آخر تحديث للموقع :

الأربعاء 12 ربيع الأول 1445هـ الموافق:27 سبتمبر 2023م 06:09:26 بتوقيت مكة

جديد الموقع

المراجعات ..
الكاتب : فيصل نور ..

المراجعات

     كتاب ألَّفه عبد الحسين شرف الدين الموسوي (ت : 1957م) ، جمع فيه مراسلات حوارية بينه وبين شيخ الأزهر سليم البشري رحمه الله (ت : 1916م) حول موضوع الإمامة، غير أن جمعاً من أهل السنة ينكرون أصل هذه المراسلات، كما سيأتي تفصيله.
     ويعد هذا الكتاب من أشهر الكتب الحوارية الشيعية، وهو من أوائل الكتب التي تُعطى للمتشيعين، والذين يرغب الشيعة بدعوتهم إلى مذهبهم.
     وقد كتب باللغة العربية، ثم تُرجم إلى لغات أخرى كالفارسية، والأردوية، والبنگالية، والألمانية، والفرنسية، والروسية، الأذرية، والإندونيسية، والألبانية، وغيرها.
     وقد كتب بعض علماء الشيعة في تأييد وتميم هذا كتاب عدة مصنفات، منها:

  1. "تشييد المراجعات وتفنيد المكابرات" لعلي الحسيني الميلاني.

  2. "سبيل النجاة في تتميم المراجعات" لحسين الراضي.

 
     وقد رد الكثير من أهل السنة على الكتاب، ومن أشهر هذه الردود:

  1. "المراجعات المفتراة على شيخ الأزهر البشري "الفرية الكبرى" لعلي أحمد السالوس.

  2. "البينات في الرد على أباطيل المراجعات" لمحمود الزعبي.

  3. "الحجج الدامغات لنقد كتاب المراجعات" لأبي مريم بن محمد الأعظمي.

  4. "وقفات مع كتاب المراجعات" للشيخ عثمان الخميس.

  5. "المراجعات دراسة نقدية حديثية" للشيخ عثمان الخميس أيضاً.

  6. "السياط اللاذعات في كشف كذب وتدليس صاحب المراجعات" لعبد الله بن عبشان الغامدي.

  7. "كتاب المراجعات كتاب الكذب والمفتريات" لراشد بن عبد المعطي بن محفوظ.

  8. وكذلك التعليقات الألبانية على المراجعات في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة.

وقد أُخذ على الكتاب مسائل كثيرة، عُدت أمارات على وضعه، ومن هذه الملاحظات العامة:

  1. أن الكتاب لم ينشر الا بعد انتقال البشري الى رحمة الله بربع قرن. وقد ذكر المؤلف ذلك في مقدمة كتابه قائلاً: هذه صحف لم تكتب اليوم ، وفكر لم يولد حديثاً وإنما هي صحف انتظمت منذ زمن يربو على ربع قرن.أ.ه ولم يذكر الموسوي سبب تأخر إخراج هذه المراجعات طوال هذه السنين إلا بسبب الحوادث والكوارث التي عرقلت نشرها وطبعها. ومع ذلك لم يقدم لنا الموسوي حادثة أو كارثة واحدة من هذه الحوداث والكوارث.

  2. لو صح ذلك عن البشري لعرف عنه بعد ذلك في مجالسه ودروسه وكتاباته فإنه عاش وقتا طويلاً بين أقرانه وتلاميذه بعد تلك المراجعات المزعومة.

  3. لم تنشر هذه المناظرة الا من طرف واحد.

  4. المذكرات المتبادلة بين المتناظرين لا يوجد لها أى أثر في ملفات مشيخة الأزهر.

  5. لم ينشر المؤلف أي صور من أجوبة البشري والتي بلغت (56) رسالة.

  6. لم يطلع أحد من علماء مصر على هذه المناظرات ولم يؤخذ رأيهم في شىء منها.

  7. كيف لرجلٍ  كالبشري يشغل أكبر منصب روحي في البلاد الإسلامية ويمثل عقيدة مليار مسلم أن تنتهي مناظراته بالتسليم والإذعان لحجج واهية أجمع على رفضها السلف والخلف واتفق على نبذها الأولون والآخرون. دون أن يطلب من زملائه جماعة كبار العلماء مشاركته في تحمل المسئولية واصدار قرار نهائي من لجنة الإفتاء في هذا الموضوع.

  8. على فرض أن البشري تصرف بمفرده، واعتبر ردوده تعبيرا عن وجهة نظره الخاصة. أما كان من اللائق بمؤلف المراجعات أن يثبت صدقه بعرض مراجعاته على جماعة كبار العلماء لأخذ آرائهم وتسجيل موافقات الموافقين دون المعترضين ونشر صور زنكوغرافية عنها.

  9. المؤلف أظهر علاّمة أهل السنة وشيخ أزهرهم، والذي جاوز الثمانين من عمره، بصورة الجاهل بالكتاب والسنة معاً، حتى بالكتب التي تدرّس لطلاب الأزهر، ويسلّم بكل ما يقوله المؤلف. بل وزاد على ذلك بأن صور شيخ الأزهر بمظهر العاجز حتى عن معرفة أحاديث في كتب أهل السنة لا في كتب الشيعة، فنجد شيخ الأزهر ـ كما يزعم الموسوي، يرسل رسالة يقول فيها : تكرر منك ذكر الغدير فاتل حديثه من طريق أهل السنة نتدبره. وفي رسالة أخري يقول البشري : حدثنا بحديث الوراثة من طرق أهل السنة والسلام. فهل شيخ الأزهر يجهل ذلك حتى يضطر إلى تكليف الموسوي ولديه علماء الأزهر وطلابه؟

  10. إن أي قارئ للعربية يجد بما لا يدع مجالاً للشك أن أسلوب السائل والمجيب قد خرجا من جمجمة واحدة لتشابه الأسلوب بما فيه من سجع مقيت لا يتكرر في أسلوب رجلين تصادف أن يتكاتبا، وما فيه من مبالغات لا تعرف إلا عن الشيعة، وهو يجافى ما عرف من نثر للشيخ البشرى. وقد أقر الموسوي بذلك حيث ذكر في مقدمة كتابه : وأنا لا أدعي أن هذه الصحف تقتصر على النصوص التي تألفت يومئذ بيننا ولا أن شيئا من ألفاظ هذه المراجعات خطه غير قلمي.

  11. الشيخ البشرى لم يراجع الموسوى ولو مرة واحدة ولم يورد ولو حديثا واحداً من أحاديث أهل السنة يبين بها ضعف هذه الأسانيد المفتراة، ولا سرد دليلا واحدا على صحة مذهب السنّة، وهو القائل: "والله لو هُدِمَ مذهب مالك لأقمته" وذلك لتبحره في العلم الشرعيّ، وفي علم الحديث خاصة؟. يقول شيخنا عثمان الخميس حفظه الله : حاولت حصر كلام البشري فبلغ كلام البشري فقط 42 صفحة، وتكلم الموسوي من خلال 636 صفحة ثم يقولون هذا مراجعات. فأي مراجعات هذه؟ ثم ذكر تفاصيل ذلك وهذا موجز بما فصله: (المراجعة رقم 7) هذا فقط قول الشيخ سليم البشري (اربع اسطر) فقط. (المراجعة رقم 9) يسأل ويطلب المزيد. (المراجعة رقم 15) مدح وثناء. (المراجعة رقم 25) يطلب فقط. (المراجعة رقم 31) مدح وسؤال. (المراجعة رقم 33) يسأل فقط. (المراجعة رقم 35) ثناء ثم طلب المزيد. (المراجعة رقم 43) يثني ثناءً عجيب.. ثم يسأل الطالب الاستاذ. (المراجعة رقم 47) رجاء ... ثم سؤال. (المراجعة رقم 51 و 53) يسأل فقط.  (المراجعة رقم 55) سؤال فقط. (المراجعة رقم 61) فقط يسأل ولا يرد شبهة. (المراجعة رقم 65) سطر واحد فقط ويسأل. (المراجعة رقم 73) مدح ثم سؤال. (المراجعة رقم 85) ثناء ثم سؤال. (المراجعة رقم 89) ثناء ثم رجاء. (المراجعة رقم 97) طلب فقط بأن يكمل. (المراجعة رقم 99) مدح ثم سؤال. (المراجعة رقم 101) مدح ثم سؤال. (المراجعة رقم 103) يسأل فقط. (المراجعة رقم 107) يسأل فقط. (المراجعة رقم 109) يسأل فقط.

     وجاء عن بعض عائلة الشيخ سليم البشري رحمه الله ما ملخصه : إني كحفيد الشيخ الإمام سليم البشرى شيخ الإسلام وشيخ الأزهر، الذى افترى عليه الموسوى ما خيّلت له أحلامه وتشعبت به في طرق الخداع أوهامه، أقرر لكل من تقع عيناه على هذا الإفتراء البيّن الموسوم بالمراجعات أن ليس لهذا الكتاب صلة بالشيخ البشرى رحمه الله، هو لم يكتبه ولا سأل سؤالا ورد فيه ولا اطلع عليه، إذ إن الكاذب أثر الموسوى قد نشر أوهامه بعد سنوات من وفاة البشرى ليضمن انتشار كذبه دون مراجعة صادقة لمراجعاته الكاذبة. ولو كان لهذا الوهم المكذوب أثر لوجده أولاده وهم تسعة أولاد، وفيهم من هو في مقام من العلم لا يُضاهى كجدى الشيخ عبد العزيز البشرى إمام العربية وجاحظ العصر، أو لوجده من بعده أحفاده، كما وجد أخوالي حسين وعبد الحميد عبد العزيز البشري مسوّدات كتاب الشيخ عبد العزيز بعد وفاته فحقّقوها وطبعوها في كتاب "قطوف"، أو الأستاذ الجليل خالنا المستشار طارق عبدالفتاح البشري الذي نشأ في منزل الشيخ سليم ونقب فيما ترك من ورائه منذ طفولته، أو من بعد أولاد أحفاده ممن اهتم بالعلم الشرعيّ ونقب فيه عما خبئ من آثار. تعاقبت الأجيال الثلاثة ولم يسمع أحد لهذا الأثر من ركزٍ، إلا من طريق من شهدت عليه أحجار الأرض بالكذب والوضع. ونعجب، إن كان دين هؤلاء الرافضة هو تكفير الصحابة رضوان الله عليهم والكذب عليهم وهم أعلام هذه الأمة وأسيادها، كيف يستغرب كذبهم ووضعهم على شيخ الإسلام سليم البشرى؟
     ألا هل بلّغت، اللهم فاشهد.
     عن عائلة الشيخ سليم بن ابي فراج البشرى.
     د. طارق عبدالحليم[1].


[1] http://www.tariqabdelhaleem.net/new/Artical-201

عدد مرات القراءة:
1846
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :