آخر تحديث للموقع :

الأحد 22 ذو القعدة 1444هـ الموافق:11 يونيو 2023م 12:06:10 بتوقيت مكة

جديد الموقع

محمد السيد محمد ..
الكاتب : محمد السيد محمد ..

رسالة من أهل سنة الحبيب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى الشيعة
محمد السيد محمد
  

﴿إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ﴾ [الأنعام: 159]

 

 جمع وترتيب
محمد السيد محمد


مقدمة
الحمد لله رب العالمين، فاطر السموات والأرض، جاعل الظلمات والنور، وأشهد أن
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا r عبده ورسوله.
اللهم صل وسلم وبارك على محمد النبي خاتم الأنبياء والمرسلين، وصل اللهم وسلم وبارك على آل بيته الأخيار الأطهار، وأصحابه الكرام، ومن اهتدى بهديه واستن بسنته، واقتفى أثره إلى يوم الدين.
وبعد:
لقد ظهرت منذ زمن فرقة تفرق بين أزواج النبي محمد r وآل بيته، بل وتهاجمهن وتطعن فيهن، ذلك بجانب تكفيرهن، وتكفير من صحب النبي r، إضافة إلى الكثير من المعتقدات الباطلة الأخرى، والتي لا ترقى لأن يقبل بمثلها يهودي أو نصراني أو غيرهما من أصحاب المعتقدات الباطلة الأخرى، كأن تعتقد تلك الفرقة التي نحن بصدد الحديث عنها، ألا وهي الشيعة (الرافضة ومن على شاكلتها)، بتحريف كتابها (القرآن الكريم)، والذي تقرّ وتعترف بنزوله على النبي محمد r بوحي من السماء،..... إلى غير ذلك.
وتلك الفرقة التي قد أشرنا إليها، وهي الشيعة الرافضة (ومن على شاكلتها)، تسمى أيضًا بالفرقة الاثنى عشرية.
ومن ثم، فإن هذا البحث اليسير الموجز سوف يتناول بمشيئة الله تعالى جزءً مما عليه تلك الفرقة من معتقدات فاسدة، وادّعاءات كاذبة، مع بيان بطلان ذلك، بموجز من الردّ الحاسم عليها.
وقبل ما أن يشرع القارئ في الاطلاع على هذا البحث، نرجوا منه التجرّد لله سبحانه وتعالى من أية حمية أو عصبية أو قومية.....، وذلك قبل أي شيء.
وأن لا تكون قراءته لهذا البحث قراءة الطاعنين الملتمسين للأخطاء والزلات، لأنه بذلك لن ينتفع بشيء، وسيأخذ الحق على أنه باطل، دون أن يتمعن ويتفكر فيه.
ومن ثم فإن القارئ يجب عليه أن تكون قراءته قراءة الباحث عن الحق ليتبعه ويدعوا إليه، لا لأن يطعن فيه ويصد عنه.
وأن يتذكر القارئ العظيم فضل الله تعالى عليه، إذ جعل الحق نصب عينيه، ليتأمله ويتدبر فيه، ولم يحجبه سبحانه وتعالى عنه.
ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل في كلامنا الأثر، وأن يهيئ لنا قلوب عباده، حتى إذا ما اطلعوا عليه أصاب قلوبهم، فاستجابوا له وانتفعوا به.
ونسأل له جل وعلا أن يرزقنا القبول في الدنيا والآخرة، وأن يهدنا ويهد بنا أو أن يجعلنا سببًا لمن اهتدى، فهو سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه.

مؤسس الشيعة الرافضة، وبداية نشأة تلك الفرقة وظهورها
لقد قامت الشيعة الرافضة على أسس فاسدة باطلة، قد وضعها عبد الله بن سبأ اليهودي، الذي يعتبر مؤسس تلك الفرقة الرافضة، حيث زعم ألوهية علي بن أبي طالب، في مقابل أن يفوز بالنبوة.
ومن ثم فقد ادَّعى ابن سبأ اليهودي لنفسة النبوة (قاتله الله).
وفي مقابل هذه الحقيقة، نجد أن الشيعة الرافضة قد حاولت التخلّص منها بشتى السبل، من خلال إنكارها لها على ألسنة مشايخها، والزعم بأن عبد الله بن سبأ اليهودي، إنما هو شخصية وهمية، هروبًا من الحق واستكبارًا على أتباعه.
ولكن محاولات الشيعة الرافضة في إنكارها هذه الحقيقة قد باءت بالفشل، وذلك لما سطرته النصوص الواضحة من المصادر المعتبرة والمتنوعة لها.
ومن تلك المصادر التي تعتمدها الشيعة الرافضة، وقد سطرت ما قد افتُضح به أمرها: (الأنوار النعمانية 2/34) لـ (نعمة الله الجزائري الشيعي).
وكذلك (المقالات والفرق) للقمّي، وأيضًا (رجال الكشى) للكشي، وغيرهم.
حيث يتبين من تلك المصادر: أن شخصية عبد الله بن سبأ اليهودي إنما هي شخصية حقيقية، وليست وهمية كما كانت تزعم ذلك الشيعة الرافضة، هروبًا من أن يُكشف القناع، ويُفتضح ما قد كان يُظن دفنه وستره.
ومن ثم كانت، بداية  نشأة الشيعة الرافضة وظهورها على يد ذلك اليهودي (عبد الله بن سبأ اليهودي)، والملقب بابن السوداء، حيث قد أظهر الإسلام وأبطن الكفر، وزعم أنه وجد في التوراة، أن لكل نبي وصيًّا، وأن علي رضي الله عنه هو وصي محمد r.
ثم زعم (ابن سبأ اليهودي) ألوهية علي رضي الله عنه، مدعيًّا لنفسه النبوة، وسُمّي من انخدع بزعم ابن سبأ، بالسبئية، نسبة إلى ابن سبأ (مؤسس فرقة الشيعة الرافضة).
ثم كان ابتداع ما نجده عليه الشيعة الرافضة اليوم، من ادَّعاءات كاذبة، وعقائد منكرة
لا ترتقي لأن تتقبلها الفطر النقية، أو أن تتقبلها العقول الرشيدة.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.

من عقائد الشيعة في الإله الخالق سبحانه وتعالى، وتوضيح بطلانها
إن الله عز وجل هو الإله الخالق لجميع المخلوقات، بما فيها الإنسان، مانحًا إياه الكثير والكثير من النعم التي لا تعد ولا تحصى، ومن أهمها نعمة العقل، فيتفكر به في بديع مخلوقات الله جل وعلا، وعظيم قدرته، وكمال صنعته، وبالغ علمه وحكمته ... إلى غير ذلك من صفات الله تبارك وتعالى الحسنى، ومن ثم تعظيمه جل وعلا وتمجيده.
ولكننا نجد أن هناك من البشر من أساء استخدام عقله، ولم يحسن توظيفه، بل وجعله (عقله) تبعًا لهواه، وما تمليه عليه نفسه، دون إعماله (العقل)، والتفكر والتدبّر به.
وممن قد أساء استخدام نعمة العقل، رافضًا لها (نعمة العقل)، الشيعة الرافضة حيث إن تلك الفرقة المارقة (الشيعة الرافضة) قد جحدت هذه النعمة العظيمة (نعمة العقل)، وأساءت توظيفها، مما قادها إلى القدح في إلهها والذم فيه، والانتقاص منه، ومما يدل على ذلك من عقيدة الشيعة (الرافضة) في الله سبحانه وتعالى: أنها (الشيعة الرافضة) قد قالت بالتجسيم في أول أمرها (بداية نشأتها على يد عبد الله بن سبأ اليهودي)، وذلك عند وصفها لله تعالى.
(تعالى الله عن مثل ذلك علوًا كبيرا)
ثم صارت الشيعة (الرافضة) بعد ذلك جهمية معطلة، جيث وصفت الله جل وعلا بالصفات الناقصة السليبة، ويتضح ذلك جليًّا من رواياتها التي تعتد بها، ومنها:
ما قد رواه ابن بابوية الشيعي في أكثر من 70 رواية، ما يروى بأن الله تعالى: (لا يوصف بزمان ولا مكان، ولا كيفية ولا حركة ولا انتقال، ولا شيء من صفات الأجسام، وليس حسًّا ولا جسمانيًا ولا صورة) (التوحيد، لابن بابويه الشيعي).
فسار شيوخ الشيعة على ذلك النهج الضال، مع تعطيل الصفات الواردة في الكتاب والسنة([1]).
وذلك كله مخالف لصريح الآيات الواردة في كتاب الله عز وجل (القرآن الكريم)، ومخالف للثابت الصحيح من أحاديث رسوله المصطفى الأمين محمد r، بل ومخالف لصريح العقل، ومناقض له.
وبرهان ذلك:
أننا لو أردنا أن نصف المعدوم (العدم، الذي ليس له وجود)، فإننا لن نستطيع أن نصفه بأكثر من ذلك.
فهل يكون الإله الخالق جل وعلا معدومًا، ليس له وجود ؟!!
هل يمكن لذي له فطرة نقية ونفس زكية، وصاحب عقل راجح رشيد أن يتقبل مثل ذلك العبث (الذي تدّعيه الشيعة الرافضة) في إلهه وخالقه جل وعلا؟!
بالطبع، لا.
فتعالى الله عز وجل عن كل ما قد افترته الشيعة وغيرها عليه، علوًا كبيرا.
فالمعتقد الصحيح الذي يتوافق مع الفطرة النقية والنفس الزكية، ويقبلها العقل الراجح الرشيد، هو: إثبات ما قد أثبته الله تعالى لنفسه، من صفات في كتابه المحكم (القرآن الكريم)، أو على لسان رسوله الأمين محمد r، دون تعطيل، ودون تحريف أو تأويل، ودون تمثيل أو تكييف.
وذلك في إطار قول الله جل وعلا ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ [الشورى: 11].
فكل ما دار ببالنا، فالله سبحانه وتعالى بخلافه، فهو سبحانه وتعالى أجل وأعلى من ذلك فلا يمكن لعقل المخلوق الضعيف أن يتصور عظيم صفات الإله الخالق العظيم. وهذا هو ما يدين به أهل سنة الحبيب النبي محمد r من اعتقاد.
ومن ثم يتبيّن: أن عقيدة أهل سنة الحبيب النبي محمد r هي العقيدة الصافية النقية، التي لا تشوبها أية شوائب أو عكرات.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والرشاد.
ومما قد اقترفته الشيعة الرافضة في حق الله تعالى:
أنها (الشيعة الرافضة) قد نفت عن الله تعالى العلم الكامل المحيط، ومن ثم الطعن في كمال حكمته وعظيم قدرته.... إلى غير ذلك من صفات الله تعالى، تحت ما يسمى بعقيدة (البداء).
حيث تزعم الشيعة الرافضة أن الله تعالى قد يغير رأيه، بمعنى أنه قد يرى حدوث شيء ما في المستقبل ويريده، ثم يبدو (عقيدة البداء) له خلافه، فيرجع عن ما قد عزم على فعله وأراد تنفيذه (لما يراه من خطأ فيه أو عدم إصابة الأصوب من خلاله).
(تعالى الله عز وجل عن مثل ذلك الإفك علوًا كبيرًا).
وذلك بلا شك قدح صريح في الإله الخالق جل وعلا، وانتقاص منه.
فالله تعالى هو العليم، الذي وسع علمه كل شيء، وأحاط به إحاطة تامة، فهو جل وعلا عالم الغيب والشهادة، يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون، وما لو كان كيف كان يكون.
والله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء، ولا يشغله شيء عن شيء، فهو الخالق من عدم، فليس كمثله شيء، سبحانه وتعالى محال في حقه الخطأ أو عدم إصابة الأصوب، إذ أن من تمام حكمته وكمالها ألا يصيب بفعله إلا الأصوب، فكما أن الله تعالى له صفات الكمال، كذلك فإنه جل وعلا لا يقوم إلا بأفعال الكمال.
وهذا هو ما عليه أهل سنة الحبيب النبي محمد r من معتقد نقي صافي، لا تشوبه أدنى شائبة، ولا يعتريه أدنى عكرات.
وغير ما قد أشرنا إليه بإيجاز، الكثير والكثير مما قد تضمنه معتقد الشيعة الرافضة من قدح في الذات العلية لله سبحانه وتعالى، وانتقاص من صفاته الحسنى، وذم في كمالها.
فتعالى الله عز وجل عما قد افترته الشيعة الرافضة عليه، علوًا كبيرًا.
والحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، وعلى نعمة الهداية والرشاد.

عقيدة الشيعة في ملائكة الله عز وجل، وتوضيح بطلانها
بداءة، ننوه إلى:
أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُعتقد خطأ أي من ملائكة الله تعالى، أو باحتماليته، أو أن يُعتقد تقصيرهم فيما أُمِروا وكُلِّفوا به منه جل وعلا، وذلك لأنهم (الملائكة) لم يخلقهم الله تعالى مُخيّرين بين الخير والشرّ (كالجنّ والإنس)، وإنما خُلِقوا وجُبِلوا على طاعة الله تعالى وتنفيذ أوامره، وفقًا لمراده جل وعلا ومشيئته وبالغ حكمته.
وإذا كان ذلك الذي أشرنا إليه خاصّ بالملائكة بشكل عام، فما بالنا بمن قد اختُصّوا منه جلّ وعلا ليكونوا ملائكته المقربين، أو من قد اصطفاه الله تعالى لأشرف المهام، وأجلّها وأعظمها، وهي: النزول بالوحي (كلام الله تعالى وأوامره وتكليفاته) على الأنبياء والمرسلين الداعين إلى الله تعالى ؟!!
لذلك فإن القدح في أحدهم لا سيما أشرفهم، ومن اصطفاه الله تعالى للنزول بالوحي، والاعتقاد بخطأه أو تقصيره فيما أُمِر وكُلِّف به من الله تعالى، إنما هو في حدّ ذاته قدح في الذات العلية لله جلّ وعلا، وذم في إحكام صنعته، وانتقاص منها.
بمعنى: أن من يعتقد بخطأ أو تقصير أي من ملائكة الله تعالى (لا سيما أشرفهم)، المجبولين على طاعته وتنفيذ أوامره، فهو بذلك يقول ولو بلسان حاله: أن الله لم يستطع أن يحكم صنعته، وتنفيذ ما أراده، من أن يخلق الملائكة على الكيفية التي أرادها، وتعالى الله عز وجل عن مثل ذلك علوًا كبيرًا.
ومن ثم، فإن الاعتقاد بخطأ أي من الملائكة أو تقصيره، يعني الطعن في مشيئة الله جل وعلا، والزعم بأنه يحدث في ملكوته ومن مخلوقاته ما هو مخالف لمراده ومشيئته، ومن ثم انتفاء حكمته، وعدم كمال قدرته، .... إلى غير ذلك من الصفات التي يُنتقص بها من الذات العلية لله جل وعلا، بسبب الطعن الناشئ عن ما قد زعمته الشيعة (الرافضة) من ذلك الاعتقاد الفاسد.
فما بالنا، وأن من يُطعن فيه، ويُتهم بخطأه وتقصيره، هو أحد الملائكة المقربين، بل أشرفهم، والذي قد اختاره الله تعالى وكلّفه بالنزول بالوحي منه (جل وعلا) على أنبيائه ورسله، وهو الملَك جبريل عليه السلام، أمين وحي السماء؟!!
حيث إن الشيعة (الرافضة) تزعم تقصير الأمين جبريل عليه السلام فيما كلِّف به من ربه، وخطأه في نزوله بالرسالة على النبي محمد r بدلاً من نزوله بها على ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
بل إن هناك من فرق الشيعة من تقول بخيانة الأمين جبريل عليه السلام، لنزوله بالوحي على النبي محمد r بدلاً من أن ينزل بها على ابن عمه علي رضي الله عنه.
ولا شك، أن ذلك كله هراء، لا يستقيم مطلقًا مع الفطر النقية والنفوس الزكية، والعقول الراجحة الرشيدة.
غير أن من يعتقد باحتمالية خطأ أو تقصير أي من ملائكة الله تعالى، لا سيما المقربين منهم، بل أشرفهم وأعلاهم، فيما كُلِّف به من الله تعالى، وجُبل عليه من تنفيذٍ لأوامره فإن ذلك يعني أنه قد يكون أخطأ أو قصّر في غير ذلك مما قد كُلِّف به مرّات ومرّات، إذ لا ضابط لمثل ذلك حينئذ.
وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة لمن قد اصطفاه الله تعالى للنزول بالوحي منه على أنبياءه ومرسليه، فما بالنا بالملائكة الأخرى التي هي دونه (دون أمين وحي السماء، المكلّف بالنزول على الأنبياء والرسل بوحي الله تعالى، وهو الأمين جبريل عليه السلام)، في المرتبة والشرف، ودونه في المكانة والمنزلة (مع الاعتقاد بمنزلتهم العالية ومكانتهم الرفيعة عند الله تعالى)؟!!
فلابد حينئذ أن يكونوا قد وقعوا هم أيضًا في الخطأ أو التقصير، لأنه إذا لم يسلم من ذلك من هو أشرف منهم مكانة، وأرفع منزلة (جبريل عليه السلام)، فهل يسلمون هم؟!
(مجاراة لاعتقادات الشيعة بخطأ وتقصير الأمين جبريل عليه السلام).
لا شك، أن الاعتقاد بذلك الزعم الباطل، والذي قد اختلقته الشيعة الرافضة، على يد مؤسسيها كأحد السبل للطعن في الإسلام، يقود إلى وابل من المنكرات، ويفتح الباب على مصراعيه للطعن في الذات العلية لله سبحانه وتعالى، والطعن في مراده ومشيئته، وحكمته وقدرته.
ومن ثم الطعن في رسالاته جل وعلا، والطعن في أنبياءه ومرسليه، والتكذيب بما أنزل عليهم من وحي السماء، من أوامر ونواهي، وتكليفات وتشريعات، وهو ما لا يمكن للفطر النقية والنفوس الزكية أن تقبله.
فما ذلك كله إلا تعارض واضح للعقل الصريح السليم، وتصادم مع أدنى درجات المعقول، ومباهته لضرورياته.
ومع ما أشرنا إليه من بيان موجز لفساد مثل ذلك المعتقد (الاعتقاد بخطأ أو تقصير أحد الملائكة فيما كُلِّف به من الله تالى) إلا أننا نجد أن الشيعة (الرافضة) تعتقد به، وتجعله أحد معتقداتها الراسخة، كأصول ثابتة في مذهبها.
ومن ثم يتبيّن لنا أن الحق ما قد استمسك به أهل سنة الحبيب النبي محمد r، وهو: الاعتقاد بعصمة ملائكة الرحمن جل وعلا عن التقصير والخطأ فيما أُمروا وكلِّفوا به، وذلك لما جُبلوا على طاعة الله جل وعلا وتنفيذ أوامره.
وهذا هو ما تقبله الفطر السويّة والنفوس الزكية، والعقول السديدة، وتتوافق معه.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والرشاد.

عقيدة الشيعة (الرافضة) في القرآن الكريم، وتوضيح بطلانها
لقد زعمت الشيعة (الرافضة) أن القرآن الذي بين أيدينا اليوم ليس بالقرآن الذي أنزل على النبي محمد r، وأنه صار محرّفًا، بعد التغيير والتبديل فيه.
ولا شك أن مثل ذلك القول الباطل إنما هو مناقض لقول الله تعالى:
﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [سورة الحجر: 9].
ومن المعلوم: أن النبي محمد r هو النبي الخاتم، الذي ختم الله تعالى به الأنبياء والمرسلين، فليس بعده r أي نبي أو رسول آخر.
ومن ثم، فإنه ليس بعد نزول القرآن الكريم، الذي أوحاه الله تعالى إلى نبيه محمد r، أي نزول لكتاب سماوي آخر.
ولذا، فقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يحفظ هذا الكتاب السماوي الخاتم من أي تحريف أو تبديل أو تغيير فيه، وأن يظل محفوظًا في إطاره الربّاني الصالح لهداية البشر، مهيمنًا على جميع الكتب السابقة.
وهذا المعتقد هو ما ترتضيه الفطرة النقية في الصفات العلية لله سبحانه وتعالى، وحكمته البالغة، وما لا تقبل العقول السوية غيره.
وهذا هو ما عليه أهل سنة الحبيب النبي محمد r، وأتباع هديه، حيث المعتقد النقي الصافي.
ومن ثم، فإن الادّعاء الذي تزعمه الشيعة الرافضة، القائل بتحريف القرآن الكريم، لا يمكن لعاقل أن يتقبله مطلقًا، بأي حال من الأحوال.
حيث إن قبول من ذلك الادعاء، إنما يعني الطعن في رسالة النبي محمد r، والتكذيب بأنها الرسالة الخاتمة، بل ويعني أيضًا القدح في حكمة الإله الخالق جل وعلا.
إذ أنه: كيف يمكن للإله الخالق سبحانه وتعالى، العليم الحكيم، أن يختم برسالة النبي محمد r جميع الرسالات السابقة، دون حفظه جل وعلا لها؟!!
وكيف يمكن للإله الخالق سبحانه وتعالى العليم الحكيم أن يختم الكتب السماوية السابقة بإنزاله للقرآن الكريم دون حفظ منه جل وعلا له، ودون صيانة له في إطاره الرباني الصالح لهداية البشر إليه سبحانه وتعالى؟!!
وأيضًا، فإنه من المعلوم أن الوحي لا ينزل إلا على أنبياء الله تعالى ورسله، وليس غيرهم مهما بلغت كرامتهم عند الله جل وعلا.
وأن الله تعالى يؤيد أنبياءه ورسله بالمعجزات والخوارج لتكون شاهدة على صدق دعوتهم ورسالتهم، ومن ثم التصديق بنزول الوحي عليهم من الله تعالى، والإيمان بهم وبدعوتهم (الموافقة للفطر النقية والنفوس الزكية والعقول السوية)، ومن ثم اتباعهم وقبول ما جاءوا به من أحكام وتشريعات.
فكيف تزعم الشيعة (الرافضة) نزول الوحي بعد النبي محمد r، وهو من خُتمت به جميع الرسالات السابقة، بل وقد خُتم بإنزال القرآن الكريم عليه r جميع الكتب السماوية السابقة؟!!
فهل يمكن قبول مثل ذلك الزعم من الشيعة الرافضة؟!
بالتأكيد: لا.
فغير الأنبياء والمرسلين (من المؤمنين الصالحين)، لا ينزل الوحي عليهم، وإن كان لا مانع في حقهم أن تحدث لهم بعض الكرامات من الله تعالى، لا المعجزات الخاصة بالرسل والأنبياء.
وننوه إلى:
أنه كي يُشهد لشخص ما بحدوث كرامة من الله تعالى له، وأن ما حدث له ليس سحرًا، أن يكون ذلك الشخص (الحادث له هذه الكرامة) مؤمنًا صالحًا، متبعًا لهدي نبيه محمد r، غير مبدل له ولا مغير فيه، ولا آت بما لم يكن فيه من اختلاقات وأكاذيب لا أساس لها ولا برهان عليها.
ومما أشرنا إليه، نخلص بما قد تبين وتأكد لنا، كما على النحو التالي:
وهو أن بموت النبي أو الرسول ينقطع الوحي من السماء، وأن هذا النبي الرسول إذا كانت بعثته خاتمة للنبيين والمرسلين من قبله، وكانت رسالته خاتمة للرسالات السابقة له، ومن ثم كان الكتاب السماوي الذي أوحاه الله تعالى إليه هو آخر الكتب المنزلة من السماء، ومهيمنًا عليها، فإنه يكون محفوظًا من الله تبارك وتعالى في إطاره الرباني الصالح لهداية البشرية قاطبة، مصداقًا لقوله جل وعلا: ﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾ [الحجر: 9].
وأن هذا الحفظ من الله تبارك وتعالى لرسالته الخاتمة، ولكتابه الميهمن على جميع الكتب السابقة، والخاتم لها، هو من بالغ حكمته سبحانه وتعالى.
وهذا ما لا يمكن للفطر النقية والنفوس الزكية والعقول السوية أن تنكره أو تتعارض معه بأي حال من الأحوال.
إضافة إلى أن الطعن في كلام الإله الخالق سبحانه وتعالى المُنزل في آخر الكتب السماوية (القرآن الكريم، والذي ليس بعده أي إنزال لأي كتاب سماوي آخر)، إنما هو طعن في صفات الله جل وعلا، وفي حكمته البالغة وكمالها، وطعن في مراده ومشيئته وقدرته في حفظ كتابه الذي قد تعهد بحفظه، والذي ليس بعد أي إنزال لأي كتاب سماوي جديد.
ومن ثم نخلص مما قد أوضحناه:
بأن ما قد زعمته الشيعة الرافضة واختلقته من قول بتحريف القرآن الكريم، إنما هو قول باطل، واختلاق منكر، وزعم مفترى، لا يرقى لأن يتقبله صاحب فطرة نقية وعقل رشيد.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، وأن جعلنا من أهل سنة خير الأنام محمد r.
الحمد لله تعالى على نعمة الهداية والرشاد.

من نماذج ما تنسبه الشيعة إلى النبي محمد r وتعتقده،
وبيان نكارة ذلك وبطلانه
لقد نسبت الشيعة (الرافضة وما على شاكلتها) إلى رسول الله r من الأقوال والأفعال المنكرة ما تشمئز منه النفوس الزكية الطاهرة وتستنكره الفطر النقية السوية، وما لا يقبله العقل السليم الرشيد، ذمًّا وقدحًا فيه r، ومن النماذج التي تبين جزءً مما ذكرنا:
أ- من النماذج التي تبين جزءً مما قد نسبته الشيعة إلى رسول الله r من أقوال منكرة: نقل الكليني (الشيعي) في الأصول من الكافي (أن جبريل نزل على محمد r وآله فقال: يا محمد، إن الله يبشرك بمولود يولد من فاطمة، تقتله أمتك من بعدك، فقال: «يا جبريل، وعلى ربي السلام، لا حاجة لي في مولود يُولد من فاطمة تقتله أمتي من بعدي»، فعرج ثم هبط فقال مثل ذلك: «يا جبريل وعلى ربي السلام، لا حاجة لي في مولود تقتله أمتي من بعدي»، فعرج جبريل إلى السماء، ثم هبط فقال: يا محمد إن ربك يُقرئك السلام بأنه جاعل في ذريته الإمامة والولاية والوصاية، فقال: إني رضيت، ثم أرسل إلى فاطمة أن الله يبشرك بمولود يُولد لك تقتله أمتي من بعدي، فأرسلت إليه أن لا حاجة لي في مولود تقتله أمتك من بعدك، وأرسل إليها أن الله عز وجل جعل في ذريته الإمامة والولاية والوصاية، فأرسلت إليه أني رضيت، فحملته كرهًا... ووضعته كرها، ولم يرضع الحسين من فاطمة عليها السلام ولا من أنثى، كان يُؤتى بالنبي صلى الله عليه وآله فيضع إبهامه في فيه فيمص ما يكفيه اليومين والثلاث)([2]).
ومن التساؤلات التي توضح نكارة مثل ذلك القول الذي تنسبه الشيعة إلى رسول الله r، وإلى ابنته فاطمة رضي الله عنها ومن ثم بطلانه:
- أليس النبي محمد r هو من زكّاه ربه تبارك وتعالى في قوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4]، وفي غيرها من الآيات الكريمات بالقرآن الكريم؟!
الجواب: بلى.
- أليس في عدم الرضا بقضاء الله تعالى سوء أدب مع الإله الخالق جل وعلا، مع ما به من إثم كبير؟!
الجواب: بلى.
- فكيف تنسب الشيعة إلى النبي محمد r عدم رضاه بقضاء الله جل وعلا، بل وردّه بعد أن بشره المولى جل وعلا به، وهو r من زكاه ربه تبارك وتعالى في كثير من آيات كتابه العزيز (القرآن الكريم)؟!!
- وأيضًا، كيف تنسب الشيعة إلى السيدة فاطمة (رضي الله عنها) عدم رضاها بقضاء الله جل وعلا، وهي ابنة خير من علّم وربّى، وهو النبي محمد r؟!!
- أليس في ما تدّعيه الشيعة افتراء على رسول الله r، وقدح فيه، ومن ثم انتقاص ممن قد اختاره واصطفاه بالنبوة والرسالة، وهو الإله الخالق جل وعلا؟!
الجواب: بلى.
- أليس في ما تدّعيه الشيعة من نكارة زعم، ذم وقدح في اختيار الله تعالى لخاتم أنبياءه ورسله، واعتقاد بيّن بسوء اختياره جل وعلا؟!!
الجواب: بلى.
- وهل كان الله تعالى بذلك الاعتقاد الفاسد الذي تزعمه الشيعة، أو كان رسوله محمد r بذلك الوصف الذميم المنسوب إليه منها (فرقة الشيعة)؟؟
الجواب: بالتأكيد، كلا.
إلى غير ذلك من التساؤلات، التي تبيّن نكارة ما تزعمه الشيعة وتعتقده، وتجلّى عظم اجتراءها على الله تعالى وعلى خاتم أنبياءه ورسله محمد r، والذي لم تسلم منه (مما تزعمه الشيعة وتعتقده) أيضًا ابنة رسول الله r (السيدة فاطمة رضي الله عنها).
ب- أيضًا، من النماذج التي تبين جزءً مما قد نسبته الشيعة للنبي محمد r من أقوال منكرة: أن الشيعة تروي عن أمير المؤمنين (علي): أنه أتى رسول الله r وآله وعنده أبو بكر وعمر، قال: (فجلستُ بينه وبين عائشة، فقالت عائشة: ما وجدت إلا فخذي وفخذ رسول الله؟ فقال: مه يا عائشة)([3]). البرهان في تفسير القرآن 4/225.
وجاء مرة أخرى فلم يجد مكانًا، فأشار إليه رسول الله: ههنا – يعني خلفه وعائشة قائمة خلفه وعليها كساء - فجاء علي عليه السلام فقعد بين رسول الله وبين عائشة، فقالت وهي غاضبة: (ما وجدت لإسْتِكَ – دُبُرَك أو مؤخرَتِك – موضعًا غير حجري؟ فغضب رسول الله، وقال: يا حميراء، لا تؤذيني في أخي)([4]). كتاب سليم بن قيس ص 179.
ومن التساؤلات التي توضح نكارة ما نسبته الشيعة إلى النبي محمد r وإلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
- أليس النبي محمد r هو من زكّاه ربه تبارك وتعالى في قوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ[القلم: 4]، وفي غيرها من الآيات الكريمات بالقرآن الكريم؟!
الجواب: بلى.
- أليس الحياء وكذلك الغَيْرة من الأخلاق العظيمة للنبي محمد r؟!
الجواب: بلى.
- أليس في ما تدّعيه الشيعة من اجتراء وزعم منكر وتنسبه إلى النبي محمد r، من أنه رضي بقعود (علي) بينه وبين زوجته عائشة -رضي الله عنها- من خلال قوله (مه يا عائشة – لا تؤذيني في أخي)، قدح في أخلاقه العظيمة وذم فيها، من خلال وصفه r بعدم الحياء، وفقدانه الغيرة (التي أثنى r عليها -صفة الغيرة – في كثير من أحاديثه الشريفة) على زوجته؟
الجواب: بلى.
- أليس في ما تدّعيه الشيعة من نكارة معتقد، ذم وقدح في اختيار الله تعالى لخاتم أنبياءه ورسله، واعتقاد بيّن بسوء اختياره جل وعلا؟! أليس فيه تكذيب لما أخبر الله تعالى به في تزكيته للنبي محمد r بقوله جل وعلا ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ؟!
- وهل كان الله تعالى بذلك الاعتقاد الفاسد الذي تزعمه الشيعة أو كان رسوله محمد r بذلك الوصف الذميم المنسوب إليه منها (فرقة الشيعة)؟!
الجواب: بالتأكيد، كلا.
- وهل كان علي بن أبي طالب صاحب رسول الله r وابن عمه والخيلفة الرابع له (بعد أبي بكر وعمر وعثمان، رضي الله عنهم أجمعين)، عديم الحياء، سيء الأدب، ليقعد بين النبي محمد r وزوجته -رضي الله عنها- في إصرار منه بعد ما قالته السيدة عائشة رضي الله عنها له ؟!!
الجواب: بالتأكيد، كلا.
إلى غير ذلك من التساؤلات التي تبيّن نكارة ما تزعمه الشيعة وتعتقد به، وتجلّى عظم اجتراءها على الله تعالى وعلى خاتم أنبياءه ورسله محمد r، والذي لم يسلم منه صاحب رسول الله r وابن عمه (علي، رضي الله عنه).
ج- ومن النماذج التي تبيّن جزءً مما قد نسبته الشيعة إلى النبي محمد r، من أفعال منكرة: روى المجلسي (الشيعي) أن أمير المؤمنين (عليًّا) قال: (سافرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله، ليس له خادم غيري، وكان معي لحاف ليس له غيره، ومعه عائشة وكان رسول الله ينام بيني وبين عائشة، ليس علينا ثلاثتنا لحاف غيره، فإذا قام إلى الصلاة – صلاة الليل – يحط بيده اللحاف من وسطه بيني وبين عائشة حتى يمسّ اللحاف الفراش الذي تحتنا)([5]) (بحار الأنوار 40/2).
ومن التساؤلات التي توضح نكارة مثل ذلك الفعل الذي تنسبه الشيعة إلى النبي محمد r، وإلى علي رضي الله عنه، ومن ثم بطلانه:
- أليس النبي محمد r هو من زكاه ربه تبارك وتعالى في قوله: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4]. وفي غيرها من الآيات الكريمات بالقرآن الكريم؟!
الجواب: بلى.
- أليس الحياء وكذلك الغيرة من الأخلاق العظيمة للنبي محمد r؟!
الجواب: بلى.
- أليس في ما تدّعيه الشيعة من اجتراء وزعم منكر وتنسبه إلى النبي محمد r، من أنه قام من فراش نومه، تاركًا زوجته نائمة بجانب شخص آخر ليس بمِِحرم، قدح في أخلاقه العظيمة وذم فيها، من خلال وصفه بعدم الحياء، وفقدانه الغيرة (التي هي من صفات المسلم فضلًا عن أن تكون صفة ملازمة لأنبياء الله تعالى ورسله) على زوجته؟!
الجواب: بلى.
- وهل يقبل النبي محمد r أن ينام شخص آخر ليس بمحرم في فراشه بجانب زوجته، حتى وإن كان هو r يفصل بينه وبينها؟!
الجواب: بالتأكيد، كلا.
- أليس في ما تدّعيه الشيعة من نكارة معتقد، ذم وقدح في اخيتار الله تعالى لخاتم أنبياءه ورسله، واعتقاد بيّن بسوء اختياره جل وعلا؟! أليس فيه تكذيب لما أخبر الله تعالى به في تزكيته لنبيه محمد r بقوله جل وعلا ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ؟!
الجواب: بلى.
- وهل كان الله تعالى بذلك الاعتقاد الفاسد الذي تزعمه الشيعة، أو كان رسوله r بذلك الوصف الذميم المنسوب إليه منها (فرقة الشيعة)؟!
الجواب: بالتأكيد، كلا.
- وهل كان علي بن أبي طالب صاحب رسول الله r، وابن عمه، والخليفة الرابع له (بعد أبي بكر وعمر وعثمان، رضي الله عنهم أجمعين)، عديم الحياء، سيء الأدب، ليقبل بأن ينام بجانب رسول الله r وزوجته؟!
الجواب: بالتأكيد، كلا.
- وهل كان علي بن أبي طالب، عديم الحياء، سيء الأدب، ليقبل بأن يظل نائمًا جانب زوجة رسول الله r، بعد ما أن قام النبي محمد r من فراشه، وعلمه (علي) بذلك (قيام النبي r من فراشه)؟!
الجواب: بالتأكيد، كلا.
فعلى أي شيء تدلّ مثل هذه التساؤلات المُثارة (وغيرها)، وما قد استنتجناه من أجوبة لا بديل لها ولا حياد عنها؟!
لا شك، وأن ذلك كله يوضح بجلاء عظم افتراءات الشيعة وفساد معتقداتها، ومن ثم بطلانها.
إلى غير ذلك من النماذج الكثيرة التي يتبين منها فساد ما قامت عليه الشيعة من ادعاءات منكرة وزعم باطل، إثر مخططات خبيثة، كيدًا للإسلام وأهله.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، وأن جعلنا من أهل سنة الحبيب الأمين محمد r.
الحمد لله تعالى على نعمة الهداية والرشاد.

عقيدة الشيعة (الرافضة) في أزواج النبي محمد r، وتوضيح بطلانها
لقد اصطفى الله تبارك وتعالى أنبياءه ورسله من خلقه للدعوة إليه، وتبليغ رسالاته، وشرّفهم بهذه المنقبة العظيمة، ألا وهي منقبة النبوة والرسالة.
وعلى الرغم من الجهد العظيم الذي يبذله أنبياء الله تعالى ورسله لدعوة الخلق إليه جل وعلا، وهدايتهم إليه، إلا أنه لا استجابة من الكثير، وقد يكون من بين تلك الكثرة التي لم تستجب: الابن (ونموذج ذلك: ابن نبي الله نوح عليه السلام)، أو الزوجة (ونموذج ذلك: زوجة نبي الله لوط عليه السلام).
ولا يُعدّ ذلك قدحًا في أنبياء الله تعالى ورسله، أو انتقاصًا منهم، أو مما بذلوه من جهد بالغ في الدعوة إلى الله تعالى، وذلك لأن الهداية بيد الله جل وعلا، وهو سبحانه وتعالى أعلم ببقلوب عباده، وبمن يصطفيهم للفوز بهدايته ورحمته، ومن ثم رضاه وجنته.
ولكن إذا ما نُسب إلى أي من زوجات أنبياء الله ورسله ركوب الفاحشة (الزنا)، وخيانتهن لأعراض أزواجهن (أنبياء الله ورسله)، فإن الأمر بذلك لم يعد قاصرًا عليهن فحسب، وإنما صار متعلقًا بأزواجهن أيضا، لا سيما في هذا الأمر (العِرض).
وذلك بعكس أي قضية أخرى وإن كانت قضية الكفر (كما أشرنا سابقًا)، إذ أن كفر إحدى زوجات الأنبياء لا يُعد قدحًا في الأنبياء أنفسهم، إذ لم يقصروا في تبليغ دعوتهم، وإنما ذلك الكفر يكون قاصرًا على صاحبه، وقدحًا فيه دون غيره.
ومن ثم، فإنه إذا ما طُعن في عرض أي من زوجات أنبياء الله ورسله، ونُسبت إليهن الخيانة لأعراض أزواجهن، فإن ذلك لا يمكن قبوله بأي حال من الأحوال، لما به من تعارض وتصادم مع تكريم الله تعالى لأنبياءه ورسله، وتشريفه لهم.
حيث إن من تكريم الله تعالى وتشريفه لأنبياءه ورسله أن يحفظ أعراضهم في زوجاتهم، ويصونها لهم، وأن لا يلحق بهم مثل تلك الرذائل الخبيثة والفضائح المنكرة.
وهذا هو ما تقبله الفطر النقية، وتميل إليه النفوس الزكية، ولا تتصادم معه العقول السوية.
فالطعن في عرض أي من زوجات أنبياء الله تعالى ورسله، هو طعن في الأنبياء والرسل أنفسهم، وقدح فيهم، ومن ثم فهو قدح في الإله الخالق جل وعلا، حيث إسائته في اختياره لمن شرفهم وكرمهم بالنبوة والرسالة، وتعالى الله عز وجل عن سوء الاختيار لأنبياءه ورسله، ومَن شرفهم وكرمهم بهذه المنزلة الرفيعة، والمكانة العالية.
فالله سبحانه وتعالى هو الإله الخالق، الذي له جميع صفات الكمال مع حسنها وجمالها.
ومع ما قد أوضحناه في إيجاز، إلا أننا نجد أن الشيعة الرافضة قد سلكت مسلكًا معاكسًا لما أشرنا إليه، ومناقضًا للفطر النقية والنفوس الزكية، ومصادمًا للعقول السوية، في تكذيب صارخ لما قد أنزله الله تعالى في كتابه المحكم (القرآن الكريم) من آيات بينات تتلى إلى قيام الساعة، بل وفي رفض تام لما ثبت وصح عن رسول الله r في أحاديثه النبوية الشريفة.
فنجد أن الشيعة الرافضة قد طعنت في عرض السيدة عائشة رضي الله عنها، زوجة رسول الله r، وأم المؤمنين، وابنة أبي بكر الصديق، وأخذت (الشيعة الرافضة) في سبَّها ولعنها، بل وتكفيرها، مع غيرها من أمهات المؤمنين، زوجات رسول الله r، في عداء خاص (من الشيعة الرافضة) لها ولأبيها، وفي عداء خاص ايضًا بأم المؤمنين حفصة وكذلك أبيها عمر بن الخطاب، في تكذيب واضح لما أنزله الله تعالى من آيات كريمات تشهد ببراءتها مما قد افتراه عليها المبطلون، وفي تكذيب بيّن لما قد أنزله الله تعالى من آيات كريمات تشهد بكرامتهن عند الله تبارك وتعالى.
وأيضًا في تكذب ونقض للثابت الصحيح من أحاديث النبي محمد r، الواردة في فضلهن (أمهات المؤمنين، أي: زوجات رسول الله r)، وكرامتهن عند الله تبارك وتعالى.
ومن الآيات الكريمات التي تشهد ببراءة أم المؤمنين (السيدة: عائشة رضي الله عنها)، ما أنزله الله تعالى في سورة النور من قوله جل وعلا:
﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ * لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ  * لَوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَئِكَ عِنْدَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ  * وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ  * وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ  * يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [سورة النور: 11 – 18].
ومن الآيات الكريمات التي تشير إلى أن أزواج النبي محمد r، هن أمهات للمؤمنين، ومن ثم الشهادة بفضلهن وكرامتهن عند الله تعالى، قوله جل وعلا: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا [الأحزاب: 6].
إلى غير ذلك من الآيات الكريمات التي تشير إلى كرامة أزواج الأنبياء، ومنهن أزواج النبي محمد r. وأما بالنسبة لأحاديث النبي محمد r، والتي يتبين منها فضل أمهات المؤمنين (زوجات رسول الله r)، فإننا نحيل القارئ إلى موسوعة المكتبة الشاملة بما تتضمنه من الأحاديث النبوية الشريفة، وذلك من خلال البحث الآلي، للتعرف على فضل كل من زوجات النبي محمد r على حدى.
وننوه إلى: أن الآية الكريمة الواردة في كتاب الله تعالى، في قوله جل وعلا:
﴿ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ [التحريم: 10].
بما فيها من قوله سبحانه وتعالى (فخانتاهما) لا تشير إلى خيانة العرض، وإنما تشير إلى الخيانة في الإيمان، أي أن زوجة نبي الله نوح عليه السلام وكذلك زوجة نبي الله لوط عليه السلام، لم يوافقا زوجيهما (النبيين) على الإيمان, ولم يصدقاهما في الرسالة([6]).
وأيضًا فإن وجة نبي الله نوح عليه السلام كانت تخبر بأنه مجنون، وكذلك زوجة نبي الله لوط عليه السلام فإنها كانت تدل قومها على أضيافه (أضياف نبي الله لوط).
ومن ثم، فإنه مما أشرنا إليه في إيجاز، يتبيّن لنا: أن ما قد ادّعته الشيعة (الرافضة) وزعمته في حق أمهات المؤمنين، إنما هو زعم باطل واجتراء منكر، لا يمكن لصاحب فطرة نقية ونفس زكية وعقل رشيد أن يتقبله بأي حال من الأحوال، فضلًا عن أن يتخذه معتقدًا له.
لذا، فإن الحق هو ما قد استمسك به أهل سنة الحبيب النبي محمد r من معتقد صاف نقي سليم في أزواج النبي محمد r (أمهات المؤمنين)، قائم على الاستدلال بآيات الله تعالى في قرآنه الكريم، وبأحاديث نبيه سيد المرسلين محمد r، وموافق للفطر النقية السوية، والنفوس الزكية النقية، والعقول الرشيدة السديدة، وهو: الاعتقاد بكرامتهن عند الله تعالى، وفضلهن على أمة النبي محمد r من بعده، وبرائتهن مما قد افترته الشيعة الرافضة عليهن من افتراءات وأكاذيب.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة العقل، وأن هدانا وأرشدنا إلى صراطه المستقيم، وطريقه المستبين، وهو: طريق أهل سنة الحبيب النبي محمد r.

عقيدة الشيعة (الرافضة) في أنصار رسول الله r
(الصحابة الكرام)، وتوضيح بطلانها
بداءة، وقبل التطرق بعض الشيء إلى ما قد ابتدعته الشيعة (الرافضة) واختلقته حولهم من ادعاءات كاذبة، واجتراءات منكرة، نود أن نشير إلى:

  1. أنه، كما أن التصديق بنبي من أنبياء الله تعالى أقرب إلى العقل السليم الصريح من تكذيبه، فإن التصديق بخيرية من قد اختارهم الله تعالى لصحبة أنبياءه ومؤازرتهم ونصرتهم وحمل الراية (الدعوة إلى الله تعالى) من بعدهم، أقرب إلى العقل من إنكارها (خيرية أصحاب الأنبياء)، ويتبين ذلك جليًا في اليهود والنصارى، حيث إن مع كفرهم إلا أنهم يعتقدون بأن أصحاب الأنبياء هم أفضل البشر بعد الأنبياء والمرسلين، وذلك لاختيار الله تعالى لهم لهذه المنزلة، وهي منزلة الصحبة.

فاليهود مع ما بهم من غلظة وسرعة عداء للأنبياء والرسل، وحقد عليهم، إلا أنهم يعتقدون بأفضليتهم ثم أفضلية من صحبهم، ونموذج ذلك: أن اليهود تقول بأن أصحاب موسى هم أفضل أهل ملتهم.
وكذلك النصارى، فإنهم يقولون أن حواري المسيح (أنصار المسيح) هم أفضل أهل ملتهم. ونجد أن أهل سنة الحبيب النبي محمد r قد جمعوا بين الإيمان والتوحيد الذي فقدتهما اليهود والنصارى، وبين الاعتقاد بخيرية أصحاب الأنبياء والمرسلين، لما حظوه من تكريم الله تعالى لهم بهذه المرتبة السامقة، والمنزلة الرفيعة.

  1. أن الاعتقاد بعظيم صفات الله تعالى وحسنها وكمالها تستلزم الاعتقاد بحسن اختياره تبارك وتعالى لمن يصطفيهم لتبليغ رسالاته، ومن ثم حسن اختيار من يصطفيهم لمؤازرتهم، ونصرتهم، وحمل الراية (الدعوة إلى الله تعالى) من بعدهم، ومن سوف يقتدي الناس بهم، ويأخذوا من علومهم (الشرعية)، حيث إنهم أعلم الناس (بعد الأنبياء والرسل) بهذه العلوم، لأنهم هم الذين صحبوا أنبياء الله تعالى ورسله، وتعلّموا منهم وفهموا عنهم.


ومن ثم يتبين لنا:
- أن حسن اختيار الله تعالى لمن يصطفيهم لصحبة أنبياءه ورسله هو حفظ لهذا الدين (الإسلام) الذي جاءوا به، داعين الناس إليه.
- وأن الاعتقاد بحسن الاختيار من الله تعالى لأصحاب أنبياء ورسله، ومن يؤازونهم ويناصرونهم، ويحملون الراية من بعدهم، ومن سوف يقتدي الناس بهم، ويأخذوا عنهم ما أخذوه عن أنبياءهم من العلوم الشرعية .... (لأنهم هم من صحبوا أنبياءهم ورسلهم، وتعلموا منهم وفهموا عنهم)، هو تعظيم لله تعالى وصفاته الكريمة العليّة.
- وأن الاعتقاد بحسن اختيار الله تعالى لأنبياءه ورسله، هو مدح لهم (الأنبياء والرسل)، حيث إن المرء على دين خليله، فأصحاب الأنبياء والمرسلين هم بمثابة المرآة لهم، بمعنى: أن الاعتقاد بحسن اختيار الله تعالى لأصحاب أنبياءه ورسله هو اعتقاد بحسن اختيار الله تعالى لأنبياءه ورسله، لأن أصحاب الأنبياء والرسل (الذين يحملون لواء هذا الدين من بعدهم) يكونون على شاكلة من استجابوا لدعوتهم واقتدوا وتأسوا بهم، ورُبّوا على أيديهم.
وعلى نقيض ما قد تبين لنا من الاعتقاد بحسن اختيار الله تعالى لأصحاب أنبياءه ورسله، فإنه يتجلى لنا أن الاعتقاد (الفاسد) بسوء اختيار الله تعالى لأصحاب أنبياءه ورسله هو في حد ذاته:
قدح في الله جل وعلا، وذم وانتقاص من صفاته الكريمة العلية.
وأيضًا، فإن الاعتقاد (الفاسد) بسوء اختيار الله تعالى لأصحاب أنبياءه ورسله، إنما هو اعتقاد بضياع هذا الدين (الإسلام) الذي أرسل الله تعالى به أنبياءه ورسله، داعين الناس إليه، واعتقاد بعدم حفظه.
وأيضًا، فإن الاعتقاد (الفاسد) بسوء اختيار الله تعالى لأنبياءه ورسله، هو ذم وقدح فيمن قد اصطفاهم الله تعالى لتبليغ رسالاته، فالمرء على دين خليله، بمعنى: أن الاعتقاد بفساد من صحبهم الأنبياء والمرسلين، هو اعتقاد بفساد الأنبياء والمرسلين أنفسهم، وقدح فيهم وانتقاص من قدرتهم على التبليغ والدعوة والتربية... إلى غير ذلك، إلى أن ينقاد معتنقوا مثل تلك المعتقدات الفاسدة والادعاءات المنكرة في دائرة مغلقة إلى ذم الإله الخالق جل وعلا والانتقاص منه، والقدح فيه، وذلك لسوء اختياره (تعالى الله عز وجل عن سوء الاختيار علوًا كبيرًا).
ونذكر هنا مثالاً يوضح بجلاء ما قد أشرنا إليه،وهو:
أنه إذا ما شاهد أحدنا مجموعة من الرفقاء السوء، ثم عُلِم أن هؤلاء الرفقاء الأشرار من يتزعمهم...، فماذا يكون انطباعنا عن ذلك الشخص الذي يتزعم مثل تلك المجموعة السوء، المتكونة من هؤلاء الرفقاء الأشرار.
لا شك، أن أول ما يخطر ببالنا في ذلك الشخص المتزعم لمثل تلك المجموعة من الرفقاء السوء، أنه سوف يكون أشد خبثًا وشرًا منهم، لأنه هو من يتزعمهم.
ولو كان الأمر على غير ذلك، لكان من يتزعمهم على نقيض ما أشرنا إليه من صفات أولئك الأشرار، لأنهم يأخذوا عنه، ويقتدوا به، فهم منه وهو منهم.
لذلك، فإن من قليل من قد بينّاه بإيجاز، وأشرنا إليه، يتأكد لنا:
أن الاعتقاد بحسن اختيار الله تعالى لأنبياءه ورسله، ومن يصطفيهم تبارك وتعالى لشرف صحبتهم، ومؤازرتهم ونصرتهم، وحمل لواء هذا الدين من بعدهم... هو اعتقاد واجب يلزم كل مسلم عاقل، مبتغ للحق، غير متبع لهوى، وغير منقاد انقيادًا أعمى خلف من نشأ بينهم.
ومن ثم يتبيّن لنا:

  1. أنه يلزمنا أن نحمل ما وقع بين صحابة أنبياء الله تعالى ورسله من خلافات على المحمل الحسن، وأن نعتقد حسن اجتهادهم وابتغائهم للحق، وأن من اجتهد منهم (الصحابة الكرام) فأصاب فذلك من توفيق الله تعالى له، وأن له أجران، وأن من اجتهد منهم (الصحابة الكرام) فأخطأ، فليس له سوى أجر اجتهاده.

  2. أنه يلزمنا التثبت من صحة الأحاديث التي تثار حولهم، منطوية على قدح فيهم، لأنه بعد التحقيق في مثل تلك الأحاديث يتبين أنها لا تصل حتى إلى درجة الضعيف أو الضعيف جدًا، وذلك على الرغم من أنه لن يتم الأخذ بها والعمل بما تنطوي عليه من نكارة دعوى، وفساد متن.

بل إن ما نفاجئ به ، ويجهله الكثير منّا، هو أن مثل تلك الأحاديث إنما هي أحاديث موضوعة، لا أصل لها، وأن وضعها كان يهدف بداية في خبث ومكر ودهاء، إلى:

  • التشكيك والتكذيب بنبوة ورسالة من بُعث وسط أولئك الرفقة (الصحابة الكرام) المطعون فيهم، حيث إنهم أتباعه،كما قد أوضحنا سابقًا.

  • إثارة الفرقة والتناحر بين صفوف المسلمين لإضعافهم وإخماد قوتهم، ومن ثم إعلاء راية غيرهم (من اليهود والنصارى وأصحاب البدع الأخرى)، وقد أشرنا في السابق إل محاولات عبد الله بن سبأ اليهودي في ذلك.

  1. أنه يلزمنا الجمع بين الأحاديث الصحيحة كلها، لأن ما خفي علينا جرّاء التركيز فقط على حديث بعينه، فإنه يتضح لنا من الأحاديث الصحيحة الأخرى، والتي لا تضارب بينها على الإطلاق، وذلك إذا أمعنا النظر فيها، وأحسنا فهمها، بما لا يتعارض مع كتاب الله تعالى، وسنة نبيه ومصطفاه محمد r.

ونخلص مما أشرنا إليه، بالآتي:
أن ما عليه الشيعة (الرافضة) من طعن في أصحاب رسول الله r، وتكفير لهم،واتخاذ ذلك كمعتقد راسخ لهم، إنما هو (بلا أدنى شك) فساد دين، ونكارة معتقد.
فما ذلك الذي قد اختلقته الشيعة الرافضة من سبّ وطعن في أصحاب رسول الله r إلا اجتراء منكر، وتكذيب بالصريح من الآيات الكريمات في القرآن الكريم، ونقض للثابت الصحيح من أحاديث النبي محمد r.
فلقد وردت بالقرآن الكريم الكثير من الآيات الكريمات التي تمدح صحابة رسول الله r وتشهد بفضلهم، ولا شك أن الكتاب العزيز المحكم (القرآن) الذي أنزله ربنا تبارك وتعالى، متعهدًا بحفظه لا يكون إلا مشتملاً  على الحق، وذلك إلى قيام الساعة.
فالله سبحانه وتعالى هو عالم الغيب والشهادة، وإذا ما أنزل جل وعلا من آياته الكريمات ما يشيد بفضل صحابة نبيه محمد r في قرآن يتلى إلى قيام الساعة، فإن ذلك لا يكون إلا من باب علمه الواسع الكامل المحيط بكل شيء، بما كان وبما لم يكن بعد.
ومن الآيات الكريمات التي تشهد بفضل صحابة النبي محمد r، مادحة إياهم:

  1. قول الله تعالى: ﴿وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة: 100].

  2. وأيضًا قول الله تعالى: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا [الفتح: 18].

حيث قد وصف الله تبارك وتعالى أصحاب نبيه مادحًا إياهم، بأنهم أهل إيمان، ليس هذا فحسب، بل إنه جل وعلا بشرهم برضاه تبارك وتعالى عليهم.
ولا شك أن من هؤلاء الصحب الكرام أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب وغيرهما من سائر صحابة رسول الله r.

  1. وأيضًا قول الله تعالى: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الفتح: 29].

حيث وصف ربنا تبارك وتعالى صحابة رسول الله r هنا في هذه الآية الكريمة بالعديد من الصفات الحسنة، مادحًا إياهم بملازمتهم لرسوله r في قوله ﴿والذين معه﴾ ومن ثم مؤازرته ونصرته، ومادحًا إياهم بالشدة على أعداء الإسلام في قوله ﴿أشداء على الكفار﴾، ومادحًا إياهم بالرحمة فيما بينهم في قوله ﴿رحماء بينهم﴾، ومادحًا إياهم في رجاءهم له والسعي في تحصيل رضاه عليهم في قوله ﴿يبتغون فضلا من الله ورضوانا﴾، ومادحًا إياهم في طاعتهم وعبادتهم له جل وعلا، وذلك في قوله ﴿سيماهم في وجوههم من أثر السجود﴾.
إلى غير ذلك من الآيات الكثيرات التي أنزلها الله تبارك وتعالى مادحة أصحاب نبيه r، شاهدة بفضلهم، في قرآن يُتلى إلى يوم الدين.
وهذا هو ما عليه أهل سنة الحبيب النبي محمد r من تصديقٍ بكتاب الله جل وعلا، وما أنزله في آياته الكريمات (من مدح وثناء وشهادة بفضل أصحاب نبيه محمد r)، مناقضين ما عليه الشيعة من تكذيب لكتاب الله تعالى (القرآن الكريم) وسبّ وطعن وتكفير لأصحاب نبيه r.
وأيضًا، لقد وردت الكثير من الأحاديث الثابتة الصحيحة عن رسول الله r التي تمدح في صحابته الكرام وتثنى عليهم وتشيد بفضلهم، ومنها:

  1. قوله r: «لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» [صحيح البخاري].

  2. قوله r: «النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمنة لأمتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون» [صحيح مسلم].

  3. قوله r: «إن الله تبارك وتعالى اختارني، واختار لي أصحابًا، فجعل لي منهم وزراءً وأنصارًا وأصهارًا، فمن سبهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منهم يوم القيامة صرف ولا عدل» [رواه الحاكم وقال صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي].

إلى غير ذلك من الأحاديث النبوية الشريفة، التي تثني على صحابة رسول الله r، مادحة لهم، شاهدة بفضلهم رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
وهذا هو ما عليه أهل سنة الحبيب النبي محمد r من تصديقٍ لرسول الله r فيما ورد ثابتًا صحيحًا عنه، من مدح وثناء وشهادة بفضل أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين، مناقضين ما عليه الشيعة الرافضة من تكذيب لرسول الله r، وسبّ وطعن وتكفير لأصحابه رضوان الله تعالى عليهم.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، وأن جعلنا من أهل سنة حبيبه العدنان محمد r.
الحمد لله تبارك وتعالى على نعمة الهداية والرشاد.

عقيدة الشيعة (الرافضة) في التقرب إلى الله تعالى
من خلال السبّ واللعن لأصحاب نبيه r الكرام، وتوضيح بطلانها
لقد ابتدعت الشيعة (الرافضة) عقيدة منكرة، يندر أو قد يستحيل وجودها في أي من المعتقدات الباطلة الأخرى، وهي: السبّ والشتم واللعن، باعتقاد منها (الشيعة الرافضة) أن مثل ذلك العمل مَقربة إلى الله تعالى والفوز بجنانه والنجاة من نيرانه.
بل إن الأعجب من ذلك، أن ذلك السبّ والشتم واللعن ليس لأعداء الإسلام والكائدين له، ولكنه لخير البشر بعد الأنبياء والمرسلين، لخير من شهد التاريخ بسيرتهم الطيبة العطرة والتي لم يُعرف لها مثيلاً في أي من الأزمنة الأخرى (والتاريخ الموثق شاهد ذلك)، لمن آزر النبي محمد r منذ بداية دعوته إلى ظهورها وانتشارها، لمن رفع اللواء والراية من بعده r، وجاب بها الأفق شرقًا وغربًا، شمالاً وجنوبًا، إلى أن توفاهم الله تعالى على خير حال (إما في حال ذكرهم لله تعالى، أو في حال تلاوتهم لكتابه جل وعلا، أو في حال قتالهم في سبيله تبارك وتعالى، أو ما على شاكلة ذلك)، وهم الصحابة الكرام، الذين قد اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه r ومؤازرته ونصرته.
فلا نجد دينًا يحضّ أتباعه على سبّ وشتم الأموات (بل خير الأموات بعد الأنبياء والمرسلين)، والتلذّذ بلعنهم باستثناء الشيعة (الرافضة وما على شاكلتها).
ومن العجيب أيضًا، أن من يَقدح فيهم، هم من لم تستقم لهم فطرة، ولم ينضج لهم عقل، هم أصحاب الادعاءات المنكرة والمعتقدات الفاسدة، من لم يعرفوا لرسول الله r حقًّا، ولا لآل بيته الأخيار الأطهار قدرًا، ولا لصحابته الكرام فضلاً.
فنجد من لم يقدم لهذا الدين القويم شيئًا، بل كان معول هدم في يد أعداءه، هم من يتزعمون مثل تلك الادعاءات المنكرة والمعتقدات الفاسدة (التقرب إلى الله تعالى بالسباب واللعان لأصحاب نبيه r الكرام) وغيرها من المعتقدات الباطلة الأخرى.
ومن التساؤلات التي توضح نكارة مثل تلك الدعوة وفساد مثل ذلك المعتقد، ما على النحو التالي:
- أليس في ما قد ابتدعته الشيعة (الرافضة) واتخذته عقيدة لها من سبٍّ وشتم وتلذذ باللعن ما يُنحّي الأخلاق جانبًا، ويعد سوء أدب كبير؟!!
الجواب: بلى.
- أليس ما قد ابتدعته الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) من سبٍّ وشتم ولعن ما يعدّ سوء ظن بالله جل وعلا، الإله الخالق العظيم، والمشرع الحكيم؟!
الجواب: بلى.
- ألا يستحي الإنسان العفيف الفاضل من التلفظ بالشتائم والسبّ واللعن لخير من آمنوا بالنبي الخاتم محمد r، وأزروه وناصروه، إلى أن توفاهم الله تعالى على خير حال؟!!
الجواب: بلى، فها هو أبو بكر الصديق، الخليفة الأول لرسول الله r، توفاه الله تعالى بعد أن حارب أهل الردة (الكفر بعد الإسلام) بعد موت رسول الله r، قامعًا لهم، وفي حال ذكره لله جل وعلا.
وها هو الفاروق عمر بن الخطاب (شهيد المحراب)، توفاه الله تعالى بعد أن انتشرت في عهده الفتوحات الإسلامية، وانتشر الإسلام انتشارًا عظيمًا واسعًا، وفي حال ذكره لله تعالى، حيث قام أبو لؤلؤة المجوسي بطعنه أثناء إمامته بالمسلمين، وتلاوته للقرآن الكريم في الصلاة.
وها هو ذو النورين عثمان بن عفان، توفاه الله تعالى شهيدًا، بعد أن جمع المسلمين على كتاب الله تعالى (القرآن الكريم)، حيث جمع القرآن الكريم في مصحف واحد، وفي حال تلاوته لكتاب الله تعالى (القرآن الكريم).
واستكمالًا لما قد أثرناه من تساؤلات:
لماذا يكون مثل ذلك السبّ واللعن والقذف من الرافضة لخير المسلمين (بعد الأنبياء والمرسلين) من أتباع الحبيب الأمين محمد r؟!
ولماذا لا يكون مثل ذلك السبّ واللعن والقذف لغير المسلمين من اليهود والنصارى أو غيرهما من أهل الإلحاد والشرك والأوثان (مع التنويه إلى أن الدين الإسلامي الحنيف لا يحض على مثل لك، ولكن مجاراة لافتراءات الشيعة الرافضة، وتوضيحًا لنكارة دعوتها) ؟!!
وعلى أي شيء يدل مثل ذلك الحقد من الشيعة (الرافضة) وما على شاكلتها، تجاه أتباع وخلفاء سيد المرسلين محمد r؟؟
لا شك، وأن مما قد أثرناه من بعض التساؤلات ما يبرهن على نكارة دعوة الشيعة الرافضة وافتراءاتهم، وبطلان معتقداتهم.
بل إن فيما أثرناه من بعض التساؤلات ما يبرهن على وجود المخططات الأجنبية الدخيلة، وتلاعبها بعقول من لا استقامة لهم، والاستخفاف بها، كيدًا للإسلام، وكيدًا بأهله (أهل الإسلام) الحقيقيين، المستمسكين بتعاليمه، وسنة نبيه r وهديه إلى يوم الدين.

عقيدة الشيعة في الأئمة، واختلاق عقيدة البداء، وتوضيح بطلان كل منهما
عقيدة الشيعة (الرافضة) في الأئمة:
لقد ظلت الشيعة الرافضة تعمل طويلًا على إخفاء ما تنطوي عليه معتقداتها من كفريات وشركيات، عن أعين أهل التوحيد من أتباع سنة الحبيب محمد r، وذلك تحت العمل بما تسميه (التقية)، بحيث تظهر من الكلام ما يخالف ما تضمره النفوس، وما تسطره أمهات الكتب التي تعتبر مرجعًا أساسيًا تستقي (الشيعة الرافضة) منها مثل تلك الكفريات والشركيات من المعتقدات.
فكان العمل بـ(التقية) من الشيعة الرافضة، والذي قد بلغ مبلغه، كي لا يؤخذ عليها ما تدين به من معتقدات ذات شرك وكفر بواح.
ولكن مع تقادم الزمان وتغيرات الأحداث، صار الجهر من الشيعة (الرافضة) بما تضمره النفوس، وما تنطوي عليه من تلك الادّعاءات الكاذبة، والمعتقدات الباطلة الفاسدة، أمرًا مألوفًا لديهم، ومن ذلك:
ادّعائها عقيدة الأئمة، وعقيدتها فيهم (في أئمتها المزعومة)، ومن ثم اختلاق عقيدة البداء، ونفي القدر؟؟
ولتوضيح ذلك، نبين:
أن الشيعة الرافضة تزعم أن لها اثني عشر إمامًا بعد بعثة النبي محمد r ووفاته، وأن آخر تلك الأئمة المزعومة كان قد اختبأ منذ صغره واختفى في سرداب عن أعين الناس تمامًا، فلم يره من الناس أحد، وذلك الإمام المزعوم هو محمد بن الحسن العسكري.
ولا شك، أنه بالإضافة إلى نكارة دعوة الشيعة الرافضة وعقيدتها بالأئمة، فإننا نجد الكذب الصريح في اختلاق قصة موهومة حول إمامها الثاني عشر (آخر أئمتها المزعومة)، إذ أن الحسن العسكري (الذي تزعم الشيعة الرافضة أنه إمامها الحادي عشر) لم تحمل أي من زوجاته أو جواريه، وذلك إلى لحظة وفاته، وبعدها.
والشيعة حسب معتقداتها فإنها تزعم أن أئمتها يبلغ عددهم اثني عشر إمامًا، وأنهم من نسل بعضهم البعض.
ومن ثم، بقي الإمام الثاني عشر ليس له وجود، بعد انقطاع الولد عن نسل إمامها الحادي عشر (الحسن العسكري)، فكان اختلاقه كذبًا من خلال قصة مفتراه قد اختلقت اختفاءه منذ صغره عن أعين الناس إلى أن يظهر في آخر الزمان ويخرج من مخبأه، في استخفاف بالعقول ومباهته لأدنى درجات المعقول.
ومما تنطوي عليه عقيدة الشيعة الرافضة في الأئمة المزعومة، والتي يتبين منها عِظم الكفر الذي قد انغمست في وحلة تلك الفرقة المارقة (الشيعة الرافضة)، ما على النحو التالي:
- أن الشيعة (الرافضة) تزعم أن أئمتها هم أصحاب قوى خارقة، ويعلمون الغيب والكون كله تحت سيطرتهم.
وإذا كان الأمر كذلك، فماذا أبقوا (الشيعة الروافض) لله تعالى من صفات ألوهيته، وهو جل وعلا المتفرد في ألوهيته ووحدانيته ؟!!
ولا غرابة فيما نحدث به على تلك الفرقة الرافضة (الشيعة الروافض) إذ أن من معتقداتها أيضًا:
- أنها تعتقد بأن الله تعالى قد خلق محمدًا وعليًّا وفاطمة، فمكثوا ألف دهر، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها، وفوض أمورهم إليها، فهم يُحلّون ما يشاءون ويحرّمون ما يشاءون، وذلك كما جاء في (اصول الكافي 1/441، وبحار الأنوار 25/340).
وإذا كان الأمر كذلك الذي تعتقده الشيعة (الرافضة)، فأين الله تعالى؟!!
وأين حكمه وسلطانه جل وعلا؟!
وماذا أبقوا له من صفات ألوهيته، وهو جل وعلا المتفرد في ألوهيته ووحدانيته؟!
وأيضًا، من أقوال الشيعة (الرافضة) التي توضح كفرياتهم البواح من خلال عقيدتها في أئمتها المزعومة:

  1. أنها (الشيعة الرافضة) تقول: بأن الربّ هو الإمام الذي يسكن الأرض.

  2. وتقول أيضًا: أن الدنيا والآخرة كلها للإمام، يتصرف بهما كيف يشاء.

  3. وأيضًا، فإن الشيعة (الرافضة) تسند الحوادث الكونية للأئمة.

  4. وتقول الشيعة (الرافضة) بأن جزءً من النور الإلهي قد حلّ بـ(علي بن أبي طالب).

إلى غير ذلك من شركيات وكفريات بواح قد تضمنتها معتقدات الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) وسطرتها كتبها.
تعالى الله عز وجل عن كل ما قد افترته الشيعة (الرافضة وغيرها) واختلقته، علوًا كبيرًا.
فما أشبه عقيدة الرافضة في أئمتها المزعومة بمن عطل صفات الإله الخالق جل وعلا وتجاهله، إلى أن تخلص منه فأنكر وجوده (أهل الكفر والإلحاد).
اختلاق عقيدة البداء ونفي القدر:
لقد أشرنا إلى أن من معتقدات الشيعة (الرافضة) في أئمتها المزعومة، الزعم بأنهم (الأئمة المزعومة) يعلمون الغيب.
فكانت الأئمة المزعومة (التي تدعي الشيعة الرافضة معرفتهم للغيب وعلمهم به) يخبرون أخبارًا، فإن تحققت، قالوا: ألم نقل لكم أننا نعلم الغيب من الله، وإن خالف الواقع ما أخبروا به، قالوا: بدا لله أمرًا آخرًا فغيّر ما أخبرنا به([7]).
ومن ثم، كان اختلاق عقيدة البداء (نشأة الرأي الجديد)، والتي تقول: بجواز أن يريد الله شيئًا ثم يبدوا له خلافه، أي: يظهر له ما لم يكن ظاهرًا، فيغير خبره وأمره الذي بدا له([8]).
تعالى الله جل وعلا عن كل تلك الافتراءات، علوًا كبيرا.
وذلك كله هروبًا مما قد أخزاهم الله تعالى به وفضحهم فيه مما قد افتروه من ادّعاءات كاذبة باطلة، أمام من قد استخفوا بهم، فيكون ذلك حجة عليهم يوم لقاءه جل وعلا.
ومن نماذج ما روته الشيعة الرافضة عن أحد أئمتها المزعومة، والتي تبيّن الكفر الصريح الذي تتضمنه عقيدة البداء (التي تؤمن بها الشيعة الروافض)، ما على النحو التالي:
أن الشيعة (الرافضة) روت عن جعفر أنه كان يقول بإمامه ابنه إسماعيل من بعده، ثم مات إسماعيل في حياته، فقال: (ما بدا لله في شيء ما بدا في إسماعيل ابني).
تعالى الله عز وجل عما قد افترته الشيعة، علوًا كبيرًا.
أي أن الأمر لم يقف عند التصريح بتلك العقيدة الفاسدة وذلك الكفر الذي تنطوي عليه فحسب، بل أُضيف إليه الإعجاب بالنفس والافتخار بالولد تحت ستار من ادّعاء كاذب جديد (لعقيدة البداء)، في استخفاف بالعقول، حيث ما زاد ذلك كله مستمعي الإمام المزعوم (الزاعمين إمامته) إلا طاعة واستجابة له، وذلك في توافق عجيب لما قد فعله فرعون مع قومه، عند ادّعاءه للألوهية في استخفاف منه بعقولهم، فأطاعوه واستجابوا له.
وقد سجل القرآن الكريم ذلك في قوله تعالى: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ [سورة الزخرف: 54].
أعاذنا الله تعالى من سوء الفطرة، وسقم العقول، وهدانا وردنا إليه ردًّا جميلًا.
ومن تلك العقيدة (عقيدة البداء) التي قد افترتها الشيعة الرافضة، كان من اللازم عليها أن تقوم بنفي ما جاء به النبي محمد r من عقيدة: وجوب الإيمان بالقدر، وأن كل ما يحدث في كون الله تعالى إنما هو بعلم محيط منه سبحانه وتعالى، وبتقدير مسبق منه وفقًا لكمال حكمته جل وعلا.
ولذا، فلقد ناقضت الشيعة (الرافضة) ما جاء به النبي r، وانتقصت من الإله الخالق جل وعلا، فنفت عنه علمه المحيط بكل شيء، ونفت عنه كمال حكمته ...... إلى غير ذلك، من جرّاء تلك العقيدة المبتدعة الفاسدة، في حرب منها على عقيدة التوحيد الخالص الكامل (التي جاء بها الإسلام) لله سبحانه وتعالى.
وتناست الشيعة (الرافضة) أن الله سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء، فهو الخالق من العدم، والذي لم يلد ولم يولد، فلم يكن له كفؤًا  أو مثيلاً([9]).
ومن قليل ما أشرنا إليه، حيث: ما قد تضمنته عقيدة الشيعة في أئمتها المزعومة، من شرك وكفر بواح، ونفي لتوحيد الله جل وعلا، ونقض لما جاء به النبي محمد r من التوحيد النقي الصافي لله سبحانه وتعالى، يتبين لنا عظم نكارتها وفساد مضمونها، ومن ثم بطلانها.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.

عقيدة الشيعة (الرافضة) في الوصاية وفي نزول الوحي
بعد النبي محمد
r، وتوضيح بطلانها
بداءة، نوضح أن الشيعة (الرافضة) كانت قد ابتدعت فكرة الإمامة كما أشرنا في نقاط أخرى، وأن على الإمام أن يوصى بالإمامة لمن بعده، ممن هو من نسله.
وظل الأمر على ذلك المنوال (الذي تزعمه الشيعة الرافضة) إلى أن جاء الإمام الحادي عشر المزعوم، وهو الحسن العسكري (كما في معتقد الرافضة)، فلم يُولد له إلى أن مات، ولم تحمل أي من زوجاته أو جواريه في حياته أو بعد مماته.
ولكن الشيعة الرافضة ما كان عليها إلا أن تختلق ولدًا وهميًا (لا وجود له) وتنسبه إلى الحسن العسكري، ليتم عدد أئمتهم العدد 12، موافقة لعدد أسباط بني إسرائيل الـ 12، وذلك كما هو مستنتج من الادّعاءات الأخرى المنسوبة إلى قائم الشيعة المزعوم، وما يقوم بفعله بعد خروجه من مخبأه في السرداب (كما في معتقدات الشيعة الرافضة).
ولا غرابة في ذلك، إذ أن مؤسس تلك الفرقة المارقة (الشيعة الرافضة) هو ابن سبأ اليهودي، وقد جاء ما ينص على حقيقة ذلك من كتب الشيعة أنفسهم، ويمكن التحقق من ذلك بالرجوع إلى: كتاب (لله ثم للتاريخ)/ للسيد حسين الموسوي (من علماء الشيعة)، والذي ترك ما عليه من مذهب الرافضة، مُتّبعًا لمذهب أهل سنة الحبيب النبي محمد r، بفضل من الله تبارك وتعالى، والذي أورد نصوصًا قاطعة من كتب الشيعة نفسها مؤكدة ذلك.
ومما يدلّل على بطلان مثل تلك العقيدة التي تزعمها الشيعة (الرافضة) وتناقضها، ما نثيره من تساؤلات على النحو التالي:
أليست النبوة هي اختيار من الله جل وعلا على علم منه تبارك وتعالى بمن يجعل فيه رسالته؟؟
الجواب: بلى.
إذن، فهل النبوة قابلة للتوريث؟ بمعنى إذا دنا وقرب الموت من النبي الفلاني وكان له أبناء، فهل لهذا النبي أن يُورِّث هذه النبوة لأحد أبناءه، وهكذا، حتى لا تنقطع النبوة من ذريته؟!!
الجواب: كلا، فالنبوة إنما هي اختيار من الله تعالى على علم كامل وتقدير مسبق منه جل وعلا، بمن يجعل فيه رسالته، بحيث يكون أهلًا لها.
وأما بالنسبة لما سجله القرآن الكريم على لسان نبي الله زكريا عليه السلام، في قوله: ﴿وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا [مريم: 5 – 6].
فإنما كان ذلك من باب التمني ودعاء الله تعالى، والرجاء منه تبارك وتعالى.
وأيضًا قول الله تعالى: ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ [النمل: 16].
فإنه يعني: وراثة الملك، وأيضًا وراثة النبوة بعلم كامل وتقدير مسبق من الله جل وعلا، فهو سبحانه وتعالى أعلم حيث يجعل رسالته، وليس المعنى من وراثة نبي الله سيلمان للنبوة أن هذا هو الشأن المتبع (من حيث وراثة النبوة)، فنبي الله موسى عليه السلام لم يرث النبوة من أحد، وكذلك نبي الله عيسى عليه السلام، وكذلك نبي الله محمد r.
فالنبوة لا تُورّث أو يوصى بها، كاختيار وأمنية من الشخص نفسه، وإنما هي اختيار من الله جل وعلا لمن يجعل فيهم النبوة.
وإذا كانت الشيعة (الرافضة) تزعم أن الإمامة من الدين (افتراءً وكذبا)، وأن الإمامة أعلى منزلة من النبوة (زورًا وبهتانًا)، فهل يُشترط أن تورّث لعدم انقطاعها من نسل ذلك الإمام المزعوم؟!!
الجواب: (مجاراة لافتراءات الشيعة الرافضة): كلا.
إذن، فمن أين اختلاق الوصاية، فضلًا عن اختلاق الإمامة؟! وعلى أي شيء يدل ذلك؟؟
لاشك، أن ذلك كله من العبث، الذي يبرهن على عظيم التناقض الواقع فيه الشيعة الرافضة، جرّاء مثل تلك الادّعاءات الكاذبة والمعتقدات الباطلة.
ولقد زعمت الشيعة (الرافضة) أيضًا: أن الوحي كان ينزل على السيدة فاطمة رضي الله تعالى عنها بعد وفاة أبيها (النبي محمد r)، وأن مما قد نزل به عليها ما يسمى بـ (لوح فاطمة).
ولاشك، أن مثل ذلك القول إنما هو ادّعاء باطل، وذلك لأن الوحي قدانقطع من السماء بعد ختام الرسالات برسالة النبي محمد r، ووفاته، وبعد ختام الكتب السماوية بالقرآن الكريم محكمًا محفوظًا، مهيمنًا على جميع الكتب التي سبقته في نزولها.
ومن ثم، فلا نزول لأمين السماء (جبريل عليه السلام) من أجل الوحي بعد ذلك مطلقًا.
وهذا هو ما يستقيم مع العقل الصحيح، إذ أن من المعلوم أن الله عز وجل قد خلق الملائكة وجعل لكل منهم وظيفة معينة، فمنهم من هو موكّل بالنزول على الأنبياء والمرسلين بوحي الله تعالى (كجبريل عليه السلام)، ومنهم من هو موكّل بغير ذلك.
ومن ثم، فإن دور جبريل عليه السلام، الذي قد اختصّه الله تعالى به على هذه الأرض، هو: النزول بوحي الله تعالى من السماء إلى الأرض، ويكون ذلك خاصًّا بأنبياء الله تعالى ورسله، الذين قد كلفّهم الله جل وعلا بالدعوة إليه وتبليغ رسالاته.
والتساؤل هنا:
هل كانت السيدة فاطمة رضي الله عنها أحد أنبياء الله تعالى أو رسله، المكلّفين منه جل وعلا بالدعوة إليه وتبليغ رسالاته؟!!
الجواب: بالتأكيد، كلا.
فالنبوة ليست إلا في الرجال دون النساء، وكذلك الرسالة.
ومن ثم، فعلى أي شيء يدلنا ما قد افترته الشيعة (الرافضة)، حيث ذلك الادّعاء الباطل الذي نحن بصدد الحديث عنه؟؟
لاشك أن ذلك يبين بجلاء عظم التناقض الذي تتخبط فيه الشيعة الرافضة، ومن ثم نكارة دعوتها وبطلان معتقدها.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والرشاد.

عقيدة الرجعة التي تزعمها الشيعة، وموجز من الردّ عليها وتوضيح بطلانها
لقد ابتدعت الشيعة الرافضة قولًا عجيبًا منكرًا، يُجلّى بوضوح ما تنطوي عليه نفوس مبتدعية من أحقاد تجاه الإسلام والمستمسكين به، حيث زعمت (الشيعة الرافضة) بأن إمامها الثاني عشر حين يظهر فإنه سوف يُحيي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ليقيم عليها الحد.
وكذلك، فإن أبا بكر وعمر سوف يتم صلبهما بعد إحياءهما أيضًا، إضافة إلى ذبحه (إمام الشيعة المزعوم – الثاني عشر-) لجميع خصومه السياسيين، ذلك طبقًا لما جاء بكتب الشيعة (الرافضة) التي عليها العمل (بالنسبة لها)، ومن نماذج تلك الكتب:
- أوائل المقالات، للمفيد.
- حق اليقين، لمحمد بن باقر المجلسي.
بل إن ابن القمي (بابويه) وهو رئيس محدثي الشيعة يقول: بأن أكثر فرق الشيعة تقول برجوع أئمتها، أي ليس الإمام الثاني عشر فحسب، بل جميعهم.
ومن التساؤلات التي توضح بجلاء بطلان مثل ذلك القول الذي تزعمه الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها)، ومن ثم نكارة دعوتها وفساد معتقدها، ما على النحو التالي:
إذا ما اعتقدت الشيعة بأن إمامها الثاني عشر سوف يحيي السيدة عائشة وأبا بكر وعمر، وغيرهم من خصومه السياسيين لقتلهم والانتقام منهم، فهل يعني ذلك أن الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) اتخذت إمامها الثاني عشر إلهًا (يحيي ويميت ويعاقب) من دون الله جل وعلا، أم أنها تزعم مشاركته لله تعالى في الوهيته، أم أن الله تعالى قد منحه جزءً من ألوهيته وفوّضه فيما قد اختصّ به جل وعلا، أم إلى غير ذلك مما يقودنا إليه مثل ذلك القول الخبيث من افتراء واجتراء على الله تعالى؟!!
ألم يعلمنا رسول الله r أن الدنيا دار ابتلاء واختبار وتمحيص، وأن الآخرة هي دار الجزاء؟!
الجواب: بلى.
فمن الذي له الحق في نقض كلام المصطفى الأمين محمد r، واختلاق ما يوافق أهواءه ويلائم أحقاده؟؟
أليست السيدة عائشة رضي الله عنها هي زوجة النبي محمد r، من آل بيته، والمبرأة من الله تعالى من فوق سبع سماوات مما قد افتراه عليها المفترون؟!
الجواب: بلى.
فلم كل ذلك الحقد عليها، والغلّ والحسد تجاهها؟؟
وأيضًا، أليس أبو بكر وعمر رضي الله عنهما هما من أوائل الصحابة الكرام الذين نصروا رسول الله r وآزروه، وشهدوا معه غزواته وحروبه ابتداءً من غزوة بدر الكبرى (أول غزوات النبي محمد r والذي فرّق الله تعالى بها بين الحق والباطل) إلى غزوة تبوك (آخر غزوات النبي محمد r)، ثم كان سيرهما على درب رسولهما إلى أن توفاهما الله تعالى على خير حال؟!
الجواب: بلى.
ألم يُنزل الله تعالى آياته تثنى عليهما مع غيرهما من صحابة رسول الله r، وتزكيهم أجمعين؟!
الجواب: بلى.
إذن، فلماذا كل ذلك الحقد والحسد تجاههما، بل تجاه الصحابة رضوان الله تعالى عليهم أجمعين؟!!
لا شك، أن مثل هذه التساؤلات وغيرها تقودنا إلى أن ذلك الزعم الفاسد بعقيدة الرجعة، لا يمكن أن يكون سوى نتيجة لمخططات دخيلة، قد وجدت فرصتها وسط قلوب سقيمة مريضة، فأشربت ما بها من خبث معتقد ونكارة دعوة.
ومن ثم كانت العزيمة من أعداء الله تعالى، وأعداء رسوله r في أن يكيدوا بالإسلام من داخله، عن طريق ممن ينتسبون إليه ولا يعرفون له سبيلا.
وعلى من يقرأ هذا الكلام ألا يجد علينا في نفسه شيئًا، وذلك إن كان صادقًا مبتغيًا للحق، راغبًا فيه، سالكًا طريقه، راجيًا النجاة في الدنيا والآخرة.
ومما أشرنا إليه يتبين لنا:
أن عقيدة الرجعة التي قد ابتدعتها الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) ليست من الإسلام في شيء، وإنما هي مناقضة تمامًا لما أخبرنا به الله تعالى في كتابه الحكيم (القرآن الكريم)، ولما أخبرنا به نبيه الأمين، خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والرشاد.

موقف الشيعة من القبور، ومن ثم الإشراك بالله تعالى
لقد وافقت الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) ما كان عليه أهل الجاهلية قبل بعثة النبي محمد r، من الإشراك بالله جل وعلا بنفس زعمهم.
فقد كان أهل الجاهلية يزعمون أن عبادتهم للأصنام إنما كانت وسيلة لتقربهم إليه جل وعلا زلفى، ومن ثم كان الإشراك بالله عز وجل.
وأيضًا، فإننا نجد أن مما تتضمنه عقيدة الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها):
الاستغاثة بقبور أئمتها المزعومة (وفي ذلك شرك صريح بالله جل وعلا)، بزعم وساطتهم (الأئمة المقبورة) بينهم وبين الله جل وعلا.
(تعالى الله عز وجل عن أن يشرك به شيئًا، علوًا كبيرا).
فلقد جعلت الشيعة من قبور أئمتها أوثانًا تعبد من دون الله جل وعلا.
ولقد جعلت (الشيعة الرافضة) أن من فرائض مذهبها زيارة القبور والأضرحة، بل والحجّ إليها والطواف بها، والصلاة والدعاء عندها، وأيضًا تقبيل أعتابها، إلى غير ذلك من المناسك الوثنية الشركية([10]).
أعاذنا الله تعالى من أن نشرك به شيئًا، وهدانا وردنا إليه ردًا جميلا.
فلقد قال الله عز وجل في كتابه المحكم (القرآن الكريم): ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا [النساء: 48].
ومما يؤكد ما أشرنا إليه من معتقدات فاسدة تدين بها الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) ما ذكره المجلسي الشيعي في (بحار الأنوار)، حيث يقول:
(إن استقبال القبر أمر لازم، وإن لم يكن موافقًا للقبلة).
بل إن غيره (غير المجلسي) يستحسن أن يستقبل المُصلي القبرَ ويستدبر الكعبة أثناء صلاة الزيارة.
وقد صنّف شيخ الشيعة الرافضة (شيخ الموسوي والطوسي) كتابًا، جعل فيه الحج إلى القبور مثلما يُحجّ إلى الكعبة.
ومن مشايخ الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) من جعل الحج إلى الأضرحة (القبور) أعظم من الحج إلى الكعبة.
إلى غير ذلك من الأقوال الشركية الكفرية للشيعة الرافضة، ومن على شاكلتها. وختامًا لهذه النقطة، نثير بعضًا من التساؤلات المهمة، كما على النحو التالي:
هل تقبل الفطر النقية، التي قد فطرها الله تعالى على توحيده، مثل تلك المعتقدات الفاسدة، وما تتضمنه من شرك وكفر بواح؟!
الجواب: بالتأكيد، كلا.
وهل يرضي العقل الراجح الرشيد الذي منحنا الله تعالى إياه لنحسن استغلاله وتوظيفه والتفكر به في آياته جل وعلا، ومن ثم الإقرار بألوهيته ووحدانيته، مثل ذلك الشرك الصريح والكفر المُعلن؟!!
الجواب: بالتأكيد، كلا.
هل ذلك الذي تدين به الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) هو الإسلام الذي جاء خاتم النبيين وسيد المرسلين، الحبيب الأمين محمد r؟!!
الجواب: بالتأكيد، كلا.
فالنبي محمد r قد جاء بالتوحيد الكامل الخالص لله سبحانه وتعالى.
هل ذلك الذي تدين به الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) هو التوحيد الذي ظل يدعوا إليه النبي الأمين محمد r؟!!
الجواب: بالتأكيد، كلا.
إذن، فما الذي تدين به الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها)؟ وعلى أي شيء يدل ذلك؟

لا شك، أن مثل ذلك الذي تدين به الشيعة وتعتقد به ليس إلا نقيض التوحيد، وهو الشرك والكفر البواح، موافقة بذلك أهل الجاهلية (قبل الإسلام)، وموافقة بذلك أيضًا ما عليه غلاة الصوفية من زيغ وضلال.
ويدل ذلك كله، على عظم انحراف الشيعة (الرافضة) عن صراط الله المستقيم، ونهج نبيه r القويم، إثر المخططات الخبيثة منذ نشأة تلك الفرقة الرافضة على يد ابن سبأ اليهودي، الذي قد استخفّ بعقول أتباعه، ممن استجابوا لفساد قوله ونكارة دعوته، كيدًا بالإسلام وأهله.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.

تعظيم الشيعة لأصحاب القبور والاستغاثة بهم،
واتخاذهم وسيلة للتقرب إلى الله تعالى
بداءة، نوضح: أن الله سبحانه وتعالى هو الإله الخالق العظيم، ومن ثم فإنه جل وعلا هو المستحق بالعبادة وحده، وهو المتفرد بالعظمة وحده.
ويتجلى توحيد الله تعالى بالنسبة لنا بعبادته سبحانه وتعالى وحده، واللجوء والركون إليه، والاستعانة والاستغاثة به جل وعلا وحده، ومن ثم إفراده بالعظمة وحده.
ولكن في حالة اللجوء والركون إلى أصحاب القبور، والاستعانة والاستغاثة بهم كما في معتقد الشيعة، بزعم اتخاذهم وسيلة للتقرب إلى الله تعالى، فإن ذلك يعني الإشراك بالله جل وعلا، وعدم توحيده، وإشراك المخلوق في العظمة التي قد تفرد بها سبحانه وتعالى وحده.
والله عز وجل لا يمكن يقبل بأن يشاركه أحد في وحدانيته، أو أن يُنازعه شيئًا في عظمته.
ولقد كان المشركون قبل بعثة النبي محمد r يتخذون أصنامًا يعبدونها ويستغيثون بها، ويقولون: بأنهم قد أقبلوا على عبادتها كوسيلة للتقرب إلى الله تعالى، ولكن لم تغن عنهم مثل تلك العبادة شيئًا، بل إنهم صاروا بذلك كفارًا، مستحقين لسخط الله تعالى، والخلود في عذابه.
وعلى نقيض ذلك كله، نجد أن أهل سنة الحبيب النبي محمد r هم من ثبتوا على ما جاء به النبي محمد r من معتقد صاف سليم، قائم على توحيد الله جل وعلا، وعدم الإشراك به شيئًا، قائم على إفراده جل وعلا بالعظمة المطلقة دون أن يُنازع فيها شيئًا.
فالحق ليس إلا واحدًا، فهو كالنور الذي يمحو الله تعالى به الظلمات.

الشيعة والتبرك (الغير المشروع) واعتقادها النفع في غير الله تعالى
لقد أفرطت الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) في مفهومها للتبرك، بمعنى: أنه قد صار مفهوم التبرك لديها: اعتقاد النفع بذلك الشيء المتبرَّك به، ومن ثم الإشراك بالله جل وعلا.
فالنفع والضر إنما هو بيد الله جل وعلا وحده، لا في أي من مخلوقاته.
وإذا كان العرب قبل مجيء الإسلام (وإخراجه لهم من ظلمات الشرك وعبادة الأوثان إلى نور التوحيد وعبادة الله تعالى الواحد الديّان)، يتبركون بالأصنام والأحجار، فإننا نجد اليوم الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) قد رفضت تعاليم الإسلام، واتخذت نهجًا غير ما جاء به النبي العدنان محمد r، فقامت برفع راية الشرك مرة أخرى، والرجوع إلى ما قبل الإسلام، حيث نجدها تتبرّك بالطين الذي قد صُنع منه قبر أحد الأتقياء (الحسين) وتعتقد النفع به من دون الله تعالى، ذلك إن كان حقًّا ذلك الضريح هو قبرًا للحسين، حيث توجد العديد من الدول كلها تزعم أن الحسين مدفونًا عندها.
بل ونجدها تسجد على طينة خاصّة من مكان خاصّ، بحيث يحمل الشيعي (الرافضي) قرصًا مصنوعًا من مادة تلك التربة التي يعتقد نفعها وبركتها ليسجد عليها كلما همّ بالصلاة.
تعالى الله عز وجل عن أن يشرك به علوًا كبيرا.
فالفطر النقية والنفوس الزكية والعقول السليمة السوية تأبى أن يُشرك بالله تعالى شيئًا أو أن يُنازع في وحدانيته وعظمته شيئًا.
فالنبي محمد r أرسله الله تبارك وتعالى بالتوحيد الخالص له جل وعلا، ومن ثم فقد كان النبي محمد r طوال قرابة الـ 13 سنة من بعثته بمكة يدعوا إلى وحدانية الله تعالى، ونبذ الشرك وعبادة الأوثان، ويعمل على تربية أصحابه خير تربية على ذلك.
ولم تنزل التشريعات إلا بعد هجرته r إلى المدينة، على قلوب سليمة، طاهرة، نقية، موحدة معظمة لله جل وعلا.
ومن ثم فقد كان الصحابة الكرام الذين رباهم النبي محمد r طوال الـ 13 سنة على هذا التوحيد الخالص لله جل وعلا، هم من أزروه وناصروه إلى أن نجحت دعوته، وإلى أن ظهرت وانتشرت رسالته.
بل إنهم رضوان الله تعالى عليهم، هم من أخذوا لواء هذا الدين (الإسلام) من بعده r، وجابوا به الأفق شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، سائرين على دربه، منتهجين نهجه، مقتفين أثره، ومن ثم كان توفيق الله عز وجل لهم ونصرهم وتأييدهم، وأن أعزّ هذا الدين بهم، فرضوان الله تعالى عليهم أجمعين إلى يوم الدين.
وأيضًا، نجد أن اصحاب النبي محمد r قد نشأوا على هذا التوحيد الخالص لله جل وعلا منذ مجيء الإسلام، هم أسرع الناس تطبيقًا لشريعة الله عز وجل، وامتثالًا لها وتمسكًا بها، وما ذلك إلا بعد أن طهرت قلوبهم من دنس الشرك واعتقاد النفع في غير الله جل وعلا.
فما كان لأصحاب النبي محمد r هذا التأييد والتثبيت من الله عز وجل لهم لو أن في قلوبهم نفاق أو شرك من مثل ذلك الذي نجده اليوم بين صفوف المجتمع الشيعي، بل ويحث عليه علماء ومشايخ الشيعة أنفسهم.
فالحمد لله تبارك وتعالى أن قيّد لهذا الدين الإسلامي الحنيف العلماء الربانيين من أهل سنة الحبيب النبي محمد r، ليحفظوا تعاليمه ويستمسكوا بكتابه (القرآن الكريم) وسنة نبيه محمد r، داعين إليه، مع بذل كل غال ونفيس من أجل نصرته.
والحمد لله تبارك وتعالى أن جعلنا مسلمين، من أهل سنة الحبيب الأمين محمد r.

نموذج تطبيقي من العقائد الشركية للشيعة
إن النماذج التطبيقية لعقائد الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) الشركية كثيرة، ولعلنا في هذه النقطة نكتفي بذكر نموذج واحد في إيجاز، وذلك للتوضيح.
فلقد جعلت الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) الاستغاثة بقبو وأضرحة أئمتها المزعومة، أمرًا لازمًا لقضاء المسائل والحاجات.
(أعاذنا الله تعالى من ذلك الإفك المبين، وهدانا إلى صراطه المستقيم).
ونموذج ذلك:
أن الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) تقول: إذا كانت لك حاجة إلى الله عز وجل، فاكتب رقعة واطرحها على قبر من قبور الأئمة([11]).
بمعنى: أنه إذا كان لشخص ما حاجة يرجوها، كالنجاح في الامتحان أو أن يولد له ولد، أو .......... إلى غير ذلك، فإن عليه أن يكتب حاجته التي يرغب فيها ويريدها في ورقة ما، ثم يضعها على قبر من قبور أي من الأئمة المزعومة للشيعة، بحيث يُعتقد أن صاحب ذلك القبر الذي وضع عليه الورقة، سوف يقوم بإجراء اللازم، من حيث تنفيذ ما رغب فيه وكتبه، ما دام أنه قصده ولم يقصد أحدًا غيره.
ومن التساؤلات المهمة هنا: أين الله جل جلاله؟؟؟
أين الإيمان والاعتقاد بالإله الخالق جل وعلا؟!!
أين التوحيد لله جل وعلا؟؟؟
وما الذي أبقته الشريعة (الرافضة، وما على شاكلتها) لله جل وعلا من صفات الألوهية؟؟ أين القلوب التي تعي وتبصر؟؟ وأين العقول التي تفهم وتدرك؟؟
وهل تقبل الفطر النقية، والنفوس الزكية، والعقول الرشيدة، بمثل تلك المعتقدات الفاسدة (التي تدين بها الشيعة – الرافضة- ، وما على شاكلتها) وما تنطوي عليه من شرك بيّن وكفر بواح؟؟
بالتأكيد: كلا.
فالإسلام قد جاء به النبي محمد r ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، من الشرك إلى التوحيد، من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد (الله جل وعلا).
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.

من الشعائر الدينية للشيعة
إن من أبرز الشعائر الدينية للشيعة في احتفالاتها نجدها: شجّ الرؤوس وضرب القامات بالسلاسل والسيوف، ونموذج ذلك احتفالاتها في يوم عاشوراء.
ولعل القارئ لما نسطره يُصاب بالدهشة لمثل ذلك، متسائلًا في نفسه:
أولًا: هل ذلك الذي أقرأه حقيقة أم أنه من سبيل المغالاة؟!
ثانيًا: هل يحدث ذلك فعلًا؟!
ثالثًا: وأي دين يأمر بمثل ذلك العبث؟!
رابعًا: وهل جاء خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r بالإسلام الحنيف وشريعته السمحاء، ليأمر بمثل ذلك الهراء، الذي به يُصدّ الناس عن الدخول في الإسلام، بل ويصير معتنقيه أضحوكة الأمم من مشرقها لمغربها؟!
والإجابة (التي لا مرية فيها) على مثل تلك التساؤلات:
أن ما ذكرناه هو عين الحقيقة، وإذا كان القارئ قد أصيب بالدهشة لما ذكرنا، فإنه يمكنه رؤية مثل تلك الاحتفالات عيانًا، لا سيما في عصر الفضائيات والإنترنت، وحينئذ لن يصاب بالدهشة فحسب، وإنما يصاب بالفزع إثر ما يراه من منظر الدماء بين الرجال والنساء، بل بين الصغار والأطفال.
لذلك، فإن القارئ لما أشرنا إليه يمكنه بيسير من الجهد، التأكد من حدوث ذلك فعليًّا عبر شبكات الإنترنت.
والإجابة على التساؤل الثالث، هي:
أنه لا يوجد دين على وجه الأرض يأمر بمثل ذلك العبث، ولكنها الأهواء التي إن لم تُحكم بضوابط شريعة الله جل وعلا، فإنها تسير بصاحبها في عشوائية وتخبط، حارفة إياه عن صراط الله المستقيم.
والإجابة على التساؤل الرابع، هي:
أن الإسلام الحنيف وشريعته السمحاء، من مثل ذلك الهراء الذي تدين به الشيعة براء.
فالنبي محمد r لم يأت إلا بالدين القويم والعبادات الهادية الكريمة التي تتوافق معها الفطر النقية، وتنسجم معها النفوس الزكية، وتقبلها العقول الراجحة الرشيدة، وذلك هو ما يستمسك به أهل سنة الحبيب النبي محمد r، داعين الناس إليه.
ومن ثم نرى الكثير والكثير يسارعون دخولًا في دين الله (الإسلام) أفواجًا، من مشرق الأرض إلى مغربها.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.

عقيدة الطينة التي تؤمن بها الشيعة، وموجز من الردّ عليها
وتوضيح بطلانها
ونوجز توضيح عقيدة الطينة التي تؤمن بها الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) في أمرين:
الأمر الأول:
أن الشيعة الرافضة تقصد بـ(الطينة): طينة قبر الحسين، والزعم بأن منها الشفاء، ومن ثم يُتبرك بها.
ولا شك، أن ذلك المعتقد الذي تزعمه (الشيعة) إنما هو شرك بالله جل وعلا، إذ أن الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) تعتقد النفع والبركة في ذلك الطين من دون الله تعالى، لدفن الحسين بن علي فيه، وبمعنى أدق:
فإن الشيعة تعتقد النفع في الحسين بن علي، وعلماء الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) هم من يدعون إلى مثل تلك الكفريات والشركيات وغيرها.
ومن ثم، فإن ذلك الزعم إنما هو زعم منكر، ومعتقد باطل.
فالله سبحانه وتعالى هو أغنى الأغنياء عن الشرك، فلا يقبل أن يُشرك به شيئًا.
الأمر الثاني:
أن الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها) تزعم أن الشيعي خُلق من طينة خاصة، والسُنّي (أهل سنة الحبيب النبي محمد r) خُلق من طينة أخرى، وأن ما في الشيعي من معاصي وجرائم إنما هو من تأثره بالطينة التي خُلق منها السُنّي، وأن ما في السُنّي من صلاح وأمانة إنما هو من تأثره بالطينة التي خُلق منها الشيعي، فإذا كان يوم القيامة فإن سيئات وموبقات الشيعة توضع على أهل السنة، وحسنات أهل السنة تعطى للشيعة([12]).
وقبل أن نثير بعضًا من التساؤلات التي توضح بطلان مثل تلك الدعوة ونكارتها، نثير بعضًا من التساؤلات التي توضح العنصر الأجنبي الدخيل في مثل تلك الأفكار والمعتقدات التي تزعمها الشيعة، كيدًا للإسلام من خلال بعض ممن ينتسبون إليه ولا يعرفون له سبيلا، وذلك كما على النحو التالي:
لماذا تخصّ الشيعة الرافضة أهل سنة النبي محمد r بكل ذلك العداء؟!!
وأين الطينة التي قد خُلق منها اليهودي والنصراني وغيرهما من أصحاب المعتقدات الباطلة الأخرى، والتي تكذب بأنبياء الله تعالى ورسله؟!!
بل أين الطينة التي قد خُلق منها أهل الإلحاد، الذين لا يُقرّون بوجود الإله الخالق جل وعلا؟!! هل لهم أيضًا طينة خاصة بهم قد خُلقوا منها؟!! أم أن الأمر مقتصر فقط على أهل سنة الحبيب النبي محمد r؟!!
إلى غير ذلك من التساؤلات.
لاشك، أن ذلك كله يدل على: أن غرس الكراهية في نفوس الشيعة (من خلال معتقداتها الباطلة) لأهل سنة الحبيب النبي محمد r، إنما هو أمر مُدبّر، ومخطط محكم، ومكيدة من أعداء الإسلام للنيل منه، ولمن استمسك بهدي، وسنة من جاء داعيًا إليه، وهو الحبيب النبي محمد r.
ثم نثير بعضًا من التساؤلات الأخرى، والتي توضح بطلان معتقد الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها)، ونكارة دعوتها وعظيم افتراءها وبهتانها، وذلك على النحو التالي:
- أليس الله تعالى هو الإله الحق، الذي لا يظلم مثقال ذرة ولا أصغر منها؟!
الجواب: بلى، فالله تعالى هو الإله الحق، والذي قد حرّم الظلم على نفسه وجعله بين الناس محرّما.
فهل ذلك الذي تزعمه الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها)، بأن أهل سنة الحبيب النبي محمد r سوف يحملون أوزار وذنوب الشيعة تبعًا لعقيدة الطينية المزعومة، يُعدّ من عدل
الله تعالى، الذي لا يظلم الناس شيئًا؟!!
الجواب: بالتأكيد، كلا.
أليس ذلك الذي زعمته الشيعة واتخذته عقيدة لها هو محض افتراء واجتراء على الله تعالى؟!!
الجواب: بلى.
أليس الناس كلهم أمام الله تعالى سواء، ولا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي إلا بتقواه لله جل وعلا، وبالعمل الصالح، كما علمنا النبي الأمين محمد r؟!
الجواب: بلى.
ألا يعدّ ذلك الزعم الذي قد اتخذته الشيعة معتقدًا لها سوء ظن بالله جل وعلا، وانتقاص من صفاته وذمّ لها؟!!
الجواب: بلى.
ألم يخبرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه المحكم (القرآن الكريم)، قوله جل وعلا:
﴿أَلَّا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى [النجم: 38] أي لا تحمل نفس وزر وذنب أي نفس أخرى ليست مسئولة عنها أو كانت سببًا في إغوائها؟!!
الجواب: بلى.
فعلى أي شيء يدل مناقضة الشيعة لكلام ربّها جل وعلا، ومخالفتها لتعاليم نبيها r؟!!
وماذا إن تحول شيعي إلى صراط الله المستقيم، وسلك مسلك نبيه r القويم، مقتديًا بهديه، متبعًا أهل سنته r؟!!
فمن أي الطين تزعم الشيعة خِلقته؟!!
أمن طينة أهل التشيع، أم طينة أهل سنة النبي محمد r؟!!
إلى غير ذلك من التساؤلات.
ومن ثم، فإن من قليل ما قد أشرنا إليه يتبين بجلاء عظم الاجتراء والافتراء من الشيعة على الله تعالى، ومن ثم نكارة دعوتها وسوء معتقدها.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.

عقيدة الشيعة في كربلاء، وتوضيح بطلانها
لقد ادّعت الشيعة (الرافضة وما على شاكلتها) أن قبور أئمتها المزعومة حرمًا مقدسًا، وأيضًا ففد زعمت أن كربلاء أفضل من الكعبة المشرفة بمكة.
وتساؤلنا في هذه النقطة، كما على النحو التالي:
أليست الكعبة المشرفة هي من اختارها الله تعالى لتكون أول بيت وضع في الأرض لعبادته وحده، وتوحيده وعدم الإشراك به شيئًا؟!!
الجواب: بلى.
فهل يمكن بعد ذلك أن يُتصور أن مكة يعادلها أي مكان آخر؟!!
الجواب: بالتأكيد، كلا.
أليست مكة المكرمة هي من اختارها الله تبارك وتعالى لتكون مهدًا لرسالته العالمية، الخاتمة لجميع الرسالات السابقة؟!
الجواب: بلى.
فعلى أي شيء يدل ذلك؟؟
لاشك، أن ذلك يبين بجلاء عظم قدسية هذا المكان المبارك الطاهر، وأن مكة هي أحب البلاد إلى الله تعالى، ومن ثم إلى رسوله محمد r (كما أخبرنا r بذلك)، وأنه لا يمكن لأي مكان آخر أن يعادلها منزلة.
أليست الكعبة المشرفة هي من اختارها الله تعالى قبلة للمسلمين، وارتضاها لهم، بعد أن كان رسول الله r دائم الشوق للصلاة إليها (تجاهها) قبل تحويل القبلة من جهة بيت المقدس إليها؟!!
الجواب: بلى.
أليست مكة المكرمة والمدينة النبوية المطهرة هما من يعصمهما الله تبارك وتعالى دون غيرهما، من دخول المسيح الدجال إليهما، ومن ثم عصمتهما من شره في آخر الزمان، كما أخبر النبي محمد r؟!!
الجواب: بلى.
فعلى أي شيء يدل ذلك؟؟
لاشك، أن ذلك يؤكد ما قد تبين من إجابة التساؤلات السابقة، من أن مكة المكرمة
لا يعادلها أي مكان آخر في القداسة والمنزلة عند الله سبحانه وتعالى.
ويدلنا أيضًا: على أن من ناقض المعقول، وخالف حديث الرسول r (الذي أخبرنا فيه بأن مكة هي أحب البلاد إلى الله تعالى وأحبها إليه r)، بل وجاء بقول يشذّ تمامًا عن ما يقبله العقل السليم، وعن ما ينصّ عليه الثابت الصحيح، كأن يزعم قداسة مدينة كربلاء، وأنها أفضل من مكة، على الرغم من كونها مدينة مثل سائر المدن، ليس في فضلها أو قدسيتها حديث واحد يثبت عن النبي محمد r (اللهم إلا ما قد اختلقته الشيعة من محض كذب وافتراء)، فإن ذلك يؤكد عظم الاجتراء على الله تعالى، والافتراء على رسوله r، ومن ثم نكارة مثل تلك الدعوة، وبطلان ذلك المعتقد.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، وأن جعلنا من أتباع سنة خير المرسلين، الحبيب الأمين، محمد r.
الحمد لله تعالى على نعمة الهداية والرشاد.

عقيدة الشيعة (الرافضة) في المهدي
المهدي عند الشيعة الرافضة حسب زعمهم هو ابن الحسن العسكري.
وبداءة، فإن ذلك الذي تزعمه الرافضة إنما هو محض افتراء، وذلك: لأن الحسن العسكري الذي تزعم الشيعة (الرافضة) أنه الإمام الحادي عشر لها، لم يكن له ولد، حيث لم تحمل أي من نسائه أو جواريه، وذلك إلى وفاته، بل وبعدها.
وبرهان ذلك أيضًا:
أنه لم ير أحد من الشيعة أنفسهم ذلك الابن المزعوم، المختلق كذبًا وبهتانًا، والمنصب إمامًا.
بل إن من أجل عدم اكتشاف كذبهم وحقيقة أمرهم، زعموا (الشيعة الرافضة) أن لذلك المهدي كانت غيبتان، إحداهما صغري، حيث لم يره فيها سوى المقربين منه، وأخرى كبرى، حيث اختبأ بداخل السرداب واختفى فيه عن أعين الجميع بما في ذلك علماء الشيعة وفقهاءها.
ولا شك، أن ذلك كله محض افتراء، لا يمكن لعقل سليم قبوله أو استساغته، مما يبين بطلان زعم الإمامة الذي تزعمه الشيعة (الرافضة) من جذره.
العلة الواهية لزعم الشيعة (الرافضة) باختباء المهدي وغيابه منذ أكثر من ألف عام:
تزعم الشيعة (الرافضة) أن إمامها الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري (والذي قد أشرنا سابقًا) إلى اختلاق شخصيته كذبًا وبهتانًا، حيث إن الحسن العسكري لم يولد له ولد مطلقًا ليكون إمامًا، والمُلقب بصاحب الزمان، أنه قد اختبأ وهو ابن خمس سنين، لأنه يخشى على نفسه القتل، ويقيسون (الشيعة) ذلك على اختفاء رسول الله r بالغار أثناء هجرته من مكة إلى المدينة.
ولاشك، أن ذلك خروجًا عن المعقول، ومباهته لضروريات العقل، إذ أن ذلك القياس الذي قد بُنيت عليه عقيدة كاملة، إنما هو قياس فاسد تمامًا، كمن يُقال له (عذرك أقبح من ذنبك)، حيث إن الفوارق بين كلا الأمرين شديدة، ومنها:
أولًا: أن النبي محمد r لم يختف عن أنظار العالم، وإنما كانت دعوته في بداية الأمر سرًا، إلى أن بدأت تؤتي بطيب ثمارها، فما لبث أن جهر بها (بالدعوة) بأمر من الله تعالى، لا سيما في مكان اضطهاده واضطهاد أصحابه بمكة.
وبعد أمر الله تعالى لنبيه r بالهجرة من مكة إلى المدينة ما كان منه r إلا أن أخذ بكافة أسباب الهجرة متوكلًا على الله تعالى، فكان من جملة هذه الأسباب أنه لما علم بطلب مكة له إثر خروجه منها (مهاجرًا إلى المدينة)، اختبأ في الغار هو وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وذلك لمدة ثلاث (3) ليال فقط وليس أكثر من ألف عام (كما في حال المهدي المزعوم للشيعة)، ثم استكمل r هو وصاحبه الهجرة إلى المدينة ليستكمل دعوته ورسالته([13]).
ثانيًا: أن النبي محمد r أثناء هجرته كان يرفقه صاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان يساعدهما في هجرتهما أشخاص آخرون([14]).
وأما بالنسبة للمهدي الذي تزعمه الشيعة (وهو إمامها الثاني عشر) فلم يره أحد، لأنه في الحقيقة ليس له وجود، كما أوضحنا سابقًا([15]).
ثالثًا: أن النبي محمد r كان قد استقر من أجل أن يظهر، حيث كان يعد للدعوة، ومن ثم صار له أتباعًا يساعدونه في دعوته، ويؤازرونه ويناصرونه، وأما مهدي الشيعة فليست له دعوة أصلًا، ومن ثم فليس له أتباع، ولذا فقد اختلقت الشيعة فكرة اختفاءه واختباءه بالسرداب([16]).
ومن قليل من أشرنا إليه يتبين لنا العلة الواهية للشيعة الرافضة، والتي تعدّ سبّ للذكاء الإنساني، وقدح في العقل الذي منحنا الله تعالى إياه، لنميز به بين الطيب والخبيث، بين الجيد والرديء، بين الصحيح والسقيم.
ومن جملة التعليقات التي توضح بطلان عقيدة الشيعة (الرافضة) حول إمامها الثاني عشر، والذي تنتظر خروجه من مخبأه، ويتبين منها معارضتها للعقل السليم، ما على النحو التالي:
لماذا لا يظهر المهدي (الذي تزعمه الشيعة الرافضة) الآن على شاشات التليفزيون، ونحن في عصر الفضائيات والإنترنت، أو على الأقل يظهر في شريط فيديو (صوت وصورة) كما هو الحال مع الكثير من الشخصيات السياسية المعارضة الهاربة، التي تخاف أعداءها، والتي تحارب الحكام، ويسلمه إلى الأشخاص الذين يدّعون بين الحين والآخر أنهم التقوا به، أي: بدون أن يسلمه بنفسه إذا كان يخاف أعداءه وخصومه؟
فمن تلك القصة الخيالية، التي قد ابتدعتها الشيعة (الرافضة) بخصوص المهدي، نشط آخرون لينالوا نصيبهم من ذلك الحظ الوافر، المتمثل في غنيمة أموال الخُمُس، وما يُلقى في السرداب من تبرعات، والتي تُجمع بزعم تجهيزها للمهدي عند خروجه بعد فترة طويلة من سردابه، فادّعوا أنهم نوّاب المهدي من أجل الاستحواذ على تلك الأموال الطائلة.
ومن عجيب الأمر الذي يناقض الفطر النقية والنفوس الزكية والعقول الرشيدة، أننا نجد أن علماء الحوزة الشيعية يحرضون على نشر الفساد بأنواعه، والظلم بمختلف أشكاله، بزعم أن ذلك يعجل بخروج ذلك المهدي المزعوم.
ولاشك، أن ذلك ليس من التشريع الذي جاء به ديننا الإسلامي الحنيف، ولا من تعاليم نبينا محمد r، بل إنه صدٌّ عن دين الله عز وجل (الإسلام)، إذا فُهم (الإسلام) بمفهوم الشيعة (الرافضة ومن على شاكلتها).
فالله تعالى هو الحق، فلا يرضى مطلقًا بالفساد والظلم.
ويشهد لذلك، ما أمرنا الله تعالى به من الإصلاح وعدم الإفساد في الأرض، وإقامة العدل مع المسلمين وغير المسلمين، سواء كان ممن كفر به جل وعلا أو جحد نبوة أحد أنبياءه ومرسليه.
ما يقوم مهدي الشيعة بفعله، والرد على ذلك:
حقيقة إن ما تزعمه الشيعة الرافضة من أفعال يقوم بها إمامهم الثاني عشر، الملقب بالقائم (المهدي المنتظر للشيعة الرافضة)، لحريّ بالغافل أن يستفيق من غفلته، وللعاقل أن يُعمل عقله في التحقق من صراط الله المستقيم، والذي لا ينبغي لصاحب فطرة سوية ونفس زكية وعقل رشيد أن يحيد عنه.
وها هي بعض من أفعال مهدي الشيعة التي تنتظر خروجه من مخبأه، والتي تزعم صدقها، ومن ثم الاعتقاد بها، ونموذج ذلك:
1- أن الشيعة الرافضة تزعم أن إمامها الثاني عشر عند خروجه من سردابه (المخبأ الذي كان مختفياً فيه) سوف يضع السيف في العرب، ويقوم بقتلهم.
ومن التساؤلات التي توضح بطلان ذلك المعتقد الخبيث، والتي تبرهن على نكارة دعوة الشيعة (الرافضة ومن على شاكلتها)، وأن الكثير من الأيدي الخبيثة قد تلاعبت بهم وبعقولهم، منذ النشأة الأولى لتلك الفرقة على أيدي مؤسسيها، ما على النحو التالي:
ألم يكن نبي آخر الزمان، والذي ختمت به جميع رسالات السماء، محمد r، عربيًّا؟!
ألم يكن من آمنوا به (النبي محمد r) وبدعوته ورسالته، وآزروه وناصروه، هم صحبه الكرام، الذين هم من العرب؟!
أليس من حمل هم هذا الدين، ورفع لواءه العظيم، إلى أن جابوا به الأفق شرقًا وغربًا، هم الصحابة الكرام (رضوان الله تعالى عليهم أجمعين) وتابعيهم بإحسان، هم من العرب؟!
أليس آل بيت النبي محمد r من العرب؟!
ألم يكن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه عربيًا؟!
أليس المهدي عربيًّا؟!
إلى غير ذلك من مثيل هذه التساؤلات.
ألا تقودنا هذه التساؤلات إلى الاعتقاد بأن الله تعالى قد اصطفى العرب عن غيرهم ليخرج منهم من هم قادة العالم إلى صراط الله المستقيم؟!
ومن ثم، فلماذا كل ذلك الحقد على العرب؟!!
وتتضح إجابة هذا التساؤل، عندما تتبين لنا الحقيقة الغائبة عن الكثير، وهي:
أن بلاد فارس والتي تتمثل بشكل كبير في إيران حاليًا، لم تنس أن العرب هم من أطاحوا بكسرى (ملك الفرس) عن ملكه، بعد أن رفض الإسلام رفضًا تامًا، وذلك أثناء الفتوحات الإسلامية، ودعوتهم إلى وحدانية الله تعالى. ومن ثم كان الحقد العظيم من بلاد فارس (من لم يؤمن منهم) على العرب، والذي قد استغلته تلك الأيدي الخبيثة العابثة بعقول من لا وعي لهم، في الخروج بعقيدة مكيدة لمحاربة أهل الإسلام وأهل سنة الحبيب العدنان محمد r، من خلالها.
ولماذا تُستغرب مثل هذه الحقيقة الغائبة إذا ما عُلم أن الشيعة (الرافضة) والتي يُعد مستوطنها الرئيسي بإيران، تزعم أن كسرى (الكافر، الذي لم يؤمن) قد خلصه الله من النار؟! فأي عقل راجح رشيد يقبل مثل ذلك الخبط والعبث من الكلام؟!
بل إن الشيعة (الرافضة) قد أطلقت على أبي لؤلؤة المجوسي (الكافر) قاتل عمر بن الخطاب، لقب (بابا شجاع الدين)، وجعلوا يحتفلون عند قبره ويجعلونه (قبر أبي لؤلؤة المجوسي) صرح مشيد لذلك الاحتفال.
حفظنا الله تعالى من فساد العقول، والكبر والخضوع لهوى النفس وأحقادها.
2- ومما تزعمه الشيعة الرافضة عند خروج إمامها الثاني عشر، أنه سوف يعيد أبا بكر الصديق والفاروق عمر رضي الله عنهما ليصلبهما، وكذلك السيدة عائشة رضي الله عنها (أم المؤمنين) لقتلها رجمًا، وغيرهم.
ومن التساؤلات التي توضح فساد ذلك المعتقد الذي تزعمه الرافضة، ونكارة دعوتها، وتكشف عن الحقد الكامن في نفوس أهلها، ومؤدّاه بهم إلى مثل تلك الخرافات والأساطير، ما على النحو التالي:
هل يملك القدرة على البعث والإحياء من بعد الموت للحساب والعقاب سوى الله جل وعلا، أم أن الشيعة تعتقد الألوهية في إمامها المنتظر؟!
وإذا أجابت الرافضة (الشيعة الرافضة) بأن إحياء إمامها (المزعوم) للموتى إنما هو بقدرة من الله تعالى، أليس فيما يقوم به من حساب وعقاب لهم اجتراء على الله تعالى، ومنازعة له في صفات ألوهيته، حيث إن الثواب والعقاب بيده جل وعلا وحده؟!
أم أن الشيعة الرافضة تزعم التفويض من الله تعالى لإمامها المزعوم، والسماح بمشاركته له في ألوهيته؟!
أليست الدنيا هي دار الاختبار والامتحان من الله تعالى، والآخرة هي دار الجزاء (الثواب والعقاب)؟! أم أن الشيعة الرافضة قد ناقضت ذلك بدافع ما تحمله تجاه صحابة النبي محمد r الكرام، وآل بيت النبوة الأطهار، من أحقاد قامت بترسيخها في نفوس أهلها الأيادي العابثة، العاملة على نشأة ذلك الفكر (فكر التشيع) وتطوره؟!
ولماذا تزعم الشيعة الرافضة انتقام إمامها من الصحابة الكرام، وآل بيت النبوة الأطهار، دون اليهود أو النصارى أو غيرهما من أهل الإلحاد والشرك والأوثان؟!
ألا تقودنا مثل هذه التساؤلات إلى أن ما يزعمه الشيعة الرافضة من معتقدات فاسدة، وادّعاءات متناقضة منكرة، ما هي إلا نتيجة للمخططات المسبقة نيلًا من الإسلام وأهله، وذلك من خلال التكالب على أهل سنة الحبيب العدنان محمد r؟!
الجواب الذي لا حياد عنه، ولا بديل له، هو: أن هذه التساؤلات السابقة، وغيرها تقودنا إلى أن الفكر الشيعي الرافضي (وما شابهه) ما هو إلا مخطط مسبق للنيل من الإسلام، وذلك من خلال الإطاحة بأهله، أتباع سنة الحبيب العدنان محمد r.
3- ومما تزعمه الشيعة الرافضة عند خروج إمامها الثاني عشر (الملقب بالقائم والمهدي)، أنه سوف يهدم المسجد الحرام وكذلك المسجد النبوي،وأنه سوف يحوّل القبلة إلى الكوفة، وذلك بعد نقل الحجر الأسود من مكة إليها.
ومن التساؤلات التي توضح بطلان ذلك المعتقد الخبيث، ومن ثم نكارة دعوة الرافضة، وتكشف عن المخططات الخبيثة التي تعمل تحت ستار تلك الفرقة المارقة، والمؤسسة على يد ابن سبأ اليهودي، ما على النحو التالي:
كيف يُهدم المسجد الحرام، وهو أول بيت وضع لله عز وجل على هذه الأرض التي نحيا عليها، بعلم واختيار منه جل وعلا؟!
وكيف يمكن أن يُهدم المسجد الحرام، وهو القبلة التي طالما اشتاق رسول الله r للصلاة نحوها، وذلك قبل أن يتم تحويل القبلة إليها، بعد أن كانت تجاه بيت المقدس؟!
وكيف يمكن أن يهدم المسجد الحرام والمسجد النبوي، وقد صلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r فيهما، بل ورغب في الصلاة بهما لعظم الأجر والثواب من الله تبارك وتعالى؟!
أذلك هو ما تنتظره الرافضة من قائمها (مهدي الشيعة)، من قتل لأهل الإسلام وهدم ودمار لمعالمه (الإسلام)، بعد اختباءه لأكثر من ألف عام؟!
فلإن كان ذلك هو ما تنتظره الشيعة الرافضة (من إمامها المزعوم)، فما أشبهها باليهود وانتظارهم للمسيح الدجال، والذي يخرج ليبعيث هو الآخر في الأرض فسادًا وجورًا وظلمًا!!
حقًا، إن ما تزعمه الشيعة الرافضة بإمامها الغائب الذي تنتظره لبرهان قاطع لذوي الفطر النقية والعقول السويّة على نكارة دعوة الشيعة الرافضة، ومن ثم بطلان معتقداتها، وذلك بعد أن عبثت الأيدي الخبيثة بعقول أهلها.
4- ومما تزعمه الشيعة الرافضة، عند خروج إمامها الثاني عشر (الملقب بالقائم، والمهدي)، أنه سوف يقيم حكم آل داود، وينحي القرآن جانبًا، فلا يسأل عن بينة.
ومن التساؤلات التي توضح بطلان ذلك المعتقد الفاسد، والتي تبرهن على نكارة دعوة الشيعة، ومن ثم التجلية عن العلاقة المشتركة الخفية بين الرافضة (الشيعة الرافضة) وبني إسرائيل (اليهود)، وذلك بعد أن دس اليهود سمومهم فيها (في معتقدات الشيعة الرافضة)، ما على النحو التالي:
هل حقًّا ما تنتظره الشيعة الرافضة هو من آل خاتم الأنبياء والمرسلين محمد r، والذي جاء بخاتم الكتب السماوية مهيمنًا عليها (القرآن الكريم)، ومن ثم يقيم حكمه، أم أن الحقيقة هي: أن ما تنتظره الشيعة الرافضة هو مسيح الضلالة (المسيح الدجال)، والذي تنتظره اليهود، ومن ثم إقامة حكم آل داود؟!!
لاشك، أنه تبعًا للمعطيات التي قد ظهرت لنا، فإن البرهان القاطع منها يوضح أن ما تترقبه الشيعة الرافضة من أفعال غائبها الذي تنتظره، هو نفسه ما يترقبه اليهود من أفعال من ينتظرونه خروجه.
وبما أن ما تنتظره الشيعة الرافضة لا حقيقة له (كما أوضحنا ذلك في السابق)، وأن ما ينتظره اليهود من خروج للمسيح الدجال، هو حقيقة لا مرية فيها، إذن:
فإن ما تنتظره الشيعة الرافضة إنما هو في الحقيقة المسيح الدجال، الذي يؤمن اليهود به، والذي سوف يعيث في الأرض فسادًا، ويكثر فيها القتل.
تساؤل آخر:
لماذا تزعم الشيعة الرافضة، أن إمامها الثاني عشر سوف يقيم حكم آل داود، وليس القرآن الكريم، الذي جاء به خاتم النبيين والمرسلين محمد r، والذي نزل (القرآن الكريم) مهيمنًا على جميع الكتب السابقة، خاتمًا لها؟!!
ما الذي تجده الشيعة الرافضة في غير القرآن، ولم تجده به (القرآن الكريم)؟!!
لا شك، أن ذلك برهان قاطع على انتقاص الشيعة (الرافضة ومن شابهها) للقرآن الكريم، الذي جاء به سيد المرسلين محمد r، خاتمًا به جميع الكتب السابقة، ومهيمنًا عليها، فيكون دستورًا يُعمل به إلى يوم الدين.
ونوجز ما أشرنا إليه في تساؤل آخر مهم، وهو:
هل يمكن لمسلم ذي فطرة نقية وعقل رشيد، أن يؤمن بما تنتظره الشيعة الرافضة، وذلك بعد ما أوضحناه في إيجاز؟!!
الإجابة التي لا مرية فيها، ولا حياد عنها، هي:
أنه لا يمكن لمسلم ذي فطرة نقية وعقل رشيد أن يؤمن بمثل ذلك الذي تنتظره الشيعة الرافضة، حيث إن ذلك إضافة إلى ما أشرنا إليه، يُعدّ قدحًا في الله سبحانه وتعالى، من حيث علمه وعدله وحكمته.
(أعاذنا الله تعالى من فساد الفطرة والعقول، وهدانا تبارك وتعالى إلى الرشد والصواب وجميع الحق).
إلى غير ذلك مما تزعم الشيعة الرافضة وتنتظر فعله من إمامها المزعوم (القائم المنتظر)، والذي ينافي المعقول، في تناقض صارخ للفطر النقية السوية، والنفوس الزكية التقية.

تنبيهات خطيرة مهمة حول معتقد الشيعة (الرافضة ومن شابهها) بخصوص الإمامة التي تزعمها بصفة عامة، وإمامها الثاني عشر الذي تنتظر خروجه من خباءه (السرداب) بصفة خاصَّة:
أولًا: لقد أشرنا في السابق أن القائم (المهدي) الذي تزعمه الشيعة الرافضة، وهو إمامها الثاني عشر، أنه لا حقيقة له، وأنه ليس له وجود.
ثانيًا: أن فكرة القائم (الإمام الثاني عشر) لفرقة الشيعة والتي تنتظر خروجه من السرداب إنما هي في الحقيقة:
كناية عن قيام دولة إسرائيل([17]).
وقد أشرنا في السابق أن مؤسس تلك الفرقة هو عبد الله بن سبأ اليهودي،والتي قد أثبتت وجوده كتب الشيعة نفسها، ومن ثم فلا سبيل لإنكاره من مشايخ الشيعة (الرافضة) كذبًا وزورًا، وافتراءً وبهتانًا.
- أو أن فكرة القائم (الإمام الثاني عشر) كناية عن المسيح الدجال([18])، الذي تنتظر اليهود خروجه لاتّباعه.
ويبرهن على ذلك:
- أن الشيعة (الرافضة) كما أشرنا، فإنها تزعم أن إمامها الثاني عشر (المهدي الذي تنتظره)، والملقب بالقائم، سوف يحكم بحكم آل داود وليس القرآن، وذلك ما يعزم عليه اليهود، أن يقيموا دولتهم (إسرائيل) ومن ثم الحكم بحكم آل داود.
- أن الشيعة (الرافضة) كما أشرنا، تزعم أن إمامها الثاني عشر إذا خرج من مخبأه فإنه سوف يقضي على العرب، الذين قد بُعث منهم نبي آخر الزمان محمد r على اختيار وعلم من الله تعالى (فقد كان اليهود ينتظرون خروج آخر الأنبياء الذي قد أخبرت به التوراة، وبشر به المسيح عليه السلام، منهم كشأن الكثير من الأنبياء الذين بُعثوا فيهم).
وذلك هو حلم اليهود، في أن يقضوا على العرب، الذين قد اختارهم الله تعالى ليبعث منهم النبي الخاتم للأنبياء والرسل، و هو الأمين محمد r.
أن الشيعة تزعم أن إمامها الثاني عشر (القائم) إذا خرج، فإنه سوف يهدم قبلة المسلمين (المسجد الحرام)، ثم يقوم بهدم المسجد النبوي، وذلك كله حلم لليهود بجانب عودتهم إلى يثرب التي قد أخرجوا منها على يد النبي محمد r لما نقضوا عهدهم وميثاقهم معه.
أن فرقة الشيعة (الرافضة) قد اختارت لها اثني عشر إمامًا، وذلك العدد بالضبط يمثل عدد أسباط بني إسرائيل، بل إن الشيعة (الرافضة) لم تكتف بذلك فحسب، بل إنها أطلقت على نفسها تسمية (الاثنى عشرية)تيمنًا بذلك العدد الذي يمثل عدد أسباط بني إسرائيل([19]).
- أن فرقة الشيعة (الرافضة) تكره جبريل عليه السلام، أمين وحي السماء، وتلك هي صفة بني إسرائيل([20])، ولذلك فقد ردّ الله تعالى عليهم (اليهود) بقوله في كتابه المحكم (القرآن الكريم):
﴿قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ * مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ [البقرة: 97 – 98].
وذلك كله يوضح جليًّا العلاقة الخفية بين الشيعة الرافضة واليهود، والتي تفسر لنا كثير من تكالبهما (الشيعة واليهود) معًا لاستئصال المسلمين، أتباع خاتم المرسلين محمد r، وأهل سنته، وأتباع صحبه الكرام من بعده.

المهدي عند أهل سنة الحبيب النبي محمد r
ونوجز هنا عقيدة أهل سنة النبي محمد r في المهدي الذي أخبر به النبي محمد r (وليس الذي اختلقته الشيعة تبعًا لأحقادها تجاه العرب وأهل سنة النبي محمد r)، أنه:
رجل صالح من آل بيت رسول الله r، حيث يكون من نسل ابنته فاطمة رضي الله عنها.
وتكون ولادة المهدي ومبايعته خليفة للمسلمين قرب قيام الساعة (يعني في آخر الزمان)، وقبل نزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.
ويكون اسم المهدي: محمد بن عبد الله، وهو نفس الاسم للنبي محمد r.
وسيتولى محمد بن عبد الله المهدي خلافة المسلمين بعد أن يُبايع له بين الركن والمقام (عند الكعبة المشرفة)، وأنه سوف يقيم شريعة الإسلام (الشريعة الخاتمة لجميع الشرائع السابقة)، ويحكّم القرآن، ويحيي سنة خير الأنام، النبي محمد r.
فالمهدي سوف تنتشر في عهده الفتوحات الإسلامية، ويعمل على تنفيذ تعاليم الإسلام، فيملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعد أن مُلئت جورًا وظلمًا.
وسوف يتعاون محمد بن عبد الله المهدي مع المسيح عليه السلام على قتل المسيح الدجال (مسيح الضلالة، المدعي للألوهية) الذي آمنت به اليهود.
ثم تكون نهاية المهدي أن يُتوفى ويُصلَّى عليه، شأنه في ذلك شأن المسلمين أجمعين.
وإذا ما أردنا أن نختم هذه النقطة، فإننا نختمها بتساؤل مهم، وهو:
أننا إذا ما علمنا معتقد الشيعة الرافضة في المهدي، وما قد اختلقته حوله من خرافات وأساطير (تبعًا لعقيدتها في أئمتها، والتي قد أشرنا إليه سابقًا)، مُصادمة بذلك لأدنى درجات المعقول، وإذا ما علمنا معتقد أهل سنة الحبيب النبي محمد r في هذا المهدي، والتي لا يجد العقل الرشيد بها أدنى مصادمة له،
فما الذي تقبله كل من الفطر النقية والنفوس الزكية والعقول السديدة؟!!
وعلى أي شيء يدل ذلك؟!!
الجواب الذي لا حياد عنه ولا بديل له، ولا مرية فيه، هو:
أن ما عليه أهل سنة الحبيب النبي محمد r من معتقد سليم قويم هو ما تقبله الفطر النقية، وتتوافق معه النفوس الزكية، ولا تجد العقول السديدة أدنى مصادمة له.
وذلك كله يدلنا على أن الحق هو ما جاء به النبي الأمين محمد r، واستمسك به أهل سنته من بعده، داعين إليه إلى يوم الدين.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.

موجز لما عليه الشيعة الرافضة من معتقدات
ونوجز هذه النقطة في توضيح ما يلي:
أن الشيعة الرافضة قد جمعت بين طياتها فكر ومعتقد أخطر المذاهب المارقة، الضالة عن صراط الله المستقيم، وهدي نبيه محمد r القويم.
حيث جمعت الشيعة الرافضة بين فكر ومعتقد فرقة القدرية في نفي القدر، وجمعت بين فرقة الجهمية في نفي الصفات عن الله جل وعلا، والقول بخلق القرآن.
وجمعت بين فرقة الصوفية من خلال عقيدة الوحدة والاتحاد والاستغاثة بأهل القبور.
وجمعت بين فرقة الخوارج والوعيد في تكفيرها للمسلمين.
وجمعت بين فرقة المرجئة، حيث تزعم (الشيعة الرافضة) أن حب علي رضي الله عنه حسنة لا يضر معها سيئة([21]).
مما يبين بجلاء عظم ما عليه هؤلاء الشيعة (الرافضة، وما شاكلتها) من نكارة دعوة، وفساد معتقد.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.

الشيعة وإباحتها لزواج المتعة، والردّ على ذلك
لقد زعمت الشيعة (الرافضة) جواز ما يسمى بزواج المتعة، بل ورغبت فيه أشد ما يكون الترغيب، فنادت به بأعلى صوتها، مخالفة الثابت الصحيح من أقوال رسول الله r، في انتهاك صارخ لحرمات الله جل وعلا.
فالله سبحانه وتعالى لم يشرع ذلك التشريع (الخاص بزواج المتعة) كشريعة باقية يعمل بها إلى قيام الساعة، لما ينتج عنه من أضرار كبيرة ومفاسد خطيرة.
ولم يكن لرسول الله r أن يجيز ما يسمى بزواج المتعة كشريعة يعمل بها المسلمون إلى أن تقوم الساعة، وذلك لأن مصدر التشريع الذي جاء به النبي محمد r، هو الإله الخالق الحكيم، الله جل وعلا، الذي أرسله بالتشريع القويم، مخرجًا به عباده (عباد الله تعالى) من الظلمات إلى النور.
ومن ثم، فإنما كانت إجازة زواج المتعة في فترة من الفترات كإحدى الضرورات، وللتيسير في بادئ الأمر، ثم حُرِّم بعد ذلك تحريمًا أبيًّا إلى قيام الساعة، وذلك لما ينشأ عنه من أضرار ومفاسد، ولما ينتج من ضياع للأنساب واختلاطها، وعدم الاستقرار الأسري، ومن ثم عدم استقرار المجتمع ككل.
ويتبين صدق ما أشرنا إليه من حديث رسول الله r، والذي قال فيه:
«يا أيها الناس إني قد كنت آذنت لكم في الاستمتاع من النساء، وأن الله قد حرّم ذلك إلى يوم القيامة – أي صار محرّمًا من الله تعالى بعد أن مُحلّلا منه-)، فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله، ولا تأخذوا مما آتيتموهن شيئًا» [أخرجه مسلم].
وأما عن إجازة زواج المتعة في إحدى الفترات من زمن الرسالة للنبي محمد r، فيتبيّن المغزى منها عَبر ما نشير إليه على النحو التالي:
فلقد كان الزنا منتشرًا، مجهرًا به في المجتمع العربي وغيره قبل مجيء النبي محمد r بالرسالة الخاتمة من الله تبارك وتعالى، حيث كانت الجاهلية (قبل الإسلام) وما بها من مفاسد، لا سيما في مثل تلك البيئة الحارة، حيث تساعد على سرعة البلوغ وإثارة الغرائز الجنسية.
ثم بعد مجيء النبي محمد r بالرسالة والمسير بالجيش الإسلامي في الغزوات تلو الغزوات عبر الأيام الطويلة والشهور دفاعًا عن الإسلام، وصدًا عنه في مواجهة أعداءه، ما يجعل من احتمال العربي على كبت شهوته ومنع غريزته الفطرية تجاه النساء إلى تلك المدة الطويلة بعد أن كان (ذلك الأمر) مُيسرًا له في أغلب الأوقات (عن طريق كثرة تعدد الزوجات، أو عن طريق ما كان منتشرًا من الزنا قبل مجيء الإسلام والتحريم له) قبل مجيء الإسلام أمرًا شاقًّا عليه.
ومن ثم كانت الضرورة والتيسير في إجازة زواج المتعة الذي كان مباحًا في الجاهلية (قبل الإسلام)، وذلك في فترة من الفترات إلى أن صار مُحرّمًا تحريمًا أبديًّا إلى قيام الساعة.
فكانت إجازة زواج المتعة أشبه بما يسمى بالتدرج في التشريع، كما كان في الخمر، حيث كان أيضًا من عادات العرب وغيرهم في جاهليتهم قبل مجيء الإسلام، أن يشربوا الخمر كشربهم للماء أو أشدّ، إلى أن جاء الإسلام وحرّم المسكرات بشتى أنواعها تحريمًا أبديًّا إلى قيام الساعة.
ولكن من حكمة التشريع الإسلامي: أنه لم يحرّم الخمر مرة واحدة، حيث كان التيسير من الله تبارك وتعالى والرأفة والرحمة بعباده، فكان التدرج في تحريمه، إلى أن صار النهي عن الصلاة في حالة السكر وذهاب العقل (أي لا يصلي من قد أُسكر وذهب عقله، لفقدانه لوعيه)، وذلك أشبه بالنهي عن شرب الخمر قرب وقت الصلاة المفروضة لعدم فقدان الوعي وذهاب العقل، وإلى أن صار بعد ذلك منهي عن تناوله وشربه سواءً كان ذلك في وقت الصلاة أو قربها أو في غير وقتها، وسواءً كان ذلك المُسكر كثيرًا أو قليلًا.
- فالإسلام الذي هو شريعة الرحمن لم يغفل عن أن يحرم ما يسمى بزواج المتعة تحريمًا أبديًّا على لسان من جاء به، داعيًا إليه، محمد r، وذلك حفظًا من الله تبارك وتعالى للأمة الإسلامية من رذيلة الزنا، وصيانة لها من الانغماس في وحلها.
ومما أشرنا إليه يتبين لنا أن زواج المتعة قد صار مُحرّمًا تحريمًا أبديًا، لا يقول به إلا أحد اثنين:
أولهما: إما أنه كان يغيب عنه ما ثبت وصحّ عن رسول الله r من تحريمه لما حرّم الله تعالى من واج المتعة تحريمًا أبديًّا إلى قيام الساعة.
ويشهد لذلك: أن ذلك الزواج (المسمى بزواج المتعة كان قد تم في عهد أبي بكر وعمر حين لم يكونا قد علما بتحريمه بعد، ولكن ما إن علم أمير المؤمنين (عمر بن الخطاب) بتحريم ذلك الزواج بعد أن كان مُجازًا في فترة من الفترات، قام بمنعه.
ولا عجب في أن يغيب عن أحد الصحابة العلم بأي من الأحكام الشرعية لوقت ما، حيث لم يكن جميع لاصحابة الكرام ملازمين للنبي محمد r طوال الوقت، وإنما كان منهم من يذهب إلى عمله ثم يأت ليتعلم من رسول الله r، ومنهم من كان النبي محمد r يرسلهم في السرايا والحروب، ويظل البعض الآخر يتعلم منه، أو إلى غير ذلك مما شابهه ما أشرنا إليه، وقد كان أصحاب النبي محمد r يتساءلون فيما بينهم عما قاله رسولهم r في أثناء غيابهم ويتدارسونه، ولكن قد لا يتطرق لمسألة كزواج المتعة، وما يتعلق بها من أحكام إلا إذا حدثت حالات خاصة بها.
ثانيهما: وإما أن يكون متبعًا لأهواءه وشهواته، رافضًا لأوامر الله عز وجل، وأوامر رسوله r، ويُتبيّن ذلك جليًّا في الشيعة الرافضة، حيث قامت على أسس خبيثة قد وضعها ابن سبأ اليهودي، تبعًا لما يتوافق مع شهواتها ومصالحها.
فنجد أن مشايخ الشيعة الرافضة تزعم كذبًا أن ولد المتعة أفضل من ولد الزوجة الدائمة، ترغيبًا في مثل ذلك الزواج الذي تنفر منه الفطر النقية السوية ويصطدم معه العقل السليم الصريح.
فلا تشترط الشيعة في الزواج بالمتعة عددًا معينًا من النساء، ولا تشترط فيه شهودًا أو إنفاقًا. وقد جاء في فروع الكافي والتهذيب (من الكتب المعتمدة للشيعة) أن زوجة المتعة لا تطلق ولا ترث وإنما هي مستأجرة.
فكم تبلغ إهانة المرأة في ظل المعتقد الشيعي الرافضي، وما ينطوي عليه من نكارة دعوة وفساد تشريع؟؟
وهل يمكن لأولئك الذين هم من أصحاب الدعوة إلى ذلك الزواج الفاسد، من علماء ومشايخ الشيعة الرافضة أن يرتضونه لنسائهم ويقبلونه لهم؟؟
بالتأكيد: لا، فلا يقبل بمثل ذلك الزواج إلا خنزيرًا، لا يغار على أهله.
ونُدلّل على ذلك بمن يدعون إلى مثل ذلك الزواج (المسمى بزواج المتعة) من علماء الشيعة الرافضة أنفسهم وكذلك مشايخهم وأصحاب المكانة والمنزلة بين صفوف المجتمع الشيعي، حيث يأبون مثل ذلك الزواج لبناتهم ويرفضونه، وإنما يبيحونه لغيرهم من سائر فتيات ونساء المجتمع الشيعي، لما يجدون في ذلك من وسيلة رئيسية لإشباع شهواتهم ومطامعهم وغرائزهم الجنسية خلالها.
أي إنهم (علماء ومشايخ الشيعة الرافضة) وغيرهم من أصحاب المكانة والمنزلة يستخدمون باقي صفوف المجتمع الشيعي كوسيلة لإشباع غرائزهم الجنسية من خلال نساءهم، عبر ما يدعون إليه من ذلك الزنا الفاحش (المسمى بزواج المتعة)، والذي يأبونه على بناتهم، ويرفضونه لأمهاتهم، والواقع شاهد ذلك، فهذه قصة واقعية، تبين بجلاء بعض ما أشرنا إليه، وهي على النحو التالي:
اختلف سُنّي (أحد أتباع سنة الحبيب النبي محمد r) وشيعي في زواج المتعة، هل هي حلال أم حرام؟
حيث يقول السُنّي بما ورد ثابتًا صحيحًا عن النبي محمد r وتحريمه لزواج المتعة تحريمًا أبديًا إلى قيام الساعة، بينما يقول الشيعي بحلاله تبعًا لأقوال علماء الشيعة ومشايخهم.
فاتفق الشابان (الشيعي والسني) على أن يسألا (الخوئي) أحد مشايخ الشيعة، فسأله الشاب السّنِّي عما يقول في المتعة، أحلال هي أم حرام؟
فنظر إليه الخوئي وقد أوجس من سؤاله أمرًا، ثم قال له أين تسكن؟
فقال الشاب السنّي: أسكن الموصل، وأقيم هنا في النجف منذ شهرين تقريبًا.
فقال له الخوئي: أنت سنّي إذن؟
فقال الشاب: نعم.
فقال الخوئي مجيبًا عن سؤاله: المتعة عندنا (في الفقه الشيعي) حلال، وعندكم (في فقه أهل سنة النبي محمد r) حرام.
فقال له الشاب السُنّي (مجاريًا إياه): أنا هنا منذ شهرين تقريبًا غريب في هذه الديار، فهلا زوجتني ابنتك لأتمتع بها ريثما أعود إلى أهلي؟
فحملق فيه الخوئي هنيهة، ثم قال له: أنا سيد، وهذا حرام على السّادة، وحلال عند عوام الشيعة.
ثم قام الشابان (السنّي والشيعي)، وما لبث أن انفجر الشاب الشيعي قائلًا (قاصدًا علماء الشيعة ومشايخهم): يا مجرمين، تبيحون لأنفسكم التمتع ببناتنا، وتخبروننا بأنه حلال، وأنكم تتقربون بذلك إلى الله، وتحرّمون علينا التمتع ببناتكم؟؟
وأخذ يسبّ ويشتم، وأقسم أنه سيتحول إلى مذهب أهل السنة([22]) (أهل سنة الحبيب النبي محمد r).
ومن ذلك الشاهد الواقعي يتبين عظم نكارة ما تدعوا إليه الشيعة الرافضة وترغب فيه (مما يسمى بزواج المتعة)، واستنكار الفطرة النقية والنفس الزكية لها.
فالزواج الذي أقرّه الإسلام وارتضاه الله تبارك وتعالى لهذه الأمة الخاتمة (أمة النبي محمد r) هو ما يحفظ لها استقرارها، بأن يكون من شروط صحته أن يهدف المرء من زواجه الاستقرار؛ لا أن يقصد بزواجه قضاء شهوته وإشباع غريزته في وقت معين فحسب، غير آبه بما يترتب على ذلك من تشريد للذرية، وضياع لها (كما فيما يسمى بزواج المتعة).
ولو أن الإسلام لم يحرم مثل ذلك الزواج المسمى بزواج المتعة، والذي لا يشترط شهودًا أو إنفاقًا أو استقرارًا، لكان من الممكن أن نرى أن الأغلبية العظمة تعزف عن الزواج الذي به يتحقق الاستقرار الأسري ومن ثم المجتمع ككل، واستقامة البشرية، إلى ذلك الزواج (زواج المتعة)، والذي ليس به أدنى مقومات الاستقرار والاستقامة.
ومما أشرنا إليه موجزًا، يتبين لنا:
أن ما يسمى بزواج المتعة والذي تزعمه الشيعة الرافضة، وتدعوا إليه، ما هو إلا زنا فاحش، قد حرّمه رسول الله r تحريمًا أبديًا إلى قيام الساعة، في حكم نهائي ناسخ لما كان قبله من أحكام تجيزه، كحل جذري للقضاء على رذيلة الزنا، ومنع انتشارها.
وإذا ما قال قائل بأن زواج المتعة قد وقع بعد وفاة النبي محمد r، فإن ذلك قطعًا يكون محمولًا على من لم يبلغه تحريم مثل ذلك الزواج تحريمًا أبديًا، ولم يصل إليه الحكم الشرعي له، لا سيما وأن ذلك الوقت كان المسلمون قد انشغلوا فيه بمهمة نشر دين الله تعالى (الإسلام) في شتى بقاع الأرض، وذلك عن التدارس فيما بينهم للعلم الشرعي، ولم تكن وسائل الاتصال تمكنهم حينئذ من الاتصال السريع ببعضهم البعض.
ويفصل في كل هذا ما ثبت وصحّ عن النبي محمد r، والذي معه تستقيم الفطر النقية والنفوس الزكية والعقول الرشيدة.
ومن ثم يتبين لنا: أن أهل سنة الحبيب النبي محمد r هم أهل الحق وأتباعه.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والرشاد.

عقيدة الشيعة في (الخمس)، وتوضيح بطلانها
لقد اختلقت الشيعة (الرافضة) بدعة الإمامة، كمعتقد أساس لها، وزعمت أن أئمتها
اثني عشر إمامًا،ولم تكتف بذلك فحسب، بل إنها غالت فيهم، فها هو الخميني يقول:
(إن لأئمتنا مقامًا لا يصله لا ملك مقرب ولا نبي مرسل)، بل وتزعم الشيعة أيضًا أن هؤلاء الأئمة لهم قوى خارقة ويعلمون الغيب.... إلى غير ذلك من الادّعاءات المنكرة.
وتقول الشيعة بأن الإمام الثاني عشر لها هو آخر أئمتها، ولكنه قد اختفى داخل السرداب منذ ما يزيد على ألف عام، إلى حين خروجه ثانية في آخر الزمان.
ومن ثم، فإن الشيعة تنتظر خروجه من ذلك السرداب الذي تزعم اختباءه به.
ولكن الشيعة قد ابتكرت أسلوبًا مخادعًا من خلال تلك القصة، حيث لا يمكن أن يستسيغه عاقل، وذلك لجمع الأموال الطائلة من جرّاء الزعم بأن جمعها إنما هو للإمام الغائب المنتظر عودته.
ومن ثم، فقد قرر أصحاب المناصب الدينية الشيعية أخذ الخمس من المكاسب بحجة جمعها لمن يزعمون اختفاءه منذ أكثر من ألف عام.
ولكن الحقيقة أن تلك الأموال الضخمة التي يقومون بجمعها بجانب ما يبيحونه لأنفسهم مما يسمى بزواج المتعة الذي في حقيقته ليس إلا إباحة للجنس (لتحريم رسول الله r له)، يعدّ أبرز ملذات تلك الدنيا القصيرة الفانية، التي قد انخدع بها أهلها.
والتساؤل المهم:
إذا كان الشيعة يزعمون أفضلية أئمتهم على الأنبياء والرسل، وإذا كان الأنبياء والمرسلون لم يحتاجوا لمن يجمع لهم مثل تلك الأموال الضخمة أو أيًّا منها، ومع ذلك فقد أيدهم ونصرهم الله تبارك وتعالى، وجعلهم سببًا في هداية خلقه والإصلاح في الأرض، فكيف بالأئمة الذين هم تبعًا لمعتقدات الشيعة أفضل مكانة وأرفع من الأنبياء والرسل، يحتاجون لأي من تلك الأموال التي يجمعها علماء الشيعة؟!!
وإلى متى يتم جمع مثل تلك الأموال الضخمة؟!!
وعلى أي شيء يدل ذلك؟!!
لا شك، أنه بالإضافة إلى ما لا تقبله الفطر السليمة والعقول الرشيدة من معتقدات تزعمها الشيعة، فإننا نجد التناقض الجليّ الواضح بها، مما يبرهن على نكارتها وبطلانها.
وعلى خلاف ما ذكرناه من معتقدات تزعمها الشيعة، فإننا نجد أن عقيدة أهل سنة النبي محمد r، عقيدة صافية ليس لها أدنى تعارض أو تناقض، مما يبرهن على أنها الحق الذي جاء يدعوا إليه المصطفى الأمين محمد r.

من تناقضات الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها)
لقد دلّت الكثير والكثير من التناقضات التي قد تخبطت فيها الشيعة (الرافضة وما شابهها) على نكارة دعوتها، ومن ثم كانت البراهين القاطعة على بطلان معتقداتها.
ومن نماذج تلك التناقضات التي تتخبط فيها الشيعة (الرافضة):
أولًا: أن الشيعة الرافضة يُخرجون أزواج النبي محمد r من أهل البيت، فلا يُعدّونهن من آل بيت النبي محمد r، وذلك بلا شك اجتراء منكر.
فالقرآن الكريم قد خاطب أزواج الأنبياء ووصفهن بأهل البيت، ونموذج ذلك:
1- عندما بُشرّت السيدة سارة زوجة نبي الله إبراهيم عليه السلام بأنها ستلد غلامًا يُسمى إسحاق، كان تعجبها من ولادتها مع كبر سنها، وكذلك كبر سنّ زوجها، فكان قول رسل الله تعالى (الذين أرسلوا إلى إبراهيم عليه السلام) لها في ذلك الموقف:
هو ما سجله القرآن الكريم، في قول الله تعالى: ﴿قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ [هود: 13].
ومن ثم، فإن ذلك يبرهن على أن أزواج الأنبياء إنما هن من أهل البيت، بدليل خطاب القرآن لهن ووصفهن بأهل البيت.
ب- وكذلك خطاب القرآن الكريم (كلام الله تعالى المحفوظ) الموجه لنساء النبي r حين أمرهن بأن يقرن في بيوتهن، ونهاهنّ عن التبرج، (ومن ثم كان الأمر والنهي لجميع نساء المؤمنين)، ووصفهن بأنهن من أهل البيت، وذلك في قول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا [الأحزاب: 33].
إلى غير ذلك من الآيات الكريمات التي تبين ما أشرنا إليه.
ونختم ذلك التناقض الفادح الذي ذلت فيه الشيعة (الرافضة وما شابهها) بتساؤل يوضح عظم افتراءها في ادّعاءاتها الكاذبة، وذلك على النحو التالي:
ألا تعدّ الشيعة السيدة فاطمة رضي الله عنها (ابنة النبي محمد r) من أهل البيت؟!
الجواب: بلى.
فماذا يعدّون أمها (السيدة خديجة رضي الله عنها) التي هي زوجة النبي محمد r؟!!
الجواب: لابد وأنهم (الشيعة الرافضة) يعدونها من أهل بيت النبي محمد r، إذ لا يمكن لعاقل أن يُفرق بين الأم وابنتها، فيقول بأن الأم ليست من أهل البيت ولكن البنت من أهل البيت، فذلك قول مُحال زعمه إلا من جهول حاقد.
إذن، فما دامت السيدة خديجة رضي الله عنها زوجة النبي محمد r هي من أهل بيته، فإن سائر أزواجه النبي محمد r (رضوان الله تعالى عليهن جميعًا) هن من أهل بيته.
ثانيًا: لقد ادّعت الشيعة (الرافضة) قولًا خبيثًا منكرًا، وهو: أن لأئمتهم (الاثنى عشر إماما) قوى خارقة، ويعلمون الغيب، وأن الكون كله تحت سيطرتهم.
(تعالى الله عز وجل عن مثل ذلك الادّعاء الكاذب، والاجتراء المنكر، والكفر البواح، علوًا كبيرًا).
ومن ثم فإن عليًا بن أبي طالب يمتلك مثل تلك الصفات المدّعاة زورًا،وذلك حسب افتراءاتهم (افتراءات الشيعة الرافضة)، وما ينسبونه إليه (علي بن أبي طالب).
والشيعة الرافضة تزعم كذبا ًوزورًا نفاق الخلفاء الراشدين لرسول الله r، وعلى رأسهم أبي بكر وعمر، ومن ثم نثير تساؤلاً يوضح عظم التناقض في مثل ذلك الاجتراء المنكر، وذلك على النحو التالي:
إذا كان علي بن أبي طالب بتلك الصفات التي تزعمها الشيعة الرافضة في أئمتها، فما الذي أجبره على مبايعته لأبي بكر الصديق ثم الفاروق عمر بن الخطاب ثم الحييّ عثمان بن عفان (ذي النورين) على الخلافة، الواحد منهم تلو الآخر، إذا كان يُعتقد نفاقهم حسبما تدعي الشيعة (الرافضة ومن شابهها) زورًا وبهتانًا؟!!
أهو الضعف، أم أنه قد حلّ به ما تزعمه الشيعة زورًا وبهتانًا من النفاق ما حلّ بهم؟!!
أيمكن لعاقل أن يصغى بأذنيه لمثل ذلك الهراء الكاذب الفاضح، الذي تدّعيه الرافضة؟!
وما دلالة ذلك؟؟
الجواب: كلا، وما ذلك كله إلا دلالة على بطلان ما تزعمه الشيعة من افتراءات كاذبة، وكفر بواح، حيث صاروا بذلك نسخة مماثلة (طبق الأصل) مما عليه النصرانية الآن، حيث تجعل من المسيح إلهًا أو أحد أقانيم الإله، ثم أظهرته بمظهر الضعف والعجز وانعدام الحيلة، لا سيما عند صلبه حسبما تزعم افتراءً وبهتانًا.
وأيضًا، فالشيعة قد صورت عليًّا بن أبي طالب في صورة متناقضة بين الذلّة والخوف وبين العزة والشجاعة.
ثالثًا: ونجد أن الشيعة (الرافضة) تقول بأن من بايع إمامًا باطلًا كان كافرًا.
إذن فماذا تقول الشيعة (الرافضة) في علي بن أبي طالب وقد بايع الصديق أبا بكر والفاروق عمر والحييّ عثمان، عندما تولّى كل منهم الخلافة، حيث ادّعت الشيعة (الرافضة، ومن شابهها) نفاق كل من أبي بكر وعمر وعثمان، زورًا وكذبًا، وافتراءً وبهتانًا؟!
هل ما زالت الشيعة الرافضة تنسب لعلي بن أبي طالب من الصفات ما لا يُنسب بها أحد سوى الله تعالى، أم أنها تقول بكفره حسب معتقداتها؟!!
وماذا نقول في مبايعة الحسن والحسين لمعاوية بن أبي سفيان، إذا لم يكونا يعتقدان بصحة خلافته؟!
لا شك، أن ذلك كله من التناقضات التي تلزم كل عاقل، ذي فطرة نقية ونفس زكية، متجرد لله جل وعلا، بأن يرفض كل ذلك الهراء الباطل، والافتراء الكاذب (الذي تدّعيه الشيعة الرافضة، ومن على شاكلتها)، وأن يسلك صراط الله المستقيم.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.
رابعًا: ومن جملة التناقضات والادّعاءات الكاذبة للشيعة (الرافضة):
أن الشيعة (الرافضة) روت روايات كاذبة تروى جبن على بن أبي طالب وتزعم صحتها (كما في عجزه عن حماية أهله والدفاع عنهم).
ومن التساؤلات التي تبين جزءً من التخبط والتناقض الذي تقع في دوامته الشيعة (الرافضة)، ما على النحو التالي:
هل من لم يكن أهلًا للإمامة الصغرى، من حيث العجز عن حماية أهله والدفاع عنهم (حسبما تروى روايات الشيعة المكذوبة والتي تزعم صحتها)، يكون أولى بالإمامة الكبرى؟!
الجواب: كلا.
بل إن روايات الشيعة تروى رفض علي بن أبي طالب للإمامة وقوله: (دعوني والتمسوا غيري).
والتساؤل هنا:
ألا يعد ذلك الذي قاله علي بن أبي طالب حبسما تزعم الشيعة الرافضة، رفضًا لأمر الله تعالى فيما أوجبه عليه؟!
الجواب: بلى.
ومن ثم، ألا يُعد ما قد استنتجنا جوابه مما أثرناه من تساؤلات برهانًا على عظم التناقض الذي تنغمس فيه فرقة الشيعة (الرافضة، ومن على شاكلتها)، وكشفًا لقناع الخداع والاجتراء والكذب؟!
الجواب: بلى.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والرشاد.
خامسًا: ومن التناقضات التي تقع في دوامتها الشيعة (الرافضة، ومن على شاكلتها):
أنها (الشيعة الرافضة) تقول بأن أبا بكر الصديق (الخليفة الأول لرسول الله r) والفاروق عمر بن الخطاب (الخليفة الثاني لرسول الله r) هما صنمي قريش.
(أعاذنا الله تعالى من ذلك الإفك البيّن، وحفظنا منه).
ومن ثم نثير تساؤلاً بسيطًا  لأولي الألباب والنهي، لمن كان له قلب نابض، وفطرة سليمة سوية، لمن كان متجردًّا لله تعالى من أي عصبية أو حمية أو قومية، لمن كان مبتغ للحق، رافضًا للباطل، وذلك على النحو التالي:
أليس النبي محمد r هو خاتم الأنبياء والمرسلين؟!
الجواب: بلى.
أليس النبي محمد r هو خير ممتثل لأوامر الله تعالى، وتعاليم دينه الحنيف (الإسلام)؟!
الجواب: بلى.
أيرضى النبي محمد r من الكفر شيئًا، وهو الذي جاء بالتوحيد الكامل الخالص لله سبحانه وتعالى؟!
الجواب: كلا.
ألم يصاهر النبي محمد r أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب، بل وقام بتزويج ابنتيه الواحدة تلو الأخرى (بعد وفاتها) لعثمان بن عفان؟!
الجواب: بلى.
وبعد:
أيرضى النبي محمد r بمصاهرة الكفار، وقد رفض زواج علي بن أبي طالب بابنة
أبي جهل الكافر؟!
الجواب: كلا.
أيرضى النبي محمد r بالكفر في بيته؟!!
الجواب: كلا.
أيرضى النبي محمد r بأن يزوج ابنته لكافر؟!
فما بال الشيعة (الرافضة ومن على شاكلتها)، وقد زوج النبي محمد r ابنتيه، الواحدة تلو الأخرى لعثمان بن عفان (والذي تزعم الشيعة كفره)؟!!
إذن، فما الذي نخلص به من مثل هذه التساؤلات وغيرها؟!
لا شك، بأن ما نخلص به هو أن الحق واحدٌ فصلٌ أبلج، وأن الباطل متعددٌ متناقضٌ لجلج. وأن ما تزعمه الشيعة الرافضة (ومن على شاكلتها) من ادّعاءات واعتقادات إنما هو كذب محض، لا يمكن لإنسان سوى قبوله.
وأن مثل تلك الادّعاءات الكاذبة والمزاعم الباطلة، ما هي نِتاج مخطط خبيث قديم، قائم في ظاهره على الطعن في الصحابة الكرام وغيرهم، ولكنه في باطنه قائم على الطعن في القرآن الكريم وفي سنة النبي الأمين محمد r، لأن الصحابة الكرام هم سند القرآن والسنة النبوية المطهرة.
وأيضًا قائم في باطنه على الطعن في النبي محمد r، وذلك حتى يُقال:
إذا كان صحابة الرسول r بذلك الوصف المكذوب الذي افترته الشيعة الرافضة ومن على شاكلتها، فلابد وأن صاحبهم ومعلمهم (النبي محمد r) مثلهم.
معاذ الله أن يكون النبي محمد r وصحابته الكرام وأزواجه الأخيار الأطهار بذلك الوصف الكاذب الذي قد اختلقته الرافضة.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.
سادسًا: ومن التناقضات التي تنغمس فيها الشيعة (الرافضة ومن على شاكلتها)، أنها تقول: بأن النبي محمد r قد وصف أبا بكر بلقب الصديق، لأنه كان يصدّق بأن النبي محمد ساحر.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).
فأي عقل سوي يستسيغ مثل ذلك العكر من الكلام ويرضى به؟!
ألم يهب الله تعالى لنا عقلًا لنميز به بين الطيب والخبيث، والصحيح والسقيم، والجيد والرديء؟!!
الجواب: بلى.
إذن، فلماذا لا نحسن استغلال هذا العقل الذي منحنا الله تعالى إياه، ونحسن توطيفه بالتفكر فيما يروجه أعداء الإسلام من ادّعاءات وافتراءات ومعتقدات لا تستقيم مطلقًا مع الفطرة النقية السويّة؟!!
فإذا كان ما تزعمه الشيعة (الرافضة، ومن على شاكلتها) صحيحًا، فلماذا لم يصف النبي محمد r أبا جهل بالصدّيق هو الآخر عندما زعم أن النبي r ساحر؟!!
فلماذا خصَّت الشيعة الرافضة أبا بكر الصديق بمثل ذلك الادّعاء الكاذب؟!!
وهل يعني وصف النبي محمد r لأبي بكر بذلك الوصف، أنه r كان يخشى منه ويتقيه، حسب معتقدات الشيعة الباطلة؟! أم أن ذلك يعني: أن النبي محمد r كان لا يُحسن الوصف؟!!
لا شك، بأن مثل ذلك الذي تدّعيه الشيعة الرافضة إنما هو مباهته للعقول،واتهام بين للعقل الصريح.
فالإنسان العاقل ذو الفطرة السويّة إذا سمع ذلك الوصف من النبي محمد r لأبي بكر بـ(الصدّيق)، فإنه ولا شك، سيعلم من هذا الوصف أن النبي محمد r كان يقصد من وراء ذلك وصف أبي بكر بخير، ولا يمكن أن يقبل غير ذلك من ادّعاءات مختلفة على الإطلاق.
سابعًا: ومن التناقضات التي تنغمس فيها الشيعة (الرافضة ومن على شاكلتها):
أنها تزعم كفر السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها (أم المؤمنين).
ولا شك، بأن مثل ذلك الاجتراء المنكر، إنما هو جرّاء مخططات خبيثة قامت لتكيد بالإسلام وأهله.
فالسيدة عائشة رضي الله عنها قد روت الكثير من أحاديث النبي محمد r، ونقلتها عنه، حيث عاشت رضي الله عنها بعد النبي محمد r فترة طويلة، كان من خلالها أن حدّثت بما روته عنه r قبل وفاته من أحاديث.
وكان من معجزات النبي محمد r: أن أخبر بفضل أم المؤمنين عائشة على أمته من بعده، فكان ما أخبر به، إذ أن الأمة كلها قد انتفعت بهذا العلم الغزير، الذي قد نُقل إلينا عبر الأسانيد الصحيحة القوية من أحاديث النبي محمد r، وذلك عن طريق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
ولتوضيح بطلان مثل ذلك الادّعاء الكاذب الذي قد افترته الشيعة الراقضة (ومن على شاكلتها)، نثير بعضًا من التساؤلات البسيطة، لأصحاب العقول النيرة، والفطر السوية، كما على النحو التالي:
هل يمكن لعاقل رشيد أن يقبل بأن النبي محمد r يرضى بالزواج من كافرة؟!!
الجواب: كلا.
إذن، فهل يمكن قبول مثل ذلك الادّعاء القائل بكفر السيدة عائشة على الرغم من زواج النبي محمد r بها بعد بعثته ورسالته ومجيئه بالإسلام، واختياره ورضائه r بها زوجة له إلى وفاته، وأمَّا للمؤمنين إلى يوم الدين؟!!
الجواب: كلا.
إذن، فما الذي نخلص به مما قد استنتجنا جوابه؟؟
الجواب، هو: أن السيدة عائشة رضي الله عنها زوجة النبي محمد r إلى وفاته، هي أم للمؤمنين أجمعين من أمة النبي محمد r، وأن كل ما أثير حولها من قِبَل الشيعة الرافضة (ومن على شاكلتها) ليس إلا ادّعاءات كاذبة، واجتراءات منكرة، ومعتقد باطل.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.
ثامنًا: ومن التناقضات التي تنغمس في وحلها الشيعة الرافضة:
أنها (الرافضة ومن على شاكلتها) تزعم باطلًا وكذبًا تحريف كتاب الله تعالى (القرآن الكريم)، المُنزل على خاتم النبيين والمرسلين محمد r، وتقول بأن عليًّا بن أبي طالب قد كتم القرآن، والذي يبلغ حجمه ثلاثة أمثال ما بين يدي المسلمين اليوم، وأنه (القرآن) ظلّ مكتومًا طيلة قرابة ألف ومائتي عام، بل ولأجل غير معلوم، وذلك عند القائم المزعوم غيبته وخروجه في آخر الزمان.
ولا شك، أن مثل تلك الادّعاءات إنما هي أشبه بالأساطير والخزعبلات، إذ أن ما يدور في ذهن قارئ مثل تلك الافتراءات من تساؤلات، ما قد يكون على النحو التالي:
فما فائدة رسالة النبي محمد r، والذي قد خُتمت به جميع الرسالات السابقة، إذا ما حُرِّف الكتاب الذي قد أوحاه الله تعالى إليه، أو ظل حسبما تفتريه الرافضة (وما على شاكلتها) مكتومًا طيلة أكثر من ألف سنة من السنين، بل ولأجل غير معلوم (حسب الاجتراء المنكر من الشيعة الرافضة، وما على شاكلتها)؟!!
أين العقول الناضجة السوية التي تعظم من صفات الله جل وعلا، فتعرف شمول علمه وكمال وبالغ حكمته؟؟
أيبعث الله تعالى نبيه محمدًا r بالكتاب المعجز، الخاتم لجميع الكتب السماوية السابقة، والمهيمن عليها، والمُتعهَّد بحفظه منه جل وعلا ليكون منارة للعالمين، وهداية للحيارى والتائهين إلى يوم الدين، ليكون بعد ذلك تحريفه وإخراجه عن إطاره الربّاني الصالح لهداية البشر أجمعين؟!
الجواب: بالتأكيد: كلا.
وما الفائدة من رسالته الخاتمة حينئذ، إذا ما كان الزعم بضلال الأمة قاطبة عن كتاب ربها، ومن ثم هدي نبيها، طيلة ألف ومائتي عام، بل ولأجل غير معلوم؟!!
أيمكن أن يقبل ذو عقل راجح رشيد، وقلب ناضج واعٍ، بمثل تلك الاجتراءات المنكرة من قِبَل الشيعة الرافضة (وما على شاكلتها)؟!!
الجواب: بالتأكيد، كلا.
وعلى أي شيء تدل مثل تلك الادّعاءات الكاذبة، والتي قد اتخذتها الشيعة الرافضة عقيدة لها؟؟
لا شك، وأن ذلك يدل على: أن مثل تلك الادّعاءات الكاذبة تطوي بين جنباتها ما يشير إلى المخططات الخبيثة التي قد حاولت ترسيخ مثل تلك الادّعاءات المفتراه بتحريف القرآن كيدًا بالإسلام، وحقدًا وحسدًا لهم، لما قد تعهد المولى جل وعلا بحفظ كتابه (القرآن الكريم) المنزل إليهم، لا سيما وقد وُكِّل إلى اليهود من قبل حفظ التوراة، فحرفوها، ثم الإنجيل فكان التحريف والتبديل والتضييع أيضًا.
وكما أشرنا في السابق، فإن مؤسس فرقة الشيعة الرافضة هو ابن سبأ اليهودي، ومن ثم فلا غرابة فيما ذكرناه.

تاسعًا: ومن التناقضات التي تنغمس في وحلها الشيعة الرافضة:
أنها  (الرافضة، وما على شاكلتها) تزعم أن يزيد هو من قتل الحسين، على الرغم من أنه لا دليل على ذلك، ولكنها تُعلّل مثل ذلك الادّعاء، بأنه:
ما دام أن الحسين قد قُتل في ظل خلافته، إذن فيزيد هو من قتل الحسين.
وللردّ على مثل ذل الادّعاء، نثير تساؤلًا مهمًا، وهو على النحو التالي:
أليس القائم (المهدي) الذي تزعم الشيعة غيبته واختباءه داخل السرداب، هو الإمام الثاني عشر (إمام آخر الزمان) لها، وأن إمامته سارية منذ أكثر من ألف عام، وحتى بعد غيبته؟
الجواب: بلى، فالشيعة الرافضة تعتقد ذلك.
ألم تُحتل العراق من التتار في عهد ذلك القائم الذي تزعم الرافضة غيبته، وقاموا بذبح المسلمين؟
الجواب: بلى.
ألا يقتضي من ذلك، أن يخرج القائم المزعوم لدى الشيعة الرافضة من مخبأه، بعد أن قضى التتار على الخلافة العباسية؟!!
ألا يُعد ذلك القائم الغائب المزعون هو المسئول عما حدث في عهده (مجاراة للادّعاءات المنكرة من الشيعة الرافضة)، إذا ما قيس ذلك بما زعمته الشيعة الرافضة من قتل يزيد للحسين لكون حدوث ذلك في ظل خلافته؟؟
الجواب: بلى.
وإذا كان الأمر بخلاف ذلك بالنسبة للشيعة الرافضة، حيث تقول بأن يزيد هو المسئول عن قتل الحسين لكون حدوث ذلك في ظل خلافته، ولكن الأمر بخلاف ذلك بالنسبة لإمامنا القائم الغائب، فعلى أي شيء يدل ذلك؟؟
لاشك، وأن ذلك كله يبين بجلاء عظم التناقض الصارخ الذي تتخبط فيه الشيعة الرافضة (وما على شاكلتها)، في ظل مثل تلك الادّعاءات الكاذبة والمعتقدات الباطلة.
عاشرًا: ومن التناقضات التي تنغمس فيها الشيعة الرافضة:
أنها (الرافضة، وما على شاكلتها) تزعم أن الدين لا يكمل إلا بالإمامة (التي قد ادّعتها كذبًا)، وأن أئمتها هم أولئك الاثنى عشر إمامًا المزعومين بالنسبة لها.
وبناءً على مثل ذلك الادّعاء الباطل الذي قد افترته الشيعة الرافضة، فإن منزلة النبوة والرسالة أقل وأنقص من الإمامة، وأن الدين لم يكمل طيلة فترة رسالة النبي محمد r، وطيلة فترة خلافة أبي بكر وعمر وعثمان، إلى أن جاءت خلافة علي بن أبي طالب.
بل إن حسب زعم الشيعة الرافضة فإن الدين لم يكمل أيضًا في عهد خلافة علي بن أبي طالب، لأنه أعرض عن المنصب الإمامي، وقال حسبما تزعم الشيعة الرافضة: (دعوني والتمسوا غيري)، ومن ثم فإنه يكون بذلك قد ساعد على نقصان الدين لفترة أكبر([23]).
فهل ذلك الهراء يمكن أن يقبله صاحب فطرة نقية وعقل رشيد؟!!
بالتأكيد: كلا.
أيظل الدين ناقصًا بعد أن بعث الله تعالى نبيه محمدًا r، ليكون خاتمًا للنبيين والمرسلين؟!!
بالتأكيد: كلا.
أيظل الدين ناقصًا بعد أن أرسل الله تعالى نبيه r بالكتاب المعجز (القرآن الكريم) والذي به ختمت جميع الكتب السماوية السابقة، فصار مهيمنًا عليها؟!!
بالتأكيد: كلا.
إذن، فمن أين تلك العقيدة الباطلة، القائمة على الزعم بالإمامة، ولم يذكرها (الإمامة) المولى جل وعلا في كتابه المحكم (القرآن الكريم)، والذي تعهد بحفظه إلى يوم الدين، والتي لم تُختلق بدعتها (الاعتقاد بالإمامة) إلى على يد أولئك الرافضة في ذلك الزمان؟؟

لاشك، وأن مثل تلك العقيدة الباطلة، ليست إلا اختلاقًا كاذبًا من أعداء الإسلام، الذين ساهموا في نشأة ذلك الفكر الساقط، الذي تدين به الشيعة الرافضة، كيدًا منهم للإسلام، وحقدًا على أهله.
ولكن الله جل وعلا يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون المبطلون.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.

من أوجه التشابه بين الشيعة الرافضة واليهود،
وبينها (الشيعة الرافضة) وبين النصارى
من أوجه التشابه بين الشيعة الرافضة وبين اليهود:
ليس من العجيب أن نرى التشابه البيّن بين معتقدات الشيعة (الرافضة) وبين اليهود، حيث إننا قد أوضحنا في نقاط سابقة أن نشأة هذه الفرقة المارقة كانت على يد عبد الله بن سبأ اليهودي (قاتله الله).
ومن أوجه التشابه بين الشيعة (الرافضة) وبين اليهود:
1- قال شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله):
(أن محنة الرافضة (الشيعة الرافضة) محنة اليهود؛ وذلك أن اليهود قالوا: لا يصلح الملك إلا في آل داود، وقالت الرافضة لا تصلح الإمامة (التي اختلقتها كذبا) إلا في ولد علي).
2- أن اليهود من مخططاتهم أن يقيموا دولة إسرائيل الكبرى، وأن هذه الدولة لابد أن يسودها حكم آل داود.
وكذلك، فإن الشيعة (الرافضة) تقول: بأنه إذا قام إمامها الثاني عشر (المزعوم) الملقب بالقائم من مخبأه في سردابه، فإنه لن يحكم بالقرآن وإنما سوف يحكم بحكم آل داود.
3- أن اليهود تزعم أنه إذا خرج المسيح الدجال فإنه يثخن القتل في المسلمين، وكذلك فإن الشيعة الرافضة تقول بأنه إذا خرج إمامها الثاني عشر (المزعوم، الملقب بالقائم) فإنه سوف يضع السيف في العرب والمسلمين (أهل سنة الحبيب النبي محمد r).
4- أن اليهود من جملة مخططاتهم أن يُهدم المسجد الحرام (قبلة المسلمين)، وأن يُهدم المسجد النبوي الشريف.
وكذلك، فإن الشيعة الرافضة تزعم أنه إذا خرج إمامها الثاني عشر المزعوم، والذي تنتظر خروجه من جحره (سردابه) منذ أكثر من ألف عام، فإنه سوف يهدم قبلة أهل الإسلام (أهل سنة الحبيب العدنان محمد r)، وهي: المسجد الحرام، وأيضًا سوف يقوم بهدم المسجد النبوي الشريف.
5- وأيضًا، فإن اليهود تبغض وتعادي أمين وحي السماء، الملك جبريل عليه السلام (أفضل وأشرف الملائكة عند الله تبارك وتعالى)، وذلك لأنه ينزل بالتكاليف التي قد أمره الله جل وعلا بالنزول بها على أنبيائه ورسله.
وكذلك، فإن الشيعة الرافضة تقول بأن جبريل قد غلط وأخطأ في نزوله بالوحي على محمد r بدلًا من علي، بل إن من طوائف الشيعة من تقول بخيانته (الأمين جبريل عليه السلام) لنزوله بالوحي على النبي محمد r، وتزعم أن من كان عليه (جبريل عليه السلام) أن ينزل بها (الرسالة) هو علي بن أبي طالب.
ومن ثم يتبين: أن مثل تلك الدعوى الكاذبة إنما هي اعتقاد فاسد، يورث الكراهية والبغض، بل والمعاداة لأمين وحي السماء (الملك جبريل عليه السلام)، وذلك مثل ما عليه اليهود.
إلى غير ذلك من أوجه التشابه بين الشيعة الرافضة واليهود، والتي يتبيّن منها اتفاق الباطل مع بعض، وتآلفه جنبًا إلى جنب.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.
من أوجه التشابه بين الشيعة الرافضة وبين النصارى:
ولقد وافقت الشيعة الرافضة النصارى فيما يتعلق بأمر الزواج، حيث إن النصارى ليس لنسائهم صداق، وإنما يتمتعون بهن تمتعًا.
وكذلك، فإن الشيعة الرافضة يتزوجون بالمتعة (حيث لا يُشترط في مثل ذلك الزواج الباطل شهود أو إنفاق) ويستحلونه، بل ويرغبون فيه([24]) (زواج المتعة).
ومن قليل ما أشرنا إليه يتبين توافق عقيدة الشيعة (الرافضة) مع غيرها من معتقدات أعداء الإسلام، والكائدين لأهله، والحاقدين عليهم.
ومن ثم، فإن ذلك يبرهن على بطلان تلك المعتقدات التي تزعمها الشيعة الرافضة.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.

ما فُضِّلت به اليهود والنصارى على الشيعة (الرافضة)
لقد أشرنا في الجزئية السابقة إلى بعض مما قد تشابهت فيه الشيعة الرافضة مع أعداء الإسلام من يهود ونصارى، ولكننا في هذه الجزئية سوف نوضح أن من خزي الله تعالى لهذه الفرقة المارقة (الشيعة الرافضة) أن جعل اليهود والنصارى قد فُضِّلوا عليها في اعتقاداتهم بأهل نصرة دعوة أنبيائهم.
فلئن سُئل اليهود: من خير أهل ملتكم؟
أجابوا قائلين: أصحاب موسى.
ولئن سئل النصارى: من خير أهل ملتكم؟
أجابوا قائلين: حواري المسيح.
ولكن على النقيض من ذلك تمامًا، إذا سُئل الشيعة (الرافضة): من شر أهل ملتكم؟
قالوا: أصحاب محمد r([25]).
وأيضًا، فإن كلا من اليهود والنصارى على الرغم من كفرهم وتكذيبهم للنبي محمد r، إلا أنهم يعتقدون صحة الكتاب الذي بين أيديهم، وذلك على الرغم من التحريف البيّن للتوراة التي جاء نبي الله موسى عليه السلام، وعلى الرغم من ضياع الإنجيل الذي جاء به المسيح عليه السلام ضياعًا كاملًا (حيث إنه عندما دُوِّن، كُتب بلغة غير لغة الوحي، مما جعل ذلك سببًا في ضياعه كاملًا، غير أن تدوينه لم يكن في زمن المسيح).
ولكننا نجد أن الشيعة (الرافضة، ومن على شاكلتها) تزعم تحريف الكتاب الذي أُنزل على نبيها محمد r، وذلك على الرغم من تعهد الله تبارك وتعالى بحفظه، وذلك إلى يوم الدين.
أعاذنا الله تعالى من إفك الرافضة وحفظنا منه، وهدانا إلى صراطه المستقيم، وردنا إلى سنة حبيبه الأمين محمد r ردًّا جميلًا.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.

ممن هداهم الله تعالى إلى هدي خير الأنام محمد r،
واتباع أهل سنته
لقد شاء الله تبارك وتعالى أن يحفظ دينه الإسلام، على الرغم من كيد أعداءه له، والمحاولات إثر المحاولات للنيل منه، فالله جل وعلا هو مُتمّ نوره ولو كره الكافرون المبلطون.
فالباطل متعدد لجلج كالظلمات.
وأما الحق فهو واحد فقط، واضح أبلح لا مرية فيه، فهو (الحق) النور الذي يمحو الله تعالى به الظلمات.
ولأن الهداية من الله تبارك وتعالى، فهو جل وعلا أعلم بمن يوفقه لهذه النعمة العظيمة التي لا تعادلها نعمة أخرى، نعمة الهداية إليه جلّ وعلا.
ولقد شاء الله سبحانه وتعالى أن يكون ممن قد هداهم إلى صراطه المستقيم وهدي نبيه r القويم، علماء من الشيعة الرافضة أنفسهم، ممن عرفوا الحق وكشفوا عن الباطل.
ومن ثم، فلم يعد للتقية التي تعمل بها الشيعة الرافضة نفس الأهمية التي كانت لها من قبل.
فلقد شاء الله تبارك وتعالى أن يفتضح أمر الشيعة الرافضة من خلال علماءها، وعلى ألسنة مشايخها، كاشفين (العلماء والمشايخ) عن ما تنطوي عليه صدورهم وأنفسهم من نكارة دعوة وفساد معتقد، وذلك إثر تبيان الحق لهم، وانجلاء غيوم الباطل عن عيونهم.
ومن هؤلاء الذين هداهم الله تعالى إلى صراطه المستقيم، واتباع أهل سنة الحبيب الأمين محمد r، بل وصاروا داعين إلى هذا النور الساطع والحق المبين، من على النحو التالي:
1- أحمد الكسوري، صاحب كتاب (الشيعة والتشيع).
2- البرقعي، صاحب كتاب (كسر الصنم).
3- موسى الموسوي، صاحب كتاب (الشيعة والتصحيح).
 
4- السيد حسين الموسوي، صاحب كتاب (لله ثم للتاريخ، كشف الأسرار وتبرءة الأئمة الأطهار).
وغير ما ذكرنا آخرون كثيرون، ممن قد هداهم الله تعالى إليه، وأرشدهم إلى هدي نبيه محمد r وسُنته.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والإرشاد.

شبهات تروجها الشيعة ( الرافضة)،
وموجز من الردّ عليها
بداءة، نودّ أن نشير إلي ردّ موجز لشبة الشيعة الرافضة، الواهية الساقطة، وذلك قبل أن نفصّل يسيرًا في كل منها، وهو:
أن الشيعة إذا ما أرادت إثارة أي من الشبهات، فإن جُلّ اعتمادها في ذلك يكون علي الإتيان بأحاديث موضوعة معتلّة، لا سند صحيح لها، ثم الاعتماد علي جهل من تُثار له تلك الشبهة بالردّ عليها.
وكما هو المشهور والمأثور عن الشيعة الرافضة، فإنهم من أكذب خلق الله تعالي علي رسوله صلي الله عليه وسلم ( إلا من رحم الله تعالي وهداه)، فيعملون علي تشويه التاريخ مستفرغين في ذلك جهدهم وعزمهم، مستغلين ما تميله عليه عقولهم من شتي الوسائل والسبل الخبيثة، مثل:-

  1. الاختلاق والكذب.

  2. استغلال تشابه الأسماء.

  3. الزيادة علي الحادثة أو النقصان منها بحسب ما يتراءي لهم بقصد التشويه.

  4. إبراز الأخطاء، بمعني التغطية علي أية محاسن.

  5. صناعة الأشعار لتأييد حوادث تاريخية مكذوبة، ونسبها إلي فلان، افتراءً وبهتانا.

  6. وضع الكتب والرسائل المزيفة، والتي تُنسب كذبًا إلي فلان أو فلان، حسبما يتلائم مع كيدهم ومخططاتهم.

ونموذج ذلك، كتاب نهج البلاغة، حيث إنه مطعون في سنده ومتنه.

  1. استخدام إسلوب الذم في ثوب المدح، بمعني اختلاق قصة مكذوبة، قد تمدح صاحبها، في الظاهر، حتى إذا ما ابتلعها سامعها وصدّق بها، يجدها منطوية علي ذمّة، ومن ثم يكون فريسة لحيلتهم وخديعتهم.

  2. انتاج الأفلام والمسلسلات (في هذا العصر، عصر الفضائيات والإنترنت، التي تساعد علي تشويه التاريخ الحقيقي، ومن ثم نشر أفكارهم ومعتقداتهم.

 إلي غير ذلك مما يبتكرونه يومًا بعد يوم تنفيذًا لمخططاتهم ومكائدهم، ومن نماذج تلك المكائد لدي الشيعة لتنفيذ مخططاتهم:
استشهادهم ببعض ما جاء في ( تاريخ الطبري).
إن مميزات ( تاريخ الطبري) أنه لا يحدث إلا بالأسانيد، وبينما نجد أن أهل سنة الحبيب النبي محمد صلي الله عليه وسلم يأخذون الصحيح من هذه الأسانيد، نجد أن الشيعة (الرافضة) وغيرها من أهل البدع يأخذون السقيم من تلك الأسانيد، لما يتوافق مع أهواءهم ومطامعهم، حيث يجدون فيه بغيتهم.
وذلك علي الرغم من أن الإمام الطبري ( نفسه) والذي يشهد له علماء أهل سنة الحبيب النبي r، قد نبّه علي أنه ذكر في كتابه كل ما روي من أخبار وآثار دون  التحقيق في سندها، وأن مسندها إلي رواتها، وأنه إن كان في ما ذكره ما يستنكره القارئ، أو يستشنعه السامع، فإن ذلك ليس من قبله، وإنما هو من رواته، وإنما كان دورة (دور الإمام الطبري) ذكر ما حُدِّث به دون التحقيق في سنده، وأن علي القارئ تمحيض ذلك السند.
ومن نماذج هؤلاء الرواة، الضعفاء الواهين، الغير معتد بهم في رواياتهم:
الكلبي، وقد صنفه علماء الحديث علي أنه من المتروكين، نظرًا لكذبه، وكذلك الواقدي، وسيف بن عمر التميمي، وكذلك لوط بن يحي المُكني بأبي مخنف، وغيرهم.
حيث تم تصنيفهم من علماء الحديث علي أنهم من المتروكين.
وقد كان ذلك الجهد العظيم من علماء أهل سنة الحبيب العدنان محمد r, للتمحيص بين الصحيح والسقيم، ومن ثم التفرقة بين الحق والباطل.
وفرضًا، إذا لم يوجد سند للرواية(كما في كثير من روايات التاريخ)، وكان الأمر يتعلق بصحابة النبي محمد r الكرام، فيكفينا الأصل الذي نسير عليه، والذي يشهد الجميع به، وهو ثناء الله جل وعلا عليهم في كتابه المحكم ( القرآن الكريم)، وكذلك شهادة رسوله محمد r لهم، وثناءه عليهم في أحاديثه الشريفة الصحيحة.
وأيضًا، إذا كان الأمر متعلقًا بمن افترت الشيعة( الرافضة) عليها بهتانًا وكذبًا، وهي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، فيكفينا في ذلك تبرءة الله جل وعلا لها بكتابة المحكم ( القرآن الكريم) وفي سياق آيات تتلي إلي يوم الدين، وكذلك شهادة رسول الله r لها وثناءه عليها، وكذلك غيرها من سائر أمهات المؤمنين، أزواج رسول الله r، واللاتي لم يسلمن من طعن الشيعة وافتراءاتها.
بمعني، أن الأصل هو الرجوع إلي كتاب الله تبارك وتعالي، والرجوع إلي الصحيح الموثق من أحاديث النبي r الثابتة عنه، ثم النظر في سند الروايات التي قد ذكرها التاريخ، وتَأوُّلِها تأولًا صحيحًا، دُون غلو فيه، وفقًا للأصل الذي عندنا، وهو كتاب الله تعالي، والصحيح من أحاديث رسول الله r، دون أخذ بعضها وترك البعض الآخر، وذلك كي يتضح لنا المراد الكامل منها.
وبعد أن أشرنا إلي رد شامل علي ما تثيره الشيعة الرافضة من شبه واهية ساقطة، نشير إلي بعض التفصيل في الردّ عليها، كما هو النحو التالي:
1- لقد قامت الشيعة ( الرافضة) في سبيل الطعن في أصحاب النبي r، كجزء رئيسي من معتقدها، بتأويل ما تشابه من آيات القرآن الكريم تأويلًا باطلًا، في تعارض واضح مع صريح الآيات المحكمات، والصحيح الثابت من أحاديث الرسول r.
وصدق الله تعالي، إذ يقول:
﴿هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: ]
ففي هذه الآية الكريمة التالية، التي سوف نذكرها، ما يتضح من ثناء الله تعالى على النبي محمد r وأصحابه الكرام، ومدحهم بالعديد من الصفات الحسنة، وهذه الآية التي نحن بصددها، هي قول الله تعالى:
﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [سورة الفتح: 29].
حيث يتبيّن منها، أن الله تعالى قد امتدح أصحاب نبيه r الكرام، بأنهم:
- أشداء على الكفار                       - رحماء بينهم.
- يعبدون الله تعالى وحده، فيركعون ويسجدون له جل وعلا، راغبين فضله ورضوانه عليهم.
وهذا الذي أشرنا إليه هو ظاهر الآية الكريمة، وهو ما يُفهم منها بجلاء.
ولكن الشيعة (الرافضة) أبت إلا أن تطعن في أصحاب النبي محمد r، في اعتماد منها على التأويل الباطل لما تشابه من الآيات، تاركة للواضح الصريح، المحكم البيّن من الآيات الأخريات، لما يتعارض مع أهواءها ومخططاتها، ولا يتماشى معها.
حيث نجدها (الشيعة الرافضة) قالت بأن (من) بكلمة (منهم) في قول الله تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الفتح: 29].
أنها للتبعيض، بمعنى أن بعضًا من الذين آمنوا وعملوا الصالحات سوف ينالون المغفرة والأجر العظيم، بينما الباقون ليس لهم ذلك، قاصدين ما يسعون إليه جاهدين من تشويه لصور الصحابة الكرام بالزعم الباطل لديها (الشيعة الرافضة) من الاعتقاد بارتدادهم وكفرهم عدا 3 أو 5 أو ما يزيد قليلًا عنهم.
ولا شك، أن مثل ذلك إنما هو اجتراء منكر، حيث:
إن الحق الذي عليه علماء التفسير للقرآن الكريم: أن (من) في كلمة (منهم) ليست للتبعيض كما يدعي المبطلون، وإنما هي على أحد المعنيين التاليين:
أ- المعنى الأول:
أن (من) في كلمة (منهم) تعني: من جنسهم وأمثالهم، كما في قول الله تعالى:
﴿..... فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ [الحج: 30].
حيث لا يُفهم من الآية الكريمة أنه يلزمنا أن نجتنب بعضًا من الأوثان دون البعض الآخر، وإنما يفهم منها: أن يلزمنا اجتناب جميع الأوثان.
فتكون (مِن) قد أتت هنا بمعنى: اجتنبوا الرجس من أمثال هذه الأوثان([26]).
ب- المعنى الثاني:
أن تكون (من) في كلمة (منهم) قد جاءت للتأكيد، كما في قول الله تعالى:
﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء: 82].
فتكون معنى الآية الكريمة: أن القرآن الكريم كله شفاء ورحمة للمؤمنين، وليس أن يكون بعض آياته شفاء ورحمة، والبعض الآخر ليس كذلك([27]).
لذا، فإن (من) هنا للتأكيد.
ومما أشرنا إليه يتبين لنا بطلان تلك الشبهة الساقطة، المفتراة من الشيعة الرافضة، وذلك بموجز من الردّ الحاسم عليها، والبرهان القاطع على بطلانها، إضافة إلى ما قد أخبرنا به القرآن الكريم من صريح الآيات الكريمات التي تؤكد ما أشرنا إليه.
2- لقد قال النبي محمد r: «يرد عليّ رجال أعرفهم ويعرفونني، فيذادون عن الحوض، فأقول أصحابي، فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك»([28]).
ومن الروايات الأخرى لهذا الحديث النبوي الشريف: «إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم، وسيؤخذ أناس دوني، فأقول يا رب مني ومن أمتي، فيقال: أما شعرت ما عملوا بعدك، والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم»([29]).
وكالمعتاد، فإن الطاعنين يأبون إلا المتشابه من الآيات الكريمات، والأحاديث النبوية الشريفة، بحيث يمكنهم أن يجدوا بغيتهم في ذلك التأويل الباطل.
فلقد وقفت الشيعة (الرافضة) على كلمة (أصحابي) في الحديث الأول، وزعمت أن المراد بهذه الكلمة هم أصحاب النبي محمد r ابتداء ًمن أبي بكر وعمر وعثمان، وإلى آخر الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، كطعن فيهم جرّاء الزعم بارتداءهم وكفرهم حسبما تنص عليه معتقداتهم (معتقدات الشيعة الرافضة، ومن على شاكلتهم) الخبيثة.
ولا شك، أن ذلك الادّعاء الخاص بتفسير الشيعة الرافضة لكلمة (أصحابي) في الحديث الأول، إنما هو قول باطل، واجتراء منكر، حيث يتعارض مع الآيات الكريمات الصريحات، الواردة في فضل الصحابة الكرام، وفي رضا الله تبارك وتعالى عليهم، إضافة إلى تعارض (ادّعاء الشيعة الرافضة) مع الصريح من الأحاديث النبوية الشريفة، الثابتة عنه، والتي قد وردت في عظيم فضل الصحابة رضوان الله عليهم، وكرامتهم.
وإضافة إلى الآيات الكريمات الصريحات، والأحاديث النبوية الصريحة، التي تبين عظم فضل الصحابة الكرام، وامتداح الله تبارك وتعالى لهم، ورضاه عليهم، ما نبينه على النحو التالي:
1- أن المراد بكلمة (أصحابي) في الحديث الشريف: المنافقون.
حيث كان المنافقون يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر، فيصلّون مع النبي محمد r وقلوبهم فارغة من الإيمان والإسلام([30]).
ومن هؤلاء المنافقين من كان يظنّ النبي محمد r أنهم من أصحابه، حيث لم يكن يعلم نفاقهم، ولم يخبره الله تعالى بذلك، ويدلّل على ذلك قول اله جل وعلا: ﴿وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ [التوبة: 101].
2- أن المراد من كلمة (أصحابي): أنهم هم الذين ارتدوا بعد وفاة النبي محمد r، وماتوا على ذلك.
فقد كان بعد وفاة النبي محمد r أن ارتدّ كثير من العرب، وامتنعوا عن الزكاة، فحاربهم صحابة النبي محمد r، بأمر من الخليفة الأول أبي بكر الصديق.
ومن ثم فقد يكون المراد بكلمة (أصحابي): هؤلاء الذين ارتدوا عن الإسلام، والذين يُحسبون على صحابة رسول الله r، ويُظن فيهم (المرتدين) أنهم منهم (الصحابة الكرام)([31]).
3- أن المراد بكلمة (أصحابي): المعنى العام منها، وهو كل من صحب النبي محمد r حتى وإن لم يؤمن به ويتابعه([32]).
4- أن المراد بكلمة (أصحابي): كل من صحب النبي محمد r على هذا الطريق ولو لم يره، ويدل على هذا رواية (أمتي).
وقول النبي محمد r (أعرفهم)، فقد تبين من حديث آخر صحيح أنه r سوف يعرف أمته يوم القيامة من آثار الوضوء.
وكما أشرنا، فإن هذا التوضيح الموجز اليسير يُؤَكَّد بما قد دلّت عليه صريح الآيات الكريمات، وصريح الأحاديث الصحيحة الأخرى، التي قد وردت في فضل الصحابة الكرام، ومدح الله تعالى لهم، ورضاه عنهم.
ومن ثم يتبين بطلان تلك الشبهة الساقطة التي قد اختلقتها الشيعة الرافضة، نيلًا من الإسلام، ومن أهل سنة الحبيب العدنان محمد r.
فالصحابة الكرام هم خير من عرفتهم البشرية بعد الأنبياء والمرسلين.
فقد قال الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [آل عمران: 110].
ومن المعلوم أن هذه الآية الكريمة قد نزلت على النبي محمد r، وأصحابه الكرام هم من كانوا قد آمنوا به، ويوءازرونه ويناصرون دعوته.
ومن المحال أن يصف الله تعالى أمة النبي محمد r بأنها خير أمة إذا حققت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم يكون الاعتقاد بما تزعمه الشيعة (الرافضة) من أن جميع الصحابة (من المهاجرين والأنصار) ارتدوا إلا ثلاثة، وذلك على الرغم من أن الصحابة هم خير نموذج تنطبق عليه هذه الآية الكريمة (المشار إليها سابقًا)([33]).
فهل يعقل أن يكون وصف (أمة) المذكور في الآية الكريمة خاصّ بثلاثة فقط من الصحابة؟!!
فهل هؤلاء الثلاثة الذين تزعم الشيعة الرافضة أنهم من ثبتوا على إيمانهم وإسلامهم دون غيرهم، هم المقصودون بكلمة (أمة)؟!!
الجواب: لا.
فما يقول بمثل ذلك الخبط من الكلام إلا حاقد خبيث، لا يألوا جهدًا في تنفيذ أجندة أجنبية ذات مخطط خبيث، كيدًا بالإسلام وأهله.
وختامًا للردّ على هذه الشبهة التي قد أثارتها الشيعة (الرافضة)، نذكر ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه، على النحو الآتي:
(إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد r خير القلوب، فاصطفاه لنفسه، فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب النبي محمد r فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيه، يقاتلون على دينه).
3- لقد قالت الشيعة (الرافضة) بأن الصحابة قد أغضبوا النبي محمد r، وذلك بعد أن عقد صلح الحديبية، مع قريش، حيث رجع ولم يعتمر، فأمر الصحابة أن يحلقوا وينحروا فلم يستجيبوا، فغضب r، ومن ثم قالت (الشيعة الرافضة): بأن من يُغضب النبي r يستحيل أن يكون عدلا.
ولا شك، أن ذلك الكلام الذي تزعمه الرافضة (الشيعة الرافضة) إنما هو من سوء الظن، وعدم الفهم، وادّعاء ما لا صحة له.
فما عرف للنبي محمد r قدره كما عرف له أصحابه الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
ولتوضيح جزء مما يشهد بذلك، نذكر ما أخبر به عروة بن مسعود لقريش، موضحًا ما بدا له من أحوال الصحابة مع رسول الله r في يوم صلح الحديبية، حيث يقول:
(أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك، ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله ما رأيت ملكًا قط يعظمه أصحابه ما (كما) يعظم أصحاب محمد محمدًا، والله إن تنخم بنخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلّك بها وجهه، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم، وما يحدّون النظر إليه تعظيمًا له...).
ومن ثم يتبين لنا: أن ما ظهر من أمر الصحابة (رضوان الله تعالى عليهم) من تأخر في الاستجابة لأمر رسول الله r بالحلق والنحر، لم يكن على سبيل المعصية، وإنما كان أمنية منهم أن يغير النبي محمد r رأيه، وأن ينزل عليه الوحي من الله تبارك وتعالى بأن يدخل مكة، وذلك شوقًا منهم إلى بيت الله الحرام، والطواف به،ومن ثم كان تأخرهم.
ولكن لمّا خرج النبي محمد r فحلق ونحر هديه، علم الجميع أن الأمر قد انتهى، ولا محال للرجوع فيه، فحلقوا ونحروا، مستجيبين لأمر الله تعالى، وأمر رسوله r([34])، حتى أنزل الله تعالى فيهم قوله: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا [الفتح: 18].
وأنزل سبحانه وتعالى قوله: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الفتح: 29].
ومن ثم يتبين أن سوء الظن وعدم الفهم، وادّعاء ما لا صحة له، هو سبيل الطاعنين في الإسلام، والحاقدين على أهله.
فيتبين أن ما قد افترته الشيعة الرافضة من اجتراءات منكرة في خير الناس بعد الأنبياء والمرسلين، إنما هو من سبيل البهتان والكذب.
4- لقد اتخذ الطاعنون سبيلًا آخرًا بجانب طعنهم في خير البشر بعد أنبياء الله تعالى ورسله (الذين لم تعرف البشرية قاطبة نموذجًا مثلهم)، وهو سبيل الطعن في أزواج رسول الله r، حيث قد قذفت (الشيعة الرافضة) أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وكذلك أم المؤمنين حصفة رضي الله عنها وغيرها بتهمة خبيثة منكرة، وهي تهمة الكفر والارتداد عن الإسلام.
حيث زعمت الشيعة (الرافضة) أن في الآية:
﴿إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ [التحريم: 4]، ما يستدلون به على مثل ذلك القول الخبيث.
إذن، فماذا كان استدلالهم النابع من اتباعهم لما تشابه من آيات القرآن الكريم، وتركهم للمحكم منه، ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله؟
إنما كان استدلال الشيعة الرافضة على مثل ذلك الادّعاء الخبيث، والاجتراء المنكر، من خلال قول الله تعالى (صغت) ، حيث يزعمون أنها تعني: الميل إلى الكفر ولا شك، أن ذلك إنما هو من الأقوال الكاذبة، والتي قد بيّن علماء الإسلام بطلانها.
حيث إن الصحيح في قول الله تعالى (صَغت): أي مالت عن الحق في هذا الفعل، فالفعل خطأ، ولكن ليس المعنى ما قد اختلقته الشيعة الرافضة من الكفر المناقض للإيمان.
ويؤكد ما ذكرنا: المحكم من آيات القرآن الكريم، والذي لا يدع مجالًا لمثل هؤلاء الشيعة (الرافضة وغيرهم) للتأويل الباطل.
ويؤكد ما ذكرنا أيضًا: الصحيح من أقوال رسول الله r، والثابت عنه.
وأما عن سبب نزول هذه الآيات الكريمات، فإننا نحيل القارئ إلى أي من التفاسير المعتمدة للقرآن الكريم، كتفسير ابن كثير.
حيث إن ما أردنا إيضاحه في هذه النقطة: هو الادّعاء الكاذب للشيعة الرافضة وما قد اختلقته من اجتراء منكر.
5- لقد جاء في جزء من حديث طويل، أن النبي محمد r قد قال في حق علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «من كنت مولاه فعلي مولاه» [رواه الحاكم في المستدرك].
وكما أشرنا سابقًا، فإن أصحاب الأهواء يأخذون ويتركون من الآيات الكريمات، والأحاديث النبوية الشريفة بحسب أهواءهم، وما يتوافق مع مرادهم من تأويلات باطلة.
فقد زعمت الشيعة الرافضة أن في هذا الجزء من الحديث المشار إليه آنفًا، ما يدل على أن عليًّا هو الخليفة بعد الرسول محمد r، وأن الخليفة والمولى بمعنى الوالي: أي السيد الذي يجب أن يطاع.
ولا شك أن ذلك الفهم الذي قد ابتدعته الشيعة الرافضة ليس بالصحيح على الإطلاق، إذ أن ما قاله النبي محمد r إنما كان له مناسبة خاصة، بعيدًا تمامًا عن ما ذهبت إليه الشيعة الرافضة من أمر الخلافة والولاية، حيث زادوا (علماء الشيعة ومشايخهم) في الحديث الصحيح زيادات باطلة، لتعضد ما ذهبوا إليه من أقوال مختلقة.
والصحيح، أن هذا الحديث سببه أمران (حَدَثان) اثنان:
الحدث الأول:
عن بريدة بن الصحيب رضي الله عنه قال: أرسل خالد بن الوليد إلى النبي محمد r ليرسل إليه من يقبض الخمس، فجاء علي وقبض الخمس، ثم اختار جارية من الخمس ودخل بها، وقال بريدة: وكنت أبغض عليا وقد اغتسل (يعني أنه قد اغتسل بعد أن دخل بالجارية)، فقلت لخالد: ألا ترى إلى هذا؟! فلما قدمنا إلى النبي r ذكرت له ذلك، فقال النبي r لبريدة: «يا بريدة، أتبغض عليا؟ فقلت: نعم، فقال النبي r: لا تبغضه، فإن له في الخمس أكثر من ذلك»([35]).
وفي رواية الترمذي، أن النبي r قال لبريدة: من كنت مولاه فعلي مولاه.
الحدث الثاني: عن أبي سعيد أن عليًّا منعهم من ركوب إبل الصدقة (لما كانوا في اليمين)، وأمرّ عليهم رجلًا، وخرج إلى النبي r في مكة، ثم لما أدركه في الطريق إذا الذي أمّره قد أذن لهم بالركوب، فلما رآهم ورأى الإبل عليها أثر الركوب، غضب ثم عاتب نائبه الذي جعله مكانه.
قال أبو سعيد: فلما لقينا رسول الله r، ذكرنا ما لقينا من علي (من الغلظة والتضييق)، وفي رواية أنها كانت حللًا أرادوا أن يلبسوها فمنعهم علي رضي الله عنه من لبسها، فقال
رسول الله r: «مه يا سعد بن مالك (وهو أبو سعيد) بعض قولك لأخيك، فوالله لقد علمت أنه أحسن في سبيل الله» (قال ابن كثير: إسناده جيد على شرط النسائي، أخرجه البيهقي وغيره).
وقال ابن كثير: إن عليًّا رضي الله عنه لما كثر فيه (القيل والقال) من ذلك الجيش بسبب منعهم إياهم استعمال إبل الصدقة، واسترجاعه منهم الحلل التي أطلقها لهم نائبة، قام النبي r في الناس خطيبًا فبرّأ عليّا، ورفع قدره ونبّه على فضله ليزيل ما وقر في قلوب كثير من الناس([36]).
ومن ثم يتبين لنا أن الصحيح البيّن من قول النبي محمد r (من كنت مولاه فعلي مولاه) أن المقصود بالموالاه: موالاة النصرة والمحبة، وعكسها المعاداة.
ويبرهن على ذلك:
أن كلمة المولى قد يقصد بها الربّ سبحانه وتعالى، وقد تطلق على المالك والمنعم والناصر والمحب، والحليف، والعبد، والمعتق، وابن العم، والصهر، كما بيّن ابن الأثير.
إضافة إلى أن حديث النبي محمد r ليس فيه ما يتعلق بأمر الإمامة أو ما يدل على الخلافة، إذا لو أن النبي محمد r كان قاصدًا الخلافة، فهل يُتصور أن يأتي بكلمة تحتمل كل تلك المعاني التي أشرنا إليها، بدلاً من أن يأت بها صريحة، كأن يقول (عليٌ خليفتي من بعدي) أو (عليٌ الإمام من بعدي)، أو (إذا أنا مت فاسمعوا وأطيعوا لعلي بن أبي طالب)، لعدم حدوث الخلاف والنزاع والشقاق([37])؟!!
ولماذا (إذا كان ما تدعيه الشيعة الرافضة حقًّا) لم يأت النبي محمد r بكلمة (والي) بدلًا من كلمة (مولى)، حيث إن كلمة (والي) هي التي تشير إلى الولاية والحكم، وأما كلمة (مولى) فإنها تشير إلى المحبة والنصرة([38])؟؟
فالنبي محمد r لم يأت بأي من تلك الكلمات الفاصلة.
فما الذي يحمل الشيعة الرافضة على ما تدّعيه؟؟
ونختم بتوضيح مهم، وهو:
أنه مصداقًا لقول الله تعالى: ﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ [المائدة: 55].
فإن الله تعالى هو مولانا، ورسوله r مولى لنا، والمؤمنون الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة، ومن بينهم عليٌ بن أبي طالب، أولياء لنا([39]).
ومن ثم يتبين لنا عظم افتراءات الشيعة الرافضة وكذبهم وبهتانهم، وعظيم اختلاقهم لما تُشقّ به الصفوف، كيدًا بالإسلام ، وحقدًا على أهله.
6- ولقد وجدت الشيعة (الرافضة) بغيتها (حيث التأويل الباطل) في بعض من أحاديث النبي محمد r، ومن ثم اختلاق بدعة الاثنى عشر إمامًا.
ولتوضيح بطلان ما قد زعمته الشيعة (الرافضة)، نذكر أولًا بعضًا من أحاديث النبي محمد r، والتي ترتكز عليها الشيعة الرافضة للوصول إلى بغيتها، على النحو التالي:

  1. قال رسول الله r: «يكون اثنا عشر أميرًا كلهم من قريش»([40]).

  2. قال رسول الله r: «لا يزال الإسلام عزيزًا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش»([41]).

  3. قال رسول الله r: «لا يزال هذا الدين عزيزًا منيعًا إلى اثني عشر رجلًا»([42]).

  4. قال رسول الله r: «لا يزال الدين قائمًا حتى يكون عليهم اثنا عشر خليفة كلهم تجتمع عليهم الأمة»([43]).

ونوضح: أن من خزي الله تعالى لتلك الفرقة الرافضة (الشيعة الرافضة) أن ما تستدل به من أحاديث للنبي محمد r (حيث تجد بغيتها في إمكانية التأويل الباطل)، إنما هو في ذاته دليل دامغ على نكارة دعوتها، وبطلان معتقداتها، ونموذج ذلك:
أن النبي محمد r في كل من الأحاديث السابق ذكرها يبين أن الدين الإسلامي الحنيف غريز منيع، وذلك منذ أن أظهره الله تعالى ونصر دعوته، مارًا بخلافة الخليفة الأول لرسول الله r (أبي بكر الصديق)، ثم الخليفة الثاني (عمر بن الخطاب)، ثم الخليفة الثالث (عثمان بن عفان)، ثم الخليفة الرابع (علي بن أبي طالب)، وذلك إلى اثني عشر خليفة.
ولكن الشيعة (الرافضة) التي أسّست معتقدها على الطعن في أصحاب رسول الله r، كذّبت بما قاله النبي محمد r وناقضته، فقالت: أن الدين لم يكن عزيزًا في فترة من سبق عليًا بن أبي طالب في خلافته.
ولا شك، أن ذلك محض افتراء، واجتراء منكر، مُعارض للصريح من أحاديث النبي محمد r.
بل إن الأحداث التاريخية التي قد تمت في عهد الخليفة الأول لرسول الله r (أبي بكر الصديق)، ثم الخليفة الثاني (عمر بن الخطاب)، ثم الخليفة الثالث (عثمان بن عفان)، من انتصارات وفتوحات، وعز للإسلام لشاهد أيضًا على بطلان ما قد زعمته الشيعة الرافضة واتخذته معتقدًا لها.
ويتبيّن أيضًا:
أن أوصاف الاثنى عشر أميرًا أو خليفة، الذين ذكرهم النبي محمد r، كالآتي:
1- أن يتولون الخلافة.
2- أن الإسلام يكون عزيزًا في عهدهم.
3- أن الناس تجتمع على خلافتهم.
ولا ينطبق أي شرط مما قد بيّنه رسول الله r في أحاديثه على أي ممن قد زعمت الشيعة الرافضة إمامتهم([44]).
إضافة إلى أن النبي محمد r قال هذه الأحاديث الشريفة علانية، مُعلِمًا بها أصحابه وأمته من بعده.
ولكن ما قد تزعمه الشيعة الرافضة حول أئمتها (المزعومة):
أن ولايتهم تكون سريّة، حيث تقول (الشيعة الرافضة) بأن ولاية الله أسرّها إلى جبرائيل، وأسرها جبرائيل إلى محمد، وأسرها محمد إلى علي، وأسرّها علي إلى من شاء([45]).....، وهكذا حسب زعمها وافتراءاتها.

إضافة أيضًا إلى:
أن الحسن العسكري، والتي تزعم الشيعة الرافضة أنه إمامها الحادي عشر قد مات دون ذريّة، ومن ثم فأين إمامها الثاني عشر؟!
وإذا ما اختلفت الشيعة الرافضة قصة خيالية موهومة حوله (إمامها الثاني عشر، الذي ليس له في الحقيقة وجود)، فإن ذلك يكون مخالفًا للواقع، من قبيل الاستخفاف بالعقول، والمباهتة لأدنى درجات المعقول.
وعلى شاكلة ما قد أوردناه في إيجاز، من شبه قد اختلقتها الشيعة الرافضة، وروجت لها، تدور سائر ما تختلقه الشيعة من شبه واهية ساقطة، لا أدنى مصداقية لها حيث تعتمد الشيعة الرافضة في ذلك كما أشرنا، على غير الثابت الصحيح من الأحاديث، وأخذ وترك ما تشاء من الآيات وأقوال الرسول r حسبما يتوافق مع تأويلاتها الباطلة، ومخططاتها الخبيثة.
ولكن كما أشرنا، فإن محصلة ذلك كله الخزي والفضيحة لها (الشيعة) على يد العلماء الصادقين، الذين باعوا أنفسهم لله جل وعلا، رافعين لواء الحق، داعين إليه، مع كشفهم للباطل محذّرين منه.
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، وأن جعلنا من أتباع سنة الحبيب العدنان محمد r.
والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والرشاد.

الباطل وصوره المتعددة، وتآلفه مع بعضه البعض
بداءة، نوضح:
أن الباطل متعدد، يتآلف مع بعضه البعض،ومن ثم فإن صوره كثيرة، فهو كالظلمات.
وأما الحق فليس إلا واحدًا فقط، لا يمكن أن يتآلف مع غيره من باطل.
فالحق كالنور الذي يمحو الله تعالى به الظلمات، ونموذج ما ذكرنا، الآتي:
أننا قد نجد السارق والقاتل، وشارب الخمر، والزاني، وآكل الربا، .... إلى ما شابه ذلك، تجمعهم علاقات مختلفة، نابعة من التآلف بينهم والامتزاج ببعضهم البعض، ومن ثم فلا غرابة في أن تجمعهم مجالس مختلفة تجمع بينهم جميعًا.
ولكننا لا نجد إنسان تقي نقي، يعرف لله حقًّا، ولرسوله r قدرًا، ولتعاليم دينه امتثالًا وتطبيقًا، تجمع بينه وبين هؤلاء السابق ذكرهم (السارق، والقاتل، وشارب الخمر، والزاني، وآكل الربا...) أو من على شاكلتهم، أية علاقة نابعة من التآلف فيما بينه وبينهم، فلا نجد ذلك مطلقًا.
وإذا ما شوهد مجلس يجمع بينه وبين أي منهم، فإن النفوس سرعان ما تستغربه وتستنكره، ويُفسر ذلك بأنه لعله أمر عابر اضطراري لعلة ما.
وأيضًا (سبحان الله تعالى)، فإننا نجد أن ذلك الباطل بصوره المختلفة قد يجمع أهله (أهل الباطل من قاتل وسارق ...) غرفة عقاب واحدة مشتركة (غرفة السجن).
وأما  إذا ما سُجن (اعتقل) شخص ما بسبب التزامه وتمسكه بدينه وسنة نبيه r وهديه، أو جهاده بكلمة حق يستمسك بها، وذلك من قِبَل سلطة ما معادية للإسلام، وأهله، فإنه لا يُجمع بينه وبين أهل الباطل (من سارق وقاتل...) في غرفة واحدة مشتركة، ولكنه يكون (ومن على نهجه) في غرفة مستقلة عنهم.
ونخلص مما ذكرنا، إلى ما نودّ إبرازه وإلقاء الضوء عليه، وهو:
أن الشيعة الرافضة بمعتقداتها الباطلة، وما تنطوي عليه من ادعاءات فاسدة، تجمع بينها وبين اليهود (بني إسرائيل) علاقات سرية خفية (ولا غرابة في ذلك، إذ أنه كما أشرنا فإن مؤسسها هو ابن سبأ اليهودي)، وأيضًا تجمع بينهم وبين الصليبيين علاقات سرية، وتواطؤ خفيّ، وغيرها (غير اليهود والنصارى) من غير المسلمين، وذلك كله كيدًا للإسلام، وحقدًا على أهله الذين هم أهل سنة الحبيب النبي محمد r.
ومن ثم، فإن أعداء الإسلام (المعلنين) إذا ما وجدوا مثل ذلك الحليف (الشيعة الرافضة، وما على شاكلتها) فهل يدعونه دون استفادة منه؟! هل يضيعون من بين أيديهم مثل تلك الفرصة؟!
الجواب: كلا.
وما أشرنا إليه يُفسر بجلاء عدم نهوض مثل تلك الدول المعادية للإسلام، الكائدة له (الولايات المتحدة الأمريكية – بريطانيا – وغيرها) نحو إيران (التي يقطنها الشيعة بنسبة كبيرة) وإفشال برامجها العسكرية (ونحو ذلك)، وذلك لتكون معول هدم للإسلام، وشوكة في نحور أهله الذين هم أهل سنة الحبيب النبي محمد r، فالمخططات مشتركة والأهداف واحدة (الكيد بالإسلام وأهله – الذين هم أهل سنة الحبيب النبي محمد r-).
وعلى نقيض ذلك، فإننا نجد مسارعة تلك الدول (المعادية للإسلام) إذا ما رأوا بزوغ نور الإسلام الحقيقي على يد أهله، المستمسكين بسنة حبيبهم ونبيهم محمد r وهديه، إلى اطفاء نوره واستئصال شأفته، ولكن يأبى الله تعالى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون المبطلون.
ومما يشهد لما ذكرنا:
- أن الشيعة هم من كانوا عونًا للتتار على المسلمين، وسببًا في إيقاع بلاد الإسلام بأيديهم، ومن ثم الخراب والدمار لدياره، والذبح والقتل لأهله، والتاريخ شاهد على ذلك.
- وأن الشيعة هم من تواطئوا مع الأمريكان لإسقاط أفغانستان، وإيقاعها تحت احتلال الولايات المتحدة الأمريكية.
- وأن الشيعة هم من تواطئوا مع الأمريكان لإسقاط العراق، وإيقاعها أيضًا تحت احتلال الولايات المتحدة الأمريكية.

وهم (الشيعة) لا يجدون حرجًا في اعترافهم بذلك، حيث يقولون:
لولا إيران ما سقطت كابول (عاصمة أفغانستان) ولا بغداد عاصمة العراق، وذلك يعني في أيدي الأمريكان.
إلى غير ذلك من صور تحزّب الشيعة مع أعداء الإسلام، في إطار علاقات خفية وتواطؤات سرية، كيدًا بالإسلام وأهله.
فمؤسس الشيعة هم ابن سبأ اليهودي.
وعلى نقيض الشيعة وتواطؤها مع الكفرة والملاحدة كيدًا بالإسلام، واستئصالًا لشأفته، نجد أهل سنة الحبيب النبي محمد r يأبون إلا نصرة الإسلام وإعلاء رايته.
ومن ثم، فإن ما يريدونه (أهل الإسلام) مُناقضًا لما يريده أعداء الإسلام (من اليهود والصليبيين والملحدين).
لذا، فإنه لا توجد أية مخططات مشتركة أو تواطؤات خفية بين أهل الإسلام (أهل سنة الحبيب النبي محمد r) وبين هؤلاء الأعداء.
فهل يتفق من غايتهم إعلاء راية الإسلام، ورفع راية التوحيد (أهل سنة الحبيب النبي محمد r)، مع من غايتهم إطفاء نور الله تعالى والكيد بالإسلام، وتنكيس رايته؟!!
هل يتفق الحق مع الباطل؟!
الجواب: كلا، فالحق ليس إلا واحدًا، ولا يمكن أن يتفق مع الباطل الذي كله ظلمات. فالحق هو النور الذي يمحو الله تعالى به الظلمات.

رسالة من أهل سنة الحبيب النبي محمد r إلى الشيعة
لقد تضمن هذا البحث اليسير الموجز جزءً من المعتقدات التي قد أُسست عليها الشيعة، ومن ثم كانت رسالتنا الموجزة الموجهة إلى أهل التشيع، متضمنة لما سوف نذكره على النحو التالي:
بداءة: أننا (أهل سنة الحبيب النبي محمد r) نودّ منهم (الشيعة) ألا يجدوا علينا في نفوسهم شيئًا، لما قد بيّناه من حقائق الأمور، إحقاقًا للحق وإبطالًا للباطل.
ثانيًا: أننا (أهل السنة الحبيب النبي محمد r) ندعوهم (الشيعة) إلى التجرد من العصبية والحميّة والقومية... إلى ما شابه ذلك، حِسبة لله تعالى، وذلك عند قراءة مثل هذا البحث اليسير الموجز، أو غيره من الكتب القيمة، والتي قد بَيّنَت باستفاضة الحقائق من الأمور، وميزت بين الصحيح والسقيم من المعتقدات،مع ردٍّ شاف واف لما يتعلق بما يُثار من الشبهات.
ثالثًا: أننا (أهل سنة الحبيب النبي محمد r) ندعوهم (الشيعة) إلى حسن استخدام وتوظيف ما قد منحنا الله تعالى من نعم، لا سيما نعمة العقل، وأن يميزوا به بين الصحيح والسقيم، بين الجيد والرديء، في تساؤلات بسيطة كما على النحو التالي:
أي من المعتقدات يرتضيها العقل السوي السليم؟ وأي من الأفكار يمكن أن يتقبلها؟ أي من المعتقدات أفضل؟
أي من المعتقدات لا تتصادم معه (مع صريح العقل)؟
أي من المعتقدات والأفكار لا يجد العقل بها أيًّا من التناقضات؟
إلى غير ذلك من مثل هذه التساؤلات.
رابعًا: أننا (أهل سنة الحبيب النبي محمد r) ندعوهم (الشيعة) إلى العودة إلى ما قد فطرهم الله تعالى عليه عند ولادتهم (فكل مولود يولد على الفطرة) ، قبل ما كان من التغيير والعبث بها، وذلك، في تساؤلات بسيطة كما على النحو التالي:
أي من المعتقدات والأفكار ترتضيها الفطر النقية والنفوس الزكية؟
أي من المعتقدات والأفكار لا تجد فيها الفطر النقية والنفوس الزكية أو أدنى شيء تنكره؟
أي من المعتقدات والأفكار تجد فيها الفطر النقية ما قد فُطرت عليه من توحيد خالص، وإجلال كامل لله سبحانه وتعالى؟
إلى غير ذلك من مثيل هذه التساؤلات.
خامسًا: أننا (أهل سنة الحبيب النبي محمد r) ندعوهم (الشيعة)، إذا ما خالط الحق بشاشة قلوبهم، ألا يخافوا في الله لومة لائم، وندعوهم إلى العزيمة على اتباع هذا الحق الذي هداهم الله تعالى إليه، والصبر على ما قد يواجهونه جرّاء اتباعهم له وتمسكهم به، وألا يجدوا في أنفسهم حرجًا من جرّاء تركهم للباطل (الذي عليه الآباء والأجداد) وتخليهم عنه، مستعينين في ذلك بالله تعالى ثم بمن هداهم جل وعلا إليه، وأرشدهم إلى سبيله.
سادسًا: أننا (أهل سنة الحبيب النبي محمد r) ندعوهم (الشيعة)، بعد ما أن عرفوا طريق الحق، سالكين إياه، أن يصيروا داعين إليه، شاكرين الله تعالى على نعمته العظيمة في هدايتهم إليه، وإلى سنة حبيبه ومصطفاه محمد r، راغبين لغيرهم الهداية من الله تبارك وتعالى، ساعين في ذلك ما استطاعوا إليه سبيلا.
سابعًا: أننا (أهل سنة الحبيب النبي محمد r) نودّ أن نعلمهم (الشيعة) أنه كما وأن هدانا الله تبارك وتعالى إليه، وإلى هدى حبيبه ونبيه محمد r واتباع سنته، فإننا لا نكره لغيرنا مثل هذا الخير، بل وددنا لو أن الجميع قد اهتدى إليه، داعين الله جل وعلا أن يرد عباده إليه ردًّا جميلا، وأن يهديهم إليه وإلى سنة حبيبه ونبيه محمد r هداية لا رجعة بعدها إلى الضلالة ثانية.
هذا ما أردنا أن تتضمنه رسالتنا (أهل سنة الحبيب النبي محمد r) إلى الشيعة، بعد الاطلاع على ما قد أوردناه في هذا البحث الموجز من تبيان للحقائق، وكشف للباطل، عن طريق إثارة لبعض من التساؤلات التي تعين على ذلك.
ونسأل الله تعالى أن يجعلنا هادين مهديين، وأن يهد بنا.

ختامًا
لقد أشرنا في النقاط السابقة جزءً مما تنطوي عليه معتقدات الشيعة (الرافضة)، والتي تبرهن على بطلانها، ولكن الكثير ليس على علم بما عليه الشيعة (الرافضة ، أو ما شابهها) من مثيل ما ذكرناه من ادّعاءات كاذبة، واجتراءات منكرة لا استقامة لها مع الفطر النقية والنفوس الزكية والعقول الرشيدة، والله تعالى ورسوله محمد r منها براء، ومن ثم فقد ينخدع هؤلاء البسطاء بفكرة التشيع تحت ستار (التقية) التي تجيدها الشيعة، وتتخذها عقيدة ومنهاجًا لها، بحيث تبطن نقيض ما تظهره من عذب الكلام، وجميل الأفعال، إيقاعًا بالفريسة المختارة، في استغلال منها (الشيعة) لجهلها، وعدم وعيها بحقائق الأمور.
ولذا، فإنه يجب علينا أهل سنة الحبيب النبي محمد r ألا نألو جهدًا في سبيل توعية مثل هؤلاء البسطاء الذين قد ينخدعون بسهولة بما عليه تلك الفرقة المارقة (الشيعة)، لا سيما في هذا العصر، عصر الفضائيات والإنترنت، حيث تبث (الشيعة) سمومها وشبهاتها عبر القنوات الخاصة بها.
وعلى أهل سنة الحبيب النبي محمد r، لا سيما العلماء، أن يرفعوا لواء العلم، مستفرغين وسهم وطاقاتهم في أحسن استغلال وتوظيف لما بين أيديهم من وسائل تقنية حديثة (لا سيما وسيلتي الفضائيات والإنترنت)، تبيانًا للحق، وإزهاقًا للباطل، تبيانًا لما عليه تلك الفرقة الضالة (الشيعة الرافضة وما شابهها) من نكارة دعوة، وفساد معتقد، تبيانًا لما تثيره من شبهات ساقطة في ردٍّ مستفيض عليها، تبيانًا لما بينها وبين أعداء الإسلام من أجندات ومخططات كيدًا بالإسلام وأهله ... إلى غير ذلك.
ومن ثم يكون إزهاق الباطل ومحوه، فالحق أبلج، والباطل لجلج، ولا يستطيع الباطل بكل ما فيه من ظلمات أن يستمر إذا ما سُلِّط نور الحق وضياءه عليه.
وفي الختام، نثير تساؤلًا مهمًا، وذلك بعد ما تم إيضاحه من تفرقة بين الحق والباطل، وهو على النحو التالي:
ما الذي تقبله الفطر النقية والنفوس الزكية، المتجرّدة لله تبارك وتعالى؟؟
وما الذي يقبله العقل الراجح الرشيد، ولا يرضى بسواه؟؟
أمعتقدات الشيعة (الرافضة، وما على شاكلتها)، والتي قد بينَّا جزءً من نكارتها، حيث تقوم على: الانتقاص من الإله الخالق جل وعلا (كما في عقيدة البداء وغيرها) وكراهة أحد ملائكته (بل أفضلهم، وهو الأمين جبريل عليه السلام، المكلف بالنزول بالوحي على الأنبياء والمرسلين)، والتكذيب بالقرآن الكريم (خاتم الكتب السماوية، والمعجزة الكبرى للنبي محمد r) والزعم بتحريفه، والقائم على الطعن في عرض رسول الله r (بقذف زوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها)، والقائم على سبّ ولعن الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين (وهم الذين آزروا الرسول r وناصروا دعوته)، والقائم على إباحة الجنس من خلال الزواج الذي حرّمه الله تعالى وحرّمه رسوله r (المسمّى بزواج المتعة)، والقائم على أكل الأموال بالباطل (من خلال الخمس المزعوم للإمام الغائب)، والقائم على الكفريات والشركيات (كما في غلوهم – الشيعة الرافضة – للأئمة المزعومة، والاستغاثة بهم من خلال الأضرحة).... إلى غير ذلك من الافتراءات والادّعاءات التي قد بينّا بطلانها، ومناقضتها للفطر النقية، ومناقضتها لأدنى درجات المعقول، أم ما عليه أهل سنة الحبيب النبي محمد r من معتقد نقي صافي، لاشائبة فيه ولا عكرات ، حيث يقوم على : تعظيم الله جل وعلا والاعتقاد بكمال صفاته، والقائم على الإيمان بجميع الملائكة وعدم الانتقاص منهم، وأن أفضلهم وأشرفهم هو جبريل عليه السلام (أمين وحي السماء) المكلّف بالوحي، والقائم على الإيمان بالقرآن الكريم وحفظه من الله تبارك وتعالى إلى يوم الدين، والقائم على حُبّ آل بيت النبي محمد r الأخيار الأطهار، ومعرفة قدرهم، بما فيهم أزواج النبي محمد r، ومن بينهن السيدة عائشة رضي الله عنها (أم المؤمنين) والتي قد برأها الله تعال من فوق سبع سماوات مما افتراه عليها الكاذبون، ومن ثم إجلال سيد المرسلين محمد r، والقائم على توقير الصحابة الكرام (رضوان الله تعالى عليهم أجمعين)، ومعرفة حقهم وفضلهم (فهم أول من آمنوا برسول الله r وآزروه وناصروه حتى انتشرت دعوته ورسالته، ثم حملوا لواء هذا الدين العظيم، وجابوا به الأفق شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا)، والقائم على تحريم الزنا والإباحات الجنسية من خلال تحريم ما حرّمه الله تعالى وحرّمه رسوله (مما يسمى بزواج المتعة)، والقائم على عدم أكل أموال الناس بالباطل، والقائم على التوحيد الكامل الخالص لله جل وعلا، ومن ثم مناقضتة لما عليه الشيعة وغيرها من كفريات وشركيات، والقائم على موافقته للفطرة النقية وموافقته لصريح العقل السليم ؟؟!
الجواب الذي لا حياد عنه ولا بديل له، ولا مرية فيه، هو:
أن الفطر النقية السوية، والنفوس الزكية التقية، المتجرّدة لله تعالى، والعقول الراجحة الرشيدة، لا يمكن أن تقبل إلا بما عليه أهل سنة الحبيب النبي محمد r من معتقد نقي صافي، لا شائبة فيه ولا عكرات، فلا ترضى بسواه على الإطلاق.
ونختم هذه النقطة بهذا التساؤل الذي نترك إجابته للقارئ، كما على النحو التالي:
وماذا علي كموحد لله تعالى ومؤمن بخاتم أنبياءه ورسله محمد r وبالكتاب الخاتم المنزل عليه (القرآن الكريم) إن ربحت الصحابة الكرام وفزت بحبهم، ولم أخسر آل بيت النبي محمد r الأخيار الأطهار ولم أتجاهل قدرهم ومنزلتهم؟!!
فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، وأن جعلنا من أهل سنة حبيبه العدنان محمد r، الحمد لله تعالى على نعمة الهداية والرشاد.
ونسأل الله تعالى أن يوفقنا ويهدينا لأحسن الأعمال، وأن يعيننا عليها، وأن يستعملنا (أهل سنة الحبيب النبي محمد r) في نصرة دينه (الإسلام) وهو راض عنا، وأن يتقبل منا ومن الجميع سائر الأعمال، وأن يجعل بها القبول في الدنيا والآخرة، وأن ينميها لنا، فهو تبارك وتعالى وليّ ذلك والقادر عليه.
وصل اللهم وسلم وبارك على حبيبك ونبيك محمد r، وآل بيته الأخيار الأطهار، وصحبه الكرام، وكل من اقتفى أثره واهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم الدين.
والحمد لله رب العالمين.

الفهرس

الموضوع

الصفحة

مقدمة..................................................................

2

مؤسس الشيعة الرافضة، وبداية نشأة تلك الفرقة وظهورها.....................

4

من عقائد الشيعة في الإله الخالق سبحانه وتعالى، وتوضيح بطلانها...............

5

عقيدة الشيعة في ملائكة الله عز وجل، وتوضيح بطلانها........................

8

عقيدة الشيعة (الرافضة) في القرآن الكريم، وتوضيح بطلانها....................

11

من نماذج ما تنسبه الشيعة إلى النبي محمد r وتعتقده، وبيان نكارة ذلك وبطلانه.

14

عقيدة الشيعة (الرافضة) في أزواج النبي محمد r، وتوضيح بطلانها.............

20

عقيدة الشيعة (الرافضة) في أنصار رسول الله r (الصحابة الكرام)، وتوضيح بطلانها................................................................

24

عقيدة الشيعة (الرافضة) في التقرب إلى الله تعالى من خلال السبّ واللعن لأصحاب بيته r الكرام، وتوضيح بطلانها..................................

30

عقيدة الشيعة في الأئمة، واختلاق عقيدة البراء، وتوضيح بطلانها...............

33

عقيدة الشيعة (الرافضة) في الوصاية وفي نزول الوحي بعد النبي محمد r، والردّ عليها

38

عقيدة الرجعة التي تزعمها الشيعة، وموجز من الردّ عليها وتوضيح بطلانها.......

41

موقف الشيعة من القبور، ومن ثم الإشراك بالله تعالى..........................

43

تعظيم الشيعة لأصحاب القبور والاستغاثة بهم، واتخاذهم وسيلة للتقرب إلى الله تعالى

46

الشيعة والتبرك (الغير المشروع) واعتقادها النفع في غير الله تعالى...............

47

نموذج تطبيقي من العقائد الشركية للشيعة .................................

49

من الشعائر الدينية للشيعة................................................

51

عقيدة الطينة التي تؤمن بها الشيعة، وموجز من الردّ عليها وتوضيح بطلانها.......

53

عقيدة الشيعة في كربلاء، وتوضيح بطلانها...................................

56

عقيدة الشيعة (الرافضة) في المهدي.........................................

58

المهدي عند الشيعة الرافضة................................................

68

موجز لما عليه الشيعة الرافضة من معتقدات.................................

70


الشيعة وإباحتها لزواج المتعة، والردّ على ذلك...............................

71

عقيدة الشيعة في (الخمس)، وتوضيح بطلانها.................................

76

من تناقضات الشيعة (الرافضة) ..............................................

78

من أوجه التشابه بين الشيعة الرافضة واليهود، وبينها (الشيعة الرافضة) وبين النصارى

90

ما فُضِّلت به اليهود والنصارى على الشيعة (الرافضة) ........................

92

ممن هداهم الله تعالى إلى هدي خير الأنام محمد r واتباع أهل سنته..............

93

شبهات تروجها الشيعة، والردّ عليها. ......................................

95

الباطل وصوره المتعددة، وتآلفه مع بعضه البعض..............................

111

رسالة من أهل سنة الحبيب النبي محمد r إلى الشيعة.........................

114

ختامًا.................................................................

116

الفهرس................................................................

119

 


([1]) من كتاب عقائد الشيعة (بتصرف) / عبد الله بن محمد السلفي.

([2]) لله ثم للتاريخ، بقلم/ السيد حسين الموسوي.

([3]) لله ثم للتاريخ، بقلم/ السيد حسين الموسوي.

([4]) نفس المصدر.

([5]) لله ثم للتاريخ، بقلم/ السيد حسين الموسوي.

([6]) تفسير القرآن الكريم، للعلامة/ ابن كثير.

([7]) الشيعة شاهدين على أنفسهم، د/ ضياء الدين الكاشف.

([8]) نفس المصدر.

([9]) يرجى الرجوع إلى كتاب: الإله الخالق، ما بين تعظيم المسلمين وافتراءات النصارى والكاذبين وإنكار الملحدين.

([10]) الشيعة شاهدين على أنفسهم (بتصرف)، د/ ضياء الدين الكاشف.

([11]) الشيعة شاهدين على أنفسهم، د/ ضياء الدين الكاشف.

([12]) عقائد الشيعة (بتصرف يسير) / عبدالله محمد السلفي، نقلاً من: علل الشرائع وبحار الأنوار (من كتب الشيعة).

([13]) (ربحت الصحابة ولم أخسر آل البيت) (بتصرف)، بقلم/ أبو خليفة بن علي محمد القضيبي.

([14]) نفس المصدر.

([15]) نفس المصدر.

([16]) نفس المصدر.

([17]) لله ثم للتاريخ، لصاحبه/ السيد حسين الموسوي.

([18]) نفس المصدر السابق.

([19]) لله ثم للتاريخ (بتصرف) / السيد حسين الموسوي.

([20]) نفس المصدر السابق.

([21]) الشيعة شاهدين على أنفسهم، د. ضياء الدين الكاشف.

([22]) من كتاب/ لله ثم للتاريخ (بتصرف)، بقلم/ السيد حسين الموسوي.

([23]) من كتاب (يلزم الرافضة) بتصرف.

([24]) عقائد الشيعة (بتصرف)، جمع وترتيب/ عبد الله بن محمد السلفي.

([25]) من كتاب: عقائد الشيعة، جمع وترتيب/ عبد الله بن محمد السلفي، أخذًا عن كتاب منهاج السنة، لشيخ الإسلام ابن تيمية.

([26]) حقبة من التاريخ (بتصرف)، للشيخ/ عثمان الخميس.

([27]) نفس المصدر.

([28]) صحيح البخاري.

([29]) صحيح البخاري.

([30]) حقبة من التاريخ، (بتصرف)، للشيخ/ عثمان الخميس.

([31]) حقبة من التاريخ، (بتصرف)، للشيخ/ عثمان الخميس.

([32]) نفس المصدر.

([33]) حقبة من التاريخ (بتصرف)، للشيخ/ عثمان الخميس.

([34]) حقبة من التاريخ (بتصرف) للشيخ/ عثمان الخميس.

([35]) رواه البخاري.

([36]) حقبة من التاريخ (بتصرف) للشيخ/ عثمان الخميس ، نقلاً من البداية والنهاية.

([37]) حقبة من التاريخ (بتصرف)، للشيخ/ عثمان الخميس.

([38]) نفس المصدر.

([39]) نفس المصدر.

([40]) صحيح البخاري ومسلم.

([41]) رواه مسلم.

([42]) رواه مسلم.

([43]) رواه أبو داود، والطبراني في الكبير.

([44]) حقبة من التاريخ، للشيخ/ عثمان الخميس.

([45]) نفس المصدر.

عدد مرات القراءة:
883
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :