آخر تحديث للموقع :

الجمعة 24 جمادى الأولى 1445هـ الموافق:8 ديسمبر 2023م 05:12:47 بتوقيت مكة

جديد الموقع

المفوّضة ..
الكاتب : فيصل نور ..

المفوّضة

 فرقة من غلاة الشيعة ظهرت زمن الإمام الصادق رحمه الله، ترى أن آل محمد موجودات فوق البشر، ذو علم مطلق يشمل علم الغيب، ولهم القدرة على التصرف في الكائنات، وتعتقد أن الله تعالى قد فوض إليهم أمور الكائنات من الخلق والرزق، وأعطاهم صلاحية التشريع، وبالتالي فإنهم بالناحية العملية يقومون بجميع الأعمال التي يفعلها الخالق.
    يقول المفيد: والمفوضة صنف من الغلاة، وقولهم الذي فارقوا به من سواهم من الغلاة اعترافهم بحدوث الأئمة وخلقهم ونفي القدم عنهم وإضافة الخلق والرزق مع ذلك إليهم، ودعواهم أن الله سبحانه وتعالى تفرد بخلقهم خاصة، وأنه فوض إليهم خلق العالم بما فيه وجميع الأفعال[1].
    ويقول المجلسي: وأما التفويض فيطلق على معان بعضها منفي عنهم عليهم السلام وبعضها مثبت لهم، فالأول التفويض في الخلق والرزق والتربية والإماتة والاحياء، فإن قوما قالوا: إن الله تعالى خلقهم وفوض إليهم أمر الخلق فهم يخلقون ويرزقون ويميتون ويحيون، وهذا الكلام يحتمل وجهين:
    أحدهما أن يقال: إنهم يفعلون جميع ذلك بقدرتهم وإرادتهم وهم الفاعلون حقيقة، وهذا كفر صريح دلت على استحالته الأدلة العقلية والنقلية، ولا يستريب عاقل في كفر من قال به.
    وثانيهما: أن الله تعالى يفعل ذلك مقارنا لإرادتهم كشق القمر وإحياء الموتى وقلب العصا حية وغير ذلك من المعجزات، فإن جميع ذلك إنما تحصل بقدرته تعالى مقارنا لإرادتهم لظهور صدقهم، فلا يأبى العقل عن أن يكون الله تعالى خلقهم وأكملهم وألهمهم ما يصلح في نظام العالم، ثم خلق كل شئ مقارنا لإرادتهم ومشيتهم.وهذا وإن كان العقل لا يعارضه كفاحا لكن الاخبار السالفة تمنع من القول به فيما عدا المعجزات ظاهرا بل صراحا، مع أن القول به قول بما لا يعلم إذ لم يرد ذلك في الأخبار المعتبرة فيما نعلم[2].
 
    ومما جاء في ذمهم في كتب الشيعة:
    ما رواه شيخهم الصدوق عن أبي عبد الله عليه السلام أنه حكى لهما الاذان فقال: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، حي على خير العمل، حي على خير العمل، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، لا إله إلا الله، والإقامة كذلك.ولا بأس أن يقال في صلاة الغداة على أثر حي على خير العمل " الصلاة خير من النوم " مرتين للتقية.وقال مصنف هذا الكتاب رحمه الله: هذا هو الاذان الصحيح لا يزاد فيه ولا ينقص منه، والمفوضة لعنهم الله قد وضعوا أخبارا وزادوا في الاذان " محمد وآل محمد خير البرية " مرتين، وفي بعض رواياتهم بعد أشهد أن محمدا رسول الله " أشهد أن عليا ولي الله " مرتين، ومنهم من روى بدل ذلك " أشهد أن عليا أمير المؤمنين حقا " مرتين ولا شك في أن عليا ولي الله وأنه أمير المؤمنين حقا وأن محمدا وآله صلوات الله عليهم خير البرية، ولكن ليس ذلك في أصل الاذان، وإنما ذكرت ذلك ليعرف بهذه الزيادة المتهمون بالتفويض، المدلسون أنفسهم في جملتنا[3].
    ولكن اليوم لا يخلو أذان شيعي في العالم من هذه الزيادة، فهو أصبح جل الشيعة مفوضة؟
    وعن زرارة أنه قال، قلت للصادق عليه السلام: إن رجلا من ولد عبد الله بن سبأ يقول بالتفويض. قال عليه السلام: وما التفويض؟ قلت: يقول: إن الله عز وجل خلق محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وعليا عليه السلام ثم فوض الأمر إليهما، فخلقا، ورزقا، وأحييا، وأماتا.فقال: كذب عدو الله، إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد (أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار). فانصرفت إلى رجل فأخبرته بما قال الصادق عليه السلام فكأنما ألقمته حجرا، أو قال: فكأنما خرس[4].
    وعن بريد عمير بن معاوية الشامي قال: دخلت على علي بن موسى الرضا بمرو فقلت له: يا بن رسول الله رروى لنا عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام قال: إنه لا جبر ولا تفويض بل أمر بين أمرين فما معناه ؟ قال: من زعم أن الله يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال بالجبر ومن زعم أن الله عز وجل فوض أمر الخلق والرزق إلى حججه عليهم السلام فقد قال بالتفويض والقائل بالجبر كافر والقائل بالتفويض مشرك[5]
    بل جعلوا في المسألة أبواباً في بعض مصنفاتهم كباب: نفى الغلو في النبي والأئمة صلوات الله عليه وعليهم، وبيان معاني التفويض وما لا ينبغي أن ينسب إليهم منها وما ينبغي[6].   
    رغم هذا، تحوي كتب الشيعة على آلاف الروايات في الغلو. ولعل ذلك مصداق قول المامقاني إن القدماء كانوا يعدون ما نعده اليوم من ضروريات مذهب الشيعة غلواً وارتفاعاً، وكانوا يرمون بذلك أوثق الرجال كما لا يخفى على من أحاط خبراً بكلماتهم. وقال في موضع آخر: إن ما يعتبر غلواً في الماضي أصبح اليوم من ضرورات المذهب[7]


[1] تصحيح اعتقادات الإمامية، للمفيد، 134

[2] بحار الأنوار، للمجلسي، 25 /347

[3] من لا يحضره الفقيه، للصدوق، 1 /290

[4] الإعتقادات في دين الإمامية، للصدوق، 100

[5] عيون أخبار الرضا ( ع ) - الشيخ الصدوق - ج 1 /114، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 5 /12، 25 /329، مسند الإمام الرضا ( ع ) - الشيخ عزيز الله عطاردي - ج 1 /37

[6] بحار الأنوار، للمجلسي، 108 /355

[7] تنقيح المقال، للمامقاني، 3 /23، 240

عدد مرات القراءة:
7272
إرسال لصديق طباعة
الأثنين 12 محرم 1445هـ الموافق:31 يوليو 2023م 07:07:15 بتوقيت مكة
حسين المهتدي  
يقول الاحمق قاهر اوهامه
أن الزيادة في تشهد القوم ليست إلا جزئية مستحبة وكأن ذلك خفي على الصدوق وأبلغ الوحي هذا المعتوه بهذا العلم ، وهذا
خروج منه ومراوغة عن اصل المسألة وهي إتيان الشيعة بأحد أصول المفوضة عندهم وجعلها من ضرورات المذهب وبهذا يتضح أن القوم ليسوا متفقين على أصل بل لا يعتبرون لعقائدهم أي قواعد أصولية منهجية فالأمر أصبح هوى ولعب ،
ماكان كفراً في القدم يصبح اليوم وتحت هوى العمائم اصلا وضرورة من ضرورات المذهب !
وهذا لعمري أشبه بقول نسخ الكفر بالإيمان ، بأن يكون احد اقوال المفوضة والذي هو ضلال وزيغ عندهم ، ايمان واصل وضرورة اليوم فهذا عين التناقض .
وأتى بعدها ليحاول التلبيس والكذب والتقول على اخينا الفاضل صاحب المقال بأن المامقاني لم يقل بأن الاحاديث الواردة في منزلتهم كانت من الغلو
ولعل هذا السفيه فاته أن صاحب المقال لمح بأن تلك كانت مصداق كلام المامقاني !
فالمامقاني أشار بسياق التعريض على كلام العلماء المتقدمين بأنهم كانوا يعدون الاحاديث تلك
بأنها غلو ومن مسالك المفوضة ، فكلامه في التعريض
يصرح ضمنياً بصحة نسبة التفويض والغلو في تلك الاحاديث بحسب قول متقدمي علماء الشيعة وإلا فعلى أي تهمة رموهم بالغلو ؟
أليس بتلك الاحاديث وأنها مسلك المفوضة يا أحمق ؟
إن كنت جاهلاً ولم تقرأ فهذا علاجه العلم ، وإن كنت تعلم وتنكر فهذا
ليس له نصيب إلا من ضعف دينك وموقفك المخزي في دفاعك عن الباطل بباطل
ولا تثريب عليكم يا شيعة في هذا ، لأن نصر دينكم بالكذب
هو ديانة تتعبدون فيها وتتقربون لله طاعة لحديث امامكم القائل( اذا لقيتم اهل البدع فأكثروا من سبهم والقول فيهم والوقيعة وباهتوهم )
والحمد لله على نعمة الهداية لدين الاسلام من ظلمات التشيع .
الثلاثاء 23 ذو القعدة 1444هـ الموافق:13 يونيو 2023م 06:06:25 بتوقيت مكة
قاهر النواصب  
قال الناصبي:ولكن اليوم لا يخلو أذان شيعي في العالم من هذه الزيادة، فهو أصبح جل الشيعة مفوضة؟
أقول : كون زيادتها من المفوضة على فرض التسليم بصحة كلامه رحمه الله لا يعني أنه أصبح جل الشيعة مفوضة حتى على رأي الشيخ الصدوق رضوان الله تعالى عليه فالمفوضة كما ذكرت أنت لهم اعتقادات خاصة بهم لا يقول بها الشيعة ، فمجرد زيادة الشهادة الثالثة في الأذان حتى على فرض التسليم بصحة كلامه رحمه الله وأنها فعلا من زياداتهم إلا أن ذلك لا يوجب أن يكون جل الشيعة مفوضة لمجرد هذه الزيادة مضافا إلى أن المفوضة كما يظهر من عبارته قدس سره كانوا يأتون بها في الأذان على نحو الجزئية من الأذان والإقامة وجل الشيعة يأتون بها اليوم لا على نحو الجزئية وإنما لكونها مستحبة في نفسها للعمومات الآمرة بالإتيان بها بعد الشهادتين .

قال الناصبي : رغم هذا، تحوي كتب الشيعة على آلاف الروايات في الغلو. ولعل ذلك مصداق قول المامقاني إن القدماء كانوا يعدون ما نعده اليوم من ضروريات مذهب الشيعة غلواً وارتفاعاً، وكانوا يرمون بذلك أوثق الرجال كما لا يخفى على من أحاط خبراً بكلماتهم. وقال في موضع آخر: إن ما يعتبر غلواً في الماضي أصبح اليوم من ضرورات المذهب .

أقول : كذبت يا عدو الله في زعمك أن كتبنا تحوي آلاف الروايات في الغلو ، وهذا خلط متعمد منك يا كذاب بين روايات التفويض وغيرها من الروايات المثبتة لعلو مقامهم وجلالة شأنهم عليهم السلام ، فحاولت أن تلبس على القارئ أن القول بالتفويض أصبح اليوم من ضروريات المذهب عن طريق استشهادك بعبارة المامقاني مع أن عبارته ليست ناظرة إلى القول بالتفويض وشبهه أصلا بل هي ناظرة إلى أمور أخرى نحو نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فالقدماء كانوا يرون أن نفي السهو عن النبي غلوا وارتفاعا أما اليوم فقد أصبح من ضروريات المذهب
 
اسمك :  
نص التعليق :