آخر تحديث للموقع :

الأثنين 7 ربيع الأول 1446هـ الموافق:9 سبتمبر 2024م 10:09:23 بتوقيت مكة
   مشاهدات من زيارة الأربعين 2024م ..   تم بحمد الله إصلاح خاصية البحث في الموقع ..   افتتاح مرقد الرئيس الإيراني الراحل ابراهيم رئيسي ..   ضريح أبو عريانة ..   شكوى نساء الشيعة من فرض ممارسة المتعة عليهن ..   باعتراف الشيعة أقذر خلق الله في شهوة البطن والفرج هم أصحاب العمائم ..   قصة الجاسوسة الإسرائيلية في إيران ..   طقوس جديدة تحت التجربة ..   تحريض مقتدى الصدر على أهل السنة ..   فنادق جديدة في بغداد وكربلاء لممارسة اللواط ..   يا وهابية: أسوار الصادق نلغيها ..   حتى بيت الله نحرقة، المهم نوصل للحكم ..   كيف تتم برمجة عقول الشيعة؟ ..   لماذا تم تغيير إسم صاحب الضريح؟ ..   عاشوريات 2024م ..   اكذوبة محاربة الشيعة لأميركا ..   عند الشيعة: القبلة غرفة فارغة، والقرآن كلام فارغ، وحبر على ورق وكتاب ظلال ..   الأطفال و الشعائر الحسينية .. جذور الإنحراف ..   من يُفتي لسرقات وصفقات القرن في العراق؟ ..   براءة الآل من هذه الأفعال ..   باعترف الشيعة أقذر خلق الله في شهوة البطن والفرج هم أصحاب العمائم ..   الشمر زعلان ..   معمم يبحث عن المهدي في الغابات ..   من كرامات مقتدى الصدر ..   من صور مقاطعة الشيعة للبضائع الأميركية - تكسير البيبسي الأميركي أثناء قيادة سيارة جيب الأميركية ..   من خان العراق ومن قاوم المحتل؟   ركضة طويريج النسخة النصرانية ..   هيهات منا الذلة في دولة العدل الإلهي ..   آيات جديدة ..   من وسائل الشيعة في ترسيخ الأحقاد بين المسلمين ..   سجود الشيعة لمحمد الصدر ..   عراق ما بعد صدام ..   جهاز الاستخبارات الاسرائيلي يرفع السرية عن مقطع عقد فيه لقاء بين قاسم سليماني والموساد ..   محاكاة مقتل محمد الصدر ..   كرامات سيد ضروط ..   إتصال الشيعة بموتاهم عن طريق الموبايل ..   أهل السنة في العراق لا بواكي لهم ..   شهادات شيعية : المرجع الأفغاني إسحاق الفياض يغتصب أراضي العراقيين ..   محمد صادق الصدر يحيي الموتى ..   إفتتاح مقامات جديدة في العراق ..   كمال الحيدري: روايات لعن الصحابة مكذوبة ..   كثير من الأمور التي مارسها الحسين رضي الله عنه في كربلاء كانت من باب التمثيل المسرحي ..   موقف الخوئي من انتفاضة 1991م ..   ماذا يقول السيستاني في من لا يعتقد بإمامة الأئمة رحمهم الله؟ ..   موقف الشيعة من مقتدى الصدر ..   ماذا بعد حكومة أنفاس الزهراء ودولة العدل الإلهي في العراق - شهادات شيعية؟ ..

" جديد الموقع "

الصحابة رضي الله عنهم ..
الكاتب : فيصل نور ..

