آخر تحديث للموقع :

الجمعة 9 ربيع الآخر 1446هـ الموافق:11 أكتوبر 2024م 10:10:01 بتوقيت مكة
   أنظر كيف يحث علماء الشيعة أتباعهم على هجر القرآن ..   عند الشيعة من لا يعتقد بتحريف القرآن لا يعتبر من شيعة أهل البيت ..   مصحف آل الصدر وسورة مقتدى الصدر ..   هل هناك فرق بين الله عزوجل والأئمة عنتد الشيعة؟ ..   يعتقد الشيعة أن القرآن من دون العترة كتاب ضلال ..    مشاهدات من زيارة الأربعين 2024م ..   تم بحمد الله إصلاح خاصية البحث في الموقع ..   ضريح أبو عربانة ..   شكوى نساء الشيعة من فرض ممارسة المتعة عليهن ..   باعتراف الشيعة أقذر خلق الله في شهوة البطن والفرج هم أصحاب العمائم ..   قصة الجاسوسة الإسرائيلية في إيران ..   طقوس جديدة تحت التجربة ..   تحريض مقتدى الصدر على أهل السنة ..   فنادق جديدة في بغداد وكربلاء لممارسة اللواط ..   يا وهابية: أسوار الصادق نلغيها ..   حتى بيت الله نحرقة، المهم نوصل للحكم ..   كيف تتم برمجة عقول الشيعة؟ ..   لماذا تم تغيير إسم صاحب الضريح؟ ..   عاشوريات 2024م ..   اكذوبة محاربة الشيعة لأميركا ..   عند الشيعة: القبلة غرفة فارغة، والقرآن كلام فارغ، وحبر على ورق وكتاب ظلال ..   الأطفال و الشعائر الحسينية .. جذور الإنحراف ..   من يُفتي لسرقات وصفقات القرن في العراق؟ ..   براءة الآل من هذه الأفعال ..   باعترف الشيعة أقذر خلق الله في شهوة البطن والفرج هم أصحاب العمائم ..   الشمر زعلان ..   معمم يبحث عن المهدي في الغابات ..   من كرامات مقتدى الصدر ..   من صور مقاطعة الشيعة للبضائع الأميركية - تكسير البيبسي الأميركي أثناء قيادة سيارة جيب الأميركية ..   من خان العراق ومن قاوم المحتل؟   ركضة طويريج النسخة النصرانية ..   هيهات منا الذلة في دولة العدل الإلهي ..   الشيعة والآيات الجديدة ..   من وسائل الشيعة في ترسيخ الأحقاد بين المسلمين ..   سجود الشيعة لمحمد الصدر ..   عراق ما بعد صدام ..   جهاز الاستخبارات الاسرائيلي يرفع السرية عن مقطع عقد فيه لقاء بين قاسم سليماني والموساد ..   محاكاة مقتل محمد الصدر ..   كرامات سيد ضروط ..   إتصال الشيعة بموتاهم عن طريق الموبايل ..   أهل السنة في العراق لا بواكي لهم ..   شهادات شيعية : المرجع الأفغاني إسحاق الفياض يغتصب أراضي العراقيين ..   محمد صادق الصدر يحيي الموتى ..   إفتتاح مقامات جديدة في العراق ..   كمال الحيدري: روايات لعن الصحابة مكذوبة ..   كثير من الأمور التي مارسها الحسين رضي الله عنه في كربلاء كانت من باب التمثيل المسرحي ..   موقف الخوئي من انتفاضة 1991م ..   ماذا يقول السيستاني في من لا يعتقد بإمامة الأئمة رحمهم الله؟ ..   موقف الشيعة من مقتدى الصدر ..   ماذا بعد حكومة أنفاس الزهراء ودولة العدل الإلهي في العراق - شهادات شيعية؟ ..

" جديد الموقع "

الكيسانية ..
الكاتب : فيصل نور ..

الكيسانية

     من فرق الشيعة التي لا وجود لها في عصرنا الحاضر. وقد إختُلف في علة تسميتهم وعقائدهم وفيمن إنتسب إليهم من شعراء ككُثيِّر عزة والحِميري وما نسب إليهم من أشعار في تأييد مذهبهم القائل بإمامة محمد بن علي بن أبي طالب، المعروف بإبن الحنفية رحمه الله (16 - 81 هـ).
     وهذه بعض النقول من علماء الفريقين تبين حقيقة هذه الفرقة، وسنكتفي بإيراد أقوال المتقدمين منهم، بإعتبار أن المتأخرين ليسوا سوى ناقلين عنهم في الغالب. وسنعتمد الترتيب الزمني لتواريخ وفياتهم، كعادتنا في هذا الكتاب.
 
أولاً : من أقوال علماء أهل السنة :
     ابن قتيبة (ت : 276 هـ) :  الكيسانية من الرافضة . هم أصحاب المختار بن أبي عبيد، ويذكرون أن لقبه : كيسان[1] .
    الأشعري (ت : 324 هـ) : الكيسانية إحدى عشرة فرقة وإنما سموا كيسانية لأن المختار الذي خرج وطلب بدم الحسين بن علي ودعا إلى محمد بن الحنفية كان يقال له كيسان ويقال إنه مولى لعلي بن أبي طالب رضوان الله عليه.
     الفرقة الأولى يزعمون أن علي بن أبي طالب نص على إمامة ابنه محمد بن الحنفية لأنه دفع إليه الراية بالبصرة.
     والفرقة الثانية يزعمون أن علي بن أبي طالب نص على إمامة ابنه الحسن بن علي وأن الحسن بن علي نص على إمامة أخيه الحسين بن علي وأن الحسين بن علي نص على إمامة أخيه محمد بن علي وهو محمد بن الحنفية.
     والفرقة الثالثة هي الكربية أصحاب أبي كرب الضرير. يزعمون أن محمد بن الحنفية حي بجبال رضوى أسد عن يمينه ونمر عن شماله يحفظانه يأتيه رزقه غدوة وعشية إلى وقت خروجه وزعموا أن السبب الذي من أجله صبر على هذا الحال أن يكون مغيباً عن الخلق أن لله تعالى فيه تدبيراً لا يعلمه غيره ومن القائلين بهذا القول كثير الشاعر وفي ذلك يقول:
ألا إن الأئمة من قريش ... ولاة الحق أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه ... هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان وبر ... وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا يذوق الموت حتى ... يقود الخيل يقدمها اللواء
تغيب لا يرى فيهم زماناً ... برضوى عنده عسل وماء
     والفرقة الرابعة يزعمون أن محمد بن الحنفية إنما جعل بجبال رضوى عقوبة لركونه إلى عبد الملك بن مران وبيعته إياه.
     والفرقة الخامسة يزعمون أن محمد بن الحنفية مات وأن الإمام بعده ابنه أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية.
     والفرقة السابعة يزعمون أن الإمام بعد أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية ابن أخيه الحسن بن محمد بن الحنفية وأن أبا هاشم أوصى إليه ثم أوصى الحسن إلى ابنه علي بن الحسن وهلك علي ولم يعقب فهم ينتظرون رجعة محمد بن الحنفية ويقولون أنه يرجع ويملك فهم اليوم في التيه لا إمام لهم إلى أن يرجع إليهم محمد بن الحنفية في زعمهم.
     والفرقة الثامنة يزعمون أن الإمام بعد أبي هاشم محمد بن علي بن عبد الله بن العباس. قالوا: وذلك أن أبا هاشم مات بأرض الشراة منصرفه من الشام فأوصى هناك إلى محمد بن علي بن عبد الله بن العباس وأوصى محمد بن علي إلى ابنه إبراهيم بن محمد ثم أوصى إبراهيم بن محمد إلى أبي العباس ثم أفضت الخلافة إلى أبي جعفر المنصور بوصية بعضهم إلى بعض.
     والفرقة التاسعة وهي الحربية أصحاب عبد الله بن عمرو بن حرب وهي التاسعة من الكيسانية. يزعمون أن أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية نصب عبد الله بن عمرو بن حرب إماماً وتحولت روح أبي هاشم فيه ثم وقفوا على كذب عبد الله بن عمرو بن حرب فصاروا إلى المدينة يلتمسون إماماً فلقوا عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فدعاهم إلى أن يأتموا به فاستجابوا له ودانوا بإمامته وادعوا له الوصية وافترقوا في أمر عبد الله بن معاوية ثلاث فرق: فزعمت فرقة منهم أنه قد مات.
وزعمت فرقة منهم أخرى أنه بجبال أصبهان وأنه لم يمت ولا يموت حتى يقود بنواصي الخيل إلى رجال من بني هاشم. وزعمت فرقة أخرى أنه حي بجبال أصبهان لم يمت ولا يموت حتى يلي أمور الناس وهو المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم.
     والصنف الحادي عشر من الرافضة وهي البيانية أصحاب بيان بن سمعان التميمي وهو الصنف العاشر من الكيسانية. يزعمون أن أبا هاشم أوصى إلى بيان بن سمعان التميمي وأنه لم يكن له أن يوصي بها إلى عقبه.
     ولحادي عشر من الكيسانية. يزعمون أن الإمام بعد أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب[2].
     الإسفرائيني (ت : 418 هـ) : الكيسانية هم أتباع المختار بن أبي عبيدة الثقفي الذي قام بثأر الحسين بن علي بن أبي طالب ، وقتل أكثر الذين قتلوا حسينا بكربلاء ، وكان المختار يقال له : كيسان ، وقيل : إنه أخذ مقالته عن مولى لعلي رضي الله عنه كان اسمه كيسان . وافترقت الكيسانية فرقا يجمعها شيئان : أحدهما : قولهم بإمامة محمد بن الحنفية ، وإليه كان يدعو المختار بن أبي عبيدة . والثاني : قولهم بجواز البداء على الله عز وجل . واختلفت الكيسانية في سبب إمامة محمد بن الحنفية ، فزعم بعضهم أنه كان إماما بعد أبيه علي بن أبي طالب .وقال آخرون منهم : إن الإمامة بعد علي كانت لابنه الحسن ، ثم للحسين ، ثم صارت إلى محمد بن الحنفية بوصية أخيه الحسين إليه حين خرج من المدينة إلى مكة حين طولب بالبيعة ليزيد بن معاوية . ثم افترق الذين قالوا بإمامة محمد بن الحنفية ، فزعم قوم منهم يقال لهم ( الكربية ) أصحاب أبي كرب الضرير : أن محمد بن الحنفية حي لم يمت ، وإنه في جبل رضوى ، وعنده عين من الماء وعين من العسل يأخذ منه رزقه ، وعن يمينه أسد ، وعن يساره نمر ، يحفظانه من أعدائه إلى وقت خروجه ، وهو المهدي المنتظر . وذهب الباقون من الكيسانية إلى الإقرار بموت محمد بن الحنفية ، واختلفوا في الإمام بعده ، فمنهم من زعم أن الإمامة بعده رجعت إلى ابن أخيه علي بن الحسين زين العابدين ، ومنهم من قال برجوعها بعده إلى أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية . واختلف هؤلاء في الإمام بعد أبي هاشم ، فمنهم من نقلها إلى محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بوصية أبي هاشم إليه ، وهذا قول الراوندية ، ومنهم من زعم أن الإمامة بعد أبي هاشم صارت إلى بيان بن سمعان ، ومنهم من زعم أنها انتقلت بعد أبي هاشم إلى عبد الله بن عمرو بن حرب ، وادعت هذه الفرقة إلوهية عبد الله بن عمرو .
     البغدادي (ت: 429 هـ) : والكيسانية منهم فرق كثيرة ترجع عن التحصيل إلى فرقتين : إحداهما تزعم ان محمد بن الحنفية هي لم يمت وهم على انتظاره ويزعمون انه المهدى المنتظر والفرقة الثانية منهم مقرون بإماميته في وقته وبموته وينقلون الإمامة بعد موته إلى غيره ويختلفون بعد ذلك في المنقول إليه[3]. وقال في موضع آخر تحت عنوان "ذكر الكيسانية من الرافضة" : هؤلاء اتباع المختار بن أبى عبيد الثقفي الذي قام بثأر الحسين بن على بن أبي طالب وقتل أكثر الذين قتلوا حسينا بكربلاء وكان المختار ويقال له كيسان وقيل أنه أخذ مقالته عن مولى لعلى رضي الله عنه كان اسمه كيسان وافترقت الكيسانية فرقا يجمعها شيئان : أحدهما قولهم بإمامة محمد ابن الحنفية وإليه كان يدعو المختار بن أبى عبيد والثاني قولهم بجواز البدء على الله عز وجل ولهذه البدعة قال بتكفيرهم كل من لا يجيز البدء على الله سبحانه واختلفت الكيسانية في سبب إمامة محمد ابن الحنفية فزعم بعضهم  أنه كان إماما بعد أبيه على بن أبى طالب رضى الله عنه واستدل على ذلك بان عليا دفع إليه الراية يوم الجمل وقال له : اطعنهم طعن أبيك تحمد * لا خير في الحرب إذا لم تزبد. وقال آخرون منهم إن الإمامة بعد على كانت لابنه الحسن ثم للحسين بعد الحسن ثم صارت إلى محمد بن الحنفية بعد أخيه الحسين بوصية أخيه الحسين إليه حين هرب من المدينة إلى مكة حين طولب بالبيعة ليزيد بن معاوية ثم افترق الذين قالوا بإمامة محمد ابن الحنفية فزعم قوم منهم يقال لهم الكربية أصحاب أبى كرب الضرير ان محمد بن الحنفية حي لم يمت وانه في جبل رضوى وعنده عين من الماء وعين من العسل يأخذ منهما رزقه وعن يمينه أسد وعن يساره نمر يحفظانه من أعدائه إلى وقت خروجه وهو المهدي المنتظر. وذهب الباقون من الكيسانية إلى الاقرار بموت محمد بن الحنفية واختلفوا في الإمام بعده فمنهم من زعم أن الإمامة بعده رجعت إلى ابن أخيه على بن الحسين زين العابدين ومنهم من قال برجوعها بعده إلى أبى هاشم عبد الله بن محمد ابن الحنفية. واختلف هؤلاء في الإمام بعد أبى هاشم فمنهم من نقلها إلى أبي محمد بن على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بوصية أبى هاشم إليه وهذا قول الراوندية ومنهم من زعم أن الإمامة بعد أبي هاشم صارت إلى بيان بن سمعان وزعموا أن روح الله تعالى كانت في أبى هاشم ثم انتقلت منه إلى بيان ومنهم من زعم ان تلك الروح انتقلت من أبي هاشم إلى عبد الله بن عمرو بن حرب وادعت هذه الفرقة إلهية عبد الله بن عمرو بن حرب. والبيانية والحربية كلتاهما من فرق الغلاة نذكرهما في الباب الذي نذكر فيه فرق الغلاة وكان كثير الشاعر على مذهب الكيسانية الذين ادعوا حياة محمد بن الحنفية ولم يصدقوا بموته ولذا قال في قصيدة له  .. فذكر الأبيات التي مرت، وغيرها.
     وكان الشاعر المعروف بالسيد الحميري أيضا على مذهب الكيسانية الذين ينتظرون محمد بن الحنفية ويزعمون أنه محبوس بجبل رضوى إلى أن يؤذن له بالخروج ولهذا قال في شعر له :
ولكن كل من في الأرض فان * بذا حكم الذي خلق الإماما
     وكان أول من قام بدعوة الكيسانية إلى إمامة محمد بن الحنفية المختار بن أبي عبيد الثقفي...ثم رفع خبر المختار إلى ابن الحنفية وخاف من جهة الفتنة في الدين فأراد قدوم العراق ليصير إليه الذين اعتقدوا إمامته وسمع المختار ذلك فخاف من قدومه العراق ذهاب رياسته وولايته فقال لجنده انا على بيعة المهدى ولكن للمهدى علامة وهو أن يضرب بالسيف ضربة فان لم يقطع السيف جلده فهو المهدى وانتهى قوله هذا إلى ابن الحنفية فأقام بمكة خوفا من ان يقتله المختار بالكوفة. ثم ان المختار خدعته السبئية الغلاة من الرافضة فقالوا له أنت حجة هذا الزمان وحملوه على دعوى النبوة فادعاها عند خواصه وزعم أن الوحي ينزل عليه[4].
ثانياً : من أقوال علماء الشيعة :
المسعودي (ت : 346 هـ) : الشيعة الكيسانية ، وهم القائلون بإمامة محمد بن الحنفية ، وقد تنازعت الكيسانية بعد قولهم بإمامة محمد بن الحنفية : فمنهم من قطع بموته ، ومنهم من زعم أنه لم يمت وأنه حي في جبال رَضْوَى ، وقد تنازع كل فريق من هؤلاء أيضاً ، وإنما سموا بالكيسانية لإضافتهم الى المختار بن أبي عبيد الثقفي ، وكان اسمه كيسان ، ويكنى أبا عمرة ، وأن علي بن أبي طالب سماه بذلك ، ومنهم من رأى أن كيسان أبا عمرة هو غير المختار ، وقد أتينا على أقاويل فرق الكيسانية وغيرهم من فرق الشيعة وطوائف الأمة في كتابنا في "المقالات في أصول الديانات" وذكرنا قول كل فريق منهم ، وما أيد به مذهبه ، وقول من ذكر منهم أن ابن الحنفية دخل الى شِعْب رَضْوى في جماعة من أصحابه فلم يعرف لهم خبر إلى هذه الغاية .وقد ذكر جماعة من الأخباريين أن كُثَيّراً الشاعر كان كَيْسانياً ، ويقول : إن محمد بن الحنفية هو المهدي الذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت شراً وجوراً .وحكى الزبير بن بكار في كتابه "أنساب قريش" في أنساب آل أبي طالب وأخبارهم منه قال : أخبرني عمي ، قال : قال كثير أبياتاً له يذكر ابن الحنفية رضي الله عنه ، وأولها :
هو المهديُّ خَبَّرناه كعْبٌ ** أخو الأحبار في الحِقَبِ الخوالي
أقر الله عيْني إذ دعاني ** أمين الله يلطف في السؤال
وأثنى في هواي عليَّ خيراً ** وساءل عن بَنيَّ وكيف حالي
وفيه يقول أيضا كُثير :.. فذكر الأبيات التي مرت.
وفيه يقول السيد الحميريّ ، وكان كيسانياً :
ألا قل للوصيّ قَدَتْك نفسي  ** أطَلْتَ بذلك الجبل المقاما
أضرَّ بمعشر وَالوْك منا ** وسَمَّوْك الخليفة والإماما
وعادَوْا فيك أهل الأرض طُرّا ** مغيبك عنهم سبعين عاما
وما ذاق ابنُ خَوْلة طعم موت ** ولا وارتْ له أرضٌ عِظاما
لقد أمسى بمردف شِعْب رَضْوى ** تُراجعه الملائكةُ الكلاما
وفيه يقول السيد أيضاً :
يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى ** وبنا إليه من الصبابة أوْلَقُ
حتى متى ؟ وإلى متى ؟ وكم المدَى ؟ وكم المدَى ؟ ** يا ابن الرسول وأنت حيٌّ تُرْزقُ
وللسيد فيه أشعار كثيرة لا يأتي عليها كتابنا هذا .
وذكر علي بن محمد بن سليمان النوفلي في كتابه الأخبار مما سمعناه من أبي العباس بن عمار ، قال : حدثنا جعفر بن محمد النوفلي ، قال : حدثنا إسمعيل الساحر ، وكان رواية السيد الحميري ، قال : ما مات السيد إلا على قوله بالكيسانية وأنكر قوله في القصيدة التي أولها :
تَجَعْفَرْتُ باسمِ الله ، والله أكبرُ
قال أبو الحسن علي بن محمد النوفلي عقيب هذا الخبر : وليس يشبه هذا شعر السيد ، لأن السيد مع فصاحته وجزالة قوله لا يقول "تَجَعْفَرْتُ باسم الله"[5].
     الكشي (ت : 350 هـ) : المختار هو الذي دعا الناس إلى محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية وسموا الكيسانية وهم المختارية وكان لقبه كيسان ، ولقب بكيسان لصاحب شرطه المكنى أبا عمرة وكان اسمه كيسان . وقيل ، انه سمي كيسان بكيسان مولى علي بن أبي طالب عليه السلام[6].
     النوبختي (ت : ق 3) : وفرقة قالت بإمامة محمد بن علي بن أبي طالب ابن الحنفية بعد علي لأنه كان صاحب راية أبيه يوم البصرة دون أخويه الحسن والحسين، فسموا الكيسانية، وهم المختارية أيضا.  إنما سموا بذلك لأن رئيسهم الذي دعاهم لذلك كان المختار بن أبي عبيد الثقفي، وكان لقبه كيسان، وهو الذي طالب بدم الحسين بن علي وثأره حتى قتل من قتلته وغيرهم من قتل ومن قدر عليه ممن حاربه، وقتل عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد، وادعى أن محمد بن الحنفية أمره بذلك وأنه الإمام بعد أبيه. وإنما لقب المختار كيسان لأن صاحب شرطته المكنى بأبي عمرة كان اسمه كيسان وكان أشد إفراطا في القول والفعل والقتل من المختار، وكان يقول إن محمد بن الحنفية وصي علي بن أبي طالب وأنه الإمام وأن المختار وصي محمد بن الحنفية وعامله ويكفر من تقدّم عليا ويكفر أهل صفين والجمل، وكان المختار لا يكفر من تقدّم عليا ويكفر أهل صفين وأهل الجمل، وكان كيسان يزعم أن جبرئيل عليه السلام يأتي المختار بالوحي من عند الله عز وجل فيخبره بذلك ولا يراه. وقال بعض العلماء والرواة إنه سمي كيسان بكيسان مولى علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو الذي حمله على الطلب بدم الحسين بن علي عليه السلام ودله على قتلته، وكان صاحب سره ومؤامراته والغالب على أمره. فأصحاب أبي عمرة (كيسان) من المختارية يزعمون أنهم اليوم في التيه لا إمام له ولا قيم ولا مرشد لأن عليا كان أوصى إلى الحسن وأوصى الحسن إلى الحسين وأوصى الحسين إلى محمد بن الحنفية، فكان العلم والمقنع في دار التقية، فلما أذنب الذنب الذي عاقبه الله من أجله وأخرجه من داره ومن بين أصحابه حتى أوغله في جبل وعر وغار مظلم كما أهبط آدم من الجنة إلى الأرض عقوبة له على معصيته، وكما عاقب ذا النون حتى قذف به في بطن الحوت في الحبر فكانت تلك عقوبته إذ كان إماما على سبيل عقوبة الأنبياء والرسل المقربين، فلما أراد الله إخراجه إلى ذلك الشعب وإيلاجه في ذلك الكهف وحضره الأمر وحجّه الرسول نبذ الأمر إلى ابنه عبد الله أبي هاشم وقد كان قد علم أنه لا يعقب فيتم الحجه بنسله، ولكن لم يكن بحضرته علي بن الحسين ولا الحسن بن الحسن، وعلم أن ذلك عقوبة من الله من نفسه وفي ولده، بركونه إلى عبد الملك بن مروان الجبار وبيعته له. وكانت الإمامة وديعة عند الإمام الصامت أبي هاشم إذ غيب الله الإمام الناطق، فلما مات أبو هاشم ولم يعقب ولم يوص بها إلى أحد من رهطه لأن الله تبارك وتعالى أراد أن يعيدها إلى محمد بن الحنفية بعد تمام العقوبة والمدة وقدر الاستحقاق كما أخرج ذا النون في حبسه وأعاده إلى عز نبوته، والناس اليوم يدخلون فيما يخرجون منه ويخرجون مما يدخلون فيه، لا يعرفون حجة من غيره ولا حقا من شبهة ولا يقينا من خبرة، حتى يبعث الله الإمام العالم محمد المكنى بأبي القاسم على رغم الراغم والدهر المتفاقم فيملك الأرض جميعا. وهكذا لفظهم. وقالوا مٍن علي قولا عظيما جاوزوا فيه قول عبد الله بن سبأ. وسنأتي على مقالتهم في موضع حاجتنا إليه ولا حول ولا قوة إلا بالله[7].
     المفيد (ت : 413 هـ) : أول من شذ عن الحق من فرق الإمامية " الكيسانية " وهم أصحاب المختار ، وإنما سميت بهذا الاسم لأن المختار كان اسمه أولاً كيسان ، وقيل إنما سمي بهذا الاسم لأن أباه حمله وهو صغير فوضعه بين يدي أمير المؤمنين عليه السلام قالوا : فمسح يده على رأسه وقال : كيس كيس فلزمه هذا الاسم ، وزعمت فرقة منهم أن محمد بن علي عليه السلام استعمل المختار على العراقيين بعد قتل الحسين عليه السلام وأمره بالطلب بثأره وسماه كيسان لما عرف من قيامه ومذهبه ، وهذه الحكايات في معنى اسمه عن الكيسانية خاصة ، فأما نحن فلا نعرف إلا أنه سمى بهذا الاسم ولا نتحقق معناه .وقالت هذه الطائفة بإمامة أبي القاسم محمد بن أمير المؤمنين عليه السلام ابن خولة الحنفية ، وزعموا أنه هو المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، وأنه حي لم يمت ولا يموت حتى يظهر الحق ، وتعلقت في إمامته بقول أمير المؤمنين عليه السلام يوم البصرة : أنت ابني حقا ، وأنه كان صاحب رايته كما كان أمير المؤمنين عليه السلام صاحب راية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان ذلك عندهم الدليل على أنه أولى الناس بمقامه . واعتلوا في أنه المهدي بقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لن تنقض الأيام والليالي حتى يبعث الله عز وجل رجلا من أهل بيتي اسمه اسمي وكنيته كنيتي واسم أبيه اسم أبي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا . قالوا : وكان من أسماء أمير المؤمنين عليه السلام : عبد الله ، بقوله : أنا عبد الله وأخو رسول الله وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر .وتعلقوا في حياته بأنه إذا ثبت إمامته وأنه القائم ، فقد بطل أن يكون الإمام غيره ، وليس يجوز أن يموت قبل ظهوره فتخلو الأرض من حجة ، فلا بد على صحة هذه الأصول من حياته . وهذه الفرقة بأجمعها تذهب إلى أن محمدا رحمه الله كان الإمام بعد الحسن والحسين عليهما السلام وقد حكي عن بعض الكيسانية أنه كان يقول : إن محمدا كان الإمام بعد أمير المؤمنين عليه السلام ويبطل إمامة الحسن والحسين عليه السلام ويقول : إن الحسن عليه السلام إنما دعا في باطن الدعوة إلى محمد بأمره وأن الحسين عليه السلام ظهر بالسيف بإذنه وأنهما كانا داعيين إليه وأميرين من قبله وحكي عن بعضهم أن محمدا مات وحصلت الإمامة بعده في ولده وأنها انتقلت من ولده إلى ولد العباس ابن عبد المطلب ، وقد حكي أيضا أن منهم من يقول : إن عبد الله بن محمد حي لم يمت وأنه القائم وهذه حكاية شاذة وقيل : إن منهم من يقول : إن محمدا قد مات وأنه يقوم بعد الموت وهو المهدي وينكر حياته ، وهذا أيضا قول شاذ .وجميع ما حكيناه بعد الأول من الأقوال فهو حادث ألجأ القوم إليه الاضطرار عند الحيرة وفراقهم الحق . والأصل المشهور ما حكيناه من قول الجماعة المعروفة بإمامة أبي القاسم بعد أخويه  عليها السلام والقطع على حياته وأنه القائم . مع أنه لا بقية للكيسانية جملة وقد انقرضوا حتى لا يعرف منهم في هذا الزمان أحد إلا ما يحكى ولا يعرف صحته[8] .


[1] المعارف، لإبن قتيبة الدينوري، 622 

[2] مقالات الإسلاميين، لإبي الحسن الأشعري، 1/91

[3] الفَرق بين الفِرق، لعبد القاهر البغدادي، 30 

[4] المصدر السابق، 46. انظر أيضاً : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، لإبن خلكان، 4/172 ، الملل والنحل، للشهرستاني، 1/147 ، رسالة الغفران، لإبي العلاء المعري، 255 ، الوافي بالوفيات، للصفدي، 24/287

[5] مروج الذهب ومعادن الجوهر، للمسعودي، 3/77

[6] إختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي )، للطوسي، 1/342

[7] فرق الشيعة، للحسن بن موسى النوبختي، 33

[8] الفصول المختارة، للمفيد، 296 ، أنظر أيضاً : الصراط المستقيم، لعلي بن يونس العاملي النباطي البياضي، 2/266 ، النجاة في القيامة في تحقيق أمر الإمامة، لميثم البحراني، 192 ، تفسير المحيط الأعظم، لحيدر الآملي، 4/335 ، معجم رجال الحديث، للخوئي، 19/109

عدد مرات القراءة:
3295
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :