زعم الشيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن عثمان، وقال عنه بأنه من أهل النار
يزعم الشيعة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن عثمان غير ما مرة، وأخبر عنه أنه من أهل النار، ومات وهو ساخط عليه. فقد نسب سليم بن قيس إلى علي بن أبي طالب أنه قال لـ عثمان: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يلعنك، ثم لم يستغفر الله لك بعد ما لعنك»[1]. ونسب إليه في موضع آخر قوله عن عثمان إثر مبايعة الصحابة له: «فبايعوه، وقد سمعوا من رسول الله صلى الله عليه وآله ما سمعوا من لعنه إياه في غير موطن»[2]. وذكر الكاشاني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما علم أن عثمان كان أحد الذين نفّروا به ناقته لإسقاطه عنها عند العقبة، قال له: «أنت يا عثمان جيفة على الصراط يطؤك المنافقون بأقدامهم»[3]. أما البياضي فقد ذكر أن رسول صلى الله عليه وسلم كان جالساً بين أصحابه ذات يوم، فقال لهم: «يدخل عليكم رجل من أهل النار. فدخل عثمان»[4]. المناقشة: لا يستبعد من قوم اتخذوا الكذب ديناً أن يصدر منهم مثل هذا البهتان المبين. فإن هذا الذي ذكره الشيعة من الكذب الواضح؛ لأنه لا يعرف عن النبي صلى الله لعيه وسلم أنه غضب على عثمان، أو لعنه، أو عتب عليه في شيء[5]. وما ذكره الشيعة لا يعرف في شيء من كتب أهل العلم، بل ما جاء فيها من مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم لـ عثمان وثنائه عليه، وإخباره عنه أنه من أهل الجنة، وتزويجه بابنتيه الواحدة تلو الأخرى، وموته وهو راض عنه؛ يناقض ما أورده الشيعة تماماً ويبطله. وما نقل عن الصحابة رضي الله عنهم من الثناء على عثمان ومحبته، واجتماعهم على بيعته، يدحض مزاعم الشيعة أيضاً.
[1] السقيفة لسليم بن قيس ص:92. [2] السقيفة لسليم بن قيس ص:146. [3] علم اليقين للكاشاني 2/654. [4] الصراط المستقيم للبياضي 3/239. [5] منهاج السنة النبوية لابن تيمية 4/242
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video