الصحابة رضي الله عنهم

     تكلمنا في غير هذا المكان عن الشبهات التي يثيرها الشيعة حول الصحابة رضي الله عنهم، ومرادنا هنا هو بيان موقف الشيعة من الصحابة رضي الله عنه من حيث الطعن والتكفير، ولا بأس قبل الشروع في ذكر رواياتهم وأقوالهم من بيان إنكار متأخري الشيعة في مصنفاتهم ومحاضراتهم وفضائياتهم وغيرها، لهذه العقيدة بعد أن بدأت معالمها تتضح لسائر المسلمين مما سبب لهم الكثير من الحرج كما حصل في سائر عقائدهم التي وقف الناس عليها، كالقول بتحريف القرآن والغلو.
      فلجأ القوم بسببها إلى التقية، التي ظهرت في أبهى صورها. كيف لا وهم الذين يرون أنهم على دين من كتمه عز، ومن أظهره ذل. كما نسبوا ذلك إلى الصادق رحمه الله أنه قال : إنكم على دين من كتمه أعزه الله، ومن أذاعه أذله الله([1]).
      وقوله بزعمهم : إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له([2]).
     حتى وضعوا على لسانه رحمه الله : ما عبد الله بشيء أحب إليه من الخبء. قيل : وما الخبء؟ قال : التقية([3]). والروايات في الباب كثيرة ذكرنا في مادة "التقية"([4]).
      فإذا عرفت هذا، فلا بأس من ذكر بعض هذه التطبيقات التي تناسب موضوع الباب.
      يقول أحدهم وهو السيد محمد باقر الحجة الطباطبائي الحائري :
فلا نسب عمراً كلا ولا عثمان والذي تَولَّ أولاً  *** ومن تولى سبهم فاسق حُكْمٌ به قضى الإمام الصادقُ([5]).
      ويقول آخر : إن من نَسَب إليهم ذلك فهو إما أن يكون خصماً سيء النية، وإما لم يطلع على مذهب الشيعة إلا من خلال كتب خصومها، ولم يتمكن من الاطلاع على كتب أصحاب المذهب([6]).
      وثالث يقول : تفنن المفرقون بالافتراءات عليهم - أي الشيعة - فلم يتركوا وسيلة من وسائل الإيذاء إلا اقترفوها، كما أن المفرقين وجدوا في اتفاق الإسمين : عمر بن الخطاب - الخليفة العظيم - وعمر بن سعد بن أبي وقاص - قاتل الإمام الشهيد مولانا وسيدنا الإمام الحسين - ميدانا واسعا، يتسابقون فيه في تشويه الحقيقة والدس على الشيعة بأحط أنواع الدس. وكان طبيعيا أن يكون لعنة اللعنات، عمر بن سعد، لأنه بطل الجريمة، وقائد جيش اللئام الجبناء، ومن من المسلمين، لا يلعن عمر بن سعد - قاتل ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، إن أولئك المفرقين الآثمين قد استغلوا كلمة "عمر"، وقالوا : إن الشيعة تنال من خليفة النبي عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإني في الوقت الذي أثور فيه على الدساسين التجار، أصحاب الغايات والمصالح الرخيصة، لا أنكر وجود أفراد بالأمس من سواد الشيعة وبسطائهم، لا يفرقون بين هذين الإسمين، بل لا يعرفون أن في دنيا التاريخ الإسلامي عمرين تقيا أو شقيا([7]).
      ورابع يقول : الشيعة يوالون أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذين أبلوا البلاء الحسن في نصرة الدين وجاهدوا بأنفسهم وأموالهم. واتهام الشيعة بسب الصحابة وتكفيرهم أجمع هو اتهام بالباطل، ورجم بالغيب وخضوع للعصبية، وتسليم للنزعة الطائفية، وجري وراء الأوهام والأباطيل([8]).
      ويقول أسد حيدر : إن فكرة اتهام الشيعة بسب الصحابة وتكفيرهم كونتها السياسة الغاشمة، وتعاهد تركيزها مرتزقة باعوا ضمائرهم بثمن بخس، وتمرغوا على أعتاب الظلمة يتقربون إليهم بذم الشيعة([9]).
     ثم تسائل : أين هذه الأمة التي تكفر جميع الصحابة وتتبرأ منهم؟([10]).
      ويقول العاملي : لا نسوغ لأحد أن يسبهما (يعني الشيخين) ولا أن يتحامل على مقامهما، ولا أفتينا لأحد بجواز سبهما، فلهما عندنا من المقام ما يقتضي الإجلال والاحترام، وإننا نحرص كل الحرص على تدعيم قواعد المودة والألفة بين المسلمين([11]).
      ورد آخر وهو شرف الدين الموسوي "صاحب المراجعات" على جار الله الذي قال : أن كتب الشيعة تكفر عامة الصحابة . قال : نعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ومن كل معتد أثيم، ونبرأ إليه تعالى من تكفير المؤمنين، والسلف الصالح من المسلمين، لعل الرجل رأى في كتب الشيعة سننا لم يفقهها، وحديثا متشابها لم يعرف مرماه، فاضطره الجهل إلى هذا الإرجاف([12]).
      وقال في موضع آخر رداً عليه : قال : وللشيعة في تكفير الأول والثاني صراحة شديدة ومجازفات طاغية، إلى آخر إرجافه. وزعم أن لهم في لعنهما عبارات ثقيلة شنيعة، إلى آخر عدوانه. فأقول : ليس هذا الرجل أول من رمى الشيعة بهاتين المسألتين، ولا نحن أول من ناقش في ذلك، وقد أكل الدهر على هذه الأمور وشرب، فالتحريش بمثل هذه المسائل ليس إلا إيقاظا للفتنة الراقدة، وإيقادا للحرب الخامدة([13]).
      وهذا آخر ينكر نيل الشيعة من الصحابة، ويستدل بما جاء في الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين رحمه الله، ثم يعقب قائلاً : هذه المناجاة جاءت في الصحيفة السجادية التي تعظمها الشيعة وتقدس كل حرف منها، وهي رد مفحم لمن قال : إن الشيعة ينالون من مقام الصحابة([14]).
      وقال في موضع آخر : دأب بعض المأجورين والجاهلين على إثارة الفتن والنعرات بين المسلمين لتشتيت وحدتهم وتفريق كلمتهم، دأبوا على ذلك عن طريق الدس والافتراء على الشيعة الإمامية، وذلك بأن نسبوا إليهم النيل من مقام الصحابة، وتأليه علي، والقول بتحريف القرآن الذي يهتز له العرش... وما إلى ذلك من الكذب والبهتان([15]).
      ويضيف آخر : ألا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من رمى الصحابة بشيء هم بريئون منه([16]).
    ويقول : من الشبه التي يتحامل بها بعض علماء العامة على الشيعة هو القول بارتداد كافة الصحابة إلا نفر يسير، مع أنه لا يوجد قائل بهذا القول بين علماء الشيعة([17]).
    ويقول : كثيراً ما يتهم الشيعة الإمامية - أيدهم الله ونصرهم على من عاداهم - بسب الصحابة، وهذا على عمومه ليس بصحيح([18]).
      ويقول آخر : والشيعة الإمامية ليس بينهم وبين الصحابة أي عداء، فهم لا يكنون لهم إلا كل إحترام وتقدير، فإنه لا شك في عظيم قدرهم ومنزلتهم، وكفاهم فخراً أنهم حازوا هذه المرتبة العظيمة([19]).
      وهذا آية الله العظمى العلامة السبحاني يقول لما سئل عن دعاء صنمي قريش "الذي ستقف على شهرته" : أنا شيعي، وقد ناهزت من العمر ثلاثة وسبعين عاماً، وألفت ما يفوق المائة كتاب، فلم أجد تلك الكلمة في كتاب، وإنما سمعتها من شيخ سعودي كان ينسبها إلى الشيعة([20]).
      ويقول محمد علي الطباطبائي : الإمامية لا يكفرون الصحابة قاطبة ومن نسب إليهم أنهم يقولون بذلك فهو كاذب وما إدعاه حديث خرافة... وهو كذب محض وإدعاء بغير دليل كسائر الإفتراءات التي سطروها في كتبهم وألصقوها بالشيعة وليس منبع ذلك إلا العصبية الممقوته والضغائن الخبيثة في صدور من صنف في عقائد الفرق الإسلامية كما ان كتبة العصر من اهل السنة يرجعون في معرفة الشيعة وعقائدهم إلى كتب الغربيين الذين لهم الأغراض الكثيرة والإشتباهات الغريبة في كتبهم مع أن في نقل عقائد كل فرقة ومذهب وإثبات آرائهم لا بد من الرجوع إلى الكتب المعتمدة عندهم وإلى المصادر المعتبرة لديهم لا الرجوع إلى الأعداء وخصماء الإسلام وكتب الإمامية اليوم منتشرة في الأقطار والبلاد ولا بد لكل باحث منقب والذي يمشي وراء الحقائق وفي ضوء الدليل من الرجوع إليها والنقل منها وإلا لا قيمة لنقلياته أصلاً ([21]).
      وهذا آخر وهو الشيخ حسن النمر يقول : هذه المسألة مما يشنع به على الشيعة دون وازع من ضمير ولا موضوعية علمية، ولا معرفة بخلفيات المسائل وجذورها. وأضاف : الشيعة بحمد الله يتحلون بأدب رفيع يعرفه القاصي والداني، وليس من أدبهم ولا أدبياتهم السباب الذي هو استعمال الكلمات البذيئة والنابية في حق الأشخاص العاديين، فضلا عن جيل الصحابة الذين هم أفضل جيل بشري حظي بتربية خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم . فالواجب احترام الإنسان وإكرامه، فكيف إذا كان صحابيا.
     وعلى أي حال، لا يسعنا حصر أقوالهم في هذا الباب، فكل ما مر وعشرات غيرها إنما هو كما ذكرنا تطبيق عملي للتقية.
      يقول المجلسي مثلاً بعد أن أورد الكثير من روايات المدح في المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم أجمعين : وينبغي أن تعلم أن هذه الفضائل إنما هي لمن كان مؤمناً منهم، لا للمنافقين كغاصبي الخلافة وأضرابهم وأتباعهم، ولمن ثبت منهم على الإيمان واتباع الأئمة الراشدين، لا للناكثين الذين ارتدوا عن الدين([22]).
      وقال آخرون : إن روايات الأئمة - المادحة للصحابة وعلى رأسهم الشيخان رضي الله عنهم أجمعين - إنما جاءت على سبيل التقية([23]).
      لذا فليس بالمستغرب أن نرى هؤلاء ينكرون الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تقيةً كما مر، بينما يطعنون فيهم في مواضع أخرى من كتبهم.
      فهذا مغنية الذي مر بك قوله نراه يطعن في عمر وعثمان وعائشة وطلحة والزبير رضي الله عنهم أجمعين كما سيمر بك. وكذا فعل الرفاعي([24]). وحسين الخراساني الذي قال في كتاب أهداه إلى دار التقريب بأن تجويز الشيعة لعن الشيخين أبي بكر وعمر وأتباعهما، فإنما فعلوا ذلك أسوة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واقتفاءً لأثره([25]).
      وقول متزعم آخر للوحدة بين الشيعة والسنة في رده على القول بأن أبا بكر وعمر رضي الله عنهما من أهل بيعة الرضوان : لو أنه قال : لقد رضي الله عن الذين يبايعونك تحت الشجرة لكان في الآية دلالة على الرضى عن كل من بايع، ولكن لما قال : (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةً [الفتح : 18])، فلا دلالة فيها إلا على الرضى عمن محض الإيمان([26]).
      وغيرهم كثير ستقف على أقوالهم في طيات هذا الكتاب. وهذا هو حقيقة موقف الشيعة من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
      ثم اعلم أن التصريح بالطعن في الشيخين وسائر الصحابة رضي الله عنهم علناً خلاف منهج الشيعة. فعندما كان الشيخ الكركي مثلاً في الدولة الصفوية أيام السلطان طهماسب لا يركب ولا يمضي إلى موضع إلا والسباب يمشي في ركابه مجاهراً بلعن الشيخين ومن على طريقتهما، استنكر عليه بعض علماء مذهبه سلوكه هذا.
      يقول يوسف البحراني : إن ما نقل عن الشيخ المذكور - أي الكركي - من ترك التقية والمجاهرة بسب الشيخين خلاف ما استفاضت به الأخبار عن الأئمة الأبرار عليه السلام، وهي غفلة من شيخنا المشار إليه إن ثبت النقل المذكور([27]).
      وقال آخر : إن فعل الشيخ من ترك التقية والمجاهرة بالسب لعله كان واجباً أو مندوباً في زمانه، والتقية لازمة مع الخوف، وهو غير منظور في حقه، مع كمال السلطنة والاستيلاء، خصوصاً مع إطاعة سلطان الزمان له بلا شبهة، ووجود الضرر على الساكنين في الحرمين على فرض التسليم للزوم إخفاء المذهب في تلك البلاد وأمثالها لا يوجب التزام من كان في غيرها من بلاد الشيعة على التقية، وهي حكم مخالف للأصل لا نعلم شمول أدلتها للمقام، كيف ومن الجائز عدم اطلاعه على الأذى بالنسبة إلى ساكنيها؟!([28]).
      أما الكركي نفسه فكان يبرر هذا حيث قال : من كان منهم عدوا لأهل البيت عليهم السلام، فلا حرج في ذكر معايبهم وقبائحهم، والقدوح في أنسابهم وأعراضهم بما هو صحيح مطابق للواقع تصريحا وتعريضا ... ولا حرج في تكرار ذلك والاكثار منه في المجالس لتنفير الناس منهم، وتطهير قلوب الخلق من الاعتقاد فيهم، والموالاة لهم بحيث يبرؤون منهم. وكذا لعنهم والطعن فيهم على مرور الأوقات مع مجانبة الكذب ([29]).
      وكذلك فعل المحسني رداً على المجلسي الذي وضح وبين المقصود من المصطلحات والرموز التي يستخدمها الشيعة في طعنهم في الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم حيث قال : لم يمسك المؤلف رحمه الله قلمه عن السب، والتفسيق، والتكفير، والطعن في جملة من أجزاء بحاره بالنسبة إلى قادة المخالفين، والله يعلم أنها كم أضرَّت بالطائفة نفساً وعرضاً ومالاً، على أنه هو الذي نقل الروايات الدالة على وجوب التقية وحرمة إفشاء الأسرار، وأصرَّ على التصريح بمرجع ضمائر التثنية في الروايات مع أن عوام المؤمنين يعرفونه فضلاً عن خواصهم فأي فائدة في هذا التفسير سوى إشعال نار الغضب والغيض والانتقام؟ ولا أظنه قادراً على بيان جواب معقول على سلوكه هذا([30])
      أقول : أن الجهر بسائر المعتقدات خلاف ما عليه القوم، ويدخل في هذا ما كان يحدّث به الأئمة أصحابهم من بعض الأحكام الشرعية التي كانت تخالف آراء الفقهاء الذين كانت تسندهم السلطة.
      فقد روى القوم عن الصادق أنه قال : ما قتلنا من أذاع حديثنا قتل خطأ، ولكن قتل عمد([31]).
      وعن معلى بن خنيس قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا معلى! اكتم أمرنا ولا تذعه؛ فإنه من كتم أمرنا ولم يذعه أعزه الله في الدنيا، وجعل له نوراً بين عينيه في الآخرة يقوده إلى الجنة، يا معلى! من أذاع حديثنا وأمرنا ولم يكتمه أذله الله به في الدنيا، ونزع النور من بين عينيه في الآخرة، وجعل له ظلمة تقوده إلى النار، يا معلى! إن التقية ديني ودين آبائي، ولا دين لمن لا تقية له، يا معلى! إن الله يحب أن يعبد في السر كما يجب أن يعبد في العلانية، يا معلى! إن المذيع لأمرنا كالجاحد به([32]).
      وعن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : يحشر العبد يوم القيامة وما ندى دماً، فيدفع إليه شبه المحجمة أو فوق ذلك. فيقال له : هذا سهمك من دم فلان، فيقول : يا رب! إنك لتعلم أنك قبضتني وما سفكت دماً، فيقول : بلى، سمعت من فلان رواية كذا وكذا، فرويتها عليه فنقلت حتى صار إلى فلان الجبار فقتله عليها، وهذا سهمك من دمه([33]).
      والكلام في الباب يطول، وقد رأينا جعله مقتصراً على روايات الشيعة وأقوال علمائهم المترتبة عليها فحسب. وسنبدأ بالروايات المنسوبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم الأئمة رحمهم الله، وننتهي بذكر أقوال علماء الشيعة في الصحابة رضي الله عنهم. ولم نراعي التسلسل الموضوعي في سردها، وإنما الترتيب الزمني لتواريخ وفياتهم، ولعل هذا يفيد في معرفة تطور هذه العقيدة عند الشيعة عبر الزمن وما إذا كانت مقتصرة على المتقدمين، أو سائر علمائهم إلى يوم الدين.
      ولم نأخذ في الإعتبار صحة الروايات، لذا لم نراعي الأخذ بصيغ التضعيف والتمريض وغيرهما عند نقلنا لها. إذ لا نظن أن من سلمت فطرته يعتقد بصحة نسبة أمثال هذه الروايات للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو أصحابة أو الأئمة رضي الله عنهم أجمعين.
     النبي صلى الله عليه وآله وسلم : لعلي عليه السلام : يا علي إن أصحاب موسى اتخذوا بعده عجلا فخالفوا خليفته، وستتخذ أمتي بعدي عجلا ثم عجلا، ثم عجلا، ويخالفونك، وأنت خليفتي على هؤلاء، يضاهؤن أولئك في اتخاذهم العجل، ألا فمن وافقك وأطاعك فهو معنا في الرفيق الاعلى، ومن اتخذ بعدي العجل وخالفك ولم يتب فأولئك مع الذين اتخذوا العجل زمان موسى : ولم يتوبوا في نار جهنم خالدين مخلدين([34]).
     وعن حذيفة : دعاني رسول الله ودعا عمار بن ياسر وأمره أن يسوقها وأنا أقودها، حتى إذا صرنا رأس العقبة، ثار القوم من ورائنا، ودحرجوا الدباب بين قوائم الناقة، فذعرت وكادت أن تنفر برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. فقلت : يا رسول الله من هؤلاء القوم الذين يريدون ما ترى؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم : يا حذيفة هؤلاء المنافقون في الدنيا والآخرة... فقلت : ومن هؤلاء القوم المنافقون يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمن المهاجرين أم من الأنصار؟ فسماهم لي رجلا رجلا... وهم أبو بكر، وعمر، وعثمان وطلحة، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، هؤلاء من قريش، وأبو موسى الأشعري والمغيرة بن شعبة الثقفي، وأوس بن الحدثان البصري، وأبو هريرة، وأبو طلحة الأنصاري([35]).
     علي عليه السلام : .. قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده مغيرين لسنته، ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى موضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي([36]).
     وقال : .. أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا؟ ! أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم.. كأني أنظر إلى فاسقهم وقد صحب المنكر فألفه، وبسى به ووافقه حتى شابت عليه مفارقه، وصبغت به خلائقه، ثم أقبل مزبدا كالتيار لا يبالي ما غرق، أو كوقع النار في الهشيم لا يحفل ما حرق، أين العقول المستصبحة بمصابيح الهدى، والابصار اللامحة إلى منار التقوى؟ أين القلوب التي وهبت لله ! وعوقدت على طاعة الله؟ ازدحموا على الحطام، وتشاحوا على الحرام، ورفع لهم علم الجنة والنار فصرفوا على الجنة وجوههم، وأقبلوا إلى النار بأعمالهم، دعاهم ربهم فنفروا وولوا، ودعاهم الشيطان فاستجابوا وأقبلوا !. قال المجلسي : قوله عليه السلام : كأني أنظر.. المراد بهم من تقدم ذكر هم من الخلفاء وغيرهم من ملاعين الصحابة. ولعل المراد بالفاسق : عمر([37]).
     وقال : وقد حرضته فاطمة عليها السلام يوما على النهوض والوثوب، فسمع صوت المؤذن : أشهد أن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال لها : أيسرك زوال هذا النداء من الأرض؟ ! قالت : لا. قال : فإنه ما أقول لك([38]).
     وقال :  وقد أتي به أبو بكر وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله ! فقيل له : بايع أبا بكر، فقال : أنا أحق بهذا الامر منكم، ولا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي.. فقال له عمر : إنك لست متروكا حتى تبايع !. فقال له علي عليه السلام : احلب حلبا لك شطره اشدده له اليوم يردده عليك غدا. وفي رواية أخرى : أخرجوا عليا عليه السلام فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له : بايع. فقال : إن أنا لم أفعل فمه؟ !. فقالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك. قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله. فقال عمر : أما عبد الله فنعم، وأما أخا رسول الله فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك؟. فقال : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق علي عليه السلام بقبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصيح ويبكي وينادي ي‍ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني.. ثم انهما جاءا إلى فاطمة عليها السلام معتذرين، فقالت : نشدتكما بالله ألم تسمعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة ابنتي من سخطي؟. ومن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟. قالا : نعم، سمعناه. قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأشكونكما إليه. فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله من سخطه وسخطك يا فاطمة. ثم انتحب أبو بكر باكيا تكاد نفسه أن تزهق، وهي تقول : والله لأدعون الله عليك في كل صلاة، وأبو بكر يبكي ويقول : والله لأدعون الله لك في كل صلاة اصليها.. ثم خرج باكيا([39]).
     وقال :  علم المحفوظون من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعائشة بنت أبي بكر أن أصحاب الجمل وأصحاب النهروان ملعونون على لسان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولايدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط([40]).
     وقال :  لما نظر علي عليه السلام إلى أصحاب معاوية وأهل الشام قال : والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما أسلموا ولكن استسلموا وأسروا الكفر فلما وجدوا عليه أعوانا رجعوا إلى عداوتهم لنا إلا أنهم لم يتركوا الصلاة([41]).
     وقال :  وقد سأله إبن عباس يوم اكره على بيعة أبي بكر : أين شجاعتك التي كانت في زمن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فلم يجبه حتى إذا كان يوم الجمل أجابه، وقال : يا بن عباس أتذكر يوما قلت لي كذا وكذا، فقال صلوات الله عليه : لو قاتلت القوم وقتلتهم لم يكن معنا اليوم من هؤلاء أحد([42]).
     وقال :  مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على أمته ساخط إلا الشيعة([43]).
     وقال :  لعن أهل الجمل. فقال رجل : يا أمير المؤمنين إلا من كان منهم مؤمنا ! ! فقال عليه السلام : ويلك ما كان فيهم مؤمن. ثم قال أبو جعفر : لو أن عليا قتل مؤمنا واحدا لكان شرا عندي من حماري هذا وأومئ بيده إلى حمار بين يديه([44]).
     وقال :  أيها الناس والله ما قاتلت هؤلاء - طلحة والزبير وعائشة - بالأمس الا بآية تركتها في كتاب الله ان الله يقول (وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ [التوبة : 12]) اما والله لقد عهد إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال لي يا علي لتقاتلن الفئة الباغية والفئة الناكثة، والفئة المارقة ([45]).
      فاطمة عليها السلام : لما بايع الناس أبا بكر خرجت ووقفت على بابها وقالت : ما رأيت كاليوم قط، حضروا أسوء محضر، تركوا نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم جنازة بين أظهرنا واستبدوا بالأمر دوننا([46]).
     زين العابدين عليه السلام : وقد عرض عليه قال أبان بن أبي عياش كتاب سليم بن قيس فقال لي : صدق سليم رحمه الله فقلت له : جعلت فداك إنه يضيق صدري ببعض ما فيه لان فيه هلاك أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم رأسا من المهاجرين والأنصار رأسا والتابعين غيركم أهل البيت وشيعتكم فقال : يا أخا عبد القيس أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إن مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وكمثل باب حطة في بني إسرائيل "؟ قلت : نعم، فقال : أوليس هذا الحديث وحده ينتظم جميع ما أفظعك وعظم في صدرك من تلك الأحاديث؟ اتق الله يا أخا عبد القيس فإن وضح لك أمر فاقبله وإلا فاسكت تسلم، ورد علمه إلى الله، فإنك بأوسع مما بين السماء والأرض([47])
     الباقر عليه السلام : قال وقد قيل له : إن الناس يفزعون إذا قلنا : إن الناس ارتدوا، فقال : إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهل جاهلية، إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير جعلوا يبايعون سعدا وهم يرتجزون ارتجاز الجاهلية، يا سعد أنت المرجاء وشعرك المرجل وفحلك المرجم([48]).
     وقال :  الناس صاروا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة من اتبع هارون عليه السلام ومن اتبع العجل وإن أبا بكر دعا فأبى علي عليه السلام إلا القرآن وإن عمر دعا فأبى علي عليه السلام إلا القرآن وإن عثمان دعا فأبى علي عليه السلام إلا القرآن وإنه ليس من أحد يدعو إلى أن يخرج الدجال إلا سيجد من يبايعه ومن رفع راية ضلال فصاحبها طاغوت، وقال المجلسي في تعليقه على الرواية : قوله : " وإن أبا بكر دعا " أي عليا عليه السلام إلى موافقته أو جميع الناس إلى بيعته وموافقته، فلم يعمل أمير المؤمنين عليه السلام في زمانه إلا بالقرآن ولم يوافقه في بدعه([49]).
     وقال :  وقد سأله حمران بن أعين : جعلت فداك ما أقلنا لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ فقال : ألا أحدثك بأعجب من ذلك، المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا - وأشار بيده - ثلاثة قال حمران : فقلت : جعلت فداك ما حال عمار؟ قال : رحم الله عمارا أبا اليقظان بايع وقتل شهيدا، فقلت : في نفسي ما شئ أفضل من الشهادة فنظر إلي فقال : لعلك ترى أنه مثل الثلاثة أيهات أيهات([50]).
     وقال :  ارتد الناس الا ثلاثة نفر سلمان وأبو ذر والمقداد قال : فقيل : فعمار؟ قال : قد كان جاض جيضة ثم رجع، ثم قال : إن أردت الذي لم يشك ولم يدخله شئ فالمقداد، فأما سلمان فإنه عرض في قلبه عارض ان عند أمير المؤمنين عليه السلام اسم الله الأعظم لو تكلم به لأخذتهم الأرض وهو هكذا، فلبب ووجئت عنقه حتى تركت كالسلقة، فمر به أمير المؤمنين عليه السلام فقال له يا أبا عبد الله هذا من ذاك بايع، فبايع، وأما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين عليه السلام بالسكوت ولم يكن يأخذه في الله لومة لائم فأبي الا أن يتكلم فمر به عثمان فأمر به، ثم أناب الناس بعد فكان أول من أناب أبو سنان الأنصاري وأبو عمرة وشتيرة وكانوا سبعة، فلم يكن يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام الا هؤلاء السبعة([51]).
     وقال :  ارتد الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة نفر : المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي، ثم إن الناس عرفوا ولحقوا بعد([52]).
     وقال :  كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة، فقلت : ومن الثلاثة؟ قال : المقداد وأبو ذر وسلمان الفارسي، ثم عرف أناس بعد يسير فقال : هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤوا بأمير المؤمنين عليه السلام مكرها فبايع، وذلك قول الله : (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران : 144])([53]).
     وقال :  إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة : علي، والمقداد، وسلمان، وأبو ذر، فقلت : فعمار؟ فقال : إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شئ فهؤلاء الثلاثة([54]).
     وقال :  وقد سئل عن عمار فقال : رحم الله عمارا ثلاثا، قاتل مع أمير المؤمنين وقتل شهيدا. قال الراوي : فقلت في نفسي : ما يكون منزلة أعظم من هذه المنزلة، فالتفت إلي وقال : لعلك تقول مثل الثلاثة؟ هيهات هيهات([55]).
     وقال :  قال : (َمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ) في ولاية علي عليه السلام (فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً [الجن : 23]) قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يا علي أنت قسيم النار تقول هذا لي وهذا لك قالت قريش فمتى يكون ما تعدنا يا محمد من أمر علي والنار فأنزل الله (إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ [مريم : 75]) يعني الموت والقيامة (فَسَيَعْلَمُونَ) يعني فلانا وفلانا وفلانا ومعاوية وعمرو بن العاص وأصحاب الضغائن من قريش([56]).
     وقال :  قال أمير المؤمنين عليه السلام : يا معشر المسلمين قاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون ثم قال : هؤلاء القوم هم ورب الكعبة، يعني أهل صفين والبصرة والخوارج([57]).
     وقال :  وقد سأله كثير النواء عن محاربي أمير المؤمنين عليه السلام أقتلهم وهم مؤمنون؟ قال : إذا كان يكون والله أضل من بغلي هذا([58]).
     وقال :  لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بيد على عليه السلام يوم الغدير، صرخ إبليس في جنوده صرخة، فلم يبق منهم أحد في بر ولا بحر إلا أتاه، فقالوا : يا سيدهم ومولاهم ! ماذا دهاك؟ فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه ! فقال لهم : فعل هذا النبي فعلا إن تم لم يعص الله أبدا، فقالوا : يا سيدهم أنت كنت لادم. فلما قال المنافقون : إنه ينطق عن الهوى، وقال أحدهما لصاحبه : أما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون، يعنون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صرخ إبليس صرخة يطرب فجمع أولياءه فقال : أما علمتم أني كنت لادم من قبل؟ قالوا : نعم، قال : آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم . فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأقام الناس غير علي لبس إبليس تاج الملك ونصب منبرا وقعد في الزينة، وجمع خيله ورجله، ثم قال لهم : اطربوا لا يطاع الله حتى يقوم إمام، وتلا أبو جعفر عليه السلام " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين " قال أبو جعفر عليه السلام : كان تأويل هذه الآية لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والظن من إبليس حين قالوا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنه ينطق عن الهوى فظن بهم إبليس ظنا فصدقوا ظنه. قال المجلسي : قوله : " أحدهما لصاحبه " يعنى أبا بكر وعمر([59]).
     الصادق عليه السلام : وقد قال له أبو بصير : ارتد الناس إلا ثلاثة : أبوذر، وسلمان، والمقداد، قال : فقال أبو عبد الله عليه السلام : فأين أبو ساسان، وأبو عمرة الأنصاري؟([60]).
     وقال :  وقد عرض المفضل عليه أصحاب الردة فكل ما سميت إنسانا قال : أعزب حتى قلت : حذيفة، قال : أعزب قلت : ابن مسعود، قال : أعزب، ثم قال : إن كنت إنما تريد الذين لم يدخلهم شئ فعليك بهؤلاء الثلاثة : أبو ذر وسلمان والمقداد. بيان : أعزب أي أبعد، أقول : لعل ما ورد في حذيفة لبيان تزلزله أو ارتداده في أول الأمر، فلا ينافي رجوعه إلى الحق أخيرا([61]).
     وقال :  هذه شرائع الدين... وذكر منها : وحب أولياء الله والولاية لهم واجبة، والبراءة من أعدائهم واجبة ومن الذين ظلموا آل محمد عليه السلام وهتكوا حجابه فأخذوا من فاطمة عليها السلام فدك، ومنعوها ميراثها وغصبوها وزوجها حقوقهما، وهموا باحراق بيتها، وأسسوا الظلم وغيروا سنة رسول الله، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة، والبراءة من الأنصاب والأزلام : أئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة([62]).
     وقال :  وقد سأله داود الرقي : حدثني عن أعداء أمير المؤمنين وأهل بيت النبوة، فقال : الحديث أحب إليك أم المعاينة؟ قلت : المعاينة، فقال لأبي إبراهيم موسى عليه السلام : ائتني بالقضيب فمضى وأحضره إياه، فقال له : يا موسى اضرب به الأرض وأرهم أعداء أمير المؤمنين عليه السلام وأعداءنا، فضرب به الأرض ضربة فانشقت الأرض عن بحر أسود، ثم ضرب البحر بالقضيب فانفلق عن صخرة سوداء، فضرب الصخرة فانفتح منها باب، فإذا بالقوم جميعا لا يحصون لكثرتهم ووجوههم مسودة وأعينهم زرق، كل واحد منهم مصفد مشدود في جانب من الصخرة، وهم ينادون يا محمد ! والزبانية تضرب وجوههم ويقولون لهم : كذبتم ليس محمد لكم ولا أنتم له. فقلت له : جعلت فداك من هؤلاء؟ فقال : ذاك الجبت، وذاك الطاغوت، وذاك الرجس قرمان، وذاك اللعين ابن اللعين، ولم يزل يعددهم كلهم من أولهم إلى آخرهم حتى أتى على أصحاب السقيفة، وأصحاب الفتنة، وبني الأزرق والأوزاع وبني أمية جدد الله عليهم العذاب بكرة وأصيلا. ثم قال عليه السلام للصخرة : انطبقي عليهم إلى الوقت المعلوم. قال المجلسي : يمكن أن يكون أصحاب الفتنة إشارة إلى طلحة والزبير وأصحابهما وبنو الأزرق الروم ولا يبعد أن يكون إشارة إلى معاوية وأصحابه وبنو زريق حي من الأنصار والأوزاع الجماعات المختلفة([63]).
     وقال :  وقد قرأ رجل عليه : (جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ... [التوبة : 73]) فقال : هل رأيتم وسمعتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاتل منافقا؟ إنما كان يتألفهم، وإنما قال الله جل وعز : (جاهد الكفار بالمنافقين)([64]).
     وقال :  وقد سأل عن عن قول الله عز وجل : (وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [الأعراف : 28]) قال فقال : هل رأيت أحدا زعم أن الله أمر بالزنا وشرب الخمر أو شئ من هذه المحارم؟ فقلت : لا، فقال : ما هذه الفاحشة التي يدعون أن الله أمرهم بها قلت : الله أعلم ووليه، قال : فإن هذا في أئمة الجور، ادعوا أن الله أمرهم بالائتمام بقوم لم يأمرهم الله بالائتمام بهم، فرد الله ذلك عليهم فأخبر أنهم قد قالوا عليه الكذب وسمى ذلك منهم فاحشة([65]).
     وقال :  في قوله تعالى : (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [آل عمران : 110]). قال لقارئ هذه الآية : خير أمة يقتلون أمير المؤمنين والحسن والحسين بن علي هليهم السلام؟ فقيل له : وكيف نزلت يا بن رسول الله؟ فقال إنما نزلت : كنتم خير أئمة أخرجت للناس([66]).
     وقال :  والله ما وفت الأنصار ولا أبناء الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما أعطوه من البيعة على العقبة. فوالله ما وفوا له حتى خرج من بين أظهرهم ثم لا أحد يمنع يد لامس اللهم فاشدد وطأتك على الأنصار([67]).
     وقال :  لما استخرج أمير المؤمنين عليه السلام خرجت فاطمة حتى انتهت إلى القبر فقالت : خلوا عن ابن عمي فوالله الذي بعث محمدا بالحق لان لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله على رأسي ولأصرخن إلى الله تعالى فما ناقة صالح بأكرم على الله من ولدي، قال سلمان : فرأيت والله أساس حيطان المسجد تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل ان ينفذ من تحتها نفذ، فدنوت منها وقلت : يا سيدتي ومولاتي ان الله تبارك وتعالى بعث إياك رحمة فلا تكوني نقمة، فرجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا([68]).
     وقال :  لبعض أصحابه : أتدري لم أمرتم بالأخذ بخلاف ما يقول العامة؟ فقال : لا أدري، فقال : إن عليا عليه السلام لم يكن يدين الله بدين إلا خالف عليه الأمة إلى غيره إرادة لابطال أمره، وكانوا يسألون أمير المؤمنين عليه السلام عن الشئ الذي لا يعلمونه فإذا أفتاهم جعلوا له ضدا من عندهم ليلبسوا على الناس([69]).
     وقال :  أول شهادة شهد بها بالزور في الاسلام شهادة سبعين رجلا حين انتهوا إلى ماء الحوأب فنبحتهم كلابها فأرادت صاحبتهم الرجوع، وقالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لأزواجه : إن إحداكن تنبحها كلاب الحوأب في التوجه إلى قتال وصيي علي بن أبي طالب عليه السلام فشهد عندها سبعون رجلا إن ذلك ليس بماء الحوأب، فكانت أول شهادة شهد بها في الاسلام بالزور([70]).
     وقال :  وقد سأله عبد الرحمن بن كثير عن قول الله عز وجل : (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعْمَةَ اللّهِ كُفْراً وَأَحَلُّواْ قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ [إبراهيم : 28]). قال : عني بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونصبوا له الحرب وجحدوا وصية وصية([71]).
     وقال :  قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ألا إن فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله. فبكى أبو الحسن عليه السلام طويلا، وقطع بقية كلامه، وقال : هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله يا أمه صلوات الله عليها([72]).
     الرضا عليه السلام : وقد سئل : يا بن رسول الله ! أخبرني عن علي عليه السلام لم لم يجاهد أعداءه خمسا وعشرين سنة بعد رسول الله ثم جاهد في أيام ولايته؟ فقال : لأنه اقتدى برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في تركه جهاد المشركين بمكة بعد النبوة ثلاث عشرة سنة وبالمدينة تسعة عشر شهرا وذلك لقلة أعوانه عليهم، وكذلك علي عليه السلام ترك مجاهدة أعدائه لقلة أعوانه عليهم، فلما لم تبطل نبوة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع تركه الجهاد ثلاث عشرة سنة وتسعة عشر شهرا، كذلك لم تبطل إمامة علي عليه السلام مع تركه الجهاد خمسا وعشرين سنة، إذا كانت العلة المانعة لهما من الجهاد واحدة([73]).
     وقال :  وقد سأله زيد الشحام : جعلت فداك ! إنهم يقولون ما منع عليا إن كان له حق أن يقوم بحقه؟. فقال : إن الله لم يكلف هذا أحدا إلا نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، قال له : [ فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك ]، وقال لغيره : [ إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة ] فعلي لم يجد فئة، ولو وجد فئة لقاتل، ثم قال : لو كان جعفر وحمزة حيين، إنما بقي رجلان. قال المجلسي : والمراد بالرجلين : الضعيفان، عباس وعقيل([74]).
     وقال :  وقد سئل عن أمير المؤمنين عليه السلام كيف مال الناس عنه إلى غيره، وقد عرفوا فضله وسابقته ومكانه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟. فقال : إنما مالوا عنه إلى غيره وقد عرفوا فضله لأنه قد كان قتل من آبائهم وأجدادهم وإخوانهم وأعمامهم وأخوالهم وأقربائهم المحادين لله ولرسوله عددا كثيرا، وكان حقدهم عليه لذلك في قلوبهم فلم يحبوا أن يتولى عليهم، ولم يكن في قلوبهم على غيره مثل ذلك، لأنه لم يكن له في الجهاد بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل ما كان، فلذلك عدلوا عنه ومالوا إلى سواه([75]).
     وقال :  أنه قال لرجل : كيف تقرأ (لَقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ... [التوبة : 117])؟ قال : فقال : هكذا نقرأها قال : ليس هكذا قال الله، إنما قال : " لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار "، وفي رواية : وأي ذنب كان لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى تاب الله عليه منه([76]).
     سليم بن قيس (ت : 76 هـ) : إن القوم ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا من عصمه الله بآل محمد، إن الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمنزلة هارون من موسى ومن تبعه وبمنزلة العجل ومن تبعه، فعلي في سنة هارون وعتيق في سنة السامري ([77]).
     وقال :  لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع علي عليه السلام القرآن وجاء به إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم لما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم فوثب عمر وقال : يا علي أردده فلا حاجة لنا فيه فأخذه علي عليه السلام وانصرف ثم احضر زيد بن ثابت وكان قارئا للقرآن فقال له عمر إن عليا عليه السلام جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد أردنا أن تؤلف لنا القرآن وتسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار. فأجابه زيد إلى ذلك ثم قال : فإن أنا فرغت من القرآن على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه أليس قد بطل كل ما قد عملتم. قال عمر : فما الحيلة؟ قال زيد : أنتم أعلم بالحيلة. فقال عمر : ما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه. فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد فلم يقدر على ذلك وقد مضى شرح ذلك، فلما استخلف عمر سأل عليا أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم. فقال : يا أبا الحسن إن كنت جئت به إلى أبي بكر فأت به إلينا حتى نجتمع عليه. فقال علي عليه السلام : هيهات ليس إلى ذلك سبيل إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا ما جئتنا به إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي فقال عمر فهل وقت لإظهاره معلوم؟ قال علي عليه السلام : نعم إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه فتجري السنة به([78]).
     وقال :  قبضت فاطمة عليها السلام فارتجت المدينة بالبكاء من الرجال والنساء ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل أبو بكر وعمر يعزيان عليا عليه السلام ويقولان له : يا أبا الحسن لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله، فلما كان الليل دعا علي عليه السلام العباس والفضل والمقداد وسلمان وأبا ذر وعمارا فقدم العباس فصلى عليها ودفنوها. فلما أصبح الناس أقبل أبو بكر وعمر والناس يريدون الصلاة على فاطمة عليها السلام فقال المقداد : قد دفنا فاطمة البارحة، فالتفت عمر إلى أبي بكر فقال : لم أقل لك إنهم سيفعلون قال العباس : إنها أوصت أن لا تصليا عليها فقال عمر : لا تتركون يا بني هاشم حسدكم القديم لنا أبدا إن هذه الضغائن التي في صدوركم لن تذهب، والله لقد هممت أن أنبشها فأصلي عليها، فقال علي عليه السلام : والله لو رمت ذاك يا ابن صهاك لا رجعت إليك يمينك، لئن سللت سيفي لا غمدته دون إزهاق نفسك : فانكسر عمر وسكت وعلم أن عليا عليها السلام إذا حلف صدق. ثم قال علي عليه السلام : يا عمر ألست الذي هم بك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأرسل إلي فجئت متقلدا سيفي ثم أقبلت نحوك لأقتلك فأنزل الله عز وجل (فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً [مريم : 84])([79]).
     الفضل بن شاذان (ت : 260 هـ) : ذكر وهو يرى إرتداد جل الصحابة أسماء قلة منهم ممن رجعوا إلى علي رضي الله عنه بقوله : من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام([80]).
     إبراهيم الثقفي (ت : 283 هـ) : لو شاهدت يوم الزيارة يوم الغدير، وما يجري عند قبر علي بن أبي طالب من الفضائح والأقوال الشنيعة، وسب الصحابة جهارا من غير مراقبة ولا خيفة([81]).
     محمد بن الحسن الصفار (ت : 290 هـ) : وقد كفانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه المؤنة في خطبة خطبها، أودعها من البيان والبرهان ما يجلي الغشاوة عن أبصار متأمليه، والعمى عن عيون متدبريه، وحلينا هذا الكتاب بها ليزداد المسترشدون في هذا الامر بصيرة، وهي منه الله جل ثناؤه علينا وعليهم يجب شكرها.. خطب صلوات الله عليه فقال : ما لنا ولقريش ! وما تنكر منا قريش غير أنا أهل بيت شيد الله فوق بنيانهم بنياننا، وأعلى فوق رؤوسهم رؤوسنا، واختارنا الله عليهم، فنقموا على الله أن اختارنا عليهم، وسخطوا ما رضي الله، وأحبوا ما كره الله، فلما اختارنا الله عليهم شركناهم في حريمنا، وعرفناهم الكتاب والنبوة، وعلمنا هم الفرض والدين، وحفظناهم الصحف والزبر، وديناهم الدين والاسلام، فوثبوا علينا، وجحدوا فضلنا، ومنعونا حقنا، والتونا أسباب أعمالنا وأعلامنا، اللهم فإني استعديك على قريش فخذ لي بحقي منها، ولا تدع مظلمتي لديها، وطالبهم - يا رب - بحقي، فإنك الحكم العدل، فإن قريشا صغرت عظيم أمري، واستحلت المحارم مني، واستخفت بعرضي وعشيرتي، وقهرتني على ميراثي من ابن عمي وأغروا بي أعدائي، ووتروا بيني وبين العرب والعجم، وسلبوني ما مهدت لنفسي من لدن صباي بجهدي وكدي، ومنعوني ما خلفه أخي وجسمي وشقيقي، .. إذا فزعت تيم إلى الفرار، وعدي إلى الانتكاص؟ ! أما وإني لو أسلمت قريشا للمنايا والحتوف، وتركتها فحصدتها سيوف الغوانم، ووطأتها خيول الأعاجم، وكرات الأعادي، وحملات الأعالي، وطحنتهم سنابك الصافنات، وحوافر الصاهلات، في مواقف الأزل والهزل في ظلال الأعنة وبريق الأسنة، ما بقوا لهضمي، ولا عاشوا لظلمي، ولما قالوا : إنك لحريص متهم ! اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل، اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق، فإني مهدت مهاد نبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ورفعت أعلام دينك، وأعلنت منار رسولك، فوثبوا علي وغالبوني ونالوني وواتروني.. فقام إليه أبو حازم الأنصاري فقال : يا أمير المؤمنين عليه السلام ! أبو بكر وعمر ظلماك؟ أحقك أخذا؟ وعلى الباطل مضيا؟ أعلى حق كانا؟ أعلى صواب أقاما؟ أم ميراثك غصبا؟ أفهمنا لنعلم باطلهم من حقك؟ أو نعلم حقهما من حقك؟ أبزاك أمرك؟ أم غصباك إمامتك؟ أم غالباك فيها عزا؟ أم سبقاك إليها عجلا فجرت الفتنة ولم تستطع منها استقلالا؟ ! فإن المهاجرين والأنصار يظنان أنهما كانا على حق وعلى الحجة الواضحة مضيا. فقال صلوات الله عليه : يا أخا اليمن ! لا بحق أخذا، ولا على إصابة أقاما، ولا على دين مضيا، ولا على فتنة خشيا، يرحمك الله، اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل ! أتعلمون - يا إخواني - ان بني يعقوب على حق ومحجة كانوا حين باعوا أخاهم، وعقوا أباهم، وخانوا خالقهم، وظلموا أنفسهم؟ !. فقالوا : لا. فقال : رحمكم الله، أيعلم إخوانك هؤلاء ان أين آدم - قاتل الأخ - كان على حق ومحجة وإصابة وأمره من رضى الله؟. فقالوا : لا. فقال : أو ليس كل فعل بصاحبه ما فعل لحسده إياه وعدوانه وبغضائه له؟. فقالوا : نعم. قال : وكذلك فعلا بي ما فعلا حسدا، ثم إنه لم يتب على ولد يعقوب إلا بعد استغفار وتوبة، وإقلاع وإنابة، وإقرار، ولو أن قريشا تابت إلي واعتذرت من فعلها لاستغفرت الله لها. ثم قال : ثم سبقتني إليه التيمي والعدوي كسباق الفرس احتيالا واغتيالا، وخدعة وغلبة. ثم قال : على أنه أعز تيما وعديا على دين أتت به تيم وعدي، أم على دين أتى به ابن عمي وصنوي وجسمي، على أن أنصر تيما وعديا أم أنصر ابن عمي وحقي وديني وإمامتي؟ وإنما قمت تلك المقامات، واحتملت تلك الشدائد، وتعرضت للحتوف على أن يصيبني من الآخرة موفرا، وإني صاحب محمد وخليفته، وإمام أمته بعده، وصاحب رايته في الدنيا والآخرة. اليوم أكشف السريرة عن حقي، وأجلي القذى عن ظلامتي، حتى يظهر لأهل اللب والمعرفة إني مذلل مضطهد مظلوم مغصوب مقهور محقور، وانهم ابتزوا حقي، واستأثروا بميراثي !. اليوم نتواقف على حدود الحق والباطل، من استودع خائنا فقد غش نفسه، من استرعى ذئبا فقد ظلم، من ولي غشوما فقد اضطهد، هذا موقف صدق، ومقام أنطق فيه بحقي، وأكشف الستر والغمة عن ظلامتي!([82]).
     القمي (ت : 329 هـ) : قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً [النساء : 137]) قال نزلت في الذين آمنوا برسول الله اقرارا لا تصديقا ثم كفروا لما كتبوا الكتاب فيما بينهم أن لا يردوا الامر إلى أهل بيته ابدا فلما نزلت الولاية واخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الميثاق عليهم لأمير المؤمنين عليه السلام آمنوا اقرارا لا تصديقا، فلما مضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كفروا وازدادوا كفرا (لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) يعني طريقا إلا طريق جهنم، وقوله (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً [النساء : 139]) يعني القوة، قال نزلت في بني أمية حيث خالفوا نبيهم على أن لا يردوا الامر في بني هاشم([83]).
     وقال :  قوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ... [المائدة : 54]) قال هو مخاطبة لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين غصبوا آل محمد حقهم وارتدوا عن دين الله " فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونهم " نزلت في القائم عليه السلام وأصحابه([84]).
     وقال :  قوله : (الَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ زِدْنَاهُمْ عَذَاباً فَوْقَ الْعَذَابِ... [النحل : 88]) قال كفروا بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وصدوا عن أمير المؤمنين عليه السلام([85]).
     وقال :  المراد بالأولين المشار إليهم بقوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ... [التوبة : 100]). هم النقباء وأبو ذر والمقداد وسلمان وعمار، ومن آمن وصدق وثبت على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام([86]).
     وقال :  في قوله تعالى : [وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم.. ] الآية فإنها نزلت في أصحاب الجمل، وقال أمير المؤمنين عليه السلام يوم الجمل : والله ما قاتلت هذه الفئة الناكثة إلا بآية من كتاب الله، يقول الله : وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ [التوبة : 12]([87]).
     وقال :  في تفسير قول الله عزوجل : (الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ [محمد : 1]) نزلت في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين ارتدوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وغصبوا أهل بيته حقهم وصدوا عن أمير المؤمنين عليه السلام ولاية الأئمة (أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ).. أي أبطل ما كان تقدم منهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الجهاد والنصرة([88]).
     المسعودي (ت : 354 هـ) : قام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام بأمر الله جل وعلا، وعمره خمس وثلاثون سنة واتبعه المؤمنون، وقعد عنه المنافقون، ونصبوا للملك وأمر الدنيا رجلا اختاروه لأنفسهم دون من اختاره الله، عز وجل، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. فأقام أمير المؤمنين عليه السلام ومن معه من شيعته في منازلهم، بما عهده إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فوجهوا إلى منزله فهجموا عليه وأحرقوا بابه، واستخرجوه منه كرها، وضغطوا سيدة النساء بالباب، حتى أسقطت محسنا، وأخذوه بالبيعة فامتنع، وقال : لا أفعل : فقالوا نقتلك فقال : إن تقتلوني فاني عبد الله وأخو رسوله، وبسطوا يده فقبضها، وعسر عليهم فتحها، فمسحوا عليه وهي([89]).
     الصدوق (ت : 381 هـ) : كان الذين أنكروا على أبي بكر جلوسه في الخلافة وتقدمه على علي بن أبي طالب عليه السلام اثنى عشر رجلا من المهاجرين والأنصار.. فقال بعضهم : هلا نأتيه فننزله عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال آخرون : إن فعلتم ذلك أعنتم على أنفسكم وقال الله عزوجل " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " ولكن امضوا بنا إلى علي بن أبي طالب عليه السلام نستشيره ونستطلع أمره فأتوا عليا عليه السلام فقالوا : يا أمير المؤمنين ضيعت نفسك وتركت حقا أنت أولى به وقد أردنا أن نأتي الرجل فننزله عن منبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإن الحق حقك، وأنت أولى بالامر منه فكرهنا أن ننزله من دون مشاورتك، فقال لهم علي عليه السلام : لو فعلتم ذلك ما كنتم إلا حربا لهم ولا كنتم إلا كالكحل في العين أو كالملح في الزاد، وقد اتفقت عليه الأمة التاركة لقول نبيها والكاذبة على ربها ولقد شاورت في ذلك أهل بيتي فأبوا إلا السكوت لما تعلمون من وغر صدور القوم وبغضهم لله عز وجل ولأهل بيت نبيه عليه السلام وإنهم يطالبون بثارات الجاهلية والله لو فعلتم ذلك لشهروا سيوفهم مستعدين للحرب والقتال كما فعلوا ذلك حتى قهروني وغلبوني على نفسي ولببوني وقالوا لي : بايع وإلا قتلناك فلم أجد حيلة إلا أن أدفع القوم عن نفسي وذاك أني ذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " يا علي إن القوم نقضوا أمرك واستبدوا بها دونك، وعصوني فيك. فعليك بالصبر حتى ينزل الامر، ألا وإنهم سيغدرون بك لا محالة فلا تجعل لهم سبيلا إلى إذلالك وسفك دمك، فإن الأمة ستغدر بك بعدي كذلك أخبرني جبرئيل عليه السلام عن ربى تبارك وتعالى([90]).
     وقال :  سأل أبو زيد النحوي الخليل بن أحمد ما بال أصحاب محمد رسول الله كأنهم بنو أم واحدة، وعلي كأنه ابن غلة، قال تقدمهم اسلاما، وبذهم شرفا، وفاقهم علما، ورجحهم حلما، وكثرهم هدى، فحسدوه الناس إلى أمثالهم وأشكالهم أميل. وفي رواية : هجروا الناس عليا وقرباه من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قرباه، وموضعه من المسلمين موضعه، وعناه في الاسلام عناه، فقال : بهر والله نوره على أنوارهم، وغلبهم على صفو كل منهل، والناس إلى أشكالهم أميل([91]).
     وقال :  الذين نفروا برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ناقته في منصرفه من تبوك أربعة عشر : أبو الشرور، وأبو الدواهي، وأبو المعازف، وأبوه، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة، وأبو الأعور، والمغيرة، وسالم مولى أبي حذيفة، وخالد بن وليد، وعمرو بن العاص، وأبو موسى الأشعري، وعبد الرحمن بن عوف، وهم الذين أنزل الله عز وجل فيهم (وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ [التوبة : 74]). قال المجلسي : أبو الشرور وأبو الدواهي وأبو المعازف أبو بكر وعمر وعثمان، فيكون المراد بالأب الوالد المجازي، أو لأنه كان ولد زنا، أو المراد بأبي المعازف معاوية وأبوه أبو سفيان، ولعله أظهر([92]).
     وقال :  أن أمير المؤمنين جمع القرآن وجاء به إلى الصحابة، فلما جاءهم به قال : (هذا كتاب ربكم كما أنزل على نبيكم، لم يزد فيه حرف، ولم ينقص منه حرف). فقالوا : لا حاجة لنا فيه، عندنا مثل الذي عندك. فانصرف وهو يقول : (فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ [آل عمران : 187])([93]).
     المفيد (ت : 413 هـ) : في قول الله عزوجل : .. وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ.. [البقرة : 177] ليس أحد من الصحابة إلا من نقض العهد في الظاهر أو تقول ذلك عليه إلا أمير المؤمنين عليه السلام فإنه لا يمكن لأحد أن يزعم أنه نقض ما عاهد عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من النصرة والمساواة فاختص أيضا بهذا الوصف ([94]).
     وقال :  عقد - رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - لأسامة بن زيد بن حارثة الإمرة، وندبه أن يخرج بجمهور الأمة إلى حيث أصيب أبوه من بلاد الروم، واجتمع رأيه عليه السلام على إخراج جماعة من متقدمي المهاجرين والأنصار في معسكره، حتى لا يبقى في المدينة عند وفاته صلى الله عليه وآله وسلم من يختلف في الرئاسة، ويطمع في التقدم على الناس بالإمارة، ويستتب الأمر لمن استخلفه من بعده، ولا ينازعه في حقه منازع([95]).
     وقال :  لما بايع الناس أبا بكر دخل علي عليه السلام والزبير والمقداد بيت فاطمة عليها السلام، وأبوا أن يخرجوا، فقال عمر بن الخطاب : اضرموا عليهم البيت نارا، فخرج الزبير ومعه سيفه، فقال أبو بكر : عليكم بالكلب، فقصدوا نحوه، فزلت قدمه وسقط إلى الأرض ووقع السيف من يده، فقال أبو بكر : اضربوا به الحجر، فضرب بسيفه الحجر حتى انكسر. وخرج علي ابن أبي طالب عليه السلام نحو العالية فلقيه ثابت بن قيس بن شماس، فقال : ما شأنك يا أبا الحسن؟ فقال : أرادوا أن يحرقوا علي بيتي وأبو بكر على المنبر يبايع له ولا يدفع عن ذلك ولا ينكره، فقال له ثابت : ولا تفارق كفي يدك حتى أقتل دونك، فانطلقا جميعا حتى عادا إلى المدينة وإذا فاطمة عليها السلام واقفة على بابها، وقد خلت دارها من أحد من القوم وهي تقول : لا عهد لي بقوم أسوا محضرا منكم، تركتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا وصنعتم بنا ما صنعتم ولم تروا لنا حقا([96]).
     وقال :  إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف والنقصان([97]). وقال : اتفقت الإمامية على أن أئمة الضلال خالفوا في كثير من تأليف القرآن، وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ([98]). وقال : إن الذي بين الدفتين من القرآن جميعه كلام الله تعالى وتنزيله، وليس فيه شيء من كلام البشر، وهو جمهور المنزل والباقي مما أنزله الله تعالى قرآناً عند المستحفظ للشريعة المستودع للأحكام لم يضع منه شيء، وإن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله -أى : عثمان- في جملة ما جمع لأسباب دعته إلى ذلك، منها قصوره عن معرفة بعضه، ومنه ما شك فيه، ومنه ما عمد بنفسه، ومنه ما تعمد إخراجه منه، وقد جمع أمير المؤمنين القرآن من أوله إلى آخره وألّفه بحسب ما وجب من تأليفه([99]).
     وقال :  عن أبي هارون العبدي قال : كنت أرى رأي الخوارج لا رأي لي غيره حتى جلست إلى أبي سعيد الخدري رحمه الله فسمعته يقول : أمر الناس بخمس، فعملوا بأربع وتركوا واحدة، فقال له رجل : يا أبا سعيد ما هذه الأربع التي عملوا بها؟ قال : الصلاة، والزكاة والحج، وصوم شهر رمضان. قال : فما الواحدة التي تركوها؟ قال : ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام، قال الرجل : وإنها المفترضة معهن؟ قال أبو سعيد : نعم ورب الكعبة، قال الرجل : فقد كفر الناس إذن ! قال أبو سعيد : فما ذنبي؟([100]).
     وقال :  لم يحضر دفن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر الناس، لما جرى بين المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة، وفات أكثرهم الصلاة عليه لذلك، وأصبحت فاطمة عليها السلام تنادي : وأسوء صباحاه، فسمعها أبو بكر فقال لها : إن صباحك لصباح سوء. واغتنم القوم الفرصة لشغل علي بن أبي طالب برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانقطاع بني هاشم عنهم بمصابهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فتبادروا إلى ولاية الأمر واتفق لأبي بكر ما اتفق لاختلاف الأنصار فيما بينهم، وكراهة الطلقاء والمؤلفة قلوبهم من تأخر الأمر حتى يفرغ بنو هاشم، فيستقر الأمر مقره، فبايعوا أبا بكر لحضوره المكان([101]).
     الشريف المرتضى (ت : 436 هـ) : معاذ الله أن يضل عن الحق جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أو يعدل إلى القول بالباطل على جميع الأئمة في وقت من الأوقات بل لا بد للحق في كل زمان من قائل به وذاهب إليه ومقيم عليه، وإن ضل عنه غيره. والذين ضلوا الضلال الشديد بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من بعد مخالفته فيمن نصبه للإمامة وارتضاه للخلافة، وعدل بالأمر عنه وصيره في غيره، افتتانا " على الرسول، وتقدما " بين يديه، وخلاف ظاهرا " عليه([102]).
     وقال : لو كان هذا الخبر صحيحا - أي " أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم - لكان موجبا لعصمة كل واحد من الصحابة، ليصح ويحسن الامر بالاقتداء بكل واحد منهم ومنهم من ظهر فسقه وعناده وخروجه على الجماعة وخلافه للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومن جملة الصحابة معاوية وعمرو بن العاص وأصحابهما، وفي جملتهم طلحة والزبير ومن قاتل أمير المؤمنين عليه السلام في يوم الجمل، ولا شبهة في فسقهم، وإن ادعى مدعون أن القوم تابوا بعد ذلك، ومن جملتهم من قعد عن بيعة أمير المؤمنين عليه السلام ولم يدخل مع جماعة المسلمين في الرضا بإمامته، ومن جملتهم من حصر عثمان ومنعه الماء وشهد عليه بالردة ثم سفك دمه، فكيف يجوز مع ذلك([103]).
     صفي الدين البغدادي (ت : 439 هـ) : براثا - بالمثلثة والقصر - محلة كانت في طرف بغداد في قبلي الكرخ وبني بها جامع كانت تجتمع فيه الشيعة ويسبون الصحابة فيه([104]).
     الحلبي (ت : 447 هـ) : تناصر الخبر من طرق الشيعة وأصحاب الحديث بأن عثمان وطلحة والزبير وسعدا وعبد الرحمن بن عوف من جملة أصحاب العقبة الذي نفر برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ([105]).
     وقال :  قولهم في قوله تعالى : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [النور : 55]). قال : إن الوعد بالاستخلاف في الآية متوجه إلى ذوي الإيمان ما في الباطن والظاهر، ومن تقدم على أمير المؤمنين عليه السلام ضال، فاقتضى خروجهم من حكم الآية([106]).
     وقال :  قوله تعالى : (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً [الفتح : 18]). قال : إنه لا حجة لهم فيها؛ لجواز الكفر بعد الإيمان والسخط بعد الرضوان، فعلى هذا لو سُلَّم بتوجه الرضوان إلى المبايعين لم يمنع من السخط بما أحدثوه بعد البيعة من جحد النص، كما لم يمنع ذلك من فسق طلحة والزبير، وغيرهما من جملة المبايعين([107]).
     وقال :  قوله تعالى : (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً [الفتح : 29]). قال : أنه تعالى لم يُرد بقوله : (والذين معه) في الزمان ولا المكان ولا على ظاهر الإسلام؛ لأنه لا مدحة في ذلك، والآية مختصة بمدح المذكور فيها، والقطع على ثوابه، وذلك يدل على إرادته سبحانه بالذين معه المؤمنين حقاً، فليدل الخصوم على ثبوت إيمان من جعلوا الآية مدخوله عند الله؛ ليسلم لهم الظاهر، بل الثابت ضلالهم بالبرهان المانع من ثبوت البرهان واستحقاق الرضوان. وإن المذكورين فيها موصوفون بصفات معلوم خلو القوم منها، وتكاملها لأمير المؤمنين وحمزة عليهما السلام، وخاصة شيعتهم كعمار، وأبي ذر، ومقداد، وسلمان([108]).
     وقال :  قوله تعالى : وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 100]. قال : إن الوعد في الآية متوجه إلى من وقع سبقه واتباعه لوجهه المخصوص قربة لله تعالى، فليدلوا على كون القوم كذلك ليتوجه الرضوان إليهم، ولن يجدوه، بل الموجود ضلالهم وخروج أفعالهم من قبل الطاعات. وثانيها : أن الرضوان مشترط بالموافات، ولم يواف القوم بما سبقوا إليه، لردهم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته. وثالثها : أن وقوع السبق موقع القربة لا يمنع من عصيان في المستقبل، والآية خطاب لغيرهم، وهم الذين لم يتدينوا بجحد النص([109]).
     وقال :  في قول الله عزوجل : (لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [الحديد : 10]). قال : إن الخطاب في الآية متوجه إلى من أنفق وقاتل قبل الفتح من المؤمنين عند الله تعالى، متقرباً بهما للوجه الذي شرعه، فليدلوا على تكامل هذه الصفات للقوم؛ ليسلم لهم المقصود، لأنه لا حكم ولا إنفاق ولا قتال من دون الإيمان الذين هم براء منه([110]).
     الطوسي الملقب بشيخ الطائفة (ت : 460 هـ) : إن منع الخلفاء من تدوين حديث الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان له الأثر الحساس والهام في إيجاد شقة الخلاف بين الطائفتين. ووقف أمام هذا التيار جمع من الصحابة كأبي ذر الغفاري وسلمان الفارسي والمقداد اقتداءا بإمامهم وسيدهم ومولاهم علي بن أبي طالب عليه السلام، وعارضوا الفكرة معارضة شديدة، وأكدوا بأن للكتاب عدل وهو العترة وكان الأمر أن أبعدت السلطة الحاكمة آنذاك أبا ذر من بلد إلى بلد حتى لقي حتفه طريدا فريدا بالربذة سنة 31 هجرية. ولهذا السبيل قتل وصلب ميثم التمار، ورشيد الهجري وغيرهم في زمان معاوية وبأمر منه. فخنق الجائرون من الحكام صوت المعارضة الإسلامية من الصحابة والتابعين الأجلاء وقضت عليهم قضاء وقتيا، وفتحت الأبواب على مصراعيها لبعض اليهود المتزمتين، والذين يحملون بغضا دفينا للإسلام والمسلمين. فتمكن كعب بن ماتع اليهودي الملقب بكعب الأحبار، وتميم الداري الراهب النصراني في رواية أحاديث كثيرة باسم الإسلام، فروى عنهما بعض مشاهير الصحابة كأنس بن مالك وأبي هريرة وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن الزبير ومعاوية وعبد الله بن عباس ونظرائهم من الصحابة والتابعين"([111]).
     وقال :  وقد وُشي به إلى خليفة وقته أنه هو وأصحابه يسبون الصحابة، وكتابه المصباح يشهد بذلك، فقد ذكر أن من دعاء يوم عاشوراء : اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني وابدأ به أولا ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع، اللهم العن يزيد بن معاوية خامسا. فدعا الخليفة بالشيخ والكتاب فلما أحضر الشيخ ووقف على القصة ألهمه الله أن قال : ليس المراد من هذه الفقرات ما ظنه السعاة بل المراد بالأول قابيل قاتل هابيل وهو أول من سن الظلم والقتل، وبالثاني قيدار عاقر ناقة صالح، وبالثالث قاتل يحيى ابن زكريا من أجل بغي من بغايا بني إسرائيل، وبالرابع عبد الرحمن بن ملجم قاتل علي بن أبي طالب. فلما سمع الخليفة من الشيخ تأويله وبيانه قبل منه ذلك ورفع منزلته، وانتقم من الساعي وأهانه([112]).
     وقال :  أنه - أي علي عليه السلام - إنما قاتل من قاتل لوجود النصار وعدل عن قتال من عدل عن قتالهم لعدمهم. وأيضا فلو قاتلهم لربما أدى ذلك إلى بوار الاسلام وإلى ارتداد الناس أو أكثرهم وقد ذكر ذلك في قوله تعالى : (أما والله لولا قرب عهد الناس بالكفر لجاهدتهم). فأما الإنكار باللسان فقد أنكر عليه السلام في مقام بعد مقام، ألا ترى إلى قوله عليه السلام : (لم أزل مظلوما منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، )، وقوله : (اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم منعوني حقي وغصبوني إرثي)، وفي رواية أخرى : (اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم ظلموني في) الحجر والمدر([113]).
     وقال :  عندنا أن من حارب أمير المؤمنين كافر، والدليل على ذلك إجماع الفرقة المحقة الامامية على ذلك، وإجماعهم حجة، وأيضا فنحن نعلم أن من حاربه كان منكرا لإمامته ودافعا لها، ودفع الإمامة كفر كما أن دفع النبوة كفر، لان الجهل بهما على حد واحد([114]).
     وقال :  لا نقول إن جميع الصحابة دفعوا النص مع علمهم بذلك، وإنما كانوا بين طبقات : منهم من دفعه حسدا وطلبا للأمر، ومنهم من دخلت عليه الشبهة فظن أن الذي دفعوه لم يدفعوه إلا بعهد عهد الرسول وأمر عرفوه([115]).
     وقال :  ظاهر مذهب الإمامية أن الخارج على أمير المؤمنين عليه السلام والمقاتل له كافر، بدليل إجماع الفرقة المحقة على ذلك، وإجماعهم حجة لكون المعصوم الذي لا يجوز عليه الخطأ داخلا فيهم، وأن المحاربين له كانوا منكرين لإمامته ودافعين لها، ودفع الإمامة عندهم وجحدها كدفع النبوة وجحدها سواء ([116]).
     حسين بن عبد الوهاب (ت : ق 5 هـ) : تولى علي عليه السلام غسل فاطمة عليها السلام وتكفينها وأخرجها ومعه الحسن والحسين عليهما السلام في الليل وصلوا عليها ولم يعلم بها أحد ودفنها في البقيع وجدد أربعين قبرا فاشتكل على الناس قبرها فأصبح الناس ولام بعضهم بعضا وقالوا ان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم خلف بنا بنتا ولم نحضر وفاتها والصلاة عليها ودفنها ولا نعرف قبرها فنزورها فقال من تولى الأمر هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجد فاطمة عليها السلام فنصلي عليها فنزور قبرها فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فخرج مغضبا قد احمرت عيناه وقد تقلد سيفه ذا الفقار حتى بلغ البقيع وقد اجتمعوا فيه فقال عليه السلام لو نبشتم قبرا من هذه القبور لوضعت السيف فيكم فتولى القوم عن البقيع([117]).
     الطبري الشيعي (ت : 525 هـ) : ثم أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم، جميعا حصروا عثمان ومنعوه الماء حتى قتل، فما يخلو أحد من أصحاب محمد من أمرين إما أن يكون قاتلا أو خاذلا وهو رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم له شرف وصحبة، وهو من أقربهم قرابة، قد انعقدت بيعته في أعناقهم وللامام حق على رعيته([118]).
     وقال :  ذكر أن الأمة نقمت على الأول، وهو القائم مقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم باختيار قوم منهم إياه، أنه سمى نفسه خليفة رسول الله، أنه كتب إلى العمال : من خليفة رسول الله، ثم زعم وزعم صاحبه : أن النبي لم يستخلف أفيكون خليفة رسول الله من لم يستخلفه رسول الله؟ فكيف استجازت الأمة أن تنصب له خليفة لم يقمه؟ وكيف سمته خليفة رسول الله؟ وكيف يجوز لها أن تقيم خليفة لا تقدر على عزله إذا نقمت عليه؟، ثم مع ذلك زعمت الأمة، أنه أولى بمقام رسول الله من أهل بيته !، وأن المهاجرين من آل أبي قحافة وآل الخطاب خير من المهاجرين من بني هاشم، فكانت أول شهادة زور شهدوا في الاسلام، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أول مشهود عليه في الاسلام، وكانوا أول مشهود عليه بالزور، ! ! فهذه ظلامة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ([119]).
     وقال :  وقد دل رسول الله حذيفة بن اليمان على قوم منهم، وأمره بستر ذلك إبقاء عليهم وكراهة لهتك ستورهم، وأصحاب العقبة قد كان منهم ما لا خفاء به، وهم جلة أصحاب محمد، وتقدم صلى الله عليه وآله وسلم إلى حذيفة في شأن الرجلين الجليلين عند الأمة أن لا يخبرنا باسميهما([120]).
     أحمد بن علي الطبرسي (ت : 548 هـ) : إن عمر احتزم بأزاره وجعل يطوف بالمدينة وينادي : ألا إن أبا بكر قد بويع له فهلموا إلى البيعة، فينثال الناس يبايعون، فعرف أن جماعة في بيوت مستترون، فكان يقصدهم في جمع كثير ويكبسهم ويحضرهم المسجد فيبايعون حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير إلى منزل علي عليه السلام فطالبه بالخروج فأبى، فدعا عمر بحطب ونار وقال : والذي نفس عمر بيده ليخرجن أو لأحرقنه على ما فيه. فقيل له : إن فاطمة بنت رسول الله وولد رسول الله وآثار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه، وأنكر الناس ذلك من قوله، فلما عرف إنكارهم قال : ما بالكم أتروني فعلت ذلك إنما أردت التهويل، فراسلهم على أن ليس إلى خروجي حيلة لأني في جمع كتاب الله الذي قد نبذتموه وألهتكم الدنيا عنه، وقد حلفت أن لا أخرج من بيتي ولا أدع ردائي على عاتقي حتى أجمع القرآن. قال وخرجت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إليهم فوقفت خلف الباب ثم قالت : لا عهد لي بقوم أسوء محضرا منكم، تركتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم فيما بينكم ولم تؤمرونا ولم تروا لنا حقا، كأنكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خم، والله لقد عقد له يومئذ الولاء ليقطع منكم بذلك منها الرجاء، ولكنكم قطعتم الأسباب بينكم وبين نبيكم، والله حسيب بيننا وبينكم في الدنيا والآخرة([121]).
     إبن شهرآشوب (ت : 588 هـ) : وفى أخبار أهل البيت عليه السلام أنه - أي علي - آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه الا للصلاة حتى يؤلف القرآن ويجمعه " فانقطع عنهم مدة إلى أن جمعه ثم خرج إليهم به في ازار يحمله وهم مجتمعون في المسجد، فأنكروا مصيره بعد انقطاع مع ألبسته فقالوا : لأمر ما جاء به أبو الحسن، فلما توسطهم وضع الكتاب بينهم ثم قال : ان رسول الله قال : انى مخلف فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي، أهل بيتي، وهذا الكتاب وأنا العترة، فقام إليه الثاني فقال له : ان يكن عندك قرآن فعندنا مثله، فلا حاجة لنا فيكما، فحمل عليه السلام الكتاب وعاد به، بعد أن ألزمهم الحجة([122]).
     وقال :  مما يمكن أن يستدل بالقرآن قوله تعالى : (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي.. [الحجرات : 9])، والباغي من خرج على الامام، فافترض قتال أهل البغي كما افترض قتال المشركين، وأما اسم الايمان عليهم فكقوله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ.. [النساء : 136].. أي الذين أظهروا الايمان بألسنتهم آمنوا بقلوبكم. وقيل لزين العابدين عليه السلام : إن جدك كان يقول : إخواننا بغوا علينا. فقال : أما تقرأ كتاب الله : وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً.. [الأعراف : 65] فهم مثلهم أنجاه الله والذين معه وأهلك عادا بالريح العقيم، وقد ثبت أنه نزل فيه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ.. [المائدة : 54]) الآية([123]).
     وقال :  أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم تحت شجرة السمرة بيعتهم على أن لا يفروا، وليس أحد من الصحابة إلا نقض عهده في الظاهر بفعل أم بقول، وقد ذمهم الله فقال في يوم الخندق : (وَلَقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ لَا يُوَلُّونَ الْأَدْبَارَ... [الأحزاب : 15]). وفي يوم حنين (وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ [التوبة : 25]). ويوم أحد (إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ... [آل عمران : 153]). وانهزم أبو بكر وعمر في يوم خيبر بالاجماع وعلي عليه السلام في وفائه اتفاق، فإنه لم يفر قط. وثبت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى نزلت (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ... [الأحزاب : 23]). ولم يقل كل المؤمنين (فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ) يعني حمزة وجعفر وعبيدة (وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) يعني عليا. ثم إن الله تعالى قال : (وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً [الفتح : 18]) يعني فتح خيبر، وكان على يد علي بالاتفاق، وقد وجدنا النكث في أكثرهم خاصة في الأول والثاني لما قصدوا في تلك السنة إلى بلاد خيبر، فانهزم الشيخان، ثم انهزموا كلهم في يوم حنين فلم يثبت منهم تحت راية علي إلا ثمانية من بني هاشم([124]).
     المشهدي (ت : 610 هـ) : اللهم العن قتلة أنبيائك وأوصياء أنبيائك بجميع لعناتك، واصلهم حر نارك، والعن من غصب وليك حقه، وأنكر عهده، وجحده بعد اليقين، والاقرار بالولاية له يوم أكملت له الدين. اللهم العن قتلة أمير المؤمنين ومن قتلته، وأشياعهم وأنصارهم. اللهم العن أول ظالم ظلم ال محمد ومانعيهم حقوقهم، اللهم خص أول ظالم وغاصب لآل محمد باللعن وكل مستن بما سن إلى يوم الدين([125]).
     ابن طاووس (ت : 664 هـ) : أن المسلمين الذين عدلوا عنهم إلى تيم وعدي وآل حرب وبني أمية كانوا أما قد ارتدوا عن الإسلام أو شكوا فيه أو باعوا الآخرة بالدنيا ورغبوا في الجاه وحطام الدنيا الفانية كما جرت عاده كثير من أمم الأنبياء([126]).
     وقال :  لولده : إن الله جل جلاله كان قد عرف جدك محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ما يحدث بعده في الاسلام ومخالفة من يخالف من أمته لنصه على أبيك علي عليه السلام بإمامته وأن الله جل جلاله يعذب الأمة ويبتليها بتسليط من تقدم على أبيك علي بن أبي طالب عليه السلام كما قال الله جل جلاله (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ [الأنعام : 129]) ولقد كشفت في كتاب (الطرائف) عن معرفة جدك محمد صلى الله عليه وآله وسلم بما جرت عليه حال أمته بعد انتقاله وقد ذكرت لك في (الطرائف) كيف أرادوا يحرقون بالنار بيت فاطمة عليها السلام ومن فيه وفيه العباس وجدك علي والحسن والحسين وغيرهم من الأخيار، وكيف يحتل عمر في الشورى في قتل جدك علي عليه السلام إن توقف عن قبول وصيته عمر، وقد كان يوم السقيفة طريقا إلى طلب الخلافة بالتغلب والاحتيال، وكيف اجتهد معاوية في ذهاب أهل بيت النبوة بالاستيصال، وكيف بلغ ابنه يزيد إلى قتل الحسين عليه السلام ودوس ظهره الشريف بحوافر الخيل ورفع رأسه المقدس ورؤوس الأطهار على الرماح في بلاد الاسلام وحمل حرمه سبايا كأنهن سبي الكفار ووجد معاوية ابنه يزيد من المسلمين وبقايا الصحابة الضالين ومن أعانهم على ذلك الفساد حتى قتل يزيد أهل المدينة وسبى نساء أهلها وبايعوا على أنهم عبيد قن ليزيد بن معاوية وحتى رمى الكعبة بأحجار المنجنيق وسفك دماء أهل الحرم وبلغ ما لم يبلغ إليه الكفار والأشرار([127]).
     وقال :  قال الله جل جلاله : (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ [الجمعة : 11] )فذكر جماعة من المؤرخين أنه كان يخطب يوم الجمعة فبلغهم أن جمالا جاءت لبعض الصحابة مزينة فسارعوا إلى مشاهدتها وتركوه قائما وما كان عند الجمال شئ يرجون الانتفاع به، فما ظنك بهم إذا حصلت خلافة يرجون نفعها ورياستها([128]).
     وقال :  كيف في العقول والأفهام تقديم أبي بكر وعمر وعثمان على علي عليه السلام لولا جهل الجاهلين وغلط القائلين([129]).
     وقال :  قال مصنف كتاب النشر والطي : إن الله تعالى عرض عليا على الأعداء يوم الابتهال فرجعوا عن العداوة وعرضه على الأولياء يوم الغدير فصاروا أعداء، فشتان ما بينهما([130]).
     وقال :  أن إبليس أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صورة شيخ حسن السمت فقال : يا محمد ! ما أقل من يبايعك على ما تقول في ابن عمك علي؟ !، فأنزل الله : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [سبأ : 20])، فاجتمع جماعة من المنافقين الذين نكثوا عهده فقالوا : قد قال محمد بالأمس في مسجد الخيف ما قال، وقال ههنا ما قال، فإن رجع إلى المدينة يأخذ البيعة له، والرأي أن نقتل محمدا قبل أن يدخل المدينة... القصة([131]).
     الإربلي (ت : 693 هـ) : قيل في وصف ليلة الهرير : فما لقي عليه السلام شجاعا إلا أراق دمه ولا بطلا إلا زلزل قدمه ولا مريدا إلا أعدمه ولا قاسطا إلا قصر عمره وأطال ندمه ولا جمع نفاق إلا فرقه ولا بناء ضلال إلا هدمه وكان كلما قتل فارسا أعلن بالتكبير فأحصيت تكبيراته ليلة الهرير فكانت خمسمائة وثلاثا وعشرين تكبيرة بخمسمائة وثلاثة وعشرين قتيلا من أصحاب السعير([132]).
     نصير الدين الطوسي (ت : 693 هـ) : إن الإمامية قد تفردوا بأن دخول الجنة والنجاة لا يكون إلا بعد ولاية آل محمد عليهم السلام واعتقاد إمامتهم([133]).
     العلامة الحلي (ت : 726 هـ) : وأما مخالفوه - أي علي عليه السلام - في الإمامة فقد اختلف قول علمائنا فيهم، فمنهم من حكم بكفرهم لأنهم دفعوا ما علم ثبوته من الدين ضرورة وهو النص الجلي الدال على إمامته مع تواتره، وذهب آخرون إلى أنهم فسقة وهو الأقوى. ثم اختلف هؤلاء على أقوال ثلاثة : أحدها : أنهم مخلدون في النار لعدم استحقاقهم الجنة. الثاني : قال بعضهم : إنهم يخرجون من النار إلى الجنة. الثالث : ما ارتضاه ابن نوبخت وجماعة من علمائنا أنهم يخرجون من النار لعدم الكفر الموجب للخلود ولا يدخلون الجنة لعدم الأيمان المقتضي لاستحقاق الثواب ([134]). وقال في موضع آخر : أما دافعوا النص فقد ذهب أكثر أصحابنا إلى تكفيرهم، ومن أصحابنا من يحكم بفسقهم خاصة، ثم اختلف أصحابنا في أحكامهم في الآخرة، فالأكثر قالوا بتخليدهم([135]). وقال : أما دافعو النص على أمير المؤمنين عليه السلام بالإمامة فقد ذهب أكثر أصحابنا إلى تكفيرهم؛ لأن النص معلوم بالتواتر من دين محمد صلى الله عليه وآله وسلم، فيكون ضرورياً. أي : معلوماً من دينه ضرورة، فجاحده يكون كافراً، كمن يجحد وجوب الصلاة وصوم شهر رمضان. واختار ذلك في المنتهى، فقال في كتاب الزكاة في بيان اشتراط وصف المستحق بالإيمان ما صورته : لأن الإمامة من أركان الدين وأصوله، وقد علم ثبوتها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ضرورة، والجاحد لها لا يكون مصدقاً للرسول في جميع ما جاء به، فيكون كافراً([136]).
     وقال : الأقرب طهارة غير الناصب، لأن عليا عليه السلام لم يجتنب سؤر من يأتيه من الصحابة([137]).
     وقال : حكم الناصب - الذي يقدم على علي غيره - حكم الكافر، لأنه ينكر ما يعلم من الدين ثبوته بالضرورة([138]).
     الحسن الديلمي (ق : 8 هـ) : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جمع أولئك النفر - أصحاب الصحيفة - ومن مالأهم على علي عليه السلام وطابقهم على عداوته، ومن كان من الطلقاء والمنافقين، وكانوا زهاء أربعة آلاف رجل، فجعلهم تحت يدي أسامة بن زيد مولاه، وأمره عليهم، وأمره بالخروج إلى ناحية من الشام، فقالوا : يا رسول لله إنا قدمنا من سفرنا الذي كنا فيه معك، ونحن نسألك أن تأذن لنا في المقام لنصلح من شأننا ما يصلحنا في سفرنا، قال : فأمرهم أن يكونوا في المدينة ريثما يحتاجون إليه، وأمر أسامة بن زيد فعسكر بهم على أميال من المدينة فأقام بمكانه الذي حد له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منتظرا للقوم أن يوافوه إذا فرغوا من أمورهم وقضاء حوائجهم، وإنما أراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بما صنع من ذلك أن تخلو المدينة منهم، ولا يبقى بها أحد من المنافقين([139]).
     وقال : نزل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن المنبر وعاد إلى حجرته، ولم يظهر أبو بكر ولا أصحابه حتى قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكان من الأنصار وسعد من السقيفة ما كان، فمنعوا أهل بيت نبيهم حقوقهم التي جعلها الله عز وجل لهم، وأما كتاب الله فمزقوه كل ممزق، وفيما أخبرتك يا أخا الأنصار من خطب معتبر، لمن أحب الله هدايته فقال الفتى : سم لي القوم الآخرين الذين حضروا الصحيفة، وشهدوا فيها، فقال حذيفة : أبو سفيان، وعكرمة بن أبي جهل، وصفوان بن أمية بن خلف، وسعيد بن العاص، وخالد بن الوليد، وعياش بن أبي ربيعة، وبشير بن سعد، وسهيل بن عمرو، وحكيم بن حزام، وصهيب بن سنان، وأبو الأعور السلمي، ومطيع بن الأسود المدري، وجماعة من هؤلاء ممن سقط عني إحصاء عددهم. فقال الفتى : يا أبا عبد الله ما هؤلاء في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى قد انقلب الناس أجمعون بسببهم؟ فقال حذيفة : إن هؤلاء رؤس القبايل وأشرافها، وما من رجل من هؤلاء إلا ومعه من الناس خلق عظيم، يسمعون له ويطيعون، واشربوا في قلوبهم من حب أبي بكر، كما اشرب قلوب بني إسرائيل من حب العجل والسامري حتى تركوا هارون واستضعفوه([140]).
     العاملي البياضي (ت : 877 هـ) : وقد وجه أهل السنة الطعن الينا ببغض كل الصحابة وسبهم، وهذا جهل منهم أو تجاهل، لان بغضهم وسبهم جميعا " لا يرضى به على وجه الأرض مسلم وإنما هم عندنا على ثلاثة أقسام : معلوم العدالة، ومعلوم الفسق، ومجهول الحال. أما معلوم العدالة : فكسلمان والمقداد ممن لم يحل عن أهل البيت طرفة عين، أو أنه حال أو شك ثم رجع لما تبين له الحق. فنحن نتقرب إلى الله تعالى بحبهم ونسأل الله أن يجعلنا معهم في الدنيا والآخرة.... ثم قال : وأما معلوم الفسق أو الكفر : فكمن حال عن أهل البيت ونصب لهم الغض والعداوة والحرب. فهذا يدل على أنه لم يكن آمن وكان منافقا "، أو أنه ارتد بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ... وهؤلاء نتقرب إلى الله تعالى والى رسوله ببغضهم وسبهم وبغض من أحبهم. وأما مجهول الحال : فكأكثر الصحابة الذين لا نعلم خافوا الله تعالى ورغبوا في ثوابه فتمسكوا بأهل بيته الذين أمر الله ورسوله بالتمسك بهم أم انحرفوا عنهم وتمسكوا بأعدائهم اتباعا " لهوى أنفسهم ورغبة في زينة الحياة الدنيا وزهدا " في الله وثوابه. فهؤلاء نكل أمرهم إلى الله فهو أعلم بهم ولا نسبهم ونشتغل عن الخوض في شأنهم بما هو أهم. وأما ما ورد عندنا وعندهم من الأخبار الدالة على ارتداد كل الصحابة أو ارتدادهم بقول مطلق فإنه يجب حملها على المبالغة، لان الذين ثبتوا على الاستقامة بعد الرسول كانوا قليلين([141]).
     وقال :  أن سادات قريش كتبت صحيفة تعاهدت فيها على قتل علي ودفعوها إلى أبي عبيدة الجراح أمير قريش فنزلت الآية فطلبها النبي صلى الله عليه وآله وسلم منه فدفعها إليه فقال : أكفرتم بعد إسلامكم فحلفوا بالله لم يهموا بشئ منه فأنزل الله (يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ [التوبة : 74]) ولما حكم الله بكفرهم عند الهم على قتله علم أن الله اختاره للولاية على خلقه، إذ المقرر في الشريعة أن الهم بقتل غيره غير موجب لتكفيره([142]).
     ابن أبي جمهور الأحسائي (ت : 880 هـ) : أن بعض علماء هذه الفرقة المحقة، كانوا ساكنين في مكة زادها الله شرفا وتعظيما، فأرسلوا إلى علماء أصفهان من أهل المحاريب والمنابر، انكم تسبون أئمتهم، ونحن في الحرمين الشريفين نعذب بذلك اللعن والسب([143]).
     الكركي (ت : 940 هـ) : تعيين المخالفين لأمير المؤمنين عليه السلام. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله حق حمده، والصلاة على رسوله محمد وآله الطاهرين. أما بعد، قد برز الأمر العالي المطاع - أعلاه الله تعالى وأنفذه في الأقطار - بتعيين المخالفين لأمير المؤمنين وسيد الوصيين عليه من الله تعالى أفضل الصلوات وأكمل التحيات، والإشارة إلى شئ من أحوال مخالفيهم، الموجبة لاستحقاقهم الطعن واللعن من المؤمنين، والخلود في العذاب المقيم يقوم الناس لرب العالمين. فقابله هذا الفقير بالإجابة والقبول، وكتبت ما لا بد منه في تحقيق المأمول ابتغاء لوجه الله الكريم، وطمعا في الفوز بالثواب الجسيم والأجر العظيم، وتقربا لسيد المرسلين، وإلى أهل بيته الذين افترض الله سبحانه مودتهم وعداوة أعدائهم على الخلق. فنقول وبالله التوفيق : إن المنحرفين عن أمير المؤمنين عليه السلام والمخالفين والمظاهرين على عداوته خلق كثير من الصحابة والتابعين وتابعيهم من بعدهم، وقد تعرض العلماء لذكر كثير منهم في كتب التأريخ والحديث، وكتب أسماء الرجال وغيرها... ثم شرع في ذكر أمثلة على هؤلاء المنحرفين حسب زعمه إلى أن ختم قائلاً : وأما الاتباع لهم فلا يحصون وفي كل عصر من الأعصر المتخلفة عن عصر النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليه السلام منهم جمع كثير إلى يومنا هذا، فعليهم من الله تعالى لعنات لا تحصى، ومن الملائكة والناس أجمعين. وهذا القدر إن شاء الله كاف في ضبط أحوال المخالفين على سبيل الاجمال، ومعرفة باستحقاقهم الطعن واللعن على السنة أهل الايمان. والحمد لله رب العالمين وصلواته على محمد وآله أجمعين([144]).
     شرف الدين الحسيني (ت : 965 هـ) : عن ابن عباس قال : أضمرت قريش قتل علي عليه السلام وكتبوا صحيفة ودفعوها إلى أبي عبيدة بن الجراح. فأنزل الله جبرئيل على رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فخبره بخبرهم([145]).
     زين الدين العاملي (ت : 965 هـ) : واعلم أن جمعا من علماء الإمامية حكموا بكفر أهل الخلاف، والأكثر على الحكم بإسلامهم، فإن أرادوا بذلك كونهم كافرين في نفس الامر لا في الظاهر فالظاهر أن النزاع لفظي، إذ القائلون بإسلامهم يريدون ما ذكرناه من الحكم بصحة جريان أكثر أحكام المسلمين عليهم في الظاهر، لا أنهم مسلمون في نفس الامر، ولذا نقلوا الاجماع على دخولهم النار([146]).
     وقال : قال بعد ذكر نجاسة سؤر الكافر والناصب : والمراد به من نصب العداوة لأهل البيت عليهم السلام أو لأحدهم... في بعض الأخبار «أن كل من قدم الجبت والطاغوت فهو ناصب»، واختاره بعض الأصحاب؛ إذ لا عداوة أعظم من تقديم المنحط عن مراتب الكمال وتفضيل المنخرط في سلك الأغبياء والجهال على من تسنم أوج الجلال حتى شك في أنه الله المتعال([147]).
     العاملي (ت : 984 هـ) : وقد جازف أهل السنة كل المجازفة بل وصلوا إلى حد المخارفة، فحكموا بعدالة كل الصحابة، من لا بس منهم الفتن ومن لم يلابس، وقد كان فيهم المقهورون على الاسلام والداخلون على غير بصيرة والشكاك، كما وقع من فلتات ألسنتهم كثيرا ". بل كان فيهم المنافقون كما أخبر به الباري جل ثناؤه وكان فيهم شاربو الخمر وقاتلوا النفس وفاعلو الفسق والمناكر   ([148]).
     وقال :  مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن مائة وأربعة عشر ألف صحابي، وآخرهم موتا أبو الطفيل ؛ مات سنة مائة، وآخرهم قبله أنس بن مالك. وقد جازف أهل السنة كل المجازفة، بل وصلوا إلى حد المخارفة ! فحكموا بعدالة كل الصحابة ؛ من لابس منهم الفتن ومن لم يلابس، وقد كان فيهم المقهورون على الإسلام، والداخلون على غير بصيرة، والشكاك، كما وقع من فلتات ألسنتهم كثيرا، بل كان فيهم المنافقون كما أخبر به البارئ جل ثناؤه، وكان فيهم شاربو الخمر، وقاتلو النفس، وفاعلو الفسق والمناكر، كما نقلوه عنهم، وما نقلنا نحن بعضه في ما سبق من صحاحهم من الأحاديث المتكثرة المتواترة المعنى، يدل على ارتدادهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فضلا عن فسقهم. وزاد بعضهم في المجازفة والمخارفة ؛ فحكم بأنهم كلهم كانوا مجتهدين ! ! وهذا يقطع من له أدنى عقل بفساده ؛ لأنه كان فيهم الأعراب، ومن أسلم قبل موت النبي بيسير، والأميون الذين يجهلون أكثر قواعد الأحكام وشرائع الدين، فضلا عن الخوض فيه بالاستدلال. كيف؟ ! والاجتهاد ملكة لا تحصل إلا بعد فحص كثير وممارسة تامة، بغير خلاف. وإمكان حصول النفحة والاجتهاد لهم دفعة لا نمنعه، إلا أنه لا يقتضي الحكم بذلك ؛ لأنه خلاف العلم العادي. والذي ألجأهم إلى هذا القول البارد السمج مع العصبية : ما قد تحققوه من وقوع الاختلاف والفتن بينهم، وأنه كان يفسق ويكفر بعضهم بعضا، ويضرب بعضهم رقاب بعض، فحاولوا أن يجعلوا لهم طريقا إلى التخلص، كما جوزوا الائتمام بكل بر وفاجر ؛ ليروجوا أمر الفساق الجهال من خلفائهم وأئمتهم([149]).
     وقال :  وقد وجه أهل السنة الطعن إلينا ببغض كل الصحابة وسبهم، وهذا جهل منهم، أو تجاهل ؛ لأن بغضهم وسبهم جميعا لا يرضى به على وجه الأرض مسلم ! وإنما هم عندنا على ثلاثة أقسام : معلوم العدالة، ومعلوم الفسق، ومجهول الحال. أما معلوم العدالة : فكسلمان والمقداد، ممن لم يحل عن أهل البيت طرفة عين، أو أنه حال أو شك ثم رجع لما تبين له الحق، فنحن نتقرب إلى الله تعالى بحبهم، ونسأل الله أن يجعلنا معهم في الدنيا والآخرة. وكتب الرجال التي عددناها عندنا مملوءة مشحونة بتعديل الجم الغفير منهم، والثناء عليهم بالجميل، بحيث لا يستطاع إنكاره، ولا يخفى على ذي بصر. وأما معلوم الفسق أو الكفر : فكمن حال عن أهل البيت، ونصب لهم البغض والعداوة والحرب، فهذا يدل على أنه لم يكن آمن وكان منافقا، أو أنه ارتد بعد موت النبي، كما جاء في الأخبار الصحيحة عندهم ؛ لأن من يحب النبي لا يبغض ولا يحارب أهل بيته الذين أكد الله ورسوله كل التأكيد في مدحهم والوصية والتمسك بهم، وفي ما نقلناه - في ما تقدم - عن بعضهم من صحاحهم كفاية، وهؤلاء نتقرب إلى الله تعالى وإلى رسوله ببغضهم وسبهم وبغض من أحبهم. وأما مجهول الحال : فكأكثر الصحابة الذين لا نعلم : خافوا الله تعالى ورغبوا في ثوابه فتمسكوا بأهل بيت النبي الذين أمر الله ورسوله بالتمسك بهم، أم انحرفوا عنهم وتمسكوا بأعدائهم ؛ اتباعا لهوى أنفسهم، ورغبة في زينة الحياة الدنيا، وزهدا في الله وثوابه !؟ فهؤلاء نكل أمرهم إلى الله، فهو أعلم بهم، ولا نسبهم، ونشتغل عن الخوض في شأنهم بما هو أهم وأولى لنا في الدنيا والآخرة. وأما ما ورد عندنا وعندهم من الأخبار الدالة على ارتداد كل الصحابة أو ارتدادهم بقول مطلق، فإنه يجب حملها على المبالغة ؛ لأن الذين ثبتوا على الاستقامة ولم يحولوا بعد موت الرسول كانوا قليلين جدا، وكثير منهم رجع إلى الحق بعد أن عاند أو تزلزل أو كان على شبهة. ولو خفي منهم شئ لم يخف من كان مع علي عليه السلام في حرب الجمل وحرب صفين من الأنصار والمهاجرين، فلقد كانوا ألوفا متعددة، بل كانوا أعظم عسكره ممن لم يحولوا عنه، أو رجعوا إليه ممن حضر قتل عثمان أو ألب عليه أو رضي به، وكثير منهم قتلوا بين يديه حبا له، ولإظهار الدين، وقدموا على الله تعالى شهداء مرملين بدمائهم ؛ لأجل إعلاء كلمة الحق من أيدي المنافقين والكفار من أعدائه. فكيف يجترئ من يؤمن بالله واليوم الآخر، ويحب الله ورسوله، أن يسب كل الصحابة؟ ! هذا مما لا يتوهمه عاقل في شأن مسلم. وبهذا يحصل الجمع بين ما جاء في الكتاب العزيز من مدح الصحابة في قوله تعالى : مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ... [الفتح : 29]، وبين ما جاء من النصوص عندنا وعندهم على ارتداد الصحابة وذمهم، والله ولي التوفيق([150]).
     حسن بن زين الدين صاحب المعالم (ت : 1011 هـ) : يقول وهو يعتقد بإرتداد الصحابة : جندب بن جنادة، أبو ذر الغفاري. روى انه ممن لم يرتد ([151]).
     التستري (ت : 1019 هـ) : القول بأنه لا مقام أعظم من مقام قوم ارتضاهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم " مردود بأن الله تعالى ما ارتضاهم لصحبة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بل ابتلى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بصحبتهم زيادة في ثوابه وتحصيلا لرفع درجاته ولغيرهما من المصالح والحكم على أن صحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنما ينفع كريم الأصل شريف الذات وأما الخسيس الدني فإنما يزيده فساد الحال والمال([152]).
     وقال :  لا نسلم أن المهاجرين الذين أطبقوا على خلافة أبي بكر كانوا ممن تكاملت لهم الشرائط حتى يلزم أن يكونوا متصفين بالصدق فيجب على الخصوم أن يثبتوا اجتماع هذه الصفات في كل من هاجر وأخرج من دياره وأمواله ولا يثبت ذلك إلا بدليل من خارج ووجوده أبعد من وجود العنقاء([153]).
     وقال :  قول أبو حنيفة : من أن أصل عقيدة الشيعة تضليل الصحابة. فإن أراد به تضليل الصحابة الذين خالفوا عليا وغصبوا الخلافة منه بلا محاربة معه كالمشايخ الثلاثة ومن تبعهم في ذلك فهو صحيح([154]).
     وقال :  ما نسب إلى الشيعة " من القول بارتداد جميع الصحابة بعد وفاة نبيهم إلا ستة أنفس " فعلى تقدير صحة نسبته إليهم لا يخالف مدلول قوله تعالى : (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ [آل عمران : 110]) لأن الخيرية الماضية المدلول عليها بقوله : " كُنتُمْ " لا تنافي الارتداد اللاحق.. والشيعة إنما ينسبون الارتداد إلى الصحابة الذين نكثوا عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم باتفاقهم على غصب الخلافة ومخالفة أمير المؤمنين عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ([155]).
     وقال :  كشف الله تعالى برسوله طريق الحق وأوضح لهم نهج الصدق فأسلم القليل شوقا إلى نور الأنوار، أو خوفا من دخول النار، واستسلم الكثير رغبة في جاه الرسول المختار لما سمعوا في ذلك عن راهبيهم من الأخبار أو رهبة عن اعتضاده بصاحب ذي الفقار، والذين معه أشداء على الكفار فداموا مجبولين على توشح النفاق وترشح الشقاق، يتبسم في كل وقت ثغورهم، والله يعلم ما تكن صدورهم وإذ قد تم الدليل واتضح السبيل، وأداروا عليهم كؤوس السلسبيل فما شرب منهم إلا قليل، عزم صاحب المجلس على الرحيل وأزمع على التحويل، فأحال الجلاس فيما بقي من ذلك الكأس على الساقي الذي لا يقاس بالناس، وأوفاه في غدير خم من كأس من كنت مولاه فعلي مولاه فبخبخ عليه عمر، وهناه، وبايعه جل من حضر وحياه، فلما رحل صاحب الكأس وانتفى أثر تلك الأنفاس، خرج الأغيار من الكمين، وضيعوا وصية الرسول الأمين، فنسوا الكأس الذي عليهم أدير، ونقضوا ونكثوا عهد الغدير، وبيعة الأمير، إذا سقاهم حب الجاه وعقد اللواء كأس الهوى فأعرضوا عن الساقي الباقي مليا، وتركوه نسيا منسيا، فصار جديد عهدهم رثا، وشمل بيعتهم هباء منبثا وانجز دائهم الدفين، وانتهى بهم إلى أن عادوا إلى الخلاف الأول، وارتدوا على أعقابهم، فهدموا أركان الشرع وأكنافه، وكسروا أضلاع الدين وقطعوا أكتافه وهضموا حق أهل البيت، ولم يلحقهم فيه مخافة، ومنعوا إرث فاطمة من غير أن تأخذهم فيها رأفة ولا رحمة، انتصبوا من غاية الجهل والجلافة للخلاف على الخلافة، وغصبها بكل حيلة وجزافة، فنصبوا الخالي عن العلم والشرافة، المملو من الجهل والكثافة، فلم يزل كانوا بآيات الله يمترون، نبذوا الحق وراء ظهورهم، فاشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون ([156]).
     وقال :  الشيعة عن آخرهم قائلون بأن مخالفي علي عليه السلام فسقة ومحاربيه كفرة([157]).
     وقال :  في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله اختارني واختار لي أصحاباً، فجعل لي منهم وزراء وأنصاراً وأصهاراً، فمن حفظني فيهم حفظه الله ومن آذاني فيهم آذاه الله. قال : لو صح هذا الحديث فالمراد بالوزراء فيه : علي عليه السلام والجمع للتعظيم([158]).
     المازندراني (ت : 1081 هـ) : في شرح أحد رواياتهم المزعومة في ردة الصحابة رضي الله عنهم : قوله - أي الباقر - (ألا أحدثك بأعجب من ذلك المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا - وأشار بيده - ثلاثا) وجه زيادة التعجب أن ذهابهم يمينا وشمالا وخروجهم من الدين مع إدراكهم صحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقرب العهد به وبالوحي أعجب من خروج من فقد جميع ذلك، ولعل المراد بالثلاثة سلمان وأبو ذر والمقداد([159]).
     وقال :  في تعليقة على أحد روايات وفاة فاطمة رضي الله عنها : أنها مضت وهي ساخطة على أكثر الصحابة([160]).
     وقال :  في شرحه لرواية الباقر : لا دين لمن دان بطاعة من عصى الله، ولا دين لمن دان بفرية باطل على الله، ولا دين لمن دان بجحود شيء من آيات الله. ومن البين أنه لادين بهذا المعنى لمن دان بالأمور المذكورة، لأن هذه الأمور ليست من هذه الطريقة وأول من دخل في هذا الوعيد أتباع الخلفاء الثلاثة، ثم أتباع سلاطين الجور، ثم اتباع من دونهم من الفاسقين([161]).
     وقال :  في شرحه لبعض روايات الكافي : فيه إيماء إلى ما وقع من أمر الخلافة وانقلاب أحوال الصحابة وسلطنة بني أمية وبني عباس وتغيير قوانين الشرع وشيوع الجور والظلم على أهله وترجيح المسئ على المحسن والدني على الشريف والجائر على العادل والباطل على الحق والرذائل على الفضايل([162]).
     وقال :  لعل السبب لعدولهم عنه عليه السلام حب الدنيا والرئاسة وغلبة تصرفهم في أمور المسلمين وأموالهم وبيت المال وطمع الفاسقين منهم في الولايات الجزئية وشدة حسدهم وعداوتهم على أهل البيت عليه السلام خصوصا على ذاته المقدسة حيث قتل من أقربائهم جمعا كثيرا واعتقادهم أن مخالفة حكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم سهل كمخالفة حكم ساير الأمراء والسلاطين([163]).
     وقال :  في شرحه لقول علي عليه السلام : ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه عليه السلام قال : أشار إلى أنهم لم يكونوا على دين الحق ومن أهل التقوى والديانة كما لم يكونوا عليه يوم بعثة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفيه رمز على بطلان خلافة الثلاثة وخروج أكثر الصحابة عن الدين([164]). وقال في موضع آخر : أشار به إلى أن حالهم عند قيامه عليه السلام بالخلافة كحالهم عند بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في كونهم في البلية وهي الضلالة والشبهة واختلاف الأهواء وتشتت الآراء وعدم الألفة والاجتماع والنصرة لدين الحق وفيه تنبيه على أنهم ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولم يكونوا من أهل الدين والتقوى ([165]).
     وقال :  في تعليقه على رواية الحوض : لعل من خالفنا عموا وصموا فلم يروا ولم يسمعوا أمثال هذا الخبر حتى حكموا بكفر من حكم بكفر واحد من الصحابة ولم يجوزوا أن تكون خلافة الثلاثة مما أحدثوا([166]).
     وقال :  في تعليقة على بعض روايات ردة الصحابة رضي الله عنهم عند الشيعة : ذلك إشارة إلى ارتداد الأمة وبقاء قليل على الإسلام وهم المقربون بنعمة الله التي هي الولاية الشاكرون عليها([167]). وفي شرح آخر على روايات أخرى في الردة قال : فقد دل ذلك على مدعانا وهو ارتدادهم بعد فوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وتخصيص رفع الأمانة بالبيع والشراء كما فسره الآبي لاوجه له بل هو فرد من أفراده فما زادوا في ذلك إلا قسوة على قسوة، على أن لنا أن نقول إذا لم يكونوا أمينا في البيع والشراء فكيف صاروا أمينا في نصب الخليفة للأمة إلى يوم القيامة([168]). وقال في موضع آخر : فقد شبه عليه السلام دخول الصحابة وغيرهم ممن ارتد عن دينه في نار الآخرة بتساقط الفراش في نار الدنيا لجهله وعدم تمييزه وتخصيص الذم بما عدى الصحابة تخصيص بلا مخصص ومحض الحمية الجاهلية ومن العجايب أنهم مع ذلك يدعون أن كل واحد من الصحابة عدل وذلك قول من لم يشم رائحة صدق ودليل([169]).
     الفيض الكاشاني (ت : 1091 هـ) : لعل التغيير - أي في القرآن - إنما وقع فيما لا يخل بالمقصود كثير إخلال كحذف اسم علي وآل محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وحذف أسماء المنافقين عليهم لعائن الله فإن الانتفاع بعموم اللفظ باق وكحذف بعض الآيات وكتمانه فان الانتفاع بالباقي باق مع أن الأوصياء كانوا يتداركون ما فاتنا منه من هذا القبيل ويدل على هذا قوله عليه السلام في حديث طلحة : إن أخذتم بما فيه نجوتم من النار ودخلتم الجنة فإن فيه حجتنا وبيان حقنا وفرض طاعتنا([170]).
     وقال :  أنه لما أمر الصحابة يوم الغدير بمبايعة أمير المؤمنين عليه السلام بإمرة المؤمنين وقام أبو بكر وعمر إلى تسعة من المهاجرين والأنصار فبايعوه بها ووكد عليهم بالعهود والمواثيق واتى عمر بالبخبخة وتفرقوا، تواطأ قوم من متمرديهم وجبابرتهم بينهم لئن كانت بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم كائنة ليدفعن هذا الأمر عن علي عليه السلام ولا يتركونه له وكانوا يأتون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويقولون : لقد أقمت علينا أحب الخلق إلى الله وإليك وكفيتنا به مؤنة الظلمة لنا والجائرين في سياستنا وعلم الله تعالى من قلوبهم خلاف ذلك وإنهم مقيمون على العداوة ودفع الحق عن مستحقه فأخبر الله عنهم بهذه الآية([171]).
     وقال :  وقد جاءت عن أهل البيت في تفسير القرآن وتأويله أخبار كثيرة إلا أنها خرجت متفرقة عند أسئلة السائلين، وعلى قدر أفهام المخاطبين، وبموجب إرشادهم إلى مناهج الدين وبقيت بعد خبايا في زوايا خوفا من الأعداء وتقية من البعداء ولعله مما برز وظهر لم يصل إلينا الأكثر، لأن رواته كانوا في محنة من التقية وشدة من الخطر وذلك بأنه لما جرى في الصحابة ما جرى، وضل بهم عامة الورى، أعرض الناس عن الثقلين وتاهوا في بيداء ضلالتهم عن النجدين إلا شرذمة من المؤمنين فمكث العامة بذلك سنين وعمهوا في غمرتهم حتى حين، فآل الحال إلى : أن نبذ الكتاب حملته وتناساه حفظته، فكان الكتاب وأهله في الناس وليسا في الناس ومعهم وليسا معهم، لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن اجتمعا، وكان العلم مكتوما وأهله مظلوما لا سبيل لهم إلى إبرازه إلا بتعميته وألغازه، ثم خلف من بعدهم خلف غير عارفين ولا ناصبين لم يدروا ما صنعوا بالقرآن، وعمن أخذوا التفسير والبيان، فعمدوا إلى طائفة يزعمون أنهم من العلماء، فكانوا يفسرونه لهم بالآراء ويروون تفسيره عمن يحسبونه من كبرائهم، مثل : أبي هريرة، وأنس وابن عمر ونظرائهم. وكانوا يعدون أمير المؤمنين عليه السلام من جملتهم ويجعلونه كواحد من الناس، وكان خير من يستندون إليه بعده ابن مسعود وابن عباس ممن ليس على قوله كثير تعويل ولا له إلى لباب الحق سبيل، وكان هؤلاء الكبراء ربما يتقولون من تلقاء أنفسهم غير خائفين من مآله وربما يستندونه إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن الآخذين عنهم من لم يكن له معرفة بحقيقة أحوالهم لما تقرر عنهم أن الصحابة كلهم عدول ولم يكن لأحد منهم عن الحق عدول، ولم يعلموا أن أكثرهم كانوا يبطنون النفاق ويجترون على الله ويفترون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في عزة وشقاق، هكذا كان حال الناس قرنا بعد قرن فكان لهم في كل قرن رؤساء ضلالة، عنهم يأخذون وإليهم يرجعون، هم بآرائهم يجيبون وإلى كبرائهم يستندون وربما يروون عن بعض أئمة الحق في جملة ما يروون عن رجالهم ولكن يحسبونه من أمثالهم. فتبا لهم ولأدب الرواية، إذ ما رعوها حق الرعاية، نعوذ بالله من قوم حذفوا محكمات الكتاب ونسوا الله رب الأرباب راموا غير باب الله أبوابا، واتخذوا من دون الله أربابا، وفيهم أهل بيت نبيهم وهم أزمة الحق وألسنة الصدق وشجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي وعيبة العلم ومنار الهدى والحجج على أهل الدنيا وخزائن اسرار الوحي والتنزيل، ومعادن جواهر العلم والتأويل، الأمناء على الحقائق، والخلفاء على الخلائق، أولوا الأمر الذين أمروا بطاعتهم وأهل الذكر الذين أمروا بمسألتهم وأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، والراسخون في العلم الذين عندهم علم القرآن كله تأويلا وتفسيرا ومع ذلك كله يحسبون أنهم مهتدون إنا لله وإنا إليه راجعون([172]).
     وقال :  كلمة فيها اشارة إلى نفاق طائفة من الصحابة في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم وارتدادهم بعده. لا شك في انه كان في زمان النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أصحابه طائفة يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام. ومما يدل على ذلك دلالة واضحة ما ثبت ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أخذ البيعة لأمير المؤمنين عليه السلام من الناس يوم الغدير وأمرهم بالتسليم عليه بامرة المؤمنين فسلموا عليه طوعا وكرها وبخبخوا غيظاً وحنقاً استولت عليهم نائرة الحسد والبغضاء، وأبطنوا الإنكار والإباء، حتى قصد جماعة منهم قتل النبي صلى الله عليه وآله وسلم واحتالوا لذلك حيلاً فلم يظفروا به... فعند ذلك تعاقدوا صرف الأمر عن أهل بيته بعده وكتبوا لذلك كتاباً وتعاهدوا عليه وكانت بواكنهم مشحونة بعداوته وعداوة أهل بيته... ثم لما مرض النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمرهم بخروجهم مع جيش اسامة تخلفوا عنه طمعاً في الإمارة وكانوا يخفون تخلفهم ويتعرفون الخبر من عائشة، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلما لا يقدر على الخروج إلى الصلاة في مرضه أمر أمير المؤمنين عليه السلام أن يصلي بالناس فكان يصلي بهم([173]).
     وقال :  اما اختلاف أصحاب نبيّنا صلّى اللّه عليه وآله وسلّم في أمر الخلافة من بعده فلا دلالة فيه على عدم وقوع النصّ منه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، بل إنّما كان ذلك لغلبة حبّ الرئاسة والحسد على بعضهم، فاحتالوا لذلك حيلا وخدائع فلبّسوا الأمر على أكثر الناس من بعد وقوع النصّ الصريح مرّة بعد أخرى، وسماعهم ذلك كرّة بعد أولى، فجحدوا ما علموه، وبدّلوا ما سمعوه، وأنكروا ما ثبت في أعناقهم من حقّ أمير المؤمنين عليه السّلام وادّعوا التأمّر على الناس، وتسمّوا زورا وبهتانا بخلفاء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بغير قدم راسخ في علم ولا سبق في فضل، بل بالحيل والخدائع والممالات من أرباب الدخول والأحقاد، الّذين قالوا : آمنّا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم، ومن الشواهد على ذلك عقدهم للبيعة في السقيفة، وما أدراك ما السقيفة أعرضوا عن تغسيل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وتكفينه ودفنه والفجيعة به، واشتغلوا بتهيئة أسباب الإمارة، وتهييج ذوي الأحقاد على أمير المؤمنين عليه السّلام، الّذين إنّما أسلموا خوفا من سيفه بعد أن قتل آباءهم وأبناءهم بيده في مواقف النزال إلى غير ذلك من الأمور المنكرة الشنيعة الفاضحة([174]).
     وقال :  بلى قد شاب قرنهم في الشرك والآثام، وابيض قودهم في عبادة الاصنام توسّلوا إلى ما ادعوا بالخدايع والحيل والممالات من ارباب الدخل والدغل من الذين مردت على النفاق غيوبهم وقالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم، ثم تنازعوا وتخالفوا وارتفعت أصواتهم، وقال : بعضهم لبعض منا أمير ومنكم أمير، وارعدوا وابرقوا وسلوا سيوفهم. ثم بعد ذلك كله سمّوه إجماعا وكان أمير المؤمنين عليه السلام مشغولا بتجهيز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما فرغ إلا من بعدما أحكموا الأمر لأنفسهم، ثم أظهروا من نفوسهم ما كان كامنا فيها من عداوة ذوي القربى للذين كانت مودّتهم اجر الرسالة، فلم يستطيعوا أن يخفوا العداوة في صدورهم فكانت تبدو منهم في أحيان ورودهم وصدورهم، فأولى لهم ثم أولى لهم([175]).
     وقال :  كلمة فيها اشارة الى ارتداد أكثر هذه الأمة بعد نبيها والسبب في ذلك. لما اختار الله عز وجل للوصاية والخلافة والامارة من اختار وأخذت له البيعة في يوم الغدير ممن شهد من الأقطار، غلب على أراذل العرب حب الرياسة والهواء واشتعل في قلوبهم نائرة الحسد والبغضاء، فعادوا إلى الخلاف الأول فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون، فصاروا أصنافا. صنفا من أهل التدليس والتلبيس من جنود ابليس، وهم الذين شيدوا أركان هذه الضلالة. وصنفا من أهل العمى والتقليد قد شبّه لهم الأمر فدخلوا فيه على غير بصيرة تعصبا لمن تولى وكفر، وتقليدا لشياطين البشر، ممن كان في الجاهلية لا يفرق بين الله وبين الخشب والحجر، فكيف بين عليّ وأبي بكر وعمر، وكان معهم تلك العقول السقيمة، فلا غرو عن أن يعدلوا عن الطريقة القويمة. وصنفا اتبعوهم خوفا وتقية فارتد أكثر الناس بسبب ارتداد الصحابة عن الدين، وخرجوا عن زمرة المسلمين كسنة الله في ساير امم النبيين... فلما رأى الناس أمثال ذلك منهم دخلوا تحت سلطنتهم الجايرة الجابرة كما كان الناس يدخلون تحت سلطان الملوك الجبابرة، وما بقي إلا شرذمة قليلون وكانوا خائفين متقين... ثم أخذوا في تغيير احكام الشرع واحداث البدع فيها، فمنها ما غيّروه لجهلهم بها، ومنها ما بدّلوه ليوافق أغراضهم ومنها ما أحدثوه لحبّهم البدع، وقد أشار أمير المؤمنين عليه السلام إلى بعض منكراتهم في دعاء صنمي قريش... جعل الخلافة بعده شورى بين ستة شهد لهم بأنهم من أهل الجنة وأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم مات وهو عنهم راض ثم أمر بضرب أعناقهم جميعا إن لم يبايعوا واحدا منهم، ثم بعد ذلك بدا بين أنفسهم العداوة والبغضاء على حطام الدنيا حتى آل الأمر إلى أن استحل بعضهم دماء بعض وقتل بعضهم على أيدي بعض... ثم بعدما تقرر الأمر تشبّثوا في فضائل أئمتهم بما لا يدل اكثره على فضيلة مع روايتهم فيهم كل رذيلة، وبما يلوح من فحاويه مخايل الاختلاق، ويفوح من مطاويه رايحة الوضع والنفاق، ثم بعد التتبع يظهر أن ما هو من أمثاله إنما وضع في زمن بني امية طمعا في الانتفاع بجاه أحدهم وماله([176]).
     وقال :  إن القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بل منه ما هو خلاف ما أنزل، ومنه ما هو مغير محرف، وأنه قد حذف منه أشياء كثيرة منها اسم علي في كثير من المواضع، ومنها غير ذلك، وأنه ليس -أيضاً- على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ([177]). وقال : كما أن الدواعي كانت متوافرة على نقل القرآن وحراسته من المؤمنين، كذلك كانت متوافرة على تغييره من المنافقين المبدلين للوصية المغيرين للخلافة؛ لتضمنه ما يضاد رأيهم وهواهم، والتغيير فيه إن وقع فإنما وقع قبل انتشاره في البلدان واستقراره على ما هو عليه الآن([178]).
     محمد طاهر القمي (ت : 1098 هـ) : ان الشيعة يلعنون الخلفاء الثلاثة([179]).
     وقال : انا كما علمنا بالنقل المشهور مذهب الصادق عليه السلام في أحكام العبادات، هكذا علمنا أن مذهبه بغض الخلفاء الثلاثة وعداوتهم. وقد ظهر بغض أهل البيت عليهم السلام وعداوتهم للخلفاء ظهور شمس الضحى([180]).
     المجلسي (ت : 1111 هـ) : أكثر الصحابة من المنافقين والمعاندين([181]).
     وقال :  وقد ذكر سيد الساجدين عليه السلام في الدعاء الرابع من الصحيفة الكاملة في فضل الصحابة والتابعين ما يغني اشتهاره عن إيراده، وينبغي أن تعلم أن هذه الفضائل إنما هي لمن كان مؤمنا منهم لا للمنافقين، كغاصبي الخلافة وأضرابهم وأتباعهم، ولمن ثبت منهم على الايمان واتباع الأئمة الراشدين، لا للناكثين الذين ارتدوا عن الدين([182]).
     وقال :  وذهبت الإمامية إلى أنهم - أي الصحابة - كساير الناس من أن فيهم المنافق والفاسق والضال، بل كان أكثرهم كذلك([183]).
     وقال :  في شرح دعاء صنمي قريش : وقوله : (وعقبة ارتقوها) إشارة إلى أصحاب العقبة وهم أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وأبو سفيان ومعاوية ابنه وعتبة بن أبي سفيان وأبو الأعور السلمي والمغيرة بن شعبة وسعد بن أبي وقاص وأبو قتادة وعمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري اجتمعوا في غزوة تبوك على كؤد لا يمكن أن يجتاز عليها إلا فرد رجل أو فرد جمل، وكان تحتها هوة مقدار ألف رمح من تعدى عن المجرى هلك من وقوعه فيها، وتلك الغزوة كانت في أيام الصيف. والعسكر تقطع المسافة ليلا فرارا من الحر فلما وصلوا إلى تلك العقبة أخذوا دبابا كانوا هيؤها من جلد حمار، ووضعوا فيها حصى وطرحوها بين يدي ناقة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لينفروها به فتلقيه في تلك الهوة فيهلك صلى الله عليه وآله وسلم . فنزل جبرئيل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الآية : يَحْلِفُونَ بِاللّهِ مَا قَالُواْ وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ... [التوبة : 74] الآية وأخبره بمكيدة القوم، فأظهر الله تعالى برقا مستطيلا دائما حتى نظر النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى القوم وعرفهم وإلى هذه الدباب التي ذكرناها أشار عليه السلام بقوله : (ودباب دحرجوها) وسبب فعلهم هذا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم كثرة نصه على علي عليه السلام بالولاية والإمامة والخلافة([184])
     وقال :  واعلم أن عمدة ترك النهي عن المنكر في هذه الأمة ما صدر عنهم بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في مداهنة خلفاء الجور، وعدم اتباع أئمة الحق عليهم فتسلط عليهم خلفاء الجور من التيمي والعدوي وبني أمية وبني العباس، وسائر الملوك الجائرين، فكانوا يدعون ويتضرعون فلا يستجاب لهم، وربما يخص الخبر بذلك لقوله : ولم يتبعوا الأخيار من أهل بيتي " والتعميم أولى([185]).
     وقال :  اعلم، أنّ طائفة من أهل الخلاف لمّا رأوا أنّ إنكار أهل البيت عليه السلام على أئمّتهم ومشايخهم حجّة قاطعة على بطلانهم، ولم يقدروا على القدح في أهل البيت صلوات اللّه عليهم وردّ أخبارهم لما تواتر بينهم من فضائلهم وما نزل في الكتاب الكريم من تفضيلهم ومدحهم، حتى صار وجوب مودّتهم وفرض ولايتهم من الضروريّات في دين الإسلام اضطرّوا إلى القول بأنّهم عليه السلام لم يقدحوا في الخلفاء ولم يذكروهم إلّا بحسن الثناء([186]).
     وقال :  تأخذ الشيعة أخبار دينهم عمّن تعلّق بالعروة الوثقى الّتي هي متابعة أهل بيت النبوّة الذين شهد اللّه لهم بالتطهير، ونصّ عليهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بأنّهم سفينة النجاة، ولا يأخذون شطر دينهم عن امرأة ناقصة العقل والدين مبغضة لأمير المؤمنين عليه السلام، وشطره الآخر عن أبي هريرة الدوسي الكذّاب المدنيّ، وأنس بن مالك الذي فضحه اللّه بكتمان الحقّ وضربه ببياض لا تغطّيه العمامة ومعاوية، وعمرو بن العاص، وزياد المعروفين عند الفريقين بخبث المولد وبغض من أخبر النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم الأمين بأنّ بغضه آية النفاق.. وأضراب هؤلاء، لكنّ التعصّب أسدل أغطية الغيّ والضلال على أبصارهم إلى يوم النشور، ومَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ([187]).
     وقال :  إن عثمان حذف من هذا القرآن ثلاثة أشياء : مناقب أمير المؤمنين علي وأهل بيته، وذم قريش والخلفاء الثلاثة، مثل آية : (يا ليتني لم اتخذ أبا بكر خليلاً)([188]).
     وقال :  لعل آية التطهير -أيضاً- وضعوها - أي الصحابة - في موضع زعموا أنها تناسبه، أو أدخلوها في سياق مخاطبة الزوجات لبعض مصالحهم الدنيوية([189]).
     الجزائري (ت : 1112 هـ) : إنه قد استفاض في الأخبار أن القرآن كما أنزل لم يؤلفه إلا أمير المؤمنين بوصية النبي ص، فبقي بعد موته ستة أشهر مشتغلاً بجمعه، فلما جمعه كما أنزل أتى به إلى المتخلفين بعد رسول الله ص، فقال لهم : هذا كتاب الله كما أنزل، فقال عمر بن الخطاب : لا حاجة بنا إليك ولا إلى قرآنك، عندنا قرآن كتبه عثمان. فقال لهم علي : لن تروه بعد هذا اليوم، ولا يراه أحد حتى يظهر ولدي المهدي. وفي ذلك القرآن زيادات كثيرة، وهو خال من التحريف([190]).
     وقال :  الإمامية قالوا بالنص الجلي على إمامة علي وكفروا الصحابة ووقعوا فيهم ([191]).
     وقال :  أغلب الصحابة كانوا على النفاق لكن كانت نار نفاقهم كامنة في زمنه - أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم - فلما إنتقل إلى جوار ربه برزت نار نفاقهم لوصيّه ورجعوا القهقرى، ولذا قال عليه السلام : إرتد الناس كلهم بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا أربعة([192]).
     وقال :  ولا تعجب من كثرة الأخبار الموضوعة، فإنهم بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد غيروا وبدلوا في الدين ما هو أعظم من هذا كتغييرهم القرآن وتحريف كلماته وحذف ما فيه من مدائح آل الرسول والأئمة الطاهرين وفضائح المنافقين وإظهار مساويهم([193]).
     يوسف البحراني (ت : 1186 هـ) : غير خفي على ذوي العقول من أهل الإيمان وطالبي الحق من ذوي الأذهان ما بلى به هذ الدين من أولئك المردة المعاندين بعد موت سيد المرسلين، وغصب الخلافة من وصية أمير المؤمنين ([194]).
     وقال :  أصحاب الصدر الأول أصحاب ردة، وأنهم لم ينج منهم إلا القليل، ثم رجع بعض الناس بعد ذلك شيئاً فشيئاً ([195]).
     وقال :  في رده على من استشهد بحديث إغتساله صلى الله عليه وآله وسلم مع عائشة من إناء واحد، وانه صلى الله عليه وآله وسلم كان يشرب من المواضع التي تشرب منها عائشة وبعده، وكذلك لم يجتنب علي عليه السلام سؤر أحد من الصحابة مع مباينتهم. قال : لا ريب أيضا أن الولاية إنما نزلت في آخر عمره صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم والمخالفة فيها المستلزمة لكفر المخالف إنما وقع بعد موته صلى الله عليه وآله وسلم فلا يتوجه الإيراد بحديث عائشة والغسل معها في إناء واحد ومساورتها كما لا يخفى، وذلك لأنها في حياته صلى الله عليه وآله وسلم على ظاهر الايمان وإن ارتدت بعد موته كما ارتد ذلك الجم الغفير المجزوم بايمانهم في حياته صلى الله عليه وآله وسلم ومع تسليم كونها في حياته من المنافقين فالفرق ظاهر بين حالي وجوده صلى الله عليه وآله وسلم وموته حيث إن جملة المنافقين كانوا في وقت حياته على ظاهر الاسلام منقادين لأوامره ونواهيه ولم يحدث منهم ما يوجب الارتداد، وأما بعد موته فحيث أبدوا تلك الضغائن البدرية وأظهروا الأحقاد الجاهلية ونقضوا تلك البيعة الغديرية التي هي في ضرورتها من الشمس المضيئة فقد كشفوا ما كان مستورا من الداء الدفين وارتدوا جهارا غير منكرين ولا مستخفين كما استفاضت به أخبار الأئمة الطاهرين عليهم السلام فشتان ما بين الحالتين وما أبعد ما بين الوقتين، فأي عاقل بزعم أن أولئك الكفرة اللئام قد بقوا على ظاهر الاسلام حتى يستدل بهم في هذا المقام([196]).
     سليمان الماحوزي (ت : 1121 هـ) : في شرحه لقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام : يا علي إذا كان ذلك منهم فسل سيفك وضعه على عاتقك. كناية عما وقع بعد بيعته عليه السلام بعد قتل عثمان، من انبثاق بثوق البدع، ونجوم نجم الفتن من الناكثين لبيعته، وهم : طلحة والزبير وعائشة وأهل البصرة، والقاسطين وهم أصحاب معاوية وأهل الشام، والمارقين وهم الخوارج لعنهم الله أجمعين، فإنه عليه السلام قد ابلي العذر في قتالهم كما قال صلى الله عليه وآله وسلم ([197]). وقال في موضع آخر : وسيأتي تفصيل الأحوال التي جرت يوم السقيفة، وتفصيل الدلالات القاطعة على الاكراه، وشدة التقية ووفور الأعداء، وارتداد أكثر الصحابة، وتخاذلهم، وقلة الناصر منهم، فترقبه. ومما يشهد بأن تركه عليه السلام لمنازعة المتلصصين والطواغيت الثلاثة وعدم محاربتهم لهم ليس الا لعدم المكنة، وان امساك يده كان مصلحة للدين واحتياطا للمسلمين، ما روي عنه عليه السلام أنه قال : اني أغضيت وصبرت اقتداء بالأنبياء([198]). وقال في موضع آخر : إذا كان تركه الانكار والمحاربة في ولاية اللصوص الثلاثة المتقدمين ومحاربته لأهل البصرة وصفين والنهروان عهدا معهودا من النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما علمته، ووصية سابقة منه سلام الله عليه وآله([199]).
     المشهدي (ت : 1125 هـ) : في قوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ * يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * [البقرة 8 -10] هـ) : يحتمل أن يكون المراد منه الخلفاء الثلاثة مع شيعتهم([200]).
     أبو الحسن العاملي (ت : 1138 هـ) : اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه -بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها- أن القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شيء من التغيرات، وأسقط الذين جمعوه - أي الصحابة - بعده كثيراً من الكلمات والآيات، وأن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله تعالى ما جمعه علي وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن، وهكذا إلى أن انتهى إلى القائم، وهو اليوم عنده صلوات الله عليه([201]). وقال : عندي من وضوح صحة هذا القول - أي تحريف القرآن من قبل الصحابة - بعد تتبع الأخبار وتفحص الآثار بحيث يمكن الحكم بكونه من ضروريات مذهب التشيع، وأنه من أكبر مفاسد غصب الخلافة، فتدبر([202]).
     وقال :  في رده على بعض علماء الشيعة الذين قالوا بطهارة المخالفين : أن من العجب الذي يضحك الثكلى والبين البطلان الذي أظهر من كل شئ وأجلى أن يحكم بنجاسة من أنكر ضروريا من سائر ضروريات الدين وإن لم يعلم أن ذلك منه عن اعتقاد ويقين ولا يحكم بنجاسة من يسب أمير المؤمنين عليه السلام وأخرجه قهرا مقادا يساق بين جملة العالمين وأدار الحطب على بيته ليحرقه عليه وعلى من فيه وضرب الزهراء عليها السلام حتى أسقطها جنينها ولطمها حتى خرت لوجهها وجبينها وخرجت لوعتها وحنينها مضافا إلى غصب الخلافة الذي هو أصل هذه المصائب وبيت هذه الفجائع والنوائب، ما هذا إلا سهو زائد من هذا النحرير وغفلة واضحة عن هذا التحرير، فيا سبحان الله كأنه لم يراجع الأخبار الواردة في المقام الدالة على ارتدادهم عن الاسلام واستحقاقهم القتل منه عليه السلام لولا الوحدة وعدم المساعد من أولئك الأنام، وهل يجوز يا ذوي العقول والأحلام أن يستوجبوا القتل وهم طاهرو الأجسام؟ ثم أي دليل دل على نجاسة ابن زياد ويزيد وكل من تابعهم في ذلك الفعل الشنيع الشديد؟ وأي دليل دل على نجاسة بني أمية الأرجاس وكل من حذا حذوهم من كفرة بني العباس الذين قد أبادوا الذرية العلوية وجرعوهم كؤوس الغصص والمنية؟ وأي حديث صرح بنجاستهم حتى يصرح بنجاسة أئمتهم، وأي ناظر وسامع خفي عليه ما بلغ بهم من أئمة الضلال حتى لا يصار إليه إلا مع الدلالة؟ ولعله (قدس سره) أيضا يمنع من نجاسة يزيد وأمثاله من خنازير بني أمية وكلاب بني العباس لعدم الدليل على كون التقية هي المانعة من اجتناب أولئك الأرجاس([203]).
     وقال :  في تعليقه على رواية عن الصادق عليه السلام أنه قال أما بلغكم أن رجلا صلى عليه على عليه السلام فكبر عليه خمسا حتى صلى عليه خمس صلوات يكبر في كل صلاة خمس تكبيرات؟ قال ثم قال إنه بدري عقبي أحدي وكان من النقباء الذين اختارهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الاثني عشر نقيبا وكانت له خمس مناقب فصلى عليه لكل منقبة صلاة. قال يوسف البحراني : لعل المنقبة الخامسة هو اخلاص الرجل في التشيع والولاء لأمير المؤمنين وأهل بيته عليه السلام وإنه كان من السابقين الذين رجعوا إليه بعد ارتداد الناس([204]).
     وقال :  أما عن حديث السؤر وحكاية عايشة فبان الولاية التي هي معيار الكفر والايمان إنما نزلت في آخر عمره صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم والمخالفة فيها المستلزمة لكفر المخالف إنما وقعت بعد موته فلا يتوجه الايراد بحديث عايشة والغسل معها من إناء واحد ومساورتها كما لا يخفى وذلك لأنها في حياته على ظاهر الايمان وإن ارتدت بعد موته كما ارتد ذلك الجم الغفير المجزوم بايمانهم في حياته صلى الله عليه وآله وسلم ([205]).
     وقال :  قول علي بن الحسين عليهما السلام إن أبا سعيد الخدري كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان مستقيما فنزع ثلاثة أيام فغسله أهله ثم حمل إلى مصلاه فمات فيه " وعن ليث المرادي عن الصادق عليه السلام قال : " إن أبا سعيد الخدري قد رزقه الله تعالى هذا الرأي وأنه اشتد نزعه فقال احملوني إلى مصلاي فحملوه فلم يلبث أن هلك " أقول : المراد بقوله " مستقيما " في سابق هذا الخبر هو ما أشير إليه في هذا الخبر من أن الله تعالى رزقه هذا الرأي وهو القول بإمامة أمير المؤمنين عليه السلام وأنه لم يكن مع الصحابة الذين ارتدوا على أدبارهم ([206]).
     محمد جواد العاملي (ت : 1226 هـ) : وليعلم أن الذي يظهر من السير والتواريخ أن كثيرا من الصحابة في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعده وأصحاب الجمل وصفين بل كافة أهل الشام وأكثر أهل المدينة ومكة كانوا في أشد العداوة لأمير المؤمنين وذريته عليه السلام مع أن مخالطتهم ومشاورتهم لم تكن منكرة عند الشيعة أصلا ولو سرا ولعلهم لاندراجهم فيمن أنكر الإجماع أو مصلحة. ولعل الأصح أن ذلك لمكان شدة الحاجة لمخالطتهم ووفور التقية. وقد حررنا ذلك في باب المكاسب. والحاصل أن طهارتهم مقرونة إما بالتقية أو الحاجة وحيث ينتفيان فهم كافرون قطعا([207]).
     جعفر كاشف الغطاء (ت : 1228 هـ) : يظهر من تتبع أحوال المهاجرين والأنصار حين فقدوا النبي المختار صلى الله عليه وآله وسلم كل يدعي انه بالإمامة أولي وان قدره من قدر غيره أعلى حتى حصلت الفضيحة الكبرى وظهر حرص القوم على الدنيا واعراضهم عن الأخرى. فهذا علي عليه السلام كان في زمن المشايخ جالسا في داره مشغولا بعبادة ربه لا يولى على جانب وخالد بن الوليد واضرابه أقدم منه وبقى على هذه الحالة إلى قيام الثالث الذي قتله المهاجرون والأنصار ومعظمهم من أصحاب علي ليت شعري كيف يرضى العاقل بوثوق علي بايمان عثمان ويقتل بمرئ منه ومسمع والعجب انهم يستندون في رضا علي بخلافة القوم بسكوته مع أنه سيف الله ولا يستدلون بسكوته عن قتل عثمان على رضاه به سبحان الله كيف يخفى على العاقل رضاه وقد كان القاتل له بيد أخص خواصه محمد ابن أبي بكر([208]).
     عبدالله شبر (ت : 1242 هـ) : والسبب في إرتداد أكثر هذه الأمة بعد نبيها أنه لما إختار الله تعالى للوصاية والخلافة والإمارة من إختار، وأخذت له البيعة في الغدير ممن شهد من الأقطار، غلب على أرزال العرب حب الرئاسة والهوى، واستعلت في قلوبهم نار الحسد والبغضاء فعادوا إلى الخلاف الأول فنبذوه وراء ظهرهم واشتروا به ثمناً قليلا فبئس ما يشترون. فصاروا صنفين صنفاً كم أهل التدليس والتلبيس من جنود إبليس، وصنفاً من أهل العمى والتقليد قد شبه لهم الأمر فدخلوا فيه على غير بصيرة، تعصباً لمن تولى وكفر وتقليداً لشياطين البشر ككن كان في الجاهلية، لا يعرف بين الله وبين الخشب والحجر، فكيف بين علي وبين أبي بكر وعمر، وكان معهم تلك العقول السقيمة فر عرو أن يعدلوا عن الطريقة القويمة، وصنفاً تبعوهم خوفاً وتقية، فإرتد أكثر الناس بسبب إرتداد الصحابة عن الدين، وخرجوا عن زمرة المسلمين ([209]).
     محمد حسن النجفي (ت : 1266 هـ) : كان في عسكر علي عليه السلام يوم الجمل مثل من قتل الزبير وهو نائم تحت شجرة وقتل محمد بن طلحة ولم يكن يقاتل بل قيل نهى علي عليه السلام عن قتله وغيره ممن لا يعرف هذه الحدود، ويخطر في البال أن عليا عليه السلام كان يجوز له قتل الجميع إلا خواص شيعته، لأن الناس جميعا قد ارتدوا بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم السقيفة إلا أربعة سلمان وأبا ذر والمقداد وعمار، ثم رجع بعد ذلك أشخاص، والباقون استمروا على كفرهم حتى مضت مدة أبي بكر وعمر وعثمان، فاستولى الكفر عليهم أجمع حتى آل الأمر إليه عليه السلام، ولم يكن له طريق إلى إقامة الحق فيهم إلا بضرب بعضهم بعضا، وأيهم قتل كان في محله إلا خواص الشيعة الذين لم يتمكن من إقامة الحق بهم خاصة([210]).
     مرتضى الأنصاري (ت : 1281 هـ) : أن كثيرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم والكائنين في زمن الأمير عليه السلام، وأصحاب الجمل، وصفين، بل كافة أهل الشام، بل وكثير من أهل الحرمين كانوا في أشد العدواة لأهل البيت عليه السلام([211]).
      حامد النقوي (ت : 1306 هـ) : وجوه اثبات كذب وفسق كثير من الصحابة والصحابيات كثيرة لا تحصى ([212]).
     النوري الطبرسي (ت : 1320 هـ) : هذا كتاب لطيف وسفر شريف عملته في إثبات تحريف القرآن وفضائح أهل الجور والعدوان - أي الصحابة - وسميته : (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب)([213]).
     علي بن موسى التبريزي (ت : 1330 هـ) : ورد في الاخبار أنه عليه السلام جمع القرآن بعد وفاة النبي وأتاه إلى القوم فلم يقبلوه، فبقي مكنونا مخزونا حتى يظهره القائم عليه السلام([214]).
     عدنان البحراني (ت : 1341 هـ) : إن الأخبار من طريق أهل البيت كثيرة -إن لم تكن متواترة- على أن القرآن الذي بأيدينا ليس هو القرآن بتمامه كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله، ومنه ما هو محرف ومغير، وأنه قد حُذف - من قبل الصحابة - منه أشياء كثيرة منها اسم علي في كثير من المواضع، ومنها لفظة (آل محمد)، ومنها أسماء المنافقين، ومنها غير ذلك، وأنه ليس على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ([215]).
     شرف الدين الموسوي (ت : 1377 هـ) : والقرآن الكريم يثبت كثرة المنافقين على عهد النبي، وإخواننا يوافقوننا على ذلك، لكنهم يقولون : إن الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأجمعهم عدول، حتى كأن وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين ظهرانيهم كان موجبا لنفاق المنافقين منهم، فلما لحق بالرفيق الأعلى، وانقطع الوحي، حسن إسلام المنافقين، وتم إيمانهم، فإذا هم أجمعون أكتعون أبصعون ثقات عدول مجتهدون، لا يسألون عما يفعلون وإن خالفوا النصوص ونقضوا محكماتها([216]).
     شرف الدين الموسوي (ت : 1377 هـ) : الصحبة بمجردها وإن كانت عندنا فضيلة جليلة، لكنها - بما هي ومن حيث هي - غير عاصمة، فالصحابة كغيرهم من الرجال فيهم العدول، وهم عظماؤهم وعلماؤهم، وأولياء هؤلاء وفيهم البغاة، وفيهم أهل الجرائم من المنافقين، وفيهم مجهول الحال، فنحن نحتج بعدولهم ونتولاهم في الدنيا والآخرة، أما البغاة على الوصي، وأخي النبي، وسائر أهل الجرائم والعظائم كابن هند، وابن النابغة، وابن الزرقاء (مروان بن الحكم) وابن عقبة، وابن أرطاة، وأمثالهم فلا كرامة لهم، ولا وزن لحديثهم([217]).
     المامقاني (ت : 1351 هـ) : إن من المعلوم بالضرورة بنص الآيات الكريمة وجهود الفساق والمنافقين في الصحابة بل كثرتهم فيهم وعروض الفسق بل الارتداد لجمع منهم في حياته ولآخرين بعد وفاته([218]).
     المظفر (ت : 1381 هـ) : مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولابد أن يكون المسلمون (- كلهم؟ - لا أدري الآن) قد انقلبوا على أعقابهم([219]). وقال : تواطؤ القوم على عدم التقيد بالنص على علي. وهم إذا كانوا في حياته لا يطيعون أمره في هذا السبيل فكيف إذن بعد وفاته. فلم يجد - أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم - بعد هذا خيرا من أن يكتب لهم كتابا فاصلا لا يضلون بعده أبدا([220]).
     النمازي الشاهرودي (ت : 1405 هـ) : وحيث أنه يجري في هذه الأمة كلما جرى في الأمم السالفة ارتد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا ثلاثة : سلمان والمقداد وأبو ذر، ثم عرف الناس بعد يسير ([221]).
     سلطان محمد بن حيدر الخرساني (ت : 1400 هـ) : اعلم أنه قد استفاضت الأخبار عن الأئمة الأطهار بوقوع الزيادة والنقيصة والتحريف والتغيير فيه، بحيث لا يكاد يقع شك في صدور بعضها منهم... كما كانت الدواعي متوافرة في حفظه، كذلك كانت متوافرة من المنافقين - أي الصحابة - في تغييره([222]).
     الخميني (ت : 1410 هـ) : إنني أدعي وبجرأة بأن الشعب الإيراني بجماهيره المليونية في عصرنا الحاضر أفضل من شعب الحجاز الذي عاصر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .. فمسلمو الحجاز لم يطيعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتخلفوا عن جبهات الحرب بذرائع مختلفة حتى وبخهم الله تعالى بآيات من سورة التوبة وتوعدهم بالعذاب... وكم رموا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالأكاذيب حتى أنه لعنهم من على المنبر([223]).
     وقال :  ما اشتهر من حضور أبي محمد الحسن عليه السلام في بعض الغزوات، ودخول بعض خواص أمير المؤمنين عليه السلام من الصحابة - كعمار - في أمرهم. وفيه : - مضافا إلى عدم ثبوت حضور أبي محمد عليه السلام في تلك الغزوات - أن ذلك لا يدل على رضاهم، ولعلهم كانوا في ذلك مجبورين ملزمين، ومعلوم أنه لم يمكن لهم التخلف عن أمر المتصدين للخلافة([224]).
     وقال :  ويمكن أن يقال : إن أصل الإمامة كان في الصدر الأول من ضروريات الاسلام، والطبقة الأولى المنكرين لإمامة المولى أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه ولنص رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على خلافته ووزارته كانوا منكرين للضروري من غير شبهة مقبولة من نوعهم، سيما أصحاب الحل والعقد.، وسيأتي الكلام فيهم. ثم وقعت الشبهة للطبقات المتأخرة لشدة وثوقهم بالطبقة الأولى، وعدم احتمال تخلفهم عمدا عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونصه على المولى سلام الله عليه، وعدم انقداح احتمال السهو والنسيان من هذا الجم الغفير، ولعل ما ذكرناه هو سر ما ورد من ارتداد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا أربعة أو أقل أو أكثر، والظاهر عدم إرادة ارتداد جميع الناس سواء كانوا حاضرين في بلد الوحي أو لا، ويحتمل أن يكون المراد من ارتداد الناس نكث عهد الولاية ولو ظاهرا وتقية لا الارتداد عن الاسلام، وهو أقرب([225]).
     وقال :  لو فرضنا أن القرآن قد نصَّ على اسم الإمام فكيف يرتفع الخلاف؟! فإن أولئك الذين تمسّكوا بدين النبي سنيناً طمعاً وحبّاً في الرئاسة، ولم يكونوا مستعدّين للتراجع حتى مع نصّ القرآن وهم يتوسّلون بأيَّة وسيلة لينَفّذوا ما يريدون، بل لعلّ الخلاف بين المسلمين يؤدّي - حينئذٍ - بحيث ينهدم أصل أساس الإسلام لأنه كان من الممكن إذا رأى طلاّب الرئاسة أن وصولهم إلى غَرَضهم لم يعدْ ممكناً من خلال الإسلام فسوف يشكلون حزباً ضد الإسلام، ويثور المسلمون حينئذٍ، ولم يكن ليسكت علي بن أبي طالب وباقي المؤمنين. وبملاحظة أن الإسلام لا زال فتيّاً فإن مثل هذا الخلاف العظيم في الإسلام سيقضي على أصله إلى الأبد وسيفنى حتى ذلك الإسلام الجزئي. إذن التصريح باسم علي بن أبي طالب مخالف لمصلحة أصل الإمامة القاضية بأن لا يؤدي شيء إلى خلاف مصلحة الدين.كان من الممكن إذا نص القرآن على الإمام أن يعمد أولئك الذين لا يربطهم بالإسلام والقرآن إلا الدنيا والرئاسة ويريدون أن يصلوا من خلال القرآن إلى تحقيق نواياهم السيئة، يعمدوا إلى حذف تلك الآيات من القرآن وتحريف الكتاب السماوي وإلى الأبد ويبقى هذا العار على المسلمين إلى يوم القيامة ويصيب المسلمين ما أصاب كتاب اليهود وكتاب النصارى. ولو فرضنا أنه لن يحصل أيّ من هذه الأمور فأيضاً لن يرتفع الخلاف، لأنه كان من الممكن أن ينسب أولئك الذين شكّلوا حزباً في طلب الرئاسة، والذين لن يتراجعوا حديثاً إلى رسول الإسلام أنه قال قبل وفاته : أمركم شورى بينكم، وأن الله خَلَعَ علي بن أبي طالب من هذا المنصب ([226]).
     وقال :  لو لم يؤسس هذا الأمر - العزاء والمجالس - الذي هو من اهم الأعمال الدينية لم يكن ليبقى إلى الآن أثر للدين الحقيقي أي مذهب الشيعة ولكانت المذاهب الباطلة التي تفرعت من سقيفة بني ساعدة والتي تأسست على هدم أساس الدين قد خنقت الحق. فالله لما رأى أن مفسدي الصدر الأول قد زلزلوا بناء الدين ولم يبق إلا عدد قليل أمر الحسين بن علي بأن يتحرك([227]).
     أحمد الرحماني الهمداني (معاصر) : لا يخفى على المطلع الخبير أن روايات الحوض ونظائرها من الأخبار توعز إلى اتباع هذه الأمة سنن من كان قبلهم، وكذلك بعض الآيات القرآنية وبعض الخطب من (نهج البلاغة) كلها دالة على ارتداد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وانقلابهم على أعقابهم([228]).
     وقال : إن الناس صاروا مرتدين بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعند قبضه، وأنهم جل الصحابة... إني اشهد الله وملائكته ورسله أني لا أعلم سببا لذلك إلا إنكار أصل من أصول الدين وركن من أركانه، وهو إمامة أمير المؤمنين وسيد الموحدين عليه السلام، وخلافته عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلا فصل([229]).
     وقال : إن الدين الذي رجعوا عنه واستحقوا به الطرد والبعد عن رحمة الله تعالى يوم يقوم الناس لرب العالمين هو الإمامة والولاية لأمير المؤمنين عليه السلام، لأن الإمامة من أركان الدين، وأصول الأيمان واليقين بحيث تجب معرفتها كمعرفة رب العالمين وخاتم النبيين، والاعتقاد بها واجب على كافة المسلمين، وأن المنحرفين عنها والمنكرين لها عن الإسلام خارجون وفي جهنم داخلون([230]).
     وقال : المخالفون لولاية أمير المؤمنين عليه السلام معزولون عن الإسلام وإن أقروا بالشهادتين، وإن جمعاً من علماء الإمامية حكموا بكفر المخالفين لولاية أمير المؤمنين والأئمة المعصومين، لكن الأكثر منهم قالوا : إنهم كافرون في الباطن ونفس الأمر، ومسلمون في الظاهر امتيازاً للشهادتين وعناية وتخفيفاً للمؤمنين لمسيس الحاجة إلى معاشرتهم ومخالطتهم في الأماكن المشرفة، كالكعبة المعظمة والمدينة المنورة، وإن كانوا يوم القيامة أشد عقاباً من الكفار والمشركين([231]).
     محمد علي الأنصاري (معاصر) : من كان له أقل إلمام وتأمل في تاريخ حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم والصحابة والآيات التي نزلت في بعضهم تؤكد نفاقهم أو ايذاءهم للرسول صلى الله عليه وآله وسلم أو تخلفهم عن أوامر الله تعالى، لا يبقى له أدنى شك في أنه كان في الصحابة من لا يشك في فسقه، كيف لا وقد صرح الذكر الحكيم بتفسيقه.. إلى أن قال بأن هناك الكثير من الآيات التي نزلت حول بعض الصحابة فقلما تجد سورة لم يذكرهم الله تعالى بآية أو آيات، فهل من الإنصاف أن نترك هذه التصريحات القرآنية ونلتزم بعدالة جميع الصحابة؟ !([232]).
     علي الشهرستاني (معاصر) : إن البعض من الصحابة قد أيد موقف الأمويين تصريحا أو تلويحا وأكد على لزوم متابعة أمرائهم قولا وفعلا حتى لو خالف القرآن والسنة، لأن ذلك بزعمهم هو الدين([233]).
     محقق كتاب خاتمة المستدرك للطبرسي (معاصر) : في الكلام على كتاب الإيضاح في الرد على سائر الفرق للفضل بن شاذان الذي قال فيه : انا نظرنا فيما اختلف فيه أهل الملة من أهل القبلة من أمر دينهم، حتى كفر بعضهم بعضا، وبرئ بعضهم من بعض، وكلهم ينتحلون الحق ويدعيه، فوجدناهم في ذلك صنفين لا غير. أحدهما : المسمون بالسنة والجماعة، وأطال الكلام في أخلاق طوائفهم، مع اتفاقهم على رد الشيعة، فسموهم بالرافضة، وفي أن الله ورسوله لم يكملا لهم دينهم وفوضه إلى آراء الأصحاب، ثم دخل في ايضاح دفائن ما في قلوب الصحابة من الصحابة، كالخلفاء الثلاثة، وحسد بعضهم بعضا، من أبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وغيرهم من رؤسائهم، وذكر، أكثر مطاعنهم، وأوضح فضائحهم من رواياتهم ونوادرهم بما لا مزيد عليه([234]).
     أحمد المحمودي (معاصر) : البكرية هم أتباع أبي بكر، وهم الذين وضعوا الأحاديث في مقابلة الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عيه السلام، نحو : " لو كنت متخذا خليلا " فإنهم وضعوه في مقابلة حديث الإخاء، وحديث " سد الأبواب " فإنه كان لعلي عليه السلام فقلبته البكرية إلى أبي بكر و" إيتوني بدواة وبياض أكتب فيه لأبي بكر كتابا لا يختلف عيه اثنان ". ثم قال : يأبى الله تعالى والمسلمون الا أبا بكر " فإنهم وضعوا مقابل الحديث المروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه : " إئتوني بدواة وبياض أكتب لكم ما لا تضلون بعده أبدا "، فاختلفوا عنده، وقال قوم : منهم : لقد غلبه الوجع، حسبنا كتاب الله ونحو حديث : " أنا راض عنك فهل أنت عني راض !"([235]).
     عبد الرحيم الرباني الشيرازي (معاصر) : أن صحابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحدثوا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمورا فيها خلاف ما قال الله ورسوله، ولذا استحقوا السحق والويل([236]).
     البهبودي (معاصر) : ارتد العرب بعد ما سمعت من أن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابتزوا سلطانه من مقره، فطمعوا أن يكون لهم أيضا في ذلك نصيب، فطغوا على الخليفة أبى بكر واشتهرت طغيانهم هذا بعنوان الردة، نعم كانت ردة ولكن على من؟ على الله ورسوله؟ أو على الخليفة من بعده؟([237]).
     وقال :  القوم كانوا مفتونين بالامارة مشغوفين بحب الرئاسة عازمين على منع العترة من حقوقهم ولذلك لم ينفذوا جيش أسامة حذرا أن يلحق الرسول الأكرم بالرفيق الاعلى في غيابهم فلا يمكنهم بعد ذلك تنفيذ نياتهم أو يشق عليهم ذلك ولذلك قالوا إنما الرجل يهجر حين أمرهم باحضار الكتف والدواة ولذلك أرادوا أن يفتكوا به صلى الله عليه وآله وسلم ([238]).
     وقال :  في تعليقه على رواية الحسين بن المنذر قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله : (أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ... [آل عمران : 144]) القتل أم الموت؟ قال يعنى أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا. قال البهبودي : أعرض عن سؤاله وأجابه بما هو أهم بالنسبة إلى السائل، وهو أن كلامه تعالى : (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ [آل عمران : 144])، وإن كان تقريعا لجل المهاجرين والأنصار الذين فروا عن المشركين يوم أحد وكادوا أن ينقلبوا على أعقابهم إلى جاهليتهم الأولى، حيث زعموا أن رسول الله قد قتل لكن السورة لما كانت نازلة بعد مقفل رسول الله من أحد سالما فلا تريد الآية الكريمة الا أن تقرعهم بما في قلوبهم من الضعف والمرض وتبحث عما في نفوسهم بأنه هل الايمان نفذ في أعماق روحكم، أو أنكم تتلقونه بألسنتكم ظاهرا وتقولون في قلوبكم باطنا : هل لنا من الامر من شئ "؟ فهل أنتم بحيث إذا حدث حادث فقتل رسول الله أو مات كما مات سائر أنبياء الله المرسلين ترجعون على أعقابكم القهقرى؟ فاعلموا انه من ينقلب حين وفاة رسول الله على عقبيه وأحيا سنة الجاهلية الأولى فلن يضر الله شيئا، فان الله حافظ دينه " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر : 9] " وسيجزي الله الشاكرين لنعمة الهداية الثابتين على سيرة رسول الله وهديه. " ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين " تشير إلى أن المؤمنين وفيهم الفارون عن غزاة أحد لابد وان ينقسموا بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قسمين : قسم يشكر الله على نعمة الهداية ويثبت على دين الاسلام بحقيقته، وقسم غير شاكرين ينقلبون على أعقابهم ويحيون سنن الجاهلية " لا يرى فيهم من أمر محمد صلى الله عليه وآله وسلم الا أنهم يصلون جميعا صلاة مضيعة ". فلو لا أنهم كانوا باقين على نفاقهم الباطني وانقسامهم بعد رسول الله إلى قسمين، لم يكن لتعرض الآية إلى هذا التقسيم وجزاء القسمين معنى أبدا([239]).
     وقال :  وأما أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقد لبسوا وموهوا على المسلمين شأن هذه البيعة، وخانوا الله ورسوله في تلبيسهم هذا حيث ألزموا الطاعة على أنفسهم بالمبايعة الصورية كما كانوا يلزمون الطاعة على أنفسهم بالمبايعة مع الله والرسول : أرادوا رجلا من عرض الناس ليس على حجة من الله ولا على بينة من نبيه، ليس له أمر الجنة والنار حتى يضمن لمطيعه الجنة ويهدد عاصيه بالنار، ولا له حق الشفاعة ونفاذ الاستغفار، ليشفع لهم ويستغفر ولا هو قسيم النار ليقول يوم القيامة هذا عدوى خذيه لك وهذا وليي ذريه معي يدخل الجنة ولا... ولا... وألف ولا. أعطوه الطاعة في أمر الدين الإلهي من دون أن يكون بأعلمهم، وانقادوا له في أمر البيئة والمجتمع من دون أن يكون معصوما من الخطأ والوقيعة، وأخذوا بأعناق الناس يجرونهم إلى بيعته وليس يجب عليهم طاعته وولايته الا بعد البيعة بزعمهم. نعم بايعوه بيعة مادية كمبايعة أهل السوق فالتزموا طاعته ونصحه وضربوا الرقاب في اعلاء أمره، من دون أن يأخذوا منه في مقابله شيئا الا الوعد بتنظيم أمورهم في الدنيا الفانية، ولا يتم له الوفاء بهذا الوعد الا بعد اجتماعهم عليه ونصحهم وطاعتهم له، فأصبحت بيعتهم هذه لا هي بيعة واقعية دينية ولا بيعة سوقية صحيحة يستوفى فيها الثمن والمثمن، ولا هو استجار وقع على شرائطه حتى نعرج على انفاذه شرعا. فما الذي يوجب على المؤمنين الموحدين أن يلتزموا بهذه الصفقة الغاشمة، وهم لا يريدون الا الدين ولا يبغون لأنفسهم ثمنا الا الجنة ورضوان من الله أكبر لو كانوا يعقلون. " من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب " ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم([240]).
     لجنة الحديث في معهد باقر العلوم (ع) - قم (محمود اللطيفي، السيد علي رضا الجعفري، محمود الشريفي، محمود احمديان - معاصرون) : كل ذلك مما أوجب أن يكون فراق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثقيل على فاطمة عليها السلام مع ما أحست من ارتداد الناس وعود الجاهلية ومعالمها ونسيانهم مأثر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومأسيه وشدائده، ومن انحراف الأمة عن سياستها الإلهية التي رسمها النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبلغها عن الله تعالى إلى سياسة رجعية قومية عربية، بما أنها أول من أحس الانحراف وقامت تعارضها وتدافع عن الحق. أضف إلى كل هذه ما أصابها من أهل الجفاء والغلظة من قريش، أصحاب البذخ والكبر والحسد وما تحمل منهم من الظلم والاعتداء وأخذ حقها ونحلة أبيها ونقض حريمها([241]).
     محمد الحسيني الشاهرودي (معاصر) : ان الأخبار الواردة حول ما لاقته أم الأئمة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، من ممارسات تعسفية على أيدي الحاكمين، مثل كسر ضلعها وإسقاط جنينها المسمى بمحسن بن علي، ولطمها على خدها ومنعها من البكاء وما الى ذلك، أخبار كثيرة متظافرة متواترة إجمالا([242]).
     علي الميلاني (معاصر) : إن إحراق بيت الزهراء من الأمور المسلمة القطعية في أحاديثنا وكتبنا، وعليه إجماع علمائنا ورواتنا ومؤلفينا، ومن أنكر هذا أو شك فيه أو شكك فيه فسيخرج عن دائرة علمائنا، وسيخرج عن دائرة أبناء طائفتنا كائنا من كان([243]).
     حسين الأعلمي (معاصر) : ان سبعين رجلا من رؤوس المعاندين وأصول الكفر والنفاق منهم الأول والثاني لما عرفوا هذا الأمر من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورغبته في علي عليه السلام وا في أنفسهم وبعضهم انا إنما آمنا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم ظاهرا لجلب الرياسة ونظم أمر دنيانا والآن قد ترد الأمر على ابن عمه وقطع رجاءنا فما الحيلة ولا يسعنا طاعة علي عليه السلام فتوطئوا أو تحالفوا على دفع هذا الأمر وعلاجه ولو تقبل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى إذا دفعوا السم اليهما فدستا في اللبن واستقاه واجتمعوا في السقيفة وأوحى إليهم الشيطان وأفسدوا ما أفسدوا قال يعني الإمام محمد بن علي الباقر فذهب على الناس الا شرذمة منهم آه يعني ضاع واختفى عليهم أمر الصحيفة فلم يدروا ما في الصحيفة ولم يعرفوا أربابها فاغتروا بهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم واما الشرذمة فهؤلاء المتحالفون وبعض خواص النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين اعلمهم النبي بفعل هؤلاء وما عقدوا عليه وما يريدون وسيركبونه في تخريب الدين وافساد أمور المسلمين([244]).
     الأحمدي الميانجي (معاصر) : الذين نفروا برسول الله ناقته في منصرفه من تبوك أربعة عشر : أبو الشرور، وأبو الدواهي، وأبو المعازف، وأبوه، وطلحة، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة، وأبو الأعور، والمغيرة وسالم مولى أبي حذيفة، وخالد بن الوليد، وعمرو بن العاص، وأبو موسى الأشعري، وعبد الرحمن بن عوف... والذي يؤيد قول الشيعة أن هؤلاء مذكورة أسماؤهم في المعارضين، وفي مبغضي علي وشانئيه، وهم الذين تسنموا عرش الخلافة، وأخذوا الولايات، وأحرزوا المناصب، وتمتعوا في حياتهم الدنيا بعد عزل علي عن الخلافة... وعلى كل حال إخفاء أسماء هؤلاء من حذيفة وعمار إما لمفسدة اجتماعية إسلامية في ذكر أسمائهم أو خوفا من أن يقتلهم الجن كما قتلت سعد بن عبادة، أو من جهة أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمصلحة في الإخفاء أو لمفسدة في الإجهار. وبالجملة كان أصحاب العقبة من المعروفين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يكونوا من الذين ذكرهم ابن القيم أو ابن كثير ورشيد رضا من المجهولين الذين لا يعبأ بهم، ولم يكن لذكر أسمائهم أي أثر اجتماعي([245]).
     المظفر (معاصر) : قوله تعالى : أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ. أن الصحابة بعد موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يعدلوا عن الشهادتين فيتعين أن يراد به أمر آخر، وما هو إلا إنكار إمامة أمير المؤمنين عليه السلام إذ لم يصدر منهم ما يكون وجها لانقلابهم عموما غيره بالاجماع، فإذا كان إنكار إمامته عليه السلام انقلابا عن الدين كانت الإمامة أصلا من أصوله([246]).
     مرتضى الرضوي (معاصر) : ... ما جرى على أهل البيت عليه السلام من بعد رسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم من ظلم، وجفاء، وعدوان، وتعد، واضطهاد، بعد تلك الوصاة، حتى قالت بضعته الزهراء عليها السلام : صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام صرن لياليا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، والعاقبة للمتقين([247]).
     جواد جعفر الخليلي (معاصر) : إن السقيفة كانت أم الفتن ومنبع ظلم، تلتها مظالم إلى اليوم، وأنها لم تكن فيها لا صفة جماعية ولا بعض إجماعية، بل قامت على أكتاف أفراد رجال ونساء لا يعدون العشرة فيهم مكر وخداع، وتلاها قتل وجور وسلب ونهب وسبي وكل ما يتصوره المرء من المظالم، وتلا الغصب غصب مكرر على مر العصور والأحقاب، والقسر قسر متكرر بدأ بإجبار علي عليه السلام وبني هاشم والصحابة المقربين على البيعة، وغصب نحلة فاطمة الزهراء عليها السلام بضعة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الطاهرة فدك... وهكذا تعلن الزهراء عليها السلام وتفضح خططهم، وتفند دعواهم من أنهم عملوا ما عملوا خوف الفتنة بل هي الفتنة، ثم تعلن ارتدادهم بقولها " وإن جنهم لمحيطة بالكافرين "، وتعلن استبدادهم وبعده خسرانهم ومنقلبهم، وقد أقامت الحجة، وأثبتت غصبهم لحقوق آل البيت عليه السلام في غاياتهم الوضيعة ونتائجهم المريعة، وما سيلقونه يوم الجزاء من الأهوال الفظيعة من مركز العدل والقضاء الفصل([248]).
     وقال : مظلومية أهل البيت.. ما جرى عليهم من عدوان ومصائب عظام، واضطهاد وويلات من أمراء عصورهم بعد رحيل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عنهم عليه السلام. واجتماع بعض الصحابة في السقيفة لأجل تحقيق غايتهم المشؤومة التي تواطؤوا عليها في حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وحققوها من بعد وفاته في السقيفة، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد لم يدفن ومسجى على فراشه، وبذلك حرفوا الإسلام عن مسيره الصحيح، والمسلمين عن الصراط المستقيم، والنهج النبوي القويم، فزاغوا عن أهل البيت عليه السلام، ووقعوا في الضلال إلى الأبد([249]).
     عبدالرسول الغفار (معاصر) : لا يخفى أن بعض من ذكرنا من الصحابة ساءت عاقبته، فاستحب العمى على الهدى، وزلت قدمه لما اعتزل أمير المؤمنين، بل أن لفيفا منهم ركن إلى معاوية، أو كان عينا له في حكومة أمير المؤمنين ; كالأشعث وآخرين، إذ كانوا يتربصون الدوائر بالامام أمير المؤمنين، ويكيدوا له الدسائس، ويحيكوا ضده الفتن، بل كان شأنهم خلق المتاعب والمصاعب وإظهار البلبلة والهرج([250]).
     عبدالله السبيتي (معاصر) : واضح ان معدن الترقيم سياسي ومن الميسور للباحث ان يلتمس العلل التي كانت تبعث على الاصطناع، ويسير عليه إذا رجع إلى العصر الأموي والى أحوال الصحابة الذين اصطنعهم الأمويون. ولم يأت الوقت لدرس هذه الناحية([251]).
     علي أكبر غفاري (معاصر) : الإرجاء مذهب سياسي مخترع ابتدع لكف السنة عن الاعتراض بعمل الصحابة الذين فعلوا ما فعلوا بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من الأعمال التي هي خلاف ما أمروا به، والوقيعة بهم حيث قالوا : انهم كانوا مؤمنين وماتوا على ايمانهم فلا ينبغي لأحد أن يتعرض لهم ويغتابهم بسوء اعمالهم إنما حسابهم على الله وليس لنا أن نذكرهم بسوء. فتأمل جيدا لكي يظهر لك معنى الارجاء والمرجئة كاملا([252]).
     صاحب مصباح الشريعة (معاصر) : فأما ما ورد في القرآن من قوله تعالى : لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ... [الفتح : 18] وقوله سبحانه : مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ... [الفتح : 29] فمشروط بسلامة العاقبة، وكيف يجوز أن نحكم حكما جزما أن كل واحد من الصحابة عدل.. وفي الصحابة كثير من المنافقين لا يعرفهم الناس، ومن ذا الذي يجترئ على القول بأن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم لا يجوز البراءة من أحد منهم وإن أساء وعصى([253]).
     مرتضى العسكري (معاصر) : إن ما وصفوه بالردة في عصر أبي بكر لم يكن بالارتداد عن الاسلام، وإنما كانت مخالفة لبيعة أبي بكر وامتناعا من دفع الزكاة إليه، وبما أن المعارضين لبيعة أبي بكر من القبائل العربية قد غلبوا على أمرهم وبقي الحكم للغالب المتنفذ وأنصاره وأحفاده، وأن الروايات التي بأيدينا عن حروبهم وما كانوا عليه جاءتنا عن طريق هؤلاء الغالبين فيلزمنا والحال هذه التثبت والتحري الدقيق عن صحة ما نسب إلى المعارضة المغلوبة على أمرها([254]).
     وقال :  يأخذ أتباع مدرسة أهل البيت بعد عصر الرسول معالم دينهم من أئمة آل البيت الاثني عشر في مقابل أتباع مدرسة الخلفاء الذين يأخذون معالم دينهم من أي فرد من أصحاب رسول الله دونما تمييز بينهم فان جميعهم عدول عندهم، بينما لا يرجع أتباع مدرسة أهل البيت إلى صحابة نظراء مروان وعبد الله بن الزبير اللذين حاربا عليا يوم الجمل، ولا معاوية وعمرو بن العاص اللذين حارباه في وقعة صفين، ولا ذي الخويصرة وعبد الله بن وهب اللذين حارباه يوم النهروان. وكذلك لا يأخذون من نظرائهم من أعداء علي سواءا كانوا معدودين من الصحابة أو التابعين أو اتباع التابعين أو من سائر طبقات الرواة([255]).
     وقال :  هكذا خنقت مدرسة الخلفاء أنفاس الصحابة والتابعين وقضت على من خالف سياستهم، وفي مقابل ذلك فتحت الباب لآخرين أن يتحدثوا بين المسلمين كما يشاؤن([256]).
     حسن الشيرازي (معاصر) : لم يكن من صالح النبي صلى الله عليه وآله وسلم منذ فجر الإسلام أن يقبل المخلصين فقط ويرفض المنافقين وإنما كان عليه أن يكدس جميع خامات الجاهليه ليسيج بها الإسلام عن القوى الموضعية والعالمية التي تظاهرت ضده فكان يهتف : "قولوا لا إله إلا الله تفلحوا".... إلى أن قال : - ولم يكن للنبي أن يرفضهم وإلا لبقي هو وعلي وسلمان وأبو ذر والعدد القليل من الصفوة المنتجيين"... غير أنهم تكاثروا مع الأيام وعلى إثر كثرتهم استطاع رؤوس النفاق أن يتسللوا إلى المراكز القيادية فخبطوا في الإسلام خبطا ذريعا كاد أن يفارق واقعه لولا أن تداركه بطله العظيم علي بن أبي طالب عليه السلام([257]).
     عباس محمد (معاصر) : والحق في سبب غلوهم في الصحابة وادعائهم العصمة لهم، هو لما لم يكن عندهم دليل صحيح على صحة مذهبهم، وكان اساس مذهبهم هؤلاء الفئة الخاصة، وهو الخلفاء الثلاثة، وكان تسلمهم لذلك المقام والمنصب من غير الطريق الصحيح، وهو بما وقع من الغدرة في السقيفة، فأرادوا سد باب البحث والتنقيح عن ما شجر فيها، ولأجل عدم البحث عن ما فعلوه مع إمامهم إمام الحق عليه السلام وبنت رسولهم سلام الله عليها ادعوا عدالة الصحابة، فألزموا اتباعهم بالسكوت إذا وصل الكلام إلى ما شجر بين الأصحاب، لأجل الخلوص إلى عصمة هؤلاء من باب أولى، لأنهم بحسب زعمهم أفضل الصحابة، وإلا ما ذكروه من الأسباب لا تقنع طفلاً لم يبلغ الحلم، فضلاً عمن عرف الحق وعرف أهله([258]).
     عبدالله الكربلائي (معاصر) : إن ليلة وفاة النبي هي ليلة قتل الحسين، وفي هذه الليلة ضرب أبوه أمير المؤمنين على رأسه بالسيف ودس للإمام الحسن السم وقتل زين العابدين والإمام محمد الباقر عليه السلام. لقد حصلت في هذه الليلة أكبر مؤامرة في التاريخ على الإطلاق([259]).
     حسن عبدالله (معاصر) : إن الفتوحات المنتسبة إليهم - الصحابة - يحتاج الأمر فيها إلى إثبات عدالتهم قبلها وبعدها، إذ ليس من شرائط الفاتح لبلدٍ أن يكون عدلاً متقياً، إذ أن الله ينصر هذا الدين ولو بالرجل الفاسق أو الكافر؟!([260]).
     علي الكوراني (معاصر) : بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم وأحداث السقيفة وبيعة أبي بكر، فقد جاءهم علي عليه السلام بنسخة القرآن بخط يده حسب أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فرفضوا اعتمادها لأنه كان فيها تفسير كل الآيات أو كثير منها لمصلحة علي برأيهم، فأخذها علي وقال لهم إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمرني أن أعرضها عليكم فإن قبلتموها فهو، وإلا فإني أحفظها وأقرأ النسخة التي تعتمدونها، حتى لا يكون في أيدي الناس نسختان للقرآن !([261]).
     نبيل فياض (معاصر) : تحوّل كبار الصحابة إلى رأسماليين وإقطاعيين، بعد غزو البلاد الغنية المحيطة بجزيرة العرب وقهر أهلها واستعبادهم وسرقة أراضيهم. يبقى زمن أبي بكر استثناء : فظروف أبي بكر لم تمكنه من غزو البلاد المحيطة، بعد أن تفجرت أمام خلافته مشاكل ما عرف بحروب الردة([262]).
     نجاح الطائي (معاصر) : كان اعتماد الدولة الاستراتيجي في المسائل الخطيرة ونشر الثقافة العامة والأحاديث الدينية يتم أسبوعيا بالاعتماد على كعب وتميم. وهذا لا ينافي اعتقاد الدولة بأفضلية علي عليه السلام على غيره من أمثال كعب وتميم. لكن كعبا وتميما في خط الحزب القريشي، ومن ضمن رموزه، بينما كان الإمام علي عليه السلام من الخط المنافس لهم، فكان أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية وآخرون من أعضاء الدولة، بينما كان علي عليه السلام والعباس وابنه وأبو ذر وسلمان وعمار من خط المعارضة ([263]).
     وقال :  من قتل طبيب أبي بكر؟ بعد ما أكل أبو بكر سما ومرض عرضوه على طبيب العرب الشهير الحارث بن كلدة، إذا سألوا أبا بكر : " لو أرسلت إلى الطبيب فقال (أبو بكر هـ) : قد رآني، قالوا : فما قال لك؟ قال : إني أفعل ما أشاء " وقال ابن كلدة لأبي بكر : " أكلت طعاما مسموما سم سنة ". وبعد شهادة الطبيب ابن كلدة بذلك سقوه سما أيضا فكف ومات ثم دفنت الدولة أبا بكر ليلا قبل أن يصبح الناس وكتبت وصيته بخط عثمان([264]).
     وقال :  أفلح كعب في ايجاد نظرية عدالة الصحابة المستمدة من أحاديثه الداعية الى عدم التعبد بالنصوص الشرعية([265]).
     وقال :  أفلح كعب الأحبار في ضرب الخلافة الإسلامية في الصميم بترشيحه معاوية لها، وتحويل الخلافة إلى قضية وراثية وهرقلية وفي إيجاد أحاديث وقصص مزورة ملأت كتب الحديث والسيرة. وأفلح كعب في الانتقال مع اليهود إلى فلسطين في ظل سلطة معاوية. وتمكن كعب وصحبه وتلاميذه وسلطانه معاوية من السكن في دولة فضلها على بلدان الله تعالى، دون دليل. ونجح في تحريف حديث اثني عشر خليفة عند بعض المسلمين من بني هاشم إلى بني أمية. ونجح في بلورة نظرية المصلحة في مقابل النص فآمن بها كثير من المسلمين. ونجح في تربية بعض الطلاب المؤمنين بنهجه مثل عبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة وعبد الله بن عمر وغيرهم، الساعين إلى نشر تراثه اليهودي باسم تراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ! ! ونجح في عمله مع قريش في تثبيت نظرية حصر الخلافة في النسب القرشي إلى يومنا هذا ! وأفلح في إيجاد نظرية عدالة الصحابة المستمدة من أحاديثه الداعية إلى عدم التعبد بالنصوص فالنظريتان متضادتان. وقد بين عمر هذا المطلب بصورة جلية وواضحة لا لبس فيها. إذ قال : كرهت قريش أن تجتمع لكم النبوة والخلافة فتجحفوا الناس جحفا، فنظرت قريش لأنفسها فاختارت ووفقت فأصابت. إذن قيادة الحزب وأدبياته ترفض قيادة الإمام علي وقيادة أبنائه : ، ولو كانت هذه القيادة تستند إلى نص إلهي أو وصية إلهية أو بيعة شعبية. لذا لم يطع رجال الحزب بيعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام في الغدير، ورفضوا وصية النبي صلى الله عليه وآله وسلم له في يوم الخميس، ورفضوا بيعة الناس لعلي عليه السلام بعد مقتل عثمان أيضا. فالمصلحة عندهم إبعاد أهل البيت عليهم السلام عن الحكم، ولو اجتمعت في شخصهم النصوص الإلهية والبيعة الشعبية ! فبقي أفراد هذا الحزب ضد ولاية أهل البيت عليهم السلام، وهم أبو سفيان وأولاده وعكرمة بن أبي جهل، وعتاب بن أسيد، وعبد الله بن عامر، وسعيد بن العاص، وعمر وأولاد (عبد الله وعبيد الله وحفصة)، وأبو بكر، وعائشة، وبشير بن سعد وابنه النعمان، وزيد بن ثابت، ومحمد بن مسلمة، وسعد بن أبي وقاص، وابنه عمر، وعمرو بن العاص وابناه، والمغيرة بن شعبة، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير، وأبو هريرة، وعشرات آخرون. فرغم اجتماع النص الإلهي، وبيعتين شعبيتين لعلي عليه السلام، رفض رجال الحزب القرشي ذلك؟ ! ! ([266]).
     وقال :  كانت أفكار ذلك الحزب ضد ولاية أهل البيت عليهم السلام تحت شعار حسبنا كتاب الله، وتحت ظل هذا الشعار، منع بنو هاشم من تولي أي منصب في الدولة الإسلامية. ومنع تدوين ونشر حديث زعيم أهل البيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لعدم اعتقاد رجال الحزب بقول الله تعالى في رسوله صلى الله عليه وآله وسلم : إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [النجم : 4]، وقد صرحوا بذلك وقالوا إنه صلى الله عليه وآله وسلم رجل يسهو ويخطأ، وبلغ الكره القرشي لأهل البيت عليهم السلام أن وصفوا زعيمهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالهجر([267]).
     وقال :  وفي مدة الثلاث سنوات الأخيرة من حياة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، الممتدة من زمن فتح مكة إلى تاريخ وفاته، تبلورت حركة تأسيس الحزب القرشي. وبينما تمثلت حركة قبائل قريش قبل الإسلام في أطروحة القضاء على الرسول والرسالة، تمحورت في المرحلة الثانية في أطروحة السيطرة على الخلافة الإسلامية. وكلما ازداد تأكيد النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خلافة علي بن أبي طالب عليه السلام، ازداد تمحور قبائل قريش حول نفسها ونشط سعيها لقبض السلطة. وبينما اشتدت حالة التحالف بين الأنصار وبني هاشم، اشتدت في الناحية الأخرى حالة التحالف بين المهاجرين والطلقاء باستثناء مجموعة من المهاجرين بقيت مع بني هاشم. وقد انفجر ذلك الوضع بعد بيعة أبي بكر، بين قريش من جهة وبني هاشم والأنصار من جهة أخرى، وكادت أن تقع حرب طاحنة بين الطرفين تضع الإسلام في موقف حرج، لولا حكمة علي بن أبي طالب عليه السلام، الذي غض النظر عن حقوقه في الخلافة وهجوم قريش على منزله قائلا : " فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا ". فانحسرت عامة الأنصار عن أبي بكر وتجمع طلقاء قريش مع أبي بكر، فقاد عمرو بن العاص بعد مجيئه من السفر فتنة عظمى ضد الأنصار إذ بدأ بمهاجمتهم وذمهم مع باقي عتاة قريش من أمثال عكرمة بن أبي جهل والوليد بن عقبة بن أبي معيط. وهكذا أصبح عكرمة بن أبي جهل وابن العاص والوليد بن عقبة من رؤوس الحزب القرشي ومن الطبيعي انضمام أبي سفيان وأولاده إلى صفوف ذلك الحزب لمحاربة بني هاشم والأنصار فعادت الحرب إلى ما كانت عليه في الجاهلية ولكن بلباس إسلامي لقريش. ولما كان أبو سفيان قائدا لطلقاء مكة، وزعيما لهم، يتوضح لنا بأن خلافة عثمان لم تأت بطريق الصدفة، بل جاءت أثر تحالفات قبلية قرشية غايتها السيطرة على خلافة المسلمين([268]).
     وقال :  بعد فتح مكة في السنة الثامنة هجرية تبلورت تدريجيا فكرة تأسيس الحزب القرشي، الهادف للسيطرة على الخلافة لصالح قبائل قريش. وكما هو شأن أي حزب في التعصب لأفكاره، وأهدافه، وأشخاصه، ونبذ أفكار وأهداف وأشخاص التجمعات الأخرى، كذلك كان الحزب القرشي. وفعلا كان أفراد الحزب القريشي أوفياء لمبدأ توزيع السلطة على قبائل قريش، فكان المرسوم أولا خلافة أبي بكر ثم عمر ثم ابن الجراح، أي خلافة تيم ثم عدي ثم فهر. ولكن حصل تعديل في الخطة بحذف ابن الجراح ليحل محله عثمان الأموي ليتبعه ابن عوف من بني زهرة. وكانت أم المؤمنين عائشة ركنا مهما في هذا الحزب، لفعاليتها الدائمة، وقدراتها الشخصية القوية. وبالرغم من عدم إعلان الحزب عن نفسه، إلا أن الشواهد كلها تؤيد تأسيسه، وعمله في الأحداث الخطيرة، قبل وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم. ولأن معظم قيادة هذا الحزب كانت من قريش، فقد غلب عليه طابع التجمع القرشي. وكان أهالي قريش هم المؤسسون الأوائل لهذا الحزب، وعقله المفكر وقيادته الأساسية. وفي زمن الخليفة أبي بكر برز نجم عثمان بن عفان في قيادة الحزب، ممثلا لبني أمية ومدعوما من قبل أبي سفيان وقريش، حتى بلغ الأمر به أن كتب وصية أبي بكر لعمر بن الخطاب وأصبح معاوية واليا على الشام([269]).
     وقال :  وكانت جماعة قريش قبل فتح مكة، قد أعلنت كفرها ووقوفها ضد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأهل بيته، بينما وقفت جماعة الأنصار معه. ولم يقتصر أفراد حزب قريش على القرشيين، بل انضم إليهم عدة أفراد يشتركون مع رجال قريش في الأهداف. ومن هؤلاء الرجال : المغيرة بن شعبة الثقفي، أبو موسى الأشعري اليمني، سالم مولى أبي حذيفة العجمي، أبو هريرة الأزدي، أسيد بن حضير الأوسي، بشير بن سعد الخزرجي، محمد بن مسلمة الأوسي، معاذ بن جبل الخزرجي، وزيد بن ثابت المسلم اليهودي الأصل. ومع وجود هؤلاء الأفراد القادمين من مناطق وقبائل مختلفة لا يمكننا أن نسمي هؤلاء بقبيلة قريش، بل نسميهم بحزب قريش، أو حزب أبي بكر وعمر. ولم يصرح ذلك الحزب بوجوده الرسمي، ولكن وجوده الفعلي ظاهر وأعمال الحزب التي ثبتها تشير إلى وجوده، والقرائن كثيرة. قال المستشرق لانس : " إن الحزب القرشي الذي يرأسه أبو بكر، وعمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح لم يكن وليد الساعة، أو ارتجالا، وإنما كان وليد مؤامرة سرية مجرمة، حيكت أصولها، ورتبت أطرافها، بكل أحكام واتقان، وإن أبطال هذه المؤامرة أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبي حذيفة، وعائشة، وحفصة، وغيرهم ". والقرائن التي تشير إلى وجود حزب قريش كثيرة منها : سعي ذلك الحزب للتسلط على الحكم وتعيين أفراده، وفعلا سيطر حزب قريش على السلطة في زمن الخلفاء وفي زمن الأمويين. : حصر الخلافة في قريش إلى الأبد. وقد اضطر رجال قريش لإثبات هذا الجانب إلى إجراء تغيير في الحديث النبوي القائل : الخلفاء من بعدي اثنا عشر، لتنطبق على رجال الحزب. وذلك للحصول على تأييد وسند ديني لأهدافهم وأعمالهم وحذف النص الديني الخاص بأهل البيت عليهم السلام([270]).
     وقال :  بعد الهجوم على دار فاطمة عليها السلام، بقيت طريحة فراش تشكوا مرضها، بعد اجتماع عدة مصائب عليها، موت أبيها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وأخذ الخلافة من زوجها علي عليه السلام، وإهانتها، وحرمانها من فدك، وتكذيبهم لها، وجرح كرامتها في دخولهم بيتها من دون إذنها، وقتل ابنها (محسن) واستمرار مرضها بضربة الباب وإسقاط جنينها. فتسببت هذه الأحداث الكثيرة والمرة في سرعة وفاتها عليها السلام، ولحوقها بأبيها، المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم([271]).
     وقال :  لقد استمر عصيان البعض لحملة أسامة مدة أسبوعين، وفي هذه الفترة طلب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من المسلمين بإلحاح الالتحاق بغزوة أسامة، فلم ينفع معهم؟ فخطب بهم ثانية ولعن العاصين منهم فلم ينفع ذلك؟ فطلب منهم في الثالثة المجيئ بلوح ودواة ليكتب لهم كتابا لن يضلوا بعده أبدا، فقالوا : النبي صلى الله عليه وآله وسلم يهجر، حسبنا كتاب الله؟ ! إن تلك المجموعة العاصية لحملة أسامة، والملعونة من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، هي التي منعت دفن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثلاثة أيام، وأسست السقيفة، وهاجمت بيت علي وفاطمة عليهما السلام، ونجحت في فرض خلافة دورية لقبائل قريش، دون بني هاشم والأنصار([272]).
     وقال :  كان أبوبكر وعمر وسالم مولى أبي حذيفة وعثمان بن عفان وسعد بن أبي وقاص وعبدالرحمن بن عوف وأبو عبيدة بن الجراح وسعيد بن زيد التيمي وطلحة بن عبيدالله مجموعة متجانسة في مكة. منهجها واحد وأهدافها في الوصول إلى السلطة واضحة. لذا بقيت تنتظر أعمال النبي في مكة عن كثب فلم تدخل الإسلام إلا متأخراً قبل الهجرة إلى المدينة المنورة بسنة ونصف. أي بعد إثني عشر سنة من البعثة النبوية الشريفة بعدما تيقنت من إنتصار الإسلام والمسلمين. بالضبط بعد رحلة الإسراء والمعراج. أي أسلم أبوبكر وسن علي عليه السلام واحد وعشرون سنة وكان ذلك قبل الهجرة بسنة ونصف. وقد تمكنت هذه الجماعة من القبض على السلطة بقوة السيف والنار وبذل المال والمناصب دون رعاية منها لسيدة النساء وخليفة النبي([273]).
     وقال :  لم يشترك رجال السقيفة في حرب قط فقد فروا وتركوا النبي في سوح القتال. وهذه الجماعة الفارة هي التي أيدت أبابكر في السقيفة وجاءت به إلى الخلافة معاندة منها لوصي النبي علي بن أبي طالب عليه السلام([274]).
     وقال :  ومن الكبائر الأخرى التي ارتكبها رجال السقيفة الهجوم علي دار فاطمة الزهراء وفيه الحسن والحسين بالنار والحطب بجيش قوامه أربعة آلاف رجل متسببين في قتلها وهي سيدة نساء أهل العالمين، وسيدة نساء أهل الجنة([275]).
     محمد الوحيدي (معاصر) : إن حديث ارتداد الناس بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأحاديث المتواترة، ووجهه : أن إنكار ضروري الدين والمذهب يوجب الإرتداد، فلما كانت الإمامة والخلافة أصلاً من أصول الدين، ومما آتاه الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بالقطع، فمن ردّ على الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وأنكر ماجاء به يكون مرتداً بإجماع المسلمين. وهذا معنى ارتداد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا الثلاثة المذكورة([276]).
     أبو الحسين الخوئيني (معاصر) : قولهم : فلما وجد الهرمزان حد السيف قال : لا إله إلا الله، أرادوا إثبات أن الهرمزان كان كافراً إلى ذلك الحين. ولعلهم أرادوا ان يقيسوا الهرمزان الذي أسلم بإختياره على رؤساء حزب السقيفة الذين كان جماعة منهم كعمر وأبي بكر وعثمان وإبن عوف وسعد بن أبي وقاص وإبن الجراح أظهروا الإسلام طمعاً فيما سمعوه من علماء اليهود في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم وغلبته على العرب كما روي الإعتراف به عن عمر وأبي بكر وجماعه أخرى من أصنامهم مثل أبي سفيان ومعاوية وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وعكرمة وأكثر بني أمية والمهاجرين الذين كانوا من الطلقاء ومسلمة الفتح، أو فقل مستسلمة الفتح. والحاصل : ان حزب السقيفة بأجمعهم، بل أكثر القبائل من المهاجرين أسلموا بعدما يئسوا من الكفر بالكلية، ولم يبق أمامهم إلا القليل أو إظهار الإسلام حقنا لدمائهم، فهؤلاء هم الذين يناسبهم ما ذكروه في حق الهرمزان، من أنهم وجدوا حد السيف قالوا : لا إله الا الله. ولكن أتباع مدرسة الخلفاء مع علمهم بنفاق هؤلاء وأنهم كما قال أمير المؤمنين عليه السلام : ما أسلموا بل استسلموا. يصرون على إيمانهم ويختلقون أحاديث في فضلهم من أجل شيء واحد ألا وهو : محاربتهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولإيذاؤهم له، وعداوتهم لأمير المؤمنين عليه السلام. كما ان إصراراهم على كفر الهرمزان وأبي لؤلؤة رضي الله عنهما وأمثالهما ليس إلا لأنهم كفروا بالجبت والطاغوت وآمنوا بمن نصبه الله تعالى وهو أمير المؤمنين عليه السلام([277]).
     حسين الخرساني (معاصر) : أن لعن الشيعة للصحابة أسوة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واقتفاء لأثره... وإنهم مطرودين من الحضرة النبوية وملعونين من الله على لسان سفيره([278])
     زهير بيطار (معاصر) : جمع - علي - القرآن على أسباب النزول لما لذلك من علاقة بالتأويل، فرفضوه - أي الصحابة - لما يظهر من حقائق لا توافق ما بنوا عليه، ولما عرض عليه عبد الرحمن بن عوف أن يبايعه على كتاب الله وسنة رسوله وسنة الشيخين، رفضه قائلا تبايعني على كتاب الله وسنة رسوله، إيذانا بأن لا حجة لسنة الشيخين أو غيرهما من الشيوخ إن خالفت الكتاب وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وذلك إحياء للسنة بعد أن انتهكت، ثم أنه عليه السلام قد أعاد خلال السنوات الخمس التي تولى فيها الخلافة والتي كانت مفعمة بالأحداث، أعاد إلى الذاكرة كثيرا من السنة في الممارسة، وجدد التذكير بالنصوص([279]).
     زهير بيطار (معاصر) : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو عالم بكثرة الكذب عليه في حياته وبعد وفاته لم يهمل الحفاظ على سننه ولا على كتاب الله، فهو صلى الله عليه وآله وسلم قد استودع كل ذلك لدى وصيه علي عليه السلام وأمر الناس باتباعه، لكنهم لما تنكروا له، كان عليهم أن يعملوا برأيهم، فرفضوا القرآن الذي جمعه لهم عليه السلام على أسباب النزول لكي لا يختلف في التأويل، وجمعوه على النحو المعلوم، - أما السنة فبدلا من جمعها وتدوينها لكي لا يختلف فيها بعد ذلك، أحرقوها ومنعوا تداولها، ما ذلك إلا لأنها مليئة بالنصوص التي لا يمكن تأويلها فيما يخص ولاية علي وأهل البيت عليهم السلام([280]).
     ياسر الحبيب (معاصر) : أحاديث النهي عن سب الأصحاب المقصود بها الأصحاب المؤمنين لا الأصحاب المنافقين، أي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نهى عن سب أصحابه المؤمنين أمثال سلمان والمقداد وعمار وأبا ذر وخالد بن سعيد بن العاص وعثمان بن مظعون وجابر بن عبد الله الأنصاري رضوان الله عليهم، وليس ينهى عن سب أصحابه المنافقين الذين خانوه وعصوا أوامره وبدّلوا بعده([281]).
     وقال :  تنبّأ النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بارتداد أصحابه من بعده، وحكم بأن معظمهم سيردون جهنم وبئس المصير، وذلك في روايات وأحاديث مستفيضة... فها هي الأحاديث تنص صراحةً على ارتداد معظم من يسمّيهم الجهلة (صحابة) وأنه لن ينجو منهم إلا القليل كهمل النِّعَم، فكيف يقولون أن كل هؤلاء ناجون ردّا على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم؟!([282]).
     وقال :  ما زعمه المذكور يخالف اعتقادات الشيعة الأبرار فقد صحّ عن الأئمة الأطهار عليهم الصلاة الحكم بكفر وارتداد معظم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين خانوه وانحرفوا بعده([283]).
     وقال :  وقد سئل : ما رأيكم في كتاب بحار الأنوار الذي طبعته إيران في 99 مجلد وحذفت منه 3 مجلدات؟ وما هي الأشياء التي حذفت منه؟ تخص أي المواضيع؟ ولماذا تم الحذف؟ فأفاد : بأن الحذف مخالفة شرعية وأدبية، والمحذوف هي الأجزاء 29 و30 و31 من الموسوعة وهي المتضمنة لأبواب المطاعن على أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وسائر المنافقين المجرمين عليهم لعائن الله تعالى مما ورد في أحاديث أهل بيت العصمة عليهم السلام. وسبب الحذف هو إرضاء النواصب وأهل الخلاف على حساب دفن تراث آل محمد عليهم السلام، وهي جريمة كبرى من جرائم هذا النظام الجائر الحاكم في إيران عجّل الله في زواله([284]).
 
     بقيت مسألة :
     هناك أسماء ورد ذكرها في بعض كتب الشيعة، وبعض مواقعهم ويعدوهم من الصحاية الممدوحين، سواء بنصوص صريحة او السكوت عنهم، وقد رأينا ذكرهم هنا، رغم أن بعضهم ورد في ذمهم روايات ونصوص في مصادرهم:
1) الاصبغ بن نباتة.
2) الأسود بن عيسى بن وهب.
3) البراء بن عازب.
4) الحارث بن النعمان بن أمية الأنصاري.
5) الحارث بن عمر الانصاري،
6) الحجاج بن غاربة الانصاري.
7) الخباب بن الألاث
8) الطفيل بن الحرث.
9) العبّاس بن ربيعة بن الحرث.
10) العبّاس بن عتبة بن أبي لهب.
11) الفضل بن العبّاس.
12) القاسم بن سليم العبدي الليثي.
13) المغيرة بن نوفل بن الحارث.
14) المقداد بن الأسود الكندي.
15) المهاجر بن خالد المخزومي.
16) إبن الحصيب الأسلمي.
17) أُبيّ بن كعب.
18) أبان إبن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس
19) أبو الأسود الدؤلي.
20) أبو الطفيل عامر بن واثلة الليثي.
21) أبو الهيثم مالك بن التيهان.
22) أبو أيوب الأنصاري.
23) أبو بردة بن دينار الانصاري.
24) أبو ذرّ الغفاري.
25) أبو رافع مولى رسول الله.
26) أبو سعيد الخدري.
27) أبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب.
28) أبو عثمان الانصاري.
29) أبو عمر الانصاري.
30) أبو فضالة الانصاري.
31) أبو قتادة الحارث بن ربعي الانصاري.
32) أبو مسعود عقبة بن عمر.
33) أسيد بن ثعلبة.
34) أعين بن ضيبعة بن ناجية التميمي.
35) أنس بن الحرث بن منبه.
36) أنس بن مدرك الخثعمي.
37) أويس القرني الانصاري.
38) بجير بن بن دلجة.
39) بديل بن ورقاء الخزاعي.
40) بشير بن عبد المنذر الانصاري.
41) بشير بن مسعود الأنصاري.
42) بلال بن رباح الحبشي.
43) تمام بن العبّاس.
44) تميم بن خزام.
45) ثابت إبن دينار أبو حمزة الثمالي صاحب الدعاء المعروف.
46) ثابت بن أبي فضالة الأنصاري.
47) ثابت بن حطيم إبن عدي الانصاري.
48) ثابت بن عبيد الانصاري.
49) ثعلبة أبو عمرة الانصاري.
50) جابر بن عبد الله الأنصاري.
51) جبلة بن ثعلبة الانصاري.
52) جبلة بن عمير بن اوس الانصاري.
53) جبير بن الجناب الانصاري.
54) جعدة بن هبيرة المخزومي.
55) جعفر بن أبي سفيان بن الحرث.
56) جندب بن زهير الازدي.
57) حارثة بن قدامة التميمي.
58) حازم بن أبي حازم النجلي.
59) حبيب بن بديل بن ورقاء الخزاعي.
60) حبيب بن مظاهر الاسدي.
61) حجر بن عديّ الكندي.
62) حذيفة بن اليمان.
63) حرملة بن المنذر الطائي أبو زبيد.
64) حكيم بن جبلة العبدي الليثي.
65) خالد إبن أبي دجانة الانصاري.
66) خالد بن الوليد الانصاري.
67) خالد بن سعيد بن العاص.
68) خالد بن سعيد بن أبي عامر بن امية بن عبد شمس.
69) خزيمة بن ثابت الأنصاري.
70) رافع الغطفاني الاشجعي.
71) رافع بن خديج الأنصاري.
72) ربيعة بن الحرث بن عبد المطّلب.
73) زياد بن النضر الحارثي.
74) زياد بن أبي الجعد.
75) زيد بن أرقم الانصاري.
76) زيد بن جبلة التميمي.
77) زيد بن شرحبيل الانصاري.
78) زيد بن صوحان العبدي الليثي.
79) سالم بن أبي الجعد.
80) سعد بن الحارث إبن الصمد الانصاري.
81) سعد بن عبادة.
82) سعد بن منصور الثقفي.
83) سلمان الفارسي المحمّدي.
84) سليمان بن صرد الخزاعي.
85) سماك بن خرشة ابو دجانة الانصاري.
86) سهل بن حنيف.
87) سهل بن عمر.
88) سهيل بن عمرو الانصاري.
89) شبيب بن رت النميري.
90) شرحبيل بن مرة الهمداني.
91) صاحب المربد.
92) ظالم بن عمير.
93) عامر بن قيس الطائي.
94) عبادة بن الصامت.
95) عبد الرحمن الخزاعي.
96) عبد الرحمن بن العبّاس.
97) عبد الله بن الحرث بن نوفل.
98) عبد الله بن أبي سفيان بن الحرث.
99) عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.
100) عبد الله بن حزام الانصاري.
101) عبد الله بن خراش.
102) عبد الله بن رقية العبدي الليثي.
103) عبد الله بن سليم العبدي الليثي.
104) عبد الله بن سهيل الانصاري.
105) عبد الله بن عبّاس.
106) عبد الله بن مسعود.
107) عبدالمطّلب بن ربيعة بن الحرث.
108) عبيد الله بن العازر.
109) عبيد الله بن العبّاس.
110) عبيد بن التيهان الانصاري.
111) عبيد بن أبي الجعد.
112) عتيك بن التيهان.
113) عثمان بن حنيف.
114) عديّ بن حاتم الطائي.
115) عروة بن مالك الاسلمي.
116) عقبة بن عامر السلمي.
117) عقبة بن عمر بن ثعلبة الانصاري.
118) عقيل بن أبي طالب.
119) علاء بن عروة الازدي.
120) علاء بن عمر الانصاري،
121) علباء بن الهيثم بن جرير.
122) عليم بن سلمة التميمي.
123) عمّار بن ياسر.
124) عمر بن أنس بن عون الانصاري.
125) عمر بن هلال الانصاري.
126) عمرو العبدي الليثي.
127) عمرو بن الحمق الخزاعي.
128) عمير بن حارث السلمي.
129) عميرة الليثي.
130) عوض بن علاط السلمي.
131) عون بن جعفر.
132) عون بن عبد الله الازدي.
133) قثم بن العبّاس.
134) قرظة بن كعب الانصاري.
135) قيس بن سعد بن عبادة.
136) كعب بن عمير بن عبادة الأنصاري.
137) مالك بن الحرث الأشتر النخعي.
138) مالك بن النويرة.
139) محمّد بن أبي بكر.
140) محمّد بن جعفر.
141) محمد بن عمير التميمي.
142) مخنف بن سليم العبدي الليثي.
143) مسعود بن مالك الاسدي.
144) معاذ بن عفراء الانصاري.
145) منقذ بن النعمان العبدي الليثي.
146) نهشل بن ضمرة الحنظلي.
147) نوفل بن الحرث.
148) هاشم بن أبي وقاص المرقال.
149) هاشم بن عتبة.
150) هاني بن عروة المذحجي.
151) هبيرة بن النعمان الجعفي.
152) هند بن أبي هالة التميمي.
153) وهب بن عبد الله بن مسلم بن جنادة.
154) يزيد الاسلمي.
155) يزيد بن حجية التميمي.
156) يزيد بن حوريت الانصاري
157) يزيد بن قيس بن عبد الله.
158) يزيد بن نويرة بن الحارث الانصاري.
159) يعلي بن عمير النهدي.
160) الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي، (حسن).
161) الأسلع بن شريك العرجي التميمي، (صحابي ممدوح).
162) الأسود الحبشي، (صحابي بشره النبي (ص) بالجنة).
163) الأسود بن أبي البختري القرشي الأسدي، (حسن).
164) الأسود بن قطبة التميمي، (لايبعد حسنه).
165) البراء بن عازب بن الحارث الأنصاري الأوسي الحارثي، (لا يبعد حسنه).
166) البراء بن مالك الأنصاري (حسن).
167) البراء بن معرور التميمي الأنصاري الخزرجي، (قال: المامقاني: في أعلى الحسن).
168) الحارث بن الربيع (أبو زياد الغطفاني العبسي)، (ثقة).
169) الحارث بن الصمة بن عمرو الأنصاري، (حسن).
170) الحارث بن النعمان بن أمية الأنصاري الأوسي، (حسن).
171) الحارث بن أنس الأشهلي، (حسن).
172) الحارث بن أوس بن رافع الأنصاري، (حسن).
173) الحارث بن أوس بن معاذ بن النعمان الأنصاري، (حسن).
174) الحارث بن ثابت بن سفيان الخزرجي، (حسن).
175) الحارث بن حزمة الخزرجي الأنصاري، (حسن).
176) الحارث بن رافع، (حسن).
177) الحارث بن ربعي الأنصاري (أبوقتادة)، (ثقة).
178) الحارث بن سراقة (من بني عدي بن النجار)، (حسن).
179) الحارث بن سهل بن أبي صعصعة المازني، (حسن).
180) الحارث بن عبد العزى (أبو رسول الله (ص) من الرضاعة)، (حسن).
181) الحارث بن عبد الله بن سعد الخزرجي، (حسن).
182) الحارث بن عدي الخطمي، (حسن).
183) الحارث بن عزبة الأنصاري (حسن).
184) الحارث بن عقبة بن قابوس، (حسن).
185) الحارث بن عمرو الليثي، (في تاريخ دمشق ذكر مسندا أن له صحبة)، قال: المامقاني: (حسن).
186) الحارث بن هاشم بن المغيرة المخزومي، (حسن).
187) الحباب بن جبير، (حسن).
188) الحصين بن المنذر (أبا ساسان الأنصاري)، (ثقة، وجاء في حقه ما يدل على أنه عظيم الشأن).
189) الحكم بن عمرو الغفاري، (حسن).
190) الخباب بن الأرت بن جبلة بن سعد التميمي، (حسن بل نعتبره ثقة).
191) السائب بن الحارث بن السهمي، (حسن).
192) الطفيل بن الحرث بن عبد المطلب، (إمامي يقرب حسنه).
193) العباس بن عبد المطلب، (الف عين لأجل عين تكرم).
194) العلاء بن عمرو، (صحابي إمامي لايبعد حسنه).
195) الفاكه بن سعيد الأنصاري، (حسن).
196) المسور بن مخرمة الزهري (أبو عبد الرحمن)، (صحابي إمامي ثقة).
197) المسيب بن حزن (أبو سعيد)، (صحابي إمامي حسن).
198) المقداد بن الأسود الكندي، (ثقة أحد الأركان).
199) المنذر بن عباد الأنصاري، (حسن).
200) المنذر بن عبد الله بن قوال الخزرجي الساعدي، (حسن).
201) المنذر بن عمرو بن خنيس الخزرجي، (حسن).
202) المنذر بن محمد بن عقبة الأوسي، (حسن).
203) المهاجر بن خالد بن الوليد المخزومي، (إستشهد بصفين)، (صحابي إمامي حسن).
204) النجاشي ملك الحبشة، (بحكم الحسن).
205) النعمان بن عجلأن الأنصاري، (صحابي حسن) وقال بعض علماء العامة في كتاب الثقات: له صحبة.
206) النعمان بن مالك الخزرجي، (حسن).
207) إبراهيم (أبو رافع) ويقال له: (أسلم، مولى رسول الله (ص))، (ثقة فيه روايات تدل إنه في نهاية الجلالة).
208) إياس (من أصحاب رسول الله (ص))، (شهد بدراً و أحداً)، (لايبعد حسنه).
209) إياس بن أبي البكير الليثي، (لايبعد حسنه).
210) إياس بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلى، (حسن).
211) أبان بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس، (حسن على الأظهر).
212) أبو عمرة الأنصاري وهو: (ثعلبة بن عمرو بن محصن)، (من شهداء صفين).
213) أبي بن ثابت بن المنذر بن حرام الخزرجي، (حسن).
214) أبي بن عمارة الأنصاري، (حسن).
215) أبي بن كعب بن قيس النجاري (أبو المنذر)، (حسن بل ثقة).
216) أبي بن معاذ الخزرجي، (حسن).
217) أحنف بن قيس أبو بحر التميمي، (صحابي حسن).
218) أربد بن مخشي (شهيد بدر، حسن).
219) أرطأة بن كعب بن شراحيل بن النخع، (لابأس).
220) أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل، (حسن على الأظهر).
221) أسعد بن زرارة (أبو إمامة الخزرجي)، (لايبعد حسنه).
222) أسلم بن بجرة الأنصاري، (محتمل الثقة).
223) أناس، (حسن).
224) أنس بن الحرث بن نبيه الكاهلي، (نال الشهادة بالطف)
225) أنيف بن حبيب، (حسن).
226) أنيف بن ملة اليمامي (الجذامي)، (حسن).
227) أوس إبن الفاتك، (حسن).
228) أوس بن الأرقم الخزرجي الحارثي، (صحابي حسن).
229) أوس بن المنذر النجاري، (حسن).
230) أوس بن بشير اليماني، (صحابي حسن).
231) أوس بن حبيب الأنصاري، (حسن).
232) أوس بن خذام، (حسن).
233) أوس بن خولى الخزرجي الحارثي، (صحابي حسن).
234) أوس بن معاذ البدري، (حسن).
235) أوفى بن عرفطة، (حسن).
236) أويس القرني الأنصاري، (إستشهد يوم صفين).
237) أيمن بن عبيد الخزرجي الحبشي هو (أيمن بن أم أيمن، مولى النبي (ص))، (حسن).
238) بجير بن دلجة الضبي، (قاتل في الجمل).
239) بريد (أخو شتيرة وهبيرة وكريب)، (صحابي حسن إن لم يكن ثقة).
240) بريدة بن الحصيب الأسلمي الخزاعي (ثقة)، وفي طرائف المقال: أنه من السابقين إلى أمير المؤمنين (ع)).
241) بشير بن البراء بن معرور الخزرجي، (لايبعد حسنه).
242) بشير بن أبي مسعود الأنصاري، (لايبعد حسنه).
243) بشير بن عاصم، (حسن).
244) بشير بن عبد المنذر الأنصاري، (أبو لبابة).
245) بشير بن مسعود الأنصاري، (من أهل بدر ومن قتلى واقعة الحرة بالمدينة).
246) بلال بن الحارث المزني، (لايبعد حسنه).
247) بلال بن رباح الحبشي هو: (بلال بن حمامة)، (قال: المامقاني: ثقة)، له رواية يستشعر منها حسن حاله).
248) تمام بن العباس (عم النبي (ص))، (حسن أو ثقة).
249) تميم بن الحمام الأمصاري، (من شهداء بدر، حسن).
250) تميم بن ربيعة بن عوف الجهني، (حسن).
251) تميم مولى خراش بن الصمة، (حسن).
252) ثابت بن الجذع الخزرجي (ثم السلمي)، (صحابي شهيد).
253) ثابت بن الدحداح أو (أبا الدحداح)، (حسن).
254) ثابت بن الربيع، (حسن).
255) ثابت بن الضحاك بن خليفة الأنصاري، (حسن).
256) ثابت بن إثلة الأوسي، (من شهداء خيبر).
257) ثابت بن حطيم إبن عدي الأنصاري، (من أهل بدر).
258) ثابت بن دينار وهو، (أبو حمزة الثمالي صاحب الدعاء المعروف).
259) ثابت بن زيد أبو زيد، (حسن).
260) ثابت بن عبيد الأنصاري، (بدري، قتل بصفين).
261) ثابت بن عمرو بن زيد بن عدي، (الظاهر حسنه).
262) ثابت بن قيس بن الخطيم الأنصاري، (الظاهر حسنه).
263) ثابت بن قيس بن الشماس الخزرجي، (ثقة على الأظهر).
264) ثابت بن وقش بن زغبة الأنصاري الأشهلي، (حسن).
265) ثعلبة بن الحارث بن حرام، (حسن).
266) ثعلبة بن ساعدة بن مالك الخزرجي، (حسن).
267) ثعلبة بن عبد الرحمن الأنصاري، (مات خوفاً من الله في حياة النبي (ص)، عن إبن حبان)، وقال: المامقاني: (لايبعد حسنه).
268) ثعلبة بن عمرو (أبو عمرة الأنصاري)، (جليل معتمد (ر)).
269) ثعلبة بن غنمة بن عدي (من بني سلمة)، (حسن).
270) ثعلبة بن وديعة الأنصاري، (الظاهر حسنه).
271) ثقاف بن عمرو بن سميط، (إستشهد في في خيبر وقيل يوم أحد)، قال: المامقاني: (حسن).
272) ثقب بن فروة الأنصاري الساعدي، (إستشهد في أحد)، قال: المامقاني: (حسن).
273) ثمامة بن أثال بن نعمان الحنفي، (الظاهر حسنه).
274) ثوبان بن بجدد (أبو عبدالله، مولى النبي (ص))، (حسن).
275) جابر بن عبد الله الأنصاري، (ثقة بلا مرية).
276) جابر بن عتيك المعاذي الأنصاري، (ظني حسنه قاله: المامقاني).
277) جارية بن قدامة التميمي السعدي، (صحابي إمامي ثقة على الأقوى).
278) جبار بن صخر بن أمية الأنصاري الخزرجي، (أبو عبدالله)، (حسن).
279) جبلة بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي الأنصاري، (إمامي مجهول) أقول: هذا يعني إقراره بأنه مسلم واقعي.
280) جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل القرشي، (إمامي ثقة على الأقوى).
281) جديع بن نذير المرادي الكعبي، (لايبعد حسنه).
282) جرهم ويقال: (جرثوم بن ناشر الخشني ويقال عمروأبو ثعلبة)، (حسن).
283) جعدة بن هبيرة المخزومي القرشي، (إبن أخت الإمام علي (ع)).
284) جعفر الطيار، (فوق الوثاقة).
285) جعفر بن أبي سفيان بن الحرث بن عبد المطلب، (شهد حنينا).
286) جعفر بن أبي طالب، (فوق الوثاقة).
287) جندب بن جنادة (أبو ذر الغفاري)، (ثقة أحد الأركان).
288) جندب بن زهير بن الحارث الأزدي الغامدي، (حسن، عده البعض من الصحابة، (من أصحاب الأمام علي (ع)).
289) جندب بن ضمرة الليثي، (حسن).
290) جندب بن كعب بن عبد الله الأزدي الغامدي، (حسن).
291) جهجاه بن سعيد الغفاري، (حسن).
292) جهم بن أبي جهم، (حسن).
293) جويبر، (ثقة).
294) حاتم، (خادم النبي (ص))، (الظاهر حسنه).
295) حارثة بن الربيع، (في أعلى الحسن).
296) حارثة بن سراقة الأنصاري، (حسن).
297) حارثة بن عمرو الأنصاري، (حسن).
298) حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري، (ثقة).
299) حبحاب أبو عقيل الأنصاري، (حسن).
300) حبيب بن زيد بن تميم البياضي، (حسن).
301) حبيب بن زيد بن عاصم الخزرجي المازني، (حسن).
302) حجاج بن عمرو، (حسن).
303) حجر بن عدي الكندي، (ثقة).
304) حذيفة بن اليمان العبسي، (خازن سر النبي (ص))، (ثقة).
305) حذيفة بن أسيد الغفاري (أبو سريحة)، (حسن).
306) حرملة بن المنذر الطائي (أبو زبيد).
307) حكيم بن أمية السلمي، (لايبعد حسنه).
308) حكيم بن جبلة العبدي الليثي، (حسن).
309) حمزة بن عبد المطلب، (ثقة أي ثقة).
310) حنظلة بن أبي حنظلة الأنصاري، (حسن، فإن كانت إمامته لمسجد قبا بأمر النبي (ص) فهو عادل).
311) حنظلة بن أبي عامر، (غسيل الملائكة)، (ثقة).
312) حيان الأعرج، (حسن).
313) حيان بن الأبجر الكناني، (لا يبعد حسنه).
314) خارجة بن زيد الخزرجي، (حسن).
315) خالد بن البكير الليثي، (حسن).
316) خالد بن الوليد الأنصاري، (حسن).
317) خالد بن أبي خالد، (حسن).
318) خالد بن أبي دجانة الأنصاري، (صحابي إمامي، حسن).
319) خالد بن ثابت الظفري، (حسن).
320) خالد بن حزام، (أخي أم المؤمنين خديجة (ع))، (حسن).
321) خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة الخزرجي، (أبو أيوب الأنصاري)، (حسن بل ثقة).
322) خالد بن سعيد بن العاص الأموي، (ثقة على الأقوى).
323) خباب بن قيضي، (حسن).
324) خبيب بن عدي بن مالك الأوسي، (حسن).
325) خداش بن قتادة الأوسي، (حسن).
326) خرشة بن الحر الحارثي، (حسن).
327) خزيمة بن ثابت الأنصاري، (ذو الشهادتين).
328) خفاف بن إيماء الغفاري، (حسن).
329) خلاد الأنصاري، (قتيل يوم قريضة)، (حسن).
330) خلاد بن رافع الخزرجي، (يحتمل حسنه).
331) خلاد بن سويد، (حسن).
332) خلاد بن عمرو الجموح الخزرجي السلمي، (حسن).
333) خندف بن بدر الأسدي، (حسن).
334) خنيس القرشي السهمي (حسن).
335) خنيس بن أبي السائب الأوسي، (حسن).
336) خنيس بن خالد الخزاعي الكعبي، (أبو صخر)، (حسن).
337) خوات بن النعمان الأنصاري، (حسن).
338) خولى بن أوس الأنصاري، (حسن).
339) خيثمة بن الحارث الأوسي، (حسن).
340) داود بن بلال بن أحيحة (أبو ليلى الأنصاري)، (حسن إن لم يكن ثقة).
341) دحية بن خليفة الكعبي، (حسن إن لم يكن ثقة).
342) ذر بن أبي ذر الغفاري، (حسن).
343) ذكوان بن عبد قيس الخزرجي الزرقي، (أبو السبيع)، (حسن).
344) ذؤيب بن كليب بن ربيعة الخولأن، (حسن).
345) رافع (مولى غزية بن عمر)، (حسن).
346) رافع بن المعلي بن لوذان الخزرجي، (حسن).
347) رافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي، (حسن).
348) رافع بن خديج الأنصاري، (إمامي حسن).
349) رافع بن زيد الأوسي الأشهلي، (الظاهر حسن حاله).
350) رافع بن مالك العجلأني الخزرجي، (حسن).
351) ربيعة بن الفضل بن حبيب بن بن زيد بن تميم الأنصاري، (حسن).
352) ربيعة بن قيس العدواني، (إمامي حسن).
353) رفاعة بن أوس الأنصاري الأشهلي، (حسن).
354) رفاعة بن رافع الخزرجي الزرقي، (حسن إن لم يكن ثقة).
355) رفاعة بن عمرو الخزرجي السالمي (أبو الوليد)، (حسن).
356) رفاعة بن مسروح الأسدي، (حسن).
357) رفاعة بن وقش الأشهلي الأنصاري، (حسن).
358) رياب بن حنيف، (حسن).
359) زاهر بن حرام الأشجعي، (حسن).
360) زاهر، (مولى عمرو بن الحمق الخزاعي، شهيد الطف فوق الوثاقة وهو صحابي كبير الشأن).
361) زرعة بن عامر الأسلمي، (حسن).
362) زهير بن العجوة، (حسن).
363) زياد بن حنظلة التميمي، (إمامي حسن).
364) زياد بن مطرف، (صحابي معتمد).
365) زيد بن أرقم الأنصاري، (قال: الفضل بن شاذان: إنه من الجماعة السابقين ومدحه أيضاً غيره).
366) زيد بن حارثة، (والد اسامة وهو كبير الشان ثقة _ على ما فهمه من كلام المامقاني).
367) زيد بن خالد الجهني، (يمكن حسنه).
368) زيد بن سهل باو طلحة، (حسن).
369) زيد بن عبيد بن المعلي بن لوذان، (حسن).
370) سالف بن عثمان الثقفي، (صحابي حسن بل ثقة).
371) سبيع أو سبع بن حاطب الأوسي، (حسن الحال).
372) ستير، (حسن، عده العلامة الحلي: من الأصفياء في خلاصته).
373) سراقة بن الحارث بن عدي العجلأني، (حسن).
374) سراقة بن حباب الأنصاري، (حسن).
375) سراقة بن عمرو بن عطية الخزرجي المازني، (حسن).
376) سعد (مولى قدامة بن مضعون)، قال إبن عبد البر في صحبته نظر، (لايبعد حسنه).
377) سعد بن الحارث بن الصمة، (حسن).
378) سعد بن الحارث بن سلمة الأنصاري العجلأني، (صحابي إمامي، شهيد الطف غني، عن التوثيق).
379) سعد بن الربيع الخزرجي، (حسن).
380) سعد بن خارجة الأنصاري (أخو زيد بن خارجة)، (حسن).
381) سعد بن خولى مولى حاطب، (حسن).
382) سعد بن خيثمة (أبو خيثمة الأنصاري الأوسي)، (حسن).
383) سعد بن سويد بن قيس (من بني خدرة من الأنصار)، (حسن).
384) سعد بن عبادة، (حسن).
385) سعد بن عمرو الأنصاري، (لايبعد حسنه).
386) سعد بن عمرو بن ثقف، (حسن).
387) سعد بن مالك الخزرجي (أبو سعيد الخدري)، (ثقة).
388) سعد بن معاذ، (ثقة).
389) سعيد بن سعيد بن العاص القرشي، (حسن).
390) سعيد بن نمران الهمذاني الناعظي، (حسن بل يمكن الحكم بعدالته).
391) سفيان بن ثابت الأنصاري، (حسن).
392) سفيان بن حاطب الأنصاري الظفري، (حسن).
393) سفينة، (خادم رسول الله (ص))، (حسن).
394) سلمان الفارسي، (المحمدي)، (ثقة وأي ثقة).
395) سلمان بن ثمامة الجعفي، (صحابي إمامي أظن حسنه).
396) سلمة بن الأكوع الأسلمي، (حسن).
397) سلمة بن أبي سلمة، (حسن).
398) سلمة بن ثابت الأنصاري الأشهلي، (حسن).
399) سلمة بن هشام المخزومي، (في أول حاله ممدوح كثيراً).
400) سليط بن ثابت بن وقش الأنصاري، (حسن).
401) سليم (مولى عمرو بن الجموح)، (حسن).
402) سليم الأنصاري السلمي، (حسن).
403) سليم بن ثابت الأشهلي، (حسن).
404) سليم بن عمرو السلمي، (حسن).
405) سليم بن ملحان الأنصاري النجاري، (حسن).
406) سليمان بن صرد الخزاعي، (ثقة بذل نفسه في مرضات الله).
407) سليمان بن عمرو بن حديدة، (حسن).
408) سماك بن خرشة بن لوذان الأنصاري الخزرجي (أبو دجانة)، (حسن).
409) سنان بن شفعلة، (حسن).
410) سنان بن عبد الرحمن، (حسن).
411) سهل بن بيضا ء القرشي الفهري، (حسن).
412) سهل بن حنيف (أبو محمد الأنصاري)، (ثقة).
413) سهل بن رومي بن وقش الأشهلي، (حسن).
414) سهل بن عدي الخزرجي، (حسن).
415) سهل بن قيس الخزرجي السلمي، (حسن).
416) سهيل بن عامر بن سعد الأنصاري، (حسن).
417) سوادة بن قيس، (صحابي حسن الحال في عهد النبي (ص) ولم يضح حاله بعده).
418) سويبق بن حاطب الأنصاري، (حسن).
419) سويد بن عمرو، (حسن).
420) شتير بن شكل العبسي، (حسن، وهو عند البعض صحابي).
421) شداد بن الأزمع الهمداني، (إمامي مجهول).
422) شداد بن أوس بن ثابت الخزرجي، (حسن).
423) شريح بن هاني بن يزيد الهمداني، (إمامي ثقة).
424) شماس بن عثمان المخزومي، (حسن).
425) شهر بن باذام، (مقتضى القاعدة وثاقته).
426) صعصعة بن صوحان، (ثقة وأي ثقة).
427) صعصعة بن ناجية (جد الفرزدق الشاعر)، (لايبعد حسنه).
428) صيفي بن قيظي الأشهلي، (حسن).
429) ضمرة بن أبي العيص الخزاعي، (حسن).
430) ضمرة بن عمرو الجهني، (حسن).
431) طفيل بن النعمان بن خنساء الخزرجي السلمي، (حسن).
432) طفيل بن عمرو بن سعد النجاري، (حسن).
433) طليب بن عمير العبدي، (حسن).
434) ظالم بن عمرو الدؤلي البصري، (أبو الأسود).
435) عابس بن ربيعة النخعي، (حسن، عده أبو نعيم في الصحابة).
436) عامر بن الأصقع الزبيدي، (ثقة على الأقوى).
437) عامر بن أبو هشام، (حسن).
438) عامر بن أمية بن زيد الخزرجي، (حسن).
439) عامر بن سعد بن الحارث بن عباد، (حسن).
440) عامر بن عبد القيس التميمي العنبري البصري، (ثقة).
441) عامر بن عمرو الأوسي (أبو حبة البدري)، (حسن).
442) عامر بن فهير (مولى أبي بكر بن أبي قحافة)، (حسن).
443) عامر بن وائلة بن الأصفع الكناني (أبو الطفيل)، (ثقة على الأقوى).
444) عائذ الأحمسي، (حسن).
445) عائذ بن سعيد الجسري، (حسن).
446) عائذ بن عمرو المزني (أبو هبيرة)، (لايبعد حسنه).
447) عباد بن سهل بن مخرمة بن قلع بن حريش الشهلي، (حسن).
448) عبادة بن الخشخاش العنبري، (حسن).
449) عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي، (ثقة).
450) عبادة بن عمرو بن محصن الأنصاري النجاري، (حسن).
451) عبادة بن قيس الخزرجي، (حسن).
452) عباس بن عبادة الأنصاري الخزرجي، (حسن).
453) عبد الرحمن بن أبزى الخزاعي، (حسن).
454) عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري اليماني، (له رواية، عن رسول الله (ص) كما ذكر المؤرخون وهو في أعلى الحسن بل ثقة).
455) عبد الرحمن بن بديل الخزاعي، (في أعلى الحسن بل ثقة إسشهد في صفين ورسول رسول الله إلى اليمن).
456) عبد الرحمن بن خراش بن الصمة بن الحرث، (حسن).
457) عبد الرحمن بن خشيل الجمحي، (شهيد صفين بحكم الثقة).
458) عبد الرحمن بن غنم، (لايبعد حسنه).
459) عبد الرحمن بن ملء أو مليء بن عمرو (أبو عثمان النهدي)، (حسن).
460) عبد الله (ذو البجادين)، (حسن).
461) عبد الله بن العباس، (إمامي حسن الحال).
462) عبد الله بن أبي أمية (إبن أخي أم سلمة)، (حسن).
463) عبد الله بن أبي أمية بن وهب (حليف بني أسد)، (حسن).
464) عبد الله بن أبي أوفى (علقمة بن الحارث الأسلمي)، (يحتمل حسنه).
465) عبد الله بن أبي بن خلف القرشي، (إمامي حسن).
466) عبد الله بن أبي جابر (والد جابر المعروف)، (حسن).
467) عبد الله بن أبي طلحة، (حسن أقلا).
468) عبد الله بن أسعد بن زرارة الأنصاري، (لايبعد حسنه).
469) عبد الله بن بجينة حليف بني عبد المطلب، (لايبعد حسنه).
470) عبد الله بن بديل، (ثقة على الأظهر).
471) عبد الله بن جبير الاوسي (ثم الثعلبي)، (حسن).
472) عبد الله بن جحش أبو محمد الأسدي، (حسن جليل).
473) عبد الله بن جعفر الطيار، (ثقة).
474) عبد الله بن خباب بن الأرت، (في أعلى الحسن بل ثقة).
475) عبد الله بن خليفة الطائي (صحابي حسن).
476) عبد الله بن ربيعة السلمي، (صحابي إمامي مجهول).
477) عبد الله بن رواحة الأنصاري، (تأمير الرسول (ص) إياه على الجيش تعديل له).
478) عبد الله بن زيد بن سهل الحارثي، (حسن).
479) عبد الله بن زيد بن عاصم الأنصاري، (حسن).
480) عبد الله بن سفيان المخزومي، (حسن).
481) عبد الله بن سلمة بن مالك البلوي العجلأني، (حسن).
482) عبد الله بن شريح من بني عبد غنم، (حسن أقلا).
483) عبد الله بن عامر بن ربيعة العنزي، (حسن).
484) عبد الله بن عبد الملك (أبو اللحم)، (حسن).
485) عبد الله بن قيس بن صرمة بن أبي أنس، (حسن).
486) عبد الله بن كعب المرادي، (حسن، شهيد صفين).
487) عبد الله بن مسعود، (إمامي ممدوح بل ثقة).
488) عبد الله بن نضلة الخزرجي، (حسن).
489) عبد خير بن يزيد الخيراني (أبو عمارة)، (حسن).
490) عبد مناف بن عبد الأسد، (لايبعد حسنه).
491) عبدة بن الحسحاس، (حسن).
492) عبيد بن التيهان، (صحابي شهيد صفين غني، عن التوثيق).
493) عبيد بن فضيلة الخزاعي، (صحابي إمامي مجهول).
494) عبيدة بن الحارث بن المطلب المطلبي (أبو الحارث)، (ثقة).
495) عتبة بن ربيع بن رافع الأنصاري الخدري، (حسن).
496) عتبة بن غزوان، (يظن حسنه).
497) عثمان بن شماس المخزومي، (حسن).
498) عثمان بن عثمان بن الشريد المخزومي المعروف بشماس، (حسن).
499) عثمان بن مظعون (أبو السائب)، (فوق الثقة).
500) عدي بن حاتم الطائي، (حسن بل ثقة).
501) عدي بن مرة بن سرامة البلوي، (حسن).
502) عرفة الأزدي، (حسن).
503) عرفة المدني، (لايبعد حسنه).
504) عروة البارقي، (تلقى الأصحاب خبره بالقبول).
505) عروة بن المسماء السلمي، (حسن).
506) عروة بن مرة بن سراقة الأنصاري، (حسن).
507) عقبة بن عامر، (صحابي إمامي مجهول).
508) عقبة بن عمر (أبي مسعود البدري).
509) عقبة بن عمرو الأنصاري، (صحابي إمامي حسن بل ثقة).
510) علاء بن عمر الأنصاري،
511) علي بن أبي طالب، (إمام معصوم عليه صلوات الله).
512) عمار بن ياسر، (فوق الوثاقة دون العصمة).
513) عمارة بن حمزة عم النبي، (لايبعد حسنه).
514) عمارة بن زياد بن السكن بن رافع الأنصاري، (حسن).
515) عمارة بن عقبة الكناني الغفاري، (حسن).
516) عمر بن أبي سلمة، (ثقة، وهو ربيب رسول الله (ص) إستشهد بصفين).
517) عمران بن الحصين الخزاعي الكعبي (أبو نجيل)، (صحابي إمامي حسن).
518) عمرو بن الجوح السلمي، (حسن).
519) عمرو بن الحمق الخزاعي، (في أعلى درجات الوثاقة).
520) عمرو بن إياس الأنصاري، (حسن).
521) عمرو بن بليل (أبو ليلى الأنصاري)، (حسن).
522) عمرو بن ثابت بن وقش بن زغبة الأنصاري، (حسن).
523) عمرو بن حزم النجاري، (معتمد عليه بل ثقة).
524) عمرو بن سعيد بن العاص الأموي، (حسن).
525) عمرو بن عبد عمرو بن نضلة، (حسن).
526) عمرو بن عوف الليثي، (صحابي إمامي مجهول).
527) عمرو بن قيس بن زيد الأنصاري، (حسن).
528) عمرو بن قيس بن مالك النجاري، (حسن).
529) عمرو بن مطرف بن عمرو الأنصاري، (حسن).
530) عمرو بن معاذ بن النعمان الأنصاري الأشهلي، (حسن).
531) عمير بن عبد عمر أبو محمد الخزاعي (ذو الشمالين)، (حسن).
532) عنترة السلمي الذكواني، (حسن).
533) عوف بن الحارث البدري، (حسن).
534) عوف بن أثاثة المطلبي، (صحابي إمامي قريب الحسن).
535) عويمر أبو تميم، (حسن).
536) غالب بن عبد الله بن مسعود الكناني الليثي، (حسن).
537) فضيل بن النعمان الأنصاري، (حسن).
538) قتادة بن نعمان بن زيد بن عامر الأنصاري، (يقرب حسنه).
539) قثم بن العباس بن عبد المطلب، (ثقة).
540) قرطة بن كعب، (صحابي إمامي ثقة).
541) قطبة بن عبد بن عمرو الخزرجي، (حسن).
542) قيس بن المكشوح (أبو شداد)، (حسن).
543) قيس بن سعد بن عبادة، (من أوثق الثقات).
544) قيس بن عمر الخزرجي، (حسن).
545) قيس بن محرث، (حسن).
546) قيس بن مخلد الخزرجي، (حسن).
547) كرز بن جابر بن حسيل الفهري، (حسن إن صحت شهادته يوم فتح).
548) كريب (أخو شتيرة)، (حسن بل ثقة).
549) كعب بن زيد الأنصاري النجاري، (حسن).
550) كعب بن عجرة، (صحابي إمامي مجهول).
551) كيسان (مولى الأنصار)، (حسن).
552) كيسان (مولى رسول الله (ص))، (لايبعد الإعتماد على روايته).
553) مالك بن التيهان (أبي الهيثم).
554) مالك بن إياس الأنصاري الخزرجي، (حسن).
555) مالك بن نويرة، (ثقة).
556) مجد بن زياد البلوي (حليف الأنصار)، (حسن).
557) محرز بن نضلة الأسدي، (حسن).
558) محمد الهمداني (خادم النبي (ص))، (حسن).
559) محمد بن أبي سلمة بن عبد الله، (حسن).
560) محمد بن أنس بن فضالة الظفري الأنصاري، (حسن).
561) محمد بن بديل بن ورقاء الخزاعي، (في أعلي الحسن إن لم يكن ثقة).
562) محمد بن ثابت بن قيس بن الشماس، (صحابي إمامي مجهول).
563) محمد بن حاطب الجمحي، (صحابي شهد جميع مشاهد علي (ع) والظاهر حسنه).
564) مرثد بن أبي مرثد، (حسن).
565) مسعود بن الأسود العبدي، (حسن).
566) مسعود بن أوس الخزرجي، (صحابي إمامي مجهول).
567) مسعود بن خراش، (حسن إن لم يكن ثقة).
568) مسعود بن سعد الأوسي الحارثي، (حسن).
569) مسعود بن سعد الزرقي، (حسن).
570) مسعود بن سويد القرشي العدوي، (حسن).
571) مصعب بن عمير القرشي، (حسن).
572) معاذ بن ماعض الخزرجي، (حسن).
573) معمر بن عبد الله القرشي العدوي، (صحابي حسن الحال في صحبته مجهول العاقبة).
574) معوذ بن عفراء، (حسن).
575) مغيث بن عبيد البلوي، (حسن).
576) مهجع (مولى عمر بن الخطاب)، (حسن).
577) ناعم بن أجيل الهمداني، (يقرب حسنه).
578) نافع بن بديل بن ورقا، (حسن).
579) نضلة بن عبيد الله (يكنى أبا برزة الأسلمي الخزاعي)، (صحابي حسن)، أقول: عده الشيخ الطوسي من أصحاب أمير المؤمنين (ع) وذكره العلامة الحلي في الأصفياء.
580) نقب بن فروة بن البدن الأنصاري، (حسن).
581) نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، (صحابي لايستبعد حسنه).
582) نوفل بن ثعلبة الخزرجي، (حسن).
583) هاشم بن أبي وقاص المرقال:.
584) هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، (صحابي ثقة على الأظهر، وهو صاحب راية علي (ع) شهيد صفين).
585) هند بن أبي هالة التميمي، (حسن).
586) هويجة الضبي، (حسن).
587) وداعة بن أبي زيد الأنصاري، (حسن).
588) وقاص بن مجزر المدلجي، (حسن).
589) وهب بن سعد بن أبي سرح العامري، (حسن).
590) يأسر بن عامر العبسي (حسن).
591) يزيد بن السكن الأنصاري، (حسن).
592) يزيد بن حاطب الظفري، (حسن).
593) يزيد بن زمعة بن الأسود القرشي، (حسن).
594) يزيد بن طعمة، (صحابي إمامي مجهول، مما يعني قبول عقيدته، وذكر الشيخ أنه من أصحاب الإمام علي (ع)).
595) يزيد بن نويرة الأنصاري الحارثي، (صحابي ثقة).
596) يسار (مولى أبي الهيثم بن التيهان)، (حسن).
597) يسار بن بلال بن أحيحة بن الجلاح الأوسي، (حسن).
598) يعلي بن أمية الحنظلي التميمي، (حسن العاقبة)[285].


([1]) المحاسن، للبرقي، 1/257، الكافي، للكليني، 2/222، وسائل الشيعة، للحر العاملي، 16/235، 252

([2]) الكافي، للكليني، 2/217، الخصال، للصدوق، 22، وسائل الشيعة، للحر العاملي، 16/204، 215

([3]) الكافي، للكليني، 2/219، معاني الأخبار، للصدوق، 162، بحار الأنوار، للمجلسي، 72/396

([4]) راجع أيضاً كتابنا، التقية الوجه الآخر.

([5]) الشهاب الثاقب وهي منظومة في الإمامة راجع مجلة تراثنا، مؤسسة آل البيت، 42/377

([6]) تقدير الشيعة للصحابة، للرفاعي، 47

([7]) الإمام الصادق، لأحمد مغنية، 113، الإمام الصادق، لمحمد أبو زهرة، 249، الإمامة وأهل البيت، لمحمد بيومي مهران، 3/42

([8]) نظرية عدالة الصحابة، لأحمد حسين يعقوب، 59

([9]) الإمام الصادق، أسد حيدر، 614

([10]) الصحابة في نظر الشيعة الإمامية لأسد حيدر، 69

([11]) عقيدة الشيعة في الإمام الصادق، لحسين مكي العاملي، 19

([12]) أجوبة مسائل جار الله، لشرف الدين، الموسوي، 10

([13]) المصدر السابق، 20

([14]) التفسير الكاشف، لمحمد جواد مغنية، 3/515

([15]) المصدر السابق، 4/412

([16]) الصحابة في الميزان، لعباس محمد، 89

([17]) المصدر السابق، 515

([18]) المصدر السابق، 533

([19]) الردود المحكمة "رد على كتاب رحماء بينهم"، لعباس محمد، 8

([20]) رسائل ومقالات، لجعفر السبحاني، 412

([21]) الأنوار النعمانية، لنعمة الله الجزائري، 2/244 (الحاشية)

([22]) بحار الأنوار، للمجلسي، 22/313

([23]) الصوارم المهرقة، للتستري، 234، وما بعدها، رسالة في الإمامة، للشيخ عباس (نجل الشيخ حسن صاحب كتاب أنوار الفقاهة)، 74

([24]) في تعليقه على كتاب التشيع للصدر، 30، 46

([25]) الإسلام على ضوء التشيع، 88

([26]) إحياء الشريعة في مذهب الشيعة، للخالصي، 1/64

([27]) لؤلؤة البحرين، ليوسف البحراني، 148، هدية العارفين، لإسماعيل باشا البغدادي، 1/744، طرائف المقال، لعلي البروجردي، 2/417

([28]) طرائف المقال، لعلي البروجردي، 2/416

([29]) رسائل الكركي، للكركي، 2/47

([30]) مشرعة بحار الأنوار، لمحمد آصف المحسني، 1/167

([31]) المحاسن، للبرقي، 1/255، الكافي، للكليني، 2/370، 95، بحار الأنوار، للمجلسي، 2/74، 72/85

([32]) المحاسن، للبرقي، 1/255، بحار الأنوار، للمجلسي، 72/74

([33]) الكافي، للكليني، 2/371، جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي 14/548

([34]) بحار الأنوار، للمجلسي، 28/67، مستدرك سفينة البحار، لعلي النمازي، 7/106، تفسير الإمام العسكري (عليه السلام)، 409، مرآة الأنوار، لأبي الحسن العاملي، 239

([35]) بحار الأنوار، للمجلسي، 28/99، ا الأنوار العلوية، لجعفر النقدي 74، مرآة الأنوار، للعاملي، 196

([36]) الكافي، للكليني، 8/51، وسائل الشيعة، للحر العاملي، 8/46، مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، 7/289، بحار الأنوار، العلامة المجلسي، 93/203، 384، جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي، 8/559

([37]) بحار الأنوار، للمجلسي، 23/205، 29/613، مستدرك سفينة البحار، لعلي النمازي، 4/133، نهج السعادة، للمحمودي، 8/389، تفسير كنز الدقائق، للميرزا محمد المشهدي، 2/24

([38]) بحار الأنوار، للمجلسي، 29/625، الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لأحمد الرحماني الهمداني، 692، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الكتاب والسنة والتاريخ، للريشهري، 3/63، غاية المرام، لهاشم البحراني، 6/17، منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (عليهم السلام)، لعلي البحراني، 551

([39]) كتاب الأربعين، للشيرازي 153، بحار الأنوار، للمجلسي، 28/348، 355، 29/626

([40]) بحار الأنوار، للمجلسي، 32/127، تفسير فرات الكوفي، 141، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) في الكتاب والسنة والتاريخ، لمحمد الريشهري، 5/28

([41]) نهج البلاغة، 3/16، بحار الأنوار، للمجلسي، 32/325، 459، 33/186، 460

([42]) كتاب الأربعين، لسليمان الماحوزي البحراني، 136

([43]) الكافي، للكليني، 8/213، الأمالي، للصدوق، 726، بحار الأنوار، للمجلسي، 65/80

([44]) الكافئة، للمفيد، 41، بحار الأنوار، للمجلسي، 32/326

([45]) تفسير العياشي، للعياشي، 2/78، بحار الأنوار، للمجلسي، 32/233

([46]) الأمالي، للمفيد، 95، بحار الأنوار، للمجلسي، 28/232

([47]) كتاب سليم بن قيس، تحقيق الأنصاري، 129، بحار الأنوار، للمجلسي، 23/125

([48]) الكافي، للكليني، 8/296، بحار الأنوار، للمجلسي، 28/255

([49]) الكافي، للكليني، 8/296، كتاب سليم بن قيس، تحقيق محمد باقر الأنصاري، 162، بحار الأنوار، للمجلسي، 28/254، 282

([50]) الكافي، للكليني، 2/244، بحار الأنوار، للمجلسي، 22/345، 33/10، 64/164

([51]) الاختصاص، للمفيد، 10، بحار الأنوار، للمجلسي، 22/440، 28/239، 64/165، اختيار معرفة الرجال، للطوسي، 1/51 معجم رجال الحديث، للخوئي، 4/315، 9/198، 19/342

([52]) الاختصاص، للمفيد، 6، بحار الأنوار، للمجلسي، 34/274، معجم رجال الحديث، للخوئي، 19/345

([53]) الكافي، للكليني، 8/245، مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، 2/375، بحار الأنوار، للمجلسي، 22/333، 28/236، تفسير العياشي، للعياشي، 1/199

([54]) بحار الأنوار، للمجلسي، 22/333، تفسير العياشي، للعياشي، 1/199، غاية المرام، لهاشم البحراني، 4/220، نفس الرحمن في فضائل سلمان، للنوري الطبرسي، 577

([55]) روضة الواعظين، للفتال النيسابوري 285، بحار الأنوار، للمجلسي، 22/342، 33/11، معجم رجال الحديث، للخوئي، 13/284

([56]) تفسير القمي، للقمي، 2/390، بحار الأنوار، للمجلسي، 33/162، 36/90، تفسير نور الثقلين، للحويزي، 5/441

([57]) مستدرك الوسائل، للنوري الطبرسي، 11/63، بحار الأنوار، للمجلسي، 32/322، جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي، 13/85، تفسير فرات الكوفي، لفرات بن إبراهيم الكوفي، 163

([58]) الكافئة، للمفيد، 40، بحار الأنوار، للمجلسي، 32/326

([59]) الكافي، للكليني، 8/345، بحار الأنوار، للمجلسي، 28/257، تفسير نور الثقلين، للحويزي، 4/334، تأويل الآيات، لشرف الدين الحسيني، 2/475، مجمع النورين، للمرندي، 91

([60])بحار الأنوار، العلامة المجلسي، 22/352،، 28/238، اختيار معرفة الرجال، الشيخ الطوسي، 1/38

([61]) بحار الأنوار، للمجلسي، 22/114، 332

([62]) الخصال، للصدوق، 607، بحار الأنوار، للمجلسي، 10/226، 27/52 29/مقدمة المحقق 28

([63]) دلائل الامامة، للطبري ( الشيعي)، 297، بحار الأنوار، للمجلسي، 31/629، 48/84

([64]) بحار الأنوار، للمجلسي، 19/156، 163، 89/66، تفسير جوامع الجامع، للطبرسي، 2/80

([65]) الكافي، للكليني، 1/373، الغيبة، للنعماني، 130، بحار الأنوار، للمجلسي، 24/189، 31/583

([66]) تفسير القمي، للقمي، 1/10، 110، 167، بحار الأنوار، للمجلسي، 24/153

([67]) مقاتل الطالبيين، للأصفهانى، 149، بحار الأنوار، للمجلسي، 47/305، بحار الأنوار، للمجلسي، 47/305

([68]) الاحتجاج، للطبرسي، 1/113، مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، 3/118، بحار الأنوار، للمجلسي، 28/206، 43/47

([69]) علل الشرائع، للصدوق، 2/531، 3/100، وسائل الشيعة، للحر العاملي، 27/116، بحار الأنوار، للمجلسي، 2/237، جامع أحاديث الشيعة، للبروجردي، 1/265

([70]) من لا يحضره الفقيه، للصدوق، 3/74، مستدرك الوسائل، للنوري الطبرسي، 17/448، بحار الأنوار، للمجلسي، 32/147

([71]) الكافي، للكليني، 1/217، بحار الأنوار، للمجلسي، 16/359، غاية المرام، لهاشم البحراني، 4/52

([72]) الطرف، لإبن طاووس، 19، بحار الأنوار، للمجلسي، 22/477، مجمع النورين، لأبي الحسن المرندي، 351

([73]) عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، للصدوق، 1/87، بحار الأنوار، للمجلسي، 29/435

([74]) بحار الأنوار، للمجلسي، 29/452، تفسير العياشي، للعياشي، 2/51

([75]) علل الشرائع، للصدوق، 1/146، عيون أخبار الرضا (عليه السلام)، للصدوق، 1/87، بحار الأنوار، للمجلسي، 29/480

([76]) الاحتجاج، للطبرسي، 1/98، بحار الأنوار، للمجلسي، 21/204، 22/323، 431، 28/192، 89/66، تفسير القمي، للقمي، 1/297، تفسير مجمع البيان، للطبرسي، 5/138

([77]) الاحتجاج، للطبرسي، 1/113، بحار الأنوار، للمجلسي، 28/284

([78]) الاحتجاج، للطبرسي، 1/227، بحار الأنوار، للمجلسي، 89/42، التفسير الصافي، للفيض الكاشاني، 1/43

([79]) بحار الأنوار، للمجلسي، 28/304، 43/199، كتاب سليم بن قيس، تحقيق محمد باقر الأنصاري، 393

([80]) وسائل الشيعة، للحر العاملي، 30/378، 419، 420، 438، 443، 521، 528، خاتمة المستدرك، للنوري الطبرسي، 5/437، خلاصة الأقوال، للعلامة الحلي، 82، 94، 139، 220

([81]) الغارات، لإبراهيم بن محمد الثقفي، 2/769، كتاب الأربعين، لمحمد طاهر القمي الشيرازي، 192، بحار الأنوار، للمجلسي، 29/648

([82]) مصباح البلاغة (مستدرك نهج البلاغة)، للميرجهاني، 1/156، مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، 2/46، الصراط المستقيم، لعلي بن يونس العاملي، 3/42، بحار الأنوار، للمجلسي، 29/558

([83]) تفسير القمي، للقمي، 1/156، التفسير الصافي، للفيض الكاشاني، 1/511، تفسير نور الثقلين، للحويزي، 1/563، تفسير كنز الدقائق، للميرزا محمد المشهدي، 2/653

([84]) تفسير القمي، للقمي، 1/170، بحار الأنوار، للمجلسي، 31/577، 66/352

([85]) تفسير القمي، للقمي، 1/388، بحار الأنوار، للمجلسي، 31/578، مرآة الأنوار، لأبي الحسن العاملي، 209

([86]) تفسير القمي، للقمي، 1/303، بحار الأنوار، للمجلسي، 22/327، التفسير الأصفى، للفيض الكاشاني، 1/486، التفسير الصافي، للفيض الكاشاني، 2/369

([87]) تفسير القمي، للقمي، 1/283، بحار الأنوار، للمجلسي، 29/429

([88]) بحار الأنوار، للمجلسي، 30/158، 36/86، تفسير القمي، للقمي، 2/300، التفسير الصافي، للفيض الكاشاني، 5/20، تفسير نور الثقلين، للحويزي، 5/26

([89]) إثبات الوصية، للمسعودي، 116، بحار الأنوار، للمجلسي، 28/307

([90]) الخصال، للصدوق، 462، اليقين، لإبن طاووس 336، بحار الأنوار، للمجلسي، 28/209

([91]) الأمالي، للصدوق، 300، علل الشرائع، للصدوق، 1/145، مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، 3/15 بحار الأنوار، للمجلسي، 29/479، 481

([92]) الخصال، للصدوق، 499، بحار الأنوار، للمجلسي، 21/223، 31/632

([93]) الاعتقادات في دين الإمامية، للصدوق، 86، مجلة تراثنا، لمؤسسة آل البيت، 8/251، 9/89

([94]) الفصول المختارة، للمفيد، 140، بحار الأنوار، للمجلسي، 35/422، 38/219

([95]) الإرشاد، للمفيد، 1/180، بحار الأنوار، للمجلسي، 22/466، 30/434

([96]) الأمالي، للمفيد، 49، الاحتجاج، للطبرسي، 1/95، بحار الأنوار، للمجلسي، 28/184

([97]) أوائل المقالات، للمفيد، 91

([98]) المصدر السابق، 48

([99]) المسائل السروية، للمفيد، 79

([100]) الأمالي، للمفيد، 139، بحار الأنوار، للمجلسي، 22/115، 27/102، 37/178، كشف الغمة، لابن أبي الفتح الإربلي، 1/326

([101]) الإرشاد، للمفيد، 1/189، بحار الأنوار، للمجلسي، 22/519

([102]) المصدر السابق، 3/92

([103]) بحار الأنوار، للمجلسي، 23/164، الشافي في الامامة، للشريف المرتضى، 3/130

([104]) اليقين، لابن طاووس 421 (الحاشية)، العقد النضيد والدر الفريد، لمحمد بن الحسن القمي 18 (الحاشية)، بحار الأنوار، للمجلسي، 14/211 (الحاشية)

([105]) بحار الأنوار، للمجلسي، 31/311، 32/218، مكاتيب الرسول، للأحمدي الميانجي، 1/601، لماذا لم يصل علي على الملوك الثلاثة، لنجاح الطائي، 103

([106]) تقريب المعارف، لأبي الصلاح الحلبي، 373

([107]) المصدر السابق، 381

([108]) المصدر السابق، 383

([109]) المصدر السابق، 382

([110]) المصدر السابق، 384

([111]) الخلاف، للطوسي، 1/29

([112]) مجالس المؤمنين، للتستري، 1/481، الاستبصار، للطوسي، 1/16، تهذيب الأحكام، للطوسي، 1/44، الفهرست، للطوسي 8

([113]) الرسائل العشر، للطوسي 124، مسألتان في النص على علي (عليه السلام)، للمفيد، 2/27

([114]) بحار الأنوار، للمجلسي، 8/368، 29/مقدمة المحقق 38، 32/331، الإمامة في أهم الكتب الكلامية، لعلي الميلاني، 277

([115]) ا المصدر السابق، 212

([116]) المصدر السابق، 226

([117]) عيون المعجزات، لحسين بن عبد الوهاب، 48، بحار الأنوار، للمجلسي، 31/593، 43/212، مجمع النورين، لأبي الحسن المرندي، 157

([118]) المسترشد، للطبري (الشيعي)، 223

([119]) المصدر السابق، 497

([120]) المسترشد، للطبري (الشيعي)، 591، مكاتيب الرسول، للأحمدي الميانجي، 1/607

([121]) الاحتجاج، للطبرسي، 1/105، بحار الأنوار، للمجلسي، 28/204

([122]) مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، 1/320، بحار الأنوار، للمجلسي، 40/156، 89/52

([123]) مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، 3/19، الاحتجاج، للطبرسي، 2/40، بحار الأنوار، للمجلسي، 29/454، 32/343

([124]) مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، 1/304، بحار الأنوار، للمجلسي، 38/219

([125]) المزار، لمحمد بن المشهدي، 282، المزار، للشهيد الأول، 88، بحار الأنوار، للمجلسي، 97/368

([126]) الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، لابن طاووس، 158

([127]) كشف المحجة لثمرة المهجة، لابن طاووس، 62

([128]) كشف المحجة لثمرة المهجة، لابن طاووس 78، المناظرات في الإمامة، لعبد الله الحسن، 327، مواقف الشيعة، للأحمدي الميانجي، 3/414

([129]) الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، لابن طاووس، 137، كتاب الأربعين، للماحوزي، 194 (الحاشية)

([130]) إقبال الأعمال، لابن طاووس، 2/249، بحار الأنوار، للمجلسي، 31/637، 37/135

([131]) إقبال الأعمال، لابن طاووس، 2/249، بحار الأنوار، للمجلسي، 31/637، 37/135

([132]) كشف الغمة، لابن أبي الفتح الإربلي، 1/255، بحار الأنوار، للمجلسي، 32/600

([133]) نور البراهين، لنعمة الله الجزائري، 1/64 (الحاشية)

([134]) كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد، للعلامة الحلي، تحقيق الآملي)، 540، بحار الأنوار، للمجلسي، 8/365، 29/مقدمة المحقق 3

([135]) بحار الأنوار، للمجلسي، 8/365، 29/مقدمة المحقق 35

([136]) الحدائق الناضرة، ليوسف البحراني، 5/175

([137]) تذكرة الفقهاء، للعلامة الحلي، 1/68، تفسير القرآن الكريم، لمصطفى الخميني، 3/268

([138]) منتهى المطلب، للعلامة الحلي، 3/224

([139]) بحار الأنوار، للمجلسي، 28/107، الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة، لعلى خان المدنى، 304

([140]) بحار الأنوار، للمجلسي، 28/111، الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة، لعلى خان المدنى، 308

([141]) وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، والد البهائي العاملي 164، رسائل في دراية الحديث، لأبي الفضل حافظيان البابلي، 1/461

([142]) الصراط المستقيم، لعلي بن يونس العاملي، 1/296

([143]) عوالي اللئالي، لابن أبي جمهور الأحسائي، 1/13، طرائف المقال، لعلي البروجردي، 2/417، لؤلؤة البحرين، ليوسف البحراني، 153

([144]) رسائل الكركي، للكركي، 2/6، 18، 23، 223، راجع مجلة تراثنا، لمؤسسة آل البيت، 39/326

([145]) تأويل الآيات، لشرف الدين الحسيني، 2/671

([146]) بحار الأنوار، للمجلسي، 8/368، 29/مقدمة المحقق 37، 69/156(ه‍(

([147]) الحدائق الناضرة، ليوسف البحراني، 5/177

([148]) وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، لوالد البهائي العاملي، 162، الصوارم المهرقة، لنور الله التستري، 6، رسائل في دراية الحديث، لأبي الفضل حافظيان البابلي، 1/459

([149]) وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، لوالد البهائي العاملي، 162، الصوارم المهرقة، لنور الله التستري، 6، رسائل في دراية الحديث، لأبي الفضل حافظيان البابلي، 1/459

([150]) وصول الأخيار إلى أصول الأخبار، لوالد البهائي العاملي، 163، رسائل في دراية الحديث، لأبي الفضل حافظيان البابلي، 1/461

([151]) التحرير الطاووسي، لحسن بن زين الدين صاحب المعالم، 117

([152]) الصوارم المهرقة، لنور الله التستري، 25

([153]) المصدر السابق، 91

([154]) المصدر السابق، 190

([155]) المصدر السابق، 194

([156]) شرح إحقاق الحق، للمرعشي، 1/5

([157]) الصوارم المهرقة، لنور الله االتستري، 193

([158]) الصوارم المهرقة للتستري 17

([159]) شرح أصول الكافي، لمحمد صالح المازندراني، ج 9/187

([160]) المصدر السابق، 7/226

([161]) المصدر السابق، 10/38

([162]) المصدر السابق، 11/259

([163]) المصدر السابق، 11/289

([164]) المصدر السابق، 6/338

([165]) المصدر السابق، 11/416

([166]) المصدر السابق، 12/131

([167]) شرح أصول الكافي، لمحمد صالح المازندراني، 12/339، تفسير كنز الدقائق، للمشهداني، 2/242 (الحاشية)

([168]) شرح أصول الكافي، لمحمد صالح المازندراني، 12/415

([169]) المصدر السابق، 12/416

([170]) التفسير الصافي، للفيض الكاشاني، 1/51

([171]) التفسير الصافي، للفيض الكاشاني، 1/94

([172]) المصدر السابق، 1/9

([173]) مختصر المحجة البيضاء، للفيض الكاشاني، 408

([174]) المحجة البيضاء، للفيض الكاشاني، 1/233

([175]) مختصر المحجة البيضاء، للفيض الكاشاني، 410

([176]) المصدر السابق، 415

([177]) تفسير الصافي، للفيض الكاشاني، 1/49

([178]) المصدر السابق، 1/54

([179]) المصدر السابق، 15، 641

([180]) المصدر السابق، 15، 641

([181]) بحار الأنوار، للمجلسي، 38/253

([182]) بحار الأنوار، للمجلسي، 22/114، 313

([183]) المصدر السابق، 28/36

([184]) بحار الأنوار، للمجلسي، 82/267، مكاتيب الرسول، للأحمدي الميانجي، 1/602

([185]) بحار الأنوار، للمجلسي، 70/371

([186]) المصدر السابق، 30/339

([187]) بحار الأنوار، للمجلسي، 30/403

([188]) تذكرة الأئمة، للمجلسي، 9 انظر أيضاً، الانتصار، للعاملي، 3/329

([189]) بحار الأنوار، للمجلسي، 35/235، انظر أيضاً، 65/110

([190]) الأنوار النعمانية، لنعمة الله الجزائري، 2/360

([191]) المصدر السابق، 2/244

([192]) المصدر السابق، 1/81

([193]) المصدر السابق، 1/97

([194]) الحدائق الناضرة، ليوسف البحراني، 1/5

([195]) الشهاب الثاقب في معرفة معنى الناصب، ليوسف البحراني، 63

([196]) الحدائق الناضرة، ليوسف البحراني، 5/179

([197]) كتاب الأربعين، لسليمان الماحوزي البحراني، 128

([198]) المصدر السابق، 133

([199]) المصدر السابق، 136

([200]) تفسير كنز الدقائق، للميرزا محمد المشهدي، 1/114

([201]) المصدر السابق، 36

([202]) المصدر السابق، 49

([203]) الحدائق الناضرة، ليوسف البحراني، 5/180، أنظر أيضاً، الهجوم على بيت فاطمة (عليها السلام)، لعبد الزهراء مهدي، 353، مأساة الزهراء (عليها السلام)، لجعفر مرتضى، 2/102

([204]) الحدائق الناضرة، ليوسف البحراني، 10/454

([205]) المصدر السابق، 5/179 ولم يعلق محقق الكتاب محمد تقي الإيرواني على هذا القول، نتائج الأفكار، للگلپايگاني، 232

([206]) المصدر السابق، 3/368

([207]) مفتاح الكرامة، لمحمد جواد العاملي، 2/45 (الحاشية)، انظر أيضاً، جواهر الكلام، للجواهري، 6/65

([208]) كشف الغطاء، لجعفر كاشف الغطاء، 1/11

([209]) حق اليقين، لعبدالله شبر، 1/369

([210])جواهر الكلام، للجواهري، 21/346، الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لأحمد الرحماني الهمداني، 657

([211]) كتاب الطهارة، للأنصاري، 2/358، الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لأحمد الرحماني الهمداني، 198

([212]) خلاصة عبقات الأنوار، لحامد النقوي، 3/289، نفحات الأزهار، لعلي الميلاني، 3/269

([213]) فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب، للنوري الطبرسي، 2

([214]) مرآة الكتب، للتبريزي، 32

([215]) مشارق الشموس الدرية، لعدنان البحراني، 127

([216]) النص والإجتهاد، لشرف الدين، 423، إلى المجمع العالمي بدمشق، لشرف الدين، 88

([217]) أجوبة مسائل جار الله، لشرف الدين، 15، كشف الحقائق، لعلي آل محسن، 172، وركبت السفينة، لمروان خليفات، 600، وقفة مع الجزائري، لحسن عبد الله، 69، الشيعة هم أهل السنة، لمحمد التيجاني، 271، وقفة مع الدكتور البوطي، لهشام آل قطيط، 32

([218]) تنقيح المقال، للمامقاني 1/213

([219]) السقيفة، لمحمد رضا المظفر، 23

([220]) المصدر السابق، 85

([221]) مستدرك سفينة البحار، للشاهرودي، 4/116

([222]) تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة، للخراساني، 1/20

([223]) النداء الأخير، الوصية السياسية الإلهية للخميني، 21

([224]) كتاب البيع، للإمام الخميني، 3/106

([225]) كتاب الطهارة، للإمام الخميني، 3/329

([226]) كشف الأسرار، للخميني، 121

([227]) المصدر السابق، 169

([228]) الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لأحمد الرحماني الهمداني، 484

([229]) المصدر السابق، 491

([230]) المصدر السابق، 492

([231]) المصدر السابق، 188

([232]) في تعليقه على كتاب حصر الإجتهاد، لآقا بزرك الطهراني، 81

([233]) وضوء النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لعلي الشهرستاني، 2/206

([234]) خاتمة المستدرك، للنوري الطبرسي، تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث 3/140 الحاشية)

([235]) المسترشد، للطبري (الشيعي)، 479 (الهامش)

([236]) بحار الأنوار، للمجلسي، 18/123 (الحاشية)

([237]) المصدر السابق، 28/195

([238]) المصدر السابق، 28/349 (الحاشية)

([239]) المصدر السابق، 28/21 (الحاشية)

([240]) المصدر السابق، 88/364

([241]) موسوعة شهادة المعصومين (عليهم السلام)، للجنة الحديث في معهد باقر العلوم (عليه السلام)، 1/154

([242]) www.shahroudi.net/arabic/7monasenat/zahraa.htm

([243]) محاضرات في الاعتقادات، لعلي الميلاني، 2/459، مظلومية الزهراء (عليها السلام)، لعلي الميلاني 59

([244]) تفسير الصافي، للفيض الكاشاني، 2/62 (الحاشية)

([245]) مكاتيب الرسول، للأحمدي الميانجي، 1/603 ومابعدها

([246]) دلائل الصدق، للمظفر، 2/29، الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، لأحمد الرحماني الهمداني، 492

([247]) في تعليقه على كتاب السقيفة أم الفتن، للخليلي، 10

([248]) السقيفة أم الفتن، للخليلي، 86، أنظر أيضاً، أبوبكر بن أبي قحافة، لعلي الخليلي، 1

([249]) السقيفة أم الفتن، للخليلي، 9

([250]) الكليني والكافي، لعبد الرسول الغفار، 55

([251]) المباهلة، لعبد الله السبيتي، 111

([252]) دراسات في علم الدراية، لعلي أكبر غفاري، 148

([253]) المصدر السابق، 2/97 (الحاشية) نقلاً عن مصباح الشريعة، 68

([254]) عبد الله بن سبا وأساطير أخرى، لمرتضى العسكري، 1/175، الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، لأحمد الرحماني الهمداني، 491

([255]) معالم المدرستين، لمرتضى العسكري، 2/38

([256]) المصدر السابق، 2/48

([257]) الشعائر الحسينية، لحسن الشيرازي، 8

([258]) االصحابة في الميزان، لعباس محمد، 656، نظرة في عدالة الصحابة، لعباس محمد، 44

([259]) الليالي الفاطمية امتداد للأيام الحسينية، لعبدالله حسين الكربلائي، 88

([260]) صحبة الرسول في ميزان المعقول والمنقول، لحسن عبدالله، 48

([261]) تدوين القرآن، لعلي الكوراني العاملي، 181، ألف سؤال وإشكال، لعلي الكوراني العاملي، 1/256

([262]) أم المؤمنين تأكل أولادها، لنبيل فياض، 70

([263]) نظريات الخليفتين، لنجاح الطائي، 2/307، يهود بثوب الإسلام، 47

([264]) نظريات الخليفتين، لنجاح الطائي، 2/164، إغتيال أبي بكر، لنجاح الطائي، 74

([265]) يهود بثوب الإسلام، لنجاح الطائي، 167

([266]) نظريات الخليفتين، لنجاح الطائي، 1/337

([267]) المصدر السابق، 1/338

([268]) المصدر السابق، 1/321

([269]) المصدر السابق، 1/323

([270]) المصدر السابق، 1/325

([271]) المصدر السابق، 1/172

([272]) المصدر السابق، 1/93

([273]) المصدر السابق، 186

([274]) المصدر السابق، 170

([275]) المصدر السابق، 171

([276]) إحقاق عقائد الشيعة، لمحمد الوحيدى، 108

([277]) شهادة الأثر على إيمان قاتل عمر، لأبي الحسين الخوئيني، 211

([278]) الإسلام في ضوء التشيع، لحسين الخراساني، 88

([279]) الإمامة تلك الحقيقة القرآنية، لزهير بيطار، 50

([280]) المصدر السابق، 49

([281]) www.alqatrah.org/question/indexphp?id=1413

([282]) www.alqatrah.org/question/indexphp?id=641

([283]) www.alqatrah.org/question/indexphp?id=888

([284]) www.alqatrah.org/question/indexphp?id=1201

[285] أنظر مثلاً : تنقيح المقال، للمامقاني، وكتاب "الفصول المهمة في تأليف الأمة"، لعبد الحسين شرف الدين الموسوي، تحت عنوان "فهرس أسماء الشيعة من الصحابة. وغيرها من المصادر الرجالية.


عدد مرات القراءة:
4415
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :