أن عثمان بن عفان رضي الله عنه استعمل سعيد بن العاص على الكوفة وظهر منه ما أدى إلى أن أخرجه أهل الكوفة منها
ومن مطاعنهم في حق ذي النورين أنهم يقولون: إنه استعمل سعيد بن العاص[577] على الكوفة وظهر منه ما أدى إلى أن أخرجه أهل الكوفة منها[578]. والرد عليهم: يقال لهم: مجرد إخراج أهل الكوفة لا يدل على ذنب يوجب إخراجه، فإن أهل الكوفة كانوا يقومون على كل وال، فقد قاموا قبله على سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو الذي فتح البلاد وكسر جنود كسرى وهو أحد أهل الشورى، ولم يتول عليهم نائب مثله، وقد شكوا غيره مثل عمار بن ياسر والمغيرة بن شعبة وغيرهما، وإذا قدر أنه أذنب ذنباً فمجرد ذلك لا يوجب أن يكون عثمان راضياً بذنبه، وإنما يكون الإمام مذنباً إذا ترك ما يجب عليه من إقامة حد أو استيفاء حق أو اعتداء ونحو ذلك[579].
[577] هو سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي القرشي صحابي من الأمراء الولاة الفاتحين ربي في حجر عمر بن الخطاب وولاه عثمان الكوفة وهو شاب، فلما بلغها خطب في أهلها فنسبهم إلى الشقاق والخلاف فشكوه إلى عثمان فاستدعاه إلى المدينة فأقام فيها إلى أن كانت الثورة عليه فدافع سعيد عنه وقاتل دونه إلى أن قتل عثمان فخرج إلى مكة فأقام إلى أن ولي معاوية الخلافة، فعهد إليه بولاية المدينة فتولاها إلى أن مات. وهو فاتح طبرستان، وأحد الذين كتبوا المصحف لعثمان. اعتزل فتنة الجمل وصفين ولد سنة ثلاث وتوفي سنة تسع وخمسين هجرية. انظر ترجمته في الطبقات الكبرى لابن سعد: 5/ 30-35، الإصابة: 2/ 45-46، الأعلام: 3/ 149. [578] منهاج الكرامة المطبوع مع منهاج السنة: 3/ 173. [579] منهاج السنة: 3/ 188، وانظر المنتقى للذهبي، ص:372.
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video