الكاتب : فيصل نور ..
الخطة الخمسينية
خطة سريّة أعدّها مجلس شورى الثورة الثقافية الإيرانية ووجّهها إلى المحافظين في الولايات الإيرانية، وقد استطاعت رابطة أهل السنة في إيران (مكتب لندن) الحصول على هذه الوثيقة الهامة، وقام الدكتور عبد الرحيم البلوشي بترجمتها إلى اللغة العربية.
وهذه الخطة موجهة إلى المناطق السنيّة في إيران، وإلى دول الجوار، وبشكل خاص: العراق، ودول الخليج العربي (السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات وعُمان) إضافة إلى أفغانستان وباكستان وتركيا. وتهدف الخطة، المشتملة على خمس مراحل، مدة كل منها عشر سنوات، إلى تصدير الثورة الإيرانية، لكن بأساليب أقل حدّة عمّا اتبعه مرشد الثورة السابق، روح الله الخميني، للوصول إلى الهدف ذاته وهو السيطرة على المنطقة وتشييعها.
ويمكن الإطلاع على بعض تطبيقاتها الواقعية في دراسة " أضواء على الخطة السرية، دراسة في الأسلوب الجديد لتصدير الثورة الإيرانية " لأسامة شحادة في كتابه المشكلة الشيعية، وفي كتابه "الخطة الخمسينية وإسقاطاتها في مملكة البحرين" يرى الدكتور هادف الشمري أن الذي جعل إيران تغيّر تكتيكها، وتتحول من تصدير الثورة بالقوة إلى أسلوب الثورة الثقافية هو المقاطعة الغربية لها، فرأت أن سياسات تصدير الثورة لم تعد ذات جدوى، بل ضررها عليها أكبر، فنشأ الاتجاه الأقل تطرفاً والداعي إلى الحوار والتهدئة والذي نشأ منه بروز تيار الرئيس السابق محمد خاتمي، خاصة بعد تولي إيران رئاسة المؤتمر الإسلامي".
ونصّت الخطة على أن تصدير الثورة واجب خطير، وعلى رأس الأولويات، وأن حكومة إيران حكومة مذهبية، تأخذ على عاتقها نشر التشيع، ودعت الخطة الشيعةَ المقيمين خارج إيران إلى السعي لامتلاك السلاح والقوة، وشراء الأراضي والبيوت والشقق، وإيجاد العمل ومتطلبات الحياة وإمكانياتها لأبناء مذهبهم، كما دعتهم إلى اختراق أجهزة الدولة المدنية والعسكرية على حدًّ سواء، وإلى زيادة الإنجاب، وإلى الاهتمام بالإعلام والتعليم، ومحاولة السيطرة على الاقتصاد في الدول التي يقيمون بها، وإلى السعي لتوتير العلاقة بين الحكومات السنيّة وعلماء أهل السنة، كي يقوم الشيعة بملء الفراغ.