آخر تحديث للموقع :

الأربعاء 12 ربيع الأول 1445هـ الموافق:27 سبتمبر 2023م 06:09:26 بتوقيت مكة

جديد الموقع

الكشفية ..
الكاتب : فيصل نور ..

الكشفية

     من الأسماء التي تطلق على الطائفة الشيخية، أو الفرق المنبثقة عنها. وسموا بهذا اللقب لأنهم يعتقدون بأن اللقاء بين الإمام ونائبه المجتهد يتم عن طريق الكشف، أو من الكشف والإلهام، أو من إن الله قد كشف غطاء الجهل وعدم البصيرة في الدين عن بصائرهم.
     يقول كاظم الرشتي : هم الذين كشف عن ابصارهم الغشاوة وعن قلوبهم الزيغ والغباوة، وهم الذين كشفت عن قلوبهم ظلمة الشكوك والشبهات وهم الذين كشفت بصيرتهم عن كل فتنة وكشفت عن اعين قلوبهم الشين وازال عنها الرين والمين[1].
     وقال : المراد بالشيخي والكشفي أصحاب الشيخ الاعظم والعماد الاقوم[2]. أي الشيخ الأحسائي.
     وقال : وهذا الاسم - أي الكشف - وان كان يصلح لغيرهم ممن هذا شأنهم من الذين قبل الشيخ وبعده الذين لم يأخذوا عنه الا ان قد غلب الاستعمال فيهم بمقابلة غيرهم كالامامية لان الاسم للاثني عشرية وان صح اطلاقه على كل من له امام[3].
     ويقول محسن الأمين : ويسمون بالشيخية أي أتباع الشيخ أحمد الأحسائي. وسموا بالكشفية نسبه إلى الكشف والالهام الذي يدعيه هو ويدعيه له أتباعه وهي طريقة ظهرت في تلك الأعصار ومبناها على التعمق في ظواهر الشريعة وادعاء الكشف كما أدعاه جماعة من مشائخ الصوفية[4].
     ويقول أحمد الكاتب : طرح الشيخ أحمد الأحسائي نظرية الكشف المشابهة لنظريات بعض الصوفية، وقال:  إن الإنسان اذا صفت نفسه وتخلص من أكدار الدنيا يستطيع أن يتصل بأحد الأئمة من أهل البيت عن طريق الكشف والأحلام ، فيوحي له الأئمة بالعلم الغزير وتكشف له الحجب ، وادعى انه حصل على العلم بهذه الطريقة الكشفية وقال : أنه رأى في منامه ذات ليلة الامام الحسن بن علي فأجابه عن مسائل كانت غامضة ، ثم وضع فمه الشريف على فمه وأخذ يمج فيه من ريقه ، وإنه علمه بيتا من الشعر كلما قرأه قبل النوم رأى في منامه أحد الأئمة وأتيحت له فرصة التعلم منه[5].
     وقال علي الوردي : والظاهر إن هذا هو السبب الذي جعل خصوم الشيخيين ينبزونهم بلقب الكشفية إذ هم يعتمدون في عقائدهم على الكشف كما يفعله الصوفية[6].
     وعلى هذا، أي إطلاق مصطلح الكشفية على الإحسائية أو الشيخية الكثير من الشعية.
يقول جعفر السبحاني : الكشفية ، ويقال لها أيضا الشيخية[7].
     وذكر الطهراني في ذريعته كتاب الشهاب المبين في رد البارقة الحيدرية وقال : هو في رد الشيخية الكشفية[8]. وفي موضع آخر : البارقة الحسينية في دفع الشبه الوهمية والرد على الكشفية الشيخية[9].
     وذكر محسن الأمين في أكثر من موضع إضافة لما مر : الفرقة الكشفية الملقبة أيضا بالشيخية[10].
     ولم يقتصر هذا الأمر على الشيعة فحسب، فهذا الزركلي يقول في ترجمة الأحسائي: مؤسس مذهب (الكشفية) نسبة إلى الكشف والالهام وكان يدعيهما وتبعه أتباع ربما قيل لهم (الشيخية) أيضا ، نسبة إلى ( الشيخ أحمد ) صاحب الترجمة[11].
     ولكن الألوسي رحمه الله يقول : الرشتية، وكثيرا ما يقال لها الكشفية، وهو لقب لقبهم به بعض وزراء الزوراء أعلى الله تعالى درجته إلى أعلى عليين، وهم أصحاب السيد كاظم الحسيني الرشتي وهو تلميذ الأحسائي وخريجه لكن خالفه في بعض المسائل، وكلماته ترشح بما هو أدهى وأمر مما ترشح به كلمات شيخه، حتى ان الاثني عشرية يعدونه من الغلاة، وهو يبرأ مما تشعر به ظواهر كلماته، وقد عاشرته كثيرا فلم أدرك منه ما يقوله فيه مكفروه من علماء الاثني عشرية، نعم عنده على التحقيق غير ما عندهم في الأئمة وغيرهم مما يتعلق بالمبدأ والمعاد، ولقد وجدت أكثر ما يقرره ويحرره مما لا برهان له سوى سراب شبه يحسبه الظمآن ماء، ولا أظن ان مخالفاته لشيخه تجعله وأصحابه القائلين بقوله فرقة غير الشيخية[12].
     ويرى البعض أن هذه التسمية أطلقها عليهم خصومهم، كما يقول الموسوي : أما تسميتهم بـ"الكشفية" فان مخالفيهم أرادوا ان ينبزوهم بهذا اللقب مؤوّلين له أنهم قد كشف الغطاء عن قلوبهم فيرون العلوم والأحكام ولا يحتاجون إلى نبي ووصي ولا إلى ولي، ولكن مؤلفات علماء الشيخية الكثيرة وواقع أتباعهم المشاهد يبرّؤهم من هذه النسب[13].
     ويتواجد الكشفية اليوم بشكل رئيس في الكويت وهناك مقر زعامتهم، كما يتواجد بعضهم في مدينة الهُفوف وبعض القرى بالأحساء ولهم أيضاً بعض الأتباع في تبريز بإيران وبعض المدن الجنوبية بالعراق.
 
     أنظر : الشيخية. 


[1] انظر: دليل المتحيرين، لكاظم الرشتي، 25

[2] المصدر السابق

[3] المصدر السابق

[4] أنظر : أعيان الشيعة، لمحسن الأمين،  2 /589

[5] مقال المرجعية الشيخية مستقلة وتعتمد النظام الوراثي العمودي، لأحمد الكاتب منشور على موقعه.

[6] لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، لعلي الوردي، 2 /141

[7] موسوعة طبقات الفقهاء - اللجنة العلمية في مؤسسة الإمام الصادق ( ع ) - ج 13 /79 ، 435

[8] الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج 14 /255

[9] امصدر السابق، 26 / 82

[10] أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 5 /209

[11] الأعلام - خير الدين الزركلي - ج 1 / 129

[12] نهج السلامة إلى مباحث الإمامة/المبحث الأول في بيان فرق الشيعة، لإبي الثناء الألوسي، 19

[13] مجموعة رسائل وأجوبة مسائل، لعلي السيد عبد الله الموسوي، 1 /16

عدد مرات القراءة:
1756
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :