آخر تحديث للموقع :

الأربعاء 12 ربيع الأول 1445هـ الموافق:27 سبتمبر 2023م 06:09:26 بتوقيت مكة

جديد الموقع

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه ..
الكاتب : فيصل نور ..

حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه

     حديث من مات ولم يعرف إمام زمانه من الأحاديث المنسوبة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم مما استدّلت الإمامية به أولاً على عدم خلو الأرض قطّ من إمام حي قائم، وثانياً على أهمية معرفة الإمام لدى كل مسلم طوال حياته وعلى مدى العصور، فلذلك إعتبروه دليلاً على لزوم إطاعة الإمام وتبعيته.
 
قد ورد الحديث بأساليب متنوعة في مختلف المصادر.
     ترى الإمامية الترابط الوثيق بين الحديث ومسألة الإمامة وضرورة التأسي به تبعاً لمعرفته. بينما تعتقد أهل السنة بأنه يدلّ على التعامل الكامن بين الأمة والخليفة أو حاكم المسلمين وضرورة مبايعته.
 
نص الحديث
     نُقلت روايات عديدة في المصادر الإسلامية، مستهلها عبارة "من مات". ومنها المتعلقة بوجود الإمام غير المنقطع بين الأمة - ظاهراً أو مختفياً - أكثره شهرة في سياق : "من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية". وهي رواية متواترة - بحسب البعض -.
 
     في مصادر الشيعة؛ عن ابن أبي يعفور قال : سألت أبا عبد الله عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : من مات وليس له إمام فميتته ميتة جاهلية، قال : قلت : ميتة كفر؟ قال : ميتة ضلال، قلت : فمن مات اليوم وليس له أمام، فميتته ميتة جاهلية؟ فقال : نعم.
     في مصادر السنة؛ ورد الحديث في مصادر أهل السنة أيضاً، بسياق مختلف، فعلى سبيل المثال نقل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : "من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية".
     كما جاء في مصادر أخرى : "من خلع يدا من طاعة، لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية".
 
     أسانيد الرواية :
هنالك كتب كثيرة عند الفريقين نقلت رواية "من مات" ومنها :
 
عند أهل الجماعة :
مسند أحمد بن حنبل
مسند أبي داود
صحيح مسلم
صحيح ابن حبان
معجم الكبير للحافظ الطبراني
سنن البيهقي
 
عند الإمامية :
الكافي للكليني.
كمال الدين وتمام النعمة للصدوق.
كفاية الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر للخزاز القمي الرازي.
 
دلالات الحديث :
     إستعمل العلماء من الإمامية والجماعة على حد سواء، هذه الرواية طبقاً لعقائدهم الكلامية واستندوا اليها.
 
عند الشيعة :
     استدلّ بعض علماء الشيعة بالرواية على أنها تدلّ على؛ عدم خلو العالم من وجود الإمام في جميع الأزمنة،. وضرورة التعرف على الإمام وطاعته، طبقاً لمعتقدات الشيعة، المقصود من الرواية هم آل البيت المعصومون، الذي في زماننا هذا متمثل في شخص الإمام الثاني عشر، الحجة بن الحسن المهدي.
 
عند السنة :
     فضلاً عن تضعيف إسناد الحديث على السياق المتفق عند محدثي الإمامية، من قبل علماء من أهل السنة.  أنهم قاموا بتفسير معنى الإمام المذكور في رواياتهم، بأن مصداقه هو الحاكم والخليفة على المسلمين.
 
     لكن أهل السنة يحملون الرواية على محمل آخر ويستنبطون منه معنى مختلف؛ ذكر الحديث في صحيح مسلم تحت باب عنوانه : "باب الأمر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن وتحذير الدعاة إلى الكفر". ما يوحي إلى المفهوم المكوّن لدى مسلم بن الحجاج. ومصادر أخرى من أهل السنة تنقل رواية أخرى في المضمون المشابه، وهو : "من مات مفارقا للجماعة، مات ميتة جاهلية".
 
من أقوال علماء أهل السنة في الحديث :
قال الألباني رحمه الله:  لا أصل له بهذا اللفظ
العلامة الالبانى - السلسة الضعيفة والموضوعة برقم (350) ، أيضاً في الضعيفة برقم (2069)
 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فى تعليقة على الحديث :
(والله ما قاله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هكذا، وإنما المعروف ما روى مسلم أن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : (من خلع يداً من طاعة، لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة جاهلية)
وأقره الذهبي في مختصر منهاج السنة (ص 28).
وللامام الذهبى فى معرض تعليقه على كلام شيخ  الاسلام7-9
كلاما نفيسا حيث قال:  "وأما قولك في الحديث : (( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية )) : فنقول من روى هذا ؟
وأين إسناده ؟
بل والله ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم هكذا وإنما المعروف ما روى مسلم أن ابن عمر جاء إلى عبدالله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان ، فقال :  اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة ، فقال : إني لم آتك لأجلس ، أتيتك لأحدثك حديثا ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ))
وهذا حديث [ حدّث ] به ابن عمر لما خلعوا أمير وقتهم يزيد  فدل الحديث على أن من لم يكن مطيعاً لولاة الأمر أو خرج عليهم بالسيف مات ميتة جاهلية وهذا ضد حال الرافضة فإنهم أبعد الناس عن طاعة الأمراء إلا كرها ثم مات ميتة جاهلية لم يكن كافراً
 
وفي صحيح مسلم عن جندب البجلي مرفوعاً (( من قتل تحت راية عميّة يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقلته جاهلية ))
وفي مسلم عن أبي هريرة رضى الله عنه ((من خرج من الطاعة وفارق الجماعة ثم مات مات ميتة جاهلية))
 
وفي الصحيحين عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر ، فإن من فارق الجماعة شبراً فمات إلا مات ميتة جاهلية))
 
ثم لو صح الحديث الذي أوردته لكان عليكم فمن منكم يعرف إمام الزمان أو رآه أو رآى من رآه أو حفظ عنه مسألة ؟
 
بل تدعون إلى صبي – ابن ثلاث أو خمس سنين – دخل سرداباً من أربعمائة وستين عاماً ولم ير له عين ولا أثرولا سمع له حس ولا خبر وإنما أمرنا بطاعة أئمة موجودين معلومين لهم سلطان وأن نطيعهم في المعروف دون المنكر
ولمسلم عن عوف ابن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :  (( خيار ائمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتصلون عليهم ويصلون عليكم ، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم / ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنوكم ))  قلنا : يا رسول الله أفلا ننابذهم عند ذلك ؟ قال : (( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، لا ما أقاموا فيكم الصلاة ، ألا من ولي عليه وال فرآه يأتي شيئاً من معصية الله فليكره ما يأتي من معصية الله ، ولا ينزعن يداً من طاعة )) . المنتقى من منهاج الاعتدال للحافظ الذهبي-رحمه الله تعالى 7-9 

عدد مرات القراءة:
3153
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :