([1]) رواه البخاري (الفتح 7/106)، مسلم (بشرح النووي 15/211-212) باختلاف يسير، صحيح الترمذي (للألباني) 3/242-243، صحيح النسائي (للألباني) ج3 رقم 3691 .
([2]) رواه البخاري (الفتح 7/106).
([3]) رواه البخاري (الفتح 7/106)، صحيح الترمذي 3/243، صحيح النسائي ج3 رقم 3686 عن أنس رضي الله عنه، ورقم 3687 عن عائشة رضي الله عنها.
([4]) رواه البخاري (الفتح 7/106).
([5]) رواه البخاري (الفتح 7/106).
([6]) رواه البخاري (الفتح 7/106-107).
([7]) رواه البخاري (الفتح 7/107).
([8]) رواه البخاري (الفتح 7/107)، صحيح الترمذي 3/242، النسائي ج3 رقم 3688، 3689 .
([9]) رواه مسلم (بشرح النووي 15/203).
([10]) رواه مسلم (بشرح النووي 15/204).
([11]) رواه مسلم (بشرح النووي 15/205-207)، النسائي ج3 رقم 3683 .
([12]) رواه مسلم (بشرح النووي 15/207-208).
([13]) رواه مسلم (بشرح النووي 15/205).
([14]) رواه مسلم (بشرح النووي 15/208).
([15]) رواه مسلم (بشرح النووي 15/208-209).
([16]) رواه مسلم (بشرح النووي 15/209).
([17]) رواه مسلم (بشرح النووي 15/209-210).
([18]) أي في الإلفة والعطاء، لا في الفرقة والخلاء (مختصر صحيح مسلم للمنذري بتحقيق الألباني ص444 ت6).
وانظر شرح الإمام النووي رحمه الله تعالى لهذه الرواية (صحيح مسلم بشرح النووي 15/212، 221).
([19]) رواه الترمذي (صحيح الترمذي للألباني 3/242).
([20]) رواه الترمذي 3/243 .
([21]) رواه الترمذي 3/243 .
([22]) رواه الترمذي 3/243 .
([23]) رواه الترمذي 3/243 .
([24]) رواه الإمام أحمد، المسند (ط. المعارف) ج3 رقم 1905، ج4 رقم 2496 وفي آخره: والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسياً منسياً، وأيضاً ج5 رقم 3262 .
([25]) الحديث عن أنس بن مالك وعائشة، وهو جزء من حديث عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنهم في: البخاري 5/29 (كتاب فضائل أصحاب النبي.. باب فضل عائشة..)، مسلم 4/1895 (كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة..)، سنن الترمذي 5/365 (كتاب المناقب، باب فضل عائشة..) وقال الترمذي: "وفي الباب عن عائشة وأبي موسى"، سنن النسائي 7/63، 64 (كتاب عشرة النساء، باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض) والحديث عن أبي موسى وعن عائشة، سنن ابن ماجه 2/1901-1902 (كتاب الأطعمة، باب فضل الثريد على الطعام)، سنن الدارمي 2/106 (كتاب الأطعمة، باب فضل الثريد)، المسند (ط، الحلبي) 3م156، 264، 4/394، 409، 6/159 .
([26]) هذا جزء من حديث عن بريدة رضي الله عنه ذكره السيوطي في "الجامع الصغير" ونصه: "سيد الإدام في الدنيا والآخرة اللحم، وسيد الشراب في الدنيا والآخرة الماء، وسيد الرياحين في الدنيا والآخرة الفاغية" قال السيوطي: "طس: الطبراني في الأوسط، وأبو نعيم في "الطب"، هب: البيهقي في شعب الإيمان عن بريدة".
وقال الألباني في تعليقه في "ضعيف الجامع الصغير" 3/230: "ضعيف جداً". ووجدت الحديث في سنن ابن ماجه 2/1099 (كتاب الأطعمة، باب اللحم) عن أبي الدرداء رضي الله عنه بلفظ: "سيد طعام أهل الدنيا وأهل الجنة اللحم" وضعّف المُعَلِّق الحديث. كما ضَعَّفَ العجلوني الحديث في "كشف الخفاء" 1/461-462 وتكلم عليه كاملاً مفصلاً.
([27]) الحديث عن عمرو بن العاص رضي الله عنه في البخاري 5/5 (كتاب فضائل أصحاب النبي...، باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: لو كنت متخذاً خيلاً)، مسلم 4/1856 (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل أبي بكر...)، سنن الترمذي 5/365 (كتاب المناقب، باب من فضل عائشة..)، المسند (ط. الحلبي) 4/203.
([28]) قال أبو عبد الرحمن كل من يقرأ سيرة هذه السيدة رضوان الله عليها يدرك مبلغ العلم الذي بلغته، ولا عجب في ذلك فهي حبيبة رسول رب العالمين صلوات الله وسلامه عليه، وقد حرص المصطفى عليه الصلاة والسلام على تثقيفها وتعليمها وهي التي ترعرعت في مهبط الوحي ومنبع العلم.
و"كان الناس يرون علم عائشة قد بلغ ذروة الإحاطة والنضج في كل ما اتصل بالدين من قرآن وحديث وتفسير وفقه..
ومع حمل الأصحاب إلى الأمصار طائفة صالحة من الأحاديث والأحكام حتى كانوا ثمة مرجع طلاب العلم ورواة الحديث، بقيت المدينة – لأسباب أهمها وجود السيدة نفسها فيها – دار الحديث ومنبع العلم، فحين يشكل على أهل الأمصار أمر من الأمور، يكتبون إلى أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في الحجاز يسألونهم عن حكم الله فيه، فكان هؤلاء إذا فاتهم شيء رجعوا إلى علماء بينهم اشتهروا بحمل العلم وفقهه كعبد الله بن عمر وأبي هريرة وابن عباس.... ومقام السيدة بينهم مقام الأستاذ من تلاميذه، فكان عمر بن الخطاب يحيل عليها كل ما تعلق بأحكام النساء أو بأحوال النبي البيتية، لا يضارعها في هذا الاختصاص أحد من النساء على الإطلاق. ويصل إلى مسمع السيدة عائشة عن أولئك الصحابة العلماء روايات وأحكام على غير وجهها، فتصحح لهم ما أخطأوا فيه أو تبين ما خفي عليهم، حتى اشتهر ذلك عنها، فصار مَن شك في رواية أتى عائشة سائلاً، وإن كان بعيداً كتب إليها يسألها. ومن هنا طار لها ذلك الصيت في التمكن من العلم، ورجع إلى قولها كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وابنه وأبي هريرة وابن عباس وابن الزبير. وقد نُقِلَ عنها وحدها ربع الشريعة على ما يقول الحاكم في مستدركه". (عائشة والسياسة – سعيد الأفغاني ص21-22).
وننقل للإخوة بعض شهادات الصحابة والتابعين التي توضح مدى سعة علم هذه السيدة رضوان الله تعالى عليها:
1 - عن أبي موسى رضي الله عنه قال: ما أشكل علينا أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم حديث قط، فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً.
2 - الأعمش: عن أبي الضّحى، عن مسروق، قال: قلنا له: هل كانت عائشة تحسن الفرائض؟ قال: والله، لقد رأيت أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم الأكابر يسألونها عن الفرائض.
3 - كان عُروة يقول لعائشة: يا أمَّتاه، لا أعجب من فقهك، أقول: زوجة نبي الله، وابنة أبي بكر، ولا أعجب من علمك بالشعر وأيام الناس، أقول: ابنة أبي بكر، وكان أعلم الناس. ولكن أعجب من علمك بالطب كيف هو ومن أين هو، ......
4 - معاوية رضي الله عنه: والله ما سمعت قط أبلغ من عائشة، ليس رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.
5 - عطاء بن أبي رباح: كانت عائشة أفقه الناس، وأحسن الناس رأياً في العامة.
6 - الزهري: لو جُمِعَ علم عائشة إلى علم النساء، لكان علم عائشة أفضل.
ومن أراد الاستزادة فلينظر: سير أعلام النبلاء 2/179-189 .
([29]) الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها في: البخاري 5/30 (كتاب فضائل أصحاب النبي ...، باب فضل عائشة ...) وأوله: كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة. قالت عائشة: فاجتمع صواحبي إلى أم سلمة، فقلن: يا أم سلمة: والله إن الناس يتحرون بهداياهم... عن عائشة ... الحديث وهو في: مسلم 4/1891 (كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة ...)، سنن الترمذي 5/362-363 (باب كتاب المناقب، باب من فضل عائشة)، سنن النسائي 7/64 (كتاب عشرة النساء، باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض)، المسند (ط. الحلبي) 6/293 .
([30]) الحديث في الصحيحين. وهو جزء من حديث عن عائشة رضي الله عنها في: البخاري 3/156-157 (كتاب الهبة، باب من أهدى إلى صاحبه وتحرّى بعض نسائه دون بعض)، مسلم 4/1891-1892 (كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة...)، سنن النسائي 7/62-63 (كتاب عشرة النساء، باب حب الرجل بعض نسائه أكثر من بعض)، المسند (ط. الحلبي) 6/88، 150-151 .
([31]) الحديث عن عائشة رضي الله عنها بألفاظ مقاربة في: البخاري 5/29 (كتاب فضائل أصحاب النبي...، باب فضل عائشة...)، 8/44 (كتاب الأدب، باب من دعا صاحبه فنقص عن اسمه حرفاً)، مسلم 4/1895، 1896 (كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة)، سنن أبي داود 4/485 (كتاب الأدب، باب في الرجل يقول: فلان يقرئك السلام)، سنن الترمذي 4/159 (كتاب الاستئذان، باب في تبليغ السلام).
([32]) الحديث عن عائشة رضي الله عنها في: سنن أبي داود 2/326 (كتاب النكاح، باب في القسم بين النساء) وفيه: ولقد قالت سودة بنت زمعة حين أسنت وفرقت أن يفارقها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا رسول الله: يومي لعائشة... الحديث. وهو في سنن ابن ماجه 1/634 (كتاب النكاح، باب المرأة تهب يومها لصاحبتها)، المسند (ط. الحلبي) 6/117 .
([33]) حديث مرض النبي صلّى الله عليه وسلّم عن عائشة وغيرها من الصحابة رضوان الله عليهم في مواضع عديدة في البخاري منها: 6/11 (كتاب المغازي، باب مرض النبي صلّى الله عليه وسلّم ووفاته) وفيه: أن عائشة زوج النبي صلّى الله عليه وسلّم قالت: لما ثقل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واشتد به وجعه استأذن أزواجه أن يمرّض في بيتي فأذنّ له.. الحديث، وهو في: البخاري 7/127 (كتاب الطب، باب حدثنا بشر بن محمد..)، مسلم 1/312-313 (كتاب الصلاة، باب استخلاف الإمام إذا عرض له عذر..)، المسند (ط. الحلبي) 6/34، 117، 228-229 .
([34]) الحديث عن عائشة رضي الله عنها في البخاري في أكثر من موضع، منها: 6/13 (كتاب المغازي، باب حدثني محمد بن عبيد..) وفيه أن عائشة كانت قول: إن من نِعَمِ الله عليّ أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم توفي في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري، وأن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته.... الحديث وهو في مسلم 4/1893 (كتاب فضائل الصحابة، باب في فضل عائشة..) ونصه: إن كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليتفقد ويقول: "أين أنا اليوم؟ أين أنا غداً"؟ استبطاءً ليوم عائشة. قالت: فلما كان يومي قبضه الله بين سحري ونحري. والحديث في المسند (ط. الحلبي) 6/48، 121-122، 200، 274 .
([35]) الحديث عن عائشة رضي الله عنها في عدة مواضع في البخاري منها 1/70 (كتاب التيمم، باب قول الله تعالى: فَلَم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً..) وأوله: خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء – أو بذات الجيش – انقطع عقد لي... وفيه: فجاء أبو بكر ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال: حبست رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والناس وليسوا على ماء وليس معهم. فقالت عائشة: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول، وجعل يطعنني بيده في خاصرتي، فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على فخذي، فقام رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين أصبح على غير ماء، فأنزل الله آية التيمم فتيمموا، فقال أسيد بن الحضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر... الحديث، وهو في: مسلم 1/279 (كتاب الحيض، باب التيمم)، سنن النسائي 1/133 (كتاب الطهارة، باب بدء التيمم) الموطأ 1/53-54 (كتاب الطهارة، باب هذا باب في التيمم)، المسند (ط. الحلبي) 6/179.
([36]) قال أبو عبد الرحمن هذا محض افتراء، وإنما الذين قاموا بقتله حثالة ورعاع الناس ومن في قلبه حقد تجاه الخليفة الراشد عثمان رضي الله عنه. وإننا لو حللنا شخصية الذين قاموا بذلك لتوصلنا إلى تلك النتيجة التي ذهب ضحيتها عثمان رضي الله عنه. من أولئك: محمد ابن أبي بكر، عمير بن ضابئ، عمرو بن الحمق، محمد بن أحذيفة ربيب عثمان بن عفن، مالك بن الحارث الأشتر وغيرهم، وسوف نحاول بإيجاز تحليل دوافع أولئك، ليمكننا بعد ذلك التوصل إلى تقرير أن قتل عثمان رضي الله عنه بأيدي أناس موتورين حاقدين أرادوا الانتقام لأنفسهم وليس لصالح الأمة كما يدّعون.
فأما محمد بن أبي بكر، فقد ذكر الطبري في تاريخه 4/399-400، وابن عساكر في "تاريخ مدينة دمشق" ترجمة "عثمان بن عفان" ص302، والمالقي الأندلسي في "التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان" ص94، سبب نقمة محمد بن أبي بكر. عن مبشّر قال: سألت سالم بن عبد الله عن محمد بن أبي بكر: ما دعاه إلى ركوب عثمان؟ فقال: الغضب والطمع، قلت: ما الغضب والطمع؟ قال: كان من الإسلام بالمكان الذي هو به، وغرّه أقوام فطمع. وكانت له دالة فلزمه حق، فأخذه عثمان من ظهره، ولم يدهن، فاجتمع هذا إلى هذا، فصار مذمما بعد أن محمداً.
وذكر ابن عساكر في ترجمة "عثمان بن عفان" ص302: عن عمرو بن محمد قال: بعثت ليلى بنت عميس ومحمد بن جعفر فقالت: إن المصباح يأكل نفسه ويضيء للناس فلا تأثما في أمر تسوقانه إلى من لا يأثم فيه، فغن هذا الأمر الذي تحاولون اليوم لغيركم غداً، فاتقوا أن يكون عملكم اليوم حسرة عليكم غداً، فلجّا وخرجا مغضبين يقولان: لا ننسى ما صنع بنا عثمان. وتقول: ما صنع بكما إلا ما ألزمكما الله ....
ويقول الدكتور محمد السيد الوكيل في كتابه القيِّم "جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين" ص406: ولعل محمداً كان يعتقد أن منـزلة أبي بكر في المسلمين ستمنع الخلفاء المسلمين من إلزامه بالحقوق سواء ما كان الله – عز وجل – أم ما كان للمسلمين فاغتر بذلك وأعجب فلما بدا تقصيره لم يتركه الخليفة فعظم ذلك في نفسه، كان ذلك سبباً في الخروج على الخليفة – رضي الله عنه.
وأما عمير بن ضابئ فكان عمله انتقاماً لأبيه الذي مات في السجن من جرّاء فعلته، فقد ذكر الطبري في تاريخ 4/402: استعار ضابئ بن الحارث البرجمي في زمان الوليد بن عقبة من قوم من الأنصار كلباً يدعى قرحان، يصيد الظباء، فحبسه عنهم، فنافره الأنصاريون، واستغاثوا عليه بقومه فكاثروه، فانتزعوا منه وردوه على الأنصار، فهجاهم وقال في ذلك:
تحشّم دوني وفدُ قرحن خطةً |
|
تضلُّ لها الوجناء وهي حسيرُ |
فباتوا شباعاً ناعمين كأنما |
|
جباهم ببيت المرزبان أميرُ |
فكلبُكُم لا تتركوا فهو أمُّكُم |
|
فإن عقوقَ الأمهاتِ كبيرُ |
فاستعدوا عليه عثمان، فأرسل إليه، فعزّره وحبسه كما كان يصنع بالمسلمين، فاستثقل ذلك، فما زال في الحبس حتى مات فيه. وقال في الفتك يعتذر إلى أصحابه:
هممتُ ولم أفعل وكدت وليتني |
|
فعلت وولّيت البُكاءَ حلائله |
وقائلة قد مات في السجن ضابئ |
|
ألا من لخصم لم يجد من يجادِلُه |
وقائلة لا يبعد الله ضابئاً |
|
فنعم الفتى تخلو به وتحاوله |
ولم ينس عمير تعزير عثمان رضي الله عنه لأبيه، وظلت تلك الحادثة في أعماق عمير، ينتهز أدنى فرصة للانتقام، حتى تحينت له الفرصة ولكن بعد استشهاد عثمان رضي الله عنه حينما وضع ليصلي عليه، فقام هذا الحاقد ونزا عليه فكسر ضلعاً من أضلاعه، وقال: حبست ضابياً حتى مات. ولقي عمير حتفه على يدي الحجاج بن يوسف الثقفي.
وأيضاً عمرو بن الحمق فقد كان حاقداً على ذي النورين رضي الله عنه ويبدو ذلك واضحاً جلياً حينما طعن عثمان رضي الله عنه تسع طعنات بقوله: "فأما ثلاث منهن فإني طعنتهن إياه لله، وأما ست فإني طعنتهن إياه لما كان في صدري عليه". (انظر الطبري 4/394 وابن الأثير 3/179) ويعلق فضيلة الدكتور محمد السيد الوكيل على كلام هذا الحاقد فيقول في كتابه القيِّم "جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين" ص407-408: وإنك لتدرك من الوهلة الأولى عندما ترى عمراً يطعن الخليفة ثلاث طعنات لله – إن كان صادقاً – ثم يشفي صدره بست طعنات أي بضعف ما جعله لله عز وجل – مدى ما كان في قلب ابن الحمق على الخليفة من الغل والبغضاء. أنا لا أشك في أن عمرو أعلن أن الطعنات الثلاث لله ليستر بها شيئاً من الجرم الذي أقدم عليه في حق الخليفة بغير ما مبرر، ولو كانت غضبته لله بحق لجعل التسع كلهن لله – تعالى – أما أن يجعل لله نصف ما يجعله لنفسه فذلك دليل واضح على أنه يجعل لله ما يكره أن يكون لنفسه، وليس هذا إلا ثلمة في إيمانه تجعل المحقق يشك في إخلاصه إذا لم يتأكد من عدمه.
وأما محمد بن أبي حذيفة فقد كان ربيباً لعثمان رضي الله عنه فكان سببه أنه طلب من ذي النورين أن يوليه عملاً من أعمال الدولة الإسلامية، فرفض ذو النورين رضي الله عنه ذلك لمعرفته بعدم أهلية محمد بذلك، خاصة وأنه قد أقام عليه حد شارب الخمر (انظر تحليل شخصيته "جولة تاريخية في عصر الخلفاء الراشدين" للدكتور الوكيل ص408-409 فإنه أجاد وأفاد جزاه الله خيراً) وانظر تحليل شخصية مالك بن الأشتر ص410-411 من الكتاب السابق للدكتور الوكيل.
([37]) الحديث – مع اختلاف في اللفظ – عن بريدة رضي الله عنه في: سنن أبي داود 3/406-407 (كتاب الأقضية، باب في القاضي يخطئ) وقال أبو داود: "وهذا أصح شيء فيه، يعني حديث ابن بريدة (عن أبيه): القضاة ثلاثة". والحديث أيضاً في: سنن ابن ماجه 2/776 (كتاب الأحكام، باب الحاكم يجتهد فيصيب الحق) وصحَّ الألباني الحديث في "صحيح الجامع الصغير" 4/151، وذكر حديثاً آخر بنفس المعنى قال السيوطي: إنه في الطبراني عن ابن عمر وصحَّحه الألباني.
([38]) الحديث عن ابن عباس عن عمر رضي الله عنهم وهو حديث طويل في: البخاري 6/156-158 (كتاب التفسير: سورة التحريم)، مسلم 2/110-113 (كتاب الطلاق، باب في الإيلاء واعتزال النساء..) المسند (ط. المعارف) 1/252-254، 301 .
([39]) الحديث عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه في البخاري 3/190 (كتاب الشروط، باب الشروط في المهر عند عقدة النكاح)، 5/22-23 (كتاب فضائل أصحاب النبي...، باب ذكر أصهار النبي صلّى الله عليه وسلّم منهم أبو العاص بن الربيع)، 7/37 (كتاب النكاح، باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف)، مسلم 4/1902-1904 (كتاب فضائل الصحابة، باب فضائل فاطمة)، سنن أبي داود 2/304-305 (كتاب النكاح، باب ما يكره أن يجمع بينهن من النساء)، سنن الترمذي 5/359، 360 (كتاب المناقب، باب ما جاء ف فضل فاطمة رضي الله عنها)، سنن ابن ماجه 1/643-644 (كتاب النكاح، باب الغيرة) المسند (ط. الحلبي) 4/5، 328 .
([40]) هذا جزء من حديث الحديبية وهو حديث طويل عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه وهذا الجزء من الحديث في: البخاري 3/196 (كتاب الشروط، باب الشروط في الجهاد)، المسند (ط. الحلبي) 4/331. وجاء الجزء الخاص بأمر عليّ بمحو الاسم في حديث آخر عن البراء بن عازب رضي الله عنه في: البخاري 3/184 (كتاب الشروط، باب كيف يُكتب: هذا ما صالح فلان..)، مسلم 3/1409-1411 (كتاب الجهاد والسير، باب صلح الحديبية).
([41]) قال أبو عبد الرحمن ذكر الطبري في تاريخ ج4/488-489، وابن الأثير في الكامل ج3/232-233، وابن كثير في البداية والنهاية ج7/238: لما نزل عليّ بذي قار دعا القعقاع بن عمرو فأرسله إلى أهل البصرة وقال له: ألق هذين الرجلين يا ابن الحنظلية، فادعها ما إلى الألفة والجماعة، وعظم عليهما الفرقة.
ثم قال له: كيف أنت صانع فيما جاءك منهما ما ليس عندك فيه وصاة مني؟
قال القعقاع: نلقاهم بالذي أمرت به، فإذا جاء منهما أمر ليس عندنا منك فيه رأي اجتهدنا الرأي، وكلمناهم على قدر ما نسمع ونرى أنه ينبغي.
قال علي: أنت لها.
وخرج القعقاع حتى قدم البصرة فبدأ بعائشة رضي الله عنها فسلَّم عليها. وقال: يا أمه، ما أشخصك وما أقدمك هذه البلاد؟
قالت: أي بُني، إصلاح بين الناس.
قال: فابعثي إلى طلحة والزبير حتى تسمعي كلامي وكلامهما.
فبعث إليهما فجاءا. فقال القعقاع: إني سألت أم المؤمنين: ما أشخصها وأقدمها هذه البلاد؟ فقالت: إصلاح بين الناس، فما تقولان أنتما؟ أمتابعان أم مخالفان؟
قالا: متابعان.
قال القعقاع: فأخبراني ما وجه هذا الإصلاح؟ فوالله لئن عرفنا لنصلحن، ولئن أنكرنا لا نصلح.
قالا: قتلة عثمان – رضي الله عنه – فإن هذا إن ترك كان تركاً للقرآن، وإن عمل به كان إحياءً للقرآن.
قال: قد قتلتما قتلة عثمان من أهل البصرة، وأنتم قبل قتلهم أقرب إلى الاستقامة منكم اليوم، قتلتم ستمائة إلا رجلاً، فغضب له ستة آلاف، واعتزلوكم وخرجوا من بين أظهركم، وطلبتم ذلك الذي أفلت – يعني حرقوص بن زهير – فمنعه ستة آلاف وهم على رجل، فإن تركتموه كنتم تاركين لما تقولون، وإن قاتلتموهم والذين اعتزلوكم فأديلوا عليكم فالذي حذرتم وقربتم به هذا الأمر أعظم مما أراكم تكرهون، وأنتم أحميتم مضر وربيعة من هذه البلاد، فاجتمعوا على حربكم وخذلانكم نصرة لهؤلاء كما اجتمع هؤلاء لأهل هذا الحديث العظيم والذنب الكبير.
عندئذ قالت أم المؤمنين: فما تقول أنت؟
قال القعقاع: أقول: هذا الأمر دواؤه التسكين، وإذا سكن اختلجوا، فإن أنتم بايعتمونا فعلامة خير، وتباشير رحمة ودرك بثأر هذا الرجل، وعافية وسلامة لهذه الأمة، وإن أنتم أبيتم إلا مكابرة هذا الأمر واعتسافه كانت علامة شر وذهاب هذا الثأر، وبعثة الله في هذه الأمة هزّاً هزها، فآثروا العافية تُرزقوها، وكونوا مفاتيح الخير كما كنتم تكونون، ولا تُعرِّضونا للبلاء ولا تعرضوا له فيصرعنا وإياكم.
وأيم الله، إني لأقول هذا وأدعوكم إليه وإني لخائف ألا يتم حتى يأخذ الله – عز وجل – حاجته من هذه الأمة التي قل متاعها، ونزل بها ما نزل، فإن هذا الأمر الذي حدث أمر ليس بقدر، وليس كالأمور، ولا كقتل الرجل الرجل، ولا النفر الرجل، ولا القبيلة الرجل.
قالوا: قد أصبتَ وأحسنتَ فارجع، فإن قدم عليّ وهو على مثل رأيك صلح الأمر.
([42]) قال أبو عبد الرحمن ساء قتلة عثمان رضي الله عنه أن يجتمع المسلمون على كلمة واحدة، ويصلحوا ذات بينهم، وذلك لأن هدفهم تمزيق وحدة المسلمين، لذا فقد اجتمع نفر منهم: علباء بن الهيثم، وعدي بن حاتم، وسالم بن ثعلبة العبسي، وشريح بن أوفى بن ضبيعة، والأشتر، في عدة ممن سار إلى عثمان، ورضي بسير من سار، وجاء معهم المصريون: ابن السوداء وخالد بن ملجم، وتشاوروا فقالوا: ما الرأي؟ وهذا والله عليّ، وهو أبصر الناس بكتاب الله وأقرب ممن يطلب قتلة عثمان وأقربهم إلى العمل بذلك، وهو يقول ما يقول، ولم ينفر إليه إلا هم والقليل من غيرهم، فكيف به إذا شام القوم وشاموه (أي حققوا حملات الحرب)، وإذا رأوا قلتنا في كثرتهم؟ أنتم والله ترادون، وما أنتم بأنجى من شيء. فقال الأشتر: أما طلحة والزبير فقد عرفنا أمرهما، وأما عليّ فلم نعرف أمره حتى كان اليوم ورأى الناس فينا والله واحد، وإن يصطلحوا وعلي، فعلى دمائنا، فهلموا فلنتواثب على عليّ فلنلحقنه بعثمان، فتعود فتنة يُرضي منا فيها بالسكون.
فقال عبد الله بن السوداء: بئس الرأي رأيت، أنتم يا قتلة عثمان من أهل الكوفة بذي قار ألفان وخمسمائة أو نحو من ستمائة، وهذا ابن الحنظلية وأصحابه في خمسة آلاف بالأشواق إلى أن يجدوا إلى قتالكم سبيلاً، فأرقأ على ظلعك (أي أصلح أمرك أولاً).
وقال علباء بن الهيثم: انصرفوا بنا عنهم ودعوهم، فإن قلّوا كان أقوى لعدوهم عليهم، وإن كثروا كان أحرى أن يصطلحوا عليكم، دعوهم وارجعوا فتعلقوا ببلد من البلدان حتى يأتيكم فيه من تتقوون به، وامتنعوا من الناس.
فقال ابن السوداء: بئس ما رأيت، ودّ والله الناس أنكم على جديلة (أي على رأي واحد)، ولم تكونوا مع أقوام براء، ولو كان ذلك الذي تقول لتخطفكم كل شيء.
فقال عدي بن حاتم: والله ما رضيت ولا كرهت، ولقد عجبتُ من تردد من تردد عن قتله في خوض الحديث، فأما إذ وقع ونزل من الناس بهذه المنـزلة، فإن لنا عتاداً من خيول وسلاح محموداً، فإن أقدمتم أقدمنا وإن أمسكتم أحجمنا.
فقال ابن السوداء: أحسنت.
وقال سالم بن ثعلبة: من كان أراد بما أتى الدنيا فإني لم أرد ذلك، والله لئن لقيتهم غداً لا أرجع إلى بيتي، ولئن طالب بقائي إذا أنا لاقيتهم لا يزد على جزر جزور، وأحلف بالله إنكم لتفرقون السيوف فرق قوم لا تصير أمورهم إلا إلى السيف.
فقال ابن السوداء: قد قال قولاً.
وقال شريح بن أوفى: أبرموا أموركم قبل أن تخرجوا، ولا تؤخروا أمراً ينبغي لكم تعجيله، ولا تعجلوا أمراً ينبغي لكم تأخيره، فإنا عند الناس بشرّ المنازل، فلا أدري ما الناس صانعون غداً إذا ما هم التقوا.
وتكلم ابن السوداء فقال: يا قوم إن عزكم في خلطة الناس، فصانعوهم، وإذا التقى الناس غداً فأنشبوا القتال، ولا تفرّغوهم للنظر، فإذا من أنتم معه لا يجدُ بُدّاً من أن يمتنع، ويشغل الله علياً وطلحة والزبير ومن رأى رأيهم عما تكرهون. فأبصروا الرأي، وتفرقوا عليه والناس لا يشعرون. (انظر تاريخ الطبري 4/493-494).
([43]) هذه العبارات جزء من خطبة الرسول صلّى الله عليه وسلّم في مِنَى في حجة الوداع، وجاءت في حديث عن ابن عباس رضي الله عنهما في: البخاري 2/176-177 (كتاب الحج، باب الخطب في منى) وأول الحديث فيه... أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خطب الناس يوم النحر فقال: "يا أيها الناس، أي يوم هذا؟... الحديث، وهو بمعناه عن أبي بكرة رضي الله عنه في: مسلم 3/1305-1307 (كتاب القسامة، باب تغليظ تحريم الدماء والأعراض والأموال) وهو أيضاً بمعناه عن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه في: سنن الترمذي 3/312-313 (كتاب الفتن، باب ما جاء في تحريم الدماء والأموال)، سنن ابن ماجه 2/1015 (كتاب المناسك، باب الخطبة يوم النحر)، المسند (ط. المعارف) 3/1327 (عن ابن عباس). وهو في مواضع أخرى في البخاري وسنن الدارمي وفي المسند.
([44]) الحديث – بألفاظ مقاربة – عن أبي بكرة رضي الله عنه في أكثر من موضع في البخاري منها: (1/11) (كتاب الإيمان، باب: { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } [الحجرات: 9] مسلم 4/2214-2215 (كتاب الفتن، باب: إذا تواجه المسلمان بسيفيهما)، سنن أبي داود 4/144-145 (كتاب الفتن، باب في النهي عن القتال في الفتنة)، المسند (ط. الحلبي) 4/401، 403، 410، 418 (عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه).
([45]) قال أبو عبد الرحمن: لأم المؤمنين رضي الله عنها وأرضاها منـزلة خاصة عند الرافضة تلي منـزلة الفاروق رضوان الله تعالى عليه في العداوة والبغضاء، ومن أقذر وأشنع ما وقفت عليه من شتمٍ وسبٍّ وطعنٍ في أم المؤمنين رضي الله عنها، قول الرافضي جابر الكاظمي في تخميس "الأزرية" لناظمها الرافضي محمد كاظم الأزري حيث يقول:
كم برجسٍ إبليسها قد تلبس |
|
فغوى والغوي لا يتحرَّس |
ولكم محتدٍ لقومٍ تدنَّس |
|
يوم جاءت تقودُ بالجمل العسـ |
ـكر لا تتقي ركوب خطاها |
سبحت في الضلال والغي سبحا |
|
حيث باعت بالخسر في الدين ربحا |
ومضت تخبطُ السباسب كدحا |
|
فألحّت كلابُ حوأب نبحا |
فاستدلَّت به على حوباها |
كم غواةٍ حفّت ببنتِ غويّ |
|
جهدت في قتال خير وصيّ |
وتخطَّت من الرشاد لغى |
|
يا ترى أيَّ أمة لنبي |
جاز في شرعه قتال نساها |
أترى درت بما فيه جاءت |
|
أم بأي الضلال والإثم باءت |
فاسألوها إذ بالغواية فاءت |
|
أيّ أم للمؤمنين أساءت |
ببنيها ففرقتهم سواها |
فرقتهم بالبغي عن كل ناد |
|
جمعتهم للغيّ بعد رشاد |
جعلت شمل جمعهم لبداد |
|
شتّتهم في كل شِعب وواد |
بئس أم عتت على أبناها |
وبذاك النبي يدرى ويعلم |
|
وبه أعلى الكتاب وأعلم |
فهي مع حفظها الكتاب المعظم |
|
نسبت آية التبرج أم لم |
تدر أنَّ الرحمن عنه نهاها |
من مجير الهدى وهل من مغيث |
|
من أتان ضلَّت بسير حثيث |
وعجيب من بنت رجس خبيث |
|
حفظت أربعين ألف حديث |
ومن الذكر آية تنساها |
نكست ضلّة وخزيا رؤوسا |
|
لم تنكّس في عثير الحرب شوسا |
إن نسينا الدهر ما ليس يؤسى |
|
ذكّرتنا بفعلها زوج موسى |
إذ سعت بعد فقده مسعاها |
عاجلت تلك بالذي آجلته |
|
هذه بالوصي إذ قابلته |
وبما تلك عاملت عاملته |
|
قاتلت يوشعاً كما قاتلته |
لم تخالف حمراؤها صفراها |
فاغتدت بعد حلمها تتسفَّه |
|
وبغر الأوثان لم تتأله |
واستدامت بغيِّها تتولّه |
|
واستمرَّت تجر أردية اللهـ |
ـو الذي عن إلهها ألهاها |
ذاتُ غيٍّ بها الغوايةُ تُخزى |
|
وشقاء بها الشَّقاوةُ تُرزى |
وإليها نفس الضلالة تُعزى |
|
فبإحراقِ مالكٍ سوف تُجزى |
من لظى مالكٍ أشرّ جزاها |
إنَّ لعن الغُواةِ في كلِّ يوم |
|
كصلاةٍ وجوبُه أو كصوم |
عامَ فكري في مقتهم أيّ عوم |
|
لا تَلُمني يا سعدُ في مقتِ قوم |
ما وفت حقّ أحمد إذ وفاها |
وأبيات كثيرة يتناول هذا الرافض صحابة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أعرضت عنها خوف الإطالة، والأبيات المذكورة يتغنى بها الرافضة، وإن شاء الله تعالى – إن كان في العمر بقية – وسوف أتعرض لهذه القصيدة في كتابي "عقيدة الشيعة في الصحابة" ضمن "دراسات في الفكر الشيعي". انظر هذه الأبيات ص99-101 من الطبعة الحديثة لـ"الأزرية في مدح النبي والوصيّ والآل" لناظمها محمد كاظم الأزري وتخميسها جابر الكاظمي (دار الأضواء – بيروت 1989).
