ذكر جملة من الآيات التي زعم الشيعة الإثنا عشرية أنها نزلت في عثمان رضي الله عنه
يحاول الشيعة الإثنا عشرية - كدأبهم مع كبار الصحابة- جمع أكبر قدر ممكن من الآيات التي يرون أنها تؤيد عقيدتهم في سب الصحابة والطعن فيهم، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الثلاثة. وقد تقدم الكلام مراراً على أن هذه الآيات التي استدل الشيعة بها، إما نزلت في المشركين، أو في الكفار من أهل الكتاب وغيرهم، وأن الشيعة حرفوا معناها كي يوافق معتقدهم في الصحابي الذي زعموا أنها نزلت فيه. واستمر ديدنهم كذلك مع ذي النورين عثمان رضي الله عنه، فقد زعموا أن العديد من الآيات نزلت تطعن فيه وتذمه، ومن هذه الآيات: 1- قوله تعالى: ((وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ * ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)) [البقرة:84-85]. فقد زعموا أن هاتين الآيتين نزلتا في عثمان وأبي ذر رضي الله عنهما، لما أخرج عثمان أبا ذر من المدينة ونفاه إلى الربذة -كما زعموا-. قال القمي: [وإنما نزلت في أبي ذر رحمة الله عليه وعثمان بن عفان، وكان سبب ذلك لما أمر عثمان بنفي أبي ذر إلى الربذة دخل عليه أبو ذر وكان عليلاً متوكئاً على عصاه، وبين يدي عثمان مائة ألف درهم، وذكر قصة طويلة ملخصها أن أبا ذر لام عثمان على كنزه الذهب والفضة، فقال له عثمان: «يا أبا ذر ! إنك شيخ قد خرفت وذهب عقلك، ولولا صحبتك لرسول الله صلى الله عليه وآله لقتلتك، فقال: كذبت يا عثمان ! أخبرني حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: لا يفتنونك يا أبا ذر ولا يقتلونك، وأما عقلي فقد بقي منه ما أحفظه: حديثاً سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم فيك وفي قومك، فقال: وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله فيّ وفي قومي؟ قال: سمعته يقول: إذا بلغ آل أبي العاص ثلاثون رجلاً صيروا مال الله دولاً، وكتاب الله دغلاً، وعباده خولاً والفاسقين حزباً والصالحين حرباً» فسأل عثمان الصحابة الموجودين عن هذا الحديث، فكلهم قالوا: ما سمعنا هذا من رسول الله، ثم سأله عثمان عن أحب البلاد إليه أن يكون فيها، فقال له: الربذة التي كنت فيها على غير دين الإسلام، فأمر به عثمان أن ينفى إلى الربذة. فأخبره أبو ذر بأن الرسول صلى الله عليه وآله قد حدثه بكل ما سيفعل به عثمان، وقال له: «وقد أنزل الله فيك وفي عثمان آية، فقلت: وما هي يا رسول الله؟ فقال قوله تعالى: ((وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ)) وذكر الآيتين»([1195]). وروى المفيد بسنده نحواً من هذه القصة، وفيها: أن عثمان قال لـ أبي ذر: (والله لا جمعتني وإياك دار، قد خرفت وذهب عقلك! أخرجوه من بين يديّ حتى تركبوه قتب ناقة بغير وطاء، ثم انخسوا به الناقة وتعتعوه([1196]) حتى توصلوه الربذة، فنزلوه بها من غير أنيس حتى يقضي الله فيه ما هو قاض. فأخرجوه متعتعاً ملهوزاً بالعصي، وتقدم أن لا يشيّعه أحد من الناس... إلخ)([1197]). وزعم القمي أن قول الله تعالى: ((فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي)) [آل عمران:195] نزل في أبي ذر لما نفاه عثمان إلى الربذة([1198]). وأسند الصدوق إلى ابن عباس يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لـ أبي ذر: «أنت المطرود من حرمي بعدي لمحبتك لأهل بيتي فتعيش وحدك، وتموت وحدك...إلخ»([1199]). وأسند القطب الراوندي إلى جعفر الصادق أنه حكى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله لـ أبي ذر وعثمان: «الظالم منكما في النار»([1200]). و الشيعة يعتقدون أن الظالم منهما هو عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ فإنهم يزعمون أنه نفى أبا ذر إلى الربذة من غير ذنب جناه، وعلى هذا المعتقد إجماع الشيعة([1201]) وهذه نبذة يسيرة من أقوال علمائهم في ذلك: قال ابن أبي الحديد: [إن عثمان نفى أبا ذر إلى الربذة كما يفعل بأهل الخنا والريب]([1202]). وقال في موضع آخر: [نفي عثمان لـ أبي ذر إلى الربذة كان قهراً وليس باختياره]([1203]). وزعم الكركي أن عثمان ضرب أبا ذر ضرباً شديداً قبل أن ينفيه إلى الربذة، وتعجب من صنيعه هذا، وعلل تعجبه بقوله: (لأن أبا ذر لم يصدر منه شيء البتة إلا إنكاره عليه المعصية، وتعريفه له بالإقلاع عنها، فكيف ساغ له أن يخرجه إلى الشام ثم يرده بتمام الإهانة ويطلبه على تلك الحالة الشنيعة)([1204]). وقال الزنجاني: [إن خروج أبي ذر من المدينة ليس باختياره بل قهراً من ناحية عثمان بن عفان]([1205])إلى آخر ما أوردوه في هذا الباب من أقوال. المناقشة: قد وقع خلاف بين أبي ذر رضي الله عنه وبين بعض الصحابة في المراد بالكنز في قوله تعالى: ((وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)) [التوبة:34]([1206]), وفيمن نزلت هذه الآية: فقال أبو ذر: كل ما فضل من المال عن حاجة صاحبه إليه فهو كنز... لذلك قال: لا يجوز ادخار ما زاد عن قوت اليوم والليلة.. وقال عن هذه الآية: إنها نزلت في المسلمين وفي أهل الكتاب، وأن حكمها باق إلى يوم القيامة. وقال جمهور الصحابة: كل مال أُدِّيت زكاته فليس بكنز، وقالوا عن هذه الآية: إن حكمها خاص بأهل الكتاب، وقول جمهور الصحابة قد رجحه جمهور علماء أهل السنة، أمثال البخاري([1207])، وأبي جعفر الطبري([1208]) وابن عبد البر([1209])، وابن العربي([1210])، وابن تيمية([1211])، وابن كثير([1212])، وابن حجر([1213])، والشوكاني([1214])، وغيرهم([1215]). واستدلوا على مذهبهم هذا بالعديد من الأدلة الصحيحة. وقد كان أبو ذر رضي الله عنه يحمل الناس على التزهد وعلى أمور أخرى لا يحتملها الناس كلهم، وقد أخذ ينكر على معاوية رضي الله عنه أموراً مما أحلها الله، ويعيب تسمية المال بمال الله؛ فقد روى الطبري بسنده أن ابن السوداء عبد الله بن سبأ ورد الشام، فلقي أبا ذر، فقال: (يا أبا ذر ! ألا تعجب من معاوية يقول: المال مال الله، ألا إن كل شيء لله، كأنه يريد أن يحتجنه دون المسلمين ويمحو اسم المسلمين، فأتاه أبو ذر فقال: ما يدعوك إلى أن تسمى مال المسلمين: مال الله؟ قال معاوية: يرحمك الله يا أبا ذر ! ألسنا عباد الله والمال ماله والخلق خلقه، والأمر أمره؟ قال أبو ذر: فلا تقله، قال معاوية: فإني لا أقول إنه ليس لله، ولكن سأقول مال المسلمين، قال: وأتى ابن السوداء أبا الدرداء، فقال له: من أنت؟ أظنك والله يهودياً، فأتى عبادة بن الصامت فتعلق به فأتى به معاوية، فقال: هذا والله الذي بعث عليك أبا ذر، وقام أبو ذر بـ الشام، وجعل يقول: يا معشر الأغنياء واسوا والفقراء، بشرّ الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله بمكاوٍ من نار تكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم، فما زال حتى ولع الفقراء بمثل ذلك وأوجبوه على الأغنياء، وحتى شكا الأغنياء ما يلقون من الناس..)([1216])فأخبر معاوية عثمان بذلك، فكتب إليه عثمان: جهز أبا ذر إليّ، وابعث معه دليلاً، وزوده، وارفق به([1217])، فقدم أبو ذر المدينة، فاستقبله عثمان أحسن استقبال وأكرمه، وقال له: كن عندي تغدو وتروح عليك اللقاح، قال: لا حاجة لي في دنياكم. ثم قال: ائذن لي حتى أخرج إلى الربذة، فأذن له فخرج إلى الربذة([1218]). وذكر في إحدى الروايات أن أبا ذر قال لـ عثمان: (فتأذن لي بالخروج؟ فإن المدينة ليست لي بدار، فقال: أو تستبدل بها إلا شراً منها؟ قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخرج منها إذا بلغ البناء سلعاً، قال: فانفذ لما أمرك به، قال: فخرج حتى نزل الربذة فخط بها مسجداً، وأقطعه عثمان صُرْمةً([1219]) من الإبل، وأعطاه مملوكين، وأرسل إليه أن تعاهد المدينة حتى لا ترتد أعرابياً، ففعل)([1220]). وروى الطبري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أبا ذر رضي الله عنه كان يختلف من الربذة إلى المدينة مخافةً الأعرابية([1221]). وكل الروايات التي ذكرت قصة خروج أبي ذر إلى الربذة لم تذكر قط أن عثمان آذاه بكلمة، أو طلب منه الرجوع عن أقواله؛ لأن كلاً منهما كان مجتهداً. وقد تقدم في الروايات السابقة أن عثمان طلب منه أن يجاوره في المدينة، ونهاه عن الخروج منها لأنها خير له من غيرها، ولكنه احتج عليه بأمر رسول الله له أن يخرج من المدينة إذا بلغ البنيان سلعاً، فقال له عثمان: (فانفذ لما أمرك به). أما عن مزاعم الشيعة: أن عثمان نفى أبا ذر إلى الربذة، فكذب كلها، ولم يرد هذا الزعم إلا في مصنفات الشيعة، ولم ينقل في كتب أهل السنة شيء من ذلك إلا روايتان مطعون في سنديهما؛ إحداهما ما أخرجه ابن سعد بسنده عن عبد الله بن سيدان السلمي قال: (تناجى أبو ذر وعثمان حتى ارتفعت أصواتهما، ثم انصرف أبو ذر مبتسماً فقال الناس: مالك ولأمير المؤمنين؟ قال: سامع مطيع ولو أمرني أن آتي صنعاء أو عدن ثم استطعت لفعلت، قال ابن سيدان: وأمره عثمان أن يخرج إلى الربذة)([1222]). وهذه الرواية في سندها عبد الله بن سيدان، قال عنه البخاري: لا يتابع على حديثه، وقال اللالكائي: مجهول لا حجة فيه([1223]) فلا يعتد بها لذلك. وأما الرواية الأخرى: فهي ما ذكره الذهبي من طريق إسحاق بن راهويه قال: حدثنا بريدة بن سفيان عن محمد بن كعب القرظي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (لما نفى عثمان أبا ذر إلى الربذة، وأصابه بها قدره.. إلخ)([1224]). وهذه الرواية في سندها بريدة بن سفيان، قال أبو داود: لم يكن بذاك، وكان يتكلم في عثمان، وقال الدارقطني: متروك. وقال العقيلي: سئل أحمد عن حديثه، فقال بَلِيّة([1225]). فمن كان كذلك فلا يحتج بروايته. فهاتان الروايتان في إسنادهما ما يطعن بهما، أضف إلى ذلك مخالفة الروايات الصحيحة لهما؛ فقد روى الحاكم بسنده وصححه، ووافقه الذهبي أن أم ذر زوجة أبي ذر قالت: (والله ما سيّر عثمان أبي ذر، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا بلغ البنيان سلعاً فأخرج منها، قال أبو ذر: فلما بلغ البنيان سلعاً وجاوز، خرج أبو ذر إلى الشام)([1226]). ولما استدعاه عثمان رضي الله عنه إلى المدينة، وأراد أبو ذر أن يخرج منها مرةً أخرى امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى فاستأذن عثمان، فأذن له، وقال له -كما حكى ذلك أبو ذر نفسه-: (إن شئت تنحيت فكنت قريباً)([1227]). فسمح له بالخروج، ولكنه طلب منه أن يكون قريباً منه، وأن يتعاهد المدينة بالزيارة حتى لا يرجع بعد الهجرة أعرابياً. فاتضح أن عثمان رضي الله عنه لم ينف أبا ذر إلى الربذة، وإنما خرج رضي الله عنه عن طوع منه واختيار، وامتثالاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم الذي طلب منه أن يترك المدينة إذا بلغ البنيان سلعاً. أما عن دعوى الشيعة أن قوله تعالى: ((وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ)) [البقرة:84] نزل في عثمان لأنه نفى أبا ذر إلى الربذة: فدعوى كاذبة لم يقل بها أحد من المفسرين، وسياق هذه الآيات الكريمات يبطل هذه الدعوى؛ فإنها حديث عن بني إسرائيل، وما فعلوه من نقضهم الميثاق الذي أخذ عليهم بعدم قتل أنفسهم، أو إخراجها من ديارها، قال تعالى: ((وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ)) [البقرة:83-84]. وأما دعواهم أن قوله تعالى: ((فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي)) [آل عمران:195], نزل في أبي ذر لما نفاه عثمان إلى الربذة: فدعوى غير صحيحة؛ لأن هذه الآية نزلت في عموم المؤمنين المتصفين بالأوصاف المذكورة فيها، ولم يقل أحد من المفسرين إنها نزلت في أبي ذر([1228]). وقد روى الحاكم بسنده أن أم سلمة قالت: «يا رسول الله لا أسمع الله ذَكَر النساء في الهجرة بشيء؟ فأنزل الله تعالى: ((فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ)) [آل عمران:195]»([1229]). فسبب النزول هذا يوضح أن الآية عامة في المؤمنين المتصفين بالأوصاف المذكورة فيها، كما تقدم الكلام على ذلك. والخلاصة: أن عثمان رضي الله عنه لم ينف أبا ذر إلى الربذة، بل كان خروج أبي ذر بمحض اختياره ورضاه. 2- من الآيات التي زعم الشيعة أنها نزلت في عثمان رضي الله عنه، قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)) [البقرة:264]. فقد أسند العياشي إلى أبي جعفر الباقر، وإلى جعفر الصادق أن هذه الآية: نزلت في عثمان، وجرت في معاوية وأتباعهما([1230]). المناقشة: هذه الآية توجيه من الله تعالى للذين آمنوا أن لا يبطلوا صدقاتهم بالمن والأذى كما تبطل صدقة من راءى بها الناس فأظهر لهم أنه يريد وجه الله، بينما الحال أنه مريد بعمله غير الله، من مدح الناس له وثنائهم عليه، واشتهاره بينهم بالصفات الحميدة من السخاء والكرم والصلاح، وطلبه غير ذلك من المقاصد الدنيوية، مع قطع نظره عن معاملة الله تعالى وابتغاء مرضاته وجزيل ثوابه. وهي توجيه وإرشاد لعموم المؤمنين، وليس فيها ما يقدح بهم، وقصرها على بعضهم لا يسلم. و الشيعة يعتقدون أن عثمان رضي الله عنه لم يكن من المؤمنين، وهذه الآية خطاب للمؤمنين، فلا تتماشى مع عقيدتهم. و عثمان رضي الله عنه كان متبعاً لما في هذه الآية من الإرشادات؛ لذلك نزل فيه([1231]) قول الله تعالى: ((الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنّاً وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)) [البقرة:262]. 3- ومن الآيات التي زعم الشيعة أنها نزلت في عثمان رضي الله عنه: قوله تعالى: ((يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)) [الحجرات:17]. قال القمي: نزلت في عثمان([1232]) يوم الخندق، وذلك أنه مرّ بـ عمار بن ياسر وهو يحفر الخندق، وقد ارتفع الغبار من الحفر، فوضع كمّه على أنفه ومر، فقال عمار: لا يستوي من يبني المساجد فيصلي فيها راكعاً وساجدا كمن يمر بالغبار حائداً يعرض عنه جاحداً معاندا فالتفت إله عثمان([1233]) فقال: يا ابن السوداء إياي تعني؟ ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال له: لم ندخل معك لتسب أعراضنا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله: قد أقلتك إسلامك فاذهب، فأنزل الله: ((يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلْ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ)) [الحجرات:17]أي: لستم صادقين([1234]). وقد أورد هاشم معروف الحسيني -وهو من الشيعة المعاصرين- هذه القصة، وعدَّها تحرشاً من عثمان بـ عمار، وذكر أن هذا التحرش ليس الوحيد من نوعه من قبل عثمان، بل كرره مرة أخرى في أيام خلافته، وآذى عماراً بالضرب والشتم وغيره، ورفس برجليه على مذاكيره حتى أصابه الفتق([1235]). وهذا القول ليس بدعاً من الحسيني، فقد سبق نقل إجماع طائفته على ذلك. المناقشة: هذه الآية نزلت في أعراب من بني أسد بن خزيمة: قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة في سنة مجدبة، فأظهروا الشهادتين ولم يكونوا مؤمنين في السر، وأفسدوا طرق المدينة بالعذرات، وأغلوا أسعارها، وكانوا يقولون لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أتيناك بالأثقال والعيال ولم نقاتلك كما قاتلك بنو فلان، فأعطنا من الصدقة، وجعلوا يمنّون عليه، فأنزل الله هذه الآية، وعلى هذا إجماع المفسرين([1236]). وزعم الشيعة أن هذه الآية نزلت في عثمان رضي الله عنه تبطله -بالإضافة إلى إجماع المفسرين من الصحابة وغيرهم- اللغة؛ فإن هذه الآية قد نزلت في جماعة، قال تعالى: ((يَمُنُّونَ عَلَيْكَ)) [الحجرات:17]، ولم يقل: (يمن عليك)، فدل على أن الذين منّوا جماعة لا واحد. ويزعم الشيعة أن هذه الآية نزلت أثناء عمارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مقدم رسول الله المدينة، ورسول الله قد زوج عثمان ابنته الأخرى بعد غزوة بدر ؛ أي بعد نزول هذه الآية بسنتين تقريباً، كما سيأتي بيان ذلك([1237])، فكيف زوجه منها وقد أخبر الله رسوله عنه أنه ليس صادقاً في إيمانه كما زعم الشيعة؟ أما القصة الأخرى التي أدخلها الشيعة بهذه القصة كعادتهم في ذلك بقصد التلبيس على الناس: فقد ذكرها ابن هشام، ولكنه لم يذكر فيها ما زعمه الشيعة، كما أنه لم يعين الرجل الذي تخاصم مع عمار، وغاية ما قال: وارتجز علي بن أبي طالب رضي الله عنه يومئذ: لا يستوي من يعمر المساجدا يدأب فيه قائماً وقاعـدا ومن يرى عن الغبار حائداً قال ابن إسحاق: فأخذها عمار فجعل يرتجز بها، قال ابن هشام: فلما أكثر ظن رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إنما يعرض به([1238])، ولم يذكر ابن هشام أن هذا الرجل شتم عماراً، ولا أنه رفع أمره إلى رسول الله، بل ولم يذكر اسمه أيضاً، والصحيح أن هذا الرجل -لو صح ما ذكره ابن هشام - ليس عثمان بن عفان رضي الله عنه، وذلك لأن عثمان بن عفان رضي الله عنه كان يعمل مع الصحابة في بناء المسجد([1239]) ولم يكن يحيد عن الغبار كما زعم ذلك الشيعة. 4- ومن الآيات التي زعم الشيعة أنها نزلت في عثمان رضي الله عنه: قوله تعالى: ((عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى)) [عبس:1-2] إلى قوله تعالى: ((وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى * فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى)) [عبس:8-10]. قال القمي: [نزلت في عثمان([1240]) وابن أم مكتوم، وكان ابن أم مكتوم مؤذناً لرسول الله صلى الله عليه وآله، وكان أعمى، وجاء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أصحابه وعثمان([1241]) عنده، فقدمه رسول الله صلى الله عليه وآله عليه، فعبس وجهه وتولى عنه -يعني عثمان -([1242]) أن جاءه الأعمى([1243]). وقال الفضل بن الحسن الطبرسي: [قد روي عن الصادق (ع) أنها نزلت في رجل من بني أمية كان عند النبي صلى الله عليه وآله، فجاء ابن أم مكتوم، فلما رآه تقذَّر منه وجمع نفسه وأعرض بوجهه عنه، فحكى الله سبحانه ذلك وأنكره عليه]([1244]). وهذا الرجل هو عثمان رضي الله عنه كما بينت ذلك الروايات الأخرى عندهم. المناقشة: قد أجمع([1245]) مفسرو أهل السنة على أن سبب نزول هذه الآيات: أن قوماً من أشراف قريش كانوا عند النبي صلى الله عليه وسلم، وقد طمع في إسلامهم، فأقبل عبد الله بن أم مكتوم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقطع عليه ابن أم مكتوم كلامه فأعرض عنه، فنزلت هذه الآيات. وقد روى الترمذي والحاكم وابن جرير بأسانيدهم عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: «أنزل ((عَبَسَ وَتَوَلَّى)) [عبس:1] في ابن أم مكتوم الأعمى؛ أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعل يقول: يا رسول! الله أرشدني، وعند رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يعرض عنه ويقبل على الآخر، ويقول: أترى بما تقول بأساً؟ فيقال: لا. ففي هذا أنزل»([1246]). وقد روي نحو هذا عن ابن عباس، وأنس بن مالك، وغيرهما رضي الله عنهم أجمعين([1247]). وقد أنكر الشيعة أن تكون هذه الآيات قد نزلت في النبي صلى الله عليه وسلم وما جرى له مع ابن أم مكتوم، وقالوا: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم منزه عن صفات العبوس والتقطيب، كيف لا وقد وصفه الله في كتابه بقوله: ((وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) [القلم:4]، فمن كانت هذه صفته فلا يقطب في وجه أعمى جاء يطلب الإسلام([1248]). ويقال لهم: إن الله تعالى قد وصف رسوله صلى الله عليه وسلم بحسن الخلق، وهي خصلة من خصاله الكريمة عليه السلام، ولكن قد يظهر منه في بعض الأوقات النادرة ترك الأولى، فيعاتبه ربه تبارك وتعالى على ذلك، ويعرفه أن ذلك غير مرضي فيكون ذلك من باب إرشاد الله سبحانه لرسوله إلى ما هو الأولى به. وهذا ما حصل في هذه الآية؛ فإن الله تبارك وتعالى وعظ نبيه، وعاتبه في ذلك، وأمره أن لا يخص بالإنذار أحداً دون أحد، بل يساوي فيه بين الجميع شرفاء كانوا أو ضعفاء، وسادة كانوا أو عبيداً، ثم الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، سبحانه له الحكمة البالغة والحجة الدامغة. و الشيعة أنفسهم قد سلموا لآيات أخرى أنزلها الله يعاتب رسوله صلى الله عليه وسلم على ترك الأولى، واعترفوا أنها قد نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال الكاشاني في معرض كلامه على تفسير قول الله تعالى: ((عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ)) [التوبة:43]: ويجوز العتاب من الله فيما غيره أولى، لا سيما للأنبياء([1249]). فليقولوا في هذه الآية كما قالوا في الآيات الأخر، سيما وأنه قد جاء فيها ما يدل على أنها نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو قوله تعالى: ((وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى * وَهُوَ يَخْشَى)) [عبس:8-9]: فإنها دلت على أن ابن أم مكتوم قصد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليهتدي بما يقول له، ولم يقل أحد من الشيعة إنه قصد عثمان لهذا الغرض. وينبغي أن يفرق المسلم بين الغلو والإطراء، وبين الأدب والتوقير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن الغلو والإطراء منهي عنه، والأدب والتوقير واجب، وإطراء رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يؤدي إلى إساءة الأدب على الرب تبارك وتعالى، كما فعل بعض من يجهل الفرق بين التوقير والإطراء، حين أنكروا أن تكون بعض الآيات التي عاتب الله من خلالها رسوله نزلت في رسول الله صلى الله عليه وسلم بقصد توقيره عليه السلام، ولكنهم خلطوا بين توقيره وإطرائه عليه السلام، فوقعوا فيما نُهوا عنه، نسأل الله تعالى أن يعصمنا بالتقوى، وأن يحفظ علينا حبنا لنبيه صلى الله عليه وسلم كما يرضى. 5- ومن الآيات التي زعم الشيعة أنها نزلت في عثمان: قوله تعالى: ((أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ * يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً * أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ * أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)) [البلد:5-10]، فقد روى القمي بسنده عن أبي جعفر الباقر في تفسير قوله تعالى: ((أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ)) [البلد:5]، قال: يعني نعثل([1250]). في قتله بنت النبي صلى الله عليه وآله. ((يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالاً لُبَداً)) [البلد:6]: يعني الذي جهز به النبي من جيش العسرة. ((أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ)) [البلد:7]: قال: فساد كان في نفسه. ((أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ)) [البلد:8]: يعني رسول الله صلى الله عليه وآله. ((وَلِسَاناً)) [البلد:9]: يعني أمير المؤمنين (ع). ((وَشَفَتَيْنِ)) [البلد:9]: يعني الحسن والحسين عليهما السلام، ((وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)) [البلد:10]: إلى ولايتهما...([1251]). وأسند الكليني إلى أبي بصير قال: [قلت لـ أبي عبد الله (ع): «أيفلت من ضغطة القبر أحد؟ قال: نعوذ بالله منها، ما أقل من يفلت من ضغطة القبر، إن رقية لما قتلها عثمان وقف رسول الله صلى الله عليه وآله على قبرها، فرفع رأسه إلى السماء فدمعت عيناه، وقال للناس: إني ذكرت هذه وما لقيت، فرققت لها، واستوهبتها من ضغطة القبر فوهبها الله لي»([1252]). أما عن كيفية قتله لها: فقد ذكر البياضي أنه ضربها حتى ماتت([1253]). ويزعم الشيعة أن رقية كانت خائفة من عثمان، وكان تدعو الله أن ينجيها منه ومن عمله؛ فقد روى شرف الدين النجفي بسنده عن أبي عبد الله جعفر الصادق في تفسير قوله تعالى: ((وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)) [التحريم:11]. أنه قال: هذا مثل ضربه الله لـ رقية ابنة رسول الله التي تزوجها عثمان بن عفان، قال: (ونجني من فرعون وعمله): يعني من الثالث([1254])، (ونجني من القوم الظالمين): عنى بني أمية([1255]). قال هاشم معروف الحسيني -وهو من الشيعة المعاصرين-: (وتشير المرويات الكثيرة([1256]) أن عثمان بن عفان لم يحسن صحبتها، ولم يراع رسول الله فيها، فتزوج عليها أكثر من امرأة، وماتت على إثر ضربات قاسية منه أدت إلى كسر أضلاعها([1257]). فـ الشيعة إذاً سلفهم وخلفهم على أن عثمان قتل رقية. المناقشة: إن زعم الشيعة الإثني عشرية أن عثمان رضي الله عنه قتل رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم زعم باطل ترده الأدلة الكثيرة. فمنها: ما عرف عنه رضي الله عنه من شدة حيائه؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله عمر، وأصدقها حياء عثمان»([1258]). وقد تقدم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفه بالحياء، وأخبر أن الملائكة تستحي منه([1259])، و«الحياء خير كله»([1260])، كما قال الصادق المصدوق عليه السلام، وهو لا يأتي إلا بخير([1261])، وهو من الإيمان([1262])، ما كان في شيء إلا زانه([1263]). والحياء خلق يبعث على ترك القبيح([1264])، وقد أخبر صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحي فاصنع ما شئت»([1265]). فإذا فقد الإنسان الحياء فلا رادع يردعه عن فعل الفواحش، وارتكاب المنهيات، وإذا منّ الله عليه بالاتصاف بهذه الصفة فقد أعطاه خيراً كثيراً. والدليل الثاني: هو ما أخرجه أحمد والحاكم والدولابي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رقية رضي الله عنها قالت: «خرج رسول الله من عندي آنفاً، فرجلت رأسه، فقال: كيف تجدين أبا عبد الله ؛ يعني عثمان؟ قالت: قلت: كخير الرجال. قال: أكرميه، فإنه من أشبه أصحابي بي خُلُقاً»([1266]). ووقع في رواية أخرى أن أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت هذه المقالة([1267]). وهذا الحديث ذُكر فيه ثناء رقية رضي الله عنها على خلق عثمان، وأنه عندها من خير الرجال، وقد وافقها أبوها صلى الله عليه وسلم، وضم إلى المزية التي ذكرتها مزية أخرى هي: تشابه أخلاق عثمان رضي الله عنه مع أخلاقه عليه السلام، فأين هذا من زعم الشيعة أن عثمان قتلها، وأنها كانت تدعو الله أن ينجيها منه، وغير ذلك من الافتراءات. والدليل الثالث: هو تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته الأخرى؛ أم كلثوم لـ عثمان بعد موت رقية. وبعض الشيعة يعترفون بهذا؛ قال الفضل بن الحسن الطبرسي: (عثمان تزوج أم كلثوم بعد موت زوجته رقية)([1268])، وأشار الكفعمي، وعباس القمي إلى ذلك([1269]) فإذا كان قد قتل واحدة من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف زوجه الأخرى؟ بل كيف قال له لما ماتت الثانية: [لو كنّ عشراً لزوجتهن عثمان، وما زوجته إلا بوحي من السماء]([1270]). روى العقيلي، وابن عدي بسنديهما عن عباد بن عباد أن يونس بن خباب الأسيدي -وكان رافضياً- قال له: إن عثمان قتل بنتي النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له عباد: قتل واحدة، فلم أنكحه الأخرى؟([1271]). وقد زعم بعض الشيعة أن التي قتلها عثمان كانت أم كلثوم، فلم يزوجه رسول الله بعدها؛ قال نعمة الله الجزائري: (وأما أم كلثوم فتزوج عثمان بها أيضاً بعد أختها رقية، وتوفيت عنده، وذلك أنه ضربها ضرباً مبرحاً فماتت منه)([1272]). ولكن هذا القول لا يسلم عند الشيعة أنفسهم، لمعارضته لما روي عن أئمتهم من أن التي قتلها عثمان هي رقية وليست أم كلثوم. وقد تقدم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [لو كن عشراً لزوجتهن عثمان] وهذا يبطل ما زعموه من أنه عليه السلام امتنع عن تزويجه بعد ما قتل ابنته. أما الآيات التي استدلوا بها على هذه المزاعم، فقد نحوا في تفسيرها منحى التأويل الباطني الذي لا يعقله عندهم إلا الملك المقرب أو النبي المرسل، أو العبد الذي امتحن الله قلبه للإيمان([1273]) مع أن القرآن أنزل بلغة العرب كي يعقله العرب ويفهموه؛ قال تعالى: ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) [يوسف:2]، ولكن تفسير الشيعة الباطني أبعد شيء عن عقول الرجال كما نسبوا ذلك إلى أئمتهم([1274]). والمنحى الباطني الذي نَحَوْهُ في تأويل هذه الآيات واضح لمن تأمله؛ فقد قالوا في خبر الله تعالى عن جنس الإنسان: ((أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ * وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ * وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ)) [البلد:8-10]: إن العينين هما رسول الله، واللسان: علي بن أبي طالب، والشفتين: الحسن والحسين، والنجدين: ولايتهما. وهذا أبعد شيء عن عقول الرجال كما أقروا بذلك، ولم ينزل القرآن الكريم بذلك. ولم يقل أحد من المفسرين عن هذه الآيات إنها نزلت في عثمان رضي الله عنه كما زعم الشيعة([1275]). 6- ومن الآيات التي زعم الشيعة أنها نزلت في عثمان رضي الله عنه: قوله تعالى: ((وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً)) [الأحزاب:53]. فقد زعموا أن عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله قالا: [أينكح محمد نساءنا إذا متنا، ولا ننكح نساءه إذا مات، والله لو قد مات محمد لقد أجلنا على نسائه بالسهام]. وزعم الشيعة أن عثمان كان يريد أن ينكح أم سلمة([1276]) وسيأتي بطلان هذا الزعم([1277]). 7- ومن الآيات التي زعموا نزولها في عثمان: قوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ...)) [المائدة:51]؛ فقد زعموا أن عثمان لما أصيب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بـ أحد قال: (لألحقن بـ الشام، فإن لي به صديقاً من اليهود فلآخذن منه أماناً، فإني أخاف أن يدال علينا اليهود)، وزعموا أن طلحة بن عبيد الله قال يومها: (لأخرجن إلى الشام فإن لي صديقاً من النصارى فلآخذن منه أماناً، فإني أخاف أن يدال علينا النصارى)، وزعم الشيعة أن عثمان أراد أن يتهود، وأن طلحة أراد أن يتنصر([1278]). 8- ومنها: قوله تعالى: ((وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ)) [النور:48] إلى قوله-: ((أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمْ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ)) [النور:50]. فقد زعموا أنها نزلت في عثمان لما رفض التحاكم إلى رسول الله وأراد أن يحتكم إلى ابن شيبة اليهودي. وروى القمي بسنده إلى جعفر الصادق في تفسير هذه الآيات أنه قال: (نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين عليه السلام وعثمان، وذلك أنه كان بينهما منازعة في حديقة، فقال أمير المؤمنين (ع): نرضى برسول الله. فقال عبد الرحمن بن عوف لـ عثمان: لا تحاكمه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فإن يحكم له عليك لأنه ابن عمه، ولكن حاكمه إلى ابن شيبة اليهودي، فقال عثمان لأمير المؤمنين: لا أرضى إلا بـ ابن شيبة اليهودي. فقال ابن شيبة له: تأمنون محمداً رسول الله على وحي السماء وتتهمونه في الأحكام، فأنزل الله هذه الآيات)([1279]). و الشيعة بهذا التأويل قد حكموا على عثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما بالنفاق؛ لأن من دعي إلى التحاكم إلى كتاب الله وإلى رسوله فصد عن رسوله كان منافقاً([1280]). المناقشة: يخبر الله تبارك وتعالى في هذه الآيات عن حال المنافقين ومقالتهم، من قولهم بألسنتهم: صدقنا بالله وبالرسول، وأطعنا الله وأطعنا الرسول، ثم إدبارهم بعد ذلك عن رسول الله وتحاكمهم إلى غيره([1281]). وقد نزلت هذه الآيات في بشر المنافق وخصمه اليهودي حين اختصما في أرض، فجعل اليهودي يجره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهما، وجعل المنافق يجره إلى كعب بن الأشرف ويقول: إن محمداً يحيف علينا([1282]) فأنزل الله هذه الآيات. ولم يقل أحد من المفسرين إن هذه الآيات نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه. وكل الآيات التي زعم الشيعة أنها نزلت في عثمان لم تنزل فيه باتفاق مفسري أهل السنة، والشيعة كدأبهم مع كبار الصحابة يحاولون افتعال المطاعن، وتأويل بعض الآيات تأويلاً يوافق أهواءهم؛ كي يدللوا على معتقدهم في نفاق الصحابة.
([1195]) تفسير القمي (1/51-54). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/111-113). ([1196]) قال الجوهري: تعتعت الرجل: إذا عتلته وأقلقته. الصحاح للجوهري (3/1191). ([1197]) الأمالي للمفيد (ص:161-165). ([1198]) تفسير القمي (1/129). ([1199]) علل الشرائع للصدوق (ص:175-176). ([1200]) الخرايج والجرايح للراوندي (ص:74). ([1201]) راجع المصادر الشيعية التالية: السقيفة لسليم بن قيس (ص:167)، والروضة من الكافي للكليني (ص:339)، وتفسير القمي (1/51-54)، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق (2/180)، وعلل الشرائع له (ص:175)، والأمالي للمفيد (ص:121-122)، ونهج البلاغة للرضي (ص:188)، والاستغاثة للكوفي (1/55-57)، والشافي للمرتضى (ص:263، 279-282)، والأمالي للطوسي (2/321)، وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (2/374)، (20/20)، وكشف المراد للحلي (ص:406)، ومنهاج الكرامة له (ص:140-141، 144)، والخرايج والجرايح للراوندي (ص:74)، والصراط المستقيم للبياضي (3/33، 238)، والكشكول لحيدر الآملي (ص:174-175)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق:36/ أ، 58/ أ-ب، 60/أ-61/ب، 65/أ)، وعلم اليقين للكاشاني (2/700)، وشرح الروضة للمجلسي (4/339)، وإحقاق الحق للتستري (ص:256-257)، والمصباح للكفعمي (ص:552)، والدرجات الرفيعة للشيرازي (ص:243-245، 247-249)، وعقائد الإمامية للزنجاني (3/50)، وتاريخ الشيعة للمظفر (ص:23، 139-141)، ومقدمة مرآة العقول لمرتضى العسكري (1/7)، وسيرة الأئمة لهاشم الحسيني (1/413-419، 537-538)، وفي ظلال التشيع لمحمد علي الحسني (ص:66). ([1202]) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (20/20). ([1203]) نفس المصدر (2/374). ([1204]) نفحات اللاهوت للكركي (ق/65/أ). ([1205]) عقائد الإمامية للزنجاني (3/50). ([1206]) فقد بوب الإمام البخاري رحمه الله باباً في كتاب الزكاة عنوانه: باب ما أدي زكاته فليس بكنز، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس فيما دون خمسة أواق صدقة). صحيح البخاري (2/218). ([1207]) فقد بوب الإمام البخاري رحمه الله باباً في كتاب الزكاة عنوانه: باب ما أدى زكاته فليس بكنز، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ليس فيما دون خمسة أواق صدقة. صحيح البخاري (2/218). ([1208]) جامع البيان للطبري (10/120). ([1209]) نقله عنه ابن حجر في فتح الباري (3/273). ([1210]) العواصم من القواصم لابن العربي (ص:85/86). ([1211]) منهاج السنة النبوية لابن تيمية (6/272-275). ([1212]) تفسير ابن كثير (2/350-351). ([1213]) فتح الباري لابن حجر (3/272-273). ([1214]) فتح القدير للشوكاني (2/356-357). ([1215]) ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لم يوافق أبا ذر على قوله هذا إلا طائفة من النساك. منهاج السنة النبوية (6/273). ([1216]) تاريخ الطبري (5/66). ([1217]) تاريخ الطبري (5/66). ([1218]) طبقات ابن سعد (4/227). ([1219]) قال الجوهري: الصرمة: القطعة من الإبل نحو الثلاثين (الصحاح للجوهري 5/1965). ([1220]) تاريخ الطبري (5/66-67). ([1221]) تاريخ الطبري (5/67). ([1222]) طبقات ابن سعد (4/227). ([1223]) التاريخ الكبير للبخاري (5/110)، وميزان الاعتدال للذهبي (2/437)، ولسان الميزان لابن حجر 3/299 وعنده: لا خير فيه، بدلا من (لا حجة فيه). ([1224]) سير أعلام النبلاء للذهبي (2/57). ([1225]) ميزان الاعتدال (1/306)، وتهذيب التهذيب (1/433-434). ([1226]) المستدرك للحاكم (3/443)، ورواه البيهقي عن شيخه الحاكم في دلائل النبوة (6/401). ([1227]) صحيح البخاري (2/219)، ك.الزكاة، باب ما أدي زكاته فليس بكنز لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس فيما دون خمسة أواق صدقة). ([1228]) جامع البيان للطبري (4/215-217)، وتفسير ابن كثير (1/441-442)، وفتح القدير للشوكاني (1/413). ([1229]) وقد صححه الحاكم, ووافقه الذهبي. (المستدرك 2/300) وانظر: أسباب النزول للواحدي (ص:172). ([1230]) تفسير العياشي (1/147-148). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (1/225)، والبرهان للبحراني (1/253). وبحار الأنوار للمجلسي (8/217)، ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:88). ([1231]) على قول بعض المفسرين. انظر: أسباب النزول للواحدي (ص:119). ([1232]) في الطبعة الحديثة (عثكن) بدل (عثمان). ([1233]) في الطبعة الحديثة (عثكن) بدل (عثمان). ([1234]) تفسير القمي ط.حجرية (ص324)، ط. حديثة (2/322-323). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/596-597)، والبرهان للبحراني (4/215)، وسيرة الأئمة الاثني عشر للحسيني (1/412). ([1235]) سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني (1/410-412). ([1236]) وهذا السبب مروي عن عدد من الصحابة، منهم عبد الله بن عباس، وعبد الله بن أبي أوفى، وغيرهما. وقد أخرجه عبد بن حميد وابن سعد وابن جرير وابن المنذر والبزار والطبراني وابن مردويه وغيرهم. راجع: جامع البيان للطبري (26/145-146)، وأسباب النزول للواحدي (ص:457) وتفسير ابن كثير (4/219-220)، وتفسير القرطبي (16/348)، والدر المنثور للسيوطي (6/100)، ولباب النقول له (ص:199)، وفتح القدير للشوكاني (5/69). ([1237]) سيأتي الكلام على ذلك (ص:956). ([1238]) السيرة النبوية لابن هشام (1/497). ([1239]) السيرة النبوية لابن كثير (2/309). ([1240]) في الطبعة الحديثة (عثكن) بدل (عثمان). ([1241]) في الطبعة الحديثة (عثكن) بدل (عثمان). ([1242]) في الطبعة الحديثة (عثكن) بدل (عثمان). ([1243]) تفسير القمي ط حجرية (ص:348)، ط حديثة (2/404-405). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/787)، والبرهان للبحراني (4/427-428). ([1244]) مجمع البيان للطبرسي (5/437). ([1245]) نقل الشوكاني إجماع المفسرين على ذلك في فتح القدير (5/382). ([1246]) جامع الترمذي (5/432)، ك. التفسير، باب ومن سورة عبس، والمستدرك للحاكم وصححه (2/514)، وجامع البيان للطبري (30/50). ([1247]) راجع: جامع البيان للطبري (30/50-52)، وأسباب النزول للواحدي (ص:518)، وتفسير ابن كثير (4/470-471)، وتفسير القرطبي (19/209)، والدر المنثور للسيوطي (6/341)، ولباب النقول له (ص:277)، وفتح القدير للشوكاني (5/382-383، 386). ([1248]) قاله طيب الموسوي الجزائري معلقاً على رواية القمي، وعزاه إلى الطوسي في التبيان. تفسير القمي ج (2/404-405). ([1249]) تفسير الصافي للكاشاني (1/703). ([1250]) وضع البحراني (عثمان) موضع (نعثل). و(نعثل) من الألقاب التي يطلقها الشيعة على عثمان رضي الله عنه. ([1251]) تفسير القمي (2/423). وانظر: تفسير الصافي للكاشاني (2/819)، والبرهان للبحراني (4/463)، ومقدمة البرهان لأبي الحسن العاملي (ص:74). ([1252]) الفروع من الكافي للكليني- ط حجرية- (2/222). وانظر: حق اليقين لعبد الله شبر (2/83). ([1253]) الصراط المستقيم للبياضي (3/34). ([1254]) المراد ب (الثالث) عند الشيعة: عثمان. راجع: تفسير القمي ط. حجرية (ص:266)، ط حديثه (2/107)، وتفسير الصافي للكاشاني (2/173، 820)، والبرهان للبحراني (3/133، 140-141، 4/463-464). ([1255]) نقله عنه البحراني في البرهان (4/358). ([1256]) يقصد المرويات الكثيرة عند الشيعة. ([1257]) سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني (1/67). ([1258]) أخرجه أحمد – بسند صحيح-، وابن ماجة، وغيرهما. سنن ابن ماجة (1/55)، المقدمة، باب فضائل الصحابة، ومسند أحمد (1/74، 3/184، 281)، وفضائل الصحابة له (1/494). ([1259]) تقدم ذلك (ص:). ([1260]) صحيح مسلم (1/64)، ك. الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان، ومسند أحمد (4/426، 427، 436، 440، 442، 445، 446). ([1261]) صحيح البخاري (8/53)، ك. الأدب، باب الحياء، وصحيح مسلم (1/63-64)، ك. الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان. ([1262]) صحيح البخاري (8/53)، ك. الأدب، باب الحياء، وصحيح مسلم (1/63-64)، ك. الإيمان، باب بيان عدد شعب الإيمان. ([1263]) جامع الترمذي- وحسنه- (4/349)، ك. البر، باب ما جاء في الفحش، وسنن ابن ماجة (2/1400)، ك. الزهد، باب الحياء، ومسند أحمد (3/165). ([1264]) فتح الباري لابن حجر (10/522). ([1265]) صحيح البخاري (8/54)، ك. الأدب، باب الحياء. ([1266]) وقد صحح محقق كتاب فضائل الصحابة إسناد الروايتين اللتين أوردهما الإمام أحمد. (فضائل الصحابة لأحمد (1/510، 514)، والمستدرك للحاكم (4/48)، والذرية الطاهرة النبوية للدولاببي (ص:55/56). ([1267]) الذرية الطاهرة النبوية للدولابي (ص:51). ([1268]) إعلام الورى للفضل بن الحسن الطبرسي (ص:148). ([1269]) المصباح للكفعمي (ص:37)، ومفاتيح الجنان لعباس القمي (ص:212). ([1270]) قال الهيثمي: رواه الطبراني في حديث طويل، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد، وهو ليـّن، وبقية رجاله ثقات. وذكر الهيثمي حديثاً آخر هو: ما زوجت أم كلثوم من عثمان إلا بوحي من السماء. وقال: وإسناده حسن لما تقدمه من الشواهد. مجمع الزوائد للهيثمي (9/83). ([1271]) الضعفاء للعقيلي (4/458)، والكامل لابن عدي (7/2629). وانظر: ميزان الاعتدال للذهبي (4/479). ([1272]) الأنوار النعمانية للجزائري (1/367). ([1273]) بصائر الدرجات الكبرى للصفار (ص:41-42)، ومعاني الأخبار للصدوق (ص:188-189، 407)، والأمالي للصدوق (ص:4)، وتفسير فرات الكوفي (ص:161-162)، ومختصر بصائر الدرجات للحلي (ص:41، 123)، والإيقاظ من الهجعة للحر العاملي (ص:9-11، 289، 373). ([1274]) الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي (3/73). ([1275]) راجع: جامع البيان للطبري (30/198-199)، وتفسير ابن كثير (4/512-513)، وفتح القدير للشوكاني (5/443-444). ([1276]) سيأتي هذا الزعم مفصّلاً مع تفنيده (ص:1130). ([1277]) سيأتي هذا الزعم مفصّلاً مع تفنيده (ص:1130). ([1278]) سيأتي هذا الزعم مفصّلاً مع تفنيده ص (1127). ([1279]) تفسير القمي ط حجرية (ص:266)، ط حديثة (2/107). وانظر: الطرائف لابن طاوس (ص:493-494)، والصراط المستقيم للبياضي (3/36-37)، ونفحات اللاهوت للكركي (ق:36/ب-37/أ)، والبرهان للبحراني (3/144-145)، وإحقاق الحق للتستري (ص:261)، والأنوار النعمانية للجزائري (1/64)، وعقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني (3/56). ([1280]) الصارم المسلول لابن تيمية (ص:37). ([1281]) جامع البيان للطبري (18/156)، وتفسير ابن كثير (3/298-299)، وفتح القدير للشوكاني (4/44-45). ([1282]) أسباب النزول للواحدي (ص:378)، وتفسير القرطبي (12/293
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video