آخر تحديث للموقع :

الأربعاء 12 ربيع الأول 1445هـ الموافق:27 سبتمبر 2023م 06:09:26 بتوقيت مكة

جديد الموقع

ذم الشيعة ..
الكاتب : فيصل نور ..

ذم الشيعة

     وردت من طرق الشيعة روايات عدة عن الأئمة رحمهم الله في ذم شيعتهم ورواة حديثهم والمغالين فيهم، وغيرهم ممن ينتحل التشيع لهم، وهذه بعضها، نوردها حسب تسلسل الأئمة وآل البيت رحمهم الله.
     علي رضي الله عنه :
     ومن كلام له عليه السلام في ذم أصحابه كم أداريكم كما تدارى البكار العمدة  والثياب المتداعية  كلما حيصت من جانب تهتكت من آخر  أكلما أطل عليكم منسر من مناسر أهل الشام أغلق كل رجل منكم بابه وانجحر انجحار الضبة في جحرها والضبع في وجارها . الذليل والله من نصرتموه. ومن رمي بكم فقد رمي بأفوق ناصل . وإنكم والله لكثير في الباحات  قليل تحت الرايات. وإني لعالم بما يصلحكم ويقيم أودكم ولكني لا أرى إصلاحكم بإفساد نفسي. أضرع الله خدودكم . وأتعس جدودكم لا تعرفون الحق كمعرفتكم الباطل. ولا تبطلون الباطل كإبطالكم الحق[1].
     ومن خطبة له عليه السلام : ... ألا وإني قد دعوتكم إلى قتال هؤلاء القوم ليلا ونهارا ، وسرا وإعلانا ، وقلت لكم اغزوهم قبل أن يغزوكم ، فوالله ما غزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا فتواكلتم وتخاذلتم حتى شنت الغارات عليكم وملكت عليكم الأوطان. وهذا أخو غامد قد وردت خيله الأنبار وقد قتل حسان ابن حسان البكري وأزال خيلكم عن مسالحها ولقد بلغني أن الرجل منهم كان يدخل على المرأة المسلمة والأخرى المعاهدة فينتزع حجلها وقلبها وقلائدها ورعاثها ما تمتنع منه إلا بالاسترجاع والاسترحام ثم انصرفوا وافرين ما نال رجلا منهم كلم ولا أريق لهم دم . فلو أن امرأ مسلما مات من بعد هذا أسفا ما كان به ملوما بل كان به عندي جديرا . فيا عجبا والله يميت القلب ويجلب الهم من اجتماع هؤلاء القوم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم فقبحا لكم وترحا حين صرتم غرضا يرمى يغار عليكم ولا تغيرون. وتغزون ولا تغزون . ويعصى الله وترضون فإذا أمرتكم بالسير إليهم في أيام الحر قلتم هذه حمارة القيظ أمهلنا يسبخ عنا الحر وإذا أمرتكم بالسير إليهم في الشتاء قلتم هذه صبارة القر أمهلنا ينسلخ عنا البرد ، كل هذا فرارا من الحر والقر فإذا كنتم من الحر والقر تفرون فإذا أنتم والله من السيف أفر . يا أشباه الرجال ولا رجال . حلوم الأطفال . وعقول ربات الحجال. لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم . معرفة والله جرت ندما وأعقبت سدما قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحا . وشحنتم صدري غيظا . وجرعتموني نغب التهمام أنفاسا. وأفسدتم على رأيي بالعصيان والخذلان حتى لقد قالت قريش إن ابن أبي طالب رجل شجاع ولكن لا علم له بالحرب لله أبوهم وهل أحد منهم أشد لها مراسا وأقدم فيها مقاما مني لقد نهضت فيها وما بلغت العشرين ، وها أنا ذا قد ذرفت على الستين. ولكن لا رأي لمن لا يطاع[2].
     ومن خطبة له عليه السلام : أيها الناس المجتمعة أبدانهم . المختلفة أهواؤهم. كلامكم يوهي الصم الصلاب وفعلكم يطمع فيكم الأعداء . تقولون في المجالس كيت وكيت . فإذا جاء القتال قلتم حيدي حياد. ما عزت دعوة من دعاكم ولا استراح قلب من قاساكم. أعاليل بأضاليل . دفاع ذي الدين المطول لا يمنع الضيم الذليل . ولا يدرك الحق إلا بالجد . أي دار بعد داركم تمنعون . ومع أي إمام بعدي تقاتلون . المغرور والله من غررتموه . ومن فاز بكم فقد فاز والله بالسهم الأخيب. ومن رمى بكم فقد رمى بأفوق ناصل أصبحت والله لا أصدق قولكم . ولا أطمع في نصركم . ولا أوعد العدو بكم . ما بالكم ؟ ما دواؤكم ؟ ما طبكم ؟ القوم رجال أمثالكم . أقولا بغير عمل وغفلة من غير ورع . وطمعا في غير حق[3].
     وقال رضي الله عنه : أما والذي نفسي بيده ليظهرن هؤلاء القوم عليكم ، ليس لأنهم أولى بالحق منكم ، ولكن لإسراعهم إلى باطل صاحبهم وإبطائكم عن حقي . ولقد أصبحت الأمم تخاف ظلم رعاتها . وأصبحت أخاف ظلم رعيتي . استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا . وأسمعتكم فلم تسمعوا ، ودعوتكم سرا وجهرا فلم تستجيبوا ، ونصحت لكم فلم تقبلوا . أشهود كغياب وعبيد  كأرباب ؟ أتلو عليكم الحكم فتنفرون منها . وأعظكم بالموعظة البالغة فتتفرقون عنها . وأحثكم على جهاد أهل البغي فما آتي على آخر القول حتى أراكم متفرقين أيادي سبا ترجعون إلى مجالسكم وتتخادعون عن مواعظكم . أقومكم غدوة وترجعون إلي عشية كظهر الحية، عجز المقوم وأعضل المقوم أيها الشاهدة أبدانهم . الغائبة عقولهم . المختلفة أهواؤهم . المبتلى بهم أمراؤهم . صاحبكم يطيع الله وأنتم تعصونه . وصاحب أهل الشام يعصي الله وهم يطيعونه . لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلا منهم . يا أهل الكوفة منيت بكم بثلاث واثنتين : صم ذوو أسماع ، وبكم ذوو كلام ، وعمي ذوو أبصار . لا أحرار صدق عند اللقاء ولا إخوان ثقة عند البلاء . تربت أيديكم . يا أشباه الإبل غاب عنها رعاتها كلما جمعت من جانب تفرقت من جانب آخر . والله لكأني بكم فيما إخال أن لو حمس الوغى وحمي الضراب وقد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج المرأة عن قبلها. وإني لعلى بينة من ربي ، ومنهاج من نبيي . وإني لعلى الطريق الواضح ألقطه لقطا. انظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم واتبعوا أثرهم فلن يخرجوكم من هدى ، ولن يعيدوكم في ردى . فإن لبدوا فالبدوا وإن نهضوا فانهضوا . ولا تسبقوهم فتضلوا ، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا . لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وآله فما أرى أحدا يشبههم ، لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا وقد باتوا سجدا وقياما يراوحون بين جباههم وخدودهم  ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم. كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم . إذا ذكر الله هملت أعينهم حتى تبل جيوبهم . ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفا من العقاب ورجاء الثواب[4].
     وقال رضي الله عنه يوبيخ أصحابه على ترك الحرب والتقصير فيه : لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله نقتل آباءنا وأبناءنا وإخواننا وأعمامنا . ما يزيدنا ذلك إلا إيمانا وتسليما ومضيا على اللقم وصبرا على مضض الألم وجدا في جهاد العدو . ولقد كان الرجل منا والآخر من عدونا يتصاولان تصاول الفحلين . يتخالسان أنفسهما أيهما يسقي صاحبه كأس المنون . فمرة لنا من عدونا . ومرة لعدونا منا . فلما رأى الله صدقنا أنزل بعدونا الكبت وأنزل علينا النصر حتى استقر الاسلام ملقيا جرانه. ومتبوئا أوطانه . ولعمري لو كنا نأتي ما أتيتم ما قام للدين عمود . ولا أخضر للإيمان عود . وأيم الله لتحتلبنها دما، ولتتبعنها ندما[5].
     وفي خطبة له في استنفار الناس إلى أهل الشام : أف لكم لقد سئمت عتابكم . أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة عوضا . وبالذل من العز خلفا . إذا دعوتكم إلى جهاد عدوكم دارت أعينكم كأنكم من الموت في غمرة. ومن الذهول في سكرة يرتج عليكم حواري فتعمهون فكأن قلوبكم مألوسة فأنتم لا تعقلون . ما أنتم لي بثقة سجيس الليالي وما أنتم بركن يمال بكم ولا زوافر عز يفتقر إليكم ما أنتم إلا كإبل ضل رعاتها . فكلما جمعت من جانب انتشرت من آخر . لبئس لعمر الله سعر نار الحرب أنتم تكادون ولا تكيدون . وتنقص أطرافكم فلا تمتعضون لا ينام عنكم وأنتم في غفلة ساهون . غلب والله المتخاذلون وأيم الله إني لأظن بكم أن لو حمس الوغى واستحر الموت قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفراج الرأس والله إن امرأ يمكن عدوه من نفسه يعرق لحمه ويهشم عظمه . ويفري جلده لعظيم عجزه ضعيف ما ضمت عليه جوانح صدره أنت فكن ذاك إن شئت فأما أنا فوالله دون أن أعطي ذلك ضرب بالمشرفية تطير منه فراش الهام . وتطيح السواعد والأقدام. ويفعل الله بعد ذلك ما يشاء أيها الناس إن لي عليكم حقا ولكم علي حق . فأما حقكم علي فالنصيحة لكم . وتوفير فيئكم عليكم وتعليمكم كيلا تجهلوا وتأديبكم كيما تعلموا . وأما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة والنصيحة في المشهد والمغيب . والإجابة حين أدعوكم . والطاعة حين آمركم[6].
     وعن عبد الله بن شريك ، عن أبيه ، قال ، بينا علي عليه السلام عند امرأة من عنزة وهي أم عمر وإذ أتاه قنبر ، فقال : ان عشرة نفر بالباب يزعمون أنك ربهم ، قال : ادخلهم ، قال : فدخلوا عليه . فقال : ما تقولون ؟ فقالوا : انك ربنا ، وأنت الذي خلقتنا ، وأنت الذي ترزقنا فقال لهم : ويلكم لا تفعلوا انما انا مخلوق مثلكم ، فأبوا أن يقلعوا ، فقال لهم : ويلكم ربي وربكم الله ويلكم توبوا وارجعوا ، فقالوا : لا نرجع عن مقالتنا أنت ربنا ترزقنا وأنت خلقتنا . فقال يا قنبر آتني بالفعلة ، فخرج قنبر فأتاه بعشر رجال مع الزبل والمرور ، فأمرهم أن يحفروا لهم في الأرض ، فلما حفروا خدا أمرنا بالحطب والنار فطرح فيه حتى صار نارا تتوقد قال لهم : ويلكم توبوا وارجعوا ! فأبوا وقالوا : لا نرجع ، فقذف علي عليه السلام بعضهم ثم قذف بقيتهم في النار ، ثم قال علي عليه السلام . اني إذا أبصرت شيئا منكرا * أو قدت ناري ودعوت قنبرا[7].
     ومن كلامه أيضا في معنى ما تقدم " يا أهل الكوفة ، خذوا أهبتكم لجهاد عدوكم معاوية وأشياعه " . قالوا : يا أمير المؤمنين ، أمهلنا يذهب عنا القر . فقال : " أم والله الذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، ليظهرن هؤلاء القوم عليكم ، ليس بأنهم أولى بالحق منكم ، ولكن لطاعتهم معاوية ومعصيتكم لي . والله لقد أصبحت الأمم كلها تخاف ظلم رعاتها ، وأصبحت أنا أخاف ظلم رعيتي . لقد استعملت منكم رجالا فخانوا وغدروا ، ولقد جمع بعضهم ما ائتمنته عليه من فئ المسلمين فحمله إلى معاوية ، وآخر حمله إلى منزله ، تهاونا بالقرآن ، وجرأة على الرحمن ، حتى لو أنني ائتمنت أحدكم على علاقة شوط لخانني ، ولقد أعييتموني " . ثم رفع يده إلى السماء فقال : " اللهم إني قد سئمت الحياة بين ظهراني هؤلاء القوم ، وتبرمت الأمل فأتح لي صاحبي حتى أستريح منهم ويستريحوا مني ، ولن يفلحوا بعدي"[8].
     وعن زهير بن الأقمر قال : خطبنا علي فقال : إن بسرا قد طلع اليمن ، وإني خفت والله أن يظهر هؤلاء القوم عليكم ما يظهرون عليكم أن يكونوا أولى بالحق منكم ، ولو تطيعون للحق كما يطيعونه في الباطل ما ظهروا عليكم ، ولكن بصلاحهم في أرضهم وفسادكم في أرضكم ، وطاعتهم إمامهم وعصيانكم إمامكم ، وأدائهم الأمانة وخيانتكم . والله لقد بعثت فلانا فخان وغدر وأخذ المال ، وبعثت فلانا فخان وغدر ، وبعثت فلانا فخان وغدر وأخذ المال فذهب به إلى معاوية ، والله لو ائتمنت أحدكم على قدح لخفت على علاقته . اللهم إني قد كرهتهم وكرهوني وسئمتهم وسئموني ، اللهم أرحني منهم وأرحهم مني . قال زهير بن الأقمر : فما جاءت الجمعة حتى قتل صلوات الله عليه ورحمته وبركاته[9].
     وعنه رضي الله عنه قال : قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم : فيك مثل من عيسى أحبه النصارى حتى كفروا في حبه وأبغضه اليهود حتى كفروا في بغضه[10].
     ومن خطبة له عليه السلام في ذم أهل العراق أما بعد يا أهل العراق فإنما أنتم