([46]) هذا جزء من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه – مع اختلاف في اللفظ – في: البخاري 3/22 (كتاب فضائل المدينة، باب المدينة تنفي الخبث) ولفظ الحديث: "المدينة كالكير تنفي خبثها". وهو في البخاري 6/79 (كتاب الأحكام، باب من بايع ثم استقال)، 6/80 (كتاب الأحكام، باب من نكث بيعة)، 9/103 (كتاب الاعتصام، باب ما ذكر النبي...)، مسلم 2/1006 (كتاب الحج، باب المدينة تنفي شرارها)، سنن الترمذي 5/378 (كتاب المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة)، سنن النسائي 7/135 (كتاب البيعة، باب استقالة البيعة)، الموطأ 2/886 (كتاب الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة..).
([47]) الحديث عن هشام بن عروة عن أبيه في: الموطأ 2/887 (كتاب الجامع، باب الدعاء للمدينة وأهلها). وفي التعليق: "قال أبو عمر: وصله معن بن عيسى وحده عن مالك عن هشام عن أبيه عن عائشة".
([48]) الحديث بالرواية الأولى عن زيد بن ثابت رضي الله عنه في: البخاري 3/22، 23 (كتاب فضائل المدينة، باب المدينة تنفي الخبث) ولفظه: "إنها تنفي الرجال كما تنفي النار خبث الحديد" وأما الرواية الثانية فهي عن زيد أيضاً في: البخاري 6/47 (كتاب التفسير، سورة النساء، باب: { فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ } [النساء: 88]، ولفظ: "إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة" والحديث بهذا اللفظ تقريباً في: مسلم 2/1006-1007 (كتاب الحج، باب المدينة تنفي شرارها).
([49]) الحديث عن أبي بكرة رضي الله عنه في: البخاري 3/186 كتاب الصلح، باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم للحسن بن علي رضي الله عنهما: إن ابني هذا سيد.."، 4/204-205 (كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام)، 5/26 (كتاب فضائل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، باب مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما)، (9/56-57) (كتاب الفتن، باب قول النبي صلّى الله عليه وسلّم للحسن بن عليّ إن ابني هذا لسيد...). ولفظ البخاري: ".. ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين". وفي لفظ: "بين فئتين من المسلمين". والحديث أيضاً في: سنن أبي داود 4/299-300 (كتاب السُّنة، باب: ما يدل على ترك الكلام في الفتنة)، سنن الترمذي 5/323 (كتاب المناقب، باب: حدثنا محمد بن بشار..)، سنن النسائي 3/87-88 (كتاب الجمعة، باب مخاطبة الإمام رعيته وهو على المنبر).
([50]) قال أبو عبد الرحمن المختار الثقفي من أشهر الكذَّابين على آل بيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وفي ذلك يذكر لنا الكشي في رجاله الروايات التالية: عن أبي عبد الله (ع) قال: كان المختار يكذب على عليّ بن الحسين (ع).
وعن أبي جعفر (ع) قال: كتب المختار بن أبي عبيدة إلى علي بن الحسين (ع) وبعث إليه بهدايا من العراق، فلما وقفوا على باب عليّ بن الحسين دخل الآذن يستأذن لهم، فخرج إليهم رسوله فقال: أميطوا عن بابي فإني لا أقبل هدايا الكذَّابين ولا أقرأ كتبهم. (انظر رجال الكشي ص115 و116).
وتزعم الرافضة أن المختار يدخل النار بسبب حبه لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولكن يخرج بعد حين بشفاعة الحسين بن عليّ رضي الله عنهما، فدخوله في النار ليس بسبب ادعائه الرسالة والنبوة والقول على الله تعالى بغير علم ووصفه بالبداء، ولكن بسبب حبه للشيخين رضي الله عنهما، وهل هذا سبب لدخوله النار؟ وأدع القارئ الكريم يقرأ تلك المرويات وبعد ذلك يحكم بنفسه على هذا الهذيان الصادر عن أحفاد ابن سبأ:
الراوية الأولى: عن أبي عبد الله (ع) : إذا كان يوم القيامة مَرَّ رسول الله بشفير النار، وأمير المؤمنين والحسن والحسين، فيصيح صائح من النار: يا رسول الله، أغثني – ثلاثاً، قال: فلا يجيبه، قال: فينادي: يا أمير المؤمنين – ثلاثاً – أغثني فلا يجيبه، قال: فينادي يا حسين يا حسين يا حسين أغثني أنا قاتل أعدائك، قال: فيقول له رسول الله: قد احتج عليك، قال: فينتفض عليه كأنه عقاب كاسر، قال: فيخرجه من النار. قال: (الراوي وهو سماعة) فقلت لأبي عبد الله (ع) : ومَن هذا جعلت فداك؟ قال: المختار. قلت له: ولم عُذِّب بالنار وقد فعل ما فعل؟ قال: إنه كان في قلبه منهما شيء والذي بعث محمداً بالحق لو أن جبرئيل وميكائيل كان في قلبيهما شيء لأكبهما الله في النار على وجوههما، (بحار الأنوار للمجلسي ج45 ص339 ط. بيروت 1983).
والرواية الثانية: عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال لي: يجوز النبي الصراط يتلوه عليّ، ويتلو علياً الحسن ويتلو الحسن الحسين فإذا توسطوه نادى المختار الحسين: يا أبا عبد الله، إني طلبت بثأرك، فيقول النبي للحسين عليه السلام: أحبه فينتفض الحسين في النار كأنه عقاب كاسر، فيخرج المختار حممه. ولو شق عن قلبه لوجد حبهما في قلبه.
وعلق المجلسي على هذه الرواية (بحار الأنوار ج45 ص345-346) فقال: بيان: انقضَّ الطائر: هوى في طيرانه، وكسر الطائر أي ضم جناحيه حين ينقض، والحمم – بضم الحاء وفتح الميم – الرماد والفحم وكل ما احترق من النار، قوله عليه السلام: "حبهما" أي حب الشيخين الملعونين (قال أبو عبد الرحمن: بل لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على كل من يلعن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما)، وقيل: حب الحسنين صلوات الله عليهما، فيكون تعليلاً لإخراجه كما أنه على الأول تعليل لدخوله واحتراقه، وقيل: المراد حب الرئاسة والمال، والأول هو الصواب.
وانظر ترجمة المختار وقبح أقواله وأفعاله، سير أعلام النبلاء ج3 ص538-544، تاريخ الطبري وابن الأثير وابن كثير في حوادث سنة ست وستين وسبع وستين هجرية.
([51]) أورد مسلم في صحيحه 4/1971-1972 في (كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر كذاب ثقيف ومبيرها) حديثاً طويلاً جاء فيه أن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت للحجاج: "أما إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حدثنا أن في ثقيف كذَّاباً ومبيراً، فأما الكذَّاب فرأيناه وأما المبير فلا أخالك إلا إياه، قال: فقام عنها ولم يراجعها" وفي المسند (ط. المعارف) 7/18 (حديث رقم 4790) عن ابن عمر: "قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إن في ثقيف مبيراً وكذَّاباً". وقال النووي في شرحه على مسلم 16/100: "أما أخالك – بفتح الهمزة وكسرها – وهو أشهر، ومعناه: أظنك. والمبير المهلك. وقولها في الكذَّاب فرأيناه: تعني به المختار بن أبي عبيد الثقفي، كان شديد الكذب، ومن أقبحه: ادَّعى أن جبريل صلّى الله عليه وسلّم يأتيه". وجاء الحديث مختصراً عن ابن عمر رضي الله عنهما بلفظ: "في (أو) أن في ثقيف كذاب ومبير" في موضعين في: سنن الترمذي 3/338-339 (كتاب الفتن، باب: ما جاء في ثقيف كذاب ومبير)، 5/386 (كتاب المناقب، باب: في ثقيف وبني حنيفة).
([52]) قال أبو عبد الرحمن: ما أجرأ الرافضة وأشياعهم على تزوير الحقائق، فأما المؤمنين رضوان الله عليها لما بلغها استشهاد عثمان رضي الله عنه لعنت قتلته، ولم تفرح كما يقول هذا الرافضي، وأتحف القارئ الكريم بنماذج من أقوالها لما بلغها نبأ استشهاده رضي الله عنه:
عن ابن سيرين: قال: قالت عائشة: مُصتموه موصَ الإناء ثم قتلتموه.
وعن عون بن عبد الله بن عتبة قال: قالت عائشة: غضبت لكم من السوط ولا أغضب لعثمان من السيف؟ استعتبتموه حتى إذا تركتموه كالقُلب المصفَّى قتلتموه.
وعن أبي خالد الوالبي قال: استتابوه حتى تركوه كالثواب الرّحيض ثم قتلوه.
وعن مسروق قال: قالت عائشة حين قُتل عثمان: تركتموه كالثوب النقّي من الدّنس ثم قتلتموه، فقلت: هذا عملك، كتبت إلى الناس تأمرينهم بالخروج إليه. قالت: لا، والذي آمن به المؤمنون وكفر به الكافرون ما كتبت إليهم سوداء في بيضاء حتى جلست مجلسي هذا.
قال الأعمش: فكانوا يرون أنه كُتب عنها وهي لا تعلم.
طلق بن خشاف قال: قُتل عثمان فتفرقنا في أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نسألهم عن قتله، فسمعت عائشة تقول: قُتل مظلوماً، لعن الله قتلته.
أم كلثوم بنت ثمامة: أنها أرادت الحج، فقال أخوها: أقرئي أم المؤمنين عائشة السلام وسليها عن عثمان حين قُتل. قالت: من سب عثمان فعليه لعنة الله.
ولها أقوال كثيرة في قتلة عثمان رضي الله عنه اكتفينا بنقل بعضها من "عثمانبن عفان لابن عسكر" تحقيق سكينة الشهابي ص495-497.
ولزيادة الفائدة نشرح بعض الغريب الذي ورد في أقوالها رضي الله عنها (نقلاً عن قول المحققة سكينة شهابي في تعليقها على الكتاب المذكور).
في غريب أبي عبيد 1/261، والنهاية 4/372، واللسان: "موص" (الموص: الغسل، يقال: مصته أموصه موصاً) – أرادت أنهم استتابوه عما نقموا منه. فلما أعطاهم ما طلبوا وخرج نقياً مما كان فيه قتلوه.
الرّحض: الغسل، وثوب رحيض مرحوض: مغسول.
القُلب: السوار من الفضة.
([53]) الحديث – مع اختلاف يسير في الألفاظ – عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه في: مسلم 4/1942 (كتاب فضائل الصحابة، باب: من فضائل الصحابة، باب: من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة)، المسند (ط. الحلبي) 6/362 .
([54]) الحديث عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في: البخاري 4/59 (كتاب الجهاد والسير، باب: الجاسوس)، مسلم 4/1941-1942 (كتاب فضائل الصحابة، باب: من فضائل أهل بدر رضي الله عنهم وقصة حاطب بن أبي بلتعة)، سنن الترمذي 5/82-84 (كتاب التفسير، سورة الممتحنة).
([55]) جاء الحديث بهذا اللفظ في سيرة ابن هشام 3/251. ولكنه جاء – مع اختلاف في اللفظ – عن أبي سعيد الخدري في: البخاري 4/67 (كتاب الجهاد والسير، باب: إذا نزل العدو على حكم رجل)، 5/35-36 (كتاب مناقب الأنصار، باب: مناقب سعد بن معاذ)، 5/112 (كتاب المغازي، باب: مرجع النبي صلّى الله عليه وسلّم من الأحزاب..)، مسلم 3/1388-1389 (كتاب الجهاد والسير، باب: جواز قتال من نقض العهد..) المسند (ط. الحلبي) 3/22. ولفظ الحديث في هذه المواضع: "حكمت فيهم بحكم الله، أو: بحكم الملك" وأخرج الإمام أحمد في مسنده (ط. الحلبي) 6/141-142 حديثاً مقارباً متصلاً عن عائشة رضي الله عنها، وانظر ما ذكره الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" 1/91-94 (حديث رقم 67). وقال ابن حجر في "فتح الباري" 7/412.. وفي رواية ابن إسحاق من مرسل علقمة بن وقاص: لقد حكمت فيهم بحكم الله من فوق سبعة أرقعة. وأرقعة – بالقاف – جع رقيع، وهو من أسماء السماء. قيل: سميت بذلك لأنها رقعت بالنجوم.
([56]) في الإصابة 3/323: "مالك بن الدخشم – بضم المهملة والمعجمة، بينهما خاء معجمة – ويقال بالنون بدل الميم، ويقال كذلك بالتصغير، مختلف في نسبته وشهد بدراً عند الجميع، وهو الذي أسر سهل بن عمرو يومئذ".
([57]) الحديث عن عتبان بن مالك رضي الله عنه في: مسلم 1/61-62 (كتاب الإيمان، باب: الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً)، المسند (ط. الحلبي) 4/449. وانظر "صحيح الجامع الصغير" 6/237. قال: النووي في شرحه على مسلم 1/243-244: "وقد نص النبي صلّى الله عليه وسلّم على إيمانه باطناً وبراءته من النفاق بقوله صلّى الله عليه وسلّم في رواية البخاري رحمه الله: "ألا تراه قالا لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله تعالى" فهذه شهادة من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم له بأنه قالها مصدقاً بها، معتقداً صدقها متقرباً بها إلى الله تعالى، وشهد له في شهادته لأهل بدر بما هو معروف، فلا ينبغي أن يُشك في صدق إيمانه رضي الله عنه، وفي هذه الزيادة رد على غلاة المرجئة القائلين بأنه يكفي في الإيمان النطق من غير اعتقاد فإنهم بمثل هذا الحديث، وهذه الزيادة تدمغهم".
([58]) الحديث عن عائشة وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما في: البخاري 2/79 (كتاب الجنائز، باب قول النبي: يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه)، 4/132 (كتاب الأنبياء، باب قول الله تعالى: { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً } – البقرة: 30)، مسلم 3/1303-1304 (كتاب القسامة، باب: بيان إثم من سن القتل)، سنن الترمذي 4/148 (كتاب العلم، باب: ما جاء أن الدال على الخير كفاعله). والحديث أيضاً في سنن النسائي وابن ماجه والمسند.
([59]) الحديث عن سعيد بن المسيب عن أبيه المسيب بن حزن رضي الله عنه في: البخاري 2/95 (كتاب الجنائز، باب إذا قال المشرك عند الموت لا إله إلا الله)، 5/52 (كتاب مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب)، 6/96 (كتاب التفسير، سورة براءة، قوله تعالى: { مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَن يَسْتَغْفِرُواْ لِلْمُشْرِكِينَ } [التوبة: 113]، 6/122-123 (كتاب التفسير، سورة القصص، باب { إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ } – القصص: 56)، 8/138-139 (كتاب الإيمان والنذور، باب إذا قال: والله لا أتكلم اليوم....)، مسلم 1/54-55 (كتاب الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت..) وذكر مسلم الحديث بمعناه من طريقين عن أبي هريرة رضي الله عنه، المسند (ط. الحلبي) 5/433.
([60]) الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه في: مسلم 1/55 (كتاب الإيمان، باب الدليل على صحة إسلام من حضره الموت)، سنن الترمذي 5/21-22 (كتاب التفسير، باب تفسير سورة القصص)، المسند (ط. الحلبي) 2/441.
([61]) الحديث عن العباس بن عبد المطلب في: البخاري 5/51 (كتاب مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب)، مسلم 1/195 (كتاب الإيمان، باب شفاعة النبي صلّى الله عليه وسلّم لأبي طالب)، المسند (ط. المعارف) 3/9، 50 .
([62]) الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في: البخاري 5/51 (كتاب مناقب الأنصار، باب قصة أبي طالب)، مسلم 1/195 (كتاب الإيمان، باب شفاعة النبي صلّى الله عليه وسلّم لأبي طالب)، المسند (ط. الحلبي) 3/9، 50 .
([63]) جاء جزء من هذا الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه في: البخاري 4/140، 148 (كتاب الأنبياء، باب قوله تعالى: { وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً } [النساء: 125]، باب: { أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ } [البقرة: 133]، 4/178 (كتاب: باب قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى } [الحجرات: 13] ونصه: خيارهم (وفي لفظ: خياركم) في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا" وجاء في الحديث كاملاً عن أبي هريرة في: مسلم 4/2031-2032 (كتاب البر والصلة والآداب، باب الأرواح جنود مجندة)، المسند (ط. الحلبي) ص/539 .
([64]) في "سيرة ابن هشام" 4/86: "وصرخ جبلة بن الحنبل – قال ابن هشام: كلدة بن الحنبل – وهو مع أخيه صفوان بن أمية مشرك في المدة التي جعل له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ألا أبطل السحر اليوم. فقال له صفوان: اسكت فضَّ الله فاك، فوالله لأن يربني رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يربني رجل من هوازن". قال الأساتذة المحققون: "يربني: يكون رباً لي، أي ملكاً عليّ".
([65]) هذه جملة من خطبة طويلة لعمر رضي الله عنه وقد وردت في: البخاري 8/169 (كتاب الحدود، باب رجم الحبلى من الزنا إذا أحصنت)، ابن هشام: السيرة النبوية 4/309 – القاهرة، 1355 (1936)، المسند (ط. المعارف) ج1، الأثر 391 (ص326) وقد وجدت في صحيح مسلم 3/1317 (كتاب الحدود، باب رجم الثيب من الزنا) قطعة من خطبة عمر ولكن ليس فيها هذه الجملة، وانظر جامع الأصول لابن الأثير 4/480.
ويشرح ابن حجر (فتح الباري 12/125) معنى الجملة فيقول: "قال الخطابي: يريد أن السابق منكم الذي لا يُلحق في الفضل لا يصل إلى منـزلة أبي بكر... وعبّر بقوله: تُقطع الأعناق، لكون الناظر إلى السابق تمتد عنقه لينظر، فإذا لم يحصل مقصوده من سبق من يريد سبقه، قيل: انقطعت عنقه".
([66]) الحديث في: البخاري 5/7 (كتاب فضائل أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم، باب: مناقب أبي بكر الصديق)، 8/168-171 (كتاب الحدود، باب رجم الحبلى...) المسند (ط. المعارف) 1/323-327 .
([67]) قال أبو عبد الرحمن النواصب عند الشيعة هم أهل السنة، وإن كان إطلاق أهل السنة لهذا اللقب على من يبغض علياً رضي الله عنه. ومصطلح "النواصب" كثير التكرار في كتب الشيعة، وتوهم بعض الناس أن المقصود بالنواصب هم الذين يبغضون علياً رضي الله عنه وأنه لا علاقة بأهل السنة بهذا فهم يحبون آل البيت رضوان الله تعالى عليهم، والحقيقة أن هذا القول مبعثه الجهل بحقيقة موقف الشيعة من أهل السنة. وأنقل للإخوة القراء بعض أقوال علماء الرافضة حول هذا المصطلح ليكونوا على علم بحقيقة أبعاد إطلاق تلك التسمية.
يقول أبو الحسن العاملي في مقدمة تفسيره "مرآة الأنوار ومشكاة الأسرار" ص308 باب "النون من البطون والتأويلات":
الناصبة: في الصحاح نصبت الشيء أي أقمته، ونصب لفلان أي عاداه، وقد ورد في سورة الغاشية قوله تعالى: {عاملة ناصبة} [الغاشية: 3] وسنذكر إن شاء الله هناك ما يدل على تأويل الناصبة بأعداء عليّ عليه السلام وكذلك من عاداه ونصب غيره من ولاة الأمر فعلى هذا كله أعداء الأئمة ناصبة بالمعنيين وهو ظاهر. وكذلك الحق أن كل من نصب غير الأئمة فهو في الحقيقة ممن نصب العداوة للأئمة و"ناصبة" بالمعنيين وإن ادعى المحبة لهم ادعاء. إذ كل من أنصف من نفسه عرف أن حب الأئمة عليهم السلام لا يجتمع مع حب أعدائهم من الغاضبين لحقهم في قلب واحد كيف لا ومهما تفكر أحد فيما أصاب الأئمة منهم ومن أتباعهم أو بسببهم ولو محض سلب الخلافة عنهم يوماً واحداً أوجد من ذلك بغضهم في قلبه إن كان صادقاً في حب الأئمة ضرورة عدم اجتماع المحبة مع الرضا بالأذى ولهذا وجب التولي والتبري كما هو صريح الأخبار ..... وفي العلل ومعاني الأخبار عن معلى بن خنيس عن الصادق عليه السلام قال: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد رجلاً يقول: أنا أبغض محمداً وآل محمد، ولكن الناصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وأنكم من شيعتنا. ويؤيد قول الباقر عليه السلام: من نصب لك أنت، لا ينصب لك إلا على هذا الدين كما كان نصب للنبي... الحديث. وقد نقل في مستطرفات السرائر من مكاتبات محمد بن علي بن عيسى أبا الحسن الثالث عليه السلام قال: كتبت إليه أسأله عن الناصب هل أحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديم الجبت (أبي بكر رضي الله عنه) والطاغوت (عمر رضي الله عنه) واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب.
ويقول نعمة الله الجزائري في كتابه "الأنوار النعمانية" ج2 ص270: إن الأئمة عليهم السلام وخواصهم أطلقوا لفظ الناصبي على أبي حنيفة وأمثاله. مع أن أبا حنيفة لم يكن ممن نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام بل كان له انقطاع إليهم، وكان يظهر لهم التودد.
ويقول حسين العصوفر في كتابه " المحاسن النفسانية في أجوبة المسائل الخراسانية" ص145-147: وأما تحقيق الناصب فقد كثر فيه القيل والقال واتسع فيه المجال والتعرض للأقوال، وما يرد عليها، وما يثبتها ليس هذا محله بعد ما عرفت كفر مطلق المخالف فما أدراك بالناصب، الذي جاء فيه الآيات والروايات أنه المشرك والكافر بل ما من آية من كتاب الله فيها ذكر المشرك إلا كان هو المراد منها والمعنى بها.
وأما معناه الذي دلت عليه الأخبار فهو ما قدمناه هو تقديم غير عليّ عليه السلام على ما رواه ابن إدريس في مستطرفات السرائر، نقلاً عن كتاب مسائل الرجال بالإسناد إلى محمد بن علي بن موسى قال: كتبت إليه – يعني عليّ بن محمد عليه السلام – عن الناصب هل يحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب: من كان على هذا فهو ناصب.
وما في شرح نهج البلاغة للراوندي عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه سئل عن الناصب بعده قال: من يقدم على عليّ غيره. وأما تفسيره بمن أظهر العداوة لأهل البيت – كما عليه أكثر علمائنا المتأخرين – فمما لم يقم عليه دليل، بل وفي الأخبار ما ينفيه، ففي عقاب الأعمال والعلل وصفات الشيعة بأسانيد إلى عبد الله بن سنان والمعلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد أحداً يقول: أنا أبغض محمداً وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم، وهو يعلم أنكم تقولوننا وأنكم من شيعتنا، وظهوره في نفي ما اعتمدوه واضح.
نعم ربما يترائى المخالفة بين هذه الأخبار، وبين خبري السرائر، وشرح النهج، لأن هذه باشتراط العداوة إلى شيعتهم، والاكتفاء في تينك الروايتين مجرد تقديم الغير عليه عليه السلام، والذي ظهر لنا أنه لا منافاة بينهما لقيام الأدلة من العامة والخاصة على التلازم بين ذلك التقديم، ونصب العداوة لشيعتهم.
وبالجملة أن من تأول أحوالهم واطلع على بعض صفاتهم وطريقتهم في المعاشرة ظهر له ما قلناه. فإنكار مكابرة لما اقتضت العادة به، بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنياً.
ففي حسنة بن أذينة المروية في الكافي والعلل عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما تروي هذه الناصبة؟ فقلت: جعلت فداك في ماذا؟ فقال: في أذانهم وركوعهم وسجودهم.... الحديث.
ولا كلام في أن المراد بالناصبة فيه هم أهل التسنن الذين قالوا: إن الأذان رآه أبَيّ بن كعب في النوم. فظهر لك أن النـزاع والخلاف بين القائلين بهذه المذاهب الثلاثة – أعني مجرد التقديم ونصب العداوة لشيعتهم، كما اعتمده محمد أمين في الفوائد المدنية، ونصب العداوة لهم عليهم السلام، كما هو اختيار المشهور خلاف لفظي لما عرفت من التلازم بينها.
وقد صرح بهذا جماعة من المتأخرين، منهم السيد المحقق السيد نور الدين، أبي الحسين الموسوي في الفوائد المكية، واختاره شيخنا المنصف العلامة الشيخ يوسف في الشهاب الثاقب، وهو المنقول عن الأخواجة نصير الدين، وكفاك شاهداً على قوته التئام الأخبار به وشهادة العادة – كما يظهر من أحوالهم.
وقد ذكر يوسف البحراني في كتابه "الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة" ج10 ص360-364 مفهوم الناصب عند الشيعة، مع العلم بأنه ألف رسالة حول هذا المعنى بعنوان "الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب وما يترتب عليه من المطالب" ولولا الإطالة لذكرنا كلامه، ولكن إن شاء الله تعالى سوف تراه مذكوراً في كتابنا "موقف الشيعة من أهل السنة" في طبعته الثالثة المنقحة والمزيدة ضمن الفصل الأول من كتاب "مفهوم الناصب عند الشيعة".
([68]) من القائلين بذلك أبو القاسم الكوفي (انظر ترجمته ص65 من كتابنا "الشيعة وتحريف القرآن" ط3) في كتابه "الاستغاثة في بدع الثلاثة" ص75 وما بعدها: أما ما روت العامة (يقصد أهل السنة) من تزويج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عثمان بن عفان رقية وزينب، فإن التزويج صحيح غير متنازع فيه، إنما التنازع بيننا وقع في رقية وزينب، هل هما ابنتا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أم ليستا ابنتيه؟ وليس لأحد من أهل النظر إذا وجد تنازعاً من خصمين كل منهما يدّعي أن الحق معه وفي يده الميل إلى أ؛د الخصمين دون الآخر بغير بيان وإيضاح، ويجب البحث عن صحة كل واحد منهما بالنظر والاختبار والتفحص والاعتبار، فإذا اتضح له الحق منهما، وبان له الصدق من أحدهما، اعتقد عند ذلك قول المحق من الخصمين، وأطرح الفاسد من المذهبين، ولم يدحضه كثرة مخالفيه وقلة عدد مؤالفيه، فإن الحق لا يتضح عند أهل النظر والفهم والعلم والتميز والطلب لكثرة متبعيه، ولا يبطل لقلة قائليه، وإنما يتحقق الحق ويتضح الصدق بتصحيح النظر والتميز والطلب للشواهد والأعلام.... أن رقية وزينب زوجتي عثمان لم يكونا ابنتي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ولا ولد خديجة زوجة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وإنما دخلت الشبهة على العوام فيهما لقلة معرفتهم بالأنساب وفهمهم بالأسباب.
ويقول ص80: وصح لنا فيهما ما رواه مشايخنا من أهل العلم عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام وذلك أن الرواية صحت عندنا عنهم أنه كان لخديجة بنت خويلد من أمها أخت يقال لها هالة قد تزوجها رجل من بني مخزوم فولدت بنتاً اسمها هالة ثم خلف عليها بعد أبي هالة رجل من تميم يقال له أبو هند فأولدها ابناً كان يسمى هنداً بن أبي هند وابنتين، فكانتا هاتان الابنتان منسوبتين إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زينب ورقية من امرأة أخرى قد ماتت، ومات أبو هند وقد بلغ ابنه مبالغ الرجال والابنتان طفلتان وكان في حدثان تزويج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بخديجة بنت خويلد...... اهـ.
ونحن لا نرد على هذا الهراء إلا من واقع كلام مشايخ الرافضة الذين لهم منـزلة في الدين الشيعي، من أولئك الملقب عند الرافضة بـ"المفيد" (انظر ترجمته ص67 من كتابنا "الشيعة وتحريف القرآن") رغم ما تحمله عباراته من الطعن الشديد والقذر على ذي النورين رضوان الله تعالى عليه ولعنة الله على من يبغضه. فيقول هذا الرافضي في كتابه "أجوبة المسائل الحاجبية" على ما نقله المعلق على كتاب "الاستغاثة" ص90-91: أن زينب ورقية كانتا ابنتي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم والمخالف لذلك شاذ بخلافه، فأما تزويجه صلّى الله عليه وسلّم بكافرين فإن ذلك كان قبل تحريم مناكحة الكفار وكان له صلّى الله عليه وسلّم أن يزوجهما ممن يراه، وقد كان لأبي العاص وعتبة نسب برسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكان لهما إذ ذاك ولم يمنع شرع من العقد لهما فيمتنع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من أجله.
وقال (أي المفيد) في "أجوبة المسائل السرورية" : قد زوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بنتيه قبل البعثة كافرين كانا يعبدان الأصنام أحدهما: عتبة بن أبي لهب والآخر أبو العاص بن الربيع، فلما بعث صلّى الله عليه وسلّم فرق بينهما وبين ابنتيه، فمات عتبة على الكفر، وأسلم أبو العاص بعد إبائه الإسلام فردها عليه بالنكاح الأول، ولم يكن صلّى الله عليه وآله وسلم في حال من الأحوال كافراً ولا موالياً لأهل الكفر، وقد زوج من تبرأ من دينه.... وهاتان البنتان هما اللتان تزوجهما عثمان بن عفان بعد هلاك عتبة وموت أبي العاص، وإنما زوجه النبي صلّى الله عليه وسلّم على ظاهر الإسلام ثم إنه تغير بعد ذلك، ولم يكن النبي صلّى الله عليه وسلّم تبعاً فيما يحدث في العاقبة، هذا على قول أصحابنا، وعلى قول فريق آخر أنه زوّجه على الظاهر وكان باطنه مستوراً عنه.... إلى آخر الكلام الذي يقطر حقداً....
([69]) جاء الحديث – مع اختلاف في الألفاظ – عن جماعة من الصحابة منهم عليّ بن أبي طالب وسعد بن أبي وقاص وأبو بريدة وسلمة رضي الله عنهم في البخاري: 5/18 (كتاب فضائل أصحاب النبي، باب مناقب عليّ بن أبي طالب)، مسلم 4/1871-1872 (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب)، الترمذي 5/301-302 (كتاب المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب)، سنن ابن ماجه 1/43-44 (المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول الله..، فضل علي..)، المسند (ط. المعارف) 3/97-98 (ط. الحلبي) 5/353-354، 358-359 .
([70]) الحديث عن عليّ بن أبي طالب في: مسلم 1/86 (كتاب الإيمان، باب الدليل على أن حب الأنصار وعليّ رضي الله عنهم من الإيمان...)، سنن الترمذي 5/306 (كتاب المناقب، باب مناقب عليّ) سنن ابن ماجه 1/42 (المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول الله...، فضل عليّ...)، المسند (ط. المعارف) 2/57 وهو في مواضع أخرى من المسند.
([71]) الحديث – مع اختلاف في الألفاظ – عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في: البخاري 5/19 (كتاب فضائل أصحاب النبي، باب مناقب عليّ بن أبي طالب)، مسلم 4/1871 (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي بن أبي طالب)، سنن الترمذي 5/301-302 (كتاب المناقب، باب مناقب علي بن أبي طالب)، سنن ابن ماجه 1/42-43، 45 (المقدمة، باب في فضائل أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فضل عليّ بن أبي طالب..)، المسند (ط. المعارف) 3/97. والحديث في "فضائل الصحابة" الأرقام: 954، 957، 103، 1045، 1091، 1143، 1153.
([72]) ذكر السيوطي هذا الحديث في "الجامع الكبير" وقال عنه: "أبو مسلم الكجي عن عمر بن عبد العزيز مرسلاً"، وذكر حديثاً آخر نصه: "ادرأوا الحدود بالشبهات وأقيلوا الكرام عثراتهم إلا في حد من حدود الله" ثم قال: "في جزء له (يقصد ابن عدي في الكامل كما بين ذلك في الجامع الصغير) من حديث أهل مصر والجزيرة عن ابن عباس ورواه مسدد في مسنده عن ابن مسعود موقوفاً". ووافقه الألباني في "ضعيف الجامع الصغير" 1/117 على أنه موقوف، وضعَّفه.
([73]) الحديث عن عبيد الله بن عدي بن الخيار عن رجلين في: سنن أبي داود 2/159 (كتاب الزكاة، باب من يعطي الصدقة وحد الغنى)، سنن النسائي 5/74-75 (كتاب الزكاة، باب مسألة القوي المكتسب)، المسند (ط. الحلبي) 4/224، 5/362. قال الشيخ أحمد عبد الرحمن البنا الساعاتي رحمه الله في "بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني" (9/93، القاهرة 1357ه): "عبيد بن عدي بن الخيار – بكسر الخاء... وَلِدَ في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم وقال العجلي: ثقة من كبار التابعين". وصحّح الألباني الحديث في "صحيح الجامع الصغير" 2/6 .
([74]) هو معاوية بن حديج بن جفنة بن قنبر، أبو نعيم الكندي ثم السكوني رضي الله عنه. شهد صفين مع معاوية، وولاه معاوية إمرة جيش جهّزه إلى مصر، وكان الوالي عليها من قِبَلِ علي رضي الله عنه محمد بن أبي بكر، فقتله معاوية سنة ثمان وثلاثين. وتوفي معاوية سنة 52ه.
([75]) تزعم الرافضة أن محمداً بن أبي بكر بايع علياً رضي الله عنه على البراءة من أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأنه في النار.
فقد ذكر الكشي في رجاله ص61) ترجمة محمد بن أبي بكر روايات عديدة تدل على ما ذكرناه، نذكرها للإخوة القراء ليتيقنوا من مدى الحقد الذي في قلوب الرافضة تجاه سلف هذه الأمة:
عن حمزة بن محمد الطيّار قال: ذكرنا محمد بن أبي بكر عند أبي عبد الله (ع) فقال أبو عبد الله (ع): رحمه الله وصلى عليه. قال لأمير المؤمنين عليه السلام يوماً من الأيام: ابسط يدك أبايعك. فقال: أوَ ما فعلت؟ قال: بلى، فبسط يده فقال: أشهد أنك إمام مفترض طاعتك وأن أبي في النار. فقال أبو عبد الله عليه السلام: كان النجابة من قِبَلِ أمه أسماء بنت عميس رحمة الله عليها لا من قبل أبيه.
وعن زرارة بن أعين عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن محمد بن أبي بكر بايع علياً عليه السلام على البراءة من أبيه.
وعن شعيب عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: ما من أهل بيت إلا ومنهم نجيب من أنفسهم، وأنجيب النجباء من أهل بيت سوء محمد بن أبي بكر.
([76]) انظر نص دعاء صنمي قريش ص47 من "الخطوط العريضة" لمحب الدين الخطيب رحمه الله تعالى بتعليقنا، وأيضاً صورة من الدعاء ص111 من نفس الكتاب.
([77]) انظر ما أورده عبد الغني النابلسي في كتابه "ذخائر المواريث" 3/106-110 من أحاديث معاوية رضي الله عنه وهي 39 حديثاً – (الأرقام 6321-6359) وكلها في الصحاح والمساند.