس الذي نصَّر النصارى، ومن هذه الأمة أعرابيان)([1535]).
والمراد بالأعرابيين كما ذكر المجلسي: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما([1536]).
وهذه الرواية دلت على أن الشيخين رضي الله عنهما في صندوقين في جوف حية -كما زعم الشيعة ذلك-.
ولكن الشيعة أوردوا رواية أخرى زعموا فيها أن الشيخين رضي الله عنهما في صندوق واحد، ومعهما في هذا الصندوق عدد من الصحابة؛ وهي:
2- ما رواه القمي بسنده في تفسير قوله تعالى: ((قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ)) [الفلق:1]، عن جعفر الصادق أنه قال: (الفلق جبٌّ في جهنم... وفي ذلك الجب صندوق من نار يتعوذ أهل الجبّ من حرَّ ذلك الصندوق، وهو التابوت، وفي ذلك التابوت ستة من الأولين وستة من الآخرين... وأما الستة الذين من الآخرين فهو الأول والثاني والثالث والرابع([1537])، وصاحب الخوارج وابن ملجم لعنهم الله)([1538]).
3- وهذه الرواية تخالف أيضاً رواية ثالثة نسبها الشيعة إلى علي، زعموا فيها أن علياً أخبر أن سبعة من العشرة المبشرين بالجنة في تابوت من نار يوم القيامة؛ فقد روى سليم بن قيس عن علي، والخزاز بسنده عنه أنه قال للزبير بن العوام لما احتج عليه بحديث العشرة المبشرين بالجنة: (إن سبعة ممن ذكرتهم في تابوت من نار جهنم في أسفل درك الجحيم، على ذلك التابوت صخرة، فإذا أراد الله عز وجل عذاب أهل الجحيم رفعت تلك الصخرة...)([1539]).
4- وقد نصّت رواية رابعة على أن من بين هؤلاء السبعة أبا بكر وعمر رضي الله عنهما؛ فقد نسب رجب البرسي إلى علي بن أبي طالب أنه قال: (في تفسير قوله تعالى: ((إِنَّ أَنكَرَ الأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ)) [لقمان:19]: الله أكرم من أن يخلق شيئاً ثم ينكره، إنما هو زريق وصاحبه في تابوت من نار في صورة حمارين، إذا شهقا في النار انزعج أهل النار من شدة صراخهما)([1540]).
5- وهذه الروايات كلها تخالف أيضاً رواية خامسة أسندها الصدوق إلى علي بن أبي طالب، وفيها قوله عن التابوت أن فيه ستة من الأولين وستة من الآخرين: (وأما الستة من الآخرين: فالعجل وهو نعثل - عثمان - وفرعون وهو معاوية، وهامان هذه الأمة وهو زياد، وقارونها وهو سعيد بن العاص، والسامري وهو أبو موسى عبد الله بن قيس الأشعري ؛ لأنه قال كما قال سامري قوم موسى: لا مساس؛ أي: لا قتال، والأبتر وهو عمرو بن العاص).([1541]).
6- وهذه الروايات كلها أيضاً تخالف رواية سادسة نسبها سليم بن قيس إلى علي بن أبي طالب، وفيها تعيينه للستة من الآخرين الذين هم في الصندوق في قعر الجحيم -كما زعم الشيعة - بأنهم: (الدجال، وأبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبي حذيفة، وسعيد بن العاص([1542]).
إلى آخر ما أوردوه من روايات كثيرة متعارضة متناقضة تدل على أن هذه المزاعم كلها محض افتراء، وأن الأئمة الذين نسبت إليهم أمثال هذه الأكاذيب برءاء كل البراءة منها.
وهذا غيض من فيض مما في كتب القوم الذين أجمعوا على أن حال الشيخين رضي الله عنهما يوم القيامة يكون هكذا.
المناقشة:
قد تقدم نقل أقوال كثيرة لأئمة الشيعة أثنوا فيها على الشيخين، وترضوا عنهما، وأمروا أتباعهم بتوليهما، وأنكروا على من يقدح فيهما.
وتلك الأقوال كلها في الترضي على الشيخين تعارض هذه الأقوال المتناقضة التي نسبها الشيعة زوراً وبهتاناً إلى أئمتهم، زاعمين أن أئمتهم أخبروا عن حال الشيخين يوم القيامة، وأنهما في النار يعذبان أشد العذاب- على حد زعمهم.
وهذه الأقوال المزعومة تخالف السنة الصحيحة التي أفادت أن الشيخين رضي الله عنهما لا يدخلان النار، وأنهما من أهل الجنة، بل لهم الدرجات العالية الرفيعة فيها.
فلقد أخبر عليه الصلاة والسلام أنه: «لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة»([1543]).
وبشّر الشيخين رضي الله عنهما بالجنة بشارة عامة شاركهم فيها عدد من الصحابة؛ مثل حديث العشرة([1544])، وحديث الحائط([1545])، وغيرها من الأحاديث.
وقد بشرّهما عليه الصلاة والسلام بشارة خاصة بهما؛ مثل قوله عنهما: «هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين» ومثل قوله: «إن أهل الدرجات العلا يراهم من هو أسفل منهم كما تُرى الكواكب في أفق السماء، وأبو بكر وعمر فيهما وأنعما»([1546]).
والأحاديث في ذلك كثيرة جداً، ولا يتسع المقام لذكرها، وكلها تفيد أن الشيخين رضي الله عنهما من أهل الجنة، بل ومن أهل الدرجات العلا فيها، وهي بمجموعها تبلغ حد التواتر.
ولكن الشيعة تركوا أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم، وافتروا على خير الناس بعد النبيين والمرسلين، فبدلاً من أن يقروا بأنهما من أهل عليّين كما أخبر بذلك الرسول الأمين، زعموا أنهما في أسفل سافلين؛ في الدرك الأسفل من النار، فبدلوا قولاً غير الذي قيل لهم.
المطلب السادس: ذكر جملة من الألقاب التي يطلقها الشيعة على الشيخين أبو بكر وعمر رضي الله عنهما:
يطلق الشيعة على الشيخين رضي الله عنهما جملة من الألقاب تقية، وانتقاصاً من قدر الشيخين في الوقت نفسه، ومن هذه الألقاب:
]- فلان وفلان: فقد ذكر الشيعة أن المراد به عند إطلاقه: أبو بكر وعمر رضي الله عنهما([1547]).
2- الجبت والطاغوت: ويريدون بهما الشيخين رضي الله عنهما([1548]).
3- صنما قريش([1549]).
4- الأول والثاني([1550]).
5- الأعرابيان: ذكر المجلسي أن المراد بهما: أبو بكر وعمر([1551]).
6- الأوليْن([1552]).
7- رجلان من قريش([1553]).
8- رجلان من المنافقين: ذكر البحراني أنهما أبو بكر وعمر([1554]).
9- فرعون وهامان: وقد صرح جمع كبير من علماء الشيعة أن المراد بهما أبو بكر وعمر([1555]).
10- اللات والعزى: أشار الداماد الحسيني إلى أنهما أبو بكر وعمر([1556]).
11- التيمي والعدوي: ذكر المجلسي أن المراد أبو بكر وعمر([1557]).
12- اللعينـَيـْن: من الألقاب التي يطلقها الشيعة على الشيخين رضي الله عنهما([1558]).
13- زريق وحبتر: ذكر المجلسي أنهما أبو بكر وعمر، ورجح أن حبتر هو أبو بكر ؛ لأن معنى حبتر: الثعلب، وأبو بكر كان أرأف الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غوراً([1559]) كما زعم المجلسي، ومن هنا استحق هذا اللقب([1560]).
14- الشمس والقمر: ذكر العاملي أن المراد بهذا الإطلاق: الأول والثاني([1561]) أي أبو بكر وعمر كما تقدم.
15- حبتر وزفر([1562]).
16- الأشقيان: ذكر المجلسي أنهما أبو بكر وعمر([1563]).
المبحث الثاني: موقف الشيعة الإثني عشرية من بعض النصوص التي دلت على فضل الشيخين رضي الله عنهما:
يزعم الشيعة الإثنا عشرية أن جُلَّ فضائل الشيخين رضي الله عنهما موضوعة؛ إما وضعت في خلافتهما، أو في خلافة معاوية([1564]).
ويقولون: لو فرضنا صحة بعضها، فإن هذا البعض لا يمكن أن يعارض الفضائل الكثيرة الثابتة لـ علي، والتي أفادت أنه أفضل الصحابة أجمعين([1565]).
هذا عن موقف الشيعة من الفضائل بشكل عام، أما موقفهم الخاص فيتّضح كالآتي:
1- موقفهم من إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشيخين بأنهما سيدا كهول أهل الجنة:
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: «كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر وعمر، فلما نظر إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا علي هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين إلا النبيين والمرسلين ثم قال: يا علي لا تخبرهما»([1566]).
وقد روي عن أنس بن مالك الأنصاري([1567])، وعبد الله بن العباس([1568])، وأبي هريرة([1569])، وأبي سعيد الخدري([1570])، وجابر بن عبد الله الأنصاري([1571])، وأبي جحيفة([1572]) رضي الله عنهم وعن الصحابة أجمعين.
والحديث صحيح بمجموع طرقه([1573])، وقد صححه الشيخ أحمد شاكر أيضاً([1574]).
ولكن رغم صحته فقد أنكره الشيعة، ونسبوه إلى الوضع؛ قال المرتضى والبياضي عنه بأنه وضع في أيام بني أمية([1575]).
وزاد بأنه قد روى: عن ابن عمر، وهو عن أهل البيت منحرف، وبذكر أبيه متـّهم معتسف([1576]).
وقالا أيضاً: [إنه وضع لمعارضة الخبر الصحيح في الحسن والحسين: إنهما سيدا شباب أهل الجنة]([1577]).
ويقال لهم:
إن هذا الحديث صحيح، وقد رواه عدد من الصحابة منهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وأما قولكم: إنه قد روي عن ابن عمر وحده، وأنه متهم بالتحيز لأبيه: فباطل؛ لأن هذا الحديث لم يرو عن ابن عمر رضي الله عنهما، بل روي عن عدد من الصحابة غيره.
ولو فرضنا أنه روي عن ابن عمر رضي الله عنه وحده، وكان رجال إسناده ثقات، وكان الخبر في فضل ابن عمر نفسه لأخذنا به؛ لأن الصحابة رضي الله عنهم كلهم عدول.
وقد روى البخاري ومسلم بسنديهما عن ابن عمر فضيلة من فضائله، وهي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه لزوجه حفصة ؛ أخت عبد الله: «إن أخاك رجل صالح لو كان يقوم من الليل» أو: «نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي بالليل» قال سالم بن عبد الله: [فكان عبد الله لا ينام من الليل إلا قليلاً]([1578]).
و جعفر الصادق، وأبوه الباقر قد استدلا بقول ابن عمر في إثبات منقبة من مناقب علي([1579])، فلو كان حال ابن عمر كما ذكر الشيعة لما صح منهما الاستدلال بقوله وهما الإمامان المعصومان - في نظر الشيعة -.
أما عن زعمهم أن هذا الحديث وضع معارضة لخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحسن والحسين بأنهما سيدا شباب أهل الجنة: فمجرد دعوى ليس لهم على إثباتها برهان، والحامل لهم على قولها بغض الصحابة وخاصة الشيخين، ومحاولة طمس فضائلهما بأية وسيلة.
2- موقف الشيعة من تفضيل علي للشيخين على نفسه:
قد تقدم إخبار علي رضي الله عنه عن الشيخين رضي الله عنهما بأنهما خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم([1580])، وتقدم أيضاً أن هذا الخبر روي عن علي رضي الله عنه من نحو ثمانين وجهاً([1581]) ورغم صحة هذا الخبر، وبلوغه حد التواتر([1582]). إلا أن الشيعة -كدأبهم مع فضائل الشيخين رضي الله عنهما وغيرهما من الصحابة- أنكروه([1583])، وزعموا أن علياً لم يقله([1584])، وإنما رواه جماعة من المنحرفين عن آل البيت -على حد زعمهم-([1585]).
والرد عليهم لا يستلزم كبير عناء؛ لأن هذا الخبر رواه عن علي من هم أخص الناس به، وأحبهم إليه؛ رواة من همذان التي يقول مبيناً حبه لها -كما نسب الشيعة إليه ذلك-([1586]):
ولو كنت بواباً على باب جنة لقلت لهمذان ادخلي بسلام
قال الإمام البخاري: حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، حدثنا جامع بن أبي راشد، حدثنا أبو يعلى، عن محمد ابن الحنفية قال: قلت لأبي - علي بن أبي طالب -: (أي الناس خيرٌ بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أبو بكر. قلت: ثم من؟ قال: ثم عمر، وخشيت أن يقول: عثمان، قلت: ثم أنت؟ قال: ما أنا إلا رجل من المسلمين)([1587]).
ورجال هذا الإسناد كلهم كوفيون([1588]). من همذان؛ القبيلة التي يحبها علي -كما قال الشيعة -.
أضف إلى هذا اشتهار قول علي بتفضيل الشيخين على نفسه بين الناس -كما ذكر الشيعة أنفسهم ذلك- فقد ذكروا أن خاصة أصحاب زين العابدين ؛ علي بن الحسين جاؤوا إليه، وقالوا له: (إن الناس يقولون: إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي([1589]).
وجاء خاصة أصحاب أبي جعفر الباقر ؛ محمد بن علي بن الحسين إليه، وقالوا له: إن الشعبي يروي بـ الكوفة أن علياً قال: (خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر)([1590])، فلم ينكر ذلك، وأقر بأن علياً قاله، وبرر تفضيل علي للشيخين على نفسه بقوله: (إن الرجل يفضل على نفسه من ليس هو مثله حباً وتكرماً)([1591]).
فإذا كان أئمتهم يقرون بالتفضيل، فما بالهم يخالفون قولهم، مع أن دينهم قد بنى على الأقوال التي نسبوها إليهم.
وهذا كان معتقد الصحابة رضوان الله عليهم -كما نقل عنهم بعض الشيعة ذلك- فقد نقل الإربلي قول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (كنا -الصحابة جميعاً- نقول: خير الناس أبو بكر ثم عمر)([1592]).
وعلى معتقد تفضيل الشيخين رضي الله عنهما على علي رضي الله عنه كان الشيعة الأوائل الذين صحبوا علياً، وكانوا في زمنه؛ فإنهم لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر، وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان([1593])؛ ولقد جاء رجل إلى شريك بن عبد الله([1594])، فقال له: (أيهما أفضل أبو بكر أو علي؟ فقال له: أبو بكر، فقال له السائل: أتقول هذا وأنت من الشيعة؟ قال: نعم، إنما الشيعي من قال مثل هذا. واللهِ لقد رقى علي هذه الأعواد فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر. أفكنـّا نرد قوله؟ أكنـا نكذبه؟ والله ما كان كذاباً)([1595]).
ولم يقتصر علي رضي الله عنه على مجرد القول بفضل الشيخين عليه وعلى باقي الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، بل هدد من يفضله عليهما بأن يضربهم حد المفتري، فقال: (ألا إنه بلغني أن أناساً يفضلوني على أبي بكر وعمر، ولو كنت تقدمت في ذلك لعاقبت، ولكني أكره العقوبة قبل التقدم، فمن قال شيئاً من ذلك فهو مفترٍ، عليه ما على المفتري)([1596])، (لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري)([1597]).
لهذا كان الشيعة المتقدمون كلهم متفقين على تفضيل أبي بكر وعمر، كما ذكر ذلك غير واحد منهم([1598]).
3- موقف الشيعة من ثناء جعفر الصادق على الشيخين:
ذكر في كتب الشيعة أن جعفر الصادق أثنى على الشيخين رضي الله عنهما، وذلك لما سأله رجل عنهما، فقال: (يا ابن رسول! الله ما تقول في أبي بكر وعمر؟ فقال (ع): هما إمامان عادلان قاسطان كانا على الحق، وماتا عليه، فعليهما رحمة الله يوم القيامة)([1599]).
إلا أن الشيعة فسّروا قول الصادق تفسيراً باطنياً، وادعوا أنه إنما قال هذا القول تقية، وزعموا أن أحد أتباعه المخلصين سأله عن ذلك فقال: (يا ابن رسول الله! لقد تعجبت مما قلت في حق أبي بكر وعمر؟! فقال: نعم، هما إماما أهل النار؛ كما قال الله سبحانه: (وجعلنا منهم أئمة يدعون إلى النار)([1600])، وأما القاسطان فقد قال الله تعالى: ((وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً)) [الجن:15] وأما العادلان: فلعدولهم عن الحق، كقوله تعالى: (والذين كفروا بربهم يعدلون)([1601]), والمراد من الحق الذي كانا مستوليين عليه هو أمير المؤمنين (ع)؛ حيث أذياه وغصبا حقه عنه، والمراد من موتهما على الحق: إنهما ماتا على عداوته من غير ندامة على ذلك، والمراد من رحمة الله: رسول الله؛ فإنه كان رحمة للعالمين، وسيكون خصماً لهما ساخطاً عليهما منتقماً منهما يوم الدين)([1602]).
ولا شك في كذب نسبة مثل هذا القول إلى جعفر الصادق ؛ لأنه يتنافى مع العصمة التي زعمها له الشيعة ؛ إذ أنه لا يحسن أن يقرأ القرآن الكريم كما أنزل، ثم إن قوله هذا مخالف لأقوال كثيرة ثبتت عنه فيها الثناء والترضي والترحم على الشيخين، لم يستطع الشيعة أن يؤولوها تأويلاً باطنياً كما فعلوا مع الأقوال الأخرى. منها:
- قوله عن الصديق: (أبو بكر الصديق جدي، وهل يسب أحد أباه، لا قدمني الله إن لم أقدمه)([1603]).
-قوله عنه أيضاً: (ولدني الصديق مرتين)([1604])، وقد ذكر الفضل بن الحسن الطبرسي ما يفسر هذا القول، فقال: [أم جعفر الصادق (ع) هي أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر]([1605]).
-وروى عن أبيه أن رجلاً من قريش جاء إلى أمير المؤمنين (ع)، فقال: (سمعتك تقول في الخطبة آنفاً: اللهم أصلحنا بما أصلحت به الخلفاء الراشدين، فمن هم؟ قال: حبيباي وعماي أبو بكر وعمر، إماما الهدى، وشيخا الإسلام، ورجلا قريش، والمقتدى بهما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، من اقتدى بهما عصم، ومن اتبع آثارهما هدي إلى صراط متسقيم)([1606]).
أما عن دعوى الشيعة أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما ظلما علياً، وغصبا منه حقه، فهذا أبو جعفر الباقر -إمامهم الخامس- يرد عليهم قولهم، ويدافع عن الشيخين رضي الله عنهما؛ فقد ذكر ابن أبي الحديد -الشيعي- أن رجلاً من خاصة أصحاب أبي جعفر الباقر سأله عن أبي بكر وعمر، فقال له: (جعلني الله فداك! أرأيت أبا بكر وعمر: هل ظلماكم من حقكم شيئاً -أو قال: ذهبا من حقكم شيء؟- فقال: لا والذي أنزل القرآن على عبده ليكون للعالمين نذيراً، ما ظلما من حقنا مثقال حبة من خردل - فسأله الرجل: أفأتولاهما؟ قال: نعم. ويحك! تولهما في الدنيا والآخرة، ما أصابك ففي عنقي)([1607]).
فهل يستطيع الشيعة تأويل هذه الأخبار الواضحة الصريحة تأويلاً باطنياً كما فعلوا مع الخبر السابق؟
والجواب: إنهم لم يستطيعوا تأويلها، ولو تمكنوا من تأويلها لما تركوها على ظاهرها لتكون حجة عليهم تثبت مخالفتهم لما كان عليه قول أئمتهم ومعتقدهم في تفضيل الشيخين والترحم عليهما والترضي عنهما.
وهناك فضائل أخرى للشيخين رضي الله عنهما سلك الشيعة معها مسلكهم مع باقي الفضائل؛ منها قوله عليه السلام: «اقتدوا باللذين من بعدي»([1608])، وقد تقدم موقفهم منه مع الرد عليه([1609]).
ومنها: الفضيلة العامة التي ثبتت للشيخين رضي الله عنهما مع باقي الصحابة، حين بايعوا تحت الشجرة، وأخبر الله تعالى بأنه قد رضي عنهم.
وهذه الفضيلة قد نفاها الشيعة عنهما وعن باقي الصحابة، منكرين أن يكون الشيخان رضي الله عنهما من المرضي عنهم([1610])، وقد تقدم الرد على مزاعم الشيعة هذه([1611]).
المبحث الثالث: ذكر جملة من الآيات التي ادعى الشيعة الإثنا عشرية أنها نزلت في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما:
تقدم بيان منهج الشيعة في تفسير القرآن، وأنهم يقولون: [كل من انطبقت عليه آية جاز أن يقال: إنها نزلت فيه]([1612]).
وهذا المنهج يطلقون عليه الجري؛ وهو أن تطبق الآيات القرآنية على أئمتهم، أو على أعدائهم، قال محمد حسين الطباطبائي: [واعلم أن الجري -وكثيرا ما نستعلمه في هذا الكتاب- اصطلاح مأخوذ من قول أئمة أهل البيت عليهم السلام]([1613])، وقال أيضاً: [الروايات في تطبيق الآية القرآنية عليهم عليهم السلام أو على أعدائهم؛ أعني روايات الجري كثيرة في الأبواب المختلفة، وربما تبلغ المئين]([1614]).
وقد تقدم أنهم يعتبرون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما من أعدائهم، لذا شملهم هذا المنهج، فادعى الشيعة أن كثيراً من الآيات تنطبق عليهما، وبالتالي ادعوا أنها نزلت فيهما. ومن هذه الآيات:
منها:
1- قوله تعالى: ((فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)) [هود:12] إلى قوله تعلى: ((لا جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمْ الأَخْسَرُونَ)) [هود:22].
فقد أسند القمي والعياشي والمفيد - واللفظ للعياشي - إلى أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال في تفسير هذه الآية: «سبب نزول هذه الآية: أن رسول الله صلى الله عليه وآله لما نزل غديراً قال لـ علي عليه السلام: إني سألت ربي أن يوالي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يؤاخي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل. فقال رجلان من قريش([1615]): والله لصاع من تمر في شنّ بال أحب إلينا مما سأل محمد ربه، فهلَّا سأله ملكاً يعضده على عدوه أو كنزاً يستعين به على فاقته، والله ما دعاه إلى باطل إلا أجابه له، فأنزل الله عليه: ((فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ)) [هود:12] إلى آخر الآية»([1616])، ثم قال في تفسير قوله تعالى: ((مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ)) [هود:15]: يعني فلاناً وفلانا...([1617])، وقد ذكر الشيعة أن أحد القائلين كان عمر رضي الله عنه، وكنى العياشي عنه بـرمع([1618]). والقمي والمفيد برجل من أصحابه المنافقين]([1619]).
وقد ذكر العياشي أن آيات أخرى نزلت في أبي بكر وعمر بسبب قولهما: [لا نسلم له ما قال أبداً].. فقد روى بسنده إلى أبي عبد الله جعفر الصادق قال: «لما سلموا على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للأول: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين. فقال: أمن الله ومن رسوله يا رسول الله؟ فقال: نعم، من الله ومن رسوله، ثم قال لصاحبه: قم فسلم على علي بإمرة المؤمنين فقال: من الله ومن رسوله؟ قال: نعم، من الله ومن رسوله... حتى إذا خرجا وهما يقولان: لا والله لا نسلم له ما قال أبداً، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه: ((وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ * إِنَّمَا يَبْلُوكُمْ اللَّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ)) [النحل:91-92]»([1620]).
المناقشة:
إن تفسير هذه الآيات بهذا المعنى استخفاف بالقرآن الكريم، ولعب بآيات الذكر الحكيم، فـ الشيعة قصروا الغاية التي من أجلها بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم على الدعوة لولاية علي التي لم يَرِدْ بإثباتها دليل نقلي، بل ولا عقلي، بدلاً من أن تكون دعوة رسول الله إلى توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، ولم يكتفوا بذلك، بل حرفوا معاني الآيات لتوافق دعواهم.
ومنها هذه الآيات التي أنزلها الله تسلية لرسوله صلى الله عليه وسلم، مبيناً له أن حال مقصور على النذارة، وطالباً منه أن يبلغ المشركين كل ما يوحي إليه ربه دون أن يترك ما يشق عليهم سماعه كَسَبِّ آلهتهم ودعوتهم إلى الإيمان بالله وحده([1621]).
أما دعوى الشيعة أن هذه الآيات نزلت في بعض الصحابة لإعراضهم عن قبول ولاية علي فغير صحيحة، ولم يقل بها أحد من المسلمين، وما أصدق شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حين قال فيهم: [إن مثل هؤلاء اعتقدوا رأياً ثم حملوا ألفاظ القرآن عليه، وليس لهم سلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولا من أئمة المفسرين، لا في رأيهم ولا تفسيرهم]([1622]).
ومنها:
2- قوله تعالى: ((فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّيكُمْ الْمَفْتُونُ)) [القلم:5-6].
فقد أسند البرقي إلى أبي جعفر الباقر قال: «قال رسول الله صلى الله عليه وآله: ما من مؤمن إلا وقد خلص ودَّي إلى قلبه، وما خلص ودي إلى قلب أحد إلا وقد خلص ودُّ علي إلى قلبه، كَذَب يا علي من زعم أنه يحبني ويبغضك! قال: فقال رجلان([1623]) من المنافقين: لقد فتن رسول الله صلى الله عليه وآله بهذا الغلام، فأنزل الله تبارك وتعالى: ((فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ * بِأَيِّيكُمْ الْمَفْتُونُ)) [القلم:5-6] قال: نزلت فيهما، إلى آخر الآية».([1624]).
وأسند فرات الكوفي إلى أبي أيوب الأنصاري قوله: «لما أخذ النبي صلى الله عليه وآله بيد علي بن أبي طالب (ع) فرفعها، وقال ناس من الناس([1625]): إنما فتن بابن عمه، فنزلت الآية: ((فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ)) [القلم:5] ((بِأَيِّيكُمْ الْمَفْتُونُ)) [القلم:6]...»([1626]).
وأسند الكليني والقمي إلى أبي جعفر الباقر قال: (إن عمر لقي أمير المؤمنين عليه السلام فقال: أنت الذي تقرأ هذه الآية: ((بِأَيِّيكُمْ الْمَفْتُونُ)) [القلم:6] تعرض بي وبصاحبي...)([1627]).
وروى القمي نحوه بسنده إلى الصادق([1628]).
وكذلك:
3- قوله تعالى: ((وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ)) [القلم:51-52].
فقد أسند الكليني والصدوق إلى حسان الجمال([1629])، أن جعفر الصادق أخبره عما جرى يوم غدير خم، ووصف له مكان الغدير ومما قاله: (...وأما الجانب الآخر، فذلك موضع فسطاط المنافقين الذين لما رأوه رافعاً يده([1630])، قال بعضهم لبعض: انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون، فنزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: ((وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ وَيَقُولُونَ إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ * وَمَا هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ)) [القلم:51-52)]([1631])، وقد ذكر الصدوق أن جعفر الصادق قال لـ حسان الجمال: [يا حسان لولا أنك جمالي ما حدثتك]([1632]).
وأسند الطوسي إلى الصادق مثل هذه الروية إلا أنه يضع بدل (موضع فسطاط المنافقين): موضع فسطاط أبي فلان وفلان وسالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة بن الجراح]([1633])، وفي رواية أخرى أسندها الكليني إلى أحدهما([1634])، بنحو هذه الرواية إلا أنه يضع بدل (قال بعضهم لبعض): قال أحدهما لصاحبه([1635]).
وقد علق عليها المجلسي بقوله: (قال أحدهما لصاحبه؛ يعني: أبا بكر وعمر)([1636]).
وقد ذكر الصادق فيما أسنده إليه العياشي أن بريدة الأسلمي حكى ما جرى من أصحاب الفسطاط فقال: (وكان إلى جانب خبائي خباء نفر من قريش وهم ثلاثة، ومعي حذيفة بن اليمان، فسمعت أحد الثلاثة وهو يقول: والله إن محمداً لأحمق إن كان يرى أن الأمر يستقيم لـ علي من بعده، وقال آخرون: أتجعله أحمق؟ ألم تعلم أنه مجنون قد كاد أن يصرع عند امرأة ابن أبي كبشة؟ وقال الثالث: دعوه إن شاء أن يكون أحمق وإن شاء أن يكون مجنوناً، والله ما يكون ما يقول أبداً...)([1637]).
وقد زعم الشيعة أن حذيفة بن اليمان ذكر أن القائل كان عمر والمجيب أبا بكر([1638]).
وكذلك:
4- قوله تعالى: ((وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ)) [الحاقة:44-45] إلى آخر السورة.
فبعدما ذكر الحميري قوله تعالى: ((قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)) [الشورى:23]، روى بسنده إلى أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: (لما نزلت هذه الآية في الولاية أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بدوحات غدير خم فقمن، ثم نودي: الصلاة جامعة، ثم قال: أيها الناس! من كنت مولاه فـ علي مولاه، ربِّ والِ من والاه وعاد من عاداه. ثم أمر الناس يبايعون علياً، فبايعه الناس لا يجيء أحد إلا بايعه، ولا يتكلم منهم أحد، ثم جاء زفر وحبتر، فقال له: يا زفر بايع علياً بالولاية. فقال: من الله أو من رسوله؟ فقال: من الله ومن رسوله، ثم جاء حبتر، فقال: بايع علياً بالولاية. فقال: من الله أو من رسوله؟ فقال: من الله ورسوله. ثم ثنى عطفه ملتفتاً فقال لزفر: لشد ما يرفع بضبع ابن عمه)([1639]).
وأسند العياشي نحواً من هذه الرواية إلى جعفر الصادق، وفيها: (قالا جميعاً: واللهِ من تلقاه، ولا هذا إلا شيء أراد أن يُشرّف به ابن عمه، فأنزل الله عليه: ((وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ * وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ * وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ)) [الحاقة:44-49]؛ يعني فلاناً وفلاناً)([1640])، وقد نقل سليم بن قيس قول علي في عمر أنه قال هو وأبو بكر يوم غدير خم حين نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً: «ما يألو أن يرفع خسيسته»([1641]).
ونقل أيضاً قول أبي ذر، وهو نحواً من قول علي، وذكر فيه قول عمر وأبي بكر: (ما بال هذا الرجل ما زال يرفع خسيسة ابن عمه)([1642]).
وذكر الكاشاني أن حذيفة بن اليمان قال: (حدثني بريدة الأسلمي قال: لما قمنا من مكاننا نريد مضاربنا سمعت رجلاً يقول لصاحبه: ما رأيت اليوم ما فعل بابن عمه، لو قدر أن يصيره نبياً بعده لفعل، قال: قال له صاحبه: اسكت، لو فقدنا محمداً لم نر من هذا شيئاً)([1643]).
وقد ذكر الشيرازي نحواً من هذا القول مع اختلاف يسير وفيه: (... فأجابه صاحبه وقال: لا يكبرن عليك، فلو فقدنا محمداً لكان قوله تحت أقدامنا... قال حذيفة:...القائل عمر، والمجيب أبو بكر...)([1644]).
المناقشة:
ليس في الآيات التي استدل بها الشيعة ما يدل على ولاية علي أو موقف الشيخين رضي الله عنهما منها لا من قريب ولا بعيد، بل هذه الآيات إنما نزلت في الكفار والمشركين، ولكن الشيعة جعلوها في أفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين:
ففي الدليل الأول تعريض بـ أبي جهل والوليد بن المغيرة وأضرابهما من المشركين الذين وسموا رسول الله بالجنون، وهي خطاب من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم يقوله له: ستعلم ويعلم مشركو قومك الذين يدعونك مجنوناً يوم القيامة بأيكم الجنون، وأيكم الذي افتتن عن الحق وضل عنه([1645]).
وفي الدليل الثاني إخبار منه سبحانه عن شدة بغض المشركين لرسول الله بسبب ما جاءهم به من الهدى، حتى إنهم كادوا أن يصرعوه لما عاينوه بأبصارهم، كما تقول العرب: كاد فلان يصرعني بشدة نظره إليّ([1646]).
وفي الدليل الثالث ردّ من الله سبحانه على المشركين الذين زعموا أن محمداً صلى الله عليه وسلم جاء بالرسالة من قبل نفسه، فيجيبهم بقوله: إن محمداً لو كان كما تزعمون مفترياً علينا فزاد في الرسالة أو نقص منها، أو قال شيئاً من عنده فنسبه إلينا لعاجلناه بالعقوبة، ولكن ليس الأمر كذلك، بل هو رسول كريم صادق في دعواه أنه مرسل من عند الله رب العالمين([1647]).
وهذه الآيات في المشركين، لكن الشيعة لشدة بغضهم لأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم -وبشكل خاص لخيارهم- ادعوا نزولها فيهم، فألحدوا في كتاب الله وبدلوا قولاً غير الذي قيل لهم.
ثانياً: آيات زعم الشيعة أن الله تعالى حذّر فيها عباده من موالاة أبي بكر وعمر، وبيَّن لهم فيها حال الموالي يوم القيامة، وأخبر فيها عن فساد خلافتهما:
منها:
1- قوله تعالى: ((يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ)) [البقرة:185].
فقد أسند العياشي إلى أبي جعفر الباقر قوله في تفسير هذه الآية قال: (اليسر علي عليه السلام، وفلان وفلان العسر، فمن كان من ولد آدم لم يدخل في ولاية فلان وفلان)([1648])([1649]).
وهذه الآية والآيات التي سبقتها في بيان حكم الصيام، وبيان رخصه، والله سبحانه وتعالى إنما رخّص الإفطار للمرض والسفر ونحوهما من الأعذار لإرادته بالناس اليسر([1650]).
ومنها:
2- قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ)) [البقرة:208].
فقد أسند العياشي إلى أبي عبد الله الصادق تفسيره لهذه الآية، وفيها قوله لـ أبي بصير: (أتدري ما السلم؟ قال: قلت: أنت أعلم. قال: ولاية علي والأئمة الأوصياء من بعده. قال: وخطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان – وفي رواية-: هي ولاية الثاني والأول)([1651]).
وقد ذكر الشيعة أنه قد ورد في السنة ما يعضد هذا التفسير، وذكروا منه قول الرسول صلى الله عليه وسلم لـ علي: «عليك بالصبر والورع ومنهاجي، لا طريق فلان وفلان»([1652]).
وهذه الآية أمر من الله لعباده المؤمنين به المصدقين برسوله، أن يأخذوا بجميع عرى الإسلام وشرائعه وأن يعملوا بجميع أوامره ويتركوا جميع زواجره ما استطاعوا من ذلك، والسلم الذي أمرهم الله سبحانه بالدخول به هو الإسلام بقول جمهور المفسرين([1653]).
ومنها:
3- قوله تعالى: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)) [الأنعام:82].
فقد أسند العياشي إلى جعفر الصادق قوله في تفسير هذه الآية: (آمنوا بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله من الولاية، ولم يخلطوها بولاية فلان وفلان، فهو اللبس بظلم)([1654]).
وحكم الذي يلقى ربه بولاية أبي بكر وعمر عند الشيعة: الكفر والخلود في النار. قال حيدر الآملي: [الشيعة تعتقد أنه متى أقام الإنسان الصلاة وآتى الزكاة، وأمر الناس بالمعروف ونهى عن المنكر وأقام حدود الله وفرائضه وسننه، ولم يبق عليه في الدين أمر ولا نهي إلا أتي به ومات ولم يعرف زريق وغندر([1655]) لم يمت كافراً، ومن أتى بمثل ذلك كله ومات ولم يعرف إمامة علي (ع) مات كافراً]([1656]).
وذكر البياضي أن علي بن أبي طالب: [أحيا رجلاً من بني مخزوم صديقاً له، فقام وهو يقول: (وينه، وينه، نبيالا) ؛ يعني لبيك لبيك سيدنا، فقال له عليه السلام: ألست عربياً؟ قال: بلى، ولكني مت على ولاية فلان وفلان فانقلب لساني إلى لسان أهل النار]([1657]).
وذكر الحر العاملي أن أبا جعفر الباقر قال: (من دخل في ولاية آل محمد دخل الجنة، ومن دخل في ولاية عدوهم([1658]) دخل النار)([1659]).
وقال التستري: [إن اللئيم هو من يرضى في دينه بمتابعة تيمي لكع رذل كرابيسي([1660])، معلم للصبيان، لا يعرف أبّاً ولا كلالة من القرآن، أو عدويّ ذي أبنة([1661])، فظ غليظ جاهل، اعترف بأنه أقل فهماً وفقهاً من النسوان]([1662]).
المناقشة:
يخبرنا الله عز وجل في هذه الآية عن الذين أخلصوا له العبادة وحده لا شريك له، ولم يشركوا به شيئاً أبداً، أنهم هم الآمنون يوم القيامة المهتدون في الدنيا والآخرة([1663]).
والظلم هو الشرك، ويشهد لذلك ما أخرجه البخاري بسنده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: «لما نزلت: ((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ)) [الأنعام:82] شقّ ذلك على المسلمين، فقالوا: يا رسول الله! أينا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس ذلك، إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه: ((وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)) [لقمان:13]»([1664]).
ومنها:
4- قوله تعالى: ((وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)) [الأنعام:153].
فقد أسند العياشي إلى بريد العجلي([1665]) [عن أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: (وإن هذا صراطي مستقيماً... سبيله) قال: أتدري ما يعني بـ(صراطي مستقيماً)؟ قلت: لا. قال: ولاية علي والأوصياء. قال: وتدري ما يعني: (فاتبعوه)؟ قال: قلت: لا. قال: يعني علي بن أبي طالب صلوات الله عليه. قال: وتدري ما يعني: (ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله)؟ قلت: لا. قال: ولاية فلان وفلان واللهِ. قال: وتدري ما يعني: (فتفرق بكم عن سبيله)؟ قلت: لا. قال: يعني سبيل علي عليه السلام]([1666]).
المناقشة:
أمر الله المؤمنين في هذه الآية باتباع صراطه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه، ألا وهو دين الإسلام، ونهاهم عن اتباع الأديان المتباينة طرقها؛ لئلا تميل بهم عن سبيل الله المستقيم، وهذه السبل تعم اليهودية والنصرانية والمجوسية وسائر أهل البدع والضلالات من أهل الأهواء وغيرهم، وهذا إجماع المفسرين([1667])، وليس الأمر ما زعمه الشيعة.
ومنها:
5- قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنْ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ)) [التوبة:23].
فقد أسند العياشي إلى أبي جعفر الباقر قوله في تفسير هذه الآية: (إن الكفر في الباطن في هذه الآية: ولاية الأول والثاني وهو كفر، وقوله على الإيمان: فالإيمان ولاية علي بن أبي طالب)([1668]).
المناقشة:
نزلت هذه الآية في الذين تخلفوا بـ مكة ولم يهاجروا نتيجة لتعلق زوجاتهم أو عيالهم وأولادهم بهم، ومناشدتهم لهم أن لايهاجروا، فأنزل الله سبحانه هذه الآية ينهى المؤمنين عن موالاة الكفار ويأمرهم بمباينتهم وعدم ترك الهجرة التي أمروا بها، وعلى هذا إجماع المفسرين([1669]).
ومنها:
6- قوله تعالى: ((يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا * وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا * رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا)) [الأحزاب:66-68]، قال القمي في تفسير هذه الآية: قوله ((يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ)) فإنها كناية عن الذين غصبوا آل محمد حقهم، ((يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا)) يعني في أمير المؤمنين عليه السلام، ((وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا)) وهما رجلان، والسادة والكبراء هما أول من بدأ بظلمهم وغضبهم، وقوله: ((فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا)) أي طريق الجنة، والسبيل: أمير المؤمنين عليه السلام...)([1670]).
وكذلك:
7- قوله تعالى: ((وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ * قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنْ الْيَمِينِ * قَالُوا بَلْ لَمْ تَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)) [الصافات:27-29].
قال القمي في تفسيرها: قوله: ((قَالُوا إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنْ الْيَمِينِ)) قال: يعني فلاناً وفلاناً...]([1671]).
المناقشة:
هذه الآيات في عموم الكفار الذين اتبعوه السادة والكبراء فأبعدوهم عن توحيد الله عز وجل، فالسبيل هو توحيد الله والإيمان به الموصِل إلى الجنة، والسادة والكبراء هم الأمراء والأشراف وأصحاب الرأي في قومهم، وهم الذين كانوا يأتون الأتباع من جهة الحق ويصدونهم عنه، واللفظ يدل على الجمع لا كما زعم الشيعة من حصره في رجلين([1672]).
ومنها:
8- قوله تعالى: ((وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ * بَلْ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ)) [الزمر:65-66].
فقد أسند محمد بن العباس بن الماهيار إلى أبي موسى الرغابي([1673]) قال: (كنت عنده([1674])، وحضره قوم من الكوفيين فسألوه عن قول الله عز وجل: ((لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)) [الزمر:65]، قال: ليس حيث تذهبون، إن الله عز وجل حيث أوحى إلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم أن يقيم علياً للناس علماً، اندس إليه معاذ بن جبل فقال: أشرك في ولايته؛ أي الأول والثاني حتى يسكن الناس إلى قولك ويصدقونك، فلما أنزل الله عز وجل: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ)) [المائدة:67]، شكا رسول الله صلى الله عليه وآله إلى جبرائيل فقال: إن الناس يكذبوني ولا يقبلون مني، فأنزل الله عز وجل: ((لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ)) [الزمر:65)]([1675]).
ويؤولون كذلك قوله تعالى: ((وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ)) [يونس:15]، بما أسنده العياشي إلى الباقر من قوله في تفسيرها: (قالوا بدل مكان علي: أبو بكر أو عمر اتبعناه)([1676]).
المناقشة:
إن قوله تعالى: ((لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ)) [الزمر:65] والآية التي قبلها أمر منه سبحانه بإخلاص العبادة له وحده دون سواه؛ لأن العبادة لا تصح إلا إذا أخلصها العبد لله تعالى، وليس في هذه الآيات ذكر لـ علي ولا لولايته، وإنما هي في توحيد الله وعبادته([1677]).
ومنها:
9- قوله تعالى: ((وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ اللَّهْوِ وَمِنْ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)) [الجمعة:11].
فقد روى المفيد بسنده إلى جابر الجعفي قال: (كنت ليلة من بعض الليالي عند أبي جعفر عليه السلام، فقرأت هذه الآية.. -وفيها قول أبي جعفر في تفسيرها: خاطب الله عز وجل في ذلك الموقف محمداً صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا محمد ! إذا رأوا الشكاك والجاحدون تجارة؛ يعني الأول، أولهواً؛ يعني الثاني، انصرفوا إليها، قلت([1678]): انفضوا إليها؟ قال: تحريف، هكذا نزلت، وتركوك مع علي قائماً، قل يا محمد: ما عند الله من ولاية علي والأوصياء خير من اللهو ومن التجارة؛ يعني من بيعة الأول والثاني للذين اتقوا، قال: قلت: ليس فيها: للذين اتقوا. قال: فقال: بلى. هكذا نزلت الآية، وأنتم هم الذين اتقوا، والله خير الرازقين)([1679]).
المناقشة:
سبب نزول هذه الآية أنه كان بأهل المدينة فاقة وحاجة، فأقبلت عير من الشام والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة، فانفتل الناس إليها حتى لم يبق إلا اثنا عشر رجلاً منهم أبو بكر وعمر ؛ ففي الصحيحين -واللفظ لـ مسلم - عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يوم الجمعة إذ قدمت عير إلى المدينة فابتدرها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى لم يبق معه إلا اثنا عشر رجلاً فيهم أبو بكر وعمر. قال: ونزلت هذه الآية: ((وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا)) [الجمعة:11]»([1680])ولم يقل أحد من المفسرين ما قاله الشيعة.
ومنها:
10- قوله تعالى: ((وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا)) [الشمس:4]... إلى قوله تعالى: ((وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)) [الشمس:10].
فقد أسند القمي إلى جعفر الصادق في تفسير قوله تعالى: ((وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا)) [الشمس:4] أنه قال: (ذاك أئمة الجور الذين استبدوا بالأمر دون آل رسول الله صلى الله عليه وآله، وجلسوا مجلساً كان آل رسول الله صلى الله عليه وآله أولى به منهم، فغشوا دين الله بالظلم والجور)([1681]).
ويتضح المراد بأئمة الجور بما أسنده شرف الدين النجفي إلى الصادق في تفسير هذه الآية قال: (((وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا)) [الشمس:4]: حبتر([1682]) ودولته قد غشي عليه الحق)([1683]).
وقال أبو الحسن العاملي: وفي روايات عن الصادقين([1684]) عليهما السلام في هذه الآية أن الليل عتيق وابن صهاك...([1685]).
أما الحائري فقد نقل عن الصادق أن دولتهم -أي دولة الظلمة- تبقى إلى يوم القيامة؛ وهو قيام القائم([1686]).
وهذه عقيدة ثابتة عند الشيعة، وهناك ما يعضدها؛ مثل الرواية التي أفادت بمفهومها ذلك، والتي أسندها القمي والعياشي إلى جعفر الصادق، وفيها قوله: (لا يرفع الأمر والخلافة إلى آل أبي بكر أبداً، ولا إلى آل عمر أبداً، ولا إلى آل بني أمية، ولا في ولد طلحة والزبير أبداً، وذلك أنهم بتروا القرآن، وأبطلوا السنن، وعطلوا الأحكام)([1687]).
وأما قوله تعالى: ((وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)) [الشمس:10] فقد أسند القمي في تفسيره إلى جعفر الصادق قوله: ((قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا)) [الشمس:9] قال أمير المؤمنين عليه السلام: (زكاه ربه، ((وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)) [الشمس:10] هو زريق وحبتر([1688]) في بيعتهما إياه حيث مسحا على كفه)([1689]).
و الشيعة يعتقدون أن أبا بكر وعمر قد بايعا علياً بإمرة المؤمنين في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم([1690])، وصافقوا بأيديهم على يده في غدير خم لما طلب منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم ذلك بقوله: «سلموا على علي بإمرة المؤمنين» إلا أن بيعتهم لم تكن صادقة -على حد قول الشيعة - لذلك أنزل الله فيهم قوله: ((وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)) [الشمس:10].
المناقشة:
بالإضافة إلى انتحاء الشيعة في تفسير هذه الآيات المنحى الباطني، فإنهم وقعوا أيضاً في تناقض بين تفسيرهم لهذه الآيات، وتفسيرهم لآيات أخرى نحوا فيها المنحى نفسه:
فقوله تعالى: ((وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا)) [الشمس:4]: إقسام بالليل الذي يغشى الشمس حتى تغيب فتظلم الآفاق([1691])، والشيعة قد أولوا الليل بأنه الصديق ودولته، وقد تقدم أنهم قالوا عن معنى الشمس والقمر في الباطن: إنهما أبو بكر وعمر([1692])، فتفسيرهم لليل بأنه أبو بكر ودولته يناقض تفسيرهم السابق للشمس بأنها أبو بكر ؛ إذ كيف يغشى الليل الشمس إذا كانا في الباطن شيئاً واحداً؟
أما استدلالهم بقوله تعالى: ((قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)) [الشمس:9-10] على أن بيعة الشيخين رضي الله عنهما لـ علي لم تكن صادقة: فلا يسلم لهم؛ لأن البيعة لم تتم أصلاً، إذا لا ولاية، ولا مبايعة عليها، ثم إن في هذه الآية توجيه عام لبني آدم يبين الله سبحانه لهم فيه أن من أصلح اللهُ نفسه، وزكاها هو بطاعة الله وعمل الخير، وطهرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل، فهو من الناجين المفلحين يوم القيامة، ومن أضل اللهُ نفسه بخذلانه لها عن الهدى حتى ركبت المعاصي وتركت طاعة الله عز وجل، فهو والعياذ بالله من الخائبين الخاسرين يوم القيامة([1693]).
والآية عامة لا تختصص -كما زعم الشيعة -.
ومنها:
11- قوله تعالى: ((وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً)) [الإسراء:60].
فقد روى العياشي بسنده إلى جعفر الصادق أنه قال في تفسير هذه الآية: (إن رسول الله قد رأى رجالاً من نار على منابر من نار، يردون الناس على أعقابهم القهقرى -وفي رواية: يضلون الناس بعده على الصراط القهقرى- ولسنا نسمى أحداً)([1694]).
ولكنه سمى بعضهم في رواية أخرى فقال: رسول الله أري رجالاً على المنابر يردون الناس ضلالاً: زريق وزفر([1695]).
وفي رواية أسندها الكليني والعياشي إلى أبي جعفر الباقر يضع فيها: (رجالاً من بني تيم وعدي) بدلاً من: زريق وزفر([1696])، وقد نقل الكاشاني هذه الرواية وعلق عليها بقوله: (أقول: وهما كنايتان عن الأولين، وتيم وعدي جداهما)([1697]).
وعلق المجلسي على رواية الكليني بقوله: (بنو تيم قبيلة أبي بكر، وبنو عدي قبيلة عمر)([1698]).
ونقل سليم بن قيس قول علي لـ معاوية: (رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اثني عشر إماماً من أئمة الضلال على منبره يردون الناس على أدبارهم القهقرى؛ رجلان من قريش([1699])، وعشرة من بني أمية؛ أول العشرة صاحبك الذي تطلب بدمه([1700])، وأنت، وابنك، وسبعة من ولد الحكم بن أبي العاص...)([1701]).
وقد ذكر الشيعة أنه قد نزلت آيات أخرى بسبب هذه الرؤيا تطييباً لخاطر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي قوله تعالى: ((أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ * ثُمَّ جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُمْ مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ)) [الشعراء:205-207]، إلا أنهم ذكروا أنه رأى بني أمية يصعدون منبره من بعده يضلون الناس عن الصراط القهقرى، ولم يتعرضوا لذكر أبي بكر وعمر من قريب ولا بعيد.([1702]).
المناقشة:
يخاطب الله عز وجل رسوله في هذه الآية محرضاً له على إبلاغ رسالته، ومخبراً له بأنه قد عصمه من الناس، فإنه القادر عليهم، وهم في قبضته بقوله: ((وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ)) [الإسراء:60]، ثم أخبره عن رؤيا العين التي أراه إياها في رحلة الإسراء والمعراج، حيث رأى من الآيات والعبر، ورأى الجنة والنار، ورأى شجرة الزقوم، وهذه الرؤيا جعلها الله سبحانه فتنة للناس، فرجع قوم ممن كانوا أسلموا لعدم تحمّل عقولهم ذلك -وهذا قول جمهور المفسرين([1703])-.
وزعم بعض المفسرين أن هذه الرؤيا كانت رؤيا منام، فقال بعضهم: أري أنه دخل مكة هو وأصحابه وهو يومئذٍ بـ المدينة.
أما عن زعم الشيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ناساً على منبره: فقد روي عن سهل بن سعد بسند ضعيف جداً: [أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في منامه بني فلان ينزون على منبره نزو القرود، فساءه ذلك] قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: وهذا السند ضعيف جداً؛ فإن محمد بن الحسن بن زبالة متروك، وشيخه أيضاً ضعيف بالكلية([1704]).
وقد اختار ابن جرير رحمه الله أن المراد بذلك رؤيا العين في ليلة الإسراء وأن الشجرة الملعونة هي شجرة الزقوم وقال: [وإنما قلنا: ذلك أولى بالصواب لإجماع الحجة من أهل التأويل على أن هذه الآية إنما نزلت في ذلك]([1705]).
ثالثا: آيتان زعم الشيعة أنهما دليلان على فرار أبي بكر وعمر رضي الله عنهما من بعض الغزوات:
أحدهما: قوله تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا)) [آل عمران:155].
قال البياضي: روي أن الشيخين هربا، ورجع عمر وهو ينشف دموعه ويسأل علياً العفو، فقال له: ألست المنادي: قتل محمد، ارجعوا إلى أديانكم؟ فقال: إنما قاله أبو بكر، فقال عليه السلام: أنتما ومن اتبعكما حينئذ حصب جهنم أنتم لها واردون، ثم نزلت: ((إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمْ الشَّيْطَانُ)) [آل عمران:155]([1706]).
وقال شاذان بن جبريل نحواً من قول البياضي([1707]).
وأسند الكليني إلى جعفر الصادق قوله: (لما انهزم الناس يوم أحد عن النبي، انصرف إليهم بوجهه وهو يقول: أنا محمد، أنا رسول الله لم أقتل ولم أمت، فالتفت إليه فلان وفلان فقالا: الآن يسخر بنا وقد هزمنا...)([1708]).
وعلق المجلسي على هذه الرواية بقوله: [حسن، وربما قيل: صحيح، وقوله (ع): فلان وفلان: أي أبو بكر وعمر]([1709]).
وقد صرح جمع من علماء الشيعة أن أبا بكر وعمر كانا ممن فرّ يوم أحد ؛ قال المفيد: [الصحابة كلهم فروا يوم أحد، ولم يبق إلا علي وأبو دجانة وسهل بن حينف]([1710]). وقال عن الشيخين: [كانا ممن تنحى يوم أحد]([1711]).
وقد ذكر المازندراني أن علياً رمى في وجه أبي بكر وعمر التراب حين فرا يوم أحد([1712]).
أما التستري فقد صرح بانهزام أبي بكر وعمر في معظم الغزوات([1713])، وبنحو قوله قال الزنجاني([1714]).
وقال المجلسي: [اعلم أنه قد ثبت بالأخبار المستفيضة من طرق أهل البيت أن أبا بكر وعمر وعثمان كانوا ممن فر يوم أحد]([1715]).
أما هاشم الحسيني فقد أكد أن أبا بكر وعمر كانا من الفارين، وزعم أنهما أردا أن يأخذا أماناً لأنفسهما من المشركين([1716]).
المناقشة:
إن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما لم يكونا ممن فر يوم أحد، وقد ثبت أنهما كانا ممن بقي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعض الشيعة يعترفون بذلك، فـ ابن أبي الحديد مثلاً نقل اتفاق الرواة على أن أبا بكر وعمر كانا ممن ثبت ولم يفر([1717]).
والآية التي استدل بها الشيعة لا يدخل فيها أبو بكر وعمر لثباتهما، وليس فيها مطعن بمن فر من الصحابة بدليل تذييلها بقوله تعالى: ((وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ)) [آل عمران:155]، وذلك لتوبتهم واعتذارهم.
والثانية: قوله تعالى: ((وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً)) [العاديات:1] إلى آخر السورة([1718]).
وقد ذكر مصنفو الشيعة في سبب نزولها قصة طويلة أسندها بعضهم([1719]) إلى أبي عبد الله جعفر الصادق.. وملخصها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل أبا بكر على رأس جيش ليؤدب قوماً اجتمعوا على حرب المسلمين، فلما التقى الجيشان جبن أبو بكر وجَبُن أصحابه وعاد منهزماً، فغضب عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ووبخه على صنيعه، ثم أرسل عمر بدلاً منه، فكان صنيعه نحواً من صنيع أبي بكر، وكان غضب رسول الله عليه أشد من غضبه على أبي بكر، ثم أرسل علياً... وانتهت القصة بانتصاره، فأنزل الله هذه السورة فيهما وفي علي([1720]).
وقد قال فرات الكوفي والقمي عند تفسير قوله تعالى: ((إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ)) [العاديات:6] أي كفور، ثم بينا المراد بالإنسان فقالا -واللفظ لـ فرات: هما أبو بكر وعمر اللذان أمّرا وأشارا على أمير المؤمنين (ع) أن يدع الطريق الذي أخذ فيه... فقال لهما أمير المؤمنين (ع): (الزاما رحالكما، وكفا عما لا يعنيكما واسمعا وأطيعا فإني أعلم بما أصنع...)([1721]).
المناقشة:
هذه القصة مكذوبة ولا أصل لها، ولم يذكرها أحد من المفسرين، بل ولا المؤرخين، ولا غيرهم، وإنما أوردها الشيعة في كتبهم افتراءً على الشيخين اللذين لم ينهزما قط.
وقد أكد شيخ الإسلام ابن تيمية كذبها, وأوضح أنها من جنس الكذب الذي يحكيه الطرقية الذين يحكون الأكاذيب الكثيرة وينشرونها([1722]).
وقد روي في سبب نزول هذه الآيات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية إلى حيّ من كنانة واستعمل عليهم المنذر بن عمرو الأنصاري، فتأخر خبرهم، فقال المنافقون: قتلوا جميعاً، فأخبر الله عنها، فأنزل قوله: ((وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحاً)) [العاديات:1] يعني تلك الخيل([1723]).
وفي هذه الآيات إقسام بالعاديات التي فسّرها ابن عباس رضي الله عنهما بالخيل التي تعدو وتحمحم، وفسـّرها علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالإبل في الحج فقال: (إنما العاديات ضبحاً من عرفة إلى المزدلفة، ومن المزدلفة إلى منى، ((فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً)) [العاديات:4] حين تطؤها بأخفافها وحوافرها)([1724]).
وقد رد علي على ابن عباس ولامه على تفسيره لها بالخيل التي تغير في سبيل الله ثم تأوي إلى الليل، وقد أسند ابن أبي حاتم وابن جرير والحاكم وصححه هذا الخبر إلى علي مفصلاً([1725]).
و الشيعة يزعمون أن الشيخين رضي الله عنهما فرا في غزوات أخرى، مثل غزوة خيبر([1726])، وقد بين شيخ الإسلام ابن تيمية أن هذا الزعم باطل لا أساس له من الصحة([1727])، وأكد أنهما رضي الله عنهما لم ينهزما قط في أي غزوة من غزواته صلى الله عليه وسلم([1728]).
رابعاً: آيات أخرى زعم الشيعة أنها نزلت في الشيخين رضي الله عنهما:
منها:
1- قوله تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ)) [الحج:52] إلى قوله تعالى: ((وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ)) [الحج:53].
قال القمي: روى عن أبي عبد الله عليه السلام: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله أصابه خصاصة، فجاء إلى رجل من الأنصار فقال له: هل عندك من طعام؟ فقال: نعم يا رسول الله، وذبح له عناقاً وشواه، فلما أدناه منه تمنى رسول الله صلى الله عليه وآله أن يكون معه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فجاء أبو بكر وعمر([1729])، ثم جاء علي بعدهما، فأنزل الله في ذلك: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث([1730]) إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته) يعني أبا بكر وعمر([1731])، (فينسخ الله ما يلقي الشيطان) يعني لما جاء علي عليه السلام بعدهما، (ثم يحكم الله آياته) يعني ينصر أمير المؤمنين عليه السلام... -ثم قال- (ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة) يعني أبا بكر وعمر([1732]) (للذين في قلوبهم مرض) إلخ)([1733]).
المناقشة:
هذه الآية مسلاة من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم يذكره فيها بحال الأنبياء السابقين، وشدة حرصهم على إيمان قومهم متمنين ذلك ومثابرين عليه، وأنه ما منهم أحد إلا وكان الشيطان يراغمه بتزيين الكفر لقومه، حتى النبي صلى الله عليه وسلم كان من أحرص الناس على هداية قومه، ولكن كان فيهم شياطين كـ النضر بن الحارث يلقون لقومهم وللوافدين عليهم شبهاً يثبطونهم بها عن الإسلام، فقوله تعالى: ((إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى)) [الحج:52] أي رغب في انتشار دعوته وسرعة علو شريعته، وقوله: ((أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ)) [الحج:52] أي بما يصد عنها ويصرف المدعوين عن إجابتها([1734]).
ومنها:
2- قوله تعالى: ((أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)) [فاطر:8].
فقد أسند القمي إلى هاشم بن عمار([1735]) يرفعه في تفسير هذه الآية قال: (نزلت في زريق وحبتر)([1736]).
المناقشة:
هذه الآية في عموم الكفار الذين أطاعوا الشيطان، وعصوا الرحمن، وارتكبوا الموبقات، وهم في ذلك يعتقدون ويحسبون أنهم يحسنون صنعاً([1737]).
ومنها:
3- قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)) [الحجرات:1] إلى قوله تعالى: ((وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [الحجرات:5].
فقد ذكر المفيد أن علي بن أبي طالب سئل عن هذه الآيات (فيمن نزلت؟ فقال: في رجلين من قريش)([1738]).
وصرح التستري أنهما أبو بكر وعمر([1739]). وكنى عنهما البحراني بـ(بني تيم وبني عدي)([1740]).
وقال القمي: [نزلت في بني عدي وبني تيم([1741])، كانوا إذا قدموا على رسول الله صلى الله عليه وآله وقفوا على باب الحجرة فنادوا: يا محمد اخرج إلينا، فكان إذا خرج رسول الله تقدموه في المشي، وكانوا إذا كلَّموه رفعوا أصواتهم فوق صوته؛ ويقولون: يا محمد، يا محمد ما تقول في كذا وكذا، كما يكلِّمون بعضهم بعضاً، فأنزل الله: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)) [الحجرات:1]..([1742]).
المناقشة:
إن ما ذكره الشيعة من أن قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ)) [الحجرات:2] نزل في أبي بكر وعمر مسلم لهم، أما ما ذكروه من سبب النزول فغير صحيح؛ لأن سبب نزول هذه الآية يخالف السبب الذي ذكروه؛ فقد أسند الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه إلى عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما: «أنه لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وفد بني تميم، أشار أحدهما بـ الأقرع بن حابس أخي بني مجاشع -ليوليه-، وأشار الآخر برجل آخر، فقال أبو بكر لـ عمر: ما أردت إلا خلافي؟ قال: ما أردت إلا خلافك.
فارتفعت أصواتهما في ذلك، فأنزل الله: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ)) الآية»([1743]).
وليس في هذا ما يقدح في الشيخين رضي الله عنهما؛ لأنهما ندما على ذلك، حتى أن عمر رضي الله عنه كان لا يحدث الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إلا كأخي السرار([1744]).
وهذه الآية نزلت عتاباً وتنبيهاً لهم، وخاطبهما الله بلفظ ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا)).
أما قوله: ((إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِنْ وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)) [الحجرات:4] فلم تنزل فيهما بإجماع المفسرين.
أما دعوى الشيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تأذى من رفع أصواتهم، فتأذيه من إرادة علي بن أبي طالب نكاح ابنة أبي جهل كان أشد وأكثر، حتى أنه أعلن ذلك للناس على المنبر بقوله: «إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، إلا أن يحب ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها»([1745])
وليس في ذلك ما يقدح بـ علي رضي الله عنه، بل ولا في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما؛ فإنهم ليسوا معصومين، والخطأ جائز عليهم، وهم من الذين إذا أخطئوا تذكروا فإذا هم مبصرون.
وهناك آيات أخرى كثيرة ادعى الشيعة نزولها في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، مثل قوله تعالى: ((وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ)) [المائدة:47]([1746])، وقوله: ((إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنْ اتَّبَعَكَ مِنْ الْغَاوِينَ)) [الحجر:42]([1747]). وقوله: ((إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ)) [الأعراف:30]([1748]). وقوله: ((وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً)) [الإسراء:4]([1749])، وقوله: ((يَسْتَخْفُونَ مِنْ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنْ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لا يَرْضَى مِنْ الْقَوْلِ...)) [النساء:108]([1750])، وغيرها كثير.
الفصل الثاني:
موقف الشيعة الإثني عشرية من أبي بكر وعمر وعثمان جميعاً رضي الله عنهم
للشيعة موقف مشترك من الخلفاء الراشدين الثلاثة مجتمعين، ولبيان هذا الموقف قسمت هذا الفصل إلى مباحث:
المبحث الأول: خلافة الخلفاء الراشدين الثلاثة في نظر الشيعة الإثني عشرية:
يعتقد الشيعة الإثنا عشرية فساد خلافة الخلفاء الراشدين الثلاثة رضي الله عنهم([1751])، ويزعمون أنهم غصبوها من صاحبها الشرعي:
قال المجلسي: [الخلفاء الثلاثة لم يكونوا إلا غاصبين، جائرين، مرتدين عن الدين، لعنة الله عليهم وعلى من اتبعهم في ظلم أهل البيت من الأولين والآخرين]([1752]).
ويرى الشيعة أن الخلفاء الراشدين الثلاثة كفروا نتيجة غصبهم للخلافة، وحجدهم لولاية علي بن أبي طالب([1753]).
وقد نسبوا إلى جعفر الصادق أنه قال بكفر كل من تقدم على علي بن أبي طالب في الخلافة([1754])، بل وبكفر كل من يبايَع من الخلفاء قبل ظهور المهدي المنتظر - عندهم([1755]).
ويزعم الشيعة أن الله عز وجل أمر الناس بعدم موالاة أبي بكر وعمر وعثمان، وعدم مبايعتهم بالخلافة، وطلب ممن بايعهم أن ينقض بيعتهم ويبايع الوصي؛ علي بن أبي طالب، وحذر من يبقى على موالاتهم وبيعتهم سوء العذاب. ومن الآيات التي زعم الشيعة أنها دلت على ذلك:
1- قوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ)) [النحل:90].
فقد زعموا أن قوله تعالى: (وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ): أي ينهى عن الدخول في ولاية أبي بكر وعمر وعثمان.
أسند العياشي إلى أبي جعفر الباقر أنه قال في تفسير هذه الآية: (العدل: شهادة أن لا إله إلا الله، والإحسان: ولاية أمير المؤمنين ((وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ)): الأول، (وَالْمُنكَرِ): الثاني، (وَالْبَغْيِ): الثالث)([1756]). وعن الصادق بنحوه، إلا أنه زاد: (النهي كلام، والفحشاء والمنكر رجال، ونحن ذكر الله ونحن أكبر)([1757])، وبنحو هذين التفسيرين فسّر القمي هذه الآية([1758]).
2- ومنها: قوله تعالى: ((فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ)) [غافر:7] إلى قوله تعالى: ((وَقِهِمْ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) [غافر:9].
فقد زعموا أن المراد بالتوبة هنا: التوبة عن ولاية أبي بكر وعمر وعثمان ؛ قال القمي: (تابوا): من ولاية الطواغيت الثلاثة؛ فلان وفلان وفلان وبني أمية، (واتبعوا سبيلك): ولاية ولي الله علي... (وذلك هو الفوز العظيم): لمن نجاه الله من هؤلاء؛ يعني من ولاية فلان وفلان وفلان([1759]).
3- ومنها: قوله تعالى: ((وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمْ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ)) [الزمر:17].
فقد زعموا أن المراد باجتناب الطاغوت: اجتناب ولاية أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم([1760]).
والذي يوالي أبا بكر وعمر وعثمان فهو -عند الشيعة - ممن أزاغ الله قلبه([1761])، وممن شارك الشيطان أباه في أمه([1762]).
ويزعم الشيعة أن الخلفاء الراشدين الثلاثة رضي الله عنهم لا يصلحون للخلافة -ولو فرض أنه لم يكن من نص علي - وذلك لتقدم الكفر منهم([1763]).
وقد استدلوا على ذلك بقوله تعالى: ((لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)) [البقرة:124].
وهذه نبذة يسيرة من أقوالهم في ذلك:
قال الحلي: (الجماعة غير علي لا يصلحون للإمامة كـ أبي بكر وعمر وعثمان ؛ لأنهم كانوا كفرة قبل مبعث النبي صلى الله عليه وآله، والله أخبر: ((لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)) [البقرة:124]، فأخبر أن عهد الإمامة لا يصل إلى الظالم، والكافر ظالم لقوله: ((وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ)) [البقرة:254]([1764]).
وقال البياضي: الثلاثة ظالمون لأنهم كانوا كافرين فلا يصح اختيارهم لإمامة المسلمين بدليل: ((لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)) [البقرة:124]([1765]).
وقال الزنجاني: أبو بكر وعمر وعثمان لا يصلحون للإمامة؛ لأنهم كانوا كفرة قبل ظهور النبي صلى الله عليه وآله، فلا ينالون الإمامة لقوله تعالى: ((لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)) [البقرة:124]([1766]).
وقال مرتضى العسكري: الإمامة لا يمكن عند الشيعة أن ينالها من تقدم منه كفر([1767]).
المناقشة:
قد أخبر الله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن خلافة النبوة بعده ثلاثون سنة([1768])، وأشار في مواضع كثيرة إلى خلافة الخلفاء الراشدين المهديين رضي الله عنهم([1769]).
وأشار إلى خلافة الصديق رضي الله عنه بنصوص لا تقبل التأويل([1770]). استدل بها أجلاء الصحابة كـ عمر وأبي عبيدة وعلي رضي الله عنهم أجمعين([1771]) على صحة خلافة الصديق رضي الله عنه وأرضاه.
وغاية ما يستند إليه الشيعة في إبطال خلافة الخلفاء الراشدين: زعمهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نص على أن علياً هو الخليفة بعده، وقد تقدم إبطال هذا الزعم.
وفي النصوص الواردة في كتب القوم عن علي وعن أئمة الشيعة ما يبطل ذلك أيضاً: فعندما أراد الناس مبايعة علي بعد استشهاد الخليفة عثمان رضي الله عنه امتنع وقبض يده، ولو كان منصوصاً عليه -كما زعم الشيعة - لوجب عليه أن يجيبهم إلى البيعة ويتحمل كافة التبعات والمسئوليات.
ذكر ابن أبي الحديد أن الناس لما أتوا علياً يريدون مبايعته بالخلافة بعد استشهاد عثمان، امتنع عن قبول البيعة وقال لهم: (دعوني والتمسوا غيري، واعلموا إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم، وأن تركتموني فإني كأحدكم، ولعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم، وأنا لكم وزيراً خير لكم مني أميراً)([1772]).
وهؤلاء القوم الذين بايعوه هم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان، وقد احتج علي على معاوية بذلك في إحدى رسائله إليه، وفي هذا دليل على أن بيعة الخلفاء الثلاثة كانت صحيحة شرعاً؛ لأنه يحتج على معاوية ببيعة أهل الحل والعقد؛ قال علي: (بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه... وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماماً كان ذلك لله رضا)([1773]).
ولقد رضي علي ببيعة الخلفاء الراشدين قبله، وأقر بخلافتهم، ولعن من أنكرها بقوله: (من لم يقل: إني رابع الخلفاء فعليه لعنة الله)([1774]).
ولقد صحبهم فكان لهم مستشاراً أميناً ووزيراً صادقاً([1775])، ولقد أحبه الخلفاء الراشدون فكانوا لا يستبدون برأي دونه([1776])، وأكرموا أصحابه لأجله، فولوا أكثرهم المناصب والولايات([1777]).
وولي هو رضي الله عنه بعدهم فاقتفى آثارهم، وعمل بعملهم([1778])، ولم يصدر عنه في حقهم إلا التبجيل والاحترام.
ولما ضربه ابن ملجم، دخل عليه الناس يسألونه أيبايعون الحسن بعده؟ فأجابهم رضي الله عنه إجابة من يعلم تمام العلم أن لا نص عليه ولا على أولاده: (لا آمركم، ولا أنهاكم، وأنتم أبصر)([1779]).
فلو كان منصوصاً عليه وعلى أولاده لما وسعه إلا أن يأمرهم بمبايعة ولده الحسن، ومن بعده باقي الأئمة، بل ولما وسع الحسن بن علي -وهو الإمام المنصوص عليه كما زعم الشيعة - أن يسلم الخلافة إلى معاوية بن أبي سفيان([1780]).
والنصوص في رد مزاعمهم كثيرة، ولا يتسع المقام لسردها كلها، ونص واحد منها كاف في إبطال ما زعموه، خاصة وأنه من كتبهم التي سلموا بصحتها.
أما عن الأدلة التي استدل بها الشيعة على فساد الخلافة:
وهي آيات من القرآن الكريم: فلا يسلم لهم الاستدلال بها على ذلك.
فالآية الأولى: وهي قوله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ)) [النحل:90]: من أجمع الآيات في القرآن الكريم، وهي عامة تشمل الأوامر والمناهي؛ فليس من خُلُق حسن إلا أمر الله به، وليس من خلق سيء إلا نهى عنه وحذر منه.
وتفسير الشيعة للفحشاء والمنكر والبغي بأنهم أبو بكر وعمر وعثمان: يدخلهم في عداد الفرق الباطنية التي تفسر القرآن بأهوائها وفق ما تراه مؤيداً لمعتقداتها.
وأول من قال بأن معنى الفحشاء والمنكر والبغي: أبو بكر وعمر وعثمان: هو المغيرة بن سعيد([1781])، الذي لعنه جعفر الصادق غير ما مرة، وقال عنه: (إنه يكذب علينا)([1782])، وذكر -فيما أسنده إليه الصدوق - أن المغيرة من الذين تنزل عليهم الشياطين.([1783]).
وقال عنه أبو جعفر الباقر: (برئ الله ورسوله من المغيرة بن سعيد وبيان بن سمعان فإنهما كذبا علينا أهل البيت)([1784]).
وهذا التأويل الباطني لآيات القرآن ذمه جعفر الصادق ولم يقره، فقد قيل له: (روي عنكم أن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجال؟ فقال: ما كان الله ليخاطب خلقه بما لا يعقلون)([1785]).
والصواب في تأويلها ما أجمع عليه المفسرون من أن الفحشاء: تعني عموم الفواحش من المحرمات، ومنها الزنا والمنكر: ما أنكره الشرع بالنهي عنه، وهو يعم جميع المعاصي، وأولها الشرك بالله. والبغي: العدوان([1786]). والآية هذه مكية([1787])، والشيعة يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بموالاة علي في غدير خم منصرفه عليه السلام من حجة الوداع التي كانت في السنة العاشرة.
أما الآية الثانية: وهي قوله تعالى: ((فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ)) [غافر:7]: فهي إخبار منه سبحانه وتعالى بأن ملائكته يستغفرون لعموم المؤمنين المسيئين الذين تابوا وأنابوا وأقلعوا عما كانوا فيه، واتبعوا ما أمرهم الله تعالى به من فعل الخيرات وترك المنكرات([1788])، ولم يقل أحد من المفسرين أن المراد بالتوبة: التوبة من ولاية أبي بكر وعمر وعثمان.
وأما الآية الثالثة: وهي قوله تعالى: ((وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا)) [الزمر:17]: فهي تشمل كل من اجتنب عبادة الأوثان، وأناب إلى عبادة الرحمن، فأقبل على عبادته تعالى وخصّها به، وأعرض عما سواه، فهؤلاء هم الذين لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة([1789]).
وأما عن زعم الشيعة أن قوله تعالى: ((لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)) [البقرة:124] من الأدلة على أن أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم لا يصلحون للخلافة لتقدم الكفر منهم، والكفر ظلم: فقد رد شيخ الإسلام ابن تيمية على هذا الزعم رداً طويلاً شافياً([1790]) لخصه الحافظ الذهبي بقوله:
والجواب -أيها الرويفضي المغتر- من وجوه: أحدها: أن الكفر الذي يعقبه الإيمان لم يبق على صاحبه منه ذم؛ فإن الإسلام يجبّ ما قبله، وهذا معلوم بالاضطرار من الدين، وليس كل من ولد على الإسلام بأفضل ممن أسلم بعده، وإلا لزم أن يكون أفضل من الصحابة. وقد ثبت أن خير الناس: القرن الأول الذين بعث فيهم الرسول صلى الله عليه وسلم، وسائرهم أسلموا بعد الكفر، وهم أفضل بلا شك ممن ولد على الإسلام، ولهذا قال الأكثرون: يجوز على الله أن يبعث نبياً ممن آمن بالأنبياء، قال تعالى: ((فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ)) [العنكبوت:26]، وقد قال شعيب: ((قَدْ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِباً إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا)) [الأعراف:89].
ثم إنه إذ نبـّئ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن أحد من قريش مؤمناً لا كبير ولا صغير، وإذا قيل عن رجالهم: إنهم يعبدون الأصنام، فصبيانهم كذلك؛ علي وغيره. فإن قيل: كفر الصبي لا يضره. قيل: ولا إيمان الصبي مثل إيمان الرجل؛ فالرجل يثبت له حكم الإيمان بعد الكفر وهو بالغ، وليس يثبت له حكم الكفر والإيمان وهو دون البلوغ، والطفل بين أبويه الكافرين يجري عليه حكم الكفر في الدنيا بالإجماع، فإذا أسلم قبل البلوغ فهل يجري عليه حكم الإسلام قبل البلوغ؟ على قولين للعلماء. بخلاف البالغ فإنه يصير مسلماً إذا أسلم بالإجماع. ثم لا يمكن الجزم بأن علياً ما سجد لصنم، وكذا الزبير فإنه أسلم وهو مراهق.
فمن أسلم بعد كفره واتقى وآمن لم يجز أن يسمى ظالماً، فقوله تعالى: ((لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ)) [البقرة:124]: أي ينال العادل دون الظالم، فإذا قدر أن شخصاً كان ظالماً ثم تاب وصار عادلاً تناوله العهد وصار ممدوحاً بآيات المدح، لقوله تعالى: ((إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ)) [الانفطار:13] و[المطففين:22]، ((إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ)) [الدخان:51].
فمن قال: المسلم بعد إيمانه كافر: فهو كافر بإجماع الأمة([1791]).
وخلاصة القول: أن خلافة الخلفاء الراشدين المهديين الثلاثة، وخلافة علي باعتباره منهم: صحيحة شرعاً، وقد وصفها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم بأنها خلافة نبوة، وخلافة رحمة، ولا يسلم للشيعة ما زعموه من بطلانها، إذ أن عمدتهم في ذلك الهوى، أما الأدلة التي زعموا أنها توافق معتقدهم فقد نحوا فيها منحى التأويل الباطني الذي لم يخاطب الله عباده بأمثــاله.
المبحث الثاني: موقف الشيعة الإثني عشرية من بعض فضائل الخلفاء الراشدين الثلاثة رضي الله عنهم:
للخلفاء الراشدين الثلاثة: أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله تعالى عنهم العديد من الفضائل، وموقف الشيعة منها ذو شقين: الأول: موقفهم منها عموماً، والثاني: موقفهم من بعضها على وجه الخصوص.
أما الموقف العام: فإن الشيعة يرون أن فضائل أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم كلها موضوعة، وُضع بعضها في خلافتهم، وأكثرها في عهد بني أمية([1792]).
أما موقفهم من بعضها على وجه الخصوص: فيتضح بما يأتي:
1- موقفهم من ترتيب الله تعالى للأجر والمثوبة على طاعة أبي بكر وعمر وعثمان وامتثال أوامرهم:
ودليل ذلك في قوله تعالى: ((قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنْ الأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمْ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً)) [الفتح:16].
أما عن وجه الدلالة في هذه الآية فيتضح بذكر سبب نزولها: فإنه في السنة السادسة من الهجرة أُري رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه أنه يدخل الكعبة هو وأصحابه محلقين رؤوسهم ومقصرين.. فخرج صلى الله عليه وسلم معتمراً لا يريد حرباً، واستنفر العرب ومن حوله من الأعراب ليخرجوا معه، فأبوا واعتلوا بما حكى الله عنهم: ((شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا)) [الفتح:11]، فتركهم وتوجه إلى مكة، وهناك عقد صلحاً مع قريش بعد مناوشات ومراسلات تمت بينه وبينهم... ثم نزلت سورة الفتح، ونزل فيها ما يفضح حال من تخلف عن الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكشف ما جال في خواطرهم من سوء الظن بالله، ومن توقع السوء لرسول الله ومن معه... وقد أرشد الله رسوله إلى ما ينبغي أن يكون موقفه منهم في المستقبل إذا ما خرج إلى فتوح قريبة سهلة قليلة القتال كثيرة المغنم: فأمره أن لا يأذن لهم بالخروج معه معاقبة لهم من جنس ذنبهم، ثم طلب منه أن يعلمهم أنهم سيدعون إلى قوم متصفين بشدة البأس حتى يقاتلوهم أو يسلموا... فإن أطاعوا الداعي واستجابوا له ونفروا في الجهاد يؤتهم الله أجراً حسناً، أما إذا أبوا الخروج وتولوا كما تولوا يوم الحديبية حين دعوا فتخلفوا، فإن جزاء من ينكل عن الجهاد الذل والصغار في الدنيا، وعذاب النار في الآخرة.
وهذه الآية من فضائل الصديق والفاروق وذي النورين، ووجه دلالتها على الفضل: أن الله عز وجل رتب على طاعة الداعي إلى قتال هؤلاء القوم أوِلي البأس الشديد: الأجر العظيم، وعلى عدمها: العذاب الأليم.
والله سبحانه لم يعين الداعي الذي يدعوهم إلى القتال، وإنما أمرهم بطاعة كل من دعاهم إلى قتال قوم كفار أولي بأس شديد يقاتلونهم أو يسلمون.
ولا ريب أن أبا بكر رضي الله عنه دعاهم إلى قتال المرتدين، ثم قتال فارس والروم، وكذلك عمر دعاهم إلى قتال فارس والروم، وعثمان دعاهم إلى قتال البربر ونحوهم، والآية تتناول هذا الدعاء كله([1793])، وكل هؤلاء متصفون بأنهم أولو بأس شديد([1794]).
وقد استدل ابن حزم رحمه الله بهذه الآية على صحة خلافة الصديق رضي الله عنه وصاحبيه، وعلى وجوب الطاعة لهم، وبين أن قوله تعالى يخاطب رسوله: ((سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا)) [الفتح:15]، يدل على أن الأعراب لا يغزون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد تبوك.. وقال: فأخبر تعالى أنهم سيدعوهم غير النبي صلى الله عليه وسلم إلى قوم يقاتلونهم أو يسلمون... وما دعا أولئك الأعراب أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قوم يقاتلونهم أو يسلمون إلا أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم..)([1795])، وبنحو قوله قال أبو الحسن الأشعري([1796]).
وممن استدل بهذه الآية أيضاً على صحة خلافة الصديق والفاروق وذي النورين رضي الله تعالى عنهم ووجوب طاعتهم: الإمام الشافعي وغيره([1797]).
ولكن قد يقال: لا يراد بالقوم أولي البأس الشديد: فارس والروم؛ لأن الله تعالى قال: ((تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ)) [الفتح:16]، فإما هذا وإما هذا.. ولا ينطبق هذا عليهم لأن حكمهم أن يسلموا أو يبذلوا الجزية.
والجواب على هذا: إن الواقع أنهم قوتلوا إلى أن أسلموا، سواء فسـّر القوم ببني حنيفة وباقي المرتدين، أو فارس والروم؛ لأن المعنى اللغوي للإسلام: الاستسلام والانقياد، فسواء قوتلوا حتى يدخلوا في دين الإسلام -كما هو الحال بالنسبة للمرتدين- أو قوتلوا حتى يدفعوا الجزية -كما هو الحال بالنسبة لفارس والروم- فالأمران لا يتعارضان مع الآية الكريمة([1798])، إذ أن دفع الجزية من الاستسلام والانقياد.
لكن: للشيعة موقف من هذه الفضيلة يتلخص في كونهم ينكرون أن يكون الداعي أبا بكر أو عمر أو عثمان. ويقولون: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاهم إلى غزوات كثيرة: كـ مؤتة، وفتح مكة، وحنين، وتبوك، وغيرها، فكان الداعي رسول الله صلى الله عليه وسلم([1799]).
ويجوزون أيضاً أن يكون علي بن أبي طالب هو الداعي، حيث قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، وقد ردوا على من اعترض عليهم بأن هؤلاء مسلمون والله تعالى يقول: ((تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ)) [الفتح:16] بأن هؤلاء كفروا لما قاتلوا علي بن أبي طالب الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «يا علي حربك حربي» وحرب النبي كفر، ولأن من استحل دم مؤمن كفر، فكيف بالإمام([1800]).
ويقال للشيعة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دعا الناس إلى فتح مكة، وإلى قتال هوازن وثقيف، ثم غزا تبوك -كل هذا حق ومسلم لكم- ولكن ليس المراد بالقوم أولي البأس الشديد هؤلاء للأدلة التالية:
أ- إن أهل مكة وقبيلتي هوازن وثقيف هم الذين دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الأعراب لقتالهم عام الحديبية، ومن لم يكن منهم فهو من جنسهم، ليس هو أشد بأساً منهم؛ فكلهم عرب من أهل الحجاز، وقتالهم من جنس واحد، فلا بد أن يكون هؤلاء الذين تقع الدعوة إلى قتالهم لهم اختصاص بشدة البأس أكثر ممن دعوا إليه عام الحديبية([1801]).
ب- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إلى قتال الروم في غزوة تبوك، والروم متصفون بشدة البأس، ولكن لم يكن في هذه الغزوة قتال.. وفي هذه الغزوة أنزل الله سورة براءة، وذكر فيها المخلفين، وطلب من رسوله أن يخبرهم بأنهم لن يخرجوا معه في غزوة أبداً... قال تعالى: ((فَإِنْ رَجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِنْهُمْ فَاسْتَأْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِي أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِي عَدُوّاً)) [التوبة:83].
ج- إن قوله تعالى: ((تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ)) [الفتح:16] يدل على انتفاء مصالحتهم أو معاهدتهم إذا لم يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، بخلاف أهل مكة وغيرهم، فإنه صلى الله عليه وسلم قاتلهم وصالحهم بدون جزية -كما في صلح الحديبية - فحالهم تختلف عن حال المرادين بالآية لأنهم عوهدوا بلا جزية... فتبين أن الوصف يتناول فارس والروم الذين أمر الله بقتالهم أو يسلمون، وإذا قوتلوا قبل ذلك فإنهم يقاتلون حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون([1802]).
د- ويتناول الوصف أيضاً المرتدين الذين حاربهم الصديق رضي الله عنه، وهؤلاء يقاتلون حتى يسلموا، ولا تقبل منهم الجزية ولا يعاهدون بدونها -كحال بعض العرب في زمن النبي صلى الله عليه وسلم- لأن النبي أمر علياً سنة تسع أن ينبذ العهود المطلقة، ويؤجل من لا عهد له أربعة أشهر، ثم بعد ذلك يقاتلون حيث يوجدون حتى يسلموا.. قال تعالى: ((فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ)) [التوبة:5]([1803]).
ولم يغز رسول الله بعد ذلك أبداً.
أما دعواهم أن الداعي يجوز أن يكون علياً: فغير صحيحة؛ لأن الذين قاتلهم علي لم يكونوا أولي بأس شديد أعظم من بأس أصحابه، بل كانوا من جنسهم، وأصحابه كانوا أشد بأساً، وأيضاً فهم لم يكونوا يقاتلون أو يسلمون، فإنهم كانوا مسلمين... وما ذكروه في الحديث من قوله: (حربي حربك): لم يذكروا له إسناداً، فلا يقوم به حجة، فكيف وهو كذب موضوع باتفاق أهل العلم بالحديث([1804]).
2- موقفهم من إخبار الله تعالى عن تمكن الدين وانتشاره في خلافة الخلفاء الراشدين:
ودليل ذلك في قوله تعالى: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ)) [النور 55]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسير هذه الآية بعد أن تحدث عن نعوت المذكورين فيها: (ومن المعلوم أن هذه النعوت منطبقة على الصحابة في زمن أبي بكر وعمر وعثمان ؛ فإنه إذ ذاك حصل الاستخلاف، وتمكَّن الدين والأمن بعد الخوف، لما قهروا فارس والروم، وفتحوا الشام والعراق ومصر وخراسان وأفريقية، ولما قتل عثمان وحصلت الفتنة لم يفتحوا شيئاً من بلاد الكفار، بل طمع فيهم الكفار بـ الشام وخراسان، وكان بعضهم يخاف بعضاً)([1805]).
وذكر في موضع آخر أن المعلوم بالاضطرار، والذي تواترت به الأخبار، وعلمته البوادي والحضّار أنه: في عهد الثلاثة جرى من ظهور الإسلام وعلوه، وانتشاره ونموه، وانتصاره وعزه، وقمع المرتدين، وقهر الكفار من أهل الكتاب والمجوس وغيرهم، ما لم يجر بعدهم مثله([1806]).
وبنحو قوله قال الحافظ ابن كثير([1807])، وغيره([1808]) وهذه الآية تعد من الأدلة على صحة خلافة الخلفاء الراشدين الثلاثة، وهي تشهد لهم بتبليغ الدين، ونشر أصوله وفروعه، وظهور الإسلام في أيام خلافتهم على سائر الأديان، وتمكنه وانتصاره.
ولكن للشيعة موقف من هذه الفضيلة: يتلخص في كونهم لا يرون أن هذه الآية تنطبق على خلافة الثلاثة رضي الله عنهم، ولا هي من الأدلة على صحة خلافتهم -كما زعموا-.
وحجتهم في ذلك: أن الدين لم يكن متمكناً في أيام خلافتهم([1809]).
وحجتهم هذه أوهى من بيت العنكبوت، سيما وأنها تخالف ما علم بالتواتر والاضطرار؛ لأن المعلوم يقيناً أن الأمة كانت منصورة في أعصار الخلفاء الثلاثة نصراً لم يحصل لها بعده مثله، وكان الدين مهيمناً على سائر الأديان، ومتمكناً بانتشاره في الأمة، وهذا لا يشك عاقل في صحته.
ولقد امتدت دولة الخلافة في عهد عثمان رضي الله عنه حتى اكتسحت مملكة الروم من جانب، وسلطنة الفرس من جانب، وبلغت الفتوحات أقصى أفريقية، وأقصى آسيا، وبدأت رايات الإسلام تخفق على سواحل أوروبا، وتدق أبوابها، وتحقق وعد الله بتمكين الذين آمنوا وعملوا الصالحات، وقد سرد ابن جرير الطبري تلك الفتوحات، وحدد البلدان التي وصلتها جيوش المسلمين في أيام خلافة عثمان رضي الله عنه([1810]).
ولقد اعترف علي بن أبي طالب -كما نقل الشيعة عنه- باتساع رقعة الإسلام في أيام الفاروق رضي الله عنه، فقال لـ عمر بن الخطاب: (إن هذا الأمر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا قلة، وهو دين الله الذي أظهره، وجنده الذي أعده وأمده حتى بلغ ما بلغ، وطلع حيث طلع، ونحن على موعود من الله، والله منجز وعده، وناصر جنده)([1811]).
وقال أيضاً يخبر عن تمكن الدين في أيام الخلفاء قبله: (فلما رأى الله صدقنا أنزل لعدونا الكبت، وأنزل علينا النصر، حتى استقر الإسلام ملقياً جرانه، ومتبوءاً أوطانه)([1812]).
وقد أجرى علي رضي الله عنه مقارنة بين من معه من المتخاذلين، وبين أتباع الخلفاء قبله الذين فتحوا البلاد وهدوا العباد، فقال: (أين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه، وقرأوا القرآن فأحكموه، وهيجوا إلى القتال فولهوا وله اللقاح إلى أولادها، وسلبوا السيوف أغمادها، وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً، وصفاً صفاً، بعضٌ هلك وبعض نجا...)([1813]).
ولقد تقدم قوله عن الدين أنه ضرب بجرانه في خلافة عمر رضي الله عنه([1814]).
وقد استشاره عمر رضي الله عنه في الخروج مع الجيش لغزو الروم، لكن علياً نهاه عن الخروج مع الجيش، وطلب منه أن يبقى في المدينة حتى يكون ردءاً للناس ومثابة للمسلمين([1815]).
وكل هذه النصوص تدل على أن حركة الفتوحات كانت على قدم وساق في خلافة الخلفاء الراشدين، وتدل أيضاً على اهتمام الخلفاء بنشر الدين وتبليغه للناس، وهذا ما حصل بالفعل، فتحقق وعد الله بالتمكين كما تقدم.
وهناك فضائل أخرى: مثل القول الذي نسبه الشيعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن أبا بكر مني بمنزلة السمع، وأن عمر مني بمنزلة البصر، وإن عثمان مني بمنزلة الفؤاد»([1816]).
ولكن الشيعة أولوا هذا القول تأويلاً باطنياً، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بعد ذلك: «هم السمع والبصر والفؤاد، وسيسألون عن وصيّي هذا، وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، ثم قال: إن الله عز وجل يقول: ((إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)) [الإسراء:36]»([1817]).
وهذا التأويل من الأمور المكذوبة التي أراد الشيعة أن يرتقوا به خرق عقيدة الولاية المتسع، وقد تقدم أن عقيدة الولاية والوصية من الأمور المكذوبة المخترعة.
وهناك فضائل أخرى ثابتة للخلفاء الراشدين الثلاثة رضي الله عنهم سلك الشيعة معها مسلك الرد بحجة أنها موضوعة، وهذه طريقتهم مع كل الفضائل الثابتة كما تقدم الحديث عن ذلك.
المبحث الثالث: ذكر بعض الآيات التي زعم الشيعة أنها نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان جميعاً:
هناك جملة من الآيات التي نزلت في الكفار والمنافقين زعم الشيعة الإثنا عشرية أنها نزلت في الخلفاء الثلاثة الراشدين رضي الله عنهم وفي من والاهم، منها:
1- قوله تعالى: ((وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)) [البقرة:165].
فقد أسند العياشي والمفيد - واللفظ للعياشي - إلى جابر الجعفي أنه سأل أبا عبد الله جعفر الصادق عن قول الله تعالى: ((وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ)) [البقرة:165]؟ فقال: (هم والله أولياء فلان وفلان وفلان اتخذوهم أئمة من دون الإمام الذي جعل الله للناس إماماً، فلذلك قال الله تبارك وتعالى: ((وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ)) [البقرة:165]...((وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ)) [البقرة:167)] قال: ثم قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: (والله يا جابر هم أئمة الظلم وأشياعهم)([1818]).
المناقشة:
لم يقل أحد من المفسرين بما قال به الشيعة، ولم يفسر أحد منهم اتخاذ الأنداد من دون الله باتخاذ الخلفاء وموالاتهم دون الخليفة الشرعي؛ لأن هذا التأويل من التأويلات التي نحى الشيعة فيها منحى الباطنية.
والصواب في تفسير هذه الآيات ما أجمع عليه المفسرون من كون هذه الآية والتي تليها إخباراً من الله تعالى عن حال المشركين به في الدنيا، ومآلهم يوم القيامة؛ حيث إنهم جعلوا معه آلهة عبدوها معه، وأحبوها كحبه، مع كونه وحده سبحانه المستحق للعبادة، فهو الله الذي لا إله إلا هو، لا ضد له، ولا ند له، ولا شريك معه([1819]).
ويشهد لهذا التفسير ما روي في الصحيح عن عبد الله بن مسعود يرفعه: «من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار»([1820]) وعنه أيضاً رضي الله عنه قال: «قلت: يا رسول الله! أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك»([1821]).
2- ومنها قوله تعالى: ((هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ)) [آل عمران:7].
فقد أسند العياشي إلى جعفر الصادق أنه قال في تفسير هذه الآية: ((منه آيات محكمات هن أم الكتاب): أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام. (وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ): فلان وفلان وفلان - أبو بكر وعمر وعثمان - (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ): أصحابهم وأهل ولايتهم...)([1822]).
المناقشة:
قد نحى الشيعة في هذه الآية أيضاً منحى التأويل الباطني الذي لو فُتح بابه لفسد الدين، وما فتح بابه إلا الزنادقة، لأن الكلام في هذه الآية التي افتتحت بقوله: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ) عن كتاب الله تعالى: القرآن الكريم، يخبر الله فيها أن في القرآن آيات محكمات، بينات، واضحات الدلالة، لا التباس فيها على أحد: هنّ أم الكتاب، وفيه آيات أخر فيها اشتباه في الدلالة على بعض الناس.
فمن رد ما اشتبه عليه من القرآن إلى الواضح منه، وحكّم محكمه على متشابهه عنده، فقد اهتدى، ومن عكس انعكس فضل وغوى عياذاً بالله تعالى([1823]).
3- ومنها: قوله تعالى: ((أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً * انظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَكَفَى بِهِ إِثْماً مُبِيناً)) [النساء:49-50].
قال القمي في تفسيرها: هم الذين سموا أنفسهم بـ الصديق والفاروق وذي النورين)([1824]).
ولا يسلم له ما ادعاه من أنهم رضي الله عنهم هم الذين سموا أنفسهم بذلك؛ لأنه قد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه هو الذي سمى أبا بكر بـ الصديق، وعمر بـ الفاروق، وعثمان بـ ذي النورين([1825]).
ولكن: ما هو موقف الشيعة مما نسبوه إلى علي بن أبي طالب من قوله عن نفسه: (أنا الصديق الأكبر والفاروق الأعظم)([1826]). تزكية لنفسه، ولم يسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك أبداً؟!
4- ومنها: قوله تعالى: ((يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ)) [الإسراء:71].
فقد أسند العياشي والقمي والصدوق -واللفظ للعياشي - إلى جعفر الصادق أنه قال في تفسير هذه الآية: (يخرج مناد من عند الله -يوم القيامة- فيقول: يا معشر الخلائق ! أليس العدل من ربكم أن يولي كل فريق من كان يتولى في دار الدنيا؟ فيقولون: بلى. وأي شيء عدل غيره. فيقوم شيطان([1827]) فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان([1828]) فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم شيطان ثالث([1829]) فيتبعه من كان يتولاه، ثم يقوم معاوية فيتبعه من كان يتولاه...)([1830]).
المناقشة:
يخبر الله سبحانه وتعالى في هذه الآية أنه يدعو للحساب كل أناس بإمامهم. وقد اختلف المفسرون في المراد بالإمام في هذه الآية: فقال جمهورهم([1831]): الإمام: هو كتاب كل إنسان الذي فيه عمله، واستدلوا على ذلك بما جاء في تذييل هذه الآية من قوله تعالى: ((فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ)) [الإسراء:71]، وبقوله تعالى: ((وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ)) [الكهف:49] -وهو كتاب الأعمال بالاتفاق-.
وهذا القول هو أرجح الأقوال، وعليه جمهور المفسرين كما تقدم.
وقيل: الإمام هو النبي -أي أن كل أمة تدعى بنبيها للحساب- ويشهد له قوله تعالى: ((فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً)) [النساء:41].
وقيل: الإمام هو الكتاب الذي أنزل الله على كل أمة فيه أمره ونهيه، ويحتمل أن يكون المراد بالإمام: من يأتم به القوم ويتولونه في الدنيا([1832]).
وهذا المعنى الأخير هو الذي أخذ به الشيعة، وبنوا عليه الرواية السالفة الذكر؛ حيث إنهم اتخذوا أحد الأحاديث الثابتة في السنة تكاة لهم، وزادوا عليه الكثير من الألفاظ المكذوبة، ونسبوها زوراً وبهتاناً إلى أحد أئمتهم.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: «قال أناس: يا رسول الله! هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله. قال: هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله، قال: فإنكم ترونه كذلك، يجمع الله الناس فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا، فيتبعونه»([1833]).
هذا هو الحديث الصحيح، وليس فيه ما زاده الشيعة عليه من الأكاذيب؛ كقيام أبي بكر واتباع أوليائه له، وقيام عمر كذلك، وعثمان ومعاوية... إلخ.
بل فيه ما يناقض ما أورده الشيعة: وهو بقاء الأمة المحمدية وفيها المنافقون، حتى يأتيهم الله عز وجل فيتبعونه. والذي حمل الشيعة على وضع تلك الزيادة: تهافت معتقد الولاية عندهم، فأرادوا أن يدعموه بأي شيء صحيحاً كان أو موضوعاً فلجئوا إلى وضع الأحاديث التي يرون أنها تقوي مذهبهم، فخابوا في ذلك وخسروا.
5- ومنها: قوله تعالى: ((أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)) [النور:40].
فقد أسند القمي إلى جعفر الصادق قوله في تفسير هذه الآية: (قوله: ((أَوْ كَظُلُمَاتٍ)): فلان وفلان([1834])، ((فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ)): نعثل([1835])، ((مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ)): طلحة والزبير ((ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ)): معاوية ويزيد وفتن بني أمية ((إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ)): في ظلمة فتنتهم ((لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)): يعني إماماً من ولد فاطمة (ع)، ((فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ)): فما له من إمام يوم القيامة يمشي بنوره...)([1836]).
المناقشة:
بعد ما أخبر الله تعالى عن صفات المؤمنين وأعمالهم عقّب بذكر أعمال الكافرين، وضرب أمثالاً لها.
وهذه الآية من الأمثال المضروبة لأعمال الكفار:
والله تعالى يخبر فيها عن الكافر الذي عمل بنية قلب قد غمره الجهل، وتغشته الضلالة والحيرة، كما يغشى هذا البحر العميق موج من فوقه موج من فوقه سحاب، فكذلك قلب هذا الكافر الذي مَثَلُ عمله كمثل الظلمات: يغشاه الجهل بالله بأن الله ختم على قلبه؛ فلا يعقل عن الله، وختم على سمعه فلا يسمع مواعظ الله، وجعل على بصره غشاوة فلا يبصر حجج الله، فتلك ظلمات بعضها فوق بعض([1837]).
أما عن تأويل الشيعة لها بما تقدم: فقد نحوا فيه منحى التأويل الباطني، ولم يقل أحد بما قالوه.
6- ومنها قوله تعالى: ((وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ)) [الزمر:45].
قال القمي: نزلت في فلان وفلان وفلان- أبي بكر وعمر وعثمان -([1838]).
المناقشة:
يحكي الله عز وجل في هذه الآية عن المشركين الذين لا يؤمنون بالمعاد والبعث بعد الممات، أنهم كانوا إذا قيل لهم: قولوا لا إله إلا الله، انقبضوا، ونفرت قلوبهم من توحيد الله، وقالوا: ((أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً)) [ص:5]، وقد حكى الله تعالى عنهم ذلك بقوله: ((وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُوراً)) [الإسراء:46].
أما إذا ذكرت الآلهة التي يعبدونها: فإنهم يستبشرون بذلك ويفرحون ويبتهجون([1839]).
وهذه الآية نزلت في المشركين، والشيعة جعلوها في خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين.
ولهذه الآية تأويل آخر عند الشيعة كان يقول به أبو الخطاب ؛ أحد رواه الشيعة الذين ذمهم الأئمة؛ فقد نقلوا عن الصادق أنه كان يلعن أبا الخطاب ويصفه بأنه عدو الله([1840]).
وهذا التأويل هو: قوله عن معنى قول الله تعالى: ((وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ)) [الزمر:45]: أي أمير المؤمنين عليه السلام ((وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ)) [الزمر:45]: قال: فلان وفلان وفلان([1841]).
وقد تبرأ جعفر الصادق من هذا التأويل، وقال: (من قال هذا فهو مشرك -ثلاثاً- أنا إلى الله منهم بريء -ثلاثاً- بل عنى الله بذلك نفسه، بل عنى الله بذلك نفسه، بل عنى الله بذلك نفسه)([1842]).
7- ومنها: قوله تعالى: ((وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ)) [الحجرات:7].
فقد أسند الكليني والقمي - واللفظ للكليني - إلى أبي عبد الله جعفر الصادق قوله في تفسير هذه الآية: (قوله ((حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ)): يعني أمير المؤمنين عليه السلام، ((وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ)): الأول والثاني والثالث- أبو بكر وعمر وعثمان -)([1843]).
المناقشة:
إن تأويل الشيعة للإيمان بأنه علي بن أبي طالب، وتأويلهم للكفر بأنه أبو بكر، وللفسوق بأنه عمر، وللعصيان بأنه عثمان من التأويل الباطني الذي لا يعقله الناس.
والإمام - جعفر الصادق - الذي نسبوا إليه هذا التأويل قد تبرأ منه، ومن كل تأويل لا يعقله الناس، وقال: (ما كان الله ليخاطب خلقه بما لا يعقلون)([1844]).
و الشيعة بالإضافة لانتحائهم هذا المنحى الباطني وقعوا في خطأ آخر خالفوا فيه هذا التأويل:
فالناس على تأويلهم الباطني يكرهون أبا بكر وعمر وعثمان، ولكنهم -أي الشيعة - أجمعوا على أن الناس كانوا يحبونهم إلى درجة الافتتان، وأن قلوبهم أُشربت محبتهم كما أُشربت قلوب قوم موسى محبة العجل([1845]) فكيف يمكن الجمع بين هذين النقيضين؟!
ومعنى هذه الآية: إخبار من الله عز وجل لعباده المؤمنين، وامتنان عليهم بأنه منحهم منه عطاء تفضلاً وتكرماً من لدنه هو: أنه حبب إلى نفوسهم الإيمان وحسّنه في قلوبهم، وجعله من أحب الأشياء إليهم، فلا يقع منهم إلا ما يوافقه ويقتضيه من الأمور الصالحة.
وفي الوقت نفسه بغَّض إليهم الكفر، والفسوق: الكبائر، والعصيان: جميع المعاصي؛ والمعصية: ركوب ما نهى الله عنه، أو تضييع ما أمر الله به.
والمتصفون بهذه الصفة هم الذين آتاهم الله رشدهم، ووقاهم شر أنفسهم([1846]).
وهناك آيات أخرى ادعى الشيعة أنها نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، منها: قوله تعالى: ((غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ)) [الفاتحة:7]([1847]). وقوله: ((وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَنْ يَكُنْ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِيناً فَسَاءَ قَرِيناً)) [النساء:38]([1848])، وقوله: ((وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا)) [التوبة:118]([1849]). وقوله: ((وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ)) [الأعراف:9]([1850])، وقوله: ((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ)) [هود:18] إلى قوله: ((الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ)) [هود:19]([1851])، وقوله: ((وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ * أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ)) [النحل:20-21]([1852])، وقوله: ((وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ عَنْ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ)) [المؤمنون:74]([1853]). وقوله: ((أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)) [محمد:23]([1854])، وقوله: ((إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ)) [محمد:25]([1855])، وقوله: ((حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً)) [الجن:24]([1856])، وقوله: ((أَلَمْ نُهْلِكْ الأَوَّلِينَ * ثُمَّ نُتْبِعُهُمْ الآخِرِينَ * كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ)) [المرسلات:15-18]([1857])، وقوله تعالى: ((انطَلِقُوا إِلَى مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ * انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ)) [المرسلات:29-30]([1858])، وقوله: ((لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ)) [الانشقاق:19]([1859]). وغيرها كثير.
وكل هذه الآيات لم تنزل في الخلفاء الراشدين الثلاثة رضي الله عنهم باتفاق مفسري أهل السنة.
و الشيعة أرادوا رتق خرق معتقدهم الفاسد -في الولاية، وسب الصحابة- بأي دليل، مع عدم النظر إلى صحة الاستدلال أو عدمها.
([1283]) الأنوار النعمانية للجزائري (1/80)
([1284]) الصراط المستقيم للبياضي (3/79)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق:23/ب، 27/أ)، وعلم اليقين للكاشاني (2/736-737، 740).
([1285]) قرب الإسناد للحميري (ص:29)، والبرهان للبحراني (3/95-96).
([1286]) المقدمة لأبي الحسن العاملي (ص:228).
([1287]) تفسير القمي (1/383). وانظر: البرهان للبحراني (2/364).
([1288]) الروضة من الكافي للكليني (ص:103)، واختيار معرفة الرجال للطوسي (ص:205-206). وانظر: الكشكول للآملي (ص:205)، وعلم اليقين للكاشاني (2/740)، والبرهان للبحراني (2/364).
([1289]) الروضة من الكافي للكليني (ص:356).
([1290]) مرآة العقول- شرح الروضة- للمجلسي (4/356).
([1291]) السقيفة لسليم بن قيس (ص:90).
([1292]) الاختصاص للمفيد (ص:344).
([1293]) نفحات اللاهوت للكركي (ق:76/أ).
([1294]) نفحات اللاهوت للكركي (ق:75/أ-ب).
([1295]) نفحات اللاهوت للكركي (ق:75/أ-ب).
([1296]) سيأتي (ص:983).
([1297]) مرآة العقول-شرح الروضة- للمجلسي (4/356).
([1298]) منار الهدى لعلي البحراني (ص:417).
([1299]) علم اليقين للكاشاني (2/739-741).
([1300]) ذكر الكشي أن اسمه: عبد الله بن بكير الرجاني، وعده في أصحاب جعفر الصادق. اختيار معرفة الرجال للطوسي (293).
([1301]) عسفان: قرية بين مكة والمدينة. مراصد الاطلاع (2/940).
([1302]) لم أقف على ذكر لهذا الجبل في أي كتاب من كتب البلدان والأماكن التي اطلعت عليها.
([1303]) تقدم أن الشيعة تعتقد أن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما سبب كل ظلم لحق بأهل البيت.
([1304]) الاختصاص للمفيد (ص:343-344).
([1305]) كامل الزيارات لابن قولويه (ص:326) وانظر: البرهان للبحراني (4/148-149)، وبحار الأنوار للمجلسي (7/270) (8/213)، والفصول المهمة للحر العاملي (ص:119)، وحق اليقين لعبد الله شبـّر (2/88).
([1306]) عقاب الأعمال للصدوق (ص:488).
([1307]) الغارات للثقفي (ص:336-337).
([1308]) مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (2/121-122).
([1309]) مثل الخطبة المنسوبة إلى علي، والموسومة ب (الخطبة الشقشقية)، وفيها قول علي المنسوب إليه: (لقد تقمصها دوني الأشقيان)، وفي رواية: (لقد تقمصها دوني ابن أبي قحافة، وابن الخطاب، وإنهما ليعلمان أن محلي منها محل القطب من الرحا) راجع: نهج البلاغة للشريف الرضي (ص:48-49) وانظر: علل الشرائع للصدوق (ص:150-153)، والإرشاد للمفيد (ص:277-279)، والأمالي له (ص:153-154)، والجمل له (ص:62-63)، والشافي للمرتضى (ص:204، 212)، وتلخيص الشافي للطوسي (ص:401)، ومنهاج الكرامة للحلي (ص:151-152)، والصراط المستقيم للبياضي (1/283)، (3/41)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق:77/ب-78/ب)، وعلم اليقين للكاشاني (2/728-731)، والبرهان للبحراني (4/143)، وإحقاق الحق للتستري (ص:278)، والأنوار النعمانية للجزائري (1/112-123)، والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص:35-36).
وقد شكّك الشيرازي- وهو من علماء الشيعة- في صحة نسبة هذه الخطبة إلى علي، ورجح أنها من كلام الرضي جامع نهج البلاغة. الدرجات الرفيعة للشيرازي (ص:36).
([1310]) الشافي للمرتضى (ص:171)، وتلخيص الشافي للطوسي (ص:372).
([1311]) جامع البيان للطبري (14/95-96)، وتفسير ابن كثير (2/566)، وفتح القدير للشوكاني (3/156-157).
([1312]) الطرائف لابن طاوس (ص:253).
([1313]) راجع: دلائل الإمامة لابن رستم الطبري (ص:280)، وإكمال الدين للصدوق (ص:433)، وإلزام الناصب للحائري (1/349-350)، والأنوار النعمانية للجزائري (1/54-55).
([1314]) السقيفة لسليم بن قيس (ص:149-150).
([1315]) الأنوار النعمانية للجزائري (1/53).
([1316]) الصراط المستقيم للبياضي (3/25).
([1317]) جلاء العيون (ص:160)، وحق اليقين (ص:502) -وكلاهما للمجلسي.
([1318]) جلاء العيون (ص:160)، وحق اليقين (ص:502) وكلاهما للمجلسي.
([1319]) الخرايج والجرايح للراوندي (ص:89)، والصراط المستقيم للبياضي (3/29)، وحق اليقين للمجلسي (ص:522).
([1320]) تفسير العياشي (1/178)، وجامع الأخبار للشعيري (ص:143)، والغيبية للنعماني (ص:70-73) وانظر: البرهان للبحراني (1/293)، وبحار الأنوار للمجلسي (7/209)، (8/218).
([1321]) تفسير العياشي (1/178)، وجامع الأخبار للشعيري (ص:143)، والغيبية للنعماني (ص:70-73) وانظر: البرهان للبحراني (1/293)، وبحار الأنوار للمجلسي (7/209)، (8/218).
([1322]) الروضة من الكافي للكليني (ص:62).
([1323]) الروضة من الكافي للكليني (ص:115)، (ط. حديثة ص206) وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/855-856).
([1324]) علم اليقين للكاشاني (2/736-737).
([1325]) نقله عنه البياضي في الصراط المستقيم (3/79).
([1326]) نفحات اللاهوت للكركي (ق:30/أ). وانظر أيضاً: (30/أ-32/ب).
([1327]) علم اليقين للكاشاني (2/740).
([1328]) انظر مثلاً عقاب الأعمال للصدوق (ص:481)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق:37/ب، 44/ب)، والبرهان للبحراني (1/562)، ومرآة العقول- شرح الروضة- للمجلسي (4/278).
([1329]) نقل دعوى الإجماع: عبد الله شبر في حق اليقين (2/246).
([1330]) تفسير الحسن العسكري (ص:40)، وانظر: علم اليقين للكاشاني (2/622)، والبرهان للبحراني (1/591).
([1331]) تفسير الصافي للكاشاني (1/60)، والبرهان للبحراني (1/59، 61).
([1332]) راجع مثلاً: جامع البيان للطبري (1/116-160)، وتفسير ابن كثير (1/47-57)، وفتح القدير للشوكاني (1/40-49).
([1333]) أسند العياشي إلى جابر الجعفي قوله: [قال أبو عبد الله عليه السلام: يا جابر إن للقرآن بطناً وللبطن ظهراً، ثم قال: يا جابر وليس شيء أبعد من عقول الرجال منه... إلخ]، تفسير العياشي (1/11)، والمحاسن للبرقي (ص:300)، والصافي للكاشاني (1/14، 17)، والبرهان للبحراني (1/20-21).
([1334]) تفسير العياشي (1/42), وانظر: البرهان للبحراني (1/91)، وبحار الأنوار للمجلسي (9/101).
([1335]) تفسير العياشي (1/44)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/87) والبرهان للبحراني (1/95)، وبحار الأنوار للمجلسي (7/178) وعلق على الرواية بإثبات تفسيرها الباطني.
([1336]) تفسير العياشي (1/281). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/404)، والبرهان للبحراني (1/422)، والبحار للمجلسي (8/218).
([1337]) البصري، أبو الحسن. قال النجاشي: مضطرب الحديث والمذهب، وكتبه قريبة، له كتب منها: كتاب الإيمان ودرجاته... وكتاب الكفر ووجوهه.. إلخ. الفهرست للنجاشي (ص:296-297)، والفهرست للطوسي (ص:165).
([1338]) نقله عنه البياضي في الصراط المستقيم (1/289-290).
([1339]) يعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
([1340]) هو عثمان رضي الله عنه، ويزعمون أنه ثالث الغاصبين.
([1341]) هو معاوية رضي الله عنه، ويزعمون أنه رابع الغاصبين.
([1342]) هذه نماذج من تحريف الشيعة للقرآن.
([1343]) نماذج من تحريف الشيعة للقرآن.
([1344]) وكل هذا الكلام المنسوب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عار عن الصحة لم يرد في أي كتاب من كتب أهل السنة.
([1345]) تفسير العياشي (1/279-280)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/404)، والبرهان للبحراني (1/421)، وبحار الأنوار للمجلسي (8/218).
([1346]) يزعم الشيعة أن عدداً من خيار الصحابة منهم أبو بكر وعمر تواطئوا فيما بينهم أن لا يردوا أمر الخلافة إلى أهل البيت أبداً، وكتبوا في ذلك كتاباً -وسيأتي بيان ذلك-.
([1347]) تفسير القمي (1/156). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/404)، والبرهان للبحراني (1/421)، وبحار الأنوار للمجلسي (8/218).
([1348]) وهو مروي عن قتادة وأبي العالية وغيرهما. جامع البيان للطبري (5/327-328)، وتفسير ابن كثير (1/566)، وفتح القدير للشوكاني (1/526-527).
([1349]) وهو مروي عن قتادة وأبي العالية وغيرهما. جامع البيان للطبري (5/327-328)، وتفسير ابن كثير (1/566)، وفتح القدير للشوكاني (1/526-527).
([1350]) قال البياضي: هما أبو بكر وعمر. الصراط المستقيم للبياضي (1/314).
([1351]) تفسير العياشي (2/100)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/716)، والبرهان للبحراني (2/146) وبحار الأنوار للمجلسي (9/211)، وإثبات الهداة للحر العاملي (3/547).
([1352]) الصراط المستقيم للبياضي (1/314).
([1353]) جامع البيان للطبري (10/184-188)، وأسباب النزول للواحدي (ص:289)، وتفسير ابن كثير (2/184-188)، والدر المنثور للسيوطي (3/258-259)، وفتح القدير للشوكاني (2/382-384).
([1354]) تفسير القمي (2/47) وانظر: البرهان للبحراني (2/494).
([1355]) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:232).
([1356]) جامع البيان للطبري (16/31-32)، وتفسير ابن كثير (3/106)، وفتح القدير للشوكاني (3/315-316).
([1357]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (7/511-512).
([1358]) صحيح البخاري (5/71)، ك.فضائل الصحابة، باب في فضل أبي بكر، وسنن ابن ماجة (1/39)، المقدمة، باب في فضل عمر، ومسند أحمد (1/106، 110، 113، 114، 115، 125، 126، 127، 128)، وفضائل الصحابة له (1/76-80، 300-314، 318-321، 336، 364-365، 402-403، 411) -وكلهم أخرجوه بأسانيد صحيحة وحسنة-.
([1359]) منتهى الآمال لعباس القمي (2/212).
([1360]) كشف الغمة للإربلي (2/78).
([1361]) الاحتجاج للطبرسي (ص:230).
([1362]) الصراط المستقيم للبياضي (3/173)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق:74/ب-75/أ)، وإحقاق الحق للتستري (ص:11-12).
([1363]) بصائر الدرجات الكبرى للصفار (ص:412)، والاختصاص للمفيد (ص:312).
([1364]) السقيفة لسليم بن قيس (ص:194).
([1365]) نفحات اللاهوت للكركي (ق:6/أ، 74/ب).
([1366]) البلد الأمين للكفعمي (ص:511)، والمصباح له (ص:551)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق:74/ب)، وعلم اليقين للكاشاني (2/701)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:221-222).
([1367]) البلد الأمين للكفعمي (ص:511)، والمصباح له (ص:551)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق:74/ب)، وعلم اليقين للكاشاني (2/701)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:221-222).
([1368]) الذريعة لآغا بزرك الطهراني (8/192).
([1369]) راجع بالإضافة لمصادر الحاشية (1) و(2): أمل الآمل للحر العاملي (2/32).
([1370]) في البلد الأمين (ص:511-514)، وفي المصباح (الجنة الواقية) (ص:548-557).
([1371]) في علم اليقين (2/701-703).
([1372]) في فصل الخطاب (ص:9-10).
([1373]) في مفتاح الجنان (ص:113-114).
([1374]) في صحيفة علوية (ص:200-202).
([1375]) في تحفة العوام مقبول (ص:213-214).
([1376]) (ق:6/أ، 74/ب).
([1377]) (ص:426).
([1378]) (ق:26/أ).
([1379]) (4/356).
([1380]) (ص:58، 133-134).
([1381]) (ص:113، 174، 226، 250، 290، 294، 313، 339).
([1382]) (2/95).
([1383]) (ص:221-222).
([1384]) (1/219).
([1385]) المصباح للكفعمي ح (ص:552، 554).
([1386]) فقد ذكر أن علياً كان يقنت في الوتر بلعن صنمي قريش، ثم قال: (يريد بهما أبا بكر وعمر، وقد ورد استحباب الدعاء على أعداء الله في الوتر). نفحات اللاهوت للكركي (ق:74/ب).
([1387]) في مرآة العقول (4/356).
([1388]) الذي أشار إلى دعاء صمني قريش، وقال: (إن المراد بصمني قريش: الرجلان المدفونان مع رسول الله. شرعة التسمية في زمن الغيبة (ق:26/أ).
([1389]) (ص:133-134).
([1390]) (2/95)، ومما قاله: (صنما قريش هما أبو بكر وعمر غصبا الخلافة بعد رسول الله...).
([1391]) (ص:9-10)، وقال نحواً من قول الحائري.
([1392]) قرة العيون للكاشاني (ص:432-433).
([1393]) مقدمة البرهان للعاملي (ص:113).
([1394]) وقد ختموا هذا الدعاء بقولهم: [ثم قل أربع مرات: اللهم عذبهم عذاباً يستغيث منه أهل النار..].
([1395]) من لا يحضره الفقيه للصدوق (2/368-369)، ومفاتيح الجنان لعباس القمي (ص:509).
([1396]) كدعاء: (اللهم العن أول ظالم ظلم آل محمد، ومانعيهم حقوقهم، اللهم خص أول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن، وابدأ به الأول، ثم الثاني، والثالث، ومعاوية...). (المصباح للكفعمي ص52-53، 484-458، 494، ومفاتيح الجنان لعباس القمي (ص:373، 457، 465)، واللؤلؤ النضيد للتبريزي (ص267)، وقد علق التبريزي على هذا الدعاء بقوله: (رأيت بخط بعض الأكابر- يقصد أكابر الشيعة- ما لفظه: هل المراد منه؛ يعني من الأول- أول ظالم- السامري؛ يعني عمر، أو عجله؛ يعني أبا بكر؟ وجهان، أظهرهما أولهما؛ لأن الثاني سيئة من سيئاته). اللؤلؤ النضيد للتبريزي (ص:267). فالخلاف حصل في أول ظالم من هو: أبو بكر أو عمر. وقد رجح الشيعة أنه أبو بكر؛ لأن عمر سيئة من سيئاته- كما زعموا-.
([1397]) كدعاء: (اللهم العن أول ظالم ظلم آل محمد، ومانعيهم حقوقهم، اللهم خص أول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن، وابدأ به الأول، ثم الثاني، والثالث، ومعاوية...). المصباح للكفعمي (ص:52-53، 484-458، 494)، ومفاتيح الجنان لعباس القمي (ص:373، 457، 465)، واللؤلؤ النضيد للتبريزي (ص:267) وقد علق التبريزي على هذا الدعاء بقوله: (رأيت بخط بعض الأكابر- يقصد أكابر الشيعة- ما لفظه: هل المراد منه؛ يعني من الأول- أول ظالم- السامري؛ يعني عمر، أو عجله؛ يعني أبا بكر؟ وجهان، أظهرهما أولهما؛ لأن الثاني سيئة من سيئاته). اللؤلؤ النضيد للتبريزي (ص:267) فالخلاف حصل في أول ظالم من هو: أبو بكر أو عمر. وقد رجح الشيعة أنه أبو بكر؛ لأن عمر سيئة من سيئاته- كما زعموا-.
([1398]) مفاتيح الجنان (ص:277).
([1399]) من لا يحضره الفقيه للصدوق (2/354).
([1400]) مفاتيح الجنان (ص:277).
([1401]) تفسير الحسن العسكري (ص:110).
([1402]) نفحات اللاهوت للكركي (ق:74/ب) وانظر: عين الحياة للمجلسي (ص:599)، وقد ذكر أن هذا الدعاء روي بسند معتبر إلى الإمام جعفر الصادق.
([1403]) سيأتي بيان ذلك في مطلب الألقاب.
([1404]) مفاتيح الجنان لعباس القمي (ص:501).
([1405]) المصباح للكفعمي (52-53).
([1406]) مؤتمر علماء بغداد لمقاتل بن عطية (ص:15).
([1407]) تقدم تفصيل ذلك أثناء الكلام على حكم سب الصحابة عند الشيعة الإثني عشرية.
([1408]) نفحات اللاهوت للكركي (ق:4/أ، 5/أ، 27/أ، 75/ب).
([1409]) تفسير الحسن العسكري (ص:110).
([1410]) لؤلؤة البحرين للبحراني (ص:153).
([1411]) نفحات اللاهوت للكركي (ق:4/أ، 5/أ، 27/أ).
([1412]) راجع مثلاً: حق اليقين، وتذكرة الأئمة، وجلاء العيون، وعين الحياة، وزاد المعاد، وحياة القلوب، ومرآة العقول، وبحار الأنوار، وغيرها من مؤلفاته. وانظر: لمحات من تاريخ العراق للوردي (ص:76-77).
([1413]) الفصول المهمة للحر العاملي (ص:170).
([1414]) الاعتقادات للمجلسي (ق:17).
([1415]) الخصال للصدوق (2/607). وانظر أيضاً: من لا يحضره الفقيه له (2/373)، والصراط المستقيم للبياضي (2/88)، والفصول المهمة للحر العاملي (ص:170)، ومفاتيح الجنان لعباس القمي (ص:548). فقد ذكروا نحواً من كلام الصدوق، وكنـّوا عن الشيخين بألقاب جرت عادتهم في إطلاقها عليهما، مثل (الأنصاب والأزلام)، و(الجبت والطاغوت)، و(تيم وعدي) و(أئمة الضلال) و(قادة الجور) وغير ذلك.
([1416]) إلزام الناصب للحائري (2/9).
([1417]) مصطلح يستعمله الشيعة، ويريدون به أحد الإمامين: جعفر الصادق، أو أبوه الباقر.
([1418]) الأصول من الكافي للكليني (2/389).
([1419]) بصائر الدرجات الكبرى للصفار (ص:510، 513)، والروضة من الكافي للكليني (ص:347)، وانظر: الخرايج والجرايح للراوندي (ص:127)، ومختصر بصائر الدرجات لحسن الحلي (ص:12) وقرة العيون للكاشاني (ص:433)، والبرهان للمجلسي (1/48، 4/216)، ومرآة العقول - شرح الروضة - للمجلسي (4/347).
([1420]) مرآة العقول- شرح الروضة - للمجلسي (4/347).
([1421]) مشارق الأنوار لرجب البرسي (ص:42).
([1422]) وقعة صفين لنصر بن مزاحم (ص:102-103)، والأخبار الطوال للدينوري (ص:1965)، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (11/92)، والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص:424).
([1423]) قال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده حسن. مجمع الزوائد للهيثمي (11/22).
([1424]) النبز: بالتحريك: اللقب. الصحاح للجوهري (3/897) ويريد بذلك تلقيبهم بالرافضة.
([1425]) فضائل الصحابة لأحمد (1/441).
([1426]) فرق الشيعة للنوبختي (ص:44).
([1427]) تاريخ اليعقوبي (2/321).
([1428]) طبقات ابن سعد (5/236).
([1429]) الروضة من الكافي للكليني (ص:101).
([1430]) الانتفاضات الشيعية لهاشم الحسيني (ص:497).
([1431]) مرآة الجنان لليافعي (ص:257).
([1432]) الأنساب للبلاذري (3/241).
([1433]) مرآة الجنان لليافعي (ص:257).
([1434]) وضع الجزائري والحائري وشبر (أبو بكر وعمر) بدل (شخصان من جبابرة قريش)، وعزوا هذا القول إلى الصادق. الأنوار النعمانية للجزائري (2/89)، وإلزام الناصب للحائري (2/266، 274)، وحق اليقين لشبر (2/10، 25، 28).
([1435]) نقله عنه البحراني في البرهان (3/220). وانظر: الإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص:256، 342)، والأنوار النعمانية للجزائري (2/89)، وإلزام الناصب للحائري (1/81-82)(2/266، 274، 338)، وحق اليقين لشبر (2/10، 25، 28).
([1436]) الصراط المستقيم للبياضي (2/252).
([1437]) مختصر بصائر الدرجات للحلي (ص:191).
([1438]) الشيعة والرجعة للطبسي النجفي (ص:139).
([1439]) البرهان للبحراني (3/220).
([1440]) الأنوار النعمانية للجزائري 2/89.
([1441]) الرجعة للأحسائي (ص:191).
([1442]) إلزام الناصب للحائري (2/266، 274، 337-338).
([1443]) حق اليقين لشبر (2/10، 25، 28).
([1444]) الروضة من الكافي للكليني (ص:277).
([1445]) مرآة العقول- شرح الروضة- للمجلسي (4/277).
([1446]) مقدمة البرهان للعاملي (ص:263، 341).
([1447]) قرة العيون للكاشاني (ص:432-433).
([1448]) إكمال الدين للصدوق (ص:246). وانظر: مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:294).
([1449]) شرعة التسمية في زمن الغيبة للداماد الحسيني (ق:26/أ).
([1450]) صحابي مات سنة نيـّف ومائة. راجع: الاستيعاب لابن عبد البر (4/115-118)، والإصابة لابن حجر (4/113).
([1451]) عند الإحسائي (عمر) بدل (الثاني). الرجعة (ص:130-133).
([1452]) دلائل الإمامة لابن رستم الطبري (ص:257-258). وانظر: حلية الأبرار لهاشم البحراني (5/598-606)، والرجعة للأحسائي (ص:130-133). وانظر أيضاً: الهداية للخصيبي (ص:162-164) - وهو من كتب النصيرية-.
([1453]) سعد السعود لابن طاوس (ص:116) وانظر: الهفت الشريف- من كتب النصيرية، رواية المفضل عن الصادق- (ص:164).
([1454]) راجع: مختصر بصائر الدرجات للحلي (ص:189)، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص:286-288)، ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:361)، وإلزام الناصب للحائري (1/81-82، 2/388).
([1455]) إكمال الدين للصدوق (ص:626).
([1456]) تفسير العياشي (2/57-58)، والبرهان للبحراني (2/81-83)، وبحار الأنوار للمجلسي (13/188-189).
([1457]) انظر: دلائل الإمامية لابن رستم الطبري (ص:242)، والرجعة لأحمد الأحسائي (ص:128-129).
([1458]) انظر: إكمال الدين للصدوق (ص:392)، وعيون أخبار الرضا له (1/58)، وحلية الأبرار لهاشم البحراني (2/652-676)، وبحار الأنوار للمجلسي (52/379)، (53/1-38)، وحق اليقين له-فارسي- (ص:527)، والأنوار النعمانية (2/85)، ومقدمة البرهان للعاملي (ص:360-362)، والرجعة للأحسائي (ص:182-200)، وحق اليقين لشبر (2/23)، وإلزام الناصب للحائري (2/262، 337)، وبيان غيبة حضرت إمام موعود لمحمد علي كرئلائي (ق48-ق55)، والشيعة والرجعة للطبسي (ص:139)، ودائرة المعارف الشيعية لمحمد حسن الأعلمي (1/350-351). وانظر: الهفت الشريف للمفضل الجعفي (ص:164)، والهداية الكبرى للخصيبي (ص:392) وهما من كتب النصيرية-.
([1459]) أسنده إليهما الفضل بن شاذان في كتاب الرجعة كما ذكر المجلسي في بحار الأنوار (52/386).
([1460]) أسنده إليهما الفضل بن شاذان في كتاب الرجعة كما ذكر المجلسي في بحار الأنوار (52/386).
([1461]) إكمال الدين (ص:361)، وإعلام الورى للفضل الطبرسي (ص:409)، والاحتجاج لأحمد الطبرسي (ص:446)، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص:269)، والبرهان للبحراني (1/165)، وبحار الأنوار للمجلسي (52/283)، والرجعة للأحسائي (ص:128-129).
([1462]) وقد التقى بمحمد بن الحسن في زمان غيبته الصغرى، كما فهم ذلك من الرواية.
([1463]) مختصر بصائر الدرجات للحلي (ص:176-177)، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص:286).
([1464]) ويعرفونها بأنها (حشر يعاد به جماعة من المؤمنين في زمن القائم لتقر أعينهم برؤية أئمتهم ودولتهم، وجماعة من الكافرين والمنافقين للانتقام منهم عاجلاً في الدنيا)، راجع: أوائل المقالات للمفيد (ص:88-89)، وبحار الأنوار (15/121)، (35/122)، ومرآة العقول شرح الروضة (4/375)، والاعتقادات (ق:23/ب) وكلها للمجلسي، وإلزام الناصب للحائري (1/48). ومن أسمائها عندهم: يوم الدين، يوم الجزاء، يوم يبعثون، يوم الوقت المعلوم. ويجعلون لها علامات وأوصافاً كعلامات وأوصاف يوم القيامة. راجع: تفسير العياشي (2/242)، وتفسير الصافي للكاشاني (1/906)، والبرهان للبحراني (2/343)، وبحار الأنوار للمجلسي (14/628)، ومرآة العقول له (4/375)، وحق اليقين لعبد الله شبر (2/13).
([1465]) حق اليقين لشبر (2/13).
([1466]) راجع: الاعتقادات للمجلسي (ق:23/ب).
([1467]) كما سبق بيان ذلك (ص:910).
([1468]) أسنده الكليني إلى الصادق. الروضة من الكافي (ص:347).
([1469]) البرهان للبحراني (2/407)، ومقدمة البرهان للعاملي (ص:361)، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص:269)، وإلزام الناصب للحائري (2/167).
([1470]) الرجعة للأحسائي (ص:214).
([1471]) الإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص:287)، والرجعة للأحسائي (ص:185)، (186-188).
([1472]) الإيقاظ للحر العاملي (ص:269)، والرجعة للأحسائي (ص:129).
([1473]) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:239).
([1474]) مختصر بصائر الدرجات للحلي (ص:189)، وإلزام الناصب للحائري (1/146)، والرجعة للأحسائي (ص:129، 187).
([1475]) راجع المصباح للكفعمي (ص:34، 305، 495)، ومفاتيح الجنان لعباس القمي (ص:589).
([1476]) أوردها في عقد الدرر في شرح بقر بطن عمر (ق:11).
([1477]) هكذا أوردوها مشابهة لعقيدة النصارى في المسيح عليه السلام الذي لم يصلب، بل رفعه الله إليه.
([1478]) مختصر بصائر الدرجات للحلي (ص:187، 191) وانظر أيضاً: إكمال الدين للصدوق (ص:255)، والبرهان للبحراني (3/220) (4/449)، والإيقاظ من الهجعة (ص:250-251، 256، 285-288)، وإلزام الناصب للحائري (2/263، 266-269)، وحق اليقين لعبد الله شبر (2/34).
([1479]) إلزام الناصب للحائري (2/263).
([1480]) الأصول من الكافي (2/238-239).
([1481]) الروضة من الكافي للكليني (ص:273).
([1482]) ويستدلون على ذلك بأن الله نهى الناس أن يدخلوا بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يأذن لهم، وحرمته ميتاً كحرمته حيّ، لذلك يعتبرون وصية أبي بكر وعمر رضي الله عنهما بدفنهما بجوار رسول الله ظلماً. راجع: الخرايج والجرايح للراوندي (ص:24)، وتلخيص الشافي للطوسي (ص:424)، وكشف المراد للحلي (ص:402)، وإحقاق الحق للتستري (ص:307)، وعقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني (3/24).
([1483]) مرآة العقول -شرح الروضة- للمجلسي (4/273).
([1484]) قال عنه المامقاني- من علماء الشيعة-: حسن. تنقيح المقال (2/362).
([1485]) بصائر الدرجات الكبرى للصفار (ص:306-307)، والاختصاص للمفيد (ص:277) وانظر: مختصر بصائر الدرجات للحلي (ص:111)، وبحار الأنوار للمجلسي (8/214).
([1486]) جامع البيان للطبري (20/28-29)، وتفسير ابن كثير (3/380)، وفتح القدير للشوكاني (4/158-159).
([1487]) فرق الشيعة للنوبختي (ص:124-128).
([1488]) انظر مثلاً: الإرشاد للمفيد (ص:339)، وكشف الغمة للإربلي (1/408-409)، والفصول المهمة للحر العاملي (ص:289)، وجلاء العيون للمجلسي (2/762)، وإعلام الورى للخزاز (ص:377-378).
([1489]) سنن أبي داود (4/151)، ك.المهدي. وقد صححه الألباني في صحيح الجامع الصغير (2/70-71).
([1490]) منهم النوبختي في فرق الشيعة (ص:83)، وابن طاوس في الملاحم والفتن (ص:61).
([1491]) الصراط المستقيم للبياضي (3/116)، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن من الشيعة من ينكر أن يكون الشيخان مدفونين في الحجرة عند النبي صلى الله عليه وسلم. راجع: درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية (7/28)، ومنهاج السنة النبوية له (4/368)، (7/437)، (8/434).
([1492]) الشيعة والمعتزلة للحسيني (ص:236-237).
([1493]) صحيح البخاري (5/77)، ك.فضائل الصحابة، باب مناقب عمر، وصحيح مسلم (4/1859)، ك. فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، وسنن ابن ماجة (1/37-38)، المقدمة، في فضل الصديق، ومسند أحمد (1/112)، والمستدرك للحاكم (3/68).
([1494]) تفسير القمي ط. حجرية (ص:394)، ط. حديثة (2/234). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/444)، والبرهان للبحراني (4/46)، ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:256).
([1495]) جامع البيان للطبري (23/153)، وتفسير ابن كثير (4/33)، وفتح القدير للشوكاني (4/430).
([1496]) في الطبعة الحجرية لتفسير القمي: (الأولان) بدل (حبتر وزريق). ووضع الكاشاني والعاملي (الأول والثاني) موضع زريق وحبتر).
([1497]) وضع الكاشاني (الأول والثاني) موضع (الأولين)..
([1498]) تفسير القمي ط. حجرية (ص:301)، ط. حديثة (2/242-243). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/453-454)، والبرهان للبحراني (2/62)، ومقدمة البرهان للعاملي (ص:226).
([1499]) جامع البيان للطبري (23/175-180)، وتفسير ابن كثير (4/41-42)، وفتح القدير للشوكاني (4/440-444).
([1500]) جامع البيان للطبري (23/175-180)، وتفسير ابن كثير (4/41-42)، وفتح القدير للشوكاني (4/440-444).
([1501]) مراد الشيعة بهذا المصطلح: أحد الإمامين؛ جعفر الصادق أو أبوه الباقر.
([1502]) تفسير العياشي (2/302-305). وانظر: البرهان للبحراني (2/430-431)، وبحار الأنوار للمجلسي (3/292-293).
([1503]) علل الشرائع للصدوق (ص:605).
([1504]) وقد تقدم أن مرادهم بالجبت والطاغوت: أبو بكر وعمر.
([1505]) إلزام الناصب للحائري (2/248).
([1506]) الصراط المستقيم للبياضي (3/40).
([1507]) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:200).
([1508]) الصيرفي. قال عنه المامقاني-من علماء الشيعة-: في أعلى درجات الحسن. تنقيح المقال (1/326).
([1509]) القائل هو الحسين بن خالد.
([1510]) أسند الصدوق إلى جعفر الصادق نحواً من هذا الكلام في علل الشرائع (ص:470).
([1511]) ذكر كل من المرتضى والطوسي أن الصحابة والتابعين ومن تبعهم كانوا يقولون عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: هما شمسا هذه الأمة ونورها. راجع الشافي للمرتضى (ص:242)، وتلخيص الشافي للطوسي (ص:416).
([1512]) تفسير القمي (2/340)، وانظر: البرهان للبحراني (4/263).
([1513]) جامع البيان للطبري (27/115-116)، وتفسير ابن كثير (4/270)، وفتح القدير للشوكاني (5/131).
([1514]) ابن عبيد اليقطيني، عده الكشي من الثقات. وقال المامقاني: ثقة على الأقوى- فهو ثقة عند الشيعة- اختيار معرفة الرجال للطوسي (ص:507-508، 537-538)، وتنقيح المقال للمامقاني (3/167).
([1515]) الأسدي، مولاهم البزاز الكوفي، عده الكشي من أصحاب الصادق. وقال عنه المامقاني: ثقة على الأقوى. اختيار معرفة الرجال (ص:370-371)، وتنقيح المقال (1/22). فرجال سند هذه الرواية ثقات عند الشيعة، والرواية حجة على من أنكر من الشيعة أنهم يقولون بتحريف القرآن.
([1516]) هكذا جاءت في هذا الكتاب، وفي الكتب التي نقلت عنه.
([1517]) قرب الإسناد للحميري (ص:9). وانظر: البرهان للبحراني (4/269)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:309-310). وذكر أن السياري والطبرسي وسعد بن عبد الله القمي في كتابه ناسخ القرآن رووا هذه الرواية مسندة إلى الصادق.
([1518]) في الطبعة الحجرية: (الأولين) بدل (زريق وحبتر) وكلاهما من الألقاب التي يطلقها الشيعة على الشيخين رضي الله عنهما.
([1519]) تفسير القمي (2/345)، وانظر: البرهان للبحراني (4/269).
([1520]) الصراط المستقيم للبياضي (3/40).
([1521]) صحيح البخاري (5/9)، ك. الأنبياء.
([1522]) في تفسير الصافي يضع الكاشاني: (الأول والثاني) موضع (زريق وحبتر). الصافي (2/797).
([1523]) في تفسير الصافي يضع الكاشاني: (الأول والثاني) موضع (زريق وحبتر). الصافي (2/797).
([1524]) تفسير القمي ط. حجرية (ص:350)، ط. حديثة (2/411). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/797)، والبرهان للبحراني (4/438).
([1525]) تفسير القمي (2/411). وانظر: تفسير الصافي (2/799).
([1526]) البرهان للبحراني (4/438).
([1527]) نقله عنه البحراني في البرهان (4/441).
([1528]) نقله عنه البحراني في البرهان (4/441).
([1529]) كشف الغمة للإربلي (1/304).
([1530]) الاختصاص للمفيد (ص:108-109). وانظر: حق اليقين للمجلسي (ص:509-510).
([1531]) حق اليقين للمجلسي (ص:510).
([1532]) بصائر الدرجات الكبرى (ص:441).
([1533]) تفسير العياشي (2/243). والخصال للصدوق (2/361-362). وانظر: البرهان للبحراني (2/345)، وبحار الأنوار للمجلسي (4/378)، (8/220)، وحق اليقين لشبر (2/169).
([1534]) عقاب الأعمال للصدوق (ص:480-481).
([1535]) الخصال للصدوق (2/398-399)، وعقاب الأعمال له (ص:483، 487-488)، وجامع الأخبار للشعيري (ص:143-144) وانظر: البرهان للبحراني (4/527-528)، وحق اليقين للمجلسي (ص:502)، وحق اليقين لعبد الله شبر (2/171-172).
([1536]) حق اليقين للمجلسي (ص:502)، وجلاء العيون له (ص:160).
([1537]) يعنون أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية رضي الله عنهم.
([1538]) تفسير القمي (2/449)، وانظر: البرهان للبحراني (4/528).
([1539]) السقيفة لسليم بن قيس (ص:212)، وكفاية الأثر للخزاز (ص:115).
([1540]) مشارق الأنوار لرجب البرسي (ص:80).
([1541]) الخصال للصدوق (2/458، 485)، وانظر: البرهان للبحراني (4/528)، ومقدمة البرهان للعاملي (ص:263)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:45).
([1542]) السقيفة لسليم بن قيس (ص:91-92، 225)، وانظر: جلاء العيون للمجلسي (ص:147).
([1543]) وهو في الصحيح، وقد تقدم تخريجه (ص:178).
([1544]) سيأتي تخريجه (ص:1101).
([1545]) وهو في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وملخصه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل بئر أريس -بئر بالمدينة مقابل مسجد قباء- وجلس عليه، فقال أبو موسى: (لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم). فجاء أبو بكر يريد الدخول، فاستأذن أبو موسى له النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له: (ائذن له وبشره بالجنة)، ثم جاء عمر فاستأذن له أبو موسى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ائذن له وبشره بالجنة)، ثم جاء عثمان، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه)... إلخ. (صحيح البخاري (5/72-74)، ك. فضائل الصحابة، باب في فضل أبي بكر، وصحيح مسلم (4/1866-1869)، ك. فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان).
([1546]) قال الهيثمي: (أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، ورجاله رجال الصحيح، إلا سلم بن قتيبة، وهو ثقة، وقد أخرجه الطبراني أيضاً في المعجم الكبير. مجمع الزوائد للهيثمي (9/54)، وانظر: در السحابة للشوكاني (ص:174).
([1547]) راجع: نفحات اللاهوت للكركي (ق:75/ب)، ومرآة العقول -شرح الروضة- للمجلسي (4/347).
([1548]) وقد أجمعوا على أن المراد بهما أبو بكر وعمر. راجع: الدعاء المسمى بدعاء صمني قريش (ص:983).
([1549]) وقد أجمعوا على أن المراد بهما أبو بكر وعمر. راجع: الدعاء المسمى بدعاء صمني قريش (ص:983).
([1550]) ويريدون بهما أبا بكر وعمر. انظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/60)، والبرهان للبحراني (1/59-61).
([1551]) جلاء العيون (ص:160)، وحق اليقين (ص:502) وكلاهما له.
([1552]) ومرادهم بهذا الإطلاق: أبو بكر وعمر؛ لأنهما الأولان في اغتصاب الخلافة-كما زعموا-.
([1553]) ذكر الشيعة أن المراد بهما أبو بكر وعمر. راجع: الصراط المستقيم للبياضي (1/314)، وبحار الأنوار للمجلسي (9/101)، وإحقاق الحق للتستري (ص:285).
([1554]) البرهان للبحراني (4/369-370).
([1555]) راجع (ص:959) من هذه الأطروحة.
([1556]) شرعة التسمية في زمن الغيبة للداماد (ق:26/أ).
([1557]) مرآة العقول - شرح الروضة- للمجلسي (4/419).
([1558]) راجع: عقد الدرر في بقر بطن عمر (ق:11).
([1559]) مرآة العقول-شرح الروضة- للمجلسي (4/350).
([1560]) بحار الأنوار للمجلسي (4/378).
([1561]) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:200).
([1562]) راجع السقيفة (ص:144)، والدرجات الرفيعة (ص:293-294).
([1563]) مرآة العقول، شرح الروضة للمجلسي (4/259).
([1564]) راجع: السقيفة لسليم بن قيس (ص:172-173)، والجمل للمفيد (ص:37)، والكشكول لحيدر الآملي (ص:85)، وقرة العيون للكاشاني (ص:427).
([1565]) الجمل للمفيد (ص:37).
([1566]) الحديث أخرجه الترمذي (5/610-611)، ك. المناقب، باب مناقب أبي بكر وعمر، وأحمد في فضائل الصحابة (1/123-124)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (9/310).
([1567]) أخرجه الترمذي وحسنه (5/610)، ك. المناقب، باب مناقب أبي بكر وعمر، وأحمد في فضائل الصحابة (1/148-149)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (2/250).
([1568]) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخه (14/217).
([1569]) أخرجه الإمام أحمد في فضائل الصحابة (1/188، 441).
([1570]) أخرجه الطبراني في الأوسط، والبزار. قاله الهيثمي في مجمع الزوائد (9/53).
([1571]) رواه الطبراني في الأوسط. مجمع الزوائد (9/53).
([1572]) أخرجه بن ماجة في سننه (1/38)، المقدمة، فضل أبي بكر.
([1573]) قال الشيخ الألباني: (وجملة القول أن الحديث بمجموع طرقه صحيح بلا ريب، إلا من بعض طرقه حسن لذاته كما رأيت، وبعضه يستشهد به). السلسلة الصحيحة (2/492). وانظر: صحيح الجامع الصغير (2/75).
([1574]) مسند أحمد (2/37-38) ط المعارف.
([1575]) تلخيص الشافي للطوسي (ص:428-429)، والصراط المستقيم للبياضي (3/142).
([1576]) تلخيص الشافي للطوسي (ص:428-429)، والصراط المستقيم للبياضي (3/142).
([1577]) تلخيص الشافي للطوسي (ص:428-429)، والصراط المستقيم للبياضي (3/142).
([1578]) صحيح البخاري (5/98)، ك. فضائل الصحابة، باب مناقب عبد الله بن عمر، وصحيح مسلم (4/1927-1928)، ك. فضائل الصحابة، باب من فضائل عبد الله بن عمر.
([1579]) قرب الإسناد للحميري (ص:14).
([1580]) تقدم ذلك (ص:981).
([1581]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (7/511-512).
([1582]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (1/308)، ومجموع الفتاوى له (3/405-406).
([1583]) تلخيص الشافي للطوسي (ص:430).
([1584]) السقيفة لسليم بن قيس (ص:173).
([1585]) تلخيص الشافي للطوسي (ص:430).
([1586]) مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (2/129).
([1587]) صحيح البخاري (5/71)، ك. فضائل الصحابة.
([1588]) المنتقى للذهبي (ص:361)، وفتح الباري لابن حجر (7/33).
([1589]) راجع المصادر الشيعية الآتية: معاني الأخبار للصدوق (ص:74)، والاختصاص للمفيد (ص:128)، وكفاية الأثر للخزاز (ص:308).
([1590]) راجع المصادر الشيعية الآتية: معاني الأخبار للصدوق (ص:74)، والاختصاص للمفيد (ص:128)، وكفاية الأثر للخزاز (ص:308).
([1591]) راجع المصادر الشيعية الآتية: معاني الأخبار للصدوق (ص:74)، والاختصاص للمفيد (ص:128)، وكفاية الأثر للخزاز (ص:308).
([1592]) كشف الغمة للإربلي (1/331).
([1593]) أما معتقد أهل السنة والجماعة فهو معتقد الصحابة: يقدمون أبا بكر، ثم عمر، ثم عثمان، ثم علي رضي الله عنهم أجمعين. (كتاب الإمامة للأصبهاني (ص:206)، وفتح الباري لابن حجر (7/16-17)).
([1594]) ابن أبي نمر القرشي، أبو عبد الله المدني، توفي سنة أربعين ومائة. (تهذيب التهذيب لابن حجر (4/337-338)، وخلاصة تهذيب الكمال للخزرجي ص140).
([1595]) ذكره ابن تيمية في منهاج السنة (1/13-14)، وعزاه إلى كتاب أبي القاسم البلخي في النقص على ابن الراوندي.
([1596]) فضائل الصحابة لأحمد (1/83، 336)، والنهي عن سب الأصحاب للمقدسي (ق:5/أ-ب). وانظر: تلبيس إبليس لابن الجوزي (ص:101)، ومنهاج السنة النبوية لابن تيمية (1/308)، والصارم المسلول له (ص:585), وقد ذكره من مصنفي الشيعة: كل من الخزاز في كتابه كفاية الأثر (ص:308)، والبياضي في الصراط المستقيم (3/152)، والتستري في كتابه إحقاق الحق (ص:203)، إلا أنهم زعموا أنه غير صحيح، وأنه من رواية العامة -أهل السنة-.
([1597]) فضائل الصحابة لأحمد (1/83، 336)، والنهي عن سب الأصحاب للمقدسي (ق:5/أ-ب). وانظر: تلبيس إبليس لابن الجوزي (ص:101)، ومنهاج السنة النبوية لابن تيمية (1/308)، والصارم المسلول له (ص:585)، وقد ذكره من مصنفي الشيعة: كل من الخزاز في كتابه كفاية الأثر (ص:308)، والبياضي في الصراط المستقيم (3/152)، والتستري في كتابه إحقاق الحق (ص:203)، إلا أنهم زعموا أنه غير صحيح، وأنه من رواية العامة، أهل السنة.
([1598]) منهاج السنة النبوية (1/308).
([1599]) الصراط المستقيم للبياضي (3/173)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق:74/ب-75/أ)، وإحقاق الحق للتستري (ص:11-12).
([1600]) ونص الآية: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار)[القصص:41].
([1601]) ونص الآية: (ثم الذين كفروا بربهم يعدلون) [الأنعام:1].
([1602]) الصراط المستقيم للبياضي (3/173)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق:74/ب-75/أ)، وإحقاق الحق للتستري (ص:11-12).
([1603]) الاحتجاج للطبرسي (ص:205)، وكشف الغمة للإربلي (2/137)، وجلاء العيون للمجلسي (ص:248)، وإحقاق الحق للتستري (ص:7).
([1604]) الاحتجاج للطبرسي (ص:205)، وكشف الغمة للإربلي (2/137)، وجلاء العيون للمجلسي (ص:248)، وإحقاق الحق للتستري (ص:7).
([1605]) إعلام الورى للفضل الطبرسي (ص:265).
([1606]) الشافي للمرتضى (ص:171).
([1607]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (4/82).
([1608]) تقدم تخريجه، مع الرد على مزاعم الشيعة التي أوردوها حوله.
([1609]) تقدم تخريجه، مع الرد على مزاعم الشيعة التي أوردوها حوله.
([1610]) انظر: تلخيص الشافي للطوسي (ص:424-425)، والصراط المستقيم للبياضي (3/100-101).
([1611]) تقدم ذلك (ص:179).
([1612]) الصراط المستقيم للبياضي (2/3).
([1613]) الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي (1/41).
([1614]) الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي (1/42).
([1615]) ذكر المجلسي أنهما أبو بكر وعمر. راجع بحار الأنوار للمجلسي (9/101).
([1616]) تفسير القمي (1/323-324)، وتفسير العياشي (2/141-142)، والأمالي للمفيد (ص:279)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/780)، والبرهان للبحراني (2/210)، والبحار للمجلسي (9/101).
([1617]) تفسير العياشي (2/142). وانظر: البرهان للبحراني (2/210-211)، وبحار الأنوار للمجلسي (9/101).
([1618]) قال هاشم الرسولي المحلاتي- وهو المعلق على تفسير العياشي-: [وأما كلمة (رمع) فهي مقلوبة عن عمر، وفي الحديث: أول من رد شهادة المملوك رمع، وأول من أعال الفرائض رمع...] راجع تفسير العياشي (2/116ح3، 2/142).
([1619]) راجع تفسير القمي (1/323-324)، والأمالي للمفيد (ص:279).
([1620]) تفسير العياشي (2/268-269). وانظر: البرهان للبحراني (2/383)، وبحار الأنوار للمجلسي (9/111)، وإثبات الهداة للحر العاملي (3/548).
([1621]) جامع البيان للطبري (129)، وتفسير ابن كثير (2/439)، وفتح القدير للشوكاني (2/486).
([1622]) مجموع الفتاوى ابن تيمية (13/358).
([1623]) ذكر البحراني أنهما أبو بكر وعمر. البرهان (4/369-370).
([1624]) المحاسن للبرقي (ص:151).
([1625]) ذكر المرتضى أن أبا بكر قال لعمر يوم غدير خم: (إن محمداً مفتون بابن عمه). الشافي للمرتضى (ص:262).
([1626]) تفسير فرات الكوفي (ص:188).
([1627]) الروضة من الكافي للكليني (ص:353)، وتفسير القمي (2/308). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/729)، والبرهان للبحراني (4/186، 369-370)، ومرآة العقول –شرح الروضة- للمجلسي (4/353).
([1628]) تفسير القمي (2/380). وانظر: البرهان للبحراني (4/186).
([1629]) هو حسان بن مهران الجمال. وثقه المامقاني من الشيعة. تنقيح المقال للمامقاني (1/264).
([1630]) يقصدون رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رفع يديه وقال: (اللهم وال من والاه) وقد ذكر ذلك في أول الرواية.
([1631]) الأصول من الكافي (1/318)، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق (1/148-149).
([1632]) من لا يحضره الفقيه للصدوق (1/148-149).
([1633]) تهذيب الأحكام للطوسي (1/328، 2/6) وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/736)، والبرهان للبحراني (4/373-374).
([1634]) إلى أبي جعفر الباقر، أو أبي عبد الله الصادق.
([1635]) الروضة من الكافي للكليني (ص:419).
([1636]) مرآة العقول-شرح الروضة- للمجلسي (4/419).
([1637]) تفسير العياشي (2/98-99). وانظر: البرهان للبحراني (2/145)، وبحار الأنوار للمجلسي (9/210)، وإثبات الهداة للحر العاملي (3/546).
([1638]) راجع: علم اليقين للكاشاني (2/652-653)، والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص:293-294).
([1639]) قرب الإسناد للحميري (ص:27). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/512-513).
([1640]) تفسير العياشي (2/269). وانظر: البرهان للبحراني (2/383)، وبحار الأنوار للمجلسي (9/111).
([1641]) السقيفة لسليم بن قيس (ص:144).
([1642]) السقيفة لسليم بن قيس (ص:167).
([1643]) علم اليقين للكاشاني (2/652-653).
([1644]) الدرجات الرفيعة للشيرازي (ص:293-294).
([1645]) جامع البيان للطبري (29/19-20، 46-47، 66-68)، وتفسير ابن كثير (4/403، 409، 417)، وفتح القدير للشوكاني (5/367-368، 277، 286).
([1646]) جامع البيان للطبري (29/19-20، 46-47، 66-68)، وتفسير ابن كثير (4/403، 409، 417)، وفتح القدير للشوكاني (5/367-368، 277، 286).
([1647]) جامع البيان للطبري (29/19-20، 46-47، 66-68)، وتفسير ابن كثير (4/403، 409، 417)، وفتح القدير للشوكاني (5/367-368، 277، 286).
([1648]) قال أبو الحسن العاملي: من كان من ولد آدم فإنه لا يوالي فلاناً فلاناً، ومن والاهما فهو من ولد الشيطان، مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:106، 329).
([1649]) تفسير العياشي (1/82) وانظر: البرهان للبحراني (1/184)، وبحار الأنوار للمجلسي (9/101).
([1650]) جامع البيان للطبري (2/150-156)، وتفسير ابن كثير (1/216-217)، وفتح القدير للشوكاني (1/182-183).
([1651]) تفسير العياشي (1/102)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/182)، والبرهان للبحراني (1/208)، وبحار الأنوار للمجلسي (7/123).
([1652]) الصراط المستقيم للبياضي (2/92).
([1653]) تفسير القمي (1/156). وانظر: الصافي للكاشاني (1/404)، والبرهان للبحراني (1/421)، والبحار للمجلسي (8/218). وهو مروي عن قتادة وأبي العاليةوغيرهما. جامع بيان للطبري (5/327-328)، وتفسير ابن كثير (1/566)، وفتح القدير للشوكاني (1/526-527).
([1654]) تفسير العياشي (1/366-367). وانظر: البرهان للبحراني (1/538)، وبحار الأنوار للمجلسي (15/257).
([1655]) وهي من الألقاب التي أطلقها الشيعة على الشيخين رضي الله عنهما. (راجع: تفسير القمي (2/326، 424).
([1656]) الكشكول لحيدر الآملي (ص:26-27).
([1657]) الصراط المستقيم للبياضي (1/105).
([1658]) قال محمد جواد مغنية: (الشيعة حكموا بقول قاطع على كل حاكم باسم الدين، أنه عدو لله ورسله وملائكته، إذا فقد شرطاً واحداً من الشروط التي لا بد منها فيمن يتولى منصباً من المناصب الإلهية) الشيعة والحاكمون (ص:9). ومن الشروط التي اشترطها الشيعة في الحاكم: العصمة.
([1659]) الفصول المهمة للحر العاملي (ص:137).
([1660]) الكرباس: كلمة فارسية معربة تعني: ثوب، وجمعها كرابيس، ويقال لبائعها: كاربيسي. الصحاح للجوهري (3/970)، والمحكم والمحيط الأعظم لابن سيده (7/120).
([1661]) الأبن: العداوات. الصحاح للجوهري (5/2066).
([1662]) إحقاق الحق للتستري (ص:9).
([1663]) راجع: جامع البيان للطبري (7/254-259)، وتفسير ابن كثير (2/152-154)، وفتح القدير للشوكاني (2/135).
([1664]) صحيح البخاري (4/316)، ك. الأنبياء، باب قول الله تعالى: (ولقد آتينا لقمان الحكمة أن اشكر لله...).
([1665]) هو بريد بن معاوية العجلي، أبو القاسم. وثقه علماء الشيعة، فقال الكشي: إنه ممن اتفقت العصابة على تصديقه، وممن انقادوا له بالفقه. وقال الحلي: وجه من وجوه أصحابنا، ثقة فقيه. (اختيار معرفة الرجال للطوسي (ص:238)، ورجال الحلي 26-27).
([1666]) تفسير العياشي (1/383-384). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/557)، والبرهان للبحراني (1/563)، وبحار الأنوار للمجلسي (9/70).
([1667]) جامع البيان للطبري (8/87-89)، وتفسير ابن كثير (2/190-191)، وفتح القدير للشوكاني (2/178-179).
([1668]) تفسير العياشي (2/84) وانظر: البرهان للبحراني (2/111)، وبحار الأنوار للمجلسي (8/220).
([1669]) جامع البيان للطبري (10/98-99)، وتفسير ابن كثير (2/342-343)، وفتح القدير للشوكاني (2/346-347). وانظر أيضاً: أسباب النزول للواحدي (ص:280).
([1670]) تفسير القمي (2/197)، وانظر: البرهان للبحراني (3/339).
([1671]) تفسير القمي (2/222). وانظر: البرهان للبحراني (4/18).
([1672]) جامع البيان للطبري (22/50)، وتفسير ابن كثير (3/519-520)، وفتح القدير للشوكاني (4/306).
([1673]) لم أقف عليه.
([1674]) لعله الصادق أو الباقر.
([1675]) نقله البحراني في البرهان (4/83) وانظر: الصراط المستقيم للبياضي (1/313).
([1676]) تفسير العياشي (2/120). وانظر: البرهان للبحراني (2/18)، وبحار الأنوار للمجلسي (9/111)، ولاحظ: تفسير القمي (1/310)، ومناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب (3/38).
([1677]) جامع البيان للطبري (24/24)، وتفسير ابن كثير (4/61)، وفتح القدير للشوكاني (4/474-475).
([1678]) القائل: هو جابر بن يزيد الجعفي.
([1679]) الاختصاص للمفيد (ص:129-130). وانظر: البرهان للبحراني (4/335)، ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:297).
([1680]) صحيح البخاري (6/267)، ك. التفسير، وصحيح مسلم (2/590) ك. الجمعة، وكلاهما في باب قوله تعالى: (وإذا رأوا تجارة أو لهواً انفضوا إليها وتركوك قائماً).
([1681]) تفسير القمي (2/424)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/822)، والبرهان للبحراني (4/467).
([1682]) نقل الحائري هذه الرواية ووضع: (إبليس) موضع (حبتر) (إلزام الناصب للحائري 1/106).
([1683]) نقله عنه البحراني في البرهان (4/467).
([1684]) يقصد: جعفر الصادق، وأباه الباقر.
([1685]) مقدمة البرهان للعاملي (ص:295).
([1686]) إلزام الناصب للحائري (1/106). وقد أسند شرف الدين النجفي إلى الصادق في تفسير قوله تعالى: (والليل إذا يسر) قوله: (هي دولة حبتر تسري إلى دولة القائم عليه السلام). نقله البحراني عن النجفي في البرهان (4/457).
([1687]) تفسير القمي (2/129)، وتفسير العياشي (1/5)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/12)، والبرهان للبحراني (110)، وبحار الأنوار للمجلسي (198).
([1688]) وضع الكاشاني (الأول والثاني) موضع (زريق وحبتر).
([1689]) تفسير القمي (2/424). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/822)، والبرهان للبحراني (4/468).
([1690]) راجع: السقيفة لسليم بن قيس (ص:82)، وتفسير الحسن العسكري (ص:307)، وتفسير فرات الكوفي (ص:195)، والأمالي للصدوق (ص:2)، والإرشاد للمفيد (ص:42)، والشافي للمرتضى (ص:131)، والصراط المستقيم للبياضي (2/52)، والطرائف لابن طاوس (ص:149-150)، والاحتجاج للطبرسي (ص:66)، ومؤتمر علماء بغداد لمقاتل بن عطية (ص:21-22)، وجامع الأخبار للشعيري (ص:11)، وأنوار الملكوت للحلي (ص:221)، وتفسير الصافي للكاشاني (1/470-471)، وإحقاق الحق للتستري (ص:141)، وبحار الأنوار للمجلسي (37/149)، والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص:292-293)، والغدير للأميني (1/18، 282).
([1691]) جامع البيان للطبري (30/209-213)، وتفسير ابن كثير (4/515-516)، وفتح القدير للشوكاني (5/448-449).
([1692]) راجع (ص:1011) من هذه الأطروحة.
([1693]) جامع البيان للطبري (30/209-213)، وتفسير ابن كثير (4/515-516)، وفتح القدير للشوكاني (5/448-449).
([1694]) تفسير العياشي (2/298)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/975-976)، والبرهان للبحراني (2/425)، وبحار الأنوار للمجلسي (8/380-381).
([1695]) روضة الكافي للكليني (ص:419)، وتفسير العياشي (2/298). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/975-976)، والبرهان للبحراني (1/76، 2/424-425)، والبحار للمجلسي (8/380-381).
([1696]) تفسير الصافي للكاشاني (1/975).
([1697]) تفسير الصافي للكاشاني (1/975).
([1698]) مرآة العقول-شرح الروضة- للمجلسي (4/419).
([1699]) يعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما.
([1700]) يعنون عثمان بن عفان رضي الله عنه، وقد أشار المجلسي في الرواية الأخرى إلى ذلك بقوله: (وعثمان من بني أمية). مرآة العقول-شرح الروضة-للمجلسي (4/419).
([1701]) السقيفة لسليم بن قيس (ص:196-197).
([1702]) راجع: تفسير الصافي (2/226)، والبرهان (3/190-192).
([1703]) جامع البيان للطبري (15/109-115)، وأسباب النزول للواحدي (ص:334)، وتفسير ابن كثير (3/48-49)، والدر المنثور للسيوطي (4/191)، وفتح القدير للشوكاني (3/238-240).
([1704]) تفسير ابن كثير (3/48-49).
([1705]) جامع البيان للطبري (15/113).
([1706]) الصراط المستقيم للبياضي (2/95).
([1707]) الفضائل لشاذان بن جبريل (ص:173-174).
([1708]) روضة الكافي للكليني (ص:403)، والصافي للكاشاني (1/303).
([1709]) مرآة العقول-شرح الروضة- للمجلسي (4/403).
([1710]) الإرشاد للمفيد (ص:74).
([1711]) الإرشاد للمفيد (ص:76).
([1712]) مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب المازندراني (2/117).
([1713]) إحقاق الحق للتستري (ص:217).
([1714]) عقائد الإمامية الإثني عشرية (3/68، 135-136).
([1715]) مرآة العقول- شرح الروضة- للمجلسي (4/403).
([1716]) سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني (1/217-219).
([1717]) نقله عنه المجلسي في مرآة العقول (4/403).
([1718]) سورة العاديات كلها، وهي إحدى عشر آية.
([1719]) منهم فرات الكوفي، والقمي، والمفيد، والطوسي.
([1720]) راجع: تفسير فرات الكوفي (ص:221، 226-230)، وتفسير القمي (2/434-437)، الإرشاد للمفيد (ص:102-105، 147-151)، والأمالي للطوسي (2/21-25)، وانظر: منهاج الكرامة للحلي (ص:184-185)، وتفسير الصافي للكاشاني (2/841-846)، والبرهان للبحراني (4/495-498)، وإحقاق الحق للتستري (ص:165-166). وسيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم معروف الحسيني (1/261-264).
([1721]) تفسير فرات الكوفي (ص:231)، وتفسير القمي (2/439).
([1722]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (8/116).
([1723]) أسباب النزول للواحدي (ص:536).
([1724]) جامع البيان للطبري (30/276)، المستدرك للحاكم (2/105)، وانظر: جامع البيان (30/271-278)، وتفسير ابن كثير (4/541-542)، وزاد المسير لابن الجوزي (9/206-208)، وفتح القدير للشوكاني (5/481-485).
([1725]) جامع البيان للطبري (30/276)، المستدرك للحاكم (2/105)، وانظر: جامع البيان (30/271-278)، وتفسير ابن كثير (4/541-542)، وزاد المسير لابن الجوزي (9/206-208)، وفتح القدير للشوكاني (5/481-485).
([1726]) راجع: الإرشاد للمفيد (ص:57، 112)، والشافي للمرتضى (ص:170، 219)، وتلخيص الشافي للطوسي (ص:384)، وكشف المراد للحلي (ص:408)، ومنهاج الكرامة له (ص:170)، والطرائف لابن طاوس (ص:58-59)، والصراط المستقيم للبياضي (2/1)، وإعلام الورى للفضل الطبرسي (ص:107)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق:42/ب، 43/أ-ب، 44/أ)، وقرة العيون للكاشاني (ص:423)، والصوارم المهرقة للتستري (ص:36)، وعقائد الإمامية للزنجاني (3/79).
([1727]) الفتاوى لابن تيمية (4/416)، ومنهاج السنة له (8/122-129).
([1728]) منهاج السنة النبوية (8/91، 98، 100، 118، 536).
([1729]) في الطبعة الحديثة يضع بدل (أبو بكر وعمر): (منافقان).
([1730]) من أمثلة تحريف القرآن عند الشيعة.
([1731]) في الطبعة الحديثة يضع بدل (أبو بكر وعمر): (فلاناً وفلاناً).
([1732]) في الطبعة الحديثة يضع بدل (أبو بكر وعمر): (فلانا وفلانا).
([1733]) تفسير القمي: (ص:265) ط. حجرية، (2/86) ط. حديثة. وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/130-131)، والبرهان للبحراني (3/98-99)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:289) - وكلهم ذكروا اسم أبي بكر وعمر صراحة.
([1734]) راجع البحر المحيط لأبي حيان (6/380-381)، وكتاب محمد رسول الله لعرجون (2/30، 155).
([1735]) لم أقف عليه في كتب التراجم عند الشيعة.
([1736]) تفسير القمي (2/207). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/392)، والبرهان للبحراني (3/358).
([1737]) جامع البيان للطبري (22/118)، وتفسير ابن كثير (3/548)، وفتح القدير للشوكاني (4/339).
([1738]) الاختصاص للمفيد (ص:128). وانظر: البرهان للبحراني (4/203).
([1739]) إحقاق الحق للتستري (ص:285).
([1740]) البرهان للبحراني (4/203).
([1741]) في الطبعة الحديثة: (بني تميم) بدلاً من (بني عدي وبني تيم). (تفسير القمي 2/318).
([1742]) تفسير القمي ط. حجرية (ص:319). وانظر: البرهان للبحراني (4/203).
([1743]) صحيح البخاري (6/243-244)، ك. التفسير، باب: لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي.
([1744]) صحيح البخاري (6/243-244)، ك. التفسير، باب: لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي. وانظر: جامع البيان للطبري (26/118-120)، وتفسير ابن كثير (4/206)، وفتح القدير للشوكاني (5/61).
([1745]) صحيح البخاري (7/65)، ك. النكاح، باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والانصاف، وصحيح مسلم (4/1902)، ك.الفضائل، باب فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام.
([1746]) راجع البرهان للبحراني (1/477-478).
([1747]) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:253).
([1748]) مشارق أنوار اليقين لرجب البرسي (ص:154).
([1749]) راجع البرهان للبحراني (2/406-407)، ومقدمة البرهان للعاملي (ص:246).
([1750]) تفسير العياشي (1/274-275). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/394)، والبرهان للبحراني (1/414).
([1751]) انظر: الشافي للمرتضى (ص:251)، ومؤتمر علماء بغداد لمقاتل بن عطية (ص:19-20، 32)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق:2/ب)، وعلم اليقين للكاشاني (2/706-707)، وإحقاق الحق للتستري (ص:58).
([1752]) مرآة العقول-شرح الروضة- للمجلسي (4/380).
([1753]) انظر: الغيبة للنعماني (ص:70-72)، وعقاب الأعمال للصدوق (ص:467، 478-482)، والإرشاد للمفيد (ص:235)، والطرائف لابن طاوس (ص:35)، والصراط المستقيم للبياضي (1/100، 2/55)، وبحار الأنوار للمجلسي (38/155)، وإلزام الناصب للحائري (1/377-378)، والشيعة في الميزان لمحمد جواد مغنية (ص:23).
([1754]) مثل القول الذي نسبوه إليه: علي باب هدى من تقدمه كان كافراً، ومن تخلف عنه كان كافرا، والتقدم على علي في الخلافة لا يختلف عمن زعم أن ليس في السماء إله، أو جحد محمداً نبوته...). (تفسير العياشي (2/108-109)، وعقاب الأعمال للصدوق (ص:482)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/727)، والبرهان للبحراني (2/159-160)، وبحار الأنوار للمجلسي (3/286، 717).
([1755]) مثل القول الذي نسبوه إليه: (كل بيعة قبل ظهور القائم فبيعة كفر ونفاق وخديعة، لعن الله المبايع لها، والمبايع له). إلزام الناصب للحائري (2/257).
([1756]) تفسير العياشي (2/267-268). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/937)، والبرهان للبحراني (2/381)، وبحار الأنوار للمجلسي (7/130).
([1757]) انظر أيضاً: البرهان للبحراني (4/164-165).
([1758]) تفسير القمي (1/388). ونقل قوله الكاشاني في تفسير الصافي (1/937)، والبحراني في البرهان (2/381).
([1759]) تفسير القمي (2/255)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/478)، والبرهان للبحراني (4/92-93)، ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:107، 249).
([1760]) إلزام الناصب للحائري (1/63).
([1761]) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:170، 203).
([1762]) مقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:170، 203).
([1763]) تفسير العياشي (1/57-58). وانظر: كشف المراد للحلي (ص:398)، ومنهاج الكرامة له (ص:194)، والصراط المستقيم للبياضي (1/82-83، 266-267)، وتفسير الصافي للكاشاني (1/889)، وعقائد الإمامية للزنجاني (3/15)، ومقدمة مرآة العقول لمرتضى العسكري (1/16).
([1764]) كشف المراد للحلي (ص:398).
([1765]) الصراط المستقيم للبياضي (1/82-83).
([1766]) عقائد الإمامية للزنجاني (3/15).
([1767]) مقدمة مرآة العقول لمرتضى العسكري (1/16).
([1768]) تقدم تخريج هذا الحديث (ص:590).
([1769]) مثل قوله عليه السلام لأصحابه: (أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة، وإن عبد حبشي، فإنه من يعش منكم ير اختلافاً كثيراً، وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة، فمن أدرك ذلك منكم فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضّوا عليها بالنواجذ). قال الترمذي: (هذا حديث حسن صحيح). وسنن أبي داود (5/13-14)، ك. السنة، باب في لزوم السنة، وجامع الترمذي (5/44-45)، ك. العلم، باب ما جاء في الأخذ بالسنة، وسنن ابن ماجة (1/15-16)، المقدمة، باب اتباع سنة الخلفاء الراشدين، ومسند أحمد (4/126، 127)، وسنن الدارمي (1/44)، والسنن الكبرى للبيهقي (10/114)، والمستدرك للحاكم (1/96-97، 3/380).
([1770]) تقدمت (ص:580).
([1771]) رسالة في الرد على الرافضة للتميمي (ص:12).
([1772]) شـرح نهـج البـلاغة لابن أبي الحديد (7/170).
([1773]) شـرح نهـج البـلاغة لابن أبي الحديد (14/304). وانظر أيضاً: الأخبار الطوال للدينوري (ص:157).
([1774]) الصراط المستقيم للبياضي (2/47)، والبرهان للبحراني (3/150).
([1775]) الأشعثيات للأشعث الكوفي (ص:133).
([1776]) الأشعثيات للأشعث الكوفي (ص:133).
([1777]) الشيعة في الميزان لمحمد جواد مغنية (ص:26).
([1778]) راجع قرب الإسناد للحميري (ص:52).
([1779]) مروج الذهب للمسعودي (2/413).
([1780]) مروج الذهب للمسعودي (2/431). وانظر: تاريخ اليعقوبي (2/215)، ومقاتل الطالبيين للأصفهاني (ص:56).
([1781]) انظر: الضعفاء للعقيلي (4/178)، والكامل لابن عدي (6/2351-2352)، وميزان الاعتدال للذهبي (4/160-161)، ولسان الميزان لابن حجر (6/76).
([1782]) الاختصاص للمفيد (ص:204).
([1783]) الخصال للصدوق (2/402).
([1784]) ميزان الاعتدال للذهبي (4/161).
([1785]) الفصول المهمة للحر العاملي (ص:257).
([1786]) جامع البيان للطبري (14/162-163)، وتفسير ابن كثير (2/582-583)، وفتح القدير للشوكاني (3/187-188).
([1787]) مسند أحمد (4/330)، وطبقات ابن سعد (1/173-174).
([1788]) جامع البيان للطبري (24/43-46)، وتفسير ابن كثير (4/72)، وفتح القدير للشوكاني (4/482).
([1789]) جامع البيان للطبري (23/205-207)، وأسباب النزول للواحدي (ص:426)، وتفسير ابن كثير (4/48)، وتفسير القرطبي (15/239)، والدر المنثور للسيوطي (5/323)، وفتح القدير للشوكاني (4/456).
([1790]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (8/283-287).
([1791]) المنتقى من منهاج الاعتدال للذهبي (ص:536-537).
([1792]) راجع: السقيفة لسليم بن قيس (ص:111، 204-205)، وكشف المحجة لابن طاوس (ص:74)، وعلم اليقين للكاشاني (2/705-706).
([1793]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (8/510).
([1794]) ممن قال إن المراد بهم بنو حنيفة قوم مسيلمة الكذاب وباقي المرتدين: عكرمة والزهري ومقاتل وسعيد بن جبير وجويبر الأزدي. وممن قال: إن المراد بهم فارس أو الروم أو هما معا: ابن عباس ومجاهد وعطاء بن أبي رباح والحسن البصري وابن أبي ليلى وقتادة وكعب الأحبار وعكرمة -في رواية- (انظر: جامع البيان للطبري (26/82-83)، وتفسير ابن كثير (4/190)، وفتح القدير للشوكاني (5/50)، وروح المعاني للألوسي (26/102-105).
([1795]) الفصل لابن حزم (4/109-110).
([1796]) مقالات الإسلاميين للأشعري (2/144-145).
([1797]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (8/505).
([1798]) راجع: روح المعاني للالوسي (26/104).
([1799]) منهاج الكرامة للحلي (ص:200)، والصراط المستقيم للبياضي (3/90)، والبرهان للبحراني (4/197).
([1800]) منهاج الكرامة للحلي (ص:200)، الصراط المستقيم للبياضي (3/90-91).
([1801]) منهاج السنة النبوية (8/507-508) -بتصرف-.
([1802]) منهاج السنة النبوية (8/511-513) -بتصرف-.
([1803]) منهاج السنة النبوية (8/511-513) -بتصرف-.
([1804]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (8/511) بتصرف.
([1805]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (2/36-37).
([1806]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (7/474). وانظر: (7/21، 423، 450-451).
([1807]) تفسير ابن كثير (3/300).
([1808]) راجع: فتح القدير للشوكاني (4/47).
([1809]) راجع: سعد السعود لابن طاوس (ص:165-171)، والصراط المستقيم للبياضي (3/99)، وكتاب المهدي لصدر الدين الصدر (ص:171).
([1810]) راجع تاريخ الطبري (58، 45-46، 48، 51، 57، 68، 77، 81).
([1811]) نهج البلاغة للشريف الرضي (ص:203).
([1812]) نهج البلاغة للشريف الرضي (ص:91-92).
([1813]) نهج البلاغة للشريف الرضي (ص:177-178).
([1814]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (4/519).
([1815]) نهج البلاغة للرضى (ص:193) وانظر: شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (8/369-370).
([1816]) معاني الأخبار للصدوق (ص:387-388)، وعيون أخبار الرضا له (1/313)، والبرهان للبحراني (4/16).
([1817]) راجع مصادر الحاشية (4) من الصفحة السابقة.
([1818]) تفسير العياشي (1/72)، والاختصاص للمفيد (ص:334) وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/156)، والبرهان للبحراني (1/172)، وبحار الأنوار للمجلسي (8/363)، ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:310).
([1819]) جامع البيان للطبري (2/66-67)، وتفسير ابن كثير (1/202)، وفتح القدير للشوكاني (1/165).
([1820]) صحيح البخاري (6/52)، ك. التفسير، باب قوله تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً).
([1821]) صحيح البخاري (8/13)، ك. الأدب، باب قتل الولد خشية أن يأكل معه، و(8/294)، ك. الحدود، باب إثم الزناة، و(9/2)، ك. الديات، باب قول الله تعالى: (ومن يقتل مؤمناً متعمداً)، و(9/271)، ك. التوحيد، باب قول الله: ((فلا تجعلوا لله أنداداً))، وصحيح مسلم (1/90-91)، ك. الإيمان، باب كون الشرك أقبح الذنوب.
([1822]) تفسير العياشي (1/162). وانظر: البرهان للبحراني (1/271)، وبحار الأنوار للمجلسي (7/47).
([1823]) جامع البيان للطبري (3/170-186)، وتفسير ابن كثير (1/344-346)، وفتح القدير للشوكاني (1/314-320).
([1824]) تفسير القمي (1/140)، وانظر: البرهان للبحراني (1/375)، ومقدمة البرهان للعاملي (ص:172).
([1825]) انظر: (ص:482)، و(ص:775) من هذه الأطروحة.
([1826]) كشف المراد للحلي (ص:414)، والاحتجاج للطبرسي (1/95)، وإحقاق الحق للتستري (ص:159)، حق اليقين لشبّر (2/5)، والمراجعات للموسوي (ص:169).
([1827]) عند الحر العاملي: (أبو بكر).
([1828]) عند الحر العاملي (عمر).
([1829]) عند الحر العاملي: (عثمان).
([1830]) تفسير العياشي (2/312)، وتفسير القمي (1/109-110)، (2/22-23)، والخصال للصدوق (2/459-460). وانظر: الصراط المستقيم للبياضي (2/95، 102-103، 3/39)، وتفسير الصافي للكاشاني (1/288-289)، والبرهان للبحراني (1-308) (2/439)، وبحار الأنوار للمجلسي (3/302)، والفصول المهمة للحر العاملي (ص:127-129)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:45، 155-156، 218)، وحق اليقين لشبّر (2/130-131).
([1831]) كابن عباس، والحسن، وقتادة، والضحاك، وغيرهم.
([1832]) راجع تحرير هذه المسألة في: جامع البيان للطبري (15/126-127)، وتفسير ابن كثير (3/52)، وفتح القدير للشوكاني (3/246).
([1833]) صحيح البخاري (9/212)، ك. التوحيد، باب الصراط جسر جهنم، وصحيح مسلم (1/163-164)، ك. الإيمان، باب معرفة طريق رؤية الله عز وجل، ومسند أحمد (2/275، 293، 534).
([1834]) تقدم أنها من الألقاب التي يطلقها الشيعة على الشيخين.
([1835]) من الألقاب التي يطلقونها على عثمان رضي الله عنه.
([1836]) تفسير القمي: ط. حجرية (ص:266)، ط. حديثة (2/173). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/173)، البرهان للبحراني (3/133، 140-141).
([1837]) جامع البيان للطبري (18/150-151)، وتفسير ابن كثير (3/296-297)، وفتح القدير للشوكاني (4/39-40).
([1838]) تفسير القمي ط. حجرية (ص:303)، ط. حديثة (2/250)، وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/469)، والبرهان للبحراني (4/77).
([1839]) جامع البيان للطبري (24/10-11). وتفسير ابن كثير (4/55-56)، وفتح القدير للشوكاني (4/467).
([1840]) من لا يحضره الفقيه للصدوق (1/142)، ومعاني الأخبار له (ص:388)، وتهذيب الأحكام للطوسي (1/143)، وإعلام الورى للفضل الطبرسي (ص:424)، والبرهان للبحراني (4/98)، ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:62).
([1841]) بصائر الدرجات الكبرى للصفار (ص:556).
([1842]) بصائر الدرجات الكبرى للصفار (ص:556).
([1843]) الأصول من الكافي للكليني (1/426)، وتفسير القمي ط. حجرية (ص:323)، ط. حديثة (2/319)، وانظر: البرهان للبحراني (4/206)، ومقدمة البرهان للعاملي (ص:287).
([1844]) الفصول المهمة للحر العاملي (ص:257).
([1845]) انظر: السقيفة لسليم بن قيس (ص:210)، والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص:308)، فصل الخطاب للطبرسي (ص:44، 59-60).
([1846]) راجع: جامع البيان للطبري (26/126)، وتفسير ابن كثير (4/210)، وتفسير القرطبي (16/311-312)، والدر المنثور للسيوطي (6/88-89)، وفتح القدير للشوكاني (5/60).
([1847]) تفسير العياشي (1/24) وانظر: البرهان للبحراني (1/52) وبحار الأنوار للمجلسي (18/336، 19/59).
([1848]) تفسير العياشي (1/148)، وانظر: البرهان للبحراني (1/254)، وبحار الأنوار للمجلسي (9/217).
([1849]) الروضة من الكافي للكليني (ص:429) وانظر: مرآة العقول -شرح الروضة– للمجلسي (4/429).
([1850]) مقدمة البرهان للعاملي (ص:333).
([1851]) تفسير العياشي (2/143). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/783)، والبرهان للبحراني (2/215).
([1852]) تفسير العياشي (2/256-257). وانظر: نور الثقلين للحويزي (3/47)، والبرهان للبحراني (2/363)، وبحار الأنوار للمجلسي (9/102).
([1853]) الصراط المستقيم للبياضي (1/285).
([1854]) الصراط المستقيم للبياضي (3/40).
([1855]) الأصول من الكافي (1/240).
([1856]) تفسير القمي (2/390). وانظر البرهان للبحراني (4/393).
([1857]) البرهان للبحراني (4/417-418).
([1858]) المقدمة لأبي الحسن العاملي (ص:227).
([1859]) تفسير القمي (2/413). وانظر: البرهان للبحراني (4/444)، ومقدمة البرهان (ص:32-33)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:34).