آخر تحديث للموقع :

الأربعاء 12 ربيع الأول 1445هـ الموافق:27 سبتمبر 2023م 06:09:26 بتوقيت مكة

جديد الموقع

الصحيفة السجادية ..
الكاتب : فيصل نور ..

الصحيفة السجادية

     من أهم كتب الدعاء عند الشيعة، ويحوي على أدعية منسوبة لعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم الملقب بـ "السجاد", وأكثر هذه الأدعية مكذوبة عليه، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله[1].
     وقد عظم الشيعة من شأن هذا الكتاب رغم الكلام في سنده، حتى سموه بـ "زبور آل محمد" و"إنجيل أهل البيت" و"أخت القرآن" و" مصباح أهل البيت" و"الصحيفة الكاملة"[2].
     وللكتاب أكثر من شرح وتفسير وتعليق، أهمها "رياض السالكين" لعلي الحسيني المدني. وجمع بعض علماء الشيعة مجموع أدعية السجاد من المصادر الروائية الأخرى ونشروها كمستدرك للصحيفة السجادية. ومن أهم وأشمل هذه الكتب: الصحيفة السجادية لمحسن الأمين العاملي التي اشتملت على 183 دعاءً. والصحيفة السجادية الجامعة لمحمد باقر الموحد الإصفهاني والتي اشتملت على 270 دعاءً ومناجاة، وهي أكمل صحيفة حيث اشتملت على كل أدعية السجاد المتناثرة في شتى الكتب.
     والكثير من أدعية الكتاب فيها من التوحيد، والإقرار بالذنب ورجاء التوية، ومدح الصحابة رضي الله عنهم، وهي أمور في غالبها تتعارض مع عقائد الشيعة كما هو واضح.
     ومن أمثلة ما جاء عن الإمام زين العابدين في مدح الصحابة رضي الله عنهم في الصحيفة السجادية قوله رحمه الله : اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحابة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره وكانفوه وأسرعوا إلى وفادته، وسابقوا إلى دعوته، واستجابوا لـه، حيث أسمعهم حجة رسالاته، وفارقوا الأزواج والأولاد في إظهار كلمته، وقاتلوا الآباء والأبناء في تثبيت نبوته، وانتصروا به، ومن كانوا منطوين على محبته يرجون تجارة لن تبور في مودته، والذين هجرتهم العشائر إذ تعلقوا بعروته، وانتفت منهم القرابات إذ سكنوا في ظل قرابته، فلا تنس لهم اللهم ما تركوا لك وفيك، وأرضهم من رضوانك وبما حاشوا الخلق عليك، وكانوا مع رسولك دعاة لك إليك، واشكرهم على هجرهم فيك ديار قومهم، وخروجهم من سعة المعاش إلى ضيقه ومن كثرت في إعزاز دينك من مظلومهم، اللهم وأوصل إلى التابعين لهم بإحسان الذين يقولون: (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ) [الحشر:10] خير جزائك الذين قصدوا سمتهم، وتحروا وجهتهم في بصيرتهم، ولم يختلجهم شك في قفو آثارهم والائتمام لهم يدينون بدينهم، ويهتدون بهديهم، يتفقون عليهم ولا يتهمونهم فيما أدوا إليهم[3]
     ولكن كشأن علماء الشيعة في رد أمثال هذه الروايات التي تخالف عقائدهم، قال المجلسي تعقيباً على دعاء زين العابدين رحمه الله هذا: وقد ذكر سيد الساجدين عليه السلام في الدعاء الرابع من الصحيفة الكاملة في فضل الصحابة والتابعين ما يغني اشتهاره عن إيراده ، وينبغي أن تعلم أن هذه الفضائل إنما هي لمن كان مؤمنا منهم لا للمنافقين ، كغاصبي الخلافة وأضرابهم وأتباعهم ، ولمن ثبت منهم على الايمان واتباع الأئمة الراشدين ، لا للناكثين الذين ارتدوا عن الدين[4].


[1] منهاج السنة، لإبن تيمية، 6/ 306

[2] أنظر لهذه الأسماء: الصحيفة السجادية، للإمام زين العابدين ( ع ) ،  10 ، 651 ، 654 ، 656 ، 671 ، 675 ، فتح الأبواب - السيد ابن طاووس 76 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 107 / 45 ، الذريعة، لآقا بزرك الطهراني، 15/ 18 ، رياض السالكين في شرح صحيفة سيد الساجدين ( ع ) - السيد علي خان المدني الشيرازي - ج 1 / 3 ، منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة - حبيب الله الهاشمي الخوئي - ج 16 / 116 ، مصادر نهج البلاغة وأسانيده - السيد عبد الزهراء الحسيني الخطيب - ج 3 / 151 ، الرسائل الرجالية - محمد بن محمد ابراهيم الكلباسي - ج 2 / 561 ، أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 1 / 158 ، شرح زيارة عاشوراء - الفاضل المازندراني 50(ه‍)  وغيرها كثير

([3]) الصحيفة السجادية: من دعائه في الصلاة على أتباع الرسل ومصدقيهم.

[4] بحار الأنوار، للمجلسي، 22/ 313

عدد مرات القراءة:
3190
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :