-
محمد حسين النائيني (1355 هـ) : لا يخفى ان ما استقر عليه مذهبنا المقدس من ولاية ائمتنا الطاهرين صلوات الله عليهم اجمعين على تمام ما في العالم هو اعظم من جميع ذلك، وهل مخاطبة الشمس والقمر والجمادات والنباتات والحيوانات معهم الا من فروع تلك الولاية المطلقة، ولو خاطبهم وكلمهم ما في السماوات والارضين يعرفون من يخاطبهم ويكلمهم بما لهم صلوات الله عليهم من الولاية عليه، والله العالم[10].
-
محمد جواد مغنية (ت: 1400 هـ): ذكر في كتابه "فلسفات إسلامية"، على عدم كونها من ضرورات المذهب، وأنه لا دليل عليها، فكل شيء ممكن بإذن الله، ولكن العبرة بالوقوع لا بالإمكان، وبالإثبات لا بالثبوت، فوجوب الإيمان بولاية التكوين ليس من ضرورات الدين ولا المذهب.
-
علي الحسيني البهشتي (ت: 1401 هـ): سئل: هل الاعتقاد بأن الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) متصرف في الأمور الكونية كيفما يشاء بمدد من الله يعتبر من الغلو؟ فأجاب: بسمه تعالى: الاعتقاد بالصورة المذكورة لا غلو فيه. والله العالم[11].
-
الخميني (1409 هـ): إن للامام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون[12].
-
الخوئي (ت: 1413 هـ): في ولايتهم عليهم السلام التكوينية أما الجهة الأولى، فالظاهر أنه لا شبهة في ولايتهم على المخلوق بأجمعهم، كما يظهر من الأخبار، لكونهم واسطة في الايجاد، وبهم الوجود، وهم السبب في الخلق، إذ لولاهم لما خلق الناس كلهم، وإنما خلقوا لأجلهم، وبهم وجودهم، وهم الواسطة في الإفاضة، بل لهم الولاية التكوينية لما دون الخالق. فهذه الولاية نحو ولاية الله تعالى على الخلق ولاية ايجادية، وإن كانت هي ضعيفة بالنسبة إلى ولاية الله تعالى على الخلق، وهذه الجهة من الولاية خارجة عن حدود بحثنا وموكولة إلى محله[13].
-
جواد التبريزي (ت: 1427 هـ): وأمّا الولاية التكوينية، فهي التصرّف التكويني بالمخلوقات إنساناً كان أو غيره، ويدلّ عليها آيات، منها قوله تعالى: {وَأوحَينَا إلَى' مُوسَى' أنْ ألْق عَصَاكَ فَإذَا هيَ تَلقَفُ مَا يَأفَكُونَ فَوَقَعَ الحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعمَلُونَ فَقَبلوا هُنَالكَ وَانْقَلَبُوا صَاغرينَ} ومنها قوله تعالى: {إذ قَالَ اللّهُ يَا عيسَى' ابنَ مَريمَ اذكُر نعمَتي عَلَيكَ وَعَلى' وَالدَتَكَ إذ أيَّدتُكَ برُوح القُدُس تُكَلِّمُ النَّاسَ في المَهد وَكَهلاً وَإذ عَلَّمْتُكَ الكتَابَ وَالحكمَةَ وَالتَّورَاةَ وَالإنجيلَ وَإذ تَخلُقُ منَ الطِّين كَهَيئَة الطَّير بإذني فَتَنفُخُ فيهَا فَتَكُونُ طَيراً بإذني وَتُبرئُ الأكمَهَ وَالأبرَصَ بإذني} إلخ، حيث أسند اللّه الفعل إلى الأنبياء. وغيرها من الآيات. وبما أنّه لا يحتمل أن يكون ذلك ثابت للأنبياء دون نبيّنا (ص) فحينئذ ثبت ذلك لنبيّنا محمّد (ص)، وقد ثبت أنّ عليّاً (ع) نفس النبي (ص) بنصّ القرآن، ولا فرق بين الأئمة (ع). إذن ما ثبت للأنبياء ثبت للنبي (ص) وما ثبت له (ص) ثبت للأئمة (ع) إلا منصب النبوّة. نعم، الفرق بين الأنبياء والأئمة أنّ الأنبياء كانوا يفعلون ذلك لإثبات نبوّتهم بالمعجزة، وأمّا الأئمّة (ع) فكانوا لا يفعلون ذلك إلا في موارد نادرة كما ورد في الأخبار، وقد كان الناس مكلّفين بمعرفتهم امتحاناً من اللّه للأمّة بعد وفاة الرسول (ص)، حتّى يتميّز من يأخذ بقوله (ص) ومن لا يأخذ، ولذا ورد في الزيارة الجامعة أنّهم الباب المبتلى به الناس. فكيف يظنّ شخص يلتزم بإمامتهم وأنّهم عدل للنبي (ص) إلا في منصب النبوّة، ولا يلتزم بالولاية التكوينية لهم (ع). مع أنّ الحكمة الإلهية اقتضت أن تكون الولاية التكوينية بأيديهم حتّى يتمكّنوا من إبطال دعوى من يدّعي النبوّة بعد النبي (ص) بالسحر ونحو ذلك، مما يوجب إضلال الناس، واللّه العالم[14]. وقال: ولهم الولاية التكوينية كما ثبتت لسائر الأنبياء، وهم أفضل من سائر الأنبياء، والحكمة اقتضت ذلك حيث أنّهم ربّما يتصرّفون تصرّفاً تكوينياً لدفع كيد من يريد السوء في الدّين والمسلمين وإنّما يمتازون عن سائر الأنبياء حيث أنّهم يثبتون نبوّتهم بالمعجزة وخرق العادة بخلاف الأئمة (ع) فإنّ إمامتهم ثبتت بتعيين رسول اللّه (ص) وهم باب ابتلي به الناس بعد النبي (ص) كما ورد في زيارة الجامعة، ولذا قلّت تصرّفاتهم التكوينية ولم يتصرّفوا في اقتراح من الناس بل كانوا يفعلون في موارد قليلة لاقتضاء الحكمة والضرورة بإبطال مدّعي النبوّة أو الإمامة. وبنحو ذلك كما أوضحنا ذلك في بعض الاستفتاءات سابقاً، واللّه العالم[15]. وقال: إنّ المراد بالولاية التكوينية أنّ نفس الولي بما له من الكمال متصرّف في أُمور التكوين بإذن الله تعالى، لا على نحو الاستقلال، وهذا هو ظاهر الآية المباركة ( وأُبْرِئُ الأَكْمَه والأَبْرَصَ وأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ الله )، وقوله ( أَنَا آتِيكَ بِه قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ )، حيث نسب الفعل المباشر إلى نفسه. كما أنّ المراد من الإذن في الآية الإذن التكويني، بمعنى القدرة المفاضة من قبل الله تعالى، لا الإذن التشريعي. وأمّا الآيات النافية كقوله تعالى ( قُلْ لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً ولا ضَرًّا إِلَّا ما شاءَ الله ) فالمقصود بها نفي الاستقلال في التصرّف لا نفي الولاية المعطاة من قبل الله تعالى. هذا مضافاً إلى أنّ الأولياء لا يتصرّفون في التكوينيات استجابة لكلّ اقتراح يُطرح عليهم، وإنّما في خصوص الموارد التي شاءت حكمة الله التصرّف فيها لحفظ مصالح التشريع والتكوين. وبالجملة: فالولاية التكوينية بالمعنى الذي ذكرناه من العقائد الواضحة التي لا مجال للتشكيك فيها عند المتدبّر في الآيات والمتتبّع لحالات الأنبياء والأئمة صلوات الله عليهم أجمعين في الأحاديث والأخبار، والله الهادي إلى سواء السبيل[16].
-
محمد صادق الصدر (1419 هـ): انما ثبتت الولاية التكوينية العامة للمعصومين الاربعة عشر دون غيرهم، بصفتهم خير من الخلق اجمعين. والفهم الفلسفي متعاضد مع الاخبار المتواترة في ذلك كقولهم عليهم السلام: الارض كلها للامام، ولو خليت لقلبت. وقول النبي: خلق الله السموات والارض من نوري. وغير ذلك. وانما ذلك بإقدار الله سبحانه لهم بذلك. اما سائر الانبياء فلهم من الولاية التكوينية بمقدار التخويل الالهي لهم. واما الآية فالمراد بها قطعا جانب الاستقلال عن الله سبحانه، كما في قوله تعالى {ليس لك من الامر شيء}. والآية المذكورة في السؤال نص في ذلك. ولكن هذا الاستقلال مجرد فرض لا وجود في واقع حياتهم عليهم السلام[17].
-
المنتظري (ت: 1430 هـ): الولاية - بمعنى التصرف و الاستيلاء على الشخص أو الأمر - إما تكوينية وإما تشريعية. ولا يخفى ثبوت كلتيهما بمرتبتهما الكاملة لله - تعالى. ويوجد لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بل لجميع الأنبياء أو أكثرهم وكذا للأئمة المعصومين سلام الله عليهم أجمعين بل لبعض الأولياء الكرام أيضا مرتبة من الولاية التكوينية، بحسب ارتقاء وجودهم وتكاملهم في العلم والقدرة النفسانية والإرادة والمشية والارتباط بالله تعالى وعناية الله بهم. إذ جميع معجزات الأنبياء و الأئمة وكرامات الأولياء نحو تصرف منهم في التكوين، وان كانت مشيتهم في طول مشية الله وباذنه[18].
-
محمد تقي بهجت (ت: 1430 هـ): اذا جاز للملائكة الولاية على الرزق والاماتة ونحوهما، من دون لزوم شرك، جاز للنبي والوصي مثل ذلك، من دون لزوم شرك ايضا. بلا فرق بين الامرين، لانتماء الامور كلها الى مسبب الاسباب. وقد تحقق عندنا نزول الملائكة على الامام عليه السلام ليلة القدر في كل سنة، لما يرتبط بالحوادث التي ستقع في تلك السنة. ولا يلزك شرك بسبب هذا النزويل، ولا بسبب من ينزلون اليه. وقد جرت سنة الله على التسبيبات، مع غناه ذاتا، حتى التلفظ بقوله تعالى {كن}[19]. وقال: لا مانع من وساطة مثل جبرائيل عليه السلام وميكائيل عليه السلام في امور خاصة في عالم الاسباب، فكذا الانبياء عليهم السلام والاوصياء عليهم السلام، لا مانع من جريان الامور بإذنهم وإمضائهم ليلة القدر، ونحو ذلك، ولا مانع من هذا الامر ثبوتا، والدليل عليه قائم عند أهله اثباتا. والولاية التشريعية مربوطة بالاحكام الشرعية الجعلية. والولاية التكوينية مربوطة بسائر المقدرات الخارجية غير الجعلية. ولا يلزم التعطيل منها كما لا يلزم في وساطة الملائكة. وثبوت الولاية الكاملة الكليّة لغير المعصوم ممنوعة عقلا. واما كون الانسان مختارا، فلا ينافي اقدرية بعض افراد البشر بالنسبة الى البعض الآخر. واما فعلية القدرة، فلا كلام فيها في المعصوم، واما غير المعصوم فالله تعالى غالب، وله ان ينصر المظلوم لمصلحة، وان لا ينصر لمصلحة علم بها. كما وقع ذلك كثيرا[20].
-
محمد حسين فضل الله (ت: 1431 هـ): أنَّ الله تعالى أعطى الأنبياء والأئمَّة القدرات التكوينيَّة الَّتي يحتاجونها في نبوتهم وإمامتهم فقط، وفي حدود الوسائل التي يمكن أن يستخدموها، بحيث يتصرفون في الأشياء في هذه الدائرة. وأكَّد أن الولاية التكوينية ليست من المعتقدات الأساسيَّة، فلا يضرّ عدم الاعتقاد بها في إسلام الشخص وصحة معتقده، ولم يدّع أحد من العلماء، ومنهم القائلون بها، أنها من أصول المذهب أو ضرورياته.
-
ناصر المكارم الشيرازي (معاصر): وما الولاية التكوينية إلا القول بأن الأنبياء والأئمة يستطيعون - إذا لزم الأمر - أن يتصرفوا في عالم الخلق بإذن الله. وهذا مقام أرفع من مقام الولاية التشريعية، أي إدارة الناس وحكمهم ونشر قوانين الشريعة بينهم ودعوتهم إلى الله وهدايتهم إلى الصراط المستقيم. وبذلك يتضح جواب الذين ينكرون ولاية أهل الله التكوينية يعتبرونها ضربا من الشرك. فما من أحد يقول بأن للأنبياء والأئمة جهازا للخلق مستقلا في قبال الله. إنما هم يفعلون ما يفعلون بإذن الله وبأمر منه. غير أن منكري الولاية التكوينية يقولون إن مهمة الأنبياء تنحصر في الدعوة إلى الله وإبلاغ رسالته وأحكامه، وقد يتوسلون أحيانا بالدعاء إلى الله في بعض الأمور التكوينية، وأن هذا هو كل ما يقدرون عليه، مع أن هذه الآية والآيات الأخرى تفيد غير ذلك[21].
-
محمد صادق الروحاني (معاصر): ثبوت الولاية بهذا المعنى للنبي والأئمة المعصومين الذين يثبت لهم جميع ما يثبت للنبي صلى الله عليه وآله للروايات الكثيرة المتواترة مما لا ينبغي التوقف فيه[22]. وسئل: ما هي حدود الولاية التكوينية لأهل البيت عليهم السلام؟ فأجاب: باسمه جلّت أسماؤه. المراد بالولاية الثابتة لهم عليهم السلام كون زمام أمر العالم بأيديهم ولهم السلطنة التامة على جميع الأمور بالتصرف فيها كيفما شاؤوا إعداماً أو إيجاداً أو كون عالم الطبيعة منقاداً لهم، لا بنحو الإستقلال بل في طول قدرة الله تعالى وسلطنته واختياره بمعنى ان الله تبارك أقدرهم وملّكم كما أقدرنا على الأفعال الإختيارية، وقد دلّ الكتاب الكريم على ثبوت ذلك لأشخاص غيرهم: النمل آية 40 ص 380، آل عمران 49، الرعد 43[23].
-
علي الخامنئي (معاصر): رداً علي سؤال: هل للولي الفقيه ولاية تكوينية يمكنه على أساسها نسخ الأحكام الدينية لأي سبب كوجود مصلحة عامة ؟ فقال: بعد وفاة الرسول الأعظم صلوات الله عليه وآله لا يمكن نسخ أحكام الشريعة الإسلامية. وتغير الموضوع، أو عروض الضرورة والاضطرار، أو وجود مانع مؤقت من تنفيذ الحكم ليس نسخا، والولاية التكوينية على رأي من يقول بها مختصة بالمعصومين عليهم السلام. والولاية التكوينية تختصّ بالمعصومين عليهم السلام[24].
-
محمد الحسيني الشاهرودي (معاصر): القائل بالولاية التكوينية لا يدّعي أنّ الأنبياء والائمة يتصرّفون في الكون بقدرتهم الذاتية وبالاستقلال، وإذا كان في القرآن ما يدلّ على أنّهم لا يملكون شيئاً فمعناه أنّهم بدون إرادة الله ومشيئته وقدرته لا يملكون شيئاً، ولكن لا مانع من أن يتصرّفوا في الكون بالقدرة التي أودعها الله تعالى فيهم، لكن لا على نحو الاستقلال بل بإدارة الله، فالله تعالى منحهم هذه القدرة فيقولون للشيء كن فيكون لكن بإرادة الله ومع وجود هذه القدرة فيهم لا يتمكّنون من إعمالها إلا بأمر من الله تعالى وإرادته ومن الذي قال أنّ الله تعالى لابدّ أن يباشر بنفسه إدارة نظام الكون والحال أنّه يقال [والمدبرات أمراً] وقد جعل الله تعالى نظام العلّية والمعلوليّة وسيلةً لصدور كثير من الأشياء في الكون قد قيل بهذا الصدد (أبى الله أن يجري الأمور إلاّ بأسبابها) والمتتبّع للآيات القرآنية والروايات والحوادث التاريخية يجد نماذج كثيرة من خوارق العادات والمعجزات صدرت على يد الأنبياء والأوصياء وبقدرتهم وإرادتهم بحيث يعجز عنها غيرهم، وقد نسب القرآن إحياء الموتى وإبراء الأكمة والأبرص إلى نبيّه عيسى بن مريم (عليه السلام) حيث قال: [وإذ تبرئ الأكمه والأبرص بإذني وإذ تحيي الموتى بإذني] وقول آصف بن برخيا [أنا آتيك به قبل أن يرتدّ إليك طرفك] مع أنه كان له علم من الكتاب فكيف لمن عنده علم الكتاب كلّه ونسبة الفعل إلى الشخص ظاهرة في أنه هو الفاعل حقيقة وأنه صدر الفعل منه بقدرته وقوّته. نعم أذِن الله تعالى له في ذلك بأن أعطاه الله القدرة عليه وليس معناه أنّه دعا الله تعالى فأحيى الله الموتى استجابةً لدعائه، فإنّ هذا خلاف الظاهر جداً، وأمّا إنّ بعض الأنبياء والأوصياء لم يستعملوا هذه الولاية والقدرة في الحفاظ على حياتهم وحماية أنفسهم فهذا جوابه واضح لأنّهم لا يعملون قدرتهم إلا إذا أراد الله تعالى وأذن لهم في ذلك فإنّهم [عبادٌ مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون]، [وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين][25].
-
تقي الطباطبائي القمي (معاصر): لا إشكال في الولاية التكوينية للأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، بل للأولياء المقرّبين، والقرآن أكبر شاهد على ذلك، حيث تعرّض لموارد كثيرة من معاجز الأنبياء، كما ورد في سورة آل عمران الآية 49: [أنِّي أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله وأبريءُ الكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على الولاية التكوينية بالصراحة، وأما الروايات فحدّث ولا حرج. ولا يكون ذلك إلا بإذنه عز وجل، كما صرحت الآية الشريفة بذلك، والذي يُنكر الولاية التكوينية إمّا جاهل - والجاهل عُذره جَهْلُه - وإمّا استحوذ عليه الشيطان فأنساه ذكر الله عز وجل[26].
-
بشير حسين النجفي (معاصر): مقصود من يدعي الولاية التكوينية للأنبياء أو الأئمة القدرة على التصرف بعنوان الإعجاز حيث اقتضت الضرورة ذلك ونفى المقدرة عنهم على ذلك يتنافى مع النصوص القرآنية الصريحة وكون ذلك مستنداً إلى الإذن الإلهي لفقدان القوة الذاتية المساوقة لوجوب الوجود فمثل قول الملك المرسل إلى مريم (ع) المتمثل بشراً: {لأهب لك غلاماً}... إلخ، صريح في أنه الواهب. وقوة إبراهيم على روية تنفذ الحواجب كما في الأخبار المعتبرة بعد ما وهبه الله من المراتب العالية ومنها الإمامة شاهد على ذلك وقوله في الكشف عن جلالة عيسى (ع): {وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير بإذني}. وقوله: {إني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير} وقوله: {وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله}، وغيرها من الآيات والروايات. ولا يعني ذلك أن المعاجز دائماً فعل النبي (ص) أو الإمام (ع) الذي ينبغي من ورائها الاحتجاج على صدقه؟؟؟ امتياز العلاقة مع الله سبحانه فإن القرآن أكبر المعاجز وهو فعله تعالى. كما لا يعني ذلك تولي الإمام (ع) أو النبي (ص) إدارة العالم في جانبه التكويني ورعاية شؤونه العائدة إلى الكون والفساد والخلق والإمامة والإحياء وهو تعطيل. والله الهادي[27].
-
مهدي الحسيني المرعشي (معاصر): إنّ مسألة الولاية التكوينية من المسائل المتفق عليها بيننا في كونها ثابتةٌ لهم (عليهم السلام) وذلك لأنّهم لهم القابلية لإفاضة الإعجاز عليهم عند توقّف المصلحة لذلك وهذا شيءٌ ليس بالكثير عليهم بل هو ثابتٌ لبعض الأولياء أيضاً كما يظهر من بعض الكلمات (لله رجالٌ إذا أرادوا أراد) ويشهد لذلك أيضاً قوله تعالى في قصّة عيسى (على نبيّنا وآله وعليه السلام) في سورة المائدة الآية 110: [وإذ تخلقُ من الطين كهيئة الطير بإذني فتنفخ فيها فتكون طيراً بإذني] فإنّه هنا قد نسب خلق الطير إلى عيسى غاية ما هناك أنّ الخلق كان بإذنه تعالى وإقداره لعيسى على ذلك ولا محذور فيه، والله العالم[28].
-
علي الأمين (معاصر): انكر في برامج "الحوار الصريح" لرمضان 1431 هجرية على قناة المستقلة نظرية "الولاية التكوينية" لأئمة أهل البيت التي قال بها عدد من علماء الشيعة الإثني عشرية قديما وحديثا، وأنكر علم الأئمة بالغيب وتصرفهم في الريح والسحاب، واستدل على ذلك بالقرآن الكريم والسنة النبوية وأقوال الإمام جعفر الصادق. كما عرض مقتطفات من كتاب للشيخ محمد جواد مغنية يعزز رأيه، ويبدي فيه الكاتب تحسره وأسفه على قول عدد من علماء الشيعة بنظرية الولاية التكوينية للأئمة[29].
-
علي الميلاني (معاصر): الولاية التكوينيّة هي اذن الله سبحانه وتعالى للمعصوم في التّصرف في الكون بما تقتضيه المصلحة، وهي ثابتة للمعصوم والأدلة على ذلك من النقل والعقل كثيرة.
-
صادق الشيرازي (معاصر): سئل: هل يستطيع المعصومون الأربعة عشر سلام الله عليهم التحكّم في الطبيعة كإنزال المطر وبعث الرياح، وهل يدخل ذلك ضمن الولاية التكوينية"؟ فأجاب: "لقد تعرّض القرآن الحكيم إلى بعض الأمور الصادرة من الأنبياء السابقين، مثل إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله مما يندرج ضمن الولاية التكوينية، والمعصومون الأربعة عشر هم أعظم منزلة وأكبر مقاماً عند الله من سائر الأنبياء والأوصياء ولهم من ذلك الحظ الأكبر" .
-
كمال الحيدري (معاصر): المراد من الولاية التكوينية هو أن الله سبحانه وتعالى أقدر بعض عباده على القيام ببعض الأمور التكوينة، كما اقدر عيسى على أن يحيي الموتى، وكما اقدر الذي عنده علم من الكتاب على أن يأتي بعرش بلقيس قبل أن يرتد لسليمان طرفه, وهذا نحو من التفويض في عالم التكوين، ولكن ليس التفويض الباطل الذي هو الاستقلال عن الله، وإنما هو بحول الله وقوته وبإذنه سبحانه وتعالى. وقد ثبت هذا الأمر للخاتم الذي هو أفضل الأنبياء، وكذلك لأوصياءه الذين هم أفضل الأوصياء وراثة عن جدهم صلوات الله عليهم أجمعين، وأنهم كانوا يقدرون على جميع ما أقدر الله عليه الأنبياء والأوصياء السابقين، بل صريح الآيات القرآنية بينت أن الولاية التكوينية أعطيت لجميع الأنبياء، وليس لبعض الأنبياء دون بعض، ولكن كل بحسب درجته، وكذلك أعطيت لأوصياء الأنبياء عليهم السلام، قال تعالى: (قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي). والذي عنده علم من الكتاب هو وصي من أوصياء سليمان، ومن الواضح أن الإتيان بعرش من سبأ إلى فلسطين ممكن من خلال أسبابه الطبيعية، وأما هنا فقد قام به من غير طريق الأسباب الطبيعية، بل قام به من خلال سبب آخر. وكذلك أعطيت للجن والملائكة، قال تعالى: (قَالَ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ)، وقال تعالى: (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا).
[1] تفسير فرات الكوفي، لفرات بن إبراهيم الكوفي، 145، بحار الأنوار، للمجلسي، 26/64
[2] بصائر الدرجات - محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) 290، مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 3 /514، الأنوار الساطعة في شرح زيارة الجامعة - الشيخ جواد بن عباس الكربلائي - ج 5 /483
[3] بصائر الدرجات - محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) 290، الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي 240، مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 5 /100
[4] بصائر الدرجات - محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) 290، مختصر بصائر الدرجات - حسن بن سليمان الحلي 113، دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي ) 282، الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج 2 /827، مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 5 /364، 365، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 47 /79، 65 /118
[5] بصائر الدرجات - محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) 290، دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي ) 283، مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 5 /365، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 47 /78
[6] بصائر الدرجات - محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) 289، الثاقب في المناقب - ابن حمزة الطوسي 373، مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 5 /48، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 46 /237
[7] بصائر الدرجات - محمد بن الحسن بن فروخ ( الصفار ) 396، دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي ) 226، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 46 /240، مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 5 /33
[8] أنظر شبكة رافد، أسئلة وردود، الولاية التكوينية، لماذا ذكر القرآن الولاية التكوينية للأنبياء ولم يذكرها لأهل البيت ع؟
[9] http://www.islam4u.com/ar/almojib/
[10] الفتاوى الصادرة عن الفقيه الاعظم امام المحققين المجدد الميرزا محمد حسين الغروي النائيني، تنظيم وتعليق حفيده جعفر الغروي النائيني، 3/554 مسالة 2017
[11] مسائل وردود، وفق فتاوى سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني البهشتي، 606
[12] الحكومة الإسلامية، للخميني، 75
[13] مصباح الفقاهة، للخوئي 3/279
[14] صراط النجاة ( تعليق الميرزا التبريزي )، للخوئي، 3/419
[15] الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية، للميرزا جواد التبريزي، 81
[16] الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية، للميرزا جواد التبريزي، 80
[17] الشبهات البيروتية، لمحمد الصدر، 8
[18] دراسات في ولاية الفقيه، لحسين علي المنتظري، 1/74
[19] البرهان القاطع، اجوبة المسائل العراقية، مسالة 11
[20] البرهان القاطع، المجموعة الاولى، اجوبة المسائل الشامية، مسالة 8
[21] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، لمكارم الشيرازي، 2/508
[22] فقه الصادق، لمحمد صادق الروحاني، 16/155
[23] http://www.ansarweb.net/artman2/publish/23/article_3150.php
[24] أجوبة الاستفتاءات، للخامنئي، 1/23 (مسألة 63)
[25] ردود عقائدية، اجوبة الشبهات البيروتية، لمحمد الشاهرودي، 9 (الولاية التكوينية)
[26] ردود عقائدية، اجوبة الشبهات البيروتية، لتقي القمي، 9 (الولاية التكوينية)
[27] ردود عقائدية، اجوبة الشبهات البيروتية، لبشير النجفي، 9 (الولاية التكوينية)
[28] ردود عقائدية، اجوبة الشبهات البيروتية، لمهدي المرعشي، 9 (الولاية التكوينية)
[29] الحلقة العاشرة من برنامج "الحوار الصريح بعد التراويح"، يوم الجمعة 10 رمضان 1431 هجرية، الموافق 20 أغسطس 2010 ميلادية.
[30] أنظر الأسرار الفاطمية، لمحمد فاضل المسعودي، 350