آخر تحديث للموقع :

الأحد 9 ربيع الأول 1445هـ الموافق:24 سبتمبر 2023م 12:09:03 بتوقيت مكة

جديد الموقع

موقف الشيعة الإثني عشرية من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه ..
الكاتب : عبدالقادر صوفي ..

موقف الشيعة الإثني عشرية من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه

لعثمان بن عفان رضي الله عنه العديد من الفضائل الثابتة في السنة النبوية وغيرها.

والشيعة الذين يضعون الأحاديث في مثالب الخلفاء تسوؤهم هذه الفضائل؛ لأنها تنقض المثالب التي افتروها. لذلك تراهم يعملون دائبين على رد هذه الفضائل بشتى الحجج والوسائل، إما بنسبتها إلى الوضع تارة، أو بتحريفها تحريفاً يخالف المراد منها، أو غير ذلك.

وقد سلكوا هذا المسلك مع فضائل ذي النورين عثمان رضي الله عنه، فعملوا جاهدين على ردها، أو طمسها، أو تأويلها بغير المراد منها، ولكن مَثلهُمْ في ذلك كمثل ناطح الصخرة.

ومن الفضائل التي كان للشيعة منها موقف:

1- زواج عثمان رضي الله عنه من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم الواحدة تلو الأخرى:

روى أحمد وابن ماجة بسنديهما عن أبي هريرة رضي الله عنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم لقي عثمان عند باب المسجد، فقال: يا عثمان !هذا جبريل أخبرني أن الله قد زوجك أم كلثوم بمثل صداق رقية، وعلى مثل صحبتها»([1103]).

وأخرج الطبراني في الكبير من حديث أم عياش([1104]) قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما زوجت أم كلثوم من عثمان إلا بوحي من السماء»([1105]).

وقد تزوج عثمان رضي الله عنه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أختها أم كلثوم، وقد كان خلف عليها بعد طلاق عتبة بن أبي لهب لها([1106])، وقد بقيت عنده، وهاجرت معه إلى الحبشة([1107])، وإلى المدينة، ثم مرضت رضي الله عنها قبل خروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة بدر، فطلب رسول الله من عثمان أن يلزمها، وقال له: «إن لك أجر رجل ممن شهد بدراً وسهمه»([1108]).

وبعد موت رقية زوجه رسول الله أختها أم كلثوم، فتوفيت في السنة التاسعة في حياته عليه السلام([1109])، فقال عليه السلام: «لو كانت عندي ثالثة زوجتها عثمان»([1110]).

فرسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوج عثمان بن عفان ابنتيه الواحدة تلو الأخرى([1111]).

ولكن: ما هو موقف الشيعة الذين يزعمون كفر عثمان ونفاقه([1112]) من هذا الزواج؟

والجواب: أنهم قد تناقضوا في موقفهم على ثلاثة أقوال:

أحدها: زعم بعضهم أن رقية وأم كلثوم ليستا من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

والثاني: تشكيك بعضهم الآخر في وجودهما أصلاً.

والثالث: تسليم جمهورهم بأنهما من بنات رسول الله، مع التماسهم شتى المبررات والمعاذير والتأويلات لهذا الزواج، كي لا يتعارض إثباته على ظاهره مع أصل من أصول الشيعة، وهو تكفير الصحابة والطعن فيهم.

أما القول الأول:

فقد زعم أصحابه أن رقية، وأم كلثوم، وزينب رضي الله عنهن لسن من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقد انقسم أصحاب هذا القول إلى قسمين: قسم أنكر وجود أم كلثوم أصلاً، وزعم أن عثمان تزوج رقية وزينب، ورأى أنهما ليستا من بنات خديجة أيضاً.

وقسم عدهما من بنات خديجة رضي الله عنها من زوج آخر تزوجته قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فأما الأول فيمثله أبو القاسم علي بن أحمد الكوفي، الذي أنكر وجود أم كلثوم، وزعم أن رقية وزينب اللتين تزوجهما عثمان -على حد قوله- من بنات أخت خديجة من أمها، وقد تبنّتهما خديجة وربتهما فنسبتا إليها، ونسبتا أيضاً إلى رسول الله لكونهما من ربائبه؛ قالوا أبو القاسم الكوفي: [إن رقية وزينب([1113]) زوجتي عثمان لم تكونا ابنتي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولا من ولد خديجة زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله، وإنما دخلت الشبهة على العوام فيهما لقلة معرفتهم بالأنساب وفهمهم بالأسباب... -إلى أن قال: وصح لنا فيهما ما رواه مشايخنا من أهل العلم عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام وذلك أن الرواية صحت عندنا عنهم: أنه كانت لـ خديجة بنت خويلد من أمها أخت يقال لها هالة قد تزوجها رجل من بني مخزوم فولدت بنتا اسمها هالة، ثم خلف عليها بعد أبي هالة رجل من تميم يقال له أبو هند، فأولدها ابناً كان يسمى هند ابن أبي هند، وابنتان، فكانتا هاتان الابنتان منسوبتين إلى رسول الله؛ زينب ورقية من امرأة أخرى قد ماتت... فلما تزوج رسول الله صلى الله عليه وآله بـ خديجة ماتت هالة بعد ذلك بمدة يسيرة، وخلفت الطفلتين زينب ورقية في حجر رسول الله وحجر خديجة، فربياهما...]([1114])، ثم يستمر في الكلام على انتسابهما إلى رسول الله، واستمرار هذه النسبة إلى أن نزل قول الله تعالى: ((ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ)) [الأحزاب:5]، فبطل انتسابهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم([1115]).

وقد تبع الكوفي على هذه المزاعم التستري([1116])، ومحمد علي الطباطبائي([1117]) ونعمة الله الجزائري -على حد زعم بعض الشيعة([1118]) وغيرهم.

أما الزنجاني: فإنه وإن وافق الكوفي والتستري في كون رقية وزينب ليستا من بنات النبي صلى الله عليه وسلم، ولا من بنات خديجة، ولكنه خالفهما فذكر أن اللتين تزوجهما عثمان إنما هما رقية وأم كلثوم، مع موافقتهما في إنكار بُنُوَّتِهِمَا لرسول الله عليه السلام([1119]).

وقسم آخر أنكروا أن تكون رقية وزينب من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقالوا: إنهما ابنتا خديجة من زوج آخر قبل رسول الله، فلما تزوجها النبي صلى الله عليه وآله صارتا في حجره، والعرب تسمّي الربيبة ابنة، فنسبتهما إليه بذلك، لا بالولادة([1120]).

وأمال القول الثاني:

فقد شكك أصحابه في وجود رقية وأم كلثوم أصلاً، وقد نقل هاشم معروف الحسيني عنهم قولهم: [إن خديجة لم تلد لرسول الله سوى زينب والزهراء -أي من البنات- أما رقية وأم كلثوم فمن صنع الوضاعين، أضافوهما إلى بناته وزوجوهما لـ عثمان بن عفان على التوالي ليكون الكفء الكريم عند الرسول لبناته كغيره ممن صاهروه، ولقبوه بـ ذي النورين لمناسبة زواجه من بنتيه]([1121])وعقّب الحسيني على هذا النقل بقوله: (وليس ذلك ببعيد)([1122])، ثم تبنى مقالتهم، فقال: (هذا في حين أني أشك في أصل وجودهما)([1123]).

وهذان القولان رد عليهما بعض أصحاب القول الثالث، أمثال المفيد الذي قال: إن زينب ورقية كانتا ابنتي رسول الله صلى الله عليه وآله، والمخالف لذلك شاذ بخلافه([1124]).

وقال في المسائل السروية بعد ما ذكر أن زينب ورقية من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وهاتان البنتان هما اللتان تزوجهما عثمان بن عفان)([1125]).

وقول المفيد وإن رد على من أنكر بُنُوّة رقية وزينب لرسول الله، ورد على من شكّك في وجودهما أصلاً، إلا أنه لا يؤخذ على علاته؛ لأنه قد زعم أن عثمان تزوج زينب ورقية، بينما الصحيح الذي عليه جمهور طائفته أن عثمان تزوج رقية وأم كلثوم، ولهم على ذلك أدلة من أقوال أئمتهم، منها: ما أسنده الحميري إلى جعفر الصادق يروي عن أبي جعفر الباقر أنه قال: (ولد لرسول الله صلى الله عليه وآله من خديجة: القاسم، والطاهر، وأم كلثوم، ورقية، وفاطمة، وزينب، فتزوج علي عليه السلام فاطمة عليها السلام، وتزوج أبو العاص بن ربيعة -وهو من بني أمية- زينباً، وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم ولم يدخل بها حتى هلكت، وزوجه رسول الله صلى الله عليه وآله مكانها رقية)([1126]).

وهذه الرواية تخالف الثابت عند أهل السنة الذين رووا أن رسول الله زوج عثمان رقية، ثم أم كلثوم، وقد تقدم هذا، وقد خالف الفضل بن الحسن الطبرسي - وهو من كبار مصنفي الشيعة - هذه الرواية فقال: عثمان تزوج أم كلثوم بعد موت زوجته رقية([1127]).

وأما القول الثالث:

فقد أقر أصحابه بأن زينب، ورقية، وأم كلثوم من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم.

روى الصدوق بسنده إلى جعفر الصادق أنه نسب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (إن خديجة رحمها الله ولدت منى طاهراً وهو عبد الله، وهو المطهّر، وولدت مني القاسم، وفاطمة، ورقية، وأم كلثوم، وزينب)([1128]).

وقد صرح بأن رقية وأم كلثوم من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم كل من: المسعودي([1129])، والعياشي([1130])، والمفيد([1131])، والفضل بن الحسن الطبرسي([1132])، والكفعمي([1133])، وعباس القمي([1134])، ونعمة الله الجزائري([1135])، وغيرهم.

وهذا يرد على من أنكر من الشيعة كون رقية وأم كلثوم من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويدل على أن عثمان رضي الله عنه صاهر رسول الله وتزوج منه ابنتيه الواحدة تلو الأخرى، وهذا من فضائله رضي الله عنه.

وقد شهد له بهذه الفضيلة علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ حين قال له بأنه قد نال من صهر رسول الله ما لم ينله أبو بكر ولا عمر، يحثه بذلك على سلوك طريقهما وتتبع آثارهما([1136]).

وخلاصة القول: أن زواج عثمان رضي الله عنه من ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتبر من كبرى فضائله، ويدل على شدة اختصاصه ولصوقه برسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولا يسلم لبعض الشيعة إنكارهم كون رقية وأم كلثوم من بنات رسول الله؛ لثبوت ذلك في مرويات أهل السنة، ولإثبات جمهور علماء الشيعة له.

والسؤال الذي يطرح الآن هو: لماذا زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان من ابنتيه الواحدة تلو الأخرى، أو من ربيبتيه -على حد زعم بعض الشيعة - رغم أن عثمان كان كافراً، ومنافقاً -كما يزعم الشيعة -([1137])؟

والجواب: أن الشيعة سلكوا في تبرير هذا الزواج مسلكين:

أحدهما: ما زعمه بعضهم من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قد ضمن لمن يحفر بئر رومة، ويجهز جيش العسرة بيتاً في الجنة، فلم يفعل أحد إلا عثمان، فأراد رسول الله أن يتحلل من ضمانه، فتم له ما أراد حين أتاه عثمان يخطب منه رقية، فأجابه بشرط أن يحلله من ضمانه، فوافق عثمان، وبرئ النبي من ضمانه، وأشهد على ذلك، ثم توفيت رقية قبل أن يراها عثمان.([1138]).

فمرادهم بذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يزوج عثمان إلا زواجاً شكلياً ليبرأ من الضمان الذي ضمنه له، فلما تم له ما أراد لم يتمّ الزواج، وماتت رقية قبل أن يراها عثمان.

ولا شك في أن من سلك هذا المسلك من أجهل الناس بالسيرة والمغازي؛ فـ بئر رومة اشتراه عثمان بعيد الهجرة، ورقية ماتت في السنة الثانية، وجيش العسرة جُهّز وتحرك إلى تبوك في السنة الثامنة، أضف إلى ذلك مخالفته لما هو ثابت عند أهل السنة، بل وجمهور الشيعة أيضاً([1139]).

وأما المسلك الآخر: فهو ما ذكره كبار علماء الشيعة من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما زوج عثمان على ظاهر الإسلام، وكان باطنه مستوراً عنه([1140])، وعللوا ذلك بما نسبوه إلى إمامهم جعفر الصادق من قوله: (من أظهر الشهادتين وتمسك بظاهر الإسلام يجوز مناكحته)([1141]).

وهذا الكلام يدل على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يطلع على باطن عثمان إلى أن مات؛ لأن أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيت عند عثمان، وماتت قبل موت رسول الله بمدة يسيرة، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعامله طيلة هذه المدة على ظاهر إسلامه، وإلا لو ظهر له شيء من كفره أو نفاقه لأمره بفراق ابنته، كيف لا والمؤمنة لا تحل للكافر والنافق أبداً، قال تعالى: ((فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ)) [الممتحنة:10].

فلما لم يطلعه الله على حال عثمان، وعامله رسول الله على ظاهره، وأنكحه ابنتيه، دل على أن عثمان كان مرضيّ الدين والخلق عند رسول الله صلى الله عليه وسلم-([1142])، وبقي عثمان صهراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم مدة طويلة، ولم ينزل فيه شيء يدل على خلاف ذلك الخلق والدين، وبقيت معاملة رسول الله له على ما هي عليه، في الوقت الذي أطلعه الله على حال بعض المنافقين لما أراد أن يستغفر لهم، أو يصلي عليهم، فعلم أن عثمان رضي الله عنه لم يكن منافقاً.

بل هو من أفضل المؤمنين رضي الله عنه، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة([1143])، فدخل في قوله تعالى: ((وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً)) [النساء:69].

ولقد أخبر عليه السلام أنه سأل ربه أن لا يزوج أحداً من أمته، أو يتزوج من أحد إلا كان معه في الجنة فأعطاه؛ روى الحاكم بسنده وصححه عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سألت ربي أن لا أزوج أحداً من أمتي، ولا أتزوج إلا كان معي في الجنة فأعطاني»([1144]).

وخلاصة القول: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد زوج ابنتيه لـ عثمان رضي الله عنه لما عرف عنه من دين وخلق وفضل، فنال عثمان هذا الشرف العظيم، شرف مصاهرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

2- ومن فضائل عثمان رضي الله عنه: إنفاقه الكثير من المال في سبيل الله: كشراء بئر رومة، وتجهيز جيش العسرة، وتقديم المال لرسول الله ليجعله في سبيل الله، وغير ذلك.

روى البخاري وغيره بأسانيدهم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: «أن عثمان بن عفان رضي الله عنه حيث حوصر أشرف عليهم، وقال: أنشدكم، ولا أنشد إلا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من حفر رومة([1145]). فله الجنة، فحفرتها، ألستم تعلمون أنه قال: (من جهز جيش العسرة فله الجنة)، فجهزتهم([1146]) قال: فصدقوه بما قال»([1147]).

وأخرج الترمذي بسنده من حديث عبد الرحمن بن خباب([1148]). قال: «شهدت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحث على جيش العسرة، فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله ! عليّ مائة بعير بأحلاسها([1149])، وأقتابها([1150]) في سبيل الله. ثم حضّ على الجيش، فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله! عليّ مائتا بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله. ثم حضّ على الجيش، فقام عثمان بن عفان فقال: يا رسول الله! عليّ ثلاثمائة بعير بأحلاسها وأقتابها في سبيل الله. فأنا([1151]) رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزل عن المنبر وهو يقول: ما على عثمان ما عمل بعد هذه، ما على عثمان ما عمل بعد هذه»([1152]).

ولم يكن إنفاق عثمان رضي الله عنه في هذا الجيش قاصراً على تجهيزه بالأبعرة، وإنما أتى بنقود أعطاها رسول الله صلى الله عليه وسلم لينفق منها على الجيش؛ فقد روى الترمذي -وحسّنه- وأحمد والحاكم -وصحّحه- والفسوي بأسانيدهم عن عبد الرحمن بن سمرة([1153]) رضي الله عنه قال: «جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار حين جهز جيش العسرة، فنثرها في حجره، فجعل صلى الله عليه وسلم يقلبها وهو يقول: (ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم) يكررها مرتين»([1154]).

ولا ريب أن هذا الإنفاق من فضائل عثمان رضي الله عنه، ومن الأدلة على جوده وسخائه وبذله في سبيل الله، وخاصة أن الإنفاق وقع والناس في ضيق من العيش، وشدة منه.

ولكن: ما هو موقف الشيعة وهم الذين يطعنون في عثمان رضي الله عنه، ويزعمون أنه كان كافراً منافقاً يرائي الناس في إنفاقه من هذه الفضيلة التي جاء فيها بشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم له بالجنة، وإخباره عليه السلام بأن عثمان لا يضره ما عمل بعد هذه النفقة؟ هل يسلمون بها أم لا؟

إن بعض الشيعة يعترف أن عثمان أنفق المال في تجهيز جيش العسرة لما انتدبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك، قال الفضل بن الحسن الطبرسي: [عثمان بن عفان كان أول من أنفق في غزوة تبوك، وهو الذي يقال: إنه جهز جيش العسرة]([1155]).

وقد اعترف الكاشاني أن عثمان رضي الله عنه أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم مالاً كي يجهز جيش العسرة([1156]).

وتبعه التستري على ذلك، ولكنه قال: إن عثمان لم يجهز جيش العسرة بكامله، بل جهز جزءاً بسيطاً منه([1157]).

وقال البياضي: قالوا- يقصد أهل السنة -: جهز عثمان جيش العسرة وهو خارج إلى تبوك، قلنا: كان الجيش خمسمائة وعشرين ألفاً، فأعطى عثمان النبي صلى الله عليه وآله مائتي راحلة ففرقها، فكم يبلغ ذلك من تجهيز خمسمائة وعشرين ألفاً، وقد تخلف عن الجيش ضعفاء متأسفين على الجهاد ولم يجهزهم([1158]).

ويُرد على البياضي: بأنه لم يقل أحد من أهل المغازي والسير أن عدد جيش المسلمين في غزوة تبوك خمسمائة وعشرون ألفاً، ولعل البياضي وهم فخلط بين خمسة وعشرين وخمسمائة وعشرين.

أما عن تجهيز عثمان رضي الله عنه لجيش العسرة: فصحيح أنه رضي الله عنه لم يجهزه كله؛ لأن كثيراً من الصحابة كانوا يملكون الرواحل، ولكن بقي منهم عدد كبير لم يكن لهم ما يركبون عليه، وكان من عادتهم في بقية الغزوات أن يسيروا مع الجيش، ولكن لما أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجهاز، وأخبرهم أن هذه الغزوة بعيدة، وحضّ الأغنياء من الصحابة على الإنفاق كي يحمل معه الذين لم يجدوا رواحل يركبونها، فجاء المؤمنون بصدقات كثيرة، وكان أول من جاء منهم: الصديق رضي الله عنه: أتى بكل ماله، وهو أربعة آلاف درهم، وأتى بعده عمر رضي الله عنه بنصف ماله. وتنافس صادقو الإيمان من أهل المكارم والبذل في سبيل الله، ولكن لم ينفق أحد منهم مثل ما أنفق عثمان ؛ قال ابن إسحاق: [ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جدّ في سفره، وأمر الناس بالجهاز والانكماش([1159])، وحض أهل الغنى على النفقة والحملان في سبيل الله، فحمل رجال من أهل الغنى واحتسبوا، وأنفق عثمان بن عفان رضي الله عنه في ذلك نفقة عظيمة لم ينفق أحد مثلها]([1160]).

وقال ابن هشام: حدثني من أثق به أن عثمان بن عفان أنفق في جيش العسرة في غزوة تبوك ألف دينار -أي عشرة آلاف درهم- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اللهم ارض عن عثمان فإني عنه راض»([1161]).

وقال الواقدي: [وجهز عثمان رضي الله عنه ثلث ذلك الجيش، فكان من أكثر نفقة، حتى كفى ذلك الجيش مؤونتهم، حتى إن كان ليقال: ما بقيت لهم حاجة. حتى كفاهم شُنق([1162]) أسقيتهم]([1163]).

وبسبب هذه النفقة العظيمة سُمّي عثمان رضي الله عنه مجهز جيش العسرة؛ لأنه امتاز عن باقي المنفقين بكثرة الإنفاق، مما جعل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يكثر من التعجب بيده ولسانه، مبتهجاً بمظهر هذا الكرم الذي مثَّله في أرفع صوره وأرقى نماذجه رجل من أصحابه من أحب الناس إلى قلبه وآثرهم عنده وأكرمهم عليه.

ذكر ابن الديبع الشيباني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حث الموسرين من الصحابة على إعانة المعسرين منهم، فأنفق عثمان بن عفان رضي الله عنه فيها ألف دينار ذهباً، وحمل على تسعمائة وخمسين بعيراً، وخمسين فرساً في سبيل الله، فذلك ألف، وبذلك سمي رضي الله عنه مجهز جيش العسرة.([1164]).

وقد اعترض بعض الشيعة على قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا يضر عثمان ما فعل بعدها» زاعمين أن هذا يعتبر إغراءً من رسول الله صلى الله عليه وسلم لـ عثمان رضي الله عنه بارتكاب القبائح؛ قال البياضي: رووا -يقصد أهل السنة - أنه -أي عثمان - أتى النبي صلى الله عليه وآله بدنانير كثيرة فقلبها بيده، وقال: لا يضر نعثل ما فعل بعدها، قلنا: كيف يصح هذا، وفيه إغراء النبي صلى الله عليه وآله له بالقبائح إذا لم يضره شيء([1165]).

ويقال له: إن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عثمان: «لا يضر عثمان ما عمل بعد هذه»، وكذلك تبشيره بالجنة: لم يقله عليه السلام من نفسه، بل بوحي أوحاه الله إليه؛ لأنه عليه الصلاة والسلام لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله؛ قال تعالى مخاطباً رسوله صلى الله عليه وسلم: ((قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنْ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِي السُّوءُ)) [الأعراف:188].

فعُلم أن هذا مما أخبره الله به وأوحاه إليه، والله سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما سيكون، فهو جلَّ وعلا عالم بمستقبل حياة عثمان، وبما سيحصل منه، وقد علم أنه سيفعل ما يرضى عنه، وإن بدرت منه بعض الهفوات فسيغفرها له.

وقصة عثمان في ذلك شبيهة بقصة أهل بدر، إذ قال الله لهم: «اعملوا ما شئتم قد غفرت لكم» ؛ فقد روى البخاري ومسلم وغيرهما بأسانيدهم عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قصة حاطب بن أبي بلتعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لـ عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما طلب منه أن يسمح له بضرب عنق حاطب ؛ لأنه أرسل إلى قريش كتاباً يعلمهم فيه بمقدم جيش رسول الله عليهم: «أليس من أهل بدر؟ لعل الله اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة، أو قد غفرت لكم».([1166]).

وقد اعترض البياضي نفسه اعتراضاً آخر على تبشير رسول الله صلى الله عليه وسلم لـ عثمان بالجنة لما اشترى بئر رومة، فقال: [رووا أن النبي صلى الله عليه وآله قال: «من يشتري بئر رومة فله الجنة»، فاشتراها عثمان، قلنا: إن صح ذلك لم يكن لوجه الله، ولو كان لنزل فيه قرآن بالاختصاص كما نزل في أصحاب الأقراص. سلمنا، ولكن رويتم أن النبي صلى الله عليه وآله قال: «إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لم يبق بينهما إلا قليل، فيسبق عليه القضاء فنيقله إلى النار»، ولا يخفى ما أحدث عثمان مما يوجب النار]([1167]).

ويرد على البياضي بنحو الرد السابق، ويقال أيضاً: إن ما زعمه من أن أصحاب الأقراص -ويقصدون: علياً وفاطمة والحسن والحسين - نزل فيهم قرآن بسبب تصدقهم بهذه الأقراص، وهو قوله تعالى: ((وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً)) [الإنسان:8]: لا يسلم له؛ لعدم ثبوت النقل في ذلك، وقد ذكر غير واحد من المفسرين أنه لا يصح نزول هذه الآية في علي وفاطمة والحسن والحسين رضي الله عنهم، وأن الحديث الذي ورد فيها لا يصح ولا يثبت([1168])، وقد ذكر الحكيم الترمذي أنه حديث مزوق مزيف([1169]).

3- ومن فضائل عثمان رضي الله عنه: إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه أن الملائكة تستحيي منه:

فعن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها قالت: «دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فوضع ثوبه بين فخذيه، فجاء أبو بكر يستأذن، فأذن له ورسول الله على هيئته، ثم جاء عمر يستأذن فأذن له رسول الله على هيئته، وجاء ناس من أصحابه فأذن لهم, وجاء علي يستأذن فأذن له ورسول الله على هيئته، ثم جاء عثمان بن عفان فاستأذن، فتجلل ثوبه، ثم أذن له، فتحدثوا ساعة ثم خرجوا. فقلت: يا رسول الله دخل عليك أبو بكر وعمر وعلي وناس من أصحابك وأنت في هيئتك لم تحرك، فلما دخل عثمان تجللت ثوبك؟ قال: ألا أستحي ممن تستحي منه الملائكة»([1170]) وقد روى هذا الحديث عن أم المؤمنين عائشة وحدها([1171])، وعنها وعن عثمان مقروناً([1172]).

وهذا الحديث قد نسبه الكوفي والبياضي -من الشيعة - إلى الوضع، واستدلا على زعمهما بأن الفخذ عورة، وذكروا أن ما ورد في الحديث من كشف النبي صلى الله عليه وسلم لفخذه أمام أبي بكر وعمر يدل على أن هذا الحديث موضوع([1173]).

ويرد عليهما: بأنه لم يرد في أي رواية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كاشفاً فخذيه أمام أبي بكر وعمر رضي الله عنهما إلا في رواية مسلم الآنفة الذكر، التي حصل فيها شك من الراوي هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كاشفاً فخذيه أو ساقيه، والرواية التي يحدث فيها شك يتوقف في أخذ الحكم منها، ويُصار إلى ما هو مروي بصيغة الجزم؛ قال الإمام النووي عن هذه الرواية بأنها لا حجة فيها، وعلل ذلك بقوله: (لأنه مشكوك في المكشوف، هل هو الساقان، أم الفخذان، فلا يلزم منه الجزم بجواز كشف الفخذ)([1174]).

وفي غير هذه الرواية من الروايات الصحيحة الأخرى التي لم يرد فيها كشف الفخذ أو الساق ما يثبت لـ عثمان رضي الله عنه هذه الفضيلة: وهي كونه ممن تستحي منه الملائكة.

4- ومن كبرى فضائل ذي النورين عثمان رضي الله عنه: جمعه رضي الله عنه للقرآن الكريم:

وجمع عثمان للقرآن يختلف عن جمع الصديق رضي الله عنه له؛ فـ الصديق رضي الله عنه جمع القرآن خشية أن يذهب منه شيء بذهاب حملته؛ لأنه لم يكن مجموعاً في موضع واحد، فجمعه في صحائف مرتباً لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وجمع عثمان رضي الله عنه كان لما كثر الاختلاف في وجوه القرآن حين قرءوه بلغاتهم على اتساع اللغات، فأدى ذلك ببعضهم إلى تخطئة بعض، فخشي من تفاقم الأمر في ذلك، فنسخ تلك الصحف -التي كان قد جمعها الصديق رضي الله عنه- في مصحف واحد... واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجاً بأنه نزل بلغتهم([1175]) روى البخاري بسنده عن أنس بن مالك الأنصاري رضي الله عنه قال: (إن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزعَ حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لـ عثمان: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن، فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق)([1176]).

فما قام به عثمان رضي الله عنه كان حسماً للخلاف الذي ظهر بين بعض المسلمين، فأظهر الصحف التي وجدها كاملة عند أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها، ورد الناس إليها، فقطع بذلك دابر الفتنة، واجتثها من جذورها.

ولكن: ما هو موقف الشيعة من هذه الفضيلة؟

عمد الشيعة إلى هذه الفضيلة، واعتبروها نقيصة في حق عثمان رضي الله عنه، ومأخذاً عليه.

فزعموا أن عثمان إنما أحرق باقي المصاحف ليجمع الناس على المصحف المبدل والمحرف الذي قام بتحريفه أبو بكر وعمر ومن معهما من الصحابة، مسقطين لفضائل أهل البيت، ومثالبهم التي كانت تشغل أكثر من ثلث القرآن([1177]).

ويزعم الشيعة أن عثمان أسقط بنفسه بعض الكلمات والآيات التي لم يسقطها الشيخان ومن معهما عند تحريفهم للقرآن([1178]).

ويزعمون أن بعض الصحابة أنكروا هذا التحريف؛ كـ علي بن أبي طالب الذي لم يستطع أن يواجه عثمان بهذا الإنكار، واكتفى حين بلغه تمزيق عثمان للمصاحف بقوله لـ أبي ذر: (يا أبا ذر ! أُتِيَ اليوم في الإسلام أمر عظيم، مزق كتاب الله، ووضع فيه الجديد، وحق على الله أن يسلط الحديد على من مزق كتابه بالحديد).([1179]).

وكـ عبد الله بن مسعود الذي امتنع عن دفع مصحفه إلى عثمان، فما كان من عثمان إلا أن ضربه حتى كسر له ضلعين، وبقي عليلاً أياماً إلى أن مات([1180]).

ويزعم الشيعة أن عثمان رضي الله عنه جمع المصحف بمشاركة من علم انحرافهم عن الدين، مثل زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وأنس بن مالك، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، وغيرهم([1181]).

المناقشة:

إن السبب الحامل لـ عثمان رضي الله عنه على جمع القرآن مع أنه كان مجموعاً مرتباً في صحف: إنما هو اختلاف القراء في القراءة الواحدة، اختلافاً أوشك أن يؤدي بهم إلى أخطر فتنة في كتاب الله تعالى -كما دلت على ذلك رواية الصحيح-.

وهذا ما أفزع حذيفة بن اليمان الذي فزع إلى خليفة المسلمين وطلب منه أن يدرك الأمة قبل أن تختلف فيستشري الاختلاف ويتفاقم أمره، ويصيب الأمة ما أصاب الأمم السابقة الذين هلكوا بسبب كثرة الاختلاف.

وقد دلت رواية الصحيح أيضاً بما لا يدع مجالاً للشك على أن القرآن الكريم كان مجموعاً في صحف جُعلت في بيت حفصة رضي الله عنها.

وقد اتفقت كلمة الأمة اتفاقاً تاماً على أن ما في تلك الصحف هو القرآن الكريم كما تلقته عن النبي صلى الله عليه وسلم في آخر عرضة عرضها عليه السلام على جبريل عليه السلام([1182]).

و عثمان رضي الله عنه اعتمد في جمعه على تلك الصحف، وعنها نسخ المصاحف التي أرسلها إلى الأمصار([1183]).

وأما عن تحريق المصاحف: فإنه رضي الله عنه لم يحرق إلا ما وقع فيه الاختلاف، أما المتفق عليه فقد أبقاه([1184]) ولم يثبت عنه رضي الله عنه أنه حرق غير ذلك من المصاحف([1185]).

قال القاضي ابن العربي: وأما ما روي من أنه حرقها أو خرقها -بالحاء المهملة أو الخاء المعجمة، وكلاهما جائز- إذا كان في بقائها فساد، أو كان فيها ما ليس من القرآن، أو ما نسخ منه، أو على غير نظمه، وقد سلم في ذلك الصحابة كلهم([1186]) وبنحو قوله قال الباقلاني([1187]).

بل إن الذي فعله عثمان رضي الله عنه من جمع الناس على لهجة قريش، وتحريقه المصاحف التي وقع فيها الاختلاف: قد وقع كله بمشورة الصحابة ورغبتهم، ولم يفعل هذا كله إلا عن ملأ من الصحابة -وفي مقدمتهم علي بن أبي طالب -.

روى ابن أبي داود بسند صححه الحافظ ابن حجر([1188]) عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: (يا أيها الناس لا تغلوا في عثمان، ولا تقولوا له إلا خيراً في المصاحف وإحراق المصاحف، فوالله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا جميعاً، فقال: ما تقولون في هذه القراءة؟ فقد بلغني أن بعضهم يقول: إن قراءتي خير من قراءتك، وهذا يكاد أن يكون كفراً، قلنا: فما ترى؟ قال: نرى أن نجمع الناس على مصحف واحد، فلا تكون فرقة، ولا يكون اختلاف. قلنا: فنعم ما رأيت! قال: فقيل: أي الناس أفصح، وأي الناس أقرأ؟ قالوا: أفصح الناس سعيد بن العاص، وأقرؤهم زيد بن ثابت، فقال: ليكتب أحدهما، ويملي الآخر، ففعلا، وجمع الناس على مصحف، ثم قال علي رضي الله عنه: رحم الله عثمان والله لو وليت لفعلت مثل الذي فعل في المصاحف)([1189]).

فهذا علي بن أبي طالب يخبر أن عثمان فعل ما فعل في المصاحف بمشورة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي مقدمتهم علي نفسه، وعن ملأ منهم رضي الله عنهم أجمعين، ولا يكتفي بهذا، بل يقسم بالله أنه لو ولي لكان فعل الذي فعل عثمان، فأين هذا النقل الصحيح من مزاعم الشيعة؟

وقد أخبر عثمان رضي الله عنه أمام عدد من الناس أنه قد صار إلى رأي الصحابة في جمع القرآن، وقرر الصحابة في ذلك فأقروا، ومما قاله: (وإنما أنا في ذلك تابع لهؤلاء) يقصد الصحابة)([1190]).

وبالجملة فقد تم اتفاق الصحابة رضي الله عنهم على هذا العمل الجليل، وأعظموه، ورأوا جميعاً ما رأى حذيفة بن اليمان من لزوم جمع الناس على قراءة واحدة، وأثنوا على من أمر بتوحيد المصاحف؛ عثمان رضي الله عنه([1191]).

وقد اتفقت الأمة على صحة فعل عثمان رضي الله عنه، وعلى أنه كان محقاً في توحيد المصاحف؛ قال الإمام ابن جرير الطبري: [إن إمام المسلمين، وأمير المؤمنين عثمان بن عفان رحمة الله عليه جمع المسلمين نظراً منه لهم، وإشفاقاً منه عليهم، ورأفةً منه بهم، حذار الردة من بعضهم بعد الإسلام، والدخول في الكفر بعد الإيمان؛ إذ ظهر من بعضهم بمحضره وفي عصره التكذيب ببعض الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن، مع سماع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم النهي عن التكذيب بشيء منها، وإخباره إياهم أن المراء فيها كفر... وجمعهم على مصحف واحد، وحرف واحد، وحرق ما عدا المصحف الذي جمعهم عليه، وعزم على كل من كان عنده مصحف مخالف للمصحف الذي جمعهم عليه أن يحرقه، فاستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد والهداية([1192]).

أما عن زعم الشيعة أن عبد الله بن مسعود كان معارضاً لفعل عثمان، وانه امتنع عن إعطائه مصحفه فضربه عثمان، فكسر له ضلعين من أضلاعه، فقد تقدم كذب هذا الزعم.

والصحيح أن ابن مسعود لم يكن معارضاً لفعل عثمان، وإنما كان يود لو نيطت به الكتابة([1193])، بيد أنه مال إلى المتابعة وترك الخلاف، وأجاب الخليفة إلى ما أمره به([1194]).

وخلاصة القول: أن توحيد عثمان رضي الله عنه للأمة على قراءة كتاب ربها باللهجة المضرية التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد من كبرى فضائله، ولا يسلم للشيعة طعنهم فيه بسبب ذلك. وما زعموه من تحريف القرآن قد تقدم بيان بطلانه وعدم صحّته.

________________________________________

 ([1103]) سنن ابن ماجة (1/40-41)، المقدمة، فضائل الصحابة وفضائل الصحابة لأحمد (1/515)، وسند الحديث ضعيف، إلا أن له شواهد أخرى تقوية.

([1104]) خادم النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت أمة لرقية بنت النبي عليه السلام، الاستيعاب لابن عبد البر (4/479)، والإصابة لابن حجر (4/481).

([1105]) ذكره الهيثمي، وحسّن إسناده. مجمع الزوائد (9/83).

([1106]) أخرجه الدولابي عن عائشة بإسناد حسن. الذرية الطاهرة النبوية للدولابي (ص:53).

([1107]) السيرة النبوية لابن هشام (1/322).

([1108]) صحيح البخاري (5/83)، ك. فضائل الصحابة، باب مناقب عثمان، وجامع الترمذي (5/629)، ك. المناقب، باب في مناقب عثمان، ومسند أحمد (2/101)، وفضائل الصحابة له (1/456-457، 483، 506).

([1109]) الذرية الطاهرة النبوية للدولابي (ص:59).

([1110]) طبقات ابن سعد (3/56).

([1111]) أسند ذلك إلى الزهري كل من الفسوي والدولابي. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وقال: رواه الطبراني، وهو مرسل، ورجاله ثقات. (المعرفة والتاريخ للفسوي (3/159، 269-270)، والذرية الطاهرة للدولابي (ص:54) وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي (9/217).

([1112]) تقدمت مزاعمهم هذه ص (857).

([1113]) أثبتها (زينب) ليغالط أهل السنة. والصواب: أم كلثوم. كما سيأتي.

([1114]) راجع الاستغاثة للكوفي (1/64-67).

([1115]) راجع الاستغاثة للكوفي (1/64-67).

([1116]) في إحقاق الحق (ص:250-251).

([1117]) أثناء تعليقه على الأنوار النعمانية للجزائري (1/81).

([1118]) والذي زعم هذا هو البياضي في الصراط المستقيم (3/83) والظاهر أنه لم يفهم عبارة الجزائري؛ إذ أن الجزائري أشار إلى الخلاف الواقع بين الشيعة في ذلك في الأنوار النعمانية (1/80-81)، دون أن يرجح قولاً على آخر، ولكنه جزم في نفس الكتاب (1/367) بأن رقية وأم كلثوم من بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدتهما خديجة رضي الله عنهما على فراشه.

([1119]) عقائد الإمامية الإثني عشرية للزنجاني (3/43).

([1120]) وقد قال بهذا القول البياضي، وتبعه هاشم البحراني. الصراط المستقيم للبياضي (3/83)، والبرهان للبحراني (4/463-464).

([1121]) سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني (1/66-68).

([1122]) سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني (1/66-68).

([1123]) سيرة الأئمة الاثني عشر لهاشم الحسيني (1/66-68).

([1124]) المسائل الحاجبية للمفيد (ص:74).

([1125]) المسائل السروية للمفيد (ص:63-64).

([1126]) قرب الإسناد للحميري (ص:6-7) ونقله عنه عباس القمي في منتهى الآمال (1/108)، والمامقاني في تنقيح المقال (3/73) وانظر: حياة القلوب للمجلسي (2/588).

([1127]) إعلام الورى للطبرسي (ص:148).

([1128]) الخصال للصدوق (2/404-405).

([1129]) في مروج الذهب له (2/298).

([1130]) في التفسير (1/207).

([1131]) تقدم نقل قوله من المسائل الحاجبية والمسائل السروية.

([1132]) في إعلام الورى (ص:146).

([1133]) في المصباح (ص:37).

([1134]) في مفاتيح الجنان (ص:212)، وفي منتهى الآمـال (1/108).

([1135]) في الأنوار النعمانية (1/367).

([1136]) الجمل للمفيد (ص:100)، نهج البلاغة للشريف الرضي (ص:234).

([1137]) تقدمت مزاعمهم هذه (ص:857).

([1138]) الصراط المستقيم للبياضي (3/83)، والبرهان للبحراني (4/463-464).

([1139]) الذي سلك هذا المسلك كان عمدته في ذلك كتاب الحسين بن حمدان الخصيبي المسمى ب (الهداية الكبرى). كما ذكر ذلك البحراني في البرهان (4/463).

([1140]) المسائل السروية للمفيد (ص:63-64)، وتلخيص الشافي للطوسي (ص:431).

([1141]) نقله عنه الطوسي في الاقتصاد (ص:340)، والحر العاملي في الفصول المهمة (ص:162)، وعبد الله شبر في حق اليقين (2/227).

([1142]) روى الترمذي بسنده وحسّنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه). جامع الترمذي (3/386)، ك. النكاح، باب ما جاء: إذا جاءكم من ترضونه دينه فزوجوه، وانظر: سنن ابن ماجة (1/632)، ك. النكاح، باب الأكفاء. وهذا الحديث وإن كان إرشاداً منه لأصحابه أن لا يردوا صاحب الخلق والدين؛ إلا أنه يدل على أن هذه الصفة هي التي يجب أن يحرص ولي المرأة على أن تكون في خاطبها. والرسول صلى الله عليه وسلم هو أحرص الناس على كل خير وأسبقهم إليه.

([1143]) انظر ص (1101)، وقد وصفه رسول الله بأنه من الشهداء، انظر ص (1101).

([1144]) المستدرك للحاكم (3/137). وقد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي.

([1145]) عند الترمذي: (من يشتر بئر رومة). ولا تعارض بين الرواتين؛ فلعل عثمان رضي الله عنه وسـّع البئر وطواها بعد ما اشتراها، فنسب حفرها إليه. راجع: فتح الباري لابن حجر (5/408).

([1146]) وفي رواية عند النسائي: (فجهزتهم حتى لم يفقدوا عقالاً ولا خِطاماً).

([1147]) صحيح البخاري (4/64)، ك. الوصايا، باب إذا وقف أرضاً أو بئراً واشترط لنفسه، وجامع الترمذي (5/627-628)، ك. المناقب، باب في مناقب عثمان رضي الله عنه، وسنن النسائي (6/233-236)، ك. الأحباس، باب الوقف، ومسند أحمد (1/75).

([1148]) السلمي. صحابي نزل البصرة. (الإصابة لابن حجر 2/396).

([1149]) أحلاس، جمع حِلس: وهو كساء يوضع على البعير يكون تحت البرذعة. الصحاح للجوهري (3/919).

([1150]) أقتاب، جمع قَتب: وهو رحل صغير على قدر السنام الصحاح للجوهري (1/198).

([1151]) والكلام لعبد الرحمن بن خباب رضي الله عنه.

([1152]) جامع الترمذي (5/625-626)، ك. المناقب، باب في مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه.

([1153]) صحابي. مات في البصرة سنة خمسين. الإصابة (2/400-401).

([1154]) جامع الترمذي (5/626)، ك. المناقب، باب في مناقب عثمان، ومسند أحمد (5/63)، وفضائل الصحابة له (1/457-458)، والمستدرك للحاكم (3/102)، والمعرفة والتاريخ للفسوي (1/283).

([1155]) إعلام الورى للطبرسي (ص:129).

([1156]) تفسير الصافي للكاشاني (2/820).

([1157]) إحقاق الحق للتستري (ص:251).

([1158]) الصراط المستقيم للبياضي (3/82).

([1159]) الانكماش: الإسراع. (الصحاح للجوهري 3/1018).

([1160]) السيرة النبوية لابن هشام (2/517-518). وانظر: السيرة النبوية لابن كثير (4/6).

([1161]) السيرة النبوية لابن هشام (2/518). وانظر: السيرة النبوية لابن كثير (4/6).

([1162]) جمع شناق. وهو الخيط أو السير الذي تعلق به القربة، والخيط الذي يشد به فمها. الصحاح للجوهري (4/1504).

([1163]) المغازي للواقدي (3/991).

([1164]) حدائق الأنوار لابن الديبع (2/721).

([1165]) الصراط المستقيم للبياضي (3/82).

([1166]) صحيح البخاري (5/187-188)، ك. المغازي، باب فضل من شهد بدراً، و(6/262-263)، ك. التفسير، باب (لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء)، و(8/104-105)، ك. الاستئذان، باب من نظر في كتاب من يُحذر على المسلمين، و(6/33-34)، ك. الاستتابة، باب ما جاء في المتأولين، وصحيح مسلم (4/1941-1942)، ك. فضائل الصحابة، باب من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم، وجامع الترمذي (5/409-410)، ك. التفسير، باب ومن سورة الممتحنة، وسنن أبي داود (3/108-109)، ك. الجهاد، باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلماً، ومسند أحمد (1/80، 105، 2/159).

([1167]) الصراط المستقيم للبياضي (3/82).

([1168]) راجع: تفسير القرطبي (19/128-132).

([1169]) راجع: تفسير القرطبي (19/128-132).

([1170]) المسند لأحمد (6/288)، وفضائل الصحابة له (1/462) وقال محققه: إسناده صحيح.

([1171]) وقد روي عنها من وجهين: جاء في أحدهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كاشفاً فخذيه أو ساقيه-شك من الراوي-، وفيه قول رسول الله لعائشة: (ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة). صحيح مسلم (4/1866)، ك. فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان، ومسند أحمد (6/62).

وجاء في الآخر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مع عائشة رضي الله عنها في مرطها -ولم يتعرض لذكر كشف الفخذين أو الساقين- وليس فيه قوله عليه السلام: (ألا أستحي من رجل..) وإنما ورد فيه علة جلوسه عليه السلام وإصلاحه ثيابه بقوله: (إن عثمان رجل حيي، وإني لو أذنت له على تلك الحال خشيت ألا يبلغ إليّ حاجته)، وجاء في آخره قول الليث بن سعد رحمه الله: وقال جماعة الناس- علماء الحديث-: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: ألا أستحيي ممن تستحي منه الملائكة. المسند لأحمد (6/15)، وفضائل الصحابة له (1/467-468)- وقال المحقق: إسناده صحيح-. 

ولا تعارض بين هذين الوجهين لصحة الروايات، وإمكان الجمع بينها، ومن أفضل ما قيل في الجمع بينها: ما جزم به الحافظ ابن حجر من أنهما قصتان متغايرتان، وقعت كل واحدة منهما في غير زمن الأخرى. فتح الباري لابن حجر (1/479). وهذا هو الصواب لصحة الروايات جميعها كما تقدم.

([1172]) صحيح مسلم (4/1866-1867)، ك. فضائل الصحابة، باب من فضائل عثمان، ومسند أحمد (1/71) (6/155)، وفضائل الصحابة له (1/490-491).

([1173]) الاستغاثة للكوفي (2/58)، والصراط المستقيم للبياضي (3/82).

([1174]) شرح النووي على صحيح مسلم (15/168).

([1175]) فتح الباري لابن حجر (9/21).

([1176]) صحيح البخاري (6/315-316)، ك. فضائل القرآن، باب جمع القرآن.

([1177]) الطرائف لابن طاوس (ص:490-491)، وسعد السعود له (144-147، 265)، والصراط المستقيم للبياضي (3/37)، فصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:77)، وعقائد الإمامية للزنجاني (3/55).

([1178]) زعم بعض الشيعة أن عثمان رضي الله عنه كان له سابقة في التحريف؛ حيث كان يكتب الوحي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغير ويبدل، فنزل فيه قوله تعالى: (وَمَنْ قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ). الصراط المستقيم للبياضي (3/36)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:77).

وقد مثل الشيعة لتحريف عثمان للقرآن في خلافته بأمثلة. منها:

1- قوله تعالى حاكياً عن الظالم: (يَا وَيْلَتِي لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً): فقد ذكروا أن هذه الآية كانت قبل تحريف عثمان لها هكذا: (يا ويلتى ليتني لم أتخذ أبا بكر خليلاً). وأن عثمان هو الذي وضع (فلاناً). موضع (أبا بكر). تذكرة الأئمة للمجلسي (ص:48-49). 

2- قوله تعالى: (فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنسٌ وَلا جَانٌّ): فقد ذكروا أنها كانت: (فيومئذ لا يسأل عن ذنبه منكم إنس ولا جان)، فأسقط عثمان (منكم)، لأن فيها مدحاً لشيعة آل البيت، وقد ذكر الشيعة أن الصدوق في كتابه بشارة الشيعة أسندها إلى جعفر الصادق، وكذلك شرف الدين النجفي في كتابه تأويل الآيات أسندها إلى الصادق أيضاً. البرهان للبحراني (4/268)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:133-134). 

3- قوله تعالى: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) ذكروا أنها كانت هكذا: (ورفعنا لك ذكرك بعلي صهرك)، فأسقط عثمان (بعلي صهرك)، في محاولة منه لطمس فضائل علي. البرهان للبحراني (4/475)، وفصل الخطاب للطبرسي (ص:323).

([1179]) اختيار معرفة الرجال للطوسي (ص:25-26) انظر: الدرجات الرفيعة للشيرازي (ص:239)، وفصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:128).

([1180]) الاستغاثة لعلي بن أحمد الكوفي (1/51-53)، وانظر: فصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:21، 126، 131).

([1181]) فصل الخطاب للنوري الطبرسي (ص:129). وانظر: إحقاق الحق للتستري (ص:139).

([1182]) الصارم المسلول لابن تيمية (ص:126).

([1183]) فتح الباري لابن حجر (9/21).

([1184]) البداية والنهاية لابن كثير (7/187).

([1185]) التمهيد للباقلاني (ص:222).

([1186]) العواصم من القواصم لابن العربي (ص:83).

([1187]) التمهيد للباقلاني (ص:222).

([1188]) فتح الباري لابن حجر (9/18).

([1189]) المصاحف لابن أبي داود (ص:22-23) وانظر: البداية والنهاية لابن كثير (7/236)، وفتح الباري لابن حجر (9/18-19).

([1190]) تاريخ الطبري (5/102).

([1191]) الكامل لابن الأثير (3/112)، والبداية والنهاية (7/236).

([1192]) جامع البيان للطبري (1/28).

([1193]) فتح الباري لابن حجر (9/19).

([1194]) البداية والنهاية لابن كثير (7/237).

عدد مرات القراءة:
2241
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :