آخر تحديث للموقع :

الجمعة 14 ربيع الأول 1445هـ الموافق:29 سبتمبر 2023م 09:09:39 بتوقيت مكة

جديد الموقع

بحار الأنوار ..
الكاتب : فيصل نور ..

بحار الأنوار

     أحد كتب الحديث المشهورة لدى الشيعة الإثني عشرية. جَمَعه محمد باقر المجلسي (1037 هـ-1111 هـ) في زمن الدولة الصفوية. وقد ساعده في انجاز العمل بعض تلامذته كالميرزا عبد الله الافندي، والمير محمد صالح الخاتون آبادي والملا عبد الله بن نور الدين البحراني، ونعمة الله الجزائري، وملا ذو الفقار، وملا محمد رضا وغيرهم. واقتصر عمل هؤلاء على الجمع وكتابة الآيات والاحاديث تحت العناوين والابواب.
     وقد تم الكتاب على يد تلامذته بعد رحيله، حيث قاموا باعادة كتابة المسودات.
     يحتوي البحار على الكثير من الأحاديث، ويعد من أكبر كتب الحديث، حيث بلغت أبوابه أكثر من 2500 بابا.
     أشار المجلسي في الفائدة الاولى من الفوائد التي ذكرها في مقدمة الكتاب الى بيان الأصول والكتب المأخوذ منها فذكر 387 مصدرا شيعيا لخمس وعشرين مؤلفا، ليس منها الكتب الأربعة إلا القليل، و85 كتابا لأهل السنة.
     أول طبعة صدرت للبحار هي الطبعة الحجرية لمحمد حسين الكمباني والتي اشتهرت بطبعة الكمباني في 25 مجلداً. تلتها الطبعة الحديثة لدار الكتب الاسلامية وطبعة آل البيت وغيرها في 110 مجلدات بعد أضافة عدة كتب وفهارس وإجازات إليه، كـ"جنة المأوى في ذكر من فاز بلقاء الحجة" للنوري الطبرسي (ج 53) ، وفهارس البحار لهداية الله المسترحمي الأصبهاني (ج 54 ، 55 ، 56)، وكتاب "الفيض القدسي في ترجمة العلامة المجلسي" للنوري الطبرسي (ج 105) ، ثم كتب الإجارات وغيرها (من 105 إلى 110)[1].
     وقد مُنعت طباعة بعض الأجزاء من البحار، بتعليمات من حسين البروجردي (ت : 1380 ه). وهذه الأجزاء متضمنة لأبواب المطاعن على أبي بكر، وعمر ، وعثمان، وعائشة، وحفصة وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
 
     وهذه أسماء بعض أبواب الأجزاء التي منعت من الطبع (وهي الأجزاء 29 ، 30 ، 31).

  • ذكر ما كان من حيرة الناس بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وغصب الخلافة ، وظهور جهل الغاصبين وكفرهم ورجوعهم إلى أمير المؤمنين عليه السلام[2].

  • ما أظهر أبو بكر وعمر من الندامة على غصب الخلافة عند الموت[3].

  • كفر الثلاثة ونفاقهم وفضائح أعمالهم وقبائح آثارهم وفضل التبري منهم ولعنهم[4].

  • تفصيل مطاعن أبي بكر، والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من كتبهم[5].

  • تفصيل مثالب عمر والاحتجاج بها على المخالفين بإيراد الاخبار من صحاحهم، وذكر بعض أحواله وبعض ما حدث في زمانه[6].

  • تفصيل مثالب عثمان وبدعه في الاحتجاج بها على المخالفين بما رووه في كتبهم وبعض أحواله[7].

  • ما ورد في جميع الغاصبين والمرتدين مجملا[8].

  • ما ورد في أبي بكر[9].

  • ما ورد في عمر[10].

  • ما ورد في عثمان[11].

  • ما ورد في عائشة وحفصة وبني أمية[12].

 
الدراسات التي انجزت حول البحار :

  1. سفينة البحار للشيخ عباس القمي.

  2. مستدرك سفينة البحار تأليف علي النمازي الشاهرودي.

  3. معالم العِبّر، مستدرك المجلد السابع عشر، للميرزا حسين النوري.

  4. مستدرك مزار بحار الأنوار، للميرزا حسين النوري.

  5. المعجم المفهرس لالفاظ أحاديث بحار الأنوار.

  6. المعجم المفهرس لالفاظ أبواب البحار، تأليف كاظم مرادخاني.

  7. المعجم المفهرس لالفاظ أحاديث بحار الأنوار، تأليف علي رضا برازش.

  8. فهرست ما في البحار، للسيد محمد بن أحمد حسين اللاهيجاني.

  9. درر الأخبار، في فهرست تمام مجلدات بحار الأنوار، للسيد مهدي الحجازي.

  10. درر البحار، للمولي نور الدين محمد بن مرتضي.

  11. أنوار البحار، لمحمد بن محمد هادي النائيني.

  12. تلخيص البحار، للميرزا محمد صادق الشيرازي.

  13. منتخب بحار الأنوار لمحمد هادي بن مرتضي الكاشاني. وغيرها كثير.

 
من أقوال علماء الشيعة في بحار الأنوار :
     محسن الأمين : دائرة معارف شيعية لا مثيل لها أثبت فيه جل آثار الشيعة واخبارهم وعلومهم[13]. وقال في موضع خر : أجمع كتاب في فنون الحديث وأنواع العلوم ومتفرقات الاخبار يستمد منه العالم والمؤلف والواعظ وتستخرج منه الدرر والجواهر[14].
     آقا بزرك الطهراني: هو الجامع الذي لم يكتب قبله ولا بعده جامع مثله لاشتماله مع جمع الاخبار على تحقيقات دقيقة وبيانات وشروح لها غالبا لا توجد في غيره وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء وقد هيأ الله أسباب هذا الجمع للعلامة المجلسي[15].
     وقال : صار ( بحار الأنوار ) مصدرا لكل من طلب بابا من أبواب علوم آل محمد صلى الله عليه وآله كما وصفه بذلك مؤلفه في أوله ، وقد استعان بهذا الكتاب القيم جل من تأخر عن مؤلفه العلامة المجلسي في تصانيفهم المجاميع الكبار مثل ( جامع المعارف والاحكام ) و ( حدائق الجنان ) و ( معارج الاحكام ) وغيرها وذلك لان أكثر مآخذ البحار من الكتب المعتمدة والأصول المعتبرة القليلة الوجود التي لا يسهل التناول عنها لكل أحد ، حتى أن شيخنا العلامة النوري مع ما يسر الله تعالى له من المكتبة النفيسة لم يظفر بجملة من مآخذه ولو بالاستعارة فاحتاج في تأليف مستدركه على الوسائل أن ينقل عن تلك الكتب بواس طة كتاب ( البحار ) كما صرح به في أول خاتمة المستدرك ، فبوسعنا أن نقول إن أكثر مصنفات المتأخرين عنه مستقاة من تلك البحار ومرتوية منها[16].
     الخميني: بحار الأنوار يشتمل على أربعمائة كتاب ورسالة؛ ويعد لوحده بمثابة مكتبة كاملة[17].
     الطباطبائي: يعدّ بحار الأنوار من ناحية جمع للأخبار والروايات دائرة معارف شيعية، وأن ذوق المؤلف في تبويب الكتاب وتصنيفه يثير الإعجاب ومتابعته للآيات المتعلقة بالابواب والموضوعات تحير العقول[18].
     البهبودي : الجامع الوحيد الذي يجمع في طيه آلافا من أحاديث الرسول وأهل بيته وآثارهم الذهبية ومآثرهم الخالدة في شتى معراف الدين الدائرة بين المسلمين[19].
 
     ومن جانب آخر هناك علماء شيعة انتقدوا موسوعة البحار لما تحويه من روايات موضوعة وخرافات ما انزل الله بها من سلطان، وأشهر هؤلاء محمد آصف محسني في كتابة "مشرعة البحار".
     وقد استاء الشيعة من ما كتبه محمد آصف محسني باعتبار أنه قلل فيه من أهمية التراث الشيعي.
     يقول علي الميلاني : لم يستحسن أحدٌ من علماء الحوزة العلميّة الأعلام هذا العمل فيما نعلم.
    وقال مسلم الداوري : لا يعجبني تأليف مثل هذا الكتاب الذي يقلّل من اهمية تُراث الطائفة الحقة وكبار علمائها.
 
     وهذه بعض المقتطفات من أقوال محمد آصف محسني في كتابه "مشرعة بحار الأنوار":

  • أكثر الروايات المستخرجة والمنقولة في البحار غير معتبرة سنداً[20].

  • أن في بحار العلامة المجلسي من كونها بحار الأنوار جراثيم مضرة لشاربها ومواد غير صحية لا بد من الاجتناب عنهما، وأشياء مشكوكة ومشتبهة وجب التوقف فيها[21].

  • لو كنت في خدمة المؤلف لشورت عليه بان يترك القصص المنقولة باسم التاريخ وبدعوى القراءة في بعض كتب الله!! فانها كلا او غالباً من وضع القصاصين وكذب الفاسقين ونقلها في مثل كتاب بحار الأنوار يوهن مقامة وكيف يرضى ونرضى بذكرها في جنب الآيات القرآنية والروايات المنقولة عن النبي والأئمة عليهم السلام فهذا اشتباه من هذا المحدث الجليل كما ان اعتماده على الروايات الضعيفة كجملة من الأصوليين والأخباريين اشتباه آخر منه[22].

  • واي قاعدة دينية تلزم علينا الأخذ بروايات غير معتبرة سنداً، لا سيما اذا كانت متونها منكرة غريبة، ولعمري انها موهنة للمذهب ولا ينبغي الأخذ بمسلك العلامة المجلسي[23].

  • نقل الرواية وامثالها[24] من مثل المؤلف وقبولها عجيب وغريب ويحكي عن سذاجة المحدثين. وإلا لدرى أن نقل مثلها يوهن المذهب ويقل الإعتماد على احاديث أهل البيت ويجعلها مخالفة للعقول ولا حول ولا قوة إلا بالله. ومن الأسف أن مفاد الرواية وأمثالها اصبحت بفعل المبلغين والمؤلفين ثقافة مذهبية عند العوام اغترار بمقام المجلسي وبحارة[25].

  • الروايات (في باب ما وصف ابليس والجن) لا اسناد لها، وأكثر من هذا ربما يتخيل لي أن مضامينها قصص مناسبة للأطفال[26].

  • فيه (أي باب ما جرى بين علي ومعاوية) مطالب كثيرة محرقة لقلوب المؤمنين، وهي مشتهرة بين الشيعة في الجملة بتأثير هذا الكتاب (بحار الأنوار) في نفوسهم، لكن ليس فيها أسانيد معتبرة[27].

  • لم يمسك المؤلف رحمه الله قلمه عن السب ، والتفسيق ، والتكفير ، والطعن في جملة من أجزاء بحاره بالنسبة إلى قادة المخالفين ، والله يعلم أنها كم أضرَّت بالطائفة نفساً وعرضاً ومالاً ، على أنه هو الذي نقل الروايات الدالة على وجوب التقية وحرمة إفشاء الأسرار ، وأصرَّ على التصريح بمرجع ضمائر التثنية في الروايات مع أن عوام المؤمنين يعرفونه فضلاً عن خواصهم فأي فائدة في هذا التفسير سوى إشعال نار الغضب والغيض والانتقام ؟ ولا أظنه قادراً على بيان جواب معقول على سلوكه هذا[28].

  • كتاب بحار الأنوار كتاب مهم لكن لا يجوز الأخذ بكل ما فيه ولأجله بنينا له مشرعة حتى يؤخذ منها من مكان مخصوص لا يغرق الآخذ ولا يشرب ماء فيه الجراثيم والمكروبات المضرة[29].

  • ليت المؤلف العلامة لم يذكر هذا الباب (أي باب ما يتعلق بالنجوم) غير اللائق بكتاب الأحاديث[30].

  • اكثر مصادر الكتاب لن تصل نسخها الى المؤلف العلامة بالأسانيد المتصلة المعنعنة عن ثقة عن ثقة وعن ثقات منتهية الى مؤلفيها الثقات[31].

  • كان اللائق بمثل بحار الأنوار حذف جملة من القصص الكاذبة، وأقوال الوضاعين وروايات العامة المشتملة على الأكاذيب الجلية[32].

     وغيرها كثير.
 
     ثم شرع في بيان الروايات المعتبرة في كل باب، وكان غالب قوله فيها أن القليل جداً من رواياتها معتبرة سنداً، وفي بعضها رواية واحده أو أكثر، وفي الكثر منها قال نصاً: "ليس في الباب رواية معتبرة سنداً" أو بهذا المعنى[33]


[1] حسب الطبعة التي عندي وهي لمؤسسة الوفاء – بيروت – لبنان – 1983 م (الطبعة الثالثة)

[2] بحار الأنوار، للمجلسي، 30/ 53

[3] المصدر السابق، 30/ 121

[4] المصدر السابق، 30/ 135

[5] المصدر السابق، 30/ 411

[6] المصدر السابق، 30/ 529

[7] المصدر السابق، 31/ 149

[8] المصدر السابق، 31/ 567

[9] المصدر السابق، 31/ 567

[10] المصدر السابق، 31/ 589

[11] المصدر السابق، 31/ 598

[12] المصدر السابق، 31/ 639

[13] أعيان الشيعة، لمحسن الأمين، 9/ 183

[14] المصدر السابق، 1/ 148

[15] الذريعة، لآقا بزرك الطهراني، 3/ 16

[16] المصدر السابق، 3/ 26

[17] كشف الأسرار،للخميني، 319

[18] مهر تابان، لمحمد حسين الحسيني الطهراني، 36

[19] بحار الأنوار، للمجلسي، مقدمة الكتاب، 0/ 18

[20] مشرعة بحار الأنوار، لمحمد آصف محسني، 1/ 9

[21] المصدر السابق، 1/ 11

[22] المصدر السابق، 1/ 274

[23] المصدر السابق، 2/ 12

[24] يقصد الرواية المكذوبة على علي رضي الله عنه أنه أرسل إلى جنية يهودية من نجران ليتزوجها عمر بدلاً عن ام كلثوم رضي الله عنهما والتي ذكرناها في مادة "أم كلثوم بنت علي"

[25] المصدر السابق، 2/ 125

[26] المصدر السابق، 2/ 108

[27] المصدر السابق، 2/ 149

[28] المصدر السابق، 2/ 167

[29] المصدر السابق،  2/ 273

[30] المصدر السابق، 2/ 278

[31] المصدر الساتبق، 2/ 494

[32] المصدر السابق، 2/ 228

[33] أنظر مثلاً الأبواب التي ليس فيها رواية معتبرة: 1/ 60 ، 80 ، 87 ، 92 ، 95 ، 101 ، 102 ، 104 ، 135 ، 151 ، 197 ، 201 ، 227 ، 228 ، 229 ، 245 ، 256 ، 259 ، 261 ، 279 ، 285 ، 287 ، 295 ، 300 ، 302 ، 308 ، 327 ، 396، 411، 415، 423، 427، 428، 431، 435، 436، 440، 450، 456، 462، 463، 464، 465، 477، 478، 480، 2/ 5، 6، 7، 8، 11، 13، 14، 16، 17، 18، 19، 23، 28، 29، 36، 42، 43، 44، 50، 51، 52، 56، 60، 64، 72، 74، 75، 67، 82، 83، 85، 88، 90، 96، 99، 100، 102، 104، 107، 108، 110، 117، 121، 122، 124، 127، 128، 131، 132، 144، 150، 152، 153، 154، 156، 157، 153، 154، 156، 157، 158، 160، 161، 163، 164، 165، 183، 189، 192، 199، 200، 201، 204، 209، 268، 285، 286، 293، 295، 296، 308، 309، 318، 320، 321، 322، 323، 324، 325، 326، 332، 342، 343، 346، 354، 355، 356، 376، 377، 379، 381، 382، 383، 384، 388، 394، 398، 401، 402، 404، 406، 407، 409، 412، 419، 422، 426، 429، 432، 450، 451، 468، 469، 472، 473، 474، 476، 477، 479، 480، 481، 482، 484، 485

عدد مرات القراءة:
5541
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :