أن عثمان ولى مروان أمره وألقى إليه مقاليد أموره، ودفع إليه خاتمه، فحدث من ذلك من الفتنة بين الأمة ما حدث
ومما نقموا به على عثمان رضي الله عنه: زعمهم أنه ولى مروان أمره وألقى إليه مقاليد أموره، ودفع إليه خاتمه، فحدث من ذلك قتل عثمان وحدث من الفتنة بين الأمة ما حدث[597]. ويرد على هذا الزور: يقال لهم: إن قتل عثمان والفتنة لم يكن سببها مروان وحده، بل اجتمعت أمور متعددة من جملتها أمور تنكر من مروان، وعثمان رضي الله عنه كان قد كبر وكانوا يفعلون أشياء لا يعلمونه بها، فلم يكن آمراً لهم بالأمور التي أنكرتموها عليه، بل كان يأمرهم بإبعادهم وعزلهم، فتارة يفعل ذلك وتارة لا يفعل ذلك، ولما قدم المفسدون الذين أرادوا قتل عثمان وشكوا أموراً أزالها كلها عثمان، حتى أنه أجابهم إلى عزل من يريدون عزله وإلى أن مفاتيح بيت المال تعطـى لمن يرتضونه، وأنه لا يعطي أحداً من المال إلا بمشورة الصحابة ورضاهم، ولم يبق لهم طلب. ولهذا قالت أم المؤمنين عائشة: مصصتموه كما يمص الثوب، ثم عمدتم إليه فقتلتموه[598].
[597] منهاج الكرامة المطبوع مع منهاج السنة: 3/173، وانظر الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم: 3/31. [598] منهاج السنة: 3/190، وانظر قول عائشة في تاريخ خليفة بن خياط: ص:176
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video