آخر تحديث للموقع :

الجمعة 17 جمادى الأولى 1445هـ الموافق:1 ديسمبر 2023م 10:12:15 بتوقيت مكة

جديد الموقع

الركن الرابع ..
الكاتب : فيصل نور ..

الركن الرابع

     نظرية شيعية تعني وجوب إتباع شخص واحد عالم بكل العلوم يكون واسطة بين مهديهم والرعية في كل زمان، وأن الإيمان به هو الركن الرابع بعد الإيمان بالله والرسول والإمام.وقد اشتهرت الطائفة الشيخية من الشيعة بها.
     يقول الأحقاقي وهو من الشيخية شارحاً هذا المصطلح : لزوم رجل واحد ناطق غير إمام الزمان في كل عصر وأوان[1].
     وذهب البعض أن الشيخية أو بعضهم يرى أن معرفة الركن الرابع أفضل من معرفة التوحيد والنبوة والإمامة[2].
     ولكن الشيخية ينكرون نسبة هذه العقيدة للأحسائي، وينسبونه للكرماني. يقول احدهم : بل مقصودنا الأهم فيه هو تنزيه كلمات المشايخ رضوان الله عليهم لا سيما الشيخ الأوحد والسيد الأمجد عن لوث هذا الاعتقاد وتبرئتهم عن القول بهذا الفساد... فظهر أن القول بوجوب وجود رجل واحد ناطق في كل زمان ووجوب رجوع الخلق كلاً وطرًا بين العلماء والعوام إليه ودعوة العلماء في كل قطر إليه وعدم جواز الإفتاء لهم في مسألة جزئية وكلية إلا عنه قول فاسد ومذهب كاسد ما قال به أحد من الأصحاب المتقدمين والمتأخرين والمشايخ الموحدين وأنه قول مستحدث غريب ومذهب حادث عجيب[3].
     أما الكرماني فقد أنكر ذلك فقال : إنا لم نضع اسم الركن الرابع على شخص واحد وهذه كتبي وكتب مشائخي بلغت ألف كتاب وزيادة وقد ملأت بلاد العرب والعجم فأنظروا فيها وأخبروني في أي مقام قلنا ذلك ، نعم قلنا أن ولاية الشيعة هي الركن الرابع من الإيمان[4]. وقال : اعلم أن حقيقة مرادنا على الجملة من الركن الرابع الاعتراف بأن أولياء آل محمد عليهم السلام هم أولياء الله ويجب ولايتهم وأعداء آل محمد عليهم السلام هم أعداء الله ويجب عداوتهم[5]. وأضاف : مرادنا من الركن الرابع رابع أركان الدين والمذهب وهو معرفة فقيه عالم عادل جائز الفتوى يروي لنا عن الإمام عليه السلام حديثه ويعرف أحكامه وينظر في حلاله وحرامه، ولا يخص برجل دون رجل بل كل من كان من الشيعة موصوفًا بالعلم والفقه والعدالة فهو رابع الأركان، ولابد لكل من يدعي التشيع ولم يبلغ بنفسه درجة الاجتهاد أن يأخذ دينه عن الفقيه الراوي عن إمامه عليه السلام كما قال الحجة عليه السلام: أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله[6].
     أن فكرة الركن الرابع قريبة من آراء الشيعة الإمامية الذين يرون وجوب الرجوع إلى الأعلم والأورع من الفقهاء في التقليد والقضاء وهي لازمة في شخص واحد فهي من هذه الوجه متشابهة ومتفقة. ولكن الاختلاف كما يقرره الطالقاني أن الشيعة يعتقدون بحياة الحجة عندهم الذي يزعمون بأنه هو الموجه والمسدد للفقيه الذي يفتي بشريعة آبائه، بينما صريح كلام الكرماني أن الناس منذ ولادة الحجة حتى وقته في جاهلية لأنه يرى أنه مات وودع الدنيا[7].
     ويظهر مما مر عدة إتجاهات في مسألة الركن الرابع:
     الاتجاه الأول: يرى أن الأحسائي والرشتي لم ينقل عنهم القول بالإمام الناطق والركن الرابع وإنما هو قول ابتدعه الحاج محمد كريم خان الكرماني والذين يقولون بذلك هم شيخية تبريز وعلى رأسهم موسى الأحقاقي.
     الاتجاه الثاني: يرى أن الأحسائي والرشتي قد صرحا بالإمام الناطق والركن الرابع ومنهم محمد رضا الهمداني حيث قال: إن الخطاب في (إياك نعبد وإياك نستعين) إلى النبي والإمام والركن الرابع صرح به الشيخ أحمد الأحسائي والسيد كاظم الرشتي والعبد الأثيم[8]. وتبنى هذا الرأي مهدي القزويني فقال: القول بالناطق لم يخترعه كريم خان من نفسه بل تلقاه من السيد كاظم عن الشيخ أحمد[9].
     الاتجاه الثالث: توسط في الأمر ورأى بأن ما ذهب إليه الكرماني مأخوذ مما ورد في كلام الأحسائي والرشتي وإن لم يصرحا ويبينا مقصودهما كما فهمه وجاء به الكرماني ولكن كتابتهما كانت أصلاً بنى عليه فكرته وعقيدته في الإمام الناطق والركن الرابع.
     والخلاصة إن القول بالركن الرابع مما اختصت به الركنية أتباع الحاج محمد كريم الكرماني، وإنه لم يرد عن الأحسائي والرشتي نص صريح في ذلك وان كان لديهما إشارات يمكن الاعتماد عليها بالقول به[10].
انظر أيضاً: الشيخية. 


([1]) إحقاق الحق، لموسى الإحقاقي، 223

([2]) انظر: علماء الشيعة، محمد الخالصي، 290

([3]) إحقاق الحق، لموسى الإحقاقي،265، 288

([4]) هداية المسترشد، لمحمد الكرماني، 239

([5]) الفطرة السليمة، محمد كريم الكرماني، (3/ 185).

([6]) الرسالة الكازرونية، محمد الكرماني، (ص 349).

([7]) انظر: الشيخية،محمد الطالقاني، (ص316).

([8]) الشيخية، محمد الطالقاني، (ص308) نقلاً عن هدية النملة، (4-6)، ويقصد بالعبد الأثيم الحاج محمد كريم الكرماني إهانة له لأنه اعتاد أن يوقع "العبد الأثيم محمد كريم".

([9]) الشيخية، محمد الطالقاني، (ص308) نقلاً عن بوار الغالين، (ص169).

[10] أنظر : فِرقةُ الشيخية (نشأتها وعقائدها) في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة، لعادل صمهود

عدد مرات القراءة:
2781
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :