زعمهم أن عثمان رضي الله عنه ولى معاوية فأحدث من الفتن ما أحدث
ومن مطاعنهم على عثمان رضي الله عنه: زعمهم أنه ولى معاوية فأحدث من الفتن ما أحدث[590]. ويرد على هذا الزعم: أن معاوية إنما ولاه عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما مات أخوه يزيد بن أبي سفيان ولاه عمر مكان أخيه واستمر في ولايته عثمان وزاده عثمان في الولاية، وكانت سيرة معاوية مع رعيته من خيار سير الولاة، وكان رعيته يحبونه... وإنما ظهر الإحداث من معاوية في الفتنة لما قتل عثمان، ولما قتل عثمان كانت الفتنة شاملة لأكثر الناس لم يختص بها معاوية، بل كان معاوية أطلب للسلامة من كثير منهم وأبعد من الشر من كثير منهم، ومعاوية كان خيراً من الأشتر النخعي، ومن محمد بن أبي بكر ومن عبيد الله بن عمر، ومن أبي الأعور السلمي، ومن بشر بن أرطأة، وغير هؤلاء من الذين كانوا معه ومع علي بن أبي طالب رضي الله عنهما[591]. قال أبو بكر بن العربي راداً على طعن الرافضة بتوليته معاوية حيث قال: وأما معاوية فـ عمر ولاه وجمع له الشامات كلها، وأقره عثمان، بل إنما ولاه أبو بكر الصديق رضي الله عنه؛ لأنه ولى أخاه يزيد واستخلفه يزيد فأقره عمر لتعلقه بولاية أبي بكر؛ لأجل استخلاف واليه له، فتعلق عثمان بـ عمر وأقره، فانظروا إلى هذه السلسلة ما أوثق عراها ولن يأتي أحد مثلها أبداً بعدها[592].
[590] منهاج الكرامة المطبوع مع منهاج السنة: 3 /173، كتاب الاستغاثة في بدع الثلاثة، ص:63. [591] منهاج السنة: 3/189، وانظر المنتقى للذهبي، ص:393. [592] العواصم من القواصم، ص:80-81.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video