آخر تحديث للموقع :

الأحد 26 جمادى الأولى 1445هـ الموافق:10 ديسمبر 2023م 10:12:27 بتوقيت مكة

جديد الموقع

كشف اللثام عن دعوى الرافضة اللئام حب آل البيت الكرام - علي الكعبي ..
الكاتب : علي الكعبي ..

كشف اللثام عن دعوى الرافضة اللئام حب آل البيت الكرام
علي العلي الكعبي

 
 إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
 
ثم أما بعد :
 
إن من يستمع لمظلوميات الرافضة وقصصهم التي هي من نسج الخيال يعلم يقينا أنهم أهل باطل وأنهم اخترعوا هذه المظلوميات لمقاصد دنيوية ومكاسب شخصية وأهداف كفرية تريد الطعن في الله وفي ملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره ، وكما نعلم أن هذه الأركان الستة هي أركان الإيمان التي نؤمن بها متبعين ما أمرنا الله به تعالى في القرآن الكريم وما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بأحاديث صحيحة متصلة السند لا يشوبها شذوذ ولا علة ، فالقصد أن الرافضة يريدون هدم الدين بكل وسيلة لأن هذا الدين الذي ارتضاه الله تعالى لعباده فقال الله تعالى ( إن الدين عند الله الإسلام ) آل عمران -19
 
فمنذ بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم تم نسخ الأديان والكثير من شرائع الأمم السابقة بحسب ما جاء لنا به الشرع ، ولن يقبل الله تبارك وتعالى من عباده إلا من يتبع هذا الدين فقال عز وجل ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) آل عمران - 85،
 
وهذا الدين الذي حفظه الله تعالى وارتضاه لعباده وهو الباقي ليوم البعث ، ولأن أعداء الله أهل غل وحقد تلقوه بالصد والرد والبغض والطعن والهمز واللمز ، وقد ذكر الله عز وجل ذلك في كتابه بقوله تعالى : (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) البقرة - 120، وقال تعالى : (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ  )المائدة – 82 ، وقال عز وجل : (إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاء وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُم بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ ) الممتحنة – 2 ،
 
ولا يخفى على المسلمين أن دين الرافضة أسسه يهودي وهو عبد الله بن سبأ الراسبي الهمداني والتقى في المجوس الحاقدين على المسلمين الذين فتحوا بلادهم واطفؤوا نيرانهم التي يعبدونها من دون الله وأزالوا ملكهم في وقت كانت دولتهم هي الدولة العظمى مع الروم ،
 
فكمن الحقد في قلوبهم على المسلمين وأخص الصحابة رضوان الله عليهم بهذا القول ثم من اتبعوهم بإحسان إلى يومنا هذا ، فأصبح دين الرافضة بادعائه للإسلام هو كحشرة العث التي تنخر في الأخشاب لتتهالك وهذا مبتغاهم وغايتهم أن ينخروا هذا الدين ويسقطوه ،
 
 ولأنهم لا يعترفون بالقرآن وحفظ الله له تجاهلوا الآيات التي تؤكد وعد الله تبارك وتعالى بحفظ الذكر وتمام نوره قال تبارك تعالى : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر – 9 ، وقال تعالى : (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) الصف – 8 ، وقال عز من قائل : (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) التوبة – 32 ،
 
فاصطنع مؤسس دين الرافضة عقيدتان أول الأمر وهما الوصاية والرجعة ، ثم بعده توالت عقائد الرافضة المصطنعة والتي ما أنزل الله بها من سلطان بمحدثاتها إلى يومنا هذا نرى دينهم كل يوم بضلالة جديدة.
 
وهنا سأبين دعوى الرافضة المزعومة بإتباعهم لأهل البيت رضي الله عنهم ومحبتهم المزعومة لهم كما يدندنون في مجالسهم وأوكارهم الخبيثة التي يقيمون بها طقوسهم المسماة بالحسينيات ، وسردهم الروايات المؤلفة من أهل العمائم الذين تحايلوا على أهل العقول الناقصة فسلبوهم دينهم ودنياهم فأسسوا لهم عقائد وطقوس وأبعدوهم عن القرآن والسنة وأخذوا أموالهم باسم الخمس وأعراضهم باسم المتعة وغيرها الكثير .
 
الرافضة في ميزان الشرع :
 
قال تبارك وتعالى : {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ } الشورى13
 
وقال تعالى : (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ .. ) الشورى 21
 
من شرع الله تبارك وتعالى إتباع الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، الذي بلغ شرع الله وجاء برسالته فأتمها عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) المائدة 3
ومحبة العباد لله ومحبة الله لعباده لا تكون إلا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم
قال تعالى : (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } آل عمران31
 
وإتباع الرسول عليه الصلاة والسلام يجب أن يكون بإخلاص لله عز وجل، دون ابتداع وهذا شرط في قبول العمل ، قال تبارك وتعالى عن النصارى : (وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلَّا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ ) الحديد – 27 ، يقول الشيخ عبد المالك رمضاني عن هذه الآية :
((وقوله تعالى هنا: ﴿إِلاَّ ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ﴾ هو استثناء منصوب على الانقطاع، أي لم يفعلوها ولم يبتدعوها إلاّ لطلب رضوان الله، دلّ عليه قوله: ﴿ابْتَدَعُوهَا﴾، ثمّ ذكر الحامل لهم على ابتداع هذه الرهبانية وأنّه طلب رضوان الله وعزا المصدر إلى مدارج السالكين لابن القيم 2/612.
ولذلك ضمن الله الهداية لأتباع نبيه صلى الله عليه وسلَّم، فقال: ﴿وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾ النور - 54 ، وعلّق الفلاح على ذلك، فقال: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ الأعراف – 157 ،
وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: «ضَحَّى خَالٌ لِي يُقَالُ لَهُ أَبُو بُرْدَةَ قَبْلَ الصَّلاَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم: شَاتُكَ شَاةُ لَحْمٍ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ عِنْدِي دَاجِنًا جَذَعَة مِنَ الْمَعِزِ؟ قَالَ: اذْبَحْهَا وَلاَ تَصْلُحُ لِغَيْرِكَ، ثُمَّ قَالَ: مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلاَةِ يَذْبَحُ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ ذَبَحَ بَعْدَ الصَّلاَةِ فَقَدْ تَمَّ نُسُكُهُ وَأَصَابَ سُنَّةَ الْمُسْلِمِينَ» متفق عليه.
قال ابن أبي جمرة: «وفيه أنّ العمل ـ وإن وافق نيّة حسنة ـ لم يصحّ إلاّ إذا وقع على وفق الشرع» [فتح الباري 10/17].
وقال سهل بن عبد الله التستري: «ما أحدث أحد في العلم شيئًا إلاّ سئل عنه يوم القيامة، فإن وافق السنة سلم وإلاّ فلا» [الفتح 13/290].
وأخبر أنّ مخالفه وكاره سنته أبتر مقطوع النسل، لا يولد له خير، ولا يرفع له عمل صالح فقد قيل لأبي بكر بن عياش رحمه الله: «إنّ بالمسجد قومًا يجلسون و يجلس إليهم، فقال: من جلس للناس جلس الناس إليه، ولكن أهل السنة يموتون ويحيى ذكرهم وأهل البدعة يموتون ويموت ذكرهم؛ لأنّ أهل السنة أحيوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلَّم فكان لهم نصيب من قوله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾، وأهل البدعة شنأوا ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلَّم فكان لهم نصيب من قوله: ﴿إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ﴾»، نقله ابن تيمية كما في مجموع فتاواه (1/528)، وزاد عند تفسيره لهذه الآية فقال: «فالحذر الحذر أيّها الرجل من أن تكره شيئًا مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلَّم، أو تردّه لأجل هواك أو انتصارًا لمذهبك أو لشيخك، أو لأجل اشتغالك بالشهوات أو بالدنيا، فإنّ الله لم يوجب على أحد طاعة أحد إلاّ طاعة رسوله، والأخذ بما جاء به، بحيث لو خالف العبد جميع الخلق واتبع الرسول ما سأله الله عن مخالفة أحد، فإنّ من يطيع أو يطاع إنما يطاع تبعًا للرسول، وإلاّ لو أمر بخلاف ما أمره به الرسول ما أطيع، فاعلم ذلك، واسمع وأطع، واتبع ولا تبتدع تكن أبتر مردودًا عليك عملك، بل لا خير في عمل أبتر من الإتباع، ولا خير في عامله، والله أعلم»)). أهـ انتهى كلامه حفظه الله
 
قال تبارك وتعالى : {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ }القصص65
وقال تبارك وتعالى : {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }النور51
وقال جل وعلا : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36
وقال تبارك وتعالى : {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65
وقال تعالى : (قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ) آل عمران 32
 
وروى البخاري عن عبد الله بن هشام بن زهرة القرشي رضي الله عنه: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب ، فقال له عمر : يا رسول الله ، لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا ، والذي نفسي بيده ، حتى أكون أحب إليك من نفسك ) . فقال له عمر : فإنه الآن ، والله ، لأنت أحب إلي من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الآن يا عمر ) رواه البخاري .
هذه هي المحبة وهذا هو إتباع النبي صلى الله عليه وسلم فما أن قال لعمر رضي الله عنه حتى استجاب فورا ودون تردد .
 
وقصة أهل الرجيع ومقتل زيد بن الدثنة رضي الله عنه تبين محبة النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد اشتراه صفوان بن أمية ، فقتله بأبيه يوم بدر وهو أمية بن خلف فعندما أخرجوا زيداً من الحرم إلى التنعيم ليقتلوه، قام رهط من قريش واجتمعوا عليه وكان فيهم أبو سفيان ، فقال أبو سفيان عندما أقبل على زيد : " أنشدك الله يا زيد ، أتحب أن محمداً عندنا الآن في مكانك تضرب عنقه، وأنك في أهلك، قال: والله ما أحب أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وإني جالس في أهلي، فقال أبو سفيان : ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد محمداً ". ثم قام مولى لصفوان بقتل زيد رضي الله عنه.
  وأخرج الطبراني وحسنه عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي، وإنك لأحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت انك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وأني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك. فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل جبريل بهذه الآية {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم...} الآية".
 
وأخرج ابن إسحاق: عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار وقد أصيب زوجها، وأخوها، وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد، فلما نعوا لها قالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
قالوا: خيراً يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين.
قالت: أرونيه حتى أنظر إليه.
قال: فأشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل.
 
وروى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ:
أَنَّ أَعْرَابِيَّا قَالَ لِرَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: مَتَىَ السَّاعَةُ ؟
قَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟"قَالَ: حُبُّ اللهِ وَرَسُولِهِ.قَالَ: "أَنْتَ مَعَ مَنْ أَحْبَبْتَ". قال أنس فما رأيت المسلمين فرحوا بعد الإسلام بشيء ما فرحوا به.‏ فنحن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نستطيع أن نعمل كعمله فإذا كنا معه فحسبنا.‏
 
قال الإمام ربيع بن هادي عمير المدخلي حفظه الله في محاضرة له بعنوان : وإن تُطيعوهُ تهتدوا : ليس لنا أي عذر في التخلف عن طاعته ، وليس والله أمامنا أي خيار ، واختيار غير طاعته اختيارٌ للشقاء ، واختيارٌ للضلال ، واختيارٌ للمصير إلى النار .
 
 
قال تبارك وتعالى : {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ }التوبة24
 
قال القاضي عياض في شرح الآية: ( فكفى بهذا حضاً وتنبيهاً ودلالة وحجة على إلزام محبته، ووجوب فرضها، وعظم خطرها، واستحقاقه لها -صلى الله عليه وسلم-، إذ قرّع الله من كان ماله وأهله وولده أحـب إليه من الله ورسـوله وتوعدهم بقوله تعالى: ((فتربصوا حتى يأتي الله بأمره))، ثم فسقهم بتمام الآية، وأعلمهم أنهم ممن ضل ولم يهده الله )
 
قال الحميدي: "كنا عند الشافعي رحمه الله فأتاه رجل، فسأله في مسألة؟ فقال: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فقال رجل للشافعي: ما تقول أنت؟! فقال: سبحان الله! أتراني في كنيسة! أتراني في بيعة! أترى على وسطي زنارا ؟! أقول لك: قضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت تقول: ما تقول أنت؟!"

وقال شيخ الإسلام :( وليس لأحد أن ينصب للأمة شخصاً يدعو إلى طريقته ، ويوالي ويعادي عليها ، غير النبي -صلى الله عليه وسلم- ، ولا يَنصِّب لهم كلاماً يوالي عليه ويعادي ، غير كلام الله ورسوله وما اجتمعت عليه الأمة . بل هذا من فعل أهل البدع الذين ينصّبون لهم شخصاً أو كلاماً يفرقون به بين الأمة ، يوالون به على ذلك الكلام أو تلك النسبة ويعادون ). مجموع الفتاوى لابن تيمية: 20/ 164

ومن لوازم محبته عليه الصلاة والسلام أن تكون محبته أحب إليك من نفسك ومالك . يقول الله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) وروى البخاري عن أنس قال عليه الصلاة السلام ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده والناس أجمعين )
 
أما سلوك الأدب معه صلى الله عليه وسلم

فيتحقق بالأمور التالية :
* الثناء عليه والصلاة والسلام عليه لقوله تعالى : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما .الأحزاب – 56 .  
* التأدب عند ذكره بأن لا يذكره مجرد الاسم بل مقرونا بالنبوة أو الرسالة كما قال تعالى : لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا .النور – 63 ، قال سعيد بن جبير ومجاهد: المعنى قولوا يا رسول الله، في رفق ولين، ولا تقولوا يا محمد بتجهم. وقال قتادة: أمرهم أن يشرفوه ويفخموه.
* الأدب في مسجده وكذا عند قبره وترك اللغط ورفع الصوت
* توقير حديثه والتأدب عند سماعه وعند دراسته كما كان يفعل سلف الأمة وعلماءها في إجلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان مالك إذا أراد أن يجلس (أي للتحديث) توضأ وضوءه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه، وتطيّب، ومشط لحيته، فقيل له في ذلك، فقال: أوقّر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
و كان سعيد بن المسيب وهو مريض يقول أقعدوني فإني أعظم أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع"
 
أما الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد موته فمنه أنواع :
1- نصرة دعوته ورسالته بكل ما يملك المرء من مال ونفس ....
2- الدفاع عن سنته صلى الله عليه وسلم :بحفظها وتنقيحها وحمايتها ورد الشبهات عنها .
3- نشر سنته صلى الله عليه وسلم وتبليغها خاصة وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بذلك في أحاديث كثيرة كقوله : فليبلغ الشاهد الغائب (البخاري من حديث خطبة يوم النحر عن ابن عباس) ، وقوله : بلغوا عني ولو آية  ( البخاري عن عبد الله بن عمرو) .
-----------------------
 
والآن وقد عرفنا فرض حب المؤمنين للنبي صلى الله عليه وسلم ، نتساءل عن الذين يزعمون محبته ومحبة آل بيته ولنتبين من دعواهم ، سنذكر بعض رواياتهم ونعلق عليها بتعليق مختصر إن شاء الله . وسنرجع بإذن الله تعالى عن زعمهم ودعوتهم محبة آل بيته بعد ذلك .
 
أولا : رسول الله صلى الله عليه وسلم :
 
مما لا شك فيه أن رأس أهل البيت هو النبي صلى الله عليه وسلم ، فهل الرافضة اتبعوا النبي صلى الله عليه وسلم وأحبوه كما يزعمون ؟ هذا ما سنعرفه من رواياتهم في كتبهم .
 
طعنهم في النبي صلى الله عليه وسلم بأنه صاحب أهل السوء والكفار بزعمهم بل تزوج منهم .
سأذكر هنا أولا بعض قدوحاتهم في الصحابة رضوان الله عليهم حتى لا يُقال أني تقولت عليهم واتهمتهم بهذا الأمر دون دليل ، ، وثانيا لنثبت أن طعنهم في الصحابة هو طعن في النبي صلى الله عليه وسلم.
* من بعض طعوناتهم في الصحابة رضي الله عنهم أجمعين :

  • عن قوله تعالى : (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُون َ (6)) سورة القصص – قال المفضل : يا سيدي ومن فرعون ومن هامان ؟ قال عليه السلام : أبو بكر وعمر  . كتاب إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب لعلي الحائري ج2 ص 266 .

 

  •  يقول نعمة الله الجزائري في كتابه الأنوار النعمانية الطبعة الرابعة لسنة 1404 ج1 ب1 ص53 طبعة الأعلمي للمطبوعات بيروت : ولا تعجب من هذا الحديث فإنه قد روي في الأخبار الخاصة أن أبا بكر كان يصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وآله والصنم معلق في عنقه ،  وسجوده له .

 

  •  كتاب عقد الدرر لمؤلفه ياسين الصواف – تحقيق محمود الغريفي الطبعة الثالثة في مقدمة الكتاب صفحة 26 يقول : وبعد : فهذه نبذة في غرايب الأخبار ، وعجايب الآثار ، تخبر عن وفاة العتل الزنيم والأفاك الأثيم عمر بن الخطاب عليه اللعنة والعذاب ليوم الحشر والحساب ، فإنها من لب اللباب ، وذكرى لأولي الألباب ، تسمى الحديقة الناصرة ، والحدقة الناظرة ، الداعية للسرور ، الباعثة للحبور ، وباب البيان لمن نظر وتفكر ، (فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ) الكهف 29 ، وهي أجدر أن تكتب بالنور على جبهات الأيام والدهور ، وسميتها كتاب ( عقد الدرر في بيان نقر بطن عمر ) ورتبتها على أربعة فصول وخاتمة على حسب المراد والسعادة الدائمة .

 

  •  من كتاب كشف الأسرار للهالك الخميني ص 126 طبعة بيروت يقول : نتيجة الكلام في هذا المقام : يتبين من مجموع هذه الأمور مخالفة الشيخين للقرآن وأمام أعين المسلمين لم يكن أمرا مهما جدا والمسلمون أما كانوا في حزبهما يوافقونهما في الأغراض ، أو أنهم كانوا مخالفين لهما لكنهم لم يجرأوا على إعلان ذلك حتى كان لهم ذلك التعامل مع رسول الله وابنته أو أنه إذا تكلم أحد أحيانا لا يعتنى بكلامه . وجملة الكلام أنه حتى إذا صرّح القرآن بذلك فإنهم لن يتراجعوا عن هدفهم ولن يتركوا الرئاسة بسبب كلام الله غاية الأمر أن أبا بكر يحل المسألة بوضع حديث كما حصل بالنسبة لآيات الإرث أما عمر فلا يستبعد منه أن يقول في آخر الأمر أن الله أو جبرئيل أو النبي قد اشتبهوا في هذه الآية فيتركها والسّنة حينئذ ستتبعه كما تبعوه في جميع تغييراته التي أوجدها في دين الإسلام ، وكان كلامه مقدما على الآيات القرآنية وكلام الرسول .

 
هذه بعض الأمور ذكرتها من الكثير والكثير في طعنهم بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسأذكر لكم أسطر من مقالة للشيخ عبد الله بن محمد زقيل حفظه الله  ، كما أني سأذكر مقالته في موضع آخر وهو طعن الرافضة في عم النبي صلى الله عليه وسلم العباس رضي الله عنه وابنه عبد الله رضي الله عنه .
يقول الدكتورُ ناصرُ القفاري في " أصول مذهب الإمامية الاثنى عشرية . عرضٌ ونقدٌ " : تقول كتب الاثني عشرية : إن الصحابة بسبب توليتهم لأبي بكر قد ارتدوا إلا ثلاثة ، وتزيد بعض رواياتهم ثلاثة أو أربعة آخرين رجعوا إلى إمامة علي ، ليصبح المجموع سبعة ، ولا يزيدون على ذلك .

ولقد تداولت الشيعة أنباء هذه "الأسطورة" في المعتمد من كتبها، فسجلوا ذلك في أول كتاب ظهر لهم وهو كتاب سليم بن قيس [انظر: كتاب سليم بن قيس: ص74-75 ] ، ثم تتابعت كتبهم في تقرير ذلك وإشاعته وعلى رأسها الكافي [ الكليني / الكافي : 2/244 ] أوثق كتبهم الأربعة ، ورجال الكشي [ رجال الكشي : ص6، 7، 8، 9، 11 ] عمدتهم في كتب الرجال ، وغيرها من مصادرهم كتفسير العياشي [ تفسير العياشي : 1/199 ] ، والبرهان [ هاشم البحراني/ البرهان : 1/319 ] ، والصافي [ محسن الكاشاني / الصافي : 1/389 ] ، وتفسير نور الثقلين [ الحويزيني / نور الثقلين : 1/396 ] ، والاختصاص [ المفيد / الاختصاص : ص4-5 ] ، والسرائر [ ابن إدريس / السرائر : ص468 ] ، وبحار الأنوار [ بحار الأنوار : 22/345 ، 351 ، 352 ، 440 ] . أهـ
 
لولا الإيجاز لسطرت لكم آلاف المطاعن من قبل هؤلاء القوم من تكفيرهم للصحابة والسب والقذف والكلام البذيء ، وقد ذكرت البعض منها للإثبات فقط .
 
* بيان أن هذا الطعن هو في الأصل طعن في النبي صلى الله عليه وسلم :
اتهام النبي صلى الله عليه وسلم بأنه صاحب أبو بكر وعمر وعثمان وغيرهم
من الصحابة الذين يرون الرافضة أنهم كفار وزنادقة ( وحاشاهم من ذلك ) هذا الاتهام هو في حقيقته ليس اتهام للأصحاب إنما هو اتهام للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه لم يمتثل لأمر الله بالصحبة الصالحة ولم يجتنب نهيه
بعدم صحبة أهل السوء .
الدليل أن الله أمره بالصحبة الصالحة ونهاه عن صحبة السوء آية من سورة الكهف قال تعالى (
وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا ) – الكهف 28


هذه آية صريحة في ذلك ونحن أهل السنة نقول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم
امتثل أمر الله ولم يصاحب إلا الصالحين واجتنب نهيه وترك صحبة أهل السوء ، بذلك يتبين الأمر جليا لمن كان له قلب أن الرافضة اتهموا النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعدم طاعة أوامر الله لكونه كما يزعمون انه صاحب الفجار بل تزوج منهم وتزوجوا منه ولا ننسى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  يقول (
مثل الجليس الصالح والجليس السوء ، كمثل صاحب المسك وكير الحداد ، لا يعدمك من صاحب المسك : إما تشتريه أو تجد ريحه ، وكير الحداد : يحرق بدنك أو ثوبك ، أو تجد منه ريحا خبيثة ) – رواه البخاري ورواه مسلم بلفظ آخر ، وهذا فيه تنبيه من النبي عليه الصلاة والسلام  للصحابة أن لا يصاحبوا إلا الصالحين  فهل بالله عليكم النبي عليه الصلاة والسلام  يقول ما لا يفعل ويصاحب المفسدين  والله تعالى  ذم من يقول ما لا يفعل ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3)) الصف 2 ، 3
كذلك طعنهم في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يعد تكذيبا للقرآن الذي زكاهم وشهد بفضلهم وإيمانهم ، قال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أُوْلَـئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَتَ اللّهِ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) البقرة218
 
وقال تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) الأنفال72
 
وقال سبحانه : (  وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) الأنفال74
 
وقال عز من قائل :  (الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ )  التوبة20
 
وغيرها من الآيات العديدة التي تذكر فضل الصحابة وصدق إيمانهم .
فكلامهم يعد ردا للقرآن وهذا مما لا شك فيه كفر بواح لمن علمه .
قال ابن مسعود رضي الله عنه : إن الله نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد صلى الله عليه وسلم خير قلوب العباد ، فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته ، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد ، فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد ، فجعلهم وزراء نبيه صلى الله عليه وسلم يقاتلون عن دينه . رواه الإمام أحمد ورجاله موثقون.
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه *** فكل قرين بالمقارن يقتدي
يقول الإمام مالك رحمه الله فيمن يسب الصحابة : إنما هؤلاء قوم أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم يمكنهم ذلك ، فقدحوا في أصحابه ، حتى يُقال رجل سوء كان له أصحاب سوء ، ولو كان رجلا صالحا كان أصحابه صالحين . ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب حكم سب الصحابة .
 
نستمر في ذكر طعوناتهم بالنبي صلى الله عليه وسلم حتى نعرف دعواهم الكاذبة بحب آل البيت ونبين للقارئ مدى خبث هؤلاء القوم .
 
2- في كتاب مختارات من أحاديث وخطابات الإمام الخميني ، وهذا الكتاب يذكر خطابات الهالك الخميني التي بثتها الإذاعة وبثها التلفزيون ، ففي يوم السبت الموافق 15/8/1400 هـ ، 28/6/1980 ، بمناسبة الخامس عشر من شهر شعبان يقول الهالك الخميني :
بسم الله الرحمن الرحيم
أبارك لجميع المسلمين وللشعب الإيراني هذا العيد السعيد (15 شعبان) ، فشهر شعبان شهر عظيم ، ولد في الثالث منه مجاهد عالم البشرية الكبير ، وفي الخامس عشر منه ظهر إلى الوجود الإمام المهدي المنتظر أرواحنا له الفداء.
إن قضية غيبة الإمام هي قضية مهمة تبين لنا أمورا من بينها أنه لم يكن لإنجاز عمل عظيم كهذا – وهو تطبيق العدالة بمعناها الحقيقي في العالم بأسره – في جميع بني الإنسان أحد سوى المهدي المنتظر سلام الله عليه الذي ادخره الله تبارك وتعالى للبشر ، فكل نبي من الأنبياء إنما جاء لإقامة العدل وكان هدفه تطبيقه في العالم ، لكنه لم ينجح ، وحتى خاتم الأنبياء (ص) الذي كان قد جاء لإصلاح البشر وتهذيبهم وتطبيق العدالة فإنه هو أيضا لم يوفق ....
 
 
أقول : بلا شك أن هذا طعن صريح في النبي صلى الله عليه وسلم بأن يصبح أحدا من البشر أفضل منه فالنبي صلى الله عليه وسلم هو أفضل وخير البشر وهذا معلوم بالدين من الضرورة فهو خاتم الأنبياء والمرسلين وقد بعث للناس كافة وبعثت الرسل قبله لأممهم وغيرها من الأمور التي تدل على أفضلية النبي صلى الله عليه وسلم حتى على سائر الأنبياء والمرسلين فما بالكم بمن هو دونهم ؟ وهل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يوفق ؟ وقد قال الله تبارك وتعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) ؟ فكيف يكون التوفيق إن لم يكن بإتمام رسالة الله تبارك وتعالى ؟ إن الهالك الخميني أراد بهذا القول إسقاط منزلة النبي صلى الله عليه وسلم ورفع منزلة مهديهم المعدوم الذي أوجدوه من لا شيء وأنه سيكون أفضل من النبي صلى الله عليه وسلم . وهذا القول لا يرضاه مسلم أبدا فنبينا صلى الله عليه وسلم قد بشر به الأنبياء والمرسلين الذين قبله ، بل أن نبي الله موسى عليه السلام لو كان حيا ما وسعه إلا إتباع نبينا عليه الصلاة والسلام .
 
 
3- الخميني الهالك يقول في كتابه كشف الأسرار الطبعة الثالثة 1988 ما نصه :
( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
وواضح لو أن النبي لو كان قد بلغ بأمر الإمامة طبقا لما أمر به الله ، وبذل المساعي في هذا المجال ، لما نشبت في البلدان الإسلامية كل هذه الاختلافات والمشاحنات والمعارك ولما ظهرت ثمة خلافات في أصول الدين وفروعه .
 
 
أقول : هذا طعن أيضا صريح في النبي صلى الله عليه وسلم بأنه لم يبلغ الرسالة كما أمره الله تعالى ولم يبذل حتى المساعي لها ، وهذا رد حتى على القرآن فقد قال تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً) – المائدة 3 ،  فإن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ كما أمره الله وذلك بزعم الهالك الخميني فكيف يكون تمام الدين ؟ وكيف يشهد الله تبارك وتعالى بأن الدين اكتمل وأن النعمة أتمت على عباده ؟ ( أم أن الله تعالى عما يصفون يقول هذا الكلام تقية ؟ كما في معتقد الرافضة الفاسد ) ، والنبي عليه الصلاة والسلام إمام المجاهدين وقد جاهد في الدين حق جهاده وليس كما يزعم هذا الهالك بأنه لم يبذل المساعي في أمر الإمامة ، ثم لو كان هذا القول الفاسد تؤمنون به يا رافضة فلم تكفرون من لا يعترف بهذه الإمامة ما دام أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يجتهد في تبليغها طبقا لأمر الله كما تزعمون ؟ هذا بلا شك يكون ردا وحجة عليكم وليس لكم .
 
 
4- في كتاب الأنوار النعمانية لصاحبه السيد نعمة الله الجزائري في الجزء الأول – ب 1 ص 17
يضع حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم بأنه أعطي ثلاثة أمور شاركه فيها علي وأعطي علي ثلاثة أمور ولم يشاركه النبي صلى الله عليه وسلم بها ، فقال الجزائري هذا مضيفا الرواية للنبي صلى الله عليه وسلم ، فقيل وما الثلاث التي شاركك فيها علي عليه السلام ، قال : لواء الحمد لي وعلي حامله ، والكوثر لي وعلي ساقيه ، والجنة والنار لي وعلي قسيمها ، وأما الثلاث التي أعطي علي ولم أشاركه فيها : فإنه أعطي شجاعة ولم أعط مثله ، وأعطي فاطمة الزهراء زوجة ولم أعط مثلها ، وأعطي ولديه الحسن والحسين عليهما السلام ولم أعط مثلهما .
 
 
أقول : هذا الحديث الموضوع والمكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي وضعه الرافضة وكم وضعوا من أكاذيب لترويج دينهم الباطل ، والمشكلة أنهم يناقضون أقوالهم فإن الكوثر عندهم ليس نهرا في الجنة أعطي للنبي صلى الله عليه وسلم بل هو فاطمة الزهراء رضي الله عنها كما ذكرت ذلك كتبهم ، أما قولهم أن للرسول صلى الله عليه وسلم الجنة والنار فهذا أيضا من التعدي على الله تعالى ، فإن كانت للنبي فكيف يدخلها الأمم التي من قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم أن علي رضي الله عنه أعطي شجاعة والنبي لم يعطها !! هذا والله الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم فمعلوم أن عكس الشجاعة هو الجبن ، وحاشا النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك ، والروايات الصحيحة عندنا تثبت شجاعة النبي صلى الله عليه وسلم وأنه أشجع الناس :
 
 أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما : كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس ، وأجود الناس ، وأشجع الناس ، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة ، فانطلق الناس قبل الصوت ، فاستقبلهم النبي صلى الله عليه وسلم قد سبق الناس إلى الصوت ، وهو يقول : ( لم تراعوا لم تراعوا ) . وهو على فرس لأبي طلحة عري ما عليه سرج ، في عنقه سيف ، فقال : ( لقد وجدته بحرا . أو : إنه لبحر ) . هذا بلفظ  البخاري وزاد مسلم (قال : وكان فرسا يبطأ ) .
 
 وكان صلى الله عليه وسلم في الغار مع أبي بكر رضي الله عنه ، والمشركون حول الغار يقول لأبي بكر رضي الله عنه الذي كان خائفا على رسول الله أن يدركه المشركون بشجاعة وبثقة بالله تعالى ( لا تحزن إن الله معنا ) التوبة 40.
 
 وقد صارع النبي رجلا معروفا بقوته يسمى - ركانة - فصرعه النبي أكثر من مرة وفي رواية أن النبي صارعه وكان شديدا فقال شاة بشاة فصرعه النبي فقال عاودني في أخرى فصرعه فقال عاودني فصرعه النبي الثالثة فقال الرجل ماذا أقول لأهلي شاة أكلها الذئب وشاة نشزت فبما أقول في الثالثة فقال النبي ما كنا لنجمع عليك أن نصرعك ونغرمك خذ غنمك حسنه الألباني في غاية المرام 378 ،
 
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة نجد ، فلما أدركته القائلة ، وهو في واد كثير العضاه ، فنزل تحت شجرة واستظل بها وعلق سيفه ، فتفرق الناس في الشجر يستظلون ، وبينا نحن كذلك إذ دعانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئنا ، فإذا أعرابي قاعد بين يديه ، فقال : ( إن هذا أتاني وأنا نائم ، فاخترط سيفي ، فاستيقظت وهو قائم على رأسي ، مخترط صلتا ، قال : من يمنعك مني ؟ قلت : الله ، فشامه ثم قعد ، فهو هذا ) . قال : ولم يعاقبه رسول الله صلى الله عليه وسلم .أخرجه البخاري
 
وسئل البراء بن عازب رضي الله عنه عن يوم حنين : يا أبا عمار وليتم يوم حنين ، قال : لا والله ما ولى النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن ولى سرعان الناس ، فلقيهم هوازن بالنبل والنبي صلى الله عليه وسلم على بغلته البيضاء ، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بلجامها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : أنا النبي لا كذب ، أنا ابن عبد المطلب ) أخرجه البخاري
 
ويقول علي بن أبي طالب كما جاء في مسند الإمام أحمد (كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون منا أحد أدنا من القوم منه ) صححه أحمد شاكر
 
وأيضا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم دائما ما يدعو الله كما قال خادمه أنس بن مالك رضي الله عنه (فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل ، فكنت أسمعه يكثر أن يقول : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن ، والعجز والكسل ، والبخل ، والجبن ، وضلع الدين ، وغلبة الرجال ...) رواه البخاري
 
هذه بعض الروايات عن شجاعته عليه الصلاة والسلام بخلاف ما يتفوه به الرافضة من الكذب والافتراء والطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 
 
5- الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم بتفسيرهم للآية الكريمة (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا) – البقرة 26 ، فقالوا أن البعوضة هو علي رضي الله عنه وأن ما فوقها هو الرسول صلى الله عليه وسلم ، في روايتهم عن علي بن إبراهيم القمي بسنده عن أبي عبد الله ( البعوضه : هي أمير المؤمنين ، وما فوقها رسول الله ) – تفسير القمي 1/30 وتفسير العياشي 1/25
 
أقول : إن الله تبارك وتعالى يضرب الأمثال للناس ، قال تعالى : (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) – الزمر 27 ، وبما أن القرآن أنزل بلغة عربية (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) – يوسف 2 ، فنحن العرب أولى بمعرفته من الفرس من أهل قم وغيرهم الذين ما همهم سوى الطعن في الرسول والرسالة وأقصد منهم الرافضة أهل الشرك والضلال والفجور،
 
 وتفسير هذه الآية عندنا كما ذكره ابن كثير وغيره :ذكره السدي في تفسيره عن ابن عباس وابن مسعود وقال قتادة: لما ذكر اللّه تعالى العنكبوت والذباب قال المشركون: ما بال العنكبوت والذباب يذكران؟ فأنزل الله: {إن اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضةً فما فوقها} أي أن الله لا يستحيي من الحق أن يذكر شيئاً مما قلَّ أو كَثُر، وإن اللّه حين ذكر في كتابه الذباب العنكبوت قال أهل الضلالة: ما أراد اللّه من ذكر هذا؟ فأنزل اللّه: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}.
 
ومعنى الآية أنه تعالى أخبر أنه لا يستحيي أي لا يستنكف، وقيل: لا يخشى أن يضرب مثلا ما، أيَ مثلٍ كان بأي شيء كان صغيرا كان أو كبيراً و ما ههنا للتقليل، وتكون بعوضة منصوبة على البدل، كما تقول: لأضربنَّ ضرباً ما، فيصدق بأدنى شيء أو تكون ما نكرة موصوفة ببعوضة، ويجوز أن تكون بعوضة منصوبة بحذف الجار، وتقدير الكلام: (إن اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بين بعوضة إلى ما فوقها) وهذا الذي اختاره الكسائي والفراء.
 
وقوله تعالى: {فما فوقها} فيه قولان: أحدهما: فما دونها في الصغر والحقارة، كما إذا وصف رجل باللؤم والشح فيقول السامع نعم وهو فوق ذلك - يعني فيما وصفت - وهذا قول أكثر المحققين، وفي الحديث: (لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء) ،
 
أقول : سأذكر لكم تمام الحديث عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فإذا هو بشاة ميتة شائلة برجلها فقال أترون هذه هينة على صاحبها فوالذي نفسي بيده للدنيا أهون على الله من هذه على صاحبها ولو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها قطرة أبدا ) – رواه ابن ماجه وصححه الألباني .
 
ونكمل تفسير الآية من ابن كثير رحمه الله : والثاني فما فوقها لما هو أكبر منها لأنه ليس شيء أحقر ولا أصغر من البعوضة وهذا قول قتادة بن دعامة واختيار بن جرير فإنه يؤيده ما رواه مسلم عن عائشة رضي اللّه عنها أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: (ما من مسلم يشاك شوكة فما فوقها إلا كتب له بها درجة ومحيت عنه بها خطيئة ) فأخبر أنه لا يستصغر شيئاً يضرب به مثلاً ولو كان في الحقارة والصغر كالبعوضة، فكما لا يستنكف عن خلقها كذلك لا يستنكف من ضرب المثل بها، كما ضرب المثل بالذباب والعنكبوت في قوله: {إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذباباً ولو اجتمعوا له وإن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب} الحج - 73
وقال: {مثل الذين اتخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتخذت بيتاً، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون} العنكبوت - 41
وقال: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالِمون} العنكبوت – 43 ،وفي القرآن أمثال كثيرة.
قال بعض السلف: إذا سمعت المثل في القرآن فلم أفهمه بكيت على نفسي لأن اللّه قال: {وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالِمون} العنكبوت – 43. أهـ
 
فهل نحن العرب لا نفهم القرآن ويأتي أهل قم الفرس بالفهم الصحيح ؟!!
علما بأن القرآن لا يدرَس في حوزاتهم العلمية ولا يستطيعون قراءته وهذا مشاهد عندنا في عصرنا هذا .
 
 
6- الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم بزعمهم أنه يتغزل بالنساء : نقل الصدوق عن الرضا عليه السلام في قوله تعالى: (وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نِفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ) -الأحزاب:37 ، قال الرضا مفسراً هذه الآية: (إن رسول الله صلى الله عليه وآله قصد دار زيد بن حارثة في أمر أراده، فرأى امرأته زينب تغتسل فقال لها: سبحان الذي خلقك) (عيون أخبار الرضا 112).
 
أقول : حاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكون كما زعموا هؤلاء الفجار الزنادقة أو أن يعصي أمر ربه الذي قال : (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) سورة طه 131 ، وهل النبي صلى الله عليه وسلم يأمر المؤمنين بأمر وهو لا يفعله ؟ قال تعالى : (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) النور 30
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بغض البصر كما جاء في البخاري عن أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إياكم والجلوس في الطرقات . فقالوا : ما لنا بد ، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها . قال : فإذا أبيتم إلا المجالس ، فأعطوا الطريق حقها . قالوا : وما حق الطريق ؟ قال : غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، وأمر بالمعروف ، ونهي عن المنكر) - البخاري ،
فهل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ما لا يفعل وأن الله تبارك وتعالى قد ذم هذه الخصال بقوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (2) كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (3) ) الصف 2 ، 3.
 
سنبين إن شاء الله تفسير الآيات وذلك لأن بعض أهل السنة وقع بما وقع به هؤلاء الرافضة من تفسير مثل تفسير الجلالين وغيره ، لذا وجب علينا تفصيل هذه المسألة من تفاسير وأقوال أهل العلم المعتبرين كي لا يكون هناك أي مجال للشك ، فنحن أهل السنة والجماعة لا نكتم رأيا أو علما أو قولا بفضل الله تعالى إن كان لصالح الأمة وحتى إن كانت هذه الأقوال قد جاء مصدرها من بعض أهل السنة الذين خالفوا أهل التفسير .
 
وبداية أذكر الحديث الذي رواه البخاري رحمه الله: عَنْ أَنَسٍ قَالَ : جَاءَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَةَ يَشْكُو ، فَجَعَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ  اتَّقِ اللَّهَ وَأَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ  ، قَالَ أَنَسٌ : لَوْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَاتِمًا شَيْئًا لَكَتَمَ هَذِهِ ، قَالَ : فَكَانَتْ زَيْنَبُ تَفْخَرُ عَلَى أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقُولُ : زَوَّجَكُنَّ أَهَالِيكُنَّ ، وَزَوَّجَنِي اللَّهُ تَعَالَى مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَمَوَاتٍ . رواه البخاري ،
وروى مسلم رحمه الله عن عائشة رضي الله عنها مثل قول أنس رضي الله عنه
 
التفسير :
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله - :
وكان سبب نزول هذه الآيات أن اللّه تعالى أراد أن يشرع شرعاً عامّاً للمؤمنين ، أن الأدعياء ليسوا في حكم الأبناء حقيقة ، من جميع الوجوه ، وأن أزواجهم لا جناح على من تبناهم في نكاحهن .
وكان هذا من الأمور المعتادة التي لا تكاد تزول إلا بحادث كبير ، فأراد أن يكون هذا الشرع قولاً من رسوله ، وفعلاً ، وإذا أراد اللّه أمراً جعل له سبباً ، وكان زيد بن حارثة يُدعى " زيد بن محمد " قد تبناه النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فصار يدعى إليه حتى نزل - ادْعُوهُمْ لآبَائِهِمْ - فقيل له : " زيد بن حارثة " .
وكانت تحته زينب بنت جحش - ابنة عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم - وكان قد وقع في قلب الرسول لو طلقها زيد لتزوَّجها ، فقدَّر اللّه أن يكون بينها وبين زيد ما اقتضى أن جاء زيد بن حارثة يستأذن النبي صلى اللّه عليه وسلم في فراقها .
قال اللّه - وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ - أي : بالإسلام .
- وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ - بالعتق ، حين جاءك مشاوراً في فراقها ، فقلت له ناصحاً له ومخبراً بمصلحته مع وقوعها في قلبك  - أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ - لا تفارقها ، واصبر على ما جاءك منها ، ( وَاتَّقِ اللَّهَ ) تعالى في أمورك عامة ، وفي أمر زوجك خاصة ، فإن التقوى تحث على الصبر ، وتأمر به .
- وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ - والذي أخفاه : أنه لو طلقها زيد : لتزوجها صلى اللّه عليه وسلم .
 - وَتَخْشَى النَّاسَ - في عدم إبداء ما في نفسك ،- وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ - فإن خشيته جالبة لكل خير ، مانعة من كل شر .
-  فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً - أي : طابت نفسه ، ورغب عنها ، وفارقها -زَوَّجْنَاكَهَا - وإنما فعلنا ذلك لفائدة عظيمة ، وهي - لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ - حيث رأوك تزوجت زوج زيد بن حارثة ، الذي كان من قبل ينتسب إليك . تفسير السعدي " ( ص 665 ، 666 ) .
وثمة فرق كبير بين أن يكون ما أخفاه صلى الله عليه وسلم في قلبه هو محبة زينب ، وبين أن يكون المخفي زواجه منها ، ولذا كانت زينب رضي الله عنها تفخر بأن الذي زوَّجها هو الله تعالىكما سبق وذكرنا الرواية في ذلك في " صحيح البخاري " - ، وهو يؤكِّد صحة القول الصحيح الذي لا ينبغي غيره ، وأن الذي كان يخفيه صلى الله عليه وسلم هو زواجه بها ، وأنه يخشى من كلام الناس في ذلك .
 
قال الإمام القرطبي – رحمه الله - :
وروي عن علي بن الحسين : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد أوحى الله تعالى إليه أن زيداً يطلق زينب ، وأنه يتزوجها بتزويج الله إياها ، فلمَّا تشكى زيد للنبي صلى الله عليه وسلم خُلُق زينب ، وأنها لا تطيعه ، وأعلمه أنه يريد طلاقها : قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم على جهة الأدب والوصية : " اتق الله في قولك ، وأمسك عليك زوجك " وهو يعلم أنه سيفارقها ويتزوجها ، وهذا هو الذي أخفى في نفسه ، ولم يُرد أن يأمره بالطلاق ؛ لما علم أنه سيتزوجها ، وخشي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلحقه قول من الناس في أن يتزوج زينب بعد زيد ، وهو مولاه ، وقد أمره بطلاقها ، فعاتبه الله تعالى على هذا القدْر من أن خشي الناس في شيء قد أباحه الله له ، بأن قال : " أمسك " مع علمه بأنه يطلِّق ، وأعلمه أن الله أحق بالخشية ، أي : في كل حال .
قال علماؤنا رحمة الله عليهم : وهذا القول أحسن ما قيل في تأويل هذه الآية ، وهو الذي عليه أهل التحقيق من المفسرين ، والعلماء الراسخين ، كالزهري ، والقاضي بكر بن العلاء القشيري ، والقاضي أبي بكر بن العربي ، وغيرهم .
والمراد بقوله تعالى : ( وتخشى الناس ) : إنما هو إرجاف المنافقين بأنه نهى عن تزويج نساء الأبناء وتزوَّجَ بزوجة ابنه .
فأما ما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم هوي زينب امرأة زيد ، وربما أطلق بعض المُجَّان لفظ " عشق " : فهذا إنما يصدر عن جاهل بعصمة النبي صلى الله عليه وسلم عن مثل هذا ، أو مستخف بحرمته .
" تفسير القرطبي " - 14 / 190 ، 191  .
 
وقال الشيخ الشنقيطي – رحمه الله – :
التحقيق إن شاء اللَّه في هذه المسألة : هو ما ذكرنا أن القرآن دلَّ عليه ، وهو أن اللَّه أعلم نبيّه صلى الله عليه وسلم بأن زيداً يطلّق زينب ، وأنه يزوّجها إيّاه صلى الله عليه وسلم ، وهي في ذلك الوقت تحت زيد ، فلما شكاها زيد إليه صلى الله عليه وسلم قال له : " أمسك عليك زوجك واتق اللَّه " ، فعاتبه اللَّه على قوله : " أمسك عليك زوجك " بعد علمه أنها ستصير زوجته هو صلى الله عليه وسلم ، وخشي مقالة الناس أن يقولوا : لو أظهر ما علم من تزويجه إياها أنه يريد تزويج زوجة ابنه في الوقت الذي هي فيه في عصمة زيد .
والدليل على هذا أمران :
الأول : هو ما قدّمنا من أن اللَّه جلَّ وعلا قال - وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ - ، وهذا الذي أبداه اللَّه جلَّ وعلا ، هو زواجه إياها في قوله - فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا-، ولم يبدِ جلَّ وعلا شيئًا ممّا زعموه أنه أحبَّها ، ولو كان ذلك هو المراد : لأبداه اللَّه تعالى ، كما ترى .
الأمر الثاني : أن اللَّه جلَّ وعلا صرّح بأنه هو الذي زوّجه إياها ، وأن الحكمة الإلهية في ذلك التزويج هي قطع تحريم أزواج الأدعياء في قوله تعالى - فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ - ، فقوله تعالى - لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ - تعليل صريح لتزويجه إياها ، لما ذكرنا ، وكون اللَّه هو الذي زوّجه إياها لهذه الحكمة العظيمة صريح في أن سبب زواجه إياها ليس هو محبّته لها التي كانت سبباً في طلاق زيد لها - كما زعموا ، ويوضحه قوله تعالى - فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً - الآية ؛ لأنه يدلّ على أن زيداً قضى وطره منها ، ولم تبقَ له بها حاجة ، فطلّقها باختياره ، والعلم عند اللَّه تعالى .
" أضواء البيان " - 6 / 582 ، 583  .
 
سُئل علماء اللجنة الدائمة :
ما هي قصة زيد بن حارثة وزواجه من زينب التي تزوجها بعده النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وكيف بدأ زواجهما ؟ وكيف انتهى ؟ حيث إننا سمعنا من بعض الناس في بعض الدول العربية بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد عشق زينب وغير ذلك ، ولا تسمح نفسي بأن أكتب لكم ما سمعت ، فأفيدوني ؟ .
فأجابوا :
زيد هو ابن حارثة بن شراحيل الكلبي مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد أعتقه وتبنَّاه ، فكان يُدعى " زيد بن محمد " ، حتى أنزل الله قوله ( ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ ) ، فدَعوه زيد بن حارثة ، أما زينب فهي بنت جحش بن رباب الأسدية ، وأمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أما قصة زواج زيد بزينب : فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الذي تولى ذلك له ، لكونه مولاه ومُتبنّاه ، فخطبها من نفسها على زيد ، فاستنكفت وقالت : أنا خير منه حسباً ، فروي أن الله أنزل في ذلك قوله - وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا - ،
فاستجابت طاعةً لله ، وتحقيقًا لرغبة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد عاشت مع زيد حوالي سنة ، ثم وقع بينهما ما يقع بين الرجل وزوجته ، فاشتكاها زيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لمكانتهما منه ؛ فإنه مولاه ومتبناه ، وزينب بنت عمته " أميمة " ، وكأن زيداً عرَّض بطلاقها ، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم بإمساكها ، والصبر عليها ، مع علمه صلى الله عليه وسلم بوحيٍ من الله أنه سيطلقها ، وستكون زوجة له - صلى الله عليه وسلم - ، لكنه خشي أن يُعيّره الناس بأنه تزوج امرأة ابنه ، وكان ذلك ممنوعاً في الجاهلية ، فعاتب الله نبيه في ذلك بقوله -  وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ - ، يعني - والله أعلم - : تخفي في نفسك ما أعلمك الله بوقوعه من طلاق زيد لزوجته زينب وتزوجك إياها ، تنفيذاً لأمره تعالى ، وتحقيقًا لحكمته ، وتخشى قالةَ الناس وتعييرهم إياك بذلك ، والله أحق أن تخشاه ، فتُعلن ما أوحاه إليك من تفصيل أمرك وأمر زيد وزوجته زينب ، دون مبالاة بقالة الناس ، وتعييرهم إياك .
 
 أما زواج النبي صلى الله عليه وسلم زينب : فقد خطبها النبي صلى الله عليه وسلم ، بعد انتهاء عدتها من طلاق زيد ، وزوّجه الله إياها بلا ولي ولا شهود ؛ فإنه صلى الله عليه وسلم ، وليّ المؤمنين جميعاً ، بل أولى بهم من أنفسهم ، قال الله تعالى - النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ - ، وأبطل الله بذلك عادة التبنّي الجاهلي ، وأحلَّ للمسلمين أن يتزوجوا زوجات مَن تبنوه بعد فراقهم إياهن بموتٍ أو طلاقٍ ، رحمة منه تعالى بالمؤمنين ، ورفعًا للحرج عنهم .
 
وأما ما يُروى في ذلك من رؤية النبي صلى الله عليه وسلم زينب من وراء الستار ، وأنها وقعت من قلبه موقعاً بليغاً ففُتن بها وعشقها ، وعلم بذلك زيد فكرهها وآثر النبي صلى الله عليه وسلم بها فطلقها ليتزوجها بعده : فكله لم يثبت من طريق صحيح ، والأنبياء أعظم شأناً ، وأعف نفساً ، وأكرم أخلاقاً ، وأعلى منزلةً وشرفًا من أن يحصل منهم شيء من ذلك ، ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي خطبها لزيد رضي الله عنه ، وهي ابنة عمته ، فلو كانت نفسه متعلقة بها لاستأثر بها من أول الأمر ، وخاصة أنها استنكفت أن تتزوج زيداً ، ولم ترض به حتى نزلت الآية فرضيت ، وإنما هذا قضاء من الله وتدبير منه سبحانه لإبطال عاداتٍ جاهلية ، ولرحمة الناس والتخفيف عنهم ، كما قال تعالى - فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولًا . مَا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا . الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا . مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا  -
الشيخ عبد العزيز بن باز ، الشيخ عبد الرزاق عفيفي ، الشيخ عبد الله بن غديان ، الشيخ عبد الله بن قعود .
" فتاوى إسلامية "  18  137 – 141 /
 
7- طعنهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن حمارا يتفداه بأبويه : عن أمير المؤمنين عليه السلام إن غُفيراً - حمار ، رسول الله صلى الله عليه وآله- قال له: بأبي أنت وأمي - يا رسول الله- إن أبي حدثني عن أبيه عن جده عن أبيه: (أنه كان مع نوح في السفينة، فقام إليه نوح فمسح على كفله ثم قال: يخرج من صلب هذا الحمار حمار يركبه سيد النبيين وخاتمهم، فالحمد لله الذي جعلني ذلك الحمار) -أصول الكافي 1/237.
أقول : قال الله تعالى : (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) الإسراء 70
هذه الآية الكريمة بتفضيل بني آدم جميعا فكيف بأفضلهم وهو سيد الأنبياء والمرسلين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ؟ هذا مما لاشك فيه طعن في نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بأن يأتي حمارا يتفداه بأبويه ومن أبويه سوى حمارين ، فهل هذا قدر الرسول صلى الله عليه وسلم عندكم يا رافضة ؟؟
8- طعنهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه يري عورته لابن عمه : " إنه لن يرى عورتي إلا علي"  الفوائد (378)، اللآلئ (1/242).
 
أقول : قال الصحابي الجليل أبو سعيد الخدري رضي الله عنه (كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها ) رواه البخاري
 
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعه فإن الحياء من الإيمان . رواه البخاري
 
وعن أبي بكرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحياء من الإيمان والإيمان في الجنة والبذاء من الجفاء والجفاء في النار ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
 
وعن ابن عمر قال إن الحياء والإيمان قرنا جميعا ، فإذا رفع أحدهما رفع الأخر . صححه الألباني في الأدب المفرد
 
وقال صلى الله عليه وسلم (إن الله عز وجل حيي ستير يحب الحياء والستر فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) رواه أبو داود وصححه الألباني
 
وقال صلى الله عليه وسلم (إن لكل دين خلقا ، وخلق الإسلام الحياء ) صححه الألباني في الترغيب وقال صحيح لغيره.
 
وقال صلى الله عليه وسلم (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة . فأفضلها قول لا إله إلا الله . وأدناها إماطة الأذى عن الطريق . والحياء شعبة من الإيمان ) رواه مسلم
 
فهل بعد هذا كله يقول الرافضة هذا القول عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لن أرد عليهم إلا بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أيضا في الحياء : (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) رواه البخاري
 
 
9- في كتاب الكافي والذي قال عنه مهديهم كما يزعمون بأنه كافي لشيعتهم طعن في النبي صلى الله عليه وسلم وأنه قد دخل النار :
 
يقول الكليني صاحب الكافي في كتابه الكافي الجزء الثاني ص11 وأيضا ذكرت في كتب أخرى مثل بصائر الدرجات 157 ونقلها المجلسي في بحاره 64/122 وكذلك في شرح أصول الكافي 8/32
 
عن الإمام الصادق عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى لما أراد أن يخلق آدم خلق تلك الطينتين ، ثم فرقهما فرقتين فقال لأصحاب اليمين كونوا خلقاً بإذني ، فكانوا خلقاً بمنزلة الذر يسعى ، وقال لأهل الشمال : كونوا خلقاً بإذني ، فكانوا خلقاً بمنزلة الذر يدرج ، ثم رفع لهم ناراً فقال أدخلوها بإذني ، فكان أول من دخلها محمد صلى الله عليه وآله ثم اتبعه أولو العزم من الرسل وأوصياؤهم وأتباعهم .
ثم قال لأصحاب الشمال أدخلوها بإذني فقالوا: ربنا خلقتنا لتحرقنا ؟ فعصوا ، فقال لأصحاب اليمين أخرجوا بإذني من النار لم تَكْلُمِ النارُ منهم كَلْماً ، ولم تؤثر فيهم أثراً ، فلما رآهم أصحاب الشمال قالوا: ربنا نرى أصحابنا قد سلموا فأقِلنا ومُرْنا بالدخول ، قال : قد أقلتكم فادخلوها ، فلما دنوا وأصابهم الوهج رجعوا فقالوا: يا ربنا لا صبر لنا على الاحتراق فعصوا ، فأمرهم بالدخول ثلاثاً ، كل ذلك يعصون ويرجعون .
وأمر أولئك ثلاثاً كل ذلك يطيعون ويخرجون ، فقال لهم: كونوا طيناً بإذني فخلق منه آدم ، قال: فمن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء ، ومن كان من هؤلاء لا يكون من هؤلاء .

 
أقول : بلا شك أن هذا طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم بل في جميع الأنبياء والرسل وفي جميع من آمن بالله ، فقد دلس وكذب الرافضة بقولهم هذا ودمجوا حديث أهل الفترة بهذه الرواية المكذوبة ، والمعلوم أن أهل الفترة هم من يختبرون على إيمانهم وذلك يوم القيامة وليس حين خلق الله الخلق ، ثم دمجوا معها حديث حين خلق الله الخلق أخرجهم من صلب آدم فأشهدهم على أنفسهم ، ولكن بصيغة أخرى ليتماشى مع كذبهم لأنهم إن ذكروه بتمامه سيثبتوا صفة اليدين لله تبارك وتعالى وهذا أمر لا يريدونه فهم يقررون رواياتهم على ما تشتهي أنفسهم ، أما حديث أهل الفترة : قال صلى الله عليه وسلم ( أربعة يحتجون يوم القيامة : رجل أصم لا يسمع شيئا . ورجل أحمق ، ورجل هرم ، ورجل مات في فترة . فأما الأصم فيقول : رب لقد جاء الإسلام وما أسمع شيئا . وأما الأحمق فيقول : رب جاء الإسلام وما أعقل شيئا ، والصبيان يحذفونني بالبعر . وأما الهرم فيقول : رب لقد جاء الإسلام وما أعقل شيئا . وأما الذي مات في الفترة فيقول : رب ما أتاني لك رسول . فيأخذ مواثيقهم ليطيعنه ، فيرسل إليهم : أن ادخلوا النار ، فمن دخلها كانت عليه بردا و سلاما ، و من لم يدخلها سحب إليها ) صححه الألباني في صحيح الجامع 881 ،
 
وأما حديث ذرية آدم عليه السلام : قال صلى الله عليه وسلم (لما خلق الله آدم مسح على ظهره فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصا من نور ثم عرضهم على آدم فقال أي رب من هؤلاء قال هؤلاء ذريتك فرأى رجلا منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه فقال أي رب من هذا فقال رجل آخر الأمم من ذريتك يقال له داود قال أي رب كم جعلت عمره قال ستين سنة قال أي رب زده من عمري أربعين سنة فلما انقضى عمر آدم جاء ملك الموت فقال آدم أو لم يبق من عمري أربعون سنة قال أولم تعطها ابنك داود قال فجحد وجحدت ذريته ونسي فنسيت ذريته وخطئ فخطئت ذريته  ) حديث صحيح ذكره ابن مندة في الرد على الجهمية .
 
ورواية أخرى : ( إن الله تبارك و تعالى قبض قبضة بيمينه فقال : هذه لهذه و لا أبالي ، و قبض قبضة أخرى ، يعني : بيده الأخرى ، فقال : هذه لهذه و لا أبالي ) السلسلة الصحيحة 50 .
 
وبهذا يتبين تدليس هؤلاء القوم وطعنهم في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بزعمهم أنه أول من دخل النار .
 
 
10 - ذكر السيد علي غروي أحد أكبر العلماء في الحوزة: (إن النبي صلى الله عليه وآله لا بد أن يدخل فرجه النار، لأنه وطئ بعض المشركات) كشف الأسرار للموسوي ص24
 
أقول : قصد هذا الرافضي الزنديق هو زواج النبي صلى الله عليه وسلم من عائشة وحفصة لأنهن بنظر هؤلاء القوم كافرات مشركات لذا جزم هذا الرافضي وقال لابد أن يدخل فرجه للنار ، وهذا بلا أدنى شك طعن واضح بين في رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رأس أهل البيت الذين يزعمون محبتهم ، وليت شعري لو يشرحوا لنا كيف يكون كسرى فارس المجوسي يزدجرد في الجنة ويكون بعض رسول الله صلى الله عليه وسلم في النار !!! هذا يبين معتقدهم المجوسي الكافر فعندهم رواية : أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال عن كسرى : إن الله خلصه من عذاب النار, و النار محرمة عليه . بحار الأنوار 14/41
 
فهل النار محرمة على كسرى ملك الفرس الذي دعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بتمزيق ملكه ، وليست محرمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن كما قيل ليس بعد الكفر ذنب .
 
وأما عائشة وحفصة فرغما عن أنوف الرافضة سماهن الله تعالى بأمهات المؤمنين وطهرهن من الرجس وقوله هذا يرد به كلام الله جلا وعلا . كما عندهم أن علي هو قسيم الجنة والنار فهل قسم علي بعض رسول الله صلى الله عليه وسلم للنار ؟  أسأل الله أن يحاسبهم بما يستحقون .
 
11- طعنهم في النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الغيرة على عرضه ( حاشاه من ذلك بأبي هو وأمي )
 
عن أمير المؤمنين أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وعنده أبو بكر وعمر ( فجلست بينه وبين عائشة، فقالت عائشة: ما وجدت إلا فخذي وفخذ رسول الله؟ فقال: مه يا عائشة) البرهان في تفسير القرآن 4/ 225.

علي رضي الله عنه: ( أنه كان ينام مع عائشة في فراش واحد ولحاف واحد ، والنبي بينهما، ثم يقوم النبي يصلي الليل، وعلي وعائشة في فراش واحد وفي لحاف واحد ) [بحار الأنوار: (40/2)]
 
وعن رجب البرسي (أن عائشة جمعت أربعين دينارا من خيانة وفرقتها على مبغضي علي) - مشارق الأنوار 86
 
قالوا : برأها الله في قولة تعالى (أولئك مبرؤن مما يقولون ) قلنا ذلك تنزيه لنبيه عن الزنا لا لها كما أجمع المفسرون.
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم 3/168-169
  
أقول : لنعلم أولا أن الرافضة يزعمون أن أئمتهم يعلمون الغيب وما في ضمائر العباد وأنهم استقوا هذا العلم عن النبي صلى الله عليه وسلم وسأذكر الأدلة على قولي هذا من كتبهم ، فنفهم من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب ، فهل علم النبي صلى الله عليه وسلم بخيانة زوجته وسكت ؟ أم لم يعلم ويكون علم الغيب الذي عند الأئمة كذب وافتراء ، أم أن هذا الأمر لم يكن أصلا وأنهم افتروا على أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها وهذا هو الصحيح .
 
أدلة علم الغيب عند الأئمة من كتب الرافضة :
 

  • في خطبة للإمام علي عليه السلام ، يذكر فيها صفات الإمام ، جاء فيها : ويلبسُ الهيبةَ ، وعلم الضمير ، ويطَّلع على الغيب ، ويعطي التصرُّف على الإطلاق . مشارق أنوار اليقين : 115

    - أن الإمام مؤيد بروح القدس وبينه وبين الله عز وجل عمود من نور يرى فيه أعمال العباد وكلما احتاج إليه لدلالة اطلع عليه. كتاب الكافي ص179-ج1

    - أنا قسيم الجنة والنار ولقد أقرت لي جميع الملائكة والروح والرسل بمثل ما أقروا لمحمد صلى الله عليه وآله.. ولقد أُعطيت خصالاً ما سبقني إليها أحد قبلي, عُلّمت المنايا والبلايا والأنساب وفصل الخطاب فلم يفتني ما سبقني ولم يعزب عني ما غاب عني. الكافي1/196


- عن جعفر الصادق : إني لأعلم ما في الجنة والنار وأعلم ما كان وما يكون.  الكافي 1/261.

- وعن جعفر الصادق أنه قال: أي إمام لا يعلم ما يغيبه وإلى ما يصير فليس حجة على خلقه . الكافي 1/285
 
- الأئمة يعرفون الرجل إذا رأوه بحقيقة الإيمان وحقيقة النفاق. الكافي 1/223
 
- إن موسى والخضر أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون ـ كما عند الأئمة ـ.  الكافي 1/261

- عن داود بن فرقد عن الحارث النضري قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : الذي يسأل عنه الإمام عليه السلام وليس عنده فيه شيء من أين يعلمه ؟ قال : ينكت في القلب نكتا أو ينقر في الأذن نقرا ، وقيل لأبي عبد الله عليه السلام : إذا سئل الامام كيف يجيب ؟ قال : إلهام أو إسماع امالى ابن الشيخ : 260 .
بحار الانوار : 26 - أبواب علومهم عليهم السلام باب 1: جهات علومهم عليهم السلام وما عندهم من الكتب وانه ينقر في آذانهم وينكت في قلوبهم 18 - 20

* هذه بعض الروايات ذكرتها ورواياتهم أكثر بكثير عن علم الأئمة بالغيب ، فهل علم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن زوجته هذه الأمور وسكت ؟؟؟
 
ولنعلم أيضا أنهم بهذا الكلام ردوا نص القرآن الذي برأ أم المؤمنين عائشة من حادثة الإفك ، وكما قال تعالى في سورة النور : (إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) – النور 11 ، وقال تعالى : (يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) – النور 17 ، وقال تعالى : (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) – النور 26 ،
الآية الأولى توضح أن هذه الحادثة إفك أي كذب وزور ، والآية الثانية يعظ الله بها الناس أن يعودوا إلى هذه المقالة إن كانوا مؤمنين ، فمن لم يكن مؤمن فليس بعد الكفر ذنب كما قيل وهذا شأن الطاعنين في أم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها ، والآية الثالثة تبين أن الخبيثون للخبيثات وأن الطيبات للطيبين ، فنسأل الرافضة الذين يزعمون محبة آل البيت ، هل النبي صلى الله عليه وسلم عندكم طيب أم خبيث ؟ وما حكم من طعن في إحدى أمهات المؤمنين بالزنا بعد أن وضح الله تعالى هذا في القرآن ؟
وهناك رواية عن الرافضة في دولتهم العبيدية سأذكرها هنا :
قال أبو السائب القاضي : ( كنت يوما بحضرة الحسن بن زيد - الداعي بطبرستان وكان يلبس الصوف ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويوجه في كل سنة بعشرين الف دينار الى مدينة السلام يفرق على سائر ولد الصحابة - وكان بحضرته رجل ذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ! ، فقال له العلويون : هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى ) الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات اولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم ( فان كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث فهو كافر فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه وانا حاضر ) - رواه اللالكائي
وروي عن محمد بن زيد اخي الحسن بن زيد انه قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء فقام اليه بعمود فضرب به دماغه فقتله ، فقيل له : هذا من شيعتنا ومن يتولانا ، فقال  :هذا سمى جدي قرنان ومن سمي جدي قرنان استحق القتل ، فقتله .
 
ونذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة : مدمن الخمر ، والعاق ، والديوث الذي يقر في أهله الخبث ) رواه الألباني وصححه في صحيح الجامع 3052 عن عبدالله بن عمر ورواه أيضا أحمد والنسائي .
 
وهنا سأذكر مقالة للشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله تفي بالرد إن شاء الله وسأزيد بعدها رواية من أقوال الرافضة لندينهم بأفواههم .
 
يقول الشيخ السحيم حفظه الله
 
من هو الدّيوث ؟؟ وما حُـكم من علِم عن أهله فجوراً فسكت ؟؟
 
ذُكِـرتْ لي حالة رجل يعلم بوقوع بعض محارمه في الزنا ، وهو ساكتٌ لا يُحرّك ساكناً ، فاقشعرّ جلدي مما ذُكِـر ، فهو والله أمر تقشعر له الأبدان ، ويشيب لِـهولِـه الولدان .

لقد كان أهل الجاهلية الأولى - رغم جاهليتهم – كانوا يرفضون الزنا ، ويرونه عاراً ، ولم يزِد الإسلام ذلك إلا شِدّة ، إلا أن الإسلام تمم مكارم الأخلاق وضبطها بضوابط الشريعة .
فالرجل الجاهلي كانت تحمله الغيرة على دفن ابنته وهي حيّـة ، فجاء الإسلام وأقرّ الغيرة ، وحرّم وأد البنات .
وكانت الغيرة خُلُـقـاً يُمدح به الرجال والنساء .
فيقول الشاعر مُفتخراً بالغيرة :
ألسنا قد عَلِمَتْ معـدٌ *** غداةَ الرّوعِ أجدرُ أن نغارا

وكان ضعف الغيرة علامة على سقوط الرجولة بل على ذهاب الديانة .
ولذا كان ضعيف الغيرة يُذمّ ، حتى قيل :
إذ لا تغارُ على النساءِ قبائلُ *** يوم الحفاظِ ولا يَفُون لجـارِ

وكانت العرب تقول : تموت الحُـرّة ولا تأكل بثدييها
وقال هند بنت عتبة – رضي الله عنها – وقد جاءت تُبايع النبي صلى الله عليه على آله وسلم ، فكان أن أخذ عليها في البيعة
( وألاّ تزنين ) قالت : أوَ تزني الحُـــرّة ؟؟؟
ولقد جاء الإسلامُ مُتمِّماً لمكارمِ الأخلاق ، فجعل الغيرةَ من ركائزِ الإيمان ، بل جعلها علامة على قوّة الإيمان .
وفاقِدُها - أجارك الله - هو الدّيوث . الذي يُقرُّ الخبثَ في أهله ، فالجنةُ عليه حرام
عن عبد الله بن عمر أن رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم قال :
ثلاثةٌ قد حَرّمَ اللهُ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - عليهم الجنةَ : مُدْمِنُ الخمر ، والعاقّ ، والدّيّوثُ الذي يُقِرُّ في أَهْلِهِ الخُبْثَ . رواه أحمد والنسائي .
والدّيوث قد فسّره النبي صلى الله عليه على آله وسلم في هذا الحديث بأنه الذي يُقرّ الخبث في أهله ، سواء في زوجته أو أخته أو ابنته ونحوهنّ .
والخبث المقصود به الزنا ، وبواعثه ودواعيه وأسبابه من خلوة ونحوها .

قال علي رضي الله عنه : أما تغارون أن تخرج نساؤكم ؟ فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يزاحمن العلوج .
رواه الإمام أحمد

تأمل في أحوال الصحابة – رضي الله عنهم – تجد عجباً ، فهم يغارون أشدّ الغيرة ، وكان رسول الله صلى الله عليه على آله وسلم أشد منهم غيرة .

ففي الصحيحين من حديث الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ : قَالَ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ : لَوْ رَأَيْتُ رَجُلاً مَعَ امْرَأَتِي لَضَرَبْتُهُ بِالسّيْفِ غَيْرُ مُصْفِحٍ عَنْهُ ، فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه على آله وسلم فَقَالَ
: أَتَعْجَبُونَ مِنْ غَيْرَةِ سَعْدٍ ؟ فَوَ الله لأَنَا أَغْيَرُ مِنْهُ ، وَالله أَغْيَرُ مِنّي ، مِنْ أَجْلِ غَيْرَةِ الله حَرّمَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَلاَ شَخْصَ أَغْيَرُ مِنَ الله ، وَلاَ شَخْصَ أَحَبّ إِلَيْهِ الْعُذْرُ مِنَ الله ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ بَعَثُ الله الْمُرْسَلِينَ مُبَشّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَلاَ شَخْصَ أَحَبّ إِلَيْهِ الْمِدْحَةُ مِنَ الله ، مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ وَعَدَ الله الْجَنّةَ .

قال ابن القيم رحمه الله : فَجَمَعَ هذا الحديثُ بين الغيرةِ التي أصلُها كراهةُ القبائح وبُغضُها ، وبين محبةِ العُذرِ الذي يوجبُ كمالَ العدلِ والرحمةِ والإحسانِ …
فالغيورُ قد وافقَ ربَّهُ سبحانه في صفةٍ من صِفاتِه ، ومَنْ وافقَ الله في صفه من صفاتِه قادته تلك الصفة إليه بزمامه وأدخلته على ربِّه ، وأدنته منه وقربته من رحمته ، وصيّرته محبوباً له . انتهى .

إذاً فالغيرةُ صفةٌ من صفات الرب جل وعلا ، وصفاته صفاتُ كمالٍ ومدح .
والغَيْرةُ لا يتّصفُ بـها سوى أفذاذ الرّجال الذين قاموا بحقِّ القَوامَـة .

المرأة إذا علِمت من زوجها أو وليّها الغيرة عليها راعت ذلك وجعلته في حُسبانها

هذه أسماءُ بنت أبي بكر تقول : تَزَوّجَني الزّبَير وما له في الأرضِ مِنْ مالٍ ولا مَمْلوكٍ ولا شيءٍ غيرِ ناضحٍ وغير فَرَسِهِ ، فكنتُ أعلِفُ فرسَهُ وأستقي الماءَ وأخرِزُ غَربَهُ وأعجِن ، ولم أكن أُحسِنُ أخبزُ ، وكان يَخبزُ جاراتٌ لي من الأنصار ، وكن نِسوَةَ صِدق ، وكنتُ أنقل النّوَى من أرض الزّبير التي أقطَعَهُ رسولُ صلى الله عليه وسلم على رأسي ، وهي مِنِّي على ثُلثَي فَرسَخ ، فجِئتُ يوماً والنّوَى على رأسي ، فلقيتُ رسولَ صلى الله عليه وسلم ومعهُ نَفَرٌ من الأنصار ، فدَعاني ثم قال : إخْ إخ ، ليحمِلَني خَلفَه ، فاستحيَيتُ أن أسيرَ معَ الرّجال ، وذكرتُ الزّبيرَ وغَيرَتَه ، وكان أغيَرَ الناس ، فَعَرَفَ رسولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم أني قد استحييتُ فمضى ، فجئتُ الزّبيرَ فقلتُ : لَقيَني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النّوَى ، ومعهُ نفرٌ من أصحابه ، فأناخَ لأركبَ ، فاستَحييتُ منه ، وعرَفتُ غَيرتَك ، فقال : والله لَحملُكِ النّوى كان أشدّ عليّ من ركوبِك معَه . قالت : حتى أرسلَ إليّ أبو بكرٍ بعدَ ذلك بخادمٍ تَكفيني سِياسةَ الفَرَس ، فكأنما أعتَقَني . متفق عليه .

وفي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري أنه قال : كان فتى منـّا حديثُ عهد بعُرس قال : فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق ، فكان ذلك الفتى يستأذنُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجعُ إلى أهله ، فاستأذنه يوماً ، فقال له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :
خذ عليك سلاحك ، فإني أخشى عليك قريظة . فأخذ الرجلُ سلاحَه ، ثم رجع ، فإذا امرأتُهُ بين البابين قائمةً ، فأهوى إليها الرُّمحَ ليطعنها به ، وأصابته غَيْرَةٌ ، فقالت له : اكفف عليك رُمْحَكَ ، وادخل البيتَ حتى تنظـرَ ما الذي أخرجني ، فدخل فإذا بِحَيّةٍ عظيمةٍ منطويةٍ على الفراش فأهوى إليها بالرمح فانتظمَها به ، ثم خرج فركـزَه فـي الدار ، فاضطربَتْ عليه ، فما يُدرى أيهما كان أسرعَ موتاً . الحيّةَ أم الفتى ؟ . الحديث .

وبالمقابل فإن المرأة إذا عرفتْ أن وليَّها لا يهتمُّ بـها ، ولا يرفعُ بالغيرة رأساً سَهُل عليها التماديَ في الباطل ، والوقوعَ في وحلِ الخطيئة ، ومستنقعات الرذيلة .

والغيرةُ غيرتان :


فغيرةٌ يُحِبُّها الله ، وغيرةٌ يُبغضها الله .
فعن جابر بن عتيك أن نبيَّ الله صلى الله عليه على آله وسلم كانَ يَقُولُ : مِنَ الغَيْرَةِ مَا يُحِبّ الله ، ومِنْهَا مَا يُبْغِضُ الله ، فَأَمّا الّتِي يُحِبّهَا الله عَزّ وَ جَلّ فَالغَيْرَةُ في الرّيبَةِ ، وَأَمّا الّتِي يَبْغَضُهَا الله فالْغَيْرَةُ في غَيْرِ رِيبَةٍ . رواه أحمد وأبو داود والنسائي ، وهو حديث صحيح .

وواجبُ المؤمنُ أن يُحبَّ ما يُحبُّه الله . وأن يكره ما يكرهه الله .

قال ابن القيم : وإنما الممدوح اقترانُ الغيرةِ بالعذر ، فيغارُ في محل الغيرة ، ويعذرُ في موضع العذر ، ومن كان هكذا فهو الممدوحُ حقّـاً .

يروى أن أعرابياً رأى امرأته تنظر إلى الرجال فطلّقها ، فعُوتِب في ذلك ، فقال :
وأتركُ حُبَّها من غـيرِ بغضٍ *** وذاك لكثرةِ الشركـاءِ فيـه
إذا وقع الذباب على طعـامٍ *** رفعـت يدي ونفسي تشتهيـه
وتجتنبُ الأسودُ ورودَ مـاءِ *** إذا كنَّ الكلاب وَلَـغْـنَ فيه

وإذا رأيت ضعيف الغيرة فاعلم أنه أُصيب في مَـقْـتَـل ، وأن ذلك بسبب الذنوب .

قال ابنُ القيّمِ رحمه الله : ومن عقوباتِ الذنوب أنـها تُطفئ من القلب نارَ الغيرة … وأشرفُ الناسِ وأجدُّهم وأعلاهم هِمَّةً أشدَّهم غيْرةً على نفسه وخاصته وعموم الناس ، ولهذا كان النبي صلى الله عليه على آله وسلم أغيرَ الخلقِ على الأُمّة ، والله سبحانه أشدُّ غيرةً منه .
والمقصودُ أنه كلما اشتدّت ملابستُهُ للذنوب أخرجت من قلبه الغيْرةَ على نفسه وأهله وعموم الناس ، وقد تضعفُ في القلب جداً حتى لا يستقبح بعدَ ذلك القبيح لا من نفسه ولا من غيرِه ، وإذا وصَلَ إلى هذا الحدِّ فقد دخل في باب الهلاك ، وكثيرٌ من هؤلاء لا يقتصر على عدم الاستقباح ، بل يُحسِّنُ الفواحشَ والظُلمَ لغيرِه ، ويُزيِّنهُ له ، ويدعوه إليه ، ويحُثُّه عليه ، ويسعى له في تحصيله ، ولهذا كان الديوثُ أخبثَ خلقِ الله ، والجنـةُ عليه حرام وكذلك محللُ الظلم والبغي لغيره ، ومزيِّـنَـه له .
فانظر ما الذي حَمَلَتْ عليه قِلَّـةُ الغيرة ؟!
وهذا يدُلُّكَ على أن أصل الدينِ الغيرة ، ومن لا غيرة له لا دين له ، فالغيرةُ تحمي القلب فتحمي له الجوارح ، فتدفعُ السوءَ والفواحشَ .
وعدمُ الغيرةِ تُميتُ القلبَ فتموتَ الجوارحُ ، فلا يبقى عندها دفعٌ البتّةَ …
وبين الذنوب وبين قِلّةِ الحياءِ وعدمِ الغيرةِ تلازمٌ من الطرفين ، وكلٌ منهما يستدعي الآخر ويطلبه حثيثاً .
انتهى كلامُه رحمه الله ، ولا مزيد عليه .

والمرأة عموما – أختـاً أو بنتاً أو زوجة – تُريد من يغار عليها ، ولكن بضوابط الغيرة التي تقدّمت .
وهذا ليس في نساء المسلمين فحسب ، بل حتى في نساء الكفار ! .... انتهى كلامه حفظه الله .

 
* وسأذكر رواية للرافضة تفيد أن من وجد مع امرأة في لحاف واحد يقام عليهما الحد
 
عن أبي عبد الله أنه أفتى فيمن يوجد مع امرأة تحت لحاف واحد أنهما يجلدان مئة جلدة (الكافي7/182 تهذيب الأحكام10/40 الاستبصار4/213 وسائل الشيعة20/348 مستدرك الوسائل 14/339 باب تحريم الخلوة بامرأة أجنبية تحت لحاف واحد. بحار الأنوار73/130 و76/57-93 فقيه من لا يحضره الفقيه4/23).
 
 
هذه الرواية من كتبهم تفيد إقامة الحد على من وجد مع امرأة في لحاف واحد ، فهل ينطبق هذا على ما رووه عن علي وعائشة ؟ وهل يقام الحد على علي ؟؟
وهذا يكفي لبيان مدى خبث هؤلاء الزنادقة في طعنهم وتعديهم على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه المسألة.
 
12- طعنهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يسأل المسلمين أموالهم :
 
ذكروا في كتاب  مرآة الأنوار صفحة 89 {وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ } - الذاريات19
يقول الصادق ( زعموا) في هذه الآية ( إن السائل والمحروم شأنهما عظيم أما السائل فهو رسول الله ، والمحروم من حرم الخمس أمير المؤمنين والأئمة من ولده ).
 
 
أقول : هذا يخالف ما أمر الله به رسوله صلى الله عليه وسلم إذ قال تعالى : ( أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ ) الأنعام 90
وقال تعالى ( قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ) الشورى 23
وهذا نبي الله نوح عليه السلام وانظروا ما يقول لقومه ( وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ ) هود 29 ، فهل نبي الله نوح أفضل من نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليهما ؟؟ والمعلوم أن نبينا محمد أفضل النبيين والمرسلين وسيدهم ، فهل الأنبياء يرفضون المال لتكون دعوتهم خالصة لله ونبينا صلى الله عليه وسلم يطلب مالا ؟؟؟ إن هذا إلا افتراء منكم يا رافضة وحاشا نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أن يكون كما تزعمون .
 
 
13- لما خلق الله تعالى النبي صلى الله عليه وسلم ؟
يقول الرافضة في رواية عندهم ويقولون أنها حديث قدسي (يا أحمد لولاك لما خلقت الأفلاك ، ولولا علي لما خلقتك ولولا فاطمة لما خلقتكما ) - كشف اللآلي للعرندس على ما نقله السيد مير جهاني في (الجنة العاصمة)، والعلامة المرندي في (ملتقى البحرين): ص14، و(مستدرك سفينة البحار): ج3 ص334، ونقله (عوالم العلوم): ص26 عن (مجمع النورين)، و(من فقه الزهراء (عليها السلام): ج1 ص19
 
وعند سؤال أحد شيوخهم المعاصرين عن هذه الرواية كان هذا الجواب :
س : سماحة آية الله الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في الحديث القدسي المذكور في كتاب عوالم سيدة النساء عن مجمع النورين، وكذا روي عن كتاب ضياء العالمين الجد الأكبر لصاحب الجواهر من طرف الأم الفتوني العاملي الغروي المتوفى قبل ثلاثة قرون تقريبا ما يأتي: "لولاك لما خلقت الأفلاك، ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما" فهل في هذا الحديث محذور فلسفي من قبيل الدور أو توقف الشيء على نفسه وذلك بلحاظ الجزء الثاني أي ولولا علي لما خلقتك، ولولا فاطمة لما خلقتكما؟ وهل يصح للحديث توجيه مقبول؟
الجواب : السلام عليكم ورحمة الله
معنى الرواية الشريفة (على فرض صدورها من المعصوم عليه السلام ) هو: اذا لم يكن إيجاد النبي الأكرم صلي الله عليه و آله مقرراً في علم الله، كان خلق السموات والأرض متنافيا مع الحكمة الإلهية، لأنه (ص) أكمل الموجودات و هذا بمعني انه صلي الله عليه و آله يعد الغاية النهائية من خلق الأفلاك. وان لم يكن من المقرر إيجاد أمير المؤمنين عليه السلام لم يخلق الله تعالى النبي الأكرم صلي الله عليه و آله أيضا لان في هذه الحالة (مع فرض عدم وجود علي عليه السلام ) لبقي الهدف من رسالته صلي الله عليه و آله أبتراً وغير تام . ولو لم يكن من المقرر خلق فاطمة الزهراء سلام الله عليها لتنير العالم، لم يخلق الله أمير المؤمنين عليه السلام أيضا لان الوجود النير لبنت رسول الله صلي الله عليه و آله وأبنائها المكرمين هو الذي يضمن استمرار الهداية النبوية حتى اليوم الذي يضمحل فيه العالم .
وفقكم الله لمرضاته.
 
أقول : خلق الله تبارك وتعالى الإنس لتوحيده ولعبادته والدليل قوله تعالى (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) – الذاريات 56 ، والعبادة تكون أولا بتوحيد الله وعمل الطاعات التي أمر بها الله واجتناب ما نهى عنه ، وقد أرسل الله تبارك وتعالى جميع الرسل للناس لتوحيده بالعبادة ، قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ) – الأنبياء 25 ، وقال تعالى لموسى عليه السلام : (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي ) – طه 14
وقال تعالى : (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ ) – الشورى 13
 
وليس فقط للعبادة بل للابتلاء ، والإبتلاء يكون بعمل الطاعات وترك الشرك والذنوب حتى يتميز الخبيث من الطيب ، وهذا لا ينافي ما ذكرناه سابقا حيث أن الله تبارك وتعالى ليس بحاجة لعبادتنا وسأورد مقالا للعلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك حفظه الله وهو ردا على سائل سأله : الله غني عن عبادتنا فلماذا خلقنا ؟
 
الله غني عن عبادتنا .. فلماذا خلقنا ؟
الحمد لله وحدة والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد :
فقد بيّن سبحانه وتعالى حكمته من خَلقِ السماوات والأرض، وخلقِ ما على الأرض وخَلقِ الموتِ والحياة، وهي الابتلاء للجن والإنس، كما قال سبحانه وتعالى:  {وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } [هود: 7]، وقال تعالى{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً }[الكهف: 7]، وقال تعالى:  {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ} [الملك: 2].
فعُلم من هذه الآياتِ أن الله خلق ما خلق لابتلاء العباد ليتبين من يكونُ منهم أحسنَ عملاً، ويظهرُ ذلك في الواقع حقيقة موجودة، بل بيّن سبحانه في كتابه أن ما يجري في الوجود من النعم والمصائب لنفس الحكمة وهي الابتلاء الذي يُذكر أحياناً بلفظ الفتنة، قال الله تعالى:  { وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً } [الأنبياء: 35]، وقال تعالى:  {وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } [العنكبوت: 2].
فبهذا الابتلاءِ يتبينُ الصادقُ من الكاذبِ، والمؤمن من الكافر مما هو معلوم للرب قبل ظهوره في الواقع، وقد أخبر سبحانه وتعالى في موضع من القرآن أنه خلقَ الناسَ ليختلفوا ويكونُ منهم المؤمن والكافر، ويترتبُ على ذلك ما يترتبُ من ابتلاءِ الفريقين بعضهم ببعض، قال تعالى:  {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ }[هود: 117، 118]، وقال تعالى: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولواْ أَهَـؤُلاء مَنَّ اللّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ} [الأنعام: 53]. وقال تعالى: {ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ } [محمد: 4].
وبيّن سبحانه وتعالى أن من حكمته في القتال بين المؤمنين والكافرين ومداولة الأيامِ ما ذكره في قوله:{وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ }  [آل عمران: 140].
وأما قوله تعالى:  {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]
فقد قيل: إن المعنى لآمرهم وأنهاهم فيعبدوني، وأمره ونهيه سبحانه وتعالى هو ما بعث به رسله، وفي هذا ابتلاء للعباد يكشف به حقائقهم حتى يميز الله الخبيث من الطيب، قال تعالى:  {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ} [إبراهيم: 4]، وقال تعالى: {مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللّهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ }[آل عمران: 179].
وقد ذكر سبحانه أن من حكمته من خلق السماوات والأرض أن يعلم العباد كمال علمه وقدرته قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً } [الطلاق: 12] ولم يكن خلقُ الله لآدم أو للجن والإنس لحاجةٍ به إليهم ولا لحاجةٍ إلى عبادتهم –كما توهم السائل- بل لا حاجةَ به إلى عبادة الملائكة ولا غيرهم؛ لأنه الغني بذاته عن كل ما سواه، لكنه تعالى يحب من عباده أن يعبدوه ويطيعوه، وعبادته هي محبته والذل لـه والافتقار إليه سبحانه، ونفع ذلك عائد إليهم.
كما جاء في الحديث القدسي: "يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخْيَط إذا أدخل البحر" رواه مسلم (2577).
وقول القائل: (إذا كانت الملائكة قد عبدتِ -اللهَ عز وجل- قبل خلق البشر، فلماذا خُلق البشر؟)
جوابه في قوله تعالى:  {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة: 30]، فقوله تعالى: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} يتضمن أن لـه حكمة في خلق آدم واستخلافه في الأرض، وإن كان يحصل من بعض ذريته ما يحصل من الإفساد وسفك الدماء، قال تعالى: {إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} إلى قوله عن الملائكة:{قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ }البقرة32.
فقد تبين مما تقدم أن قول القائل: "نحن المسلمين نعلم أن الإنسان خُلق لسبب واحد وهو عبادة الله وحده" ليس بصحيح؛ لأن الله بيّن أنه خلق الجن والإنس لعبادته، وليبتليهم بأنواع الابتلاء، وليعرفوه بأسمائه وصفاته كما تقدم ذكر ما يدل على ذلك كله، والله أعلم. – انتهى كلامه حفظه الله تعالى.
 
 
فعلمنا من القرآن لما خلقنا الله تبارك وتعالى وهو الابتلاء حتى يتميز الخبيث من الطيب وذلك بعبادته وحده لا شريك له وأن لا ندعوا من دونه أحدا ، فيتبين رد الرافضة بهذه الرواية على الله تبارك وتعالى وافترائهم عليه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، والعجيب أنه لم يذكر أسم فاطمة أو علي رضي الله عنهما في القرآن والذي ما كان قد خلق نبينا صلى الله عليه وسلم لولاهما كما زعم الرافضة أعداء الله . ولِم لم يصبحا رسلا أو أنبياء ؟؟
 

  1.  قال الخميني في كتابه الحكومة الإسلامية صفحه 52
    فإن للإمام مقاما محمودا ودرجة سامية وخلافة تكوينيه تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون وأن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل .

 
أقول : هذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبلغ مقام الأئمة وهذا يدل على تدني شأن النبي صلى الله عليه وسلم عند الرافضة فهم لم يستثنوا أحدا ، وهذا بلا شك طعن في خير البشر صلى الله عليه وسلم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث مشهور : (أنا أول الناس تنشق الأرض عن جمجمتي يوم القيامة ولا فخر وأعطى لواء الحمد ولا فخر ، وأنا سيد الناس يوم القيامة ولا فخر ، وأنا أول من يدخل الجنة ولا فخر وأنا آتي باب الجنة فآخذ بحلقتها فيقولون : من هذا ؟ فأقول أنا محمد فيفتحون لي فأجد الجبار تبارك وتعالى مستقبلي فأسجد له فيقول : ارفع رأسك يا محمد وقل نسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : أمتي أمتي يا رب ، فيقول اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة من شعير من الإيمان فأدخله الجنة ، فأقبل فمن وجدت في قلبه ذلك فأدخلهم الجنة فإذا الجبار مستقبلي فأسجد له فيقول : ارفع رأسك يا محمد وتكلم يسمع منك واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : أمتي أمتي يا رب ، فيقول : اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال نصف حبة من شعير من الإيمان فأدخله الجنة فأذهب فمن وجدت في قلبه مثقال ذلك أدخلتهم الجنة فأجد الجبار مستقبلي فأسجد له فيقول : ارفع رأسك يا محمد وقل نسمع منك وقل يقبل منك واشفع تشفع ، فأرفع رأسي فأقول : أمتي أمتي أي رب ، فيقول : اذهب إلى أمتك فمن وجدت في قلبه مثقال حبة خردل من الإيمان فأدخله الجنة فأذهب فمن وجدت في قلبه ذلك أدخلتهم الجنة ، وفرغ الله من حساب الناس وأدخل من بقي من أمتي النار مع أهل النار ، فيقول أهل النار : ما أغنى عنكم أنكم كنتم تعبدون الله لا تشركون به شيئا ، فيقول الجبار : فبعزتي لأعتقنهم من النار ، فيرسل إليهم فيخرجون من النار قد امتحشوا فيدخلون الجنة في نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في غثاء السيل ويكتب بين أعينهم هؤلاء عتقاء الله ، فيذهب بهم فيدخلون الجنة فيقول لهم أهل الجنة : هؤلاء الجهنميون ، فيقول الجبار : بل هؤلاء عتقاء الجبار عز وجل ) – كتاب الإيمان لبن منده والحديث صحيح ومشهور .
 
 
يقول الشيخ طارق الكعبي - حفظه الله - تعليقا على رواية الهالك الخميني :
يعرف من ذلك أن جميع الكون إنما هو خاضع لولاية هؤلاء الأئمة بل أن رسل الله لا يصلون إلى ذلك المقام ويا ليت شعري لم الله تعالى لم يجعل هؤلاء الأئمة رسلا
وقد جعل أولئك الذين لا يصلون هذا المقام رسلا ولِم لم يبين الله تعالى بآية واضحة شأنهم بل لِم لم يذكر واحدا منهم باسمه بالقرآن ما دامت لهم هذه المكانة العظيمة
قاتل الله الضلال والكفر والغلو ولا يكذب علينا مدعي أن هذا رأي الخميني فقط
الخميني عندهم مرجع وقال من ضروريات مذهبنا أي هو دين عندهم . أ هـ
 
15 - عن أبي عبد الله قال : لما ولد النبي صلى الله عليه وآله مكث أياما ليس له لبن. فألقاه أبو طالب على ثدي نفسه. فأنزل الله فيه لبنا فرضع منه أياما حتى وقع أبو طالب على حليمة السعدية فدفعه إليها - الكافي 1/373 كتاب الحجة. باب مولد النبي صلى الله عليه وآله ووفاته.
 
أقول : سبحان الله الذي قال : (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ ) – لقمان 14 ، وقال : (َوَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً ) – الأحقاف 15 ، أراد الرافضة تزكية أبو طالب المشرك بالله لأنه أبو علي رضي الله عنه ، فانتقصوا النبي صلى الله عليه وسلم بأن جعلوه يرضع من ثدي رجل !! فهل هذه منقبة أم مثلبة ؟؟ بلا شك أنها مثلبة ، قال الله تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً) – الكهف 110 ، وقال تعالى : (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ ) – فصلت 6 ، فبين الله تبارك وتعالى أن النبي صلى الله عليه وسلم بشر مثلنا يصيبه ما يصيب البشر من مرض ونوم وسهو ونسيان وحتى أنه سُحِر صلى الله عليه وسلم ، فهل رضاعته من رجل تعد فضيلة ؟!! هذا استهزاء واستخفاف في حق النبي صلى الله عليه وسلم . ( فما لهؤلاء القوم لا يكادون يفقهون حديثا ) – النساء 78 . ولكن كما قيل أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي .

  1.  رووا عن الباقر والصادق أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقبّل عرض وجه فاطمة ويدعو لها، وفي رواية: حتى يقبل عرض وجنة فاطمة أو بين ثدييها! وفي رواية: حتى يضع وجهه بين ثدييها.   -مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب 3/114 بحار الأنوار للمجلسي 34/42 و55 و78 ومجمع النورين للمرندي 30 وكشف الغمة للإربلي 3/95 واللمعة البيضاء للتبريزي الأنصاري 53 .

 
وقال التبريزي في اللمعة البيضاء (235): ساطعا عطر الجنة ورائحتها من بين ثدييها، ورسول الله صلى الله عليه وآله كان يمس وجهه لما بين ثدييها كل يوم وليلة يشمها ويلتذ من استشمامها .
وقال الأحمدي : كان صلى الله عليه وآله يكثر تقبيل فاطمة عليها السلام، يقبّل نحرها ويدها ووجهها وصدرها حتى أنه صلى الله عليه وآله في كل ليلة قبل أن ينام يأتي لبيت فاطمة عليها السلام ويقبل عرض وجهها وبين ثدييها أو يضع وجهه الشريف بين ثدييها حتى اعترضت عائشة . - مكاتيب الرسول1/568 للأحمدي الميانجي1/568.
 
أقول : إن هذه الروايات المفتراه على سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ستكون وبالا عليكم يا رافضة ، فما الذي تلمحون إليه ؟ وما الهدف من وضع هذه الروايات المكذوبة سوى الطعن في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وفي ابنته فاطمة رضي الله عنها وأرضاها ؟ والله إن الرجل ليعاب إن كانت ابنته بالغة ويضع وجهه بين ثدييها ، فكيف تعيبون الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الأقوال ، ( إذا لم تستح فاصنع ما شئت ) .
ذكرت لك أخي القارئ بعض الروايات من كتب القوم الطاعنة في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو رأس أهل البيت ، فهل ترى أن الرافضة صدقوا بمحبتهم لآل البيت أم كذبوا ؟
أترك لك الإجابة .
* قبل أن أبدأ برواياتهم عن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم سأبيّن من هم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم فصلا في حب أهل السنة والجماعة ومودتهم لآل البيت رضي الله عنهم وأرضاهم .
 
 
 
من هم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ :
 
أولا لنعرف من هم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كي نرى دعوى محبة الرافضة لهم هل هي حقيقة أم كذب وافتراء .
 
عن يزيد بن حيان قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة ، وعمرو ابن مسلم إلى زيد بن أرقم رضي الله عنهم ، فلما جلسنا إليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً ، رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسمعت حديثه ، وغزوت معه ، وصليت خلفه : لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً ، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال : يا ابن أخي والله لقد كبرت سني ، وقدم عهدي ، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما حدثتكم ، فاقبلوا ، وما لا فلا تكلفونيه ، ثم قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً فينا خطيباَ بماء يدعى خمّا بين مكة والمدينة ، فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ ، وذكر ، ثم قال :
 ( أما بعد : ألا أيها الناس ، فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله ،فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله، واستمسكوا به) فحث على كتاب الله ، ورغب فيه ثم قال : ( وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ) .
فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد ، أليس نساؤه من أهل بيته ؟
قال : نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم ؟ قال هم آل على ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس .
قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟
قال : نعم  

  • رواه مسلم

 
هذا الحديث أوضح من هم أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهم آل علي وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل العباس ، وأيضا أزواجه صلى الله عليه وسلم .
 
وبالطبع يخص بها المؤمنون منهم فلا نقول مثلا أن أبا لهب من أهل البيت أو أبو طالب من أهل البيت فهؤلاء ماتوا على الشرك .
والدليل : قوله تعالى عن نوح عليه السلام : ( رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي ) ، وكان ابنه كافر قال : ( إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ ) - هود : 46  .
 
والأدلة  في أن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من أهل بيته :
 
يقول الإمام الفقيه محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله - في شرحه لكتاب رياض الصالحين – الجزء الثالث – باب إكرام أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان فضلهم :
 
فإن زوجاته رضى الله عنهن من آل بيته ، كما قال الله تعالى في سياق نساء أمهات المؤمنين : ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) - الأحزاب: 32 ،33 .
وهذا نص صريح واضح جداً بأن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم من آل بيته ، خلافاً للرافضة الذين قالوا : إن زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم ليسوا من أهل بيته ، فزوجاته من أهل بيته بلا شك .
ولأهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم المؤمنين حقان : حق الإيمان ، وحق القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم .
وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، كما قال تعالى في كتابه ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) - الأحزاب: 6 .
فأزواج الرسول صلى الله عليه وسلم أمهات للمؤمنين ، وهذا بالإجماع ، فمن قال : إن عائشة رضي الله عنها ليست أماً لي فليس من المؤمنين لأن الله قال : ( النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ) فمن قال : إن عائشة رضي الله عنها ليست أماً للمؤمنين ؛ فهو ليس بمؤمن ؛ لا مؤمن بالقرآن ولا بالرسول صلى الله عليه وسلم .
وعجباً لهؤلاء ؛ يقدحون في عائشة ويسبونها ويبغضونها وهي أحب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا يحب أحداً من نسائه مثل ما يحبها ، كما صح ذلك عنه في البخاري أنه قيل : يا رسول الله ، من أحب الناس إليك ؟ قال (عائشة ) . قالوا : فمن الرجال ؟ قال ( أبوها )   - رواه البخاري ، كتاب المناقب -  أبو بكر رضي الله عنه .
وهؤلاء القوم يكرهون عائشة ويسبونها ويلعنونها ، وهي أقرب نساء الرسول إليه ، فكيف يقال : إن هؤلاء يحبون الرسول ؟ وكيف يقال : إن هؤلاء يحبون آل الرسول ؟ ولكنها دعاوى كاذبة لا أساس لها من الصحة .
فالواجب علينا احترام آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم من قرابته المؤمنين ، ومن زوجاته أمهات المؤمنين ، كلهم آل بيته ولهم حق .
ثم ذكر المؤلف الآية التي سقناها الآن ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) . نقاء وطهارة ، أي النجس المعنوي ، ( إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ ) ( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) بعد إزالة النجاسة.  والتطير : تخلية وتحلية ، وقوله ( تَطْهِيراً ) هذا مصدر مؤكد لم سبق ، يدل على أنها طهارة كاملة .
ولهذا من رمى واحدة من نساء الرسول صلى الله عليه وسلم بالزنا ـ والعياذ بالله ـ فإنه كافر حتى لو كانت غير عائشة .
عائشة الذي يرميها بما برأها الله منه كافر مكذب لله ، يحل دمه وماله ، وأما الذي يرمي سواها بالزنى فالصحيح من أقوال أهل العلم أنه كافر أيضاً ؛ لأن هذا أعظم قدح برسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يكون فراشه ممن يزنين والعياذ بالله ، وقد قال الله تعالى : (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ ) - النور: 26  .
فمن رمى واحدة من زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم بالزنا فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم ـ وحاشاه من ذلك ـ جعله خبيثاً ـ نعوذ بالله ـ لأن الله يقول (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ ) وبهذا يعرف أن المسألة خطيرة وعظيمة ، وأن الواجب علينا أن نكن المحبة الصادقة لجميع آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم ؛ نسائه كلهن والمؤمنين من قرابته . أهـ
 
كما أضيف بعض الأدلة التي تبين أن الزوجة من أهل بيت زوجها :
 
الأدلة من القرآن الكريم :
 
قال تعالى:  (قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ)  -هود:73
والمخاطب بهذه الآية بالإجماع هي سارة زوجة إبراهيم عليه السلام، وهذا دليل على أن زوجة الرجل من أهل البيت.
 
وقال تعالى : (وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى{9} إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى ) – طه 9، 10 ،
 
وقال تعالى : (فَلَمَّا قَضَى مُوسَىالْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ... ) – القصص 29 ،
 
 وقال تعالى : (إِذْ قَالَ مُوسَى لِأَهْلِهِ إِنِّي آنَسْتُ نَاراً سَآتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَسٍ لَّعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ ) – النمل – 7 ،
 
 والآيات الثلاث السابقة المخاطب بها زوجة نبي الله موسى عليه السلام فهي التي كانت معه .
 
وقال تعالى في قصة يوسف عليه السلام ك (وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ) – يوسف 25 ،
 
 الأمر واضح جلي وهو تحريض زوجة عزيز مصر على نبي الله يوسف عليه السلام بقولها ما جزاء من أراد بأهلك سوءا ، وسيدها هو زوجها عزيز مصر.
 
وقال تعالى في قصة لوط عليه السلام : ( َأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ) – الأعراف 83 ،
 
 وقال تعالى : (قَالُواْ يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ .. ) – هود 81 ،
 
 وقال تعالى (وَلَمَّا أَن جَاءتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ ) – العنكبوت 33 ،
 
هذه الآيات الثلاث السابقة تبين أن الزوجة من أهل بيت زوجها فالملاحظ في قوله تعالى إلا وهي حرف استثناء والمعلوم أن المستثنى من جنس المستثنى منه ، أي حين أمره الله تعالى بالخروج من القرية مع أهله جميعا ، والمستثنى بإلا ليس مستثنى من الخروج بل مستثنى من النجاة لأنها كانت ممن ناله العذاب والدليل قوله تعالى (ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك ) دل على انها خرجت معه لأنها من أهله والاستثناء جاء بالتفاتها ونيلها العذاب وكانت من الغابرين .
 
وقوله تعالى إلا امرأتك هذا أوضح دليل على أن الزوجة من أهل بيت الرجل .
 
الأدلة من السنة :
 
قال صلى الله عليه وسلم : (أما لو أن أحدكم يقول حين يأتي أهله : باسم الله ، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ، ثم قدر بينهما في ذلك ، أو قضي ولد ، لم يضره شيطان أبدا ) – رواه البخاري
 
وعن أبي بن كعب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ( في الرجل يأتي أهله ثم لا ينزل قال ( يغسل ذكره ويتوضأ ) – رواه مسلم
 
وفي الحديث الصحيح الذي ذكره أبو هريرة ورواه ابن حزم في المحلى (جاء الأسلمي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فشهد على نفسه أربع مرات بالزنا يقول أتيت امرأة حراما كل ذلك يعرض عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل في الخامسة فقال له : أنكتها ؟ قال : نعم ، قال فهل تدري ما الزنا ؟ قال : نعم ، أتيت منها حراما مثل ما يأتي الرجل من أهله حلالا قال . فما تريد بهذا القول قال . أريد أن تطهرني فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرجم فرجم فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه . انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب فسكت عنهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة فمر بجيفة حمار شائل برجليه فقال : أين فلان وفلان ؟ فقالا : نحن يا رسول الله فقال لهما : كلا من جيفة هذا الحمار فقالا . يا رسول الله غفر الله لك من يأكل من هذا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما نلتما من عرض هذا آنفا أشد من أكل هذه الجيفة فوالذي نفسي بيده إنه الآن في أنهار الجنة )
 
وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : ( بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالهدي فأنا فتلت قلائدها بيدي من عهن كان عندنا ثم أصبح فينا حلالا يأتي ما يأتي الرجل من أهله ) رواه أبو داود وصححه الألباني
 
وسأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في الثوب الذي أتى فيه أهله ؟ قال : ( نعم إلا أن يرى فيه شيئا فيغسله ) – رواه ابن ماجه وصححه الألباني
 
وقال صلى الله عليه وسلم : (يصبح على كل سلامى من ابن آدم صدقة تسليمه على من لقي صدقة وأمره بالمعروف صدقة ونهيه عن المنكر صدقة وإماطته الأذى عن الطريق صدقة وبضعة أهله صدقة ويجزئ من ذلك كله ركعتان من الضحى قال أبو داود وحديث عباد أتم ولم يذكر مسدد الأمر والنهي زاد في حديثه وقال كذا وكذا وزاد ابن منيع في حديثه قالوا يا رسول الله أحدنا يقضي شهوته وتكون له صدقة قال أرأيت لو وضعها في غير حلها ألم يكن يأثم ) رواه أبو داود وصححه الألباني
 
كذلك روى ابن أبي شيبة بإسناد صحيح عن ابن أبي مليكة : أن خالد بن سعيد بعث إلى عائشة ببقرة من الصدقة فردتها وقالت : إنّا آل محمد صلى الله عليه وسلم لا تحل لنا الصدقة .
 
هذه بعض الأدلة الصحيحة من السنة والتي تثبت أن زوجة الرجل من أهل بيته .
 
- وسأذكر هنا بعض روايات الرافضة والتي تؤكد أيضا أن زوجة الرجل من أهل بيته ولكن كما تعلمون أن الرافضة يناقضون أنفسهم بأنفسهم فيأتون بالروايات عن الرجل نفسه يناقض بعضها بعضا .
 
عن على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن حماد عن الحلبي قال : قلت لابي عبد الله عليه السلام ( جعلت فداك إني لما قضيت نسكي للعمرة أتيت أهلي ولم اقصر قال : عليك بدنة ، قال : قلت : إني لما أردت ذلك منها ولم تكن قصرت امتنعت فلما غلبتها قرضت بعش شعرها بأسنانها ، فقال : رحمها الله كانت أفقه منك عليك بدنة وليس عليها شئ (
الكافي 4 /441 وصححه المجلسي 18/83 .

قال الخميني ( قال الصادق عليه السلام : إذا أتى أحدكم أهله فليذكر الله ، فأن لم يفعل وكان منه ولد كان شرك شيطان (
تحرير الوسيلة 2/239 هداية العباد 2/303 للكلبايكاني من لايحضره الفقيه 3/404 وسائل الشيعة2/118 بحار الأنوار 6/201 . وفي لفظ ( فأن من لم يذكر الله عند الجماع فكان منه ولد كان شرك شيطان ) بحار الانوار 6/201

) أتى رجلاً من الأنصار إلى النبي صل الله عليه وأله فقال : يا رسول الله هلكت وأهلكت ، فقال : وما أهلكك ؟ قال : أتيت أهلي في شهر رمضان وأنا صائم ، فقال له النبي صل الله عليه وسلم أعتق رقبة ( من لايحضره الفقيه 2/115 وسائل الشيعة 7/30 مختلف الشيعة الحلي 3 / 442
 
* نكمل الآن الروايات في أهل البيت ومن هم ؟
ولنذكر رواية عن أبناء العباس رضي الله عنه :
 
حدثني عبد الله بن محمد بن أسماء الضبعي حدثنا جويرية عن مالك عن الزهري أن عبد الله بن عبد الله بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب حدثه أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث حدثه قال اجتمع ربيعة بن الحارث والعباس بن عبد المطلب فقالا والله لو بعثنا هذين الغلامين قالا لي وللفضل بن عباس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلماه فأمرهما على هذه الصدقات فأديا ما يؤدي الناس وأصابا مما يصيب الناس قال فبينما هما في ذلك جاء علي بن أبي طالب فوقف عليهما فذكرا له ذلك فقال علي بن أبي طالب لا تفعلا فوالله ما هو بفاعل فانتحاه ربيعة بن الحارث فقال والله ما تصنع هذا إلا نفاسة منك علينا فوالله لقد نلت صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فما نفسناه عليك قال علي أرسلوهما فانطلقا واضطجع علي قال فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر سبقناه إلى الحجرة فقمنا عندها حتى جاء فأخذ بآذاننا ثم قال اخرجا ما تصرران ثم دخل ودخلنا عليه وهو يومئذ عند زينب بنت جحش قال فتواكلنا الكلام ثم تكلم أحدنا فقال يا رسول الله أنت أبر الناس وأوصل الناس وقد بلغنا النكاح فجئنا لتؤمرنا على بعض هذه الصدقات فنؤدي إليك كما يؤدي الناس ونصيب كما يصيبون قال فسكت طويلا حتى أردنا أن نكلمه قال وجعلت زينب تلمع علينا من وراء الحجاب أن لا تكلماه قال ثم قال إن الصدقة لا تنبغي لآل محمد إنما هي أوساخ الناس ادعوا لي محمية وكان على الخمس ونوفل بن الحارث بن عبد المطلب قال فجاءاه فقال لمحمية أنكح هذا الغلام ابنتك للفضل بن عباس فأنكحه وقال لنوفل بن الحارث أنكح هذا الغلام ابنتك لي فأنكحني وقال لمحمية أصدق عنهما من الخمس كذا وكذا قال الزهري ولم يسمه لي – رواه مسلم
 
 
 
فصل في مودة أهل السنة والجماعة لآل البيت الكرام
- ذكر الشيخ طارق الكعبي حفظه الله في مقالة له بعنوان أكذوبة الرافضة أن أهل السنة يبغضون آل البيت :
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وبعد

المعممين من مشايخ الرافضة كثيرا ما يتهمون أهل السنة بكره أهل البيت وينشرون ذلك بين عامتهم وعامتهم كالأنعام أمام كلام هؤلاء المعممين وإذا جئنا إلى الحقائق رأينا أن أهل السنة هم نقلة فضائل أهل البيت وان الرافضة لا يستطيعون نقل فضيلة واحده لأحدهم من طرقهم مسنده بسند صحيح وأهل السنة يروون في كتبهم فضائل أهل البيت ومنهم الإمام علي رضي الله عنه
فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لأعطين الراية غدا رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله .
هذا الحديث يرويه أهل السنة الذين يدعي الرافضة أنهم نواصب
ويرويه البخاري ومسلم في صحيحيهما الذي يدعي الروافض أنهم أعداء آهل البيت
فبالله عليكم أي فضيلة أعظم من هذه الفضيلة التي تبين أن الله ورسوله أحبا عليا أي فضل أعظم من ذلك ؟ 

لو كان أهل السنة يبغضونه لما رووا هذه الفضيلة له تعرفون لماذا ؟

لأن هذه الصفة ملازمه بأن إيمان العبد الصحيح أنه لابد أن يحب من أحبه الله ورسوله ويبغض من ابغضه الله ورسوله فإيمان أهل السنة بنشر هذه الفضيلة للإمام علي رضي الله عنه دليل على إيمانهم بالله ومحبتهم لمن يحبه الله .

وكذا روي في الصحيحين قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدي .

ونقل مسلم في صحيحة قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي الأمي إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق .
بالله عليكم يذكره مسلم في صحيحة ويثبت صحته ويعلم يقينا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قاله ويعلم أن المترتب على بغض على النفاق ثم يبغضه !!
وإذا كان يبغضه لم يذكر الحديث عنده ؟
ولكنها دعاوى الكذابين الذين يريدون الدين وهدمه .

والآن أنا أطالب الرافضة بأكملهم على أن يأتوا بحديث واحد صحيح فيه فضيلة لعلي رضي الله عنه مسنده إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما نقلت عن أهل السنة ولكن بشروط الرافضة التي وضعوها على أنفسهم بالحديث الصحيح  عندهم ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط الإمامي عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا عله
 نريد منهم فضيلة واحدة لأكبر الأئمة عندهم ، فهل يستطيعوا أن يأتونا بها ؟
وبهذا يتبين للناس أن الرافضة جمعوا الرفض والنصب الرفض للحق والنصب للمؤمنين . أهـ بتصرف .
- في ذكر فدك ووجد فاطمة رضي الله عنها على أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ثبت عن فاطمة - رضي الله عنها- أنها رضيت عن أبي بكر بعد ذلك، وماتت وهي راضية عنه، على ما روى البيهقي بسنده عن الشعبي أنه قال: (لما مرضت فاطمة أتاها أبو بكر الصديق فاستأذن عليها، فقال علي: يا فاطمة هذا أبو بكر يستأذن عليك؟ فقالت: أتحب أن آذن له؟ قال: نعم، فأذنت له فدخل عليها يترضاها، فقال: والله ما تركت الدار والمال، والأهل والعشيرة، إلا إبتغاء مرضاة الله، ومرضاة رسوله، ومرضاتكم أهل البيت، ثم ترضاها حتى رضيت)- السنن الكبرى للبيهقي 6/301-
- كان الصحابة رضوان الله عليهم يعرفون حق مودة آل البيت وكان أبو بكر يقول: (ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته)، أي: من أراد أن يحسن إلى رسول الله فليحسن إلى أهل بيته بعد موته صلى الله عليه وسلم. ويقول أبو بكر لعلي كذلك: (والله يا علي! لأن أصل قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليّ أن أصل من قرابتي)، فهي مواساة لأهل بيت رسول الله بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد نزع من بينهم رسولهم وكبيرهم ومعلمهم وقريبهم محمد صلى الله عليه وسلم، فكان لابد من المواساة.
 - واقعة أخرى في شأن آل زيد بن حارثة ، كان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما جالساً في المسجد، فرأى شاباً يجر ثوبه ويمشي في المسجد، بطريقة فيها نوع من الفخر لا يكاد يذكر. فتغيظ عليه رضي الله تعالى عنه وقال: من هذا الفتى؟ ويهم ابن عمر رضي الله عنهما أن يقول له قولاً شديداً، فقالوا له: هذا هو أيمن بن أسامة بن زيد ، فنكس ابن عمر رأسه في الأرض، وقال: لو رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبه، وأعرض ابن عمر عن الانتقاد الشديد الذي كان سيوجهه لأيمن بن أسامة بن زيد ، مواصلة لمسيرة المحبة لأهل زيد التي بدأها رسولنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
- عن أنس رضي الله عنه : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب رضي الله عنه فقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، قال : فيسقون . ( المراد التوسل بدعائه كما ورد في بعض الروايات ) .
- قال عمر للعباس رضي الله عنهما : والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إليّ من إسلام الخطاب لو أسلم ، لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب . رواه ابن سعد في طبقاته.
- ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : أن عمر رضي الله عنه حين وضع ديوان العطاء بدأ به باسم العباس رضي الله عنه ثم الأقرب فالأقرب نسبا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انقضت العرب ذكر العجم .
- قال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة العباس رضي الله عنه : كان العباس إذا مر بعمر أو عثمان وهما راكبان نزلا حتى يجاوزهما إجلالا لعم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
-  ذكر ابن سعد في الطبقات أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : ما رأيت أحضر فهما ولا ألب لباً ولا أكثر علما ولا أوسع حلما من ابن عباس ، ولقد رأيت عمر بن الخطاب يدعوه للمعضلات .
- وفي صحيح البخاري عن الشعبي قال : أن ابن عمر رضي الله عنهما كان إذا سلم على ابن جعفر قال : السلام عليك يا ابن ذي الجناحين .
 
والآن وقد علمنا من هم أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بالأدلة القاطعة من الكتاب والسنة و أيضا باستشهاد من كتب الرافضة أنفسهم وذكرنا فصلا في محبة أهل السنة والجماعة لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فلنعرف دعوى الرافضة بحبهم لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فهل دعواهم حقيقة أم كذب وافتراء أرادوا به المكاسب الدنيوية وهدم دين الإسلام وتفريقه .
 
 
ثانيا : آل البيت الكرام :
هل دعوى الرافضة محبتهم حقيقة أم افتراء ؟ هذا ما سنعرفه في الروايات التالية :

  1.  بنات النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن :

يقول الأعلمي الحائري :
قال الطريحي «رحمه الله»: «ورقية بنت رسول الله، قيل: تزوجها عثمان، وقيل: إنها ربيبته. وهو الأصح» - مجمع البحرين ج 1 ص 194.
وقد أشار الأعلمي الحائري في كتابه: تراجم أعلام النساء إلى كلام الطريحي الآنف الذكر، حول أن زينب ورقية وأم كلثوم لسن بناته «صلى الله عليه وآله» - زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص19
علَّق المقدس الأردبيلي المتوفى سنة 933هـ على قوله: «زوج رسول الله ابنتيه قبل البعثة بكافرين»، فقال: «قيل: هما رقية وزينب، كانتا ابنتي هالة أخت خديجة. ولما مات أبوهما رُبيتا في حجر رسول الله «صلى الله عليه وآله»، كما كانت عادة العرب في نسبة المربىّ إلى المربي. وهما اللتان تزوجهما عثمان بعد موت زوجيهما» - زبدة البيان ص 575 هامش. ومع الشيعة في الأصول والفروع للسالوس ج 1 ص 181 وزينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 18 و 19.
وقال محمد مهدي الكاظمي القزويني: «قد عرفت عدم ثبوت أنهما بنتا الرسول، وعدم وجود فضل لهما، تستحقان به الشرف والتقدم على غيرهما».
وقال: «ما زعم (أي ابن تيمية) من أن تزويج بنته لعثمان فضيلة له، من عجائبه، من حيث ثبوت المنازعة في أنهما بنتاه» - زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 18 عن : مع الشيعة للسالوس ج 1 ص 182 عن منهاج الشريعة ج 2 ص 289 – 291
وأيضا ذكر هذه المسألة بعض علماءهم مثل : كاشف الغطاء، والجزائري، والطريحي، والكراجكي، والخاقاني، وآل يس، ، وكثيراً آخرين .
 
أقول : قال الله تبارك وتعالى : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ ..) – الأحزاب 59 ، الله سبحانه وتعالى قال للنبي عليه الصلاة والسلام (وبناتك) ولم يقل وابنتك . هذا دليل من القرآن الكريم .
قال أنس بن مالك رضي الله عنه (شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر ، فرأيت عيناه تدمعان ، فقال : هل فيكم من أحد لم يقارف الليلة . فقال أبو طلحة : أنا ، قال : فأنزل في قبرها . فنزل في قبرها فقبرها ) رواه البخاري ، قال الحافظ ابن حجر عند شرحه للحديث : قوله شهدنا بنتًا للنبي صلى الله عليه وسلم هي أم كلثوم زوج عثمان.
ومن مناقبها – أي أم كلثوم رضي الله عنها - أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى على جنازتها رضي الله عنها فقد روى ابن سعد في ترجمتها بإسناده :
 
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى عليها وجلس على حفرتها ...
وبهذا يتبين فضلها ومنزلتها إذ أبدلها الله عز وجل بعد مفارقة ابن أبي لهب برجل حيي كريم تستحي منه الملائكة من أفضل صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان نعم الزوج لها ونعمة الزوجة له كما أنها حضيت رضي الله عنها بأن يكون المصطفى صلى الله عليه وسلم إمام المصلين على جنازتها وكفى بذلك منقبة وفضيلة لما في دعائه لها من البركة والرحمة والمغفرة ...- العقيدة في أهل البيت بين الإفراط والتفريط د/ سليمان بن سالم السحيمي باختصار- 129-131
أما رقية رضي الله عنها : ذات الهجرتين - هي البنت الثانية من بنات النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأمها خديجة، وقد كان تزّوج بها قبل الإسلام عُتبة بن أبي لهب، فلما نزل الوحي، ونزلتْ (تبت يدا أبي لهب وتب) ( المسد: 1). قال أبو لهب لولده: رأسي من رأسِك حرام إن لم تطلقها. فطلقها ولم يكن دخل بها، وأسلمت حين أسلمت أمها خديجة، ثم تزوجها عثمان بن عفان - رضي الله عنه -, وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين جميعاً. وولدت له ولداً اسمه عبد الله، وكان يُكنى به في الإسلام، ولما بلغ سنة سنتين  ,نقره ديك في وجهه فطمر وجهه فمات، ولم تلد له شيئاً بعد ذلك. مرضت ورسول الله يتجهز إلى بدر فخلف عليها رسولُ اللهِ عثمانَ بن عفان (زوجها) فتُوفيّت ورسول الله ببدر في شهر رمضان على رأس سبعة عشر شهراً من مهاجر رسول الله. (طبقات ابن سعد 8/36).
 
زينب رضي الله عنها - هي أول من وُلد من البنات، تزوجها أبو العاص بن الرّبيع، وهو الذي قال عليه الصلاة والسلام فيه: (حدثني فصدقني، ووعدني فوفّاني) – رواه البخاري ،  فولدت له علياً، وأُمامة، وهي التي حملها النبي -صلى الله عليه وسلم- في الصلاة. وأمُّ زينب خديجة ، وأسْلم زوجها أبو العاص فردَّها النبيُّ عليه الصلاة والسلام على النكاح الأول وقيل بل ردّها إليه بنكاحٍ جديدٍ - رضي الله عنهما-. وخرج أبو العاص بن الربيع في بعض أسفاره إلى الشام فذكر امرأته زينب بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأنشأ يقول :
ذكرتُ زينب لما وركت إرما *** فقلت سقيا لشخصٍ يسكن الحرما
بنت الأمين جزاها الله صالحة *** وكلُّ بعـل يشـين بالذي علــما
* ولم أذكر فاطمة رضي الله عنها لأن الرافضة قالوا أنها بنت النبي صلى الله عليه وسلم . نعم هم طعنوا فيها وسأتكلم بذلك في الفقرة (2) عنها إن شاء الله تعالى .
وسأذكر الآن بعض روايات الرافضة تناقض قولهم الأول بل تثبت أن بنات الرسول هن بناته ولسن ربيباته كما يزعم بعضهم فمن فمك ندينك ،
- كتاب الخصال للصدوق الجزء الثاني ص 73 يقول : حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا سعد بن – عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن علي بن - أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ولد لرسول الله صلى الله عليه وآله من خديجة القاسم والطاهر وهو عبد الله، وأم كلثوم، ورقية، وزينب، وفاطمة.
وتزوج علي ابن أبي طالب عليه السلام فاطمة عليها السلام، وتزوج أبو العاص بن الربيع وهو رجل من بني أمية زينب، وتزوج عثمان بن عفان أم كلثوم فماتت ولم يدخل بها، فلما ساروا إلى بدر زوجه رسول الله صلى الله عليه وآله رقية.
وولد لرسول الله صلى الله عليه وآله إبراهيم من ماريه القبطية وهي أم إبراهيم أم ولد.
 

  • حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمد بن خالد قال: حدثني أبو علي الواسطي، عن عبد الله بن عصمة، عن يحيى بن عبد الله، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وآله منزله فإذا عائشة مقبلة على فاطمة تصايحها وهي تقول: والله يا بنت خديجة ما ترين إلا أن لأمك علينا فضلا وأي فضل كان لها علينا ما هي إلا كبعضنا، فسمع مقالتها فاطمة فلما رأت فاطمة رسول الله صلى الله عليه وآله بكت فقال لها: ما يبكيك يا بنت محمد؟ قالت: ذكرت أمي فتنقصتها فبكيت، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال: مه يا حميرا فإن الله تبارك وتعالى بارك في الولود الودود وإن خديجة رحمها الله ولدت مني طاهرا وهو عبد الله وهو المطهر، وولدت مني القاسم وفاطمة ورقية وأم كلثوم وزينب وأنت ممن أعقم الله رحمه فلم تلدي شيئا. – المصدر السابق

* طبعا هم أرادوا بهذه الرواية الطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ولكن الرواية جاءت ردا على من أنكر منهم أن أم كلثوم وزينب ورقية رضي الله عنهن بنات لرسول الله صلى الله عليه وسلم .
كذلك نفس الرواية نقلها صاحب بحار الأنوار في ج16 ص3
- وعن هارون بن مسلم قال حدثني جعفر بن محمد عن أبيه قال: ولد لرسول الله (ص) من خديجة: القاسم، و الطاهر، و أم كلثوم، ورقية، و فاطمة، و زينب.. - - تكملة الرجال 2 : 733، قرب الإسناد : 6
- كذلك هناك دعاء أول يوم من شهر رمضان والذي ذكر في كتاب التهذيب الجزء الثالث ص 120 يقولون فيه :عَن مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِيِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ العَبْد الصَالِح عليه السلام قَالَ‏… :اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى الْقَاسِمِ وَ الطَّاهِرِ ابْنَيْ نَبِيِّكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى رُقَيَّةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَ الْعَنْ مَنْ آذَى نَبِيَّكَ فِيهَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَ الْعَنْ مَنْ آذَى نَبِيَّكَ فِيهَا اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ اللَّهُمَّ اخْلُفْ نَبِيَّكَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ..  )
يكون طعنهم هذا ببنات النبي صلى الله عليه وسلم ليسلبوا منهم هذا الشرف العظيم والنسب الجليل فقط لأنهن تزوجن ممن كفرهم الرافضة ، ولكن بفضل الله كانت رواياتهم متضاربة حتى أن الجاهل من الناس يتبين من كذبهم ، فعليهم من الله ما يستحقون .وسنكمل في أمرهم هذا حين نبين طعنهم في أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها لأنها أم أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا الطعن بلا شك يكون طعنا بها أيضا .

  1. فاطمة رضي الله عنها بنت النبي صلى الله عليه وسلم :

لم تسلم أم الأئمة أيضا من افتراءات الرافضة وطعوناتهم وسأورد لكم بعض رواياتهم لنرى محبة آل البيت التي يزعمونها .

  • عن الشيخ علي بن محمد بن علي بن عبد الصمد ، عن جده ، عن الفقيه أبي الحسن ، عن أبي البركات علي بن الحسين الجوزي ، عن الصدوق ، عن الحسن ابن محمد بن سعيد ، عن فرات بن إبراهيم ، عن جعفر بن محمد بن بشرويه ، عن محمد بن إدريس بن سعيد الانصاري ، عن داود بن رشيد والوليد بن شجاع بن مروان ، عن عاصم ، عن عبدالله بن سلمان الفارسي ، عن أبيه قال : خرجت من منزلي يوما بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله بعشرة أيام فلقيني علي بن أبي طالب عليه السلام ابن عم الرسول محمد صلى الله عليه واله فقال لي : يا سلمان جفوتنا بعد رسول الله صلى الله عليه واله ، فقلت : حبيبي أبا الحسن مثلكم لا يجفي غير أن حزني على رسول الله صلى الله عليه واله طال فهو الذي منعني من زيارتكم ، فقال عليه السلام : يا سلمان ائت منزل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله فإنها إليك مشتاقة تريد أن تتحفك بتحفة قدا تحفت بها من الجنة ، قلت لعلي عليه السلام ، قد اتحفت فاطمة عليها السلام بشئ من الجنة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال : نعم بالامس .
    قال سلمان الفارسي : فهرولت إلى منزل فاطمة عليها السلام بنت محمد صلى الله عليه واله ، فإذا هي جالسة وعليها قطعة عباء إذا خمرت رأسها انجلى ساقها وإذا غطت ساقها انكشف رأسها ، فلما نظرت إلي اعتجرت ثم قالت : يا سلمان جفوتني بعد وفاة أبي صلى الله عليه واله
    قلت : حبيبتي أأجفاكم ؟ قالت : فمه اجلس واعقل ما أقول لك .
    إني كنت جالسة بالأمس في هذا المجلس وباب الدار مغلق وأنا أتفكر في انقطاع الوحي عنا وانصراف الملائكة عن منزلنا ، فاذا انفتح الباب من غير أن يفتحه أحد ، فدخل علي ثلاث جوار لم ير الراؤون بحسنهن ولا كهيئتهن ولا نضارة وجوههن ولا أزكى من ريحهن ، فلما رأيتهن قمت إليهن متنكرة لهن فقلت : بأبي أنتن من أهل مكة أم من أهل المدينة ؟ فقلن : يا بنت محمد لسنا من أهل مكة ولا من أهل المدينة ولا من أهل الأرض جميعا غير أننا جوار من الحوار العين من دار السلام أرسلنا رب العزة إليك يا بنت محمد إنا إليك مشتاقات .
    بحار الانوار : مجلد 43 ص [ 61 ] ص  70

أقول : علي رضي الله عنه الكرار يأتي لأجنبي ويقول له أن زوجته مشتاقة له ! ( أين غيرته على عرضه ؟؟) ، ثم يذهب سلمان رضي الله عنه إلى بيت علي ويرى فاطمة رضي الله عنها في رداء قصير إذا غطت رأسها يبدوا ساقها وإذا انزلته يبدوا رأسها !! وهذا الأجنبي يراها !! ويكلمها بالشوق قائلا حبيبتي !! ، فهل عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعرض علي رضي الله عنه متدن إلى هذا القدر ؟ والله لا أظن يصدر ذلك إلا من الديوث الذي يقر في أهله الخبث ، هذا طعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدم حسن تربيته لابنته وحاشاه من ذلك، وطعن في علي رضي الله عنه بالدياثة وحاشاه من ذلك ، وطعن في أخلاق السيدة فاطمة رضي الله عنها بتكشفها أمام شخص أجنبي وسماعها لكلامه المعسول وحاشاها من ذلك ، وطعن في سلمان الفارسي رضي الله عنه بعدم غضه للبصر والنظر والتغزل في عرض النبي صلى الله عليه وسلم وحاشاه من ذلك ، وبعد ذلك تأتي جوار وتتفداهن السيدة فاطمة بأبيها سيد المرسلين قائلة بأبي أنتن !! وهل السيدة فاطمة رضي الله عنها تعدل بأبيها النبي وخاتم المرسلين أحد ؟
أترك التعليق لكم .
 

  • خرجت فاطمة ( عليها السلام ) فقالت : يا أبا بكر أتريد أن ترملني من زوجي - والله - لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ولآتين قبر أبي ، ولأصيحن الى ربي : فأخذت بيد الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وخرجت تريد قبر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال علي ( عليه السلام ) لسلمان : أدرك ابنة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فإني أرى جنبتي المدينة تكفيان ، والله إن نشرت شعرها ، وشقت جيبها ، وأتت قبر أبيها ، وصاحت إلى ربها لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها ( وبمن فيها ) ، فأدركها سلمان ( رضي الله عنه ) فقال ، يا بنت محمد ، أن الله بعث أباك رحمة فارجعي
    فقالت : يا سلمان ، يريدون قتل علي ، ما على علي صبر ، فدعني حتى آتي أبي فأنشر شعري ، وأشق جيبي ، وأصيح إلى ربي
    فقال سلمان أني أخاف أن تخسف بالمدينة ، وعلي ( عليه السلام ) بعثني إليك ويأمرك أن ترجعي إلى بيتك وتنصرفي .

 فقالت : إذا أرجع وأصبر ، وأسمع له وأطيع.الأسرار الفاطمية - الشيخ محمد فاضل المسعودي ص 61
أقول : من الواضح أن الرافضة لا يتوانون بنسب التهم لآل البيت حتى إذا قيل لهم لما تفعلون ذلك يقولون عندنا روايات أن آل البيت يعملون ذلك ! ، فكيف لابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنشر شعرها بعد فرض الحجاب وتشق جيبها ليظهر صدرها أمام الرجال الأجانب وتصيح بأعلى صوتها ، ولولا أن خاف علي على المدينة وليس على عرضه لتركها تفعل ذلك !! ويأتي الكرار طالبا من سلمان أن يدركها ويأتيها سلمان ليخبرها برسالة علي ولخوفها على المدينة تسمع وتطيع ، هل هذا يعني أنها لم تخشى الله بعصيانها وتخشى على أن يخسف بالمدينة ؟ أليس هذا طعنا في السيدة فاطمة رضي الله عنها وأرضاها بأنها لم تمتثل لأوامر الله بالحجاب ، وكيف يرمي الرافضة أم المؤمنين عائشة بالتهم أنها لم تقر في بيتها ويسكتون عن هذه الرواية والتي تبين أن السيدة فاطمة لم تقر في بيتها ؟
وأقول : حاشا سيدة نساء العالمين أن تفعل ذلك أو تقوله ، فالسيدة فاطمة رضي الله عنها وأرضاها أجّل من هذه الأمور وأجّل من تعصي الله وتدنس عرض رسوله من أجل الدنيا الفانية .

  • روى أبو جعفر الكلينى في أصول الكافي ص253 ( أن فاطمة أخذت بتلابيب عمر فجذبته اليها0 وفى كتاب سليم بن قيس( أنها سلام الله عليها تقدمت إلى أبى بكر وعمر في قضية فدك0 وتشاجرت معهما0وتكلمت في وسط الناس وصاحت0وجمع الناس لها).

أقول : للرافضة رواية بأن السيدة فاطمة تضرب زوجها علي رضي الله عنهما وسأذكر الرواية لاحقا ، فكيف لا تجر بتلابيب عمر ؟ تمد يدها إلى رجل أجنبي وتسحب بتلابيبه وتجذبه إليها !! هذا قدر سيدة نساء العالمين عند الرافضة الأخباث ، ويأتي سليم بن قيس في كتابة ويزيد عليها تتشاجر مع أبي بكر وعمر وتتكلم وتصيح وسط الناس ويجمع الناس لها ، والله لو أي امرأة في وقتنا الحالي عملت ذلك لقال عنها الناس أنها غير محتشمة وأنه لا يوجد لها وال يردها وأن العيب في تربيتها . فكيف يتقولون ذلك على السيدة فاطمة رضي الله عنها ؟ ولكنه الحقد والغل والطعن في آل البيت وهذا ما يرمون إليه ، ولا زال الرافضة يأخذون بروايات سليم بن قيس الهلالي والذي كتب كتابه هذا في القرن الثالث للهجرة ، علما بأن شيخهم المفيد والذي جاء بالقرن الخامس للهجرة قد أنكر كتاب سليم بن قيس وضعفه ، ولكن الأهواء والبغض لآل البيت جعلهم يأخذون كل ما هو موافق لدينهم الخبيث .

- روى الكلينى في الفروع أنها سلام الله عليها ما كانت راضيه بزواجها من علي عليه السلام:إذ دخل عليها أبوها عليه السلام وهى تبكي فقال لها0مايبكيك ؟ فوالله لو كان في أهلي خير منه ما زوجتكه ، وما أنا زوجتك ولكن الله زوجك ، ولما دخل عليها أبوها صلوات الله عليه ومعه بريدة، لما أبصرت أباها دمعت عيناها ، قال ما يبكيك يا ابنتي ؟ قالت : قلة الطْعم وكثرة الهم وشدءة الغم.
في كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة للأربلي ج1/149_150

- وروى الكليني في الفروع : أن فاطمة ما كانت راضية بزواجها من علي بن أبي طالب وقالت : والله قد اشتد حزني ، واشتدت فاقتي ، وطال سقمي .
- في الاحتجاج للطبرسي أن فاطمة سلام الله عليها قالت لأمير المؤمنين عليه السلام  :  يا ابن أبي طالب ، ما اشتملت شيمة الجنين ، وقعدت حجرة الظنين .
- فاطمة الزهراء تضرب علي بن ابي طالب ، الأمالي- الشيخ الصدوق ص 555 :
فلما أتى المنزل قالت له فاطمة ( عليهما السلام ) : يا بن عم ، بعت الحائط الذي غرسه لك والدي ؟ قال : نعم ، بخير منه عاجلا وآجلا . قالت : فأين الثمن ؟ قال : دفعته إلى أعين استحييت أن أذلها بذل المسألة قبل أن تسألني . قالت فاطمة : أنا جائعة ، وابناي جائعان ، ولا أشك إلا وأنك مثلنا في الجوع ، لم يكن لنا منه درهم ! وأخذت بطرف ثوب علي ( عليه السلام ) ، فقال علي : يا فاطمة ، خليني . فقالت : لا والله ، أو يحكم بيني وبينك أبي . فهبط جبرئيل ( عليه السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا محمد السلام يقرئك السلام ويقول : اقرأ عليا مني السلام وقل لفاطمة : ليس لك أن تضربي على يديه ولا تلمزي بثوبه . فلما أتى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منزل علي ( عليه السلام ) وجد فاطمة ملازمة لعلي ( عليه السلام ) ، فقال لها : يا بنية ، ما لك ملازمة لعلي ؟ قالت :
يا أبه ، باع الحائط الذي غرسته له باثني عشر ألف درهم ولم يحبس لنا منه درهما نشتري به طعاما . فقال : يا بنية ، إن جبرئيل يقرئني من ربي السلام ، ويقول : أقرئ عليا من ربه السلام ، وأمرني أن أقول لك : ليس لك أن تضربي على يديه . قالت فاطمة ( عليها السلام ) : فإني استغفر الله ، ولا أعود أبدا .
الأمالي - الشيخ الصدوق :ص-555
مدينة المعاجز ج1 - السيد هاشم البحراني :ص-116
بحار الأنوار ج41 - العلامة المجلسي :ص-46
شجرة طوبى ج2 - الشيخ محمد مهدي الحائري :ص-270
كلمات الإمام الحسين (ع) - الشيخ الشريفي :ص-78
الانوار العلوية - الشيخ جعفر النقدي :ص-122
أقول : من الروايات السابقة نستنتج بعض الأمور :

  • فاطمة رضي الله عنها لم تكن تريد علي رضي الله عنه

  • فاطمة رضي الله عنها تشتكي من الهم والغم في عيشها مع علي رضي الله عنه

  • فاطمة رضي الله عنها تعيّر علي رضي الله عنه .

  • فاطمة رضي الله عنها تضرب علي رضي الله عنه .

نأتي لتحليل هذه الأمور :

  • عند الرافضة أن فاطمة رضي الله عنها معصومة ، والمعصوم عندهم يكون من الخطأ والسهو والنسيان وغيره الكثير ، كما أنهم يعلمون الغيب كله وقد بينا ذلك سابقا ، فهل فاطمة رضي الله عنها تعلم أن عليا سيكون زوجها وبرغم ذلك بكت ولم تكن تريده ؟ وذلك لما سمعت عنه من أوصاف وسأذكر بعض رواياتهم :

فاطمة رضي الله عنها قالت : إن نساء قريش تحدثني عنه إنه رجل دحداح البطن، طويل الذراعين ضخم الكراديس، أنزع، عظيم العينين، لمنكبه مشاش كمشاش البعير، ضاحك السن لا مال له تفسير . القمي 2/336

وقالوا عن علي رضي الله عنه بأنه : كان أسمر مربوعاً، وهو إلى القصر أقرب، عظيم البطن، دقيق الأصابع، غليظ الذراعين حَمِش الساقين في عينه لين عظيم اللحية أصلع، ناتئ الجبهة.  مقاتل الطالبين 27 
فهذه أوصاف علي رضي الله عنه التي سمعت بها السيدة فاطمة رضي الله عنها ولم تكن تريده ولم تكن تعلم أنه سيزوجها الله له ؟ مع إنها معصومة وتعلم الغيب !!
ثم بعد زواجها منه كانت تشتكي من الهموم وتعيّر زوجها وتضربه ، برغم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الدنيا متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة . رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم : سعادة لابن آدم ثلاث، وشقاوة لابن آدم ثلاث فمن سعادة ابن آدم : الزوجة الصالحة، و المركب الصالح، و المسكن الواسع، و شقوة لابن آدم ثلاث : المسكن السوء، و المرأة السوء، و المركب السوء. الراوي: سعد بن أبي وقاص المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4692 خلاصة حكم المحدث: صحيح
 
وقال صلى الله عليه وسلم : إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة . الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 1516 خلاصة حكم المحدث: صحيح
 
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : أفضل دينار ينفقه الرجل . دينار ينفقه على عياله . ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله . ودينار ينفقه على أصحابه في سبيل الله . قال أبو قلابة : وبدأ بالعيال . ثم قال أبو قلابة : وأي رجل أعظم أجرا من رجل ينفق على عيال صغار . يعفهم ، أوينفعهم الله به ، ويغنيهم . رواه مسلم
 
 
كما قال صلى الله عليه وسلم : خيركم خيركم لأهله، و أنا خيركم لأهلي . الراوي: عائشة و ابن عباس و معاوية بن أبي سفيان المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4100
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وقال صلى الله عليه وسلم : خيركم خيركم لأهله، و أنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلا كريم، و لا أهانهن إلا لئيم . الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: السيوطي - المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4102 خلاصة حكم المحدث: صحيح
ذكرت بعض الروايات الصحيحة فهل غابت هذه الأحاديث عن فاطمة رضي الله عنها ، وهل غابت عن علي رضي الله عنه علما بأن الرواية الأخيرة هو الذي ذكرها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فأين عقول الرافضة بطعوناتهم في سيدة نساء العالمين واتهامها بأنها امرأة غير صالحة مع زوجها فهي تعيبه وتعيّره بل وتضربه !!
 
ولكنها عندنا أهل السنة والجماعة سيدة نساء أهل الجنة وما حصلت على هذه المنزلة إلا بإيمانها وأخلاقها العالية ، ولم تحصل على هذه المنزلة بنسبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه ).
 عن أبي هريرة – رضي الله عنه قال- عن النبي صلى الله عليه و سلم قال - من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا و الآخرة ، ومن ستر مسلما ستره الله فى الدنيا و الآخرة ، و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه . و من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله به طريقا الى الجنة ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله في من عنده ، و من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه - رواه مسلم بهذا اللفظ .
قام رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزل الله عز وجل : { وأنذر عشيرتك الأقربين } . قال : ( يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم ، لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا بني مناف لا أغني عنكم من الله شيئا ، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا ، ويا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا ، ويا فاطمة بنت محمد ، سليني ما شئت من مالي ، لا أغني عنك من الله شيئا ) . رواه البخاري
وأترك التعليق لكل ذي لب .
 

  1. علي بن أبي طالب رضي الله عنه

 
 علي رضي الله عنه قد ناله الكثير والكثير من هذه المطاعن علما بأنه أول إمام عندهم وهو أبو الأئمة وقد ذكرنا في طعنهم بالسيدة فاطمة رضي الله عنها كيف كانت تضربه حسب أقوالهم :
سأذكر بعض روايات الرافضة التي طعنت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسأعلق عليها مختصرا ، ثم سأروي بعض فضائله ومناقبه من مرويات أهل السنة والجماعة الذين حفظوا قدره ومنزلته بعكس الرافضة .
- روايات الرافضة :

  • محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل ابن جميل، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا جابر ألك حمار يسير بك فيبلغ بك من المشرق إلى المغرب في يوم واحد؟ فقلت: جعلت فداك يا أبا جعفر وأني لي هذا؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: ذاك أمير المؤمنين ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه واله في علي عليه السلام: والله لتبلغن الأسباب والله لتركبن السحاب .
    الارشاد في معرفة حجج الله على العباد-ج1- محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد [317][322]

 
أقول : أصبح علي رضي الله عنه وأرضاه عند الرافضة حمارا ( حاشاه من ذلك رضي الله عنه )!! أهذا تقدير إمامهم الأول ؟ ولكنه عندنا إماما وصحابي جليل رضي الله عنه وأرضاه .
 

  • روي عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: أتي عمر بامرأة قد تعلقت برجل من الأنصار كانت تهواه ولم تقدر عليه، فذهبت وأخذت بيضة وصبت البياض على ثيابها وبين فخذيها ثم قالت: زنا بي هذا الرجل. فقال عمر لعلي: ماذا ترى؟ فنظر علي إلى بياض على ثوب المرأة وبين فخذيها،ثم حكم بأنه بياض بيض. بحار الأنوار40/303

 
أقول : لقد أمرنا الله بكف البصر وعلي رضي الله عنه من أتقى الناس فهل عند الرافضة أن علي لا يمتثل لأوامر الله وينظر إلى عورات النساء ؟؟
مرنا ال
 

  • (إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا) – البقرة 26 ، فقالوا أن البعوضة هو علي رضي الله عنه وأن ما فوقها هو الرسول صلى الله عليه وسلم ، في روايتهم عن علي بن إبراهيم القمي بسنده عن أبي عبد الله ( البعوضه : هي أمير المؤمنين ، وما فوقها رسول الله ) – تفسير القمي 1/30 وتفسير العياشي 1/25

 
علما بأن علامتهم أبو جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الملقب بالصدوق قال في كتابه علل الشرائع – باب 239 علل المسوخ واصنافها صفحة 199 : بأن البعوض كان رجلا يستهزئ بالأنبياء عليهم السلام ويشتمهم ويكلح في وجوههم ويصفق بيديه فمسخه الله بعوضا . !!
فهل علي رضي الله عنه له هذه الصفات يا رافضة ؟؟
 

  • في خطبة ينسبها ابن جرير الطبرسي الرافضي لعلي انه خطب بالكوفة عند منصرفه من النهروان فقال في خطبة طويلة هذا بعض منها / ........ أنا اسمي في الإنجيل  اليا  وفي التوراة بريا  وفي الزبور  اري  وعند الهند  كابر  وعند الروم  بطريسا  وعند الفرس جبير  وعند الترك  تبير  وعند الزنج  حيتر  وعند الكهنة  بوسي  وعند الحبشة  بتريك  وعند امي  حيدرة وعند ظئري  ميمون  وعند العرب  علي  وعند الأرمن  فريق  وعند أبي  ظهيرا  
    ألا واني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم يقول عز وجل ( إن الله مع الصادقين ) وأنا ذلك الصادق وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة في قوله ( وأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين ) ................. الخ الخطبة .كتاب / بشارة المصطفى لشيعة المرتضىص33

أقول : إن كان علي رضي الله عنه عندكم يا رافضة بوسي !! فهو عندنا الكرار المرتضى رضي الله عنه .
 

  • علي بن إبراهيم : قال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال : انتهى رسول الله - صلى الله عليه وآله - إلى أمير المؤمنين - عليه السلام - وهو نائم في المسجد وقد جمع رملا ووضع رأسه عليه ، فحركه برجله ثم قال ( له ) : قم يا دابة الأرض ، فقال رجل من أصحابه : يا رسول الله - صلى الله عليه وآله - أفيسمي بعضنا بعضا بهذا الاسم ؟ فقال : لا والله ما هو إلا له خاصة وهي الدابة التي ذكرها الله في كتابه : ( وإذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون ) . ثم قال : يا علي ، إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعداءك . مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني ج 3 ص 90 – 91 - ، التفسير الصافي - الفيض الكاشاني ج 4 ص 74 ،
    والرواية موجودة في كل كتب تفاسير الرافضة وغيرها بل اعتبرها ابن شهر آشوب منقبة في كتابه مناقب آل أبي طالب

- أقول : أهذا قدر علي بن أبي طالب عندكم يا رافضة ؟ لقد كرم الله الإنسان وفضله على كثير ممن خلق ومن باب أولى أنه فضله على الدواب فقال عز من قائل : وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً (70)- الإسراء .

- الشيطان يحب علي !!
- عن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام انّه قال : قال عليّ عليه السّلام : كنت جالساً عند الكعبة فإذا شيخ محدودب قد سقط حاجباه على عينيه من شدّة الكبر ، وفي يده عكّازة وعلى رأسه برنس أحمر ، وعليه مدرعة من الشعر ، فدنا إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم والنبيّ مسند ظهره على الكعبة ، فقال : يا رسول الله اُدع لي بالمغفرة ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : خاب سعيك يا شيخ ، وظلّ عملك.
فلمّا تولّي الشيخ قال لي : يا أبا الحسن أتعرفه ؟ قلت : لا ، قال : ذلك اللعين
قال علي عليه السّلام : فعدوت خلفه حتى لحقته وصرعته إلى الأرض ، وجلست على صدره ، ووضعت يدي في حلقه لأخنقه ، فقال لي : لا تفعل يا أبا الحسن فانّي من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ، والله يا علي إني لأحبّك جدّاً وما أبغضك أحد إلا شركت أباه في أمّه فصار ولد زنا ، فضحكت وخلّيت سبيله . البحار 27 : 148 ح13 باب 5 عن عيون أخبار الرضا عليه السلام
وفي رواية أخرى :
بالإسناد يرفعه إلى عبد الله بن عباس- قال لما رجعنا من حج بيت الله مع رسول الله صلى الله عليه وآله فجلسنا حوله وهو في مسجده إذ ظهر الوحي عليه فتبسم صلى الله عليه وآله تبسما شديدا حتى بانت ثناياه فقلنا يا رسول الله مم تبسمت قال من إبليس اجتاز ينفر وهم يتلون علينا فوقف أمامهم فقالوا من ذا الذي أمامنا فقال أنا أبو مرة فقالوا تسمع كلامنا فقال نعم سوأة لوجوهكم ويلكم أتسبون مولاكم علي بن أبي طالب (ع) فقالوا له أبا مرة من أين علمت انه مولانا فقال ويلكم أنسيتم قول نبيكم بالأمس من كنت مولاه فعلي مولاه فقالوا يا أبا مرة أنت من شيعته ومواليه فقال ما أنا من شيعته ومواليه ولكني أحبه لأنه من ابغضه احد منكم إلا شاركته في ولده وماله وذلك قول الله تعالى (وشاركهم في الأموال والأولاد) فقالوا يا أبا مرة أتقول في علي شيئا قال وما تريدون أن أقول فيه اسمعوا ويلكم منى اعلموا أني عبدت الله تعالى في الجان اثني عشر ألف سنة فلما اهلك الله الجان شكوت إلى الله تعالى عز وجل الوحدة فأوتي بى إلى السماء الدنيا فعبدت الله تعالى فيها أثني عشر ألف سنة أخرى مع الملائكة فبينا نحن كذلك نسبح الله تعالى ونقدسه إذ مر علينا نور شعشعاني فخرت الملائكة عند ذلك سجدا فقلنا نور نبي مرسل أو نور ملك مقرب فإذا النداء من قبل عز وجل لا نبي مرسل ولا ملك مقرب هذا نور علي بن أبى طالب (ع) أخى محمد .الفضائل - لابى الفضل سديد الدين شاذان بن جبرائيل بن اسماعيل ابن أبي طالب القمي
نزيل المدينة النبوية - وهو صاحب كتاب (ازاحة العلة) المذكور في (البحار) وكان من مشايخ الاجازة، روى عنه فخاربن معد الموسوى و روى هو عن أبيه وعن العماد الطبرى صاحب كتاب (بشارة المصطفى) " المطبوع في النجف " وقد عاصر ابن إدريس، وتوفي في حدود سنة 660 ه‍ منشورات المطبعة الحيدرية ومكتبتها في النجف الاشرف 1962 م - 1381 ه‍
أقول عن تلك الروايتين : هذا يدل على أنكم لا تعتقدوا بإيمان علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والدليل بيني وبينكم القرآن :
يقول تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُواْ مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلاَلاً طَيِّباً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ . البقرة - 168
ويقول : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ . البقرة - 208
ويقول تعالى عن قول إبليس : وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِّن دُونِ اللّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً . النساء - 129
ويقول تعالى : يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ . الأعراف - 27
هل معنى هذا أن عليا رضي الله عنه غير مؤمن حسب دليل هذه الآية ، اتقوا الله يا رافضة والله لقد طعنتم بعلي رضي الله عنه وأرضاه
 * سأكتفي بطعوناتهم هذه وإلا فوالله هناك العديد والعديد من رواياتهم واتهاماتهم للصحابي الجليل علي بن أبي طالب ، فمنها ما وصفوه بالجبن بحيث تضرب زوجته وهو ساكت ، وأخرى لا يقيم حدود الله ، وأخرى يشتكي لغير الله ، وأخرى يزوج ابنته لكافر حسب زعمهم خوفا منه وهو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فعندهم أن عمر كافر وقد تزوج بنت علي أم كلثوم ورووا رواية عن جعفر يقول ذلك فرج غصبناه فهل تغصب بنت الكرار ؟؟
سأذكر هنا فضائل علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند أهل السنة والجماعة كي يعلم الناس من المحب لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومن المبغض لهم .
روايات أهل السنة والجماعة في مناقب وفضائل علي ابن أبي طالب رضي الله عنه :

  • من صحيح البخاري :

* باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن رضي الله عنه وقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أنت مني وأنا منك وقال عمر توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض

 - حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز عن أبي حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأعطين الراية غدا رجلا يفتح الله على يديه قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها فقال أين علي بن أبي طالب فقالوا يشتكي عينيه يا رسول الله قال فأرسلوا إليه فأتوني به فلما جاء بصق في عينيه ودعا له فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية فقال علي يا رسول الله أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا فقال انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم .
 
- حدثنا قتيبة حدثنا حاتم عن يزيد بن أبي عبيد عن سلمة قال كان علي قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر وكان به رمد فقال أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج علي فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعطين الراية أو ليأخذن الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله أو قال يحب الله ورسوله يفتح الله عليه فإذا نحن بعلي وما نرجوه فقالوا هذا علي فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية ففتح الله عليه.
- حدثنا عبد الله بن مسلمة حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أن رجلا جاء إلى سهل بن سعد فقال هذا فلان لأمير المدينة يدعو عليا عند المنبر قال فيقول ماذا قال يقول له أبو تراب فضحك قال والله ما سماه إلا النبي صلى الله عليه وسلم وما كان له اسم أحب إليه منه فاستطعمت الحديث سهلا وقلت يا أبا عباس كيف ذلك قال دخل علي على فاطمة ثم خرج فاضطجع في المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم أين ابن عمك قالت في المسجد فخرج إليه فوجد رداءه قد سقط عن ظهره وخلص التراب إلى ظهره فجعل يمسح التراب عن ظهره فيقول اجلس يا أبا تراب مرتين .
- حدثنا محمد بن رافع حدثنا حسين عن زائدة عن أبي حصين عن سعد بن عبيدة قال جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عثمان فذكر عن محاسن عمله قال لعل ذاك يسوءك قال نعم قال فأرغم الله بأنفك ثم سأله عن علي فذكر محاسن عمله قال هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال لعل ذاك يسوءك قال أجل قال فأرغم الله بأنفك انطلق فاجهد علي جهدك .
- حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن سعد قال سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى .
هذه بعض مناقبه رضي الله عنه من صحيح الإمام البخاري  رحمه الله ، أما مناقبه في صحيح الإمام مسلم رحمه الله :

 

 

  • حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد وتقاربا في اللفظ قالا حدثنا حاتم وهو ابن إسمعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال ما منعك أن تسب أبا التراب فقال أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له خلفه في بعض مغازيه فقال له علي يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي وسمعته يقول يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي.

 

  • حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن القاري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله يفتح الله على يديه قال عمر بن الخطاب ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال فتساورت لها رجاء أن أدعى لها قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب فأعطاه إياها وقال امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك قال فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت فصرخ يا رسول الله على ماذا أقاتل الناس قال قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله.

 

  • حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد جميعا عن ابن علية قال زهير حدثنا إسماعيل بن إبراهيم حدثني أبو حيان حدثني يزيد بن حيان قال انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه لقد لقيت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا ابن أخي والله لقد كبرت سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم فما حدثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلفونيه ثم قال قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي فقال له حصين ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته قال نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال ومن هم قال هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال كل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم وحدثنا محمد بن بكار بن الريان حدثنا حسان يعني ابن إبراهيم عن سعيد بن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم وساق الحديث بنحوه بمعنى حديث زهير حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل ح وحدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا جرير كلاهما عن أبي حيان بهذا الإسناد نحو حديث إسماعيل وزاد في حديث جرير كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل حدثنا محمد بن بكار بن الريان حدثنا حسان يعني ابن إبراهيم عن سعيد وهو ابن مسروق عن يزيد بن حيان عن زيد بن أرقم قال دخلنا عليه فقلنا له لقد رأيت خيرا لقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان غير أنه قال ألا وإني تارك فيكم ثقلين أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلالة وفيه فقلنا من أهل بيته نساؤه قال لا وايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده.

* ملاحظة على هذه الرواية : في شرح الإمام النووي على صحيح مسلم بين ظاهر التناقض بالروايتين فقال رحمه الله : قوله في الرواية الأخرى : ( فقلنا : من أهل بيته نساؤه قال : لا ) هذا دليل لإبطال قول من قال : هم قريش كلها ؛ فقد كان في نسائه قرشيات ، وهن عائشة ، وحفصة ، وأم سلمة ، وسودة ، وأم حبيبة رضي الله عنهن وأما قوله في الرواية الأخرى : ( نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة ) قال : وفي الرواية الأخرى : فقلنا : ( من أهل بيته نساؤه قال : لا ) فهاتان الروايتان ظاهرهما التناقض ، والمعروف في معظم الروايات في غير مسلم أنه قال نساؤه لسن من أهل بيته ، فتتأول الرواية الأولى على أن المراد أنهن من أهل بيته الذين يساكنون ، ويعولهم ، وأمر باحترامهم وإكرامهم ، وسماهم ثقلا ووعظ في حقوقهم وذكر ، فنساؤه داخلات في هذا كله ، ولا يدخلن فيمن حرم الصدقة ، وقد أشار إلى هذا في الرواية الأولى بقوله : ( نساؤه من أهل بيته ، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة ) فاتفقت الروايتان .

  • حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا عبد العزيز يعني ابن أبي حازم عن أبي حازم عن سهل بن سعد قال استعمل على المدينة رجل من آل مروان قال فدعا سهل بن سعد فأمره أن يشتم عليا قال فأبى سهل فقال له أما إذ أبيت فقل لعن الله أبا التراب فقال سهل ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب وإن كان ليفرح إذا دعي بها فقال له أخبرنا عن قصته لم سمي أبا تراب قال جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة فلم يجد عليا في البيت فقال أين ابن عمك فقالت كان بيني وبينه شيء فغاضبني فخرج فلم يقل عندي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان انظر أين هو فجاء فقال يا رسول الله هو في المسجد راقد فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه فأصابه تراب فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول قم أبا التراب قم أبا التراب.

 

 

  • ونقل مسلم في صحيحة قول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة انه لعهد النبي الأمي إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق.

 
ذكرت بعض فضائل ومناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه من صحيح البخاري وصحيح مسلم وهذا لا يعني أن باقي المحدثين لم يذكروا فضائل صحيحة للصحابي الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه بل نقلوا الكثير ، ولكني اكتفيت بهذين الصحيحين لأنهما أوثق كتب الحديث وأصحها عندنا ،
هناك أيضا فضائل أخرى مثل إرسال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي خلف أبي بكر رضي الله عنهما في الحج ليقرأ بعض الآيات التي نزلت على الحجيج ، كذلك إرساله لعلي رضي الله عنه ليساوي القبور ويطمس الصور ، وأيضا تسليمه الراية في كثير من الغزوات ، وغيرها الكثير .
 
 
4- العباس وأبنائه وعقيل بن أبي طالب رضي الله عنهم :
- ذكر المجلسي قال روى الإمام محمد الباقر عن الإمام زين العابدين عليه السلام بسند معتمد أن هذه الآية "من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا" نزلت في حق عبد الله بن عباس وأبيه .. حياة القلوب، ج2، ص865
- يروى الكليني بسند حسن أنه سأل سدير الإمام محمد الباقر أين كانت غيرة بني هاشم وشوكتهم وكثرتهم بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غلب علي من أبي بكر وعمر وسائر المنافقين؟ فأجاب الإمام محمد الباقر: من كان باقيا من بني هاشم؟ جعفر وحمزة اللذان كانا من السابقين الأولين والمؤمنين الكاملين قد ماتا، والاثنان اللذان كانا ضعيفي اليقين وذليلي النفس وحديثي عهد بالإسلام قد بقيا، العباس وعقيل .. حيات القلوب، الجزء الثاني ص 846، وهذه الرواية موجودة في فروع الكافي، المجلد الثالث كتاب الروضة.
- وذكر محمد الباقر المجلسي أنه يثبت من أحاديثنا أن عباسا لم يكن من المؤمنين الكاملين وأن عقيلا كان مثله (في عدم كمال الإيمان) .. حيات القلوب،ج2، ص866

 - فلبئس المولى ولبئس العشير  نزلت في العباس.
رجال الكشي ص 45

-  ان عليا عليه السلام قال: اللهم العن ابني فلان واعمي ابصارهما يعني عبد الله وعبيد الله بنا العباس كما في الهامش. رجال الكشي ص 52
أقول : أما العباس رضي الله عنه فهو عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحبه ويوقره ، وقد ذكرت سابقا بعض فضائله رضي الله عنه ،
- قال عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث رضي الله عنه (أن العباس بن عبد المطلب ، دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم مغضبا وأنا عنده ، فقال : ما أغضبك ؟ قال : يا رسول الله ! ما لنا ولقريش ! إذا تلاقوا بينهم ، تلاقوا بوجوه مبشرة ، وإذا لقونا ، لقونا بغير ذلك ، قال : فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه ، ثم قال : والذي نفسي بيده ، لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله ، ثم قال : يا أيها الناس ! من آذى عمي فقد آذاني ، فإنما عم الرجل صنو أبيه ) رواه الترمذي وهو حديث حسن صحيح .
- ومن مواقف العباس رضي الله عنه مع المسلمين في بداية الدعوة .
قال ابن عباس : ألا أخبركم بإسلام أبي ذر ؟ قال : قلنا : بلى ، قال : قال أبو ذر : كنت رجلا من غفار ، فبلغنا أن رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي ، فقلت لأخي : انطلق إلى هذا الرجل كلمه وأتني بخبره ، فانطلق فلقيه ثم رجع ، فقلت : ما عندك ؟ فقال : والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر ، فقلت له : لم تشفني من الخبر ، فأخذت جرابا وعصا ، ثم أقبلت إلى مكة ، فجعلت لا أعرفه ، وأكره أن أسأل عنه ، واشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد ، قال : فمر بي علي فقال : كأن الرجل غريب ؟ قال : قلت : نعم ، قال : فانطلق إلى المنزل ، قال : فانطلقت معه ، لا يسألني عن شيء ولا أخبره ، فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه ، وليس أحد يخبرني عنه بشيء ، قال : فمر بي علي ، فقال : أما نال للرجل يعرف منزله بعد ؟ قال : قلت : لا ، قال : انطلق معي ، قال : فقال : ما أمرك ، وما أقدمك هذه البلدة ؟ قال : قلت له : إن كتمت علي أخبرتك ، قال : فإني أفعل ، قال : قلت له : بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي ، فأرسلت أخي ليكلمه ، فرجع ولم يشفني من الخبر ، فأردت أن ألقاه ، فقال له : أما إنك قد رشدت ، هذا وجهي إليه فاتبعني ، ادخل حيث ادخل ، فإني إن رأيت أحدا أخافه عليك ، قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت ، فمضى ومضيت معه حتى دخل ودخلت معه على النبي صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : اعرض علي الإسلام ، فعرضه فأسلمت مكاني ، فقال لي : ( يا أبا ذر ، اكتم هذا الأمر ، وارجع إلى بلدك ، فإذا بلغك ظهورنا فأقبل ) . فقلت : والذي بعثك بالحق ، لأصرخن بها بين أظهرهم ، فجاء إلى المسجد وقريش فيه ، فقال : يا معشر قريش ، إني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله . فقالوا : قوموا إلى هذا الصابئ ، فقاموا فضربت لأموت ، فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم ، فقال : ويلكم ، تقتلون رجلا من غفار ، ومتجركم وممركم على غفار ، فأقلعوا عني ، فلما أن أصبحت الغد رجعت ، فقلت مثل ما قلت بالأمس ، فقالوا : قوموا إلى هذا الصابئ ، فصنع بي مثل ما صنع بالأمس ، وأدركني العباس فأكب علي ، وقال مثل مقالته بالأمس . قال : فكان هذا أول إسلام أبي ذر رحمه الله . رواه البخاري
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس : إذا كان غداة الاثنين فأتني أنت وولدك حتى أدعو لك بدعوة ينفعك الله بها وولدك فغدا وغدونا معه وألبسنا كساء ثم قال اللهم اغفر للعباس وولده مغفرة ظاهرة وباطنة لا تغادر ذنبا اللهم احفظه في ولده رواه الترمذي وحسنه الألباني
- قال أنس ابن مالك رضي الله عنه : (أن عمر بن الخطاب : كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب ، فقال : اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا ، قال : فيسقون) – رواه البخاري
هذه بعض الروايات في فضائل العباس رضي الله عنه وأما حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن العباس فسأذكر لكم بعض فضائله لنرى مدى افتراءات الرافضة على آل البيت :
- (أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى الخلاء . فوضعت له وضوءا . فلما خرج قال " من وضع هذا ؟ " - في رواية زهير قالوا وفي رواية أبي بكر - قلت : ابن عباس . قال " اللهم ! فقهه )رواه مسلم
- (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيت ميمونة فوضعت له وضوءا من الليل قال : فقالت ميمونة : يا رسول الله وضع لك هذا عبد الله بن عباس فقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل ) – رواه أحمد بإسناد ثابت صحيح
- (عن ابن مسعود قال : لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عاشره منا رجل . وكان يقول : نعم ترجمان القرآن ابن عباس ) – ابن حجر العسقلاني في فتح الباري واسناده صحيح
- وقال ابن عباس رضي الله عنهما : (ضمني النبي صلى الله عليه وسلم إلى صدره وقال : اللهم علمه الحكمة ) رواه البخاري
- وفي رواية أخرى عند ابن ماجه (ضمني رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه وقال اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب ) صححها الألباني
- وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : (أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل فصليت خلفه فأخذ بيدي فجرني فجعلني حذاءه فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاته خنست فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف قال لي : ما شأني أجعلك حذائي فتخنس فقلت : يا رسول الله أوينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله الذي أعطاك الله قال : فأعجبته فدعا الله لي أن يزيدني علما وفهما قال : ثم رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نام حتى سمعته ينفخ ثم أتاه بلال فقال : يا رسول الله الصلاة فقام فصلى ما أعاد وضوءا ) – رواه أحمد في اسناد صحيح وصححه أحمد شاكر .
-  ذكر ابن سعد في الطبقات أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : ما رأيت أحضر فهما ولا ألب لباً ولا أكثر علما ولا أوسع حلما من ابن عباس ، ولقد رأيت عمر بن الخطاب يدعوه للمعضلات .
 
هذه بعض فضائل حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن العباس رضي الله عنهما فهل بعد هذه الفضائل يفتري الرافضة بتأويلهم للآيات ويطعنون في آل البيت ؟ أين دعوى محبتهم ؟ هل ذهبت أدراج الرياح ؟
- وفي عقيل رضي الله عنه ،  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعقيل بن أبي طالب : يا أبا يزيد إني أحبك حبين حبا لقرابتك وحبا لما كنت أعلم من حب عمي إياك
الراوي: أبو إسحاق المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/276
خلاصة حكم المحدث: مرسل ورجاله ثقات
 
وكما وعدت أعلاه سأذكر مقالة الشيخ عبد الله بن محمد زقيل حفظه الله وهي بعنوان : طعن الرافضي رضا نصرالله في الصحابي ابن عباس ليس بالمستغرب
الحمدُ للهِ وبعد ؛

أمركم عجيبٌ يا أهلَ السنةِ !!!!

وما وجهُ الغرابةِ في طعنِ الرافضي الخبيث في ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنه ؟

مشكلةُ أهلِ السنةِ أنهم لا يعرفون كتبَ القومِ ، هؤلاءِ يزعمون محبةَ آل بيتِ النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن كتبهم تكذبُ هذا الزعم ، تعالوا معي في جولةٍ تبين كذبَ دعوتهم من خلالِ كتبهم .

وقبل البدءِ أعلمُ أن ما سأنقلهُ سيسببُ جنونَ البقر لبعضِهم ، ولكن من أرادَ أن يتكلمَ فليقارعِ الحجةَ بالحجةِ ، وليس بالعويلِ والنحيبِ ، لأن العويلَ والنحيبَ كلٌ يتقنهُ ، وهو على درجاتٍ ودركاتٍ نسألُ اللهَ السلامةَ والعافيةَ .

إن من أساسياتِ المذهبِ الرافضي - زعموا - محبةَ أل بيتِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ، فما مدى حقيقة هذه الدعوى العريضةِ ؟

كما تعلمون أن الرافضةَ يكفرون جميعَ الصحابةِ ، وهذا الأمرُ لا ينكرهُ إلا جاهلٌ بكتبهم ومؤلفاتهم ، بل وُجد على " الشبكةِ العنكبوتيةِ " عددٌ من الملفاتِ الصوتيةِ والمرئيةِ عن الرافضةِ من صرح منهم بذلك ، وفي قناةِ المستقلةِ سمعنا من أحدهم من صرح بذلك أمام الملأ ، والرافضةُ يستثنون بعضَ الصحابةِ من تكفيرهم ، وهو عددٌ قليلٌ جداً ، ولكن دعونا نبحثُ المسألةَ بحثاً علمياً من خلالِ كتبِ القومِ ، لأننا سنجدُ من يرفعُ عقيرتهُ ويردُ كلامنا إذا لم يكن موثقاً ، وسيأتي أيضاً من يردُ الكلامَ حتى بعد التوثيق وسترون بأنفسكم .

يقول الدكتورُ ناصرُ القفاري في " أصول مذهب الإمامية الاثنى عشرية . عرضٌ ونقدٌ " : تقول كتب الاثني عشرية : إن الصحابة بسبب توليتهم لأبي بكر قد ارتدوا إلا ثلاثة ، وتزيد بعض رواياتهم ثلاثة أو أربعة آخرين رجعوا إلى إمامة علي ، ليصبح المجموع سبعة ، ولا يزيدون على ذلك .

ولقد تداولت الشيعة أنباء هذه "الأسطورة" في المعتمد من كتبها، فسجلوا ذلك في أول كتاب ظهر لهم وهو كتاب سليم بن
قيس [انظر: كتاب سليم بن قيس: ص74-75 ] ، ثم تتابعت كتبهم في تقرير ذلك وإشاعته وعلى رأسها الكافي [ الكليني / الكافي : 2/244 ] أوثق كتبهم الأربعة ، ورجال الكشي [ رجال الكشي : ص6، 7، 8، 9، 11 ] عمدتهم في كتب الرجال ، وغيرها من مصادرهم كتفسير العياشي [ تفسير العياشي : 1/199 ] ، والبرهان [ هاشم البحران/ البرهان : 1/319 ] ، والصافي [ محسن الكاشاني / الصافي : 1/389 ] ، وتفسير نور الثقلين [ الحويزيني / نور الثقلين : 1/396 ] ، والاختصاص [ المفيد / الاختصاص : ص4-5 ] ، والسرائر [ ابن إدريس / السرائر : ص468 ] ، وبحار الأنوار [ بحار الأنوار : 22/345 ، 351 ، 352 ، 440 ]

وليست هذه مجرد آراء لبعض شيوخهم، ولكنها روايات عن معصوميهم تحمل صفة "العصمة" والقدسية عندهم .ا.هـ.

ويقولُ أيضاً : ولم تكشف رواية الكافي أسماء الثلاثة الذين سلموا من الردة ، حيث قالوا بمذهب الرافضة ، لكن مذهب الرفض لم يظهر أصله إلا بعد مقتل عثمان ، فهؤلاء ليسوا بصحابة ، ولا يبعد أن يكون هؤلاء من السبئيين الذين بدأ النشاط الرافضي على أكتافهم ، ولا يستبعد أن هؤلاء السبئيين يتخذون أسماء " مستعارة " وقد تكون أسماء صحابة لهم مكانتهم .

وهذا ما جاء في رجال الكشي ".. عن حنان بن سدير عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال : كان الناس أهل الردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة ، فقلت : ومن الثلاثة ؟ فقال : المقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، ثم عرف الناس بعد يسير ، وقال : هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا وأبوا أن يبايعوا لأبي بكر حتى جاءوا بأمير المؤمنين مكرهًا فبايع "
[ رجال الكشي: ص6، الكافي، كتاب الروضة: 12/321-322 (مع شرح جامع للمازندراني) ] .

فهذا النص بالإضافة إلى تكفيره لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قد يشير إلى الخلية الأولى لمذهب الرفض وأنها تتقنع بهذه الأسماء المستعارة . وحتى هؤلاء الثلاثة الذين تستثنيهم أخبار الشيعة ، لم يسلموا من شك في " معرفة " الإمام التي هي أصل الإيمان باستثناء واحد منهم ، ولذلك حينما قال أبو جعفر : ارتد الناس إلا ثلاثة ، أردف قائلاً : « إن أردت الذي لم يشك ، ولم يدخله شيء فالمقداد . فأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض أن عند أمير المؤمنين عليه السلام اسم الله الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض ، وهو هكذا ، فلبب
[ لببه : جمع ثيابه عند نحره في الخصومة ثم جره (رجال الكشي –الهامش- ص11) ] ووجئت [ وجأ يوجأ : ضربه باليد والسكين (رجال الكشي –الهامش- ص11) ] عنقه حتى تركت كالسلقة [ في نسخة أخرى " كالسلعة ". والسلعة : خراج كهيئة الغدة. (المصباح : ص337) ] ، فمر به أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : يا أبا عبد الله، هذا من ذاك ، بايع ، فبايع .

وأما أبو ذر فأمر أمير المؤمنين عليه السلام بالسكوت، ولم يأخذه في الله لومة لائم، فأبى إلا أن يتكلم فمر به عثمان فأمر به "
[ رجال الكشي : ص11، بحار الأنوار : 22/440 ] – كذا - .

وهؤلاء الثلاثة الذين نجوا من الردة، لم يسلموا أيضًا من قدح الشيعة وعيبهم، فتذكر أخبارهم بأن العلاقة بين هؤلاء الثلاثة طيبة في الظاهر، ولكن لو علم كل واحد منهم بما في قلب الآخر لقتله، أو ترحم على قاتله ؛ لأن كلاً منهم أجنبي في باطنه واعتقاده عن صاحبه، ففي رجال الكشي " قال أمير المؤمنين : يا أبا ذر، إن سلمان لو حدثك بما يعلم لقلت: رحم الله قاتل سلمان"
[رجال الكشي: ص15 ] .

وعن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا سلمان ، لو عرض علمك على مقداد لكفر ، يا مقداد لو عرض علمك على سلمان لكفر
[ رجال الكشي : ص11 ] ... وتقول نصوص الشيعة : إن هؤلاء الثلاثة قد لحق بهم أربعة آخرون ، ليصل عدد المؤمنين ( أو قل : الروافض ) في عصر الصحابة إلى سبعة ، ولكنهم لم يتجاوزوا هذا العدد .

وهذا ما تتحدث عنه أخبارهم حيث تقول : " عن الحارث بن المغيرة النصري ، قال : سمعت عبد الملك بن أعين يسأل أبا عبد الله رضي الله عنه فلم يزل يسأله حتى قال له: فهلك الناس إذًا [ أي: بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ومبايعة الناس لأبي بكر ( في منظور الروافض ) ] ؟ فقال : إي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون ، قلت: من في الشرق ومن في الغرب ؟ قال : فقال : إنها فتحت على الضلال إي والله هلكوا إلا ثلاثة . ثم لحق أبو ساسان
[ قال شيخهم الأردبيلي : أبو ساسان اسمه الحصين بن المنذر، وقد يقال : أبو سنان، ثم ساق الرواية المذكورة عن الكشي (جامع الرواة: 2/387) . وقد ذكر ابن حجر بأنه يسمى "حضين" - بالضاد المعجمة مصغرًا – ابن المنذر بن الحارث الرقاشي، وقال : كان من أمراء علي بصفين، وهو ثقة، مات على رأس المائة (تقريب التهذيب: 1/185) ] ، وعمار [ يعني: عمار بن ياسر ] ، وشتيرة [ قال الأردبيلي : "شتيرة" من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، ثم ساق رواية الكشي مرة أخرى . (جامع الرواة: 1/398) ] ، وأبو عمرة [ قال الأردبيلي: أبو عمرة الأنصاري اسمه ثعلبة بن عمرو، من الأصفياء من أصحاب أمير المؤمنين (جامع الرواة: 2/408) . قال ابن عبد البر : أبو عمرة الأنصاري اختلف في اسمه ؛ فقيل : عمرو بن محصن ، وقيل : ثعلبة بن عمرو بن محصن ، وقيل : بشير بن عمرو بن محصن بن عتيك . قال ابن عبد البر : وهو الصواب إن شاء الله، قتل بصفين وهو يقاتل مع علي رضي الله عنهما. (الاستيعاب: 4/133-134، وانظر: الإصابة: 4/441، أسد الغابة: 5/263) ] وصاروا سبعة " [رجال الكشي: ص7] .

وتؤكد جملة من نصوصهم على أن العدد لم يزد على ذلك. قال أبو جعفر: " وكانوا سبعة ، فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام إلا هؤلاء السبعة " [رجال الكشي: ص11-12] .

وكان أبو عبد الله يقسم على ذلك فيقول : " فوالله ما وفى بها إلا سبعة نفر " [ المفيد/ الاختصاص : ص63، الحميري/ قرب الإسناد : ص38 ، بحار الأنوار : 22/322] .ا.هـ.

ثم يضيفُ بعد ذلك : هذه الرّوايات التي تحكم بالرّدة على ذلك المجتمع المثالي الفريد ، ولا تستثني منهم جميعًا إلا سبعة في أكثر تقديراتها ، لا تذكر من ضمن هؤلاء السّبعة أحدًا من أهل بيت رسول الله باستثناء بعض روايات عندهم جاء فيها استثناء علي فقط ، وهي رواية الفضيل بن يسار عن أبي جعفر قال : صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة : علي ، والمقداد ، وسلمان ، وأبو ذر . فقلت : فعمار ؟ فقال : إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شيء فهؤلاء الثلاثة
[ تفسير العياشي : 1/199، البرهان : 1/319، تفسير الصافي : 1/389 ] .

فالحكم بالرّدّة في هذه النّصوص شامل للصّحابة وأهل البيت النّبويّ من زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرابته .ا.هـ

فماذا عن آلِ بيتِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم ؟ هل سلموا من تكفيرِ الرافضةِ لهم ؟

لنواصل ما يقرره وينقله الدكتورُ القفاري في رسالته العلمية الدكتوراة ، قال الدكتور حفظه اللهُ : بل إن الشيعة خصت بالطعن والتكفير جملة من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كعم النبي العباس ، حتى قالوا بأنه نزل فيه قوله سبحانه : "
وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً " [ رجال الكشي : ص53، والآية (72) من سورة الإسراء ] .ا.هـ.

وماذا عن ابنِ عباسٍ الذي طعن فيه الرافضي رضا ، يقولُ الدكتور : وكابنه عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ، فقد جاء في الكافي ما يتضمن تكفيره ، وأنه جاهل سخيف العقل
[ أصول الكافي : 1/247 ] .

وفي رجال الكشي : " اللهم العن ابني فلان واعم أبصارهما ، كما عميت قلوبهما.. واجعل عمى أبصارهم دليلاً على عمى قلوبهما "
[رجال الكشي : ص53 ] .

وعلق على هذا شيخهم حسن المصطفوي فقال : " هما عبد الله بن عباس وعبيد الله بن عباس "
[ رجال الكشي : ص53 (الهامش) ] .ا.هـ.

فما رأيكم في هذا النصِ الواضح عن الصحابي الجليلِ ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنه من كتبهم ؟

حتى بناتٍ النبي صلى اللهُ عليه وسلم لم يسلمن من الطعنِ على الرغمِ أنهن من آلِ بيتِ النبي صلى اللهُ عليه وسلم فقال الدكتور : وبنات النبي صلى الله عليه وسلم يشملهن سخط الشيعة وحنقهم، فلا يذكرن فيمن استثنى من التكفير ، بل ونفى بعضهم أن يكن بنات للنبي صلى الله عليه وسلم - ما عدا فاطمة
[ انظر : جعفر النجفي / كشف الغطاء : ص5 ، حسن الأمين/ دائرة المعارف الإسلامية ، الشيعة : 1/27 ] .ا.هـ.

هذا ما عندي ، وأتركُ التعليقَ للعقلاءِ فقط ، أما أصاحبُ التشنجِ والصراخِ فلا يشغلونا بذلك . أهــ

- ( ثم أردف صورة وثيقة تؤيد كلامه ) .وانتهت مقالته حفظه الله
ليت الناس تعلم الفرق الكبير بين محبة أهل السنة والجماعة لآل البيت الكرام وبين دعوى الرافضة الزائفة بذلك .
 

  1. أبناء علي بن أبي طالب رضي الله عنهم وعن أبيهم  .

لم يسلم أبناء علي  رضي الله عنه من طعونات الرافضة ، فقد قال الرافضة بهم أقوال تحط من قدرهم وتنتقص من منزلتهم ، لنعلم كما ذكرنا سابقا أن من عقيدة الرافضة أن الأئمة عندهم يعلمون الغيب وسبق ووضعت مروياتهم ، كذلك لنعلم أن من عقيدتهم العصمة المطلقة للأئمة وهي عصمة حتى من الخطأ والسهو والنسيان وغيره ، وأيضا لنعلم أن الصحابة بعين الرافضة كلهم كفار ومرتدين إلا ثلاثة وقيل أربعه وقيل سبعة على أكثر عدد ذكروه . وكذلك أقوالهم فيمن ليس له عصمة ولكنه من أبناء المعصومين ومن أهل البيت .
- مما أثبتته مصادر الرافضة من غدرهم وخياناتهم لأئمتهم المعصومين هناك أقوال لهؤلاء الأئمة وأيضا روايات سأذكر بعضها .
 

  • شهادة الحسن بن علي رضي الله عنه ضد الشيعة
    قال الحسن بن علي رضي الله عنه بعد أن طعنه الرافضة في فخذه وانتهبوا متاعه ورداءه : أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي، والله لئن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي وأومن به في أهلي، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي. الإحتجاج للطبرسي جـ2 ص 290.

- روي عن علي بن الحسن الطويل عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن أبي حمزة عن أبي جعفر ع قال: جاء رجل من أصحاب الحسن ع يقال له: سفيان بن ليلى وهو على راحلة له فدخل على الحسن وهو محتب  في فناء داره فقال له: السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال له الحسن: انزل ولا تعجل فنزل فعقل راحلته في الدار وأقبل يمشي حتى انتهى إليه قال فقال له الحسن: ما قلت؟ قال: قلت: السلام عليك يا مذل المؤمنين قال وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلى أمر الأمة فخلعته من عنقك وقلدته هذا الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله قال: فقال له الحسن ع: سأخبرك لم فعلت ذلك قال: سمعت أبي ع يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لن تذهب الأيام والليالي حتى يلي أمر هذه الأمة رجل واسع البلعوم رحب الصدر يأكل ولا يشبع وهو معاوية فلذلك فعلت . بحار الأنوار للمجلسي - الجزء44 - صفحة 23
- عندهم أن الله عاقب الحسن وأزال عن أبنائه الإمامة بسبب أفعاله : عن سعد بن عبد الله عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسى عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي عبيدة و زرارة عن أبي جعفر ع قال:  لما قتل الحسين بن علي ع أرسل محمد بن حنفية إلى علي بن الحسين ع فخلا به ثم قال يا ابن أخي قد علمت أن رسول الله ص كانت الوصية منه و الإمامة من بعده إلى علي بن أبي طالب ثم إلى الحسن بن علي ثم إلى الحسين ع و قد قتل أبوك و لم يوص و أنا عمك و صنو أبيك و ولادتي من علي ع في سني و قدمتي و أنا أحق بها منك في حداثتك لا تنازعني في الوصية و الإمامة و لا تجانبني فقال له علي بن الحسين ع يا عم اتق الله و لا تدع ما ليس لك بحق إني أعظك أن تكون من الجاهلين إن أبي ع يا عم أوصى إلي في ذلك قبل أن يتوجه إلى العراق و عهد إلي في ذلك قبل أن يستشهد بساعة و هذا سلاح رسول الله ص عندي فلا تتعرض لهذا فإني أخاف عليك نقص العمر و تشتت الحال إن الله تبارك و تعالى لما صنع الحسن مع معاوية أبى أن يجعل الوصية و الإمامة إلا في عقب الحسين ع . بحار الانوار :42 ص : 77
- و رواية عند القمي في كتاب الإمامة و التبصرة من الحيرة ص 194 " إن الله لما صنع الحسن مع معاوية ما صنع بدا لله فالآن لا يجعل الوصية و الإمامة إلا في عقب الحسين عليه السلام … "
- قال الحسين بن علي رضي الله عنهما ، عن شيعته : اللهم إن مَتَّعْتَهم إلى حين فَفَرِّقْهم فِرَقاً ، واجعلهم طرائق قدَداً ، ولا تُرْضِ الوُلاةَ عنهم أبداً ، فإنهم دَعَوْنا لِينصرونا ، ثم عَدَوا علينا فقتلونا . الإرشاد للمفيد ص 241
- وقال رضي الله عنه : لكنكم استسرعتم إلي بيعتنا كطيرة الدباء ، وتهافَتُّم كتَهَافُت الفرش ، ثم نقضتموها ، سفَهاً وبُعداً وسُحقاً لطواغيت هذه الأمة ، وبقية الأحزاب ، وَنَبَذة الكتاب ، ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا ، وتقتلوننا ، ألا لعنة الله على الظالمين . الاحتجاج 24/2 .

- قال السيد محسن الأمين : بايَعَ الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً ، غدروا به ، وخرجوا عليه ، وبيعته في أعناقهم ، وقتلوه . أعيان الشيعة/ القسم الأول ص 34
- قال زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم لأهل الكوفة : هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخَدَعْتُموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ، ثم قاتلتموه وخَذَلْتموه ؟ بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، يقول لكم : قاتلتُم عِتْرَتي ، وانتهكتُم حُرْمَتي ، فلستم من أمتي . الاحتجاج ، وقال أيضاً عنهم : إن هؤلاء يبكون علينا ، فَمَنْ قَتَلَنا غيرُهم ؟  الاحتجاج 2/29 .

- قال محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم  وهو الباقر :  لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكاً ، والربع الآخر أحمق . رجال الكشي ص 79 .

- قال جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم وهو الصادقأما والله لو أجدُ منكم ثلاثة مؤمنين يكتُمون حديثي ما استحللتُ أن أكتمهم حديثاً . أصول الكافي 1/496 .

- قالت فاطمة الصغرى رضي الله عنها في خطبة لها في أهل الكوفةيا أهل الكوفة ، يا أهل الغدر والمكر والخيلاء ، إِنّا أهلَ البيت ابتلانا الله بكم ، وابتلاكم بنا ، فجعل بلاءَنا حسنا ... فكفرتمونا ، وكذبتمونا ، ورأيتم قتالنا حلالاً ، وأموالنا نهباً ... كما قتلتم جدنا بالأمس ، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت .
تباً لكم ، فانتظروا اللعنة والعذاب ، فَكأَنْ قد حَلَّ بكم ... . ويذيق بعضكم بأس بعض ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا ، ألا لعنة الله على الظالمين . تَبّاً لكم يا أهلَ الكوفة ، كم قرأت لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم ، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب ، وجدي ، وبنيه وعِتْرَتِهِ الطيبين .
فرد عليها أحد أهل الكوفة مُنْتَخِرًا ، فقال :
نحن قتلنا علياً  وبني علي ** بسيوف هندية ورِماح .
وسبينا نساءَهم سبي ترك ** ونطحناهم فأي نطاح ) الاحتجاج 28/2 .

-  قالت زينب رضي الله عنها لأهل الكوفة تقريعاً لهمأما بعد ، يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر والخذل ... إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، هل فيكم إلا الصلف والعُجب والشنف والكذب ... أتبكون أخي ؟! أجل والله فابكوا كثيراً ، واضحكوا قليلاً ، فقد أبليتم بعارها ... وأنىَّ تُرْخِصون قَتْلَ سليلِ خاتمِ النبوة ... . الاحتجاج 2/29 - 35 .
- وعن أولاد الحسن رضي الله عنه : عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: وعندي الجفر الأحمر. فقال له عبد الله بن أبي يعقوب: أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن؟ قال: إي والله، كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار، ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا على الجحود والإنكار. الكافي 1/240.
- عن صفوان الجمال أنه قال: وقع بين أبي عبد الله وبين عبد الله بن الحسن كلام، حتى وقعت الضوضاء بينهما واجتمع الناس فتفرقا، ( وبعد ذكر القصة ) قال المحقق في الحاشية: فيه دلالة على حسن رعاية الرحم وإن كان بهذه المثابة، وإن كان فاسقاً ضالاً. الكافي2/155.
- محمد بن الحنفية وهو ابن علي رضي الله عنهما أيضا ناله ما ناله من المطاعن :
محمد بن يعقوب ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن محبوب ، عن عليّ بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن عمران بن ميثم ، أو صالح بن ميثم ، عن أبيه ، إن امرأة أقرت عند أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالزنا أربع مرات ، فأمر قنبرا فنادى بالناس فاجتمعوا ، وقام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إن إمامكم خارج بهذه المرأة إلى هذا الظهر ليقيم عليها الحد إن شاء الله ، فعزم عليكم أمير المؤمنين لما خرجتم ، وأنتم متنكرون ، ومعكم أحجاركم لا يتعرف منكم أحد إلى أحد ، فانصرفوا (1) إلى منازلكم إن شاء الله ، قال : ثم نزل ، فلما أصبح الناس بكرة خرج بالمرأة وخرج الناس معه متنكرين متلثمين بعمائمهم وبأرديتهم ، والحجارة في أرديتهم وفي أكمامهم حتى انتهى بها والناس معه إلى الظهر بالكوفة ، فأمر أن يحفر لها حفيرة ثم دفنها فيها ، ثم ركب بغلته وأثبت رجله في غرز الركب ، ثم وضع اصبعيه السبابتين في اذنيه ، ونادى بأعلى صوته : أيها الناس ، إن الله عهد إلى نبيه ( صلى الله عليه وآله ) عهدا عهده محمد ( صلى الله عليه وآله ) إليّ بأنّه لا يقيم الحد من لله عليه حد ، فمن كان لله عليه مثل ماله عليها فلا يقيم عليها الحد ، قال : فانصرف الناس يومئذ كلهم ما خلا أمير المؤمنين والحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، فأقام هؤلاء الثلاثة عليها الحد يومئذ وما معهم غيرهم ، قال : وانصرف يومئذ فيمن انصرف محمد بن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .الكافي 7 : 185 | 1 .(1) في المصدر : حتى تنصرفوا .وسائل الشيعة ج 28 ص50 ـ ص69
31 ـ باب أنه يكره أن يقيم الحد في حقوق الله من لله عليه حد مثله
- وهذا يدل أنه عليه حد مثلها أي زاني ( حاشاه من ذلك ) . هذا هو دين الرافضة .
 
وهذه الروايات نقطة من بحر طعوناتهم في الأئمة وأهل البيت وبشهادة أهل البيت .
أما أهل السنة والجماعة فمعروف ولله الحمد منهم المودة والمحبة لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وسبق وذكرنا بعض الروايات في الصفحة 40 ، وسأزيد عليها من أقوال أهل العلم ليعرف الجميع الفرق بين محبي آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وبين من يدعي ذلك .
محبة أهل السنة والجماعة لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم :
سأورد لكم اقتباس من مقالة الأخ الفاضل أبو عبد الله الذهبي بعنوان : موقفنا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .
 
أقوال أئمة السلف وأهل العلم والإيمان من بعدهم ، مرتبين حسب الترتيب الزمني في بيان هذه العقيدة ..
تواتر النقل عن أئمة السلف وأهل العلم جيلاً بعد جيل على اختلاف أزمانهم وبلدانهم بوجوب محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإكرامهم والعناية بهم ، وحفظ وصية النبي صلى الله عليه وسلم فيهم ، ونصوا على ذلك في أصولهم المعتمدة ، ولعل كثرة المصنفات التي ألفها أهل السنة في فضائلهم ومناقبهم أكبر دليل على ذلك ..

وإليك طائفة من أقوالهم في ذلك ..
*  
 قول خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبي بكر الصديق رضي الله عنه -   ت13هـ  .
روى الشيخان في صحيحيهما عنه رضي الله عنه أنه قال : والذي نفسي بيده ، لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي . البخاري برقم ( 4241 ) ومسلم برقم ( 1759  .(

 * قول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه - ت23هـ  .
روى ابن سعد في الطبقات ( 4 / 22 ) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال للعباس رضي الله عنه : والله لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب – يعني والده – لو أسلم ؛ لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب .

 *
قول زيد بن ثابت رضي الله عنه - ت42هـ  .
عن الشعبي قال : صلى زيد بن ثابت رضي الله عنه على جنازة ، ثم قُرّب له بغلته ليركبها ، فجاء ابن عباس رضي الله عنهما فأخذ بركابه ، فقال زيد : خل عنك يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال هكذا نفعل بالعلماء ، فقبّل زيد يد ابن عباس وقال ، هكذا أُمِرْنا أن نفعل بأهل بيت نبينا . الطبقات لابن سعد (2/ 360 )

*  قول معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه - ت60هـ  .
أورد الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية ( 2/ 140 ) أن الحسن بن علي دخل على معاوية في مجلسه ، فقال له معاوية : مرحباً وأهلاً بابن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمر له بثلاثمائة ألف .
وأورد ابن كثير أيضاً في البداية ( 8 / 139 ) أن الحسن والحسين رضي الله عنهما وفدا على معاوية رضي الله عنه ، فأجازهما بمائتي ألف ، وقال لهما : ما أجاز بهما أحد قبلي ، فقال الحسين ، ولم تعط أحد أفضل منا .

*
 قول ابن عباس رضي الله عنهما - ت68هـ  .
قال رزين بن عبيد : كنت عند ابن عباس رضي الله عنهما فأتى زين العابدين علي بن الحسين ، فقال له ابن عباس : مرحباً بالحبيب ابن الحبيب . أخرجه أحمد في الفضائل  2 / 777  .

*   قول الإمام الحسن بن علي البربهاري - ت 329هـ  .
قال في شرح السنة ( ص 96 – 97 ) : واعرف لبني هاشم فضلهم ، لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وتعرف فضل قريش والعرب ، وجميع الأفخاذ ، فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام ، وموالي القوم منهم ، وتعرف لسائر الناس حقهم في الإسلام ، واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ، وآل الرسول فلا تنساهم ، واعرف فضلهم وكرامتهم .

 *
قول الإمام أبي بكر محمد بن الحسين الآجري - ت360هـ  .
قال في كتابه الشريعة (5/ 2276 ) : واجب على كل مؤمن ومؤمنة محبة أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبنو هاشم : علي بن أبي طالب وولده وذريته ، وفاطمة وولدها وذريتها ، والحسن والحسين وأولادهما وذريتهما ، وجعفر الطيار وولده وذريته ، وحمزة وولده ، والعباس وولده وذريته رضي الله عنهم ، هؤلاء أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واجب على المسلمين محبتهم وإكرامهم واحتمالهم وحسن مداراتهم ، والصبر عليهم ، والدعاء لهم .

*
 قول الإمام عبد الله بن محمد الأندلسي القحطاني - ت387هـ  .
قال رحمه الله في النونية ، انظر : كفاية الإنسان من القصائد الغر الحسان ، جمع محمد أحمد سيد  ص41  :-
واحفظ لأهل البيت واجب حقهم **** واعرف علياً أيما عرفان
لاتنتقصه ولا تزد في قدره **** فعليه تصلى النار طائفتان
إحداهما لا ترتضيه خليفة **** وتنصه الأخرى إلهاً ثاني

*  قول الموفق ابن قدامة المقدسي - ت620هـ  .
قال في لمعة الاعتقاد : ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرءات من كل سوء ، أفضلهم خديجة بنت خويلد ، وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة ، فمن قذفها بما برأها الله منه فهو كافر بالله العظيم . انظر لمعة الاعتقاد بشرح الشيخ ابن عثيمين  ص 152  .
 * أقوال شيخ الإسلام ابن تيمية - ت728هـ .
قال في العقيدة الواسطية ( ص195 ) بشرح الشيخ الفوزان : ويحبون أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حيث قال يوم غدير خم : ( أذكركم الله في أهل بيتي ) وقال للعباس عمه وقد اشتكى إليه أن بعض قريش يجفو بني هاشم ، فقال : ( والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبونكم لله ولقرابتي ) وقال : ( إن الله اصطفى إسماعيل ، واصطفى من بني إسماعيل كنانة ، واصطفى من كنانة قريشاً ، واصطفى من قريش بني هاشم ، واصطفاني من بني هاشم ) .

وقال رحمه الله في بيان عقيدة السلف في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم : ويتولون أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين ، ويؤمنون بأنهن أزواجه في الآخرة خصوصاً خديجة رضي الله عنها أم أولاده وأول من آمن به وعاضده على أمره ، وكان لها منه المنزلة العالية ، والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها ، التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) ، ويتبرؤون من طريق الروافض الذين يبغضون الصحابه ويسبونهم ، ومن طريقة النواصب الذي يؤذون أهل البيت بقول أو عمل . العقيدة الواسطية ( ص 198 ، 201 ) بشرح الشيخ الفوزان .

وقال رحمه الله : ولا ريب أن لآل محمد صلى الله عليه وسلم حقاً على الأمة لا يشاركهم فيه غيرهم ، ويستحقون من زيادة المحبة والموالاة ما لا يستحقه غير قريش من القبائل ، كما أن قريشاً يستحقون من المحبة والموالاة مالا يستحقه غير قريش من القبائل ، كما أن جنس العرب يستحق من المحبة والموالاة مالا يستحقه سائر أجناس بني آدم . وهذا على مذهب الجمهور الذي يرون فضل العرب على غيرهم ، وفضل قريش على سائر العرب ، وفضل بني هاشم على سائر قريش ، وهذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره . منهاج السنة  4  599  /

*  قول الحافظ ابن كثير - ت774هـ  .
قال رحمه الله في تفسيره  6/199 : ولا ننكر الوصاة بأهل البيت ، والأمر بالإحسان إليهم ، واحترامهم وإكرامهم ، فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخراً وحسباً ونسباً ، ولا سيما إذا كانوا متبعين للسنة النبوية الصحيحة الواضحة الجلية ، كما كان عليه سلفهم كالعباس وبنيه وعلي وذريته رضي الله عنهم أجمعين .

*
 قول محمد بن إبراهيم الوزير اليماني - ت840هـ  .
قال رحمه الله في إيثار الحق على الخلق ( ص (460-461: : وقد دلت النصوص الجمة المتواترة على وجوب محبتهم وموالاتهم – يعني أهل البيت – وأن يكون معهم ففي الصحيح ( ولا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا .. ) وفيه : ( المرء مع من أحب ) ، ومما يخص أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قول الله تعالى (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) [الأحزاب /33] . فيجب لذلك حبهم وتعظيمهم وتوقيرهم واحترامهم والاعتراف بمناقبهم ؛ فإنهم أهل آيات المباهلة والمودة والتطهير ، وأهل المناقب الجمة والفضل الشهير .

 *
أقوال العلامة صديق حسن خان - ت1307هـ  .
قال رحمه الله في الدين الخالص (3/ 270 ) : .. وأما أهل السنة فهم مقرون بفضائلهم – يعني أهل البيت – كلهم أجمعين .. لا ينكرون على أهل البيت من الأزواج والأولاد ، ولا يقصرون في معرفة حق الصحابة الأمجاد ، قائمون بالعدل والإنصاف ، حائدون عن الجور والاعتساف ، فهم الأمة الوسط بين هذه الفرق الباطلة الكاذبة الخاطئة .

وقال في موضع بين عقيدة أهل السنة في الأزواج والعترة : .. وأهل السنة يحرمون الكل ويعظمونهن حق العظمة ، وهو الحق البحت ، وكذلك يعترفون بعظمة أولاده صلى الله عليه وسلم ، من فاطمة رضي الله عنها ، ويذكرونهم جميعاً بالخير والدعاء والثناء ، ومن لم يراع هذه الحرمة لأزواجه المطهرات ، وعترته الطاهرات ، فقد خالف ظاهر الكتاب وصريح النص منه . الدين الخالص ( 3 / 268 ). وقطف الثمر في بيان عقيدة أهل الأثر ( ص 101، 103 ) .

 * قول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي - ت1376هـ  .
قال رحمه الله في التنبيهات اللطيفة ( ص 94 ) : .. فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من وجوه منها :-
أولاً : لإسلامهم وفضلهم وسوابقهم .
ومنها : لما يتميزون به من قرب النبي صلى الله عليه وسلم واتصالهم بنسبه .
ومنها : لما حث عليه ورغب فيه .

*
 قول العلامة حافظ بن أحمد الحكمي - ت1377هـ  .
قال رحمه الله في سلم الوصول :
وأهل بيت المصطفى الأطهار **** وتابعيه السادة الأخيار .
فكلهم في محكم القرآن **** أثنى عليم خالق الأكوان .
انظر : معارج القبول بشرح سلم الوصول ( 3/ 1196 (

*  قول الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين - ت 1421هـ  .
قال رحمه الله في شرح العقيدة الواسطية ( 2 /273 ) : ومن أصول أهل السنة والجماعة أنهم يحبون آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحبونهم للإيمان ، وللقرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يكرهونهم أبداً .
- هذه بعض أقوال أهل العلم اقتبستها من مقالة الأخ الذهبي وفقه الله ولا حرمه الأجر .
وعلمنا محبة أهل السنة والجماعة لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأيضا علمنا بغض وحقد الرافضة على آل بيت النبي وكذب دعواهم لمحبتهم .
 
6 – أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أزواج سيد الخلق وإمام المرسلين عليه الصلاة والسلام .
عُلم مما ذكرنا سابقا أن أمهات المؤمنين يدخلون ضمن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بل حتى القرآن ذكر ذلك فقال تعالى : (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً (34)) الأحزاب . الآيات واضحة وصريحة وتسلسل الآيات هذه المخاطب بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم .
سنذكر جملة من طعوناتهم في نساء النبي صلى الله عليه وسلم :
* أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وأرضاها :
قد يستغرب البعض من ذكري لطعونات الرافضة في أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد فالقليل جدا قد علم أو قرأ عنها في كتب الرافضة حيث أنها أم أبناء الرسول صلى الله عليه وسلم والأخص أم فاطمة رضي الله عنها ، سأثبت طعوناتهم من كتبهم ليعلم كل من يقرأ هذه السطور خبث الرافضة وتعديهم على أعراض رسول الله صلى الله عليه وسلم .
* كتب الدكتور نجاح الطائي في كتابه أزواج النبي وبناته ( ص 28 )
 الناشر  دار الهدى لإحياء التراث - بيروت

 كانت خديجة عذراءا أم ثيبا؟

جاء في الرواية الصحيحة ان مريم بنت عمران وآسية زوجة فرعون وكلثم أخت موسى (عليه السلام) سيكونن زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) في الجنة وقد حمى الله تعالى هؤلاء النسوة عن أن يطأهن أحد (4) أي كن باكرات. * * وأيد الكثير من العلماء كون خديجة امرأة باكرا عند زواجها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنكروا زواجها من اثنين قبله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال أبو القاسم الكوفي: إن الإجماع من الخاص والعام من أهل الآثار ونقلة الأخبار على أنه لم يبق من أشراف قريش ومن ساداتهم وذوي النجدة منهم إلا من خطب خديجة، ورام تزويجها، فامتنعت على جميعهم من ذلك.
(هامش) (4) السيرة الحلبية 1 / 65. (*)
ويكمل في صفحة 29
فلما تزوجها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) غضب عليها نساء قريش وهجرنها وقلن لها: خطبك أشراف قريش وأمراؤهم فلم تتزوجي أحدا منهم وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب، فقيرا لا مال له. فكيف يجوز في نظر أهل الفهم أن تكون خديجة يتزوجها أعرابي من تيم، وتمتنع من سادات قريش، وأشرافها على ما وصفناه! ألا يعلم ذوو التمييز والنظر: أنه من أبين المحال، وأفظع المقال! (1). ولا يوجد ضعة في شخصية خديجة لو كانت قد تزوجت رجلا قبل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وولدت منه زينب ورقية كما يقولون، فلقد تزوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لاحقا بنساء ثيبات مثل أم سلمة وحفصة وزينب. ولم يتزوج عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى ماتت احتراما لمكانتها العظيمة، وكانت خديجة عند زواجها من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بنتا بكرا غير ثيب وأجمل نسائه (صلى الله عليه وآله وسلم) (2). فقد قال البلاذري إنها تزوجت الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وكانت عذراء، وكانت رقية وزينب ابنتي هالة أخت خديجة (3). وقال الإصبهاني: كانت خديجة امرأة باكرا (4). وإذا كانت خديجة قد ردت خطبة أبي جهل، وأبي سفيان، وعقبة بن أبي معيط فكيف تزوجت برجلين نكرتين هما عتيق بن عائذ بن عبد الله المخزومي، وأبي هالة التميمي (5). وفي كتاب الإستغاثة رد أبو القاسم الكوفي قضية زواجها من عتيق وأبي هالة (6).
(هامش) (1) الإستغاثة، الكوفي 1 / 70، مناقب آل أبي طالب 1 / 159. (2) وقد أكد ذلك المرتضى في الشافي والبلاذري وأبو القاسم الكوفي. (3) مناقب آل أبي طالب 1 / 159. (4) دلائل النبوة، الإصبهاني، 178 ط. دار طيبة - الرياض. (5) الأوائل 1 / 159، قاموس الرجال 10 / 431، السيرة الحلبية 1 / 140، أسد الغابة 5 / 1312، 71. (6) الإستغاثة 1 / 70. (*)
صفحة 30
والحقيقة تتمثل في زواج الرجل المخزومي من هالة أخت خديجة فولدت له زينب ورقية، فمات المخزومي عنها وضمتهما خديجة إليها، ثم ماتت هالة. فأصبحت زينب ورقية ربائب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (1). وهذه عادة معروفة عند العرب قبل الإسلام في قضية الربيب والحليف إذ سمي زيد بن حارثة بزيد بن محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسمي المقداد بن عمرو بالمقداد بن الأسود، والأسود حليفه! إن إصرار الأمويين على اختراع رابطة زواج عثمان الأموي ببنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أوجد كل هذا الخلط والتشويش في قضية بنات هالة. وهناك قضية أخرى لها تأثير في الموضوع تتمثل في رغبتهم في جعل عائشة الزوجة الباكر الوحيدة لرسول الله، والمقربة الأولى له (صلى الله عليه وآله وسلم). وقالوا بعدم دخول خديجة قصور الجنة ودخولها بيتا من قصب! إذ جاءوا برواية مرسلة أنه بشرها ببيت من قصب لا صخب فيه ولا نصب (2). أي بيت من قصب لا أثاث فيه ولا زينة؟! وهل يوجد في الجنة بيت من قصب؟! وكيف يكون هذا جزاؤها على ما بذلته من أموال وجهود ومشاق في سبيل الله تعالى. ويبطل عجبنا إذا علمنا أن قريشا قد فعلت أقبح من ذلك مع ابنتها الوحيدة فاطمة (عليها السلام) ومع زوجها أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
(هامش) (1) الإستغاثة، الكوفي 1 / 68 - 69. (2) رواه أحمد وأبو يعلى والطبراني ورجال أحمد هم رجال البخاري ومسلم غير ابن إسحاق الروض الأنف، السهيلي 2 / 424. (*)

  • أقول وبالله التوفيق : طبعا كتاب هذا الزنديق الطائي غير مستغرب عليه فله عدة كتب جميعها في الطعن بالصحابة ومنها كتاب بعنوان صاحب الغار أبو بكر أم رجل آخر ؟ وكتاب آخر بسيرة عائشة مليء بالطعن وغيرها من الكتب البذيئة علما بأنه دكتور يدرس بحوزة قم .ولا ننسى بأنه استدل بكتب رافضية بمصادرها يعني أنه لم ينفرد بهذه المقولة .

  • وسأتلو عليكم بعض سطور من كتابه أزواج النبي وبناته وأنتم الحكم :

كانت معظم نساء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الثيبات والعجائز والدميمات المنظر فقد كانت عائشة بنت أبي بكر سوداء دميمة في وجهها أثر مرض الجدري والحجاب هو الذي أنقذها وبقي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يكابد ألم النظر إليها وتحمل أخلاقها لحكمة يريدها الله تعالى فطلقها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع حفصة وسودة ولكن الحكمة الإلهية أوجبت أن لا يطلق واحدة من نسائه في حياته وأجاز له ذلك بعد مماته. وقد طلق الرسول عائشة وحفصة وسودة (1) باعتراف جميع العلماء لكن الكثير منهم حذفوا شيئا من الرواية لتحريف الموضوع والإساءة لرسول الله والكلمة المحذوفة من الرواية هي بعض فالأصل طلق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعض نسائه فأصبح طلق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نساءه لتصويره بالمجنون والعياذ بالله تعالى. جاء في تاريخ يحيى بن معين ومصنفات الشيخ المفيد عن عبادة: قلنا لسهيل بن ذكوان هل رأيت عائشة أم المؤمنين؟ قال: نعم قلنا: صفها قال: كانت سوداء (2). وقال ابن حجر العسقلاني: إنها كانت أدماء (أي سوداء) (3) وقال البخاري وابن حبان وابن حجر العسقلاني: بوجهها أثر جدري (4). ومن المتصفين بنفس الصفة كان عثمان بن عفان ويزيد بن معاوية (5) أي صفة
(هامش)
(1) المستدرك 4 ح 17516. عيون الأثر 2 / 384، أنساب الأشراف 2 / 561، فطلق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عائشة وحفصة وسودة بسبب أخلاقهن السيئة وكان لا يحبهن ثم راجعهن لحكمة أرادها الله تعالى. (2) تاريخ يحيى بن معين 3 / 509، مصنفات الشيخ المفيد 1 / 369. (3) لسان الميزان، ابن حجر 3 / 134، 4 / 125 طبعة مجلس المعارف النظامية في الهند. (4) لسان الميزان، ابن حجر 4 / 136 طبعة حيدر آباد - الهند. (5) تاريخ أبي الفداء 1 / 267، تاريخ ابن الوردي 1 / 146. (*)
ص 82
الأسود بوجهه أثر الجدري ولنقص الدواء سابقا كان مرض الجدري يؤثر في الوجه تأثيرا خطيرا يجعله دميما بالكاد تستطيع النظر إليه. وروى الزبير بن بكار: أن الضحاك بن أبي سفيان الكلابي كان رجلا دميما قبيحا، فلما بايعه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال للنبي: إن عندي امرأتين أحسن من هذه الحميراء (أي عائشة قبل نزول آية الحجاب)، أفلا أنزل لك عن إحداهما فتتزوجها؟ (وعائشة جالسة تسمع) فقالت (عائشة): أهي أحسن أم أنت؟ فقال: بل أنا أحسن وأكرم. فضحك النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من سؤالها إياه! (1). من غير نسبها وصفتها؟ لقد غير الرواة الأمويون والقصاصون كل ما استطاعوا تغييره ومن ذلك لون الصحابة وأصلهم وعبوديتهم. فقد كان عمر بن الخطاب عبدا حبشيا أسود اللون من عبيد الوليد بن المغيرة المخزومي فجعلوه حرا ومن ولد إسماعيل (عليه السلام) وأبيض اللون!! وهذا الزيف المتعمد يفقد القارئ الثقة بأولئك الكتاب والرواة. وكانت صهاك جدة عمر زنجية وكان نفيل جده زنجيا من الحبشة، وكانا من عبيد عبد المطلب بن هاشم، وكانت حنتمة أم عمر ممن عثر عليها هشام بن المغيرة المخزومي ورباها (2) فأصبح عمر عبدا للوليد بن المغيرة المخزومي. فقد جاء أن عمر بن الخطاب كان عسيفا (عبدا) للوليد بن المغيرة المخزومي (3).
(هامش)
(1) السمير المهذب 2 / 8 - 9. (2) راجع شرح نهج البلاغة، المعتزلي 3 / 102، تهذيب اللغة 8 / 122، تاج العروس، الزبيدي 13 / 188، النهاية في غريب الحديث والأثر لابن الأثير 3 / 338، مثالب العرب، الكلبي ص 103. (3) أقرب الموارد، مادة عسف. (*)
- أقول : وبعد أوصاف عمر وضياع نسبه يزوجه علي رضي الله عنه بابنته أم كلثوم !! لا تتعجبوا فدين الرافضة دين الكذب والبهتان .
 
ونكمل معكم من أقوالهم في أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها وأرضاها :
حين ينكر القوم أن السيدة خديجة رضي الله عنها ثيبا ويدعون أنها البكر الوحيدة من نساء الرسول صلى الله عليه وسلم ثم يأتون بروايات أخرى تقول أن زينب ورقية وأم كلثوم بناتها من زوجها السابق وأن النبي صلى الله عليه وسلم رباهن ، فما معنى هذا الكلام بالله عليكم ؟ سأطرح رواياتهم ثم أعلق إن شاء الله .
- يقول حسن الأمين في كتابه ( دائرة المعارف الإسلامية الشيعية ج1 ص 50 )
 
يقول في فصل : هل كان له بنات غير فاطمة ؟
ذكر المؤرخون أن للنبي (ص) أربع بنات هن بحسب تسلسل ولادتهن :
زينب – رقية – أم كلثوم – فاطمة
ولدى التحقيق في النصوص التاريخية لم نجد دليلا على ثبوت بنوة غير الزهراء (ع) منهن ، بل الظاهر أن البنات الأخريات كن بنات خديجة من زوجها الأول قبل محمد (ص).
 

  • ثم يضيفون روايات بأن البنات بنات أختها هاله وهي قامت بتربيتهم :

 
ذكر ابن شهر آشوب : أن زينب ورقية كانتا [ابنتي هالة أخت خديجة] كما في كتابي الأنوار والبدع .
راجع : مناقب آل أبي طالب : ج1 ص159 ، والبحار ، وقاموس الرجال ، وتنقيح المقال ، كلهم عن المناقب .
 
 
وأن رقية وزينب وأم كلثوم كل منهن ربيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وانهن في الحقيقة بنات هالة بنت خويلد أخت خديجة بنت خويلد، وقد ذكر ذلك في كتابي (الانوار والبدع، والكشف واللمع) وذكر ذلك البلاذري وأبو القاسم الكوفي في كتابيهما. (انظر مناقب آل أبي طالب ج1 138, 140).
 
أقول تعليقا على الروايات السابقة :

  • يلاحظ تضارب أقوال الرافضة حيث قالوا بداية أن السيدة خديجة رضي الله عنها بكرا ، ثم قالوا أن البنات بناتها من زوجها السابق ، ثم قالوا أنهن بنات أختها هالة ، علما بأن أختها هاله ماتت بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بزمن فكيف تعطي بناتها لأختها ؟؟

الدليل على موت هالة بعد الهجرة ما رواه الإمام مسلم : عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : قالت : ( استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، فعرف استأذان خديجة ، فارتاح لذلك ، فقال : " اللهم هالة بنت خويلد " ، فغرت . فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين ، هلكت في الدهر فأبدلك الله خيرا منها ) ( مختصر مسلم 1674 ) .
ثم إن كانوا بنات هالة بنت خويلد كما يزعمون فكيف تتزوج زينب أخوها ؟؟؟ والمعلوم أن أبو العاص بن الربيع هو ابن هالة بنت خويلد .
ثم إن كن ربيبات الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف لم يبطل تبنيهن بعد نزول الآيات : (ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً( الأحزاب – 5 . فهل أطاع الرسول صلى الله عليه وسلم ربه في زيد بن حارثة وعصاه في باقي بناته ؟؟؟؟
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في النسب والنياحة على الميت . رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم : من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه فالجنة عليه حرام . رواه الشيخان
وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، تكلم في خطبة له ثم ذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم : قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم : " المدينة حرم ما بين عير إلى ثور . فمن أحدث فيها حدثا . أو آوى محدثا . فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا . وذمة المسلمين واحدة . يسعى بها أدناهم . ومن ادعى إلى غير أبيه ، أو انتمى إلى غير مواليه . فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا ". رواه مسلم
قال الله تعالى ( والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا )الأحزاب58

قال صاحب التيسير في شرح الجامع الصغير : ج1/ص476
 والطعن في الأنساب أي أنساب الناس بأن يقال هذا ليس بابن فلان.
وقال ابن الجوزي : كشف المشكل ج2/ص397:
"
الطعن في الأنساب فهو نوع القذف "
فمن هذه الأمور يتبين طعن الرافضة في أم المؤمنين السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها وأيضا هو طعن صريح في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم . ولا ننكر أن بعض الرافضة أثبتوا أنهن بنات الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها . ولكن الأغلبية على غير الإثبات .
 
* أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها . وأم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها وعن أبيها .

لا يخفى عليكم أن أكثر نساء الرسول صلى الله عليه وسلم نالها أذى الرافضة هي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها والسبب الصحيح لبغضهم إياها أنها ابنة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأنها تحاربت مع علي رضي الله عنه في موقعة الجمل .كما أن أم المؤمنين حفصة نالها أيضا الكثير وذلك لأنها ابنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
لقد نالهما من أكاذيبهم وأباطيلهم وطعوناتهم الكثير فأسأل الله أن يحاسبهم بما يستحقوه من طعنهم في أعراض رسول الله صلى الله عليه وسلم .
سأذكر هنا بعض طعوناتهم الكثيرة لأني لو أخصص هذا البحث كله عن مطاعنهم بهما فلن أنتهي حتى بألف صفحة وقد اقتبست بعض المشاركات من أخوة لنا في موقعنا . ثم سأعلق بعض التعليقات إن شاء الله تعالى .
بعض طعوناتهم  :

  • قد وكل على بن أبى طالب رضي الله عنه بتطليق زوجاته من بعده إذا خرجن عليه

    )ثم مشى أحمد بن إسحاق ليجئ بذلك فنظر إلي مولانا أبو محمد العسكري عليه السلام وقال: ما جاء بك يا سعد؟ فقلت: شوقني أحمد بن إسحاق إلى لقاء مولانا. قال:  المسائل التي أردت أن تسأل عنها؟ قلت: على حالها يا مولاي.
    قال: فاسأل قرة عيني - وأومى إلى الغلام - عما بدا لك !
    فقلت: يا مولانا وابن مولانا روي لنا: أن رسول الله صلى الله عليه وآله جعل طلاق نسائه إلى أمير المؤمنين، حتى انه بعث يوم الجمل رسولا إلى عائشة وقال: انك أدخلت الهلاك على الإسلام وأهله بالغش الذي حصل منك، وأوردت أولادك في موضع الهلاك بالجهالة، فان امتنعت وإلا طلقتك. فاخبرنا يا مولاي عن معنى الطلاق الذي فوض حكمه رسول الله صلى الله عليه وآله إلى أمير المؤمنين عليه السلام؟ فقال: إن الله تقدس اسمه عظم شأن نساء النبي صلى الله عليه وآله فخصهن لشرف الأمهات فقال رسول الله صلى الله عليه وآلهيا أبا الحسن إن هذا شرف باق ما دمن لله على طاعة، فأيتهن عصت الله بعدي بالخروج عليك فطلقها من الأزواج، وأسقطها من شرف أمية المؤمنين)) راجع الرواية من بدايتها فى كتاب الاحتجاج للطوسى - الجزء 2 ص 272)


     - تلقيبها بأم الشرور

    أفرد العلامة زين الدين النباطي في كتابه الصراط المستقيم 3/161-168

  • فصلين الفصل الأول سماه :
     
    فصل في أم الشرور عائشة أم المؤمنين

    وفصل آخر خصصه للطعن في حفصة رضي الله عنهما
    سماه: فصل في أختها حفصة  

    واتهمها محسن المعلم في كتابه النصب والنواصب ص 337
    أنها ناصبيه ناصبت العداء لآل البيت .ترجمة رقم 68

    ولم يكتفي بذلك بل عرض عامله الله بما يستحق على الطاهرة العفيفة
    بالزنا واتهمها بالنصب ولا يخفى أن الناصبى كافر بإجماعهم

    وقال زين الدين النباطي في كتابه الصراط المستقيم الجزء الثالث ص 165

    قالوا - أي السنة - براها الله في قوله ( أولئك مبرؤون مما يقولون )
    قلنا ذلك تنزيه لنبيه عن الزنا لا لها كما أجمع فيه المفسرون ..
    وهو تكرار لكلام العاملى السابق اعلاه

    ثم قال في ص 167
    وقد اتهمها بالجنون والسفه ابن الزبير أراد أن يحجر عليها
    فهذه شهادة منه وممن سمع حديثه ولم ينكره أنها أتت بما يوجب
    الحجر كالسفه والجنون


    أيضا قد أطلق عليها الزنديق النباطي بالشيطانة /135 الصراط المستقيم

    وقد ذكروا عن الصادق انه قال : اتدرون مات النبي صلى الله عليه وآله
    أو قتل ؟ إن الله يقول : (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم)
    فسم قبل الموت ، إنهما سقتاه (زاد الكاشاني :يعني المرأتين لعنهما الله وأبويهما" تفسير الصافي 1/305(
    قبل الموت، فقلنا : إنهما وأبويهما شر من خلق الله
    (تفسير العياشي 1/200 وانظر تفسير الصافي للكاشاني
    1/305 والبرهان للبحراني 1/320 وبحار الأنوار للمجلسي 6/504، 8/6)

    ووصف المجلسي –شيخ الدولة الصفوية، ومرجعهم المدحور
     - سند هذه الرواية المكذوبة بأنه معتبر ، وعلق عليها بقول :
    إن العياشي روى بسند معتبر عن الصادق(ع) أن عائشة و حفصة لعنة الله عليهما وعلى أبويهما قتلتا رسول الله بالسم دبرتاه . حياة القلوب للمجلسي 2/700


    وقد نقل هذه الحادثة المكذوبة عدد كبير من مصنفي الامامية ،وذكروا اسم عائشة و حفصة وأبويهما صراحة وزعموا أنهم وضعوا السم لرسول الله فمات بسببه
    (راجع تفسير القمي ط حجرية ص 340 ، ط حديثة 2/375 – 376.
    وانظر الصراط المستقيم للبياضي 3/168- 169 .
    وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2/457 .
    وإحقاق الحق للتستري ص 308 وتفسير الصافي للكاشاني 2/716-717.
    والبرهان للبحراني 1/320 ، 4/352- 353
    والأنوار النعمانية للجزائري 4/336-337)

    نقل الصدوق والمجلسي لإجماع الشيعة على التبرئ من أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم ,, وهذا لفظ المجلسي :

    وعقيدتنا في التبرئ : أننا نتبرأ من الأصنام الأربعة :
    أبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية ، ومن النساء الأربع :
    عائشة وحفصة وهند وأم الحكم ومن جميع أتباعهم وأشياعهم ،
    وأنهم شر خلق الله على وجه الأرض ، وأنه لا يتم الإيمان بالله ورسوله
    والأئمة إلا بعد التبرئ من أعدائهم.  ( حق اليقين للمجلسي ص 519 )

    كلام آخر لعلامة الكفر والضلال فى شرحه للآية " كانتا تحت عبدين ...."

    قال المجلسي :" لا يخفى على الناقد البصير والفطن الخبير ما في تلك الآيات من التعريض ، بل التصريح بنفاق عائشة وحفصة وكفرهمابحار الأنوار 22/33

    أما الطوسي شيخ الطائفة فإليك نص كلامه

    عائشة كانت مصرة على حربها لعلي ولم تتب وهذا يدل على كفرها وبقائها عليه ,,,,,,الاقتصاد فيما يتعلق بالاعتقاد ص 361-365


    وقد وصل الأمر به قبحه الله وعامله بما يستحق إلى لعنها والحكم عليها بالخلود في النار فقال :

    اللهم العن الشريرة الملعونة المفسدة الطاغية الطاغية الباغية الكافرة الخارجة الكاذبة المحاربة حرب الجمل الباغية المعذبة في عذاب الله ..........

    الحافظ رجب البرسي يتهم أم المؤمنين بالخيانة ويقول
    إن عائشة جمعت أربعين دينارا من خيانة .وفرقتها على مبغضي علي

    قال المجلسي في كتابه بحار الانوار ج40ص
    قال علي سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله ليس له خادم غيري وكان له لحاف ليس له لحاف غيره ومعه عائشة وكان رسول الله ينام بيني وبين عائشة ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره فإذا قام إلى صلاة الليل يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمس اللحاف الفراش الذي تحتنا....

    كتاب مشارق أنوار اليقين ص86

    زعم الشيعة أن قوله تعالى :"ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار مع الداخلين"سورة التحريم 10

    مثل ضربه الله لعائشة وحفصة ..رضي الله عنهما.

    وقد فسر بعضهم بالخيانة بارتكاب الفاحشة –والعياذ بالله تعالى-:

    قال القمي في تفسير هذه الآية :"والله ما عنى بقوله : فخانتاهما إلا الفاحشة
    وليس هذا القول بدعا من القمي فقد سبقه إليه الكليني –شيخ الإسلام عند
    الشيعة ، ومرجعهم- ونسبه إلى أبي جعفر الباقر ، راجع البرهان للبحراني 4357-358/

    ، وليقيمن الحد على عائشة- عند القمي فلانة بدل عائشة وهذا من باب التقية وقد صرح غيره باسمها فكشف ما حظرت التقية كشفه بزعمهم فيما أتت في طريق البصرة) في الطبعة الحديثة (....)) وكان طلحة) في نسخة أخرى فلان بدل طلحة وهو من التقية كما أسلفنا) يحبها

    فلما أرادت أن تخرج إلى (البصرة) (في الطبعة الحديثة (....)) قال لها فلان : لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من (طلحة) (في نسخة أخرى فلان بدل طلحة).. (تفسير القمي ط حجرية ص 341 ط حديثة 2/377 وانظر البرهان
    للبحراني 4/358 وتفسير عبدالله شبر ص 338 وقد ساقاها موضحة كما أثبتها في المتن).

    دعاء صنمي قريش ولا أظنه يخفى على احد من الاثنا عشرية

    اللهم العن صنمي قريش جبتيهما وطاغوتيهما وأفكيهما وابنتيهما اللذين حرفا أمرك وأنكرا وحيك وجحدا أنعامك وعصيا رسولك وقلبا دينك وحرفا كتابك وعطلا أحكامك وأبطلا فرائضك وألحدا في آيتك وعاديا أولياءك وواليا أعداءك وخربا بلادك وأفسدا عبادك، اللهم العنهما وأنصارهما فقد أخربا بيت النبوة وردما بابه ونقضا سقفه وألحقا سماءه بأرضه وعاليه بسافلة وظاهره بباطنه واستأصلا أهله وأبادا أنصاره وقتلا أطفاله
    وأخليا منبره من وصيه وارثيه وجحدا نبوته وأشركا بربهما فعظم ذنبهما وخلدهما في سقر وما أدراك ما سقر لا تبقي ولا تذر………اللهم العنهما بكل آية حرفوها وفريضة تركوها…….اللهم…………… دعاء طويل

    ولا يخفى من هما ابنتي أبى بكر وعمر رضي الله عنهما!

     -
    مهدي الرافضة المزعوم يقوم بإحياء أم المؤمنين عائشة وإقامة الحد عليها

    انظر " الرجعة " لأحمد الاحسائى صفحة 116

    عن عبد الرحمن القصير عن أبي جعفر عليه السلام أما لو قد قام قائما لقد ردت إليه الحميراء حتى يجلدها الحد ، وحتى ينتقم لأمه فاطمة ، قلت : جعلت فداك ، ولم يجلدها الحد ؟ قال لفريتها على أم إبراهيم ، قلت : فكيف أخر الله ذلك إلى القائم ؟ قال : إن الله بعث محمدا رحمة وبعث القائم نقمة "
    المجلسى – نعمة الله الجزائري

    أسند العياشي وهو من كبار مفسري الشيعة إلى أبي عبد الله عليه السلام
    جعفر الصادق - زورا وبهتانا -انه قال في تفسير قوله تعالى :
    ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة انكاثا - التي نقضت غزلها انكاثا من بعد قوة عائشة هي نكثت ايمانها. تفسير العياشي 2 ص 269 وانظر البرهان للبحراني 2 ص 383 وبحار الانوار للمجلسي 7 ص 454


    ولا يكتفون بذلك بل يزعمون أن لعائشة رضي الله عنها بابا من أبواب النار تدخل منه فقد اسند العياشي أيضا إلى جعفر الصادق رضي الله عنه وحاشاه مما نسب إليه انه قال في تفسير قوله تعالى حكاية عن النار - لها سبعة ابواب-  الحجر 44
    يؤتى بجنهم لها سبعة أبواب والباب السادس لعسكر .....الخ
    تفسير العياشي 2 ص243 البرهان للبحراني 2 ص 354 بحار الانوار للمجلسي 4 ص 378 و 8 ص 220

    وعسكر كناية عن عائشة رضي الله عنها كما زعم المجلسي ووجه الكناية عن اسمها بعسكر كونها كانت تركب جملا في موقعة الجمل يقال له عسكر.. بحار الانوار للمجلسي 4 ص 378 و 8 ص 220

    ـ محمّد بن يعقوب ، عن محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع ،عن الخيبري ، عن الحسين بن ثوير وأبي سلمة السرّاج قالا :سمعنا أبا عبد الله ( عليه السلام ) وهو يلعن في دبر كلّ مكتوبة
    أربعة من الرجال وأربعاً من النساء ، فلان وفلان وفلان ويسمّيهم ومعاوية ، وفلانة وفلانة وهنداً وأُمّ الحكم أخت معاوية.
    الكافي 3 : 342|10.
    محمّد بن الحسن بإسناده عن محمّد بن يحيى ، مثله ،إلاّ أنّه ترك قوله : عن الخيبري  التهذيب 2 : 321|1313.


    وعلق المجلسي في كتابه "مرآة العقول"(15/174): ما نصه:
    (و الكنايات الأول عبارة عن الثلاثة بترتيبهم و الكنايات الأخيرتان عن عائشة و حفصة).

    العياشي في تفسيره : عن عبد الصمد بن بشير عن أبي عبد الله
    قال: تدرون مات النبي أو قتل إن الله يقول:
     
    أفان مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم -  فسم قبل الموت أنهما سقتاه قبل الموت فقلنا إنهما وأبوهما شر من خلق الله.
    تفسير العياشى 1/200 ح152

    ووصف الكافر الزنديق المجلسي هذه الخزعبلة - أقصد الرواية
    بأنها معتبرة، وعلق عليها بقوله:
    إن العياشي روى بسند معتبر عن الصادق (ع) أن عائشة وحفصة لعنة الله عليهما و على أبويهما قتلتا رسول الله !! بالسم دبرتاه .حياة القلوب للمجلسي 2/700 باب "در بيان رحلت آنحضرت"

    و قال الملقب بعمدة العلماء و المحققين محمد التوسيركاني ما نصه: (تنبيه اعلم أن أشرف الأمكنة والأوقات والحالات أشبها للعن عليهم –عليهم اللعنة – إذا كنت في المبال فقل عند كل واحد من التخلية والاستبراء والتطهير مرارا بفراغ من البال: اللهم العن عمر ثم أبا بكر و عمر ُثم عثمان و عمر ثم معاوية وعمر ثم يزيد وعمر ثم ابن زياد وعمر ثم ابن سعد وعمر
    ثم شمرا وعمر ثم عسكرهم وعمر، اللهم العن عائشة وحفصة وهند و أم الحكم والعن من رضي بأفعالهم إلى يوم القيامة ) لئالى الأخبار لمحمد التوسيركاني 4/92 الأدعية الواردة في التعقيب



هذا غيض من فيض مما احتوته كتب الرافضة من طعونات . فقد اتهموا أم المؤمنين عائشة وأم المؤمنين حفصة بالكفر وأنهما قتلا رسول الله ، كما اتهموا أم المؤمنين عائشة بالزنا وحاشاها من ذلك ، وغيرها من أمور السب واللعن والقذف .
أقول وبالله المستعان :
قال تعالى : النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ - الأحزاب - 6
لو قلنا لأحد الرافضة أن أمك زانية أو كافرة لغضب غضبا شديدا ، وهذا يثبت أنهم غير مؤمنين لطعنهم بأمهات المؤمنين فإنهن لسن أمهاتهم .
قال تبارك وتعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ - سورة النور – 23
لا همّ للرافضة الأخباث سوى الطعن في أعلام هذا الدين ، وطعنهم في أمهات المؤمنين بلا شك هو طعن في الرسول صلى الله عليه وسلم فهؤلاء نساؤه وعرضه ، فكيف لمؤمن حقا أن يطعن بهن وبشرفهن ويرميهن بالسب والقذف واللعن والكلام البذيء ، ثم يكفرهن ويخرجهن من ملة الإسلام . إن حقد الرافضة على الإسلام اكتسبوه من ديانتهم المجوسية لأن الإسلام هدها ولازال المجوس يحقدون منذ أن قام الصحابة رضوان الله عليهم بغزو بلادهم ونشر الإسلام وإطفاء النار التي كانت تعبد من دون الله ، فلم يجدوا بدا من نشر عقائدهم الفاسدة ليهلكوا الإسلام وأهله ، فاتجهوا للطعن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره وشددوا الطعن في النبي صلى الله عليه وسلم وما جاء به من رسالة من رب العزة والجلالة وأرادوا أن يضلوا المسلمين ولا يجعلونهم متبعين بأن نشروا هذه العقائد الفاسدة والمحدثات الباطلة حتى يضيع هذا الدين وطعنوا بكل الصحابة وأمهات المؤمنين والتابعين حتى يبطلوا الشرع ، فهم يعلمون أن من نقل لنا هذا الدين بعد النبي صلى الله عليه وسلم هم الصحابة فالتابعين فالتابعين إلى أن وصل لنا وسيصل لما هم بعدنا بإذن الله وستبقى أمة الإسلام هي الأمة السائدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها رغم أنف من أبى .
لن أعلق المزيد على رواياتهم الفاسدة بل سأذكر فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها كي يعلم القاصي والداني بالفرق الكبير بين المسلمين حقا وبين من يدعي الإسلام وحب النبي وآل بيته .
 
من فضائل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
- تنزلت الآيات لتذب و تدافع عنها مصداقاً لقوله تعالى
إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا - و نقصد بهذا كلام ربنا في تطهير أم المؤمنين من الإفك الذي وقع ..
حين اتهمت في عرضها و شرفها من قبل بعض سفهاء و منافقي المدينة و ذاعت الفرية ….و هي الطاهرة العفيفة الطيبة زوجة الطيب… فنزلت سبع عشرة آية في كتاب الله من فوق سبع سموات تبرأة لها، آيات تتلى إلى أن يأذن الله برفع كتابه من الأرض، وذلك في قول الله تعالى من سورة النور :إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم لا تحسبوه شراً لكم بل هو خير لكم لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم
والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم إلى قوله الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرؤن مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم

فهذه الآيات من أكبر الأدلة على طهارتها، وشرفها، وعلو شأنها في الدين.

تقول أم المؤمنين عائشة: والله ما كنت أظن أن الله منزل في شأني وحيا يتلى، لشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بأمر، ولكني كنت أرجو أن يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئني الله بها……. الحديث -  رواه البخاري
أيضا مما نزل في القرآن :
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ، ويشرب عندها عسلا ، فتواصيت أنا وحفصة ، أن أيتنا دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل : إني أجد فيك ريح مغافير ، أكلت مغافير ، فدخل على إحداهما فقل له ذلك ، فقال : ( بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش ، ولن أعود له ) فنزلت : يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك - إلى - إن تتوبا إلى الله لعائشة وحفصة : وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه . لقوله : ( بل شربت عسلا ) . – رواه البخاري
فعاتبهما القرأن عتاب المربى المحب و أمرهما بالتوبة
فقال تعالى : إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ
و أنزل الله في كتابه أيضاً ما أظهر به فضل أمهات المؤمنين وعظيم شأنهن و على رأسهن أم المؤمنين عائشة …….
و من ذلك أمر الله تعالى لنبيه المصطفى أن يخير نساءه بَيْن أنْ يفارقهم فيذهبن إلى غيره ممن يحصل لهن عنده الحياة الدنيا و زينتها و بين الصبر على ما عنده من ضيق الحال و لهن عند الله في ذلك الثواب الجزيل و ذلك في قوله تعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً (28) وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً
فَاخْتَرْنَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُنَّ وَأَرْضَاهُنَّ اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة فَجَمَعَ اللَّه تَعَالَى لَهُنَّ بَعْد ذَلِكَ بَيْن خَيْر الدُّنْيَا وَسَعَادَة الْآخِرَة.

و في هذا المقام كانت السيدة عائشة صاحبة السبق في اختيار الله ورسوله و تبعها على ذلك سائر أمهات المؤمنين رضي الله عنهم.

قال ابن كثير: حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بَشِير عَنْ مُحَمَّد بْن عَمْرو عَنْ أَبِي سَلَمَة عَنْ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ : لَمَّا نَزَلَتْ آيَة التَّخْيِير بَدَأَ بِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ " يَا عَائِشَة إِنِّي عَارِض عَلَيْك أَمْرًا فَلَا تَفْتَاتِي فِيهِ بِشَيْءٍ
حَتَّى تَعْرِضِيهِ عَلَى أَبَوَيْك أَبِي بَكْر وَأُمّ رُومَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا
" فَقُلْت يَا رَسُول اللَّه وَمَا هُوَ ؟ قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ " يَا أَيّهَا النَّبِيّ قُلْ لِأَزْوَاجِك إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاة الدُّنْيَا وَزِينَتهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعكُنَّ وَأُسَرِّحكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة فَإِنَّ اللَّه أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ
مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا " قَالَتْ فَإِنِّي أُرِيد اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة وَلَا أُؤَامِر فِي ذَلِكَ أَبَوَيَّ أَبَا بَكْر وَأُمّ رُومَان رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا فضَحِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ اِسْتَقْرَأَ الْحُجَر فَقَالَ : إِنَّ عَائِشَة رَضِيَ اللَّه عَنْهَا قَالَتْ كَذَا وَكَذَا " فَقُلْنَ وَنَحْنُ نَقُول
مِثْل مَا قَالَتْ عَائِشَة….. رَضِيَ اللَّه عَنْهُنَّ كُلّهنَّ.
و كذا روى البخاري و أحمد و ابن جرير و ابن أبى حاتم نحوه

فأنزل الله تعالى أية تهدف في الأساس إلى بيان شرف ومكانة أمهات المؤمنين و هي قوله تعالى : لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاء مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيباً .

قال ابن كثير: ذَكَرَ غَيْر وَاحِد مِنْ الْعُلَمَاء كَابْنِ عَبَّاس وَمُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَابْن زَيْد وَابْن جَرِير وَغَيْرهمْ أَنَّ هَذِهِ الْآيَة نَزَلَتْ مُجَازَاة لِأَزْوَاجِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرِضًا عَنْهُنَّ عَلَى حُسْن صَنِيعهنَّ فِي اِخْتِيَارهنَّ اللَّه وَرَسُوله وَالدَّار الْآخِرَة لَمَّا خَيَّرَهُنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْآيَة فَلَمَّا اِخْتَرْنَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ جَزَاؤُهُنَّ أَنَّ اللَّه تَعَالَى قَصَرَهُ عَلَيْهِنَّ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَزَوَّج بِغَيْرِهِنَّ أَوْ يَسْتَبْدِل بِهِنَّ أَزْوَاجًا غَيْرهنَّ وَلَوْ أَعْجَبَهُ حُسْنهنَّ إِلَّا الْإِمَاء
وَالسَّرَارِيّ فَلَا حَرَج عَلَيْهِ فِيهِنَّ ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى رَفَعَ عَنْهُ الْحَرَج فِي ذَلِكَ وَنَسَخَ حُكْم هَذِهِ الْآيَة وَأَبَاحَ لَهُ التَّزَوُّج وَلَكِنْ لَمْ يَقَع مِنْهُ بَعْد ذَلِكَ تَزَوُّج لِتَكُونَ الْمِنَّة لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِنَّ .

- و جعل الله تعالى السيدة عائشة سبباً لنزول بعض الأحكام التشريعية منها على سبيل المثال التيمم :
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : ‏ خرجنا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في بعض أسفاره حتى إذا كنا ‏ ‏بالبيداء ‏ ‏أو ‏ ‏بذات الجيش ‏ ‏انقطع عقد لي فأقام
رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على ‏ ‏التماسه ‏ ‏وأقام الناس معه وليسوا على ماء فأتى الناس إلى ‏ ‏أبي بكر الصديق ‏فقالوا ألا ترى ما صنعت ‏ ‏عائشة ‏ ‏أقامت برسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏ورسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏واضع رأسه على فخذي قد نام فقال حبست رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فقالت ‏ ‏عائشة  ‏فعاتبني ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ ‏على فخذي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حين أصبح على غير ماء فأنزل الله ‏
‏آية التيمم ‏ ‏فتيمموا فقال ‏ ‏أسيد بن الحضير ‏ ‏ما هي بأول بركتكم يا آل ‏ ‏أبي بكر ‏ ‏قالت فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته .
رواه البخارى – كتاب التيمم – باب فامسحوا و قول الله تعالى فلم تجدوا ماء فتيمموا ثعيداً طيبا

قال ابن عباسٍ رضي الله عنهما لأم المؤمنين حين عادها وهي على فراش الموت  : كنتِ أحبَّ نساء النبي صلى الله عليـه وسلَّم إليه ، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يحب إلا طيِّباً "

وقال : " هلكت قِلادتكِ بالأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلَّم يلتقطها ، وبعدها لم يجد ماءً للوضوء فأنزل الله عزَّ وجل أية التيمم وأنزل الله براءتك من فوق سبع سنوات ، فليس مسجدٍ يُذكر الله فيه إلا وشأنك يتلى فيه آناء الله وأطراف النهار.

فكان جواب أم المؤمنين المخلصة : يا بن عباس دعني منك ومن تزكيتك ، فوالله لوددت أني كنت نَسياً منسيا . أحكام النساء ص125

لأن المخلص لا يلتفت إلى مديح الناس ، ومديح الناس لا يملأ قلبه…بل يضع نصب عينيه دائماً لقاء ربه و هول المطلع
ومن فضائلها أيضا :

و في الصحيحين من حديث عائشة -رضي الله عنها أنها قالت: قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً :يا عائشة هذا جبريل يقرئك السلام، قلت: وعليه السلام
ورحمة الله وبركاته، ترى مالا أرى "تريد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قالقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كمل من الرجال كثير، ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسية امرأة فرعون، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.متفق عليه

عن هشام بن عروة عن عائشة قالت إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتفقد يقول: أين أنا اليوم ؟ أين أنا غداً ؟ استبطاءً ليوم عائشة قالت: فلما كان يومي
قبضه الله بين سحري ونحري .متفق عليه
 
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا و الآخرة ؟ قلت : بلى ، قال : فأنت زوجتي في الدنيا و الآخرة
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2255 خلاصة حكم المحدث: صحيح
 
 
عن هشام بن عروة قال: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة فقلن : يا أم سلمة والله إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وإنا نريد الخير كما تريده عائشة، فمري رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأمر الناس أن يهدوا إليه حيث كان أو حيث ما دار، قالت فذكرت ذلك أم سلمة للنبي
صلى الله عليه وسلم قالت: فأعرض عني، فلما عاد إليّ ذكرت له ذلك فأعرض عني، فلما كان الثالثة ذكرت له فقال: يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة فإنه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها . رواه البخاري كتاب فضائل الصحابة، باب فضل عائشة
 
عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه  -أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل قال : فأتيته فقلت: أي الناس أحبّ إليك؟ قال: عائشة، فقلت من الرجال؟ قال: أبوها، قلت ثم من،  قال: ثم عمر بن الخطاب فعدّ رجالاً. متفق عليه
 
وقالت رضي الله عنها وعن أبيها : سابقني رسول الله فسبقته فلبثت حتى إذا أرهقني اللحم أي سمنت سابقني فسبقني فقال : هذه بتلك يشير إلى المرة الأولى
الراوي: عائشة المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 377 خلاصة حكم المحدث: صحيح
 
 
ومن فضائل أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها وعن أبيها :
أن عمر بن الخطاب ، حين تأيمت حفصة بنت عمر من خنيس بن حذافة السهمي ، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد شهد بدرا ، توفي بالمدينة ، قال عمر : فلقيت عثمان بن عفان ، فعرضت عليه حفصة ، فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر ، قال : سأنظر في أمري ، فلبث ليالي ، فقال : قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا . قال عمر : فلقيت أبا بكر ، فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر ، فصمت أبو بكر فلم يرجع إلي شيئا ، فكنت عليه أوجد مني على عثمان ، فلبثت ليالي ثم خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنكحتها إياه ، فلقيني أبو بكر فقال : لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك ؟ قلت : نعم ، قال : فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت ، إلا أني قد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكرها ، فلم أكن لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولو تركها لقبلتها . رواه البخاري
 - وهذه والله من أعظم الفضائل أن يختارها رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجة وينزل القرآن بتسميتها أما للمؤمنين .
 
فضيلتها في حفظ أوراق المصحف :
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال : بعث إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر ، فقال أبو بكر : إن عمر أتاني فقال : إن القتل قد استحر يوم اليمامة بقراء القرآن ، وإني أخشى أن يستحر القتل بقراء القرآن في المواطن كلها ، فيذهب قرآن كثير ، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن ، قلت : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر : هو والله خير ، فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر ، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر . قال زيد : قال أبو بكر : وإنك رجل شاب عاقل لا نتهمك ، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فتتبع القرآن فاجمعه . قال زيد : فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل علي مما كلفني من جمع القرآن . قلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال أبو بكر : هو والله خير ، فلم يزل يحث مراجعتي حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر ، ورأيت في ذلك الذي رأيا ، فتتبعت القرآن أجمعه من العسب والرقاع واللخاف وصدور الرجال ، فوجدت في آخر سورة التوبة : { لقد جاءكم رسول من أنفسكم } . إلى آخرها مع خزيمة ، أو أبي خزيمة ، فألحقتها في سورتها ، فكانت الصحف عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله عز وجل ، ثم عند عمر حياته حتى توفاه الله ، ثم عند حفصة بنت عمر . رواه البخاري
 
بالطبع هم لم يكتفوا بمن ذكرت بل طعنوا في جميع نساء النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكرت ذلك سابقا من كتاب نساء النبي وبناته لمعممهم الدكتور نجاح الطائي المدرس بحوزة قم
 
سأذكر لكم مقالا بحكم سب أمهات المؤمنين :
 



الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، ثم أما بعد :
إن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن داخلات في عموم الصحابة رضي الله عنهم ، لأنهن منهم ، و كل ما جاء في تحريم سب الصحابة من آيات قرآنية و أحاديث نبوية فإن ذلك يشملهن ، و لما لهن من المنزلة العظيمة و قوة قرابتهن من سيد الخلق
صلى الله عليه وسلم ، ولم يغفل أهل العلم عن حكم سابهن و عقوبته ، بل بينوا ذلك أوضح بيان في أقوالهم المأثورة و مؤلفاتهم المختلفة .
أقول : إن أهل العلم من أهل السنة والجماعة أجمعوا قاطبة على أن من طعن في عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه وبما رماها به المنافقون من الإفك فإنه كافر مكذب بما ذكره الله في كتابه من إخباره ببراءتها وطهارتها ، و قالوا إنه يجب قتله .
و قد ساق أبو محمد بن حزم الظاهري بإسناده إلى هشام بن عمار قال : سمعت مالك بن أنس يقول من سب أبا بكر و عمر جلد ،  من سب عائشة قتل ، قيل له : لم يقتل في عائشة ؟ قال :لأن الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها
 يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين
قال مالك فمن رماها فقد خالف القرآن ، و من خالف القرآن قتل .
قال أبو محمد رحمه الله : قول مالك هانا صحيح و هي ردة تامة  تكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها. المحلى 13/504


 و حكى أبو الحسن الصقلي أن القاضي أبا بكر الطيب قال :إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون بح نفسه لنفسه ، كقوله  :قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه - ذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال  :ولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك سبح نفسه في تبرئتها من السوء كما سبح نفسه في تبرئته من السوء ،و هذا يشهد لقول مالك في قتل من سب عائشة ،ومعنى هذا و الله أعلم أن الله لما عظم سبها كما عظم سبه وكان سبها سباً لنبيه ، و قرن سب نبيه وأذاه بأذاه تعالى ، وكان حكم مؤذيه تعالى القتل ، كان مؤذي نبيه كذلك. الشفاء للقاضي عياض 2/267-268

و قال أبو بكر بن العربي : إن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله ، فكل من سبها بما برأها الله منه فهو مكذب لله ، و من كذب الله فهو كافر ، فهذا طريق قول مالك ، و هي سبيل لائحة لأهل البصائر ولو أن رجلاً سب عائشة بغير
ما برأها الله منه لكان جزاؤه الأدب . أحكام القرآن لابن العربي 3/1356

و ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بعض الوقائع التي قتل فيها من رماها رضي الله عنها بما برأها الله منه ، حيث يقول :و قال أبو بكر بن زياد النيسابوري : سمعت القاسم بن محمد يقول لإسماعيل بن إسحاق أتى المأمون بالرقة برجلين شتم
أحدهما فاطمة و الآخر عائشة ، فأمر بقتل الذي شتم فاطمة و ترك الآخر ، فقال إسماعيل : ما حكمهما إلا أن يقتلا لأن الذي شتم عائشة رد القرآن .

قال شيخ الإسلام : وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم .

قال أبو السائب القاضي : كنت يوماً بحضرة الحسن بن زيد الدعي بطبرستان ، و كان بحضرته رجل فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة ، فقال : يا غلام اضرب عنقه ، فقال له العلويون :هذا رجل من شيعتنا ، فقال : معاذ الله إن هذا رجل طعن على النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الله تعالى: الخبيثات للخبيثين و الخبيثون للخبيثات ، والطيبات للطيبين و الطيبون للطيبات ، أولئك مبرءون مما يقولون ، لهم مغفرة و رزق كريم  ، فإن كانت عائشة خبيثة فالنبي صلى الله عليه وسلم خبيث ،
فهو كافر فاضربوا عنقه ، فضربوا عنقه و أنا حاضر .

و روي عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد أنه قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء فقام إليه بعمود فضرب دماغه فقتله ، فقيل له : هذا من شيعتنا و من بني الآباء ، فقلا : هذا سمى جدي قرنان – أي من لا غيرة له - ، و من سمى جدي قرنان استحق القتل فقتلته .

و قال القاضي أبو يعلى : من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف ،
و قد حكي الإجماع على هذا غير واحد ، و صرح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم .
و قال أبي موسى – و هو عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن جعفر الشريف الهاشمي إمام الحنابلة ببغداد في عصره - :
و من رمى عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه فقد مرق من الدين ولم ينعقد له نكاح على مسلمة . الصارم المسلول ( ص 566-568(

و قال ابن قدامة المقدسي : ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله صلى الله عليه و سلم أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء ، أفضلهم خديجة بن خويلد وعائشة الصديقة بنت الصديق التي برأها الله في كتابه ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا و الآخرة ، فمن قذفها بما برأها الله منه فقد كفر بالله العظيم . لمعة الاعتقاد  ص29

وقال الإمام النووي في صدد تعداده الفوائد التي اشتمل عليها حديث الإفك : الحادية و الأربعون : براءة عائشة رضي الله عنها من الإفك و هي براءة قطعية بنص القرآن العزيز ، فلو تشكك فيها إنسان والعياذ بالله صار كافراً مرتداً بإجماع المسلمين ، قال ابن عباس و غيره : لم تزن امرأة نبي من الأنبياء
صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين ، و هذا إكرام من الله تعالى لهم . شرح النووي على صحيح مسلم (17/ 117-118 (

و قد حكى العلامة ابن القيم اتفاق الأمة على كفر قاذف عائشة رضي الله عنها ، حيث قال : واتفقت الأمة على كفر قاذفها . زاد المعاد (1/106) .

و قال الحافظ ابن كثير عند قوله تعالى:
إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم  ،
قال : أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن من سبها بعد هذا ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية ، فإنه كافر لأنه معاند للقرآن . تفسير القرآن العظيم (5/76)

و قال بدر الدين الزركشي : من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها . الإجابة لإيراد ما استدركته عائشة على الصحابة (ص 45 )

و قال السيوطي عند آيات سورة النور التي نزلت في براءة عائشة رضي الله عنها من قوله تعالى: إن الذين جاءوا بالإفك عصبة منكم .. الآيات  ،
قال : نزلت في براءة عائشة فيما قذفت به ، فاستدل به الفقهاء على أن قاذفها يقتل لتكذيبه لنص القرآن ، قال العلماء :قذف عائشة كفر لأن الله سبح نفسه عند ذكره فقال سبحانك هذا بهتان عظيم ، كما سبح نفسه عند ذكر ما وصفه به المشركون
من الزوجة والولد . الإكليل في استنباط التنزيل ( ص 190).

وفي هذه الأقوال المتقدمة عن هؤلاء الأئمة كلها فيها بيان واضح أن الأمة مجمعة على أن من سب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و قذفها بما رماها به أهل الإفك ، فإنه كافر حيث كذب الله فيما أخبر به من براءتها و طهارتها رضي الله عنها ،
و أن عقوبته أن يقتل مرتداً عن ملة الإسلام .
وأما حكم من سب غير عائشة من أزواجه صلى الله عليه وسلم ، ففيه قولان :
أحدهما : أن حكمه كحكم ساب غيرهن من الصحابة ؛ وحكم ساب الصحابة و عقوبته هي :
 –
ذهب جمع من أهل العلم إلى القول بتكفير من سب الصحابة رضي الله عنهم أو تنقصهم وطعن في عدالتهم و صرح ببغضهم و أن من كانت هذه صفته فقد أباح دم نفسه و حل قتله ، إلا أن يتوب من ذلك و ترحم عليهم .
و ممن ذهب إلى ذلك : الصحابي الجليل عبد الرحمن بن أزى و عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي و أبو بكر بن عياش ، و سفيان بن عيينة ، و محمد بن يوسف الفريابي و بشر بن الحارث المروزي و غيرهم كثير .
فهؤلاء الأئمة صرحوا بكفر من سب الصحابة وبعضهم صرح مع ذلك أنه يعاقب بالقتل ، و إلى هذا القول ذهب بعض العلماء من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية .
 -
و ذهب فريق آخر من أهل العلم إلى أن ساب الصحابة لا يكفر بسبهم بل يفسق ويضلل ولا يعاقب بالقتل ، بل يكتفي بتأديبه وتعزيره تعزيراً شديداً يروعه و يزجره حتى يرجع عن ارتكاب هذا الجرم الذي يعتبر من كبائر الذنوب والفواحش المحرمات ، وإن لم يرجع تُكرر عليه العقوبة حتى يظهر التوبة .
و ممن ذهب إلى هذا القول : عمر بن عبد العزيز و عاصم الأحول و الإمام مالك و الإمام أحمد و كثير من العلماء مما جاء بعدهم .
الثاني : و هو الأصح من القولين على ما سيتضح من أقوال أهل العلم أن من قذف واحدة منهن فهو كقذف عائشة رضي الله عنها .
التوضيح : أخرج سعيد بن منصور وابن جرير الطبري و الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قرأ سورة النور ففسرها ،
فلما أتى على هذه الآية: إن الذين يرمون المحصنات الغافلات - قال هذه في عائشة و أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يجعل لمن فعل ذلك توبة ، و جعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي صلى الله عليه وسلم التوبة ،
ثم قرأ :الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء- إلى قوله : الا الذين تابوا ولم يجعل لمن قذف امرأة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم توبة ، ثم تلا هذه الآية :  لعنوا في الدنيا و الآخرة ولهم عذاب عظيم  
فهمّ بعض القوم أن يقوم إلى ابن عباس فيقبل رأسه لحُسنِ ما فسّر . الدر المنثور (6/165) و جامع البيان (18/ 104 ) .

قال ابن تيمية : فقد بين ابن عباس أن هذه الآية إنما نزلت فيمن يقذف عائشة وأمهات المؤمنين لما في قذفهن من الطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعيبه ، فإن قذف المرأة أذىً لزوجها كما هو أذى لابنها ، لأنه نسبة له إلى الدياثة وإظهار لفساد فراشه ، فإن زناء امرأته يؤذيه أذىً عظيماً ، و لهذا جوز له الشارع
أن يقذفها إذا زنت ، و درء الحد عنه باللعان و لم يبح لغيره أن يقذف امرأة بحال . الصارم المسلول ( ص 45 )

و قد قال كثير من أهل العلم أن بقية أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لهن حكم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها .

فقد قال أبو محمد ابن حزم بعد أن ذكر أن رمي عائشة رضي الله عنها ردة تامة و تكذيب للرب – جلا وعلافي قطعه ببراءتها ، قال : و كذلك القول في سائر أمهات المؤمنين ولا فرق ، لأن الله تعالى يقول :و الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات ، أولئك مبرؤون مما يقولون  ، فكلهن مبرآت من قول إفك والحمد لله رب العالمين   . المحلى (13/504)

و ذكر القاضي عياض عن ابن شعبان – محمد بن القاسم بن شعبان أبو إسحاق ابن القرطبي من نسل عمار بن ياسر ، رأس الفقهاء المالكيين بمصر ت355هـ – أنه قال :
ومن سب غير عائشة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ففيها قولان :
أحدهما : يقتل لأنه سب النبي صلى الله عليه وسلم ، بسب حليلته .
و الآخر : أنها كسائر الصحابة يجلد حد المفتري ، قال : و بالأول أقول . الشفاء للقاضي عياض (2/ 269).



و قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
و أما منسب غير عائشة من أزواجه صلى الله عليه وسلم ففيه قولان :
أحدهما : أنه كساب غيرهن من الصحابة .
والثاني : و هو الأصح أنه من قذف واحدة من أمهات المؤمنين فهو كقذف عائشة رضي الله عنها .. و ذلك لأن هذا فيه عار و غضاضة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و أذى له أعظم من أذاه بنكاحهن . الصارم المسلول (ص 567 (

و قال الحافظ ابن كثير رحمه الله بعد قوله تعالى
 إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم - هذا وعيد من الله تعالى للذين يرمون المحصنات الغافلات ، خرج مخرج الغالب المؤمنات ، فأمهات المؤمنين أولى بالدخول في هذا من كل محصنة ولا سيما
التي كانت سبب النزول ، و هي عائشة بنت الصديق رضي الله عنهماإلى أن قال - : و في بقية أمهات المؤمنين قولان :
أصحهما أنهن كهي والله أعلم .  تفسير القرآن العظيم (5/76).



و مما يرجح القول بأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم غير عائشة في الحكم وجوه :
الوجه الأول : أن لعنة الله في الدنيا والآخرة لا تستوجب بمجرد القذف ، وأن اللام في قوله تعالى : المحصنات الغافلات المؤمنات- لتعريف المعهود ، والمعهود هنا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، لأن الكلام في قصة الإفك و وقوع من وقع في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، أو قصر اللفظ العام على سببه للدليل الذي يوجب ذلك .
الوجه الثاني : أن الله سبحانه رتب هذا الوعيد على قذف محصنات غافلات مؤمنات ، و قال في أول سورة النور :و الذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء
فاجلدوهم ثمانين جلدة .. الآية - فترتب الجلد و رد الشهادة و الفسق على مجرد قذف المحصنات ، فلا بد أن تكون المحصنات الغافلات المؤمنات لهن مزية على مجرد المحصنات– والله أعلم و ذلك لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مشهود لهن بالإيمان لأنهن أمهات المؤمنين و هن أزواج نبيه في الدنيا و الآخرة
و عوام المسلمات إنما يعلم منهن في الغالب ظاهر الإيمان و لأن الله سبحانه قال في قصة عائشة : و الذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم - فتخصيصه بتولي كبره
دون غيره دليل على اختصاصه بالعذاب العظيم ،
و قال تعالى )ولولا فضل الله عليكم و رحمته في الدنيا و الآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم ) ، فعلم أن العذاب العظيم لا يمس كل من قذف ، وإنما يمس متولي كبره فقط ، و قال تعالى هنا : له عذاب عظيم ، فعلم أنه الذي رمى أمهات المؤمنين و يعيب بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وتولى كبر الإفك ،
و هذه صفة المنافق ابن أبي سلول.
الوجه الثالث : لمّا كان رمي أمهات المؤمنين أذى للنبي صلى الله عليه وسلم لعن صاحبه في الدنيا و الآخرة ، و لهذا قال ابن عباس : ليس فيها توبة ، لأن مؤذي النبي صلى الله عليه وسلم لا تقبل توبته إذا تاب من القذف حتى يسلم إسلاماً جديداً ،
وعلى هذا فرميهن نفاق مبيح للدم إذا قصد به أذى النبي صلى الله عليه وسلم أو أذاهن بعد العلم بأنهن أزواجه في الآخرة ، فإنه ما لعنت امرأة نبي قط .
و مما يدل على أن قذفهن أذىً للنبي صلى الله عليه وسلم ما خرجاه في الصحيحين في حديث الإفك عن عائشة ، قالت : فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعذر من عبد الله بن أبي بن سلول ، قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم و هو على المنبر : يا معشر المسلمين من يعذرني من رجل قد بلغني أذاه في أهل بيتي ، فوالله ما علمت على أهلي إلا خيراً ، و لقد ذكروا رجلاً ما علمت عليه إلا خيراً ، و ما كان يدخل على أهلي إلا معي.  البخاري (3/163) ومسلم (4/2129-2136 ( .


فهذه الوجوه الثلاثة فيها تقوية و ترجيح لقول من ذهب إلى أن قذف غير عائشة رضي الله عنها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حكمه كقاذف عائشة رضي الله عنها ، لما فيه من العار والغضاضة على النبي صلى الله عليه وسلم ، كما أن في ذلك أذى عظيماً للنبي عليه الصلاة والسلام .



وأظن بهذا كفاية ليتبين كل ذي لب حقد وبغض الرافضة لآل البيت الكرام رضي الله عنهم أجمعين . وأن دعواهم الكاذبة بحب آل البيت وإتباعهم هي مجرد غطاء لمشتهياتهم وأهوائهم التي يريدون بها هدم هذا الدين كله .
 
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبه : أخوكم / علي العلي الكعبي
26/ محرم /1432هـ

عدد مرات القراءة:
1400
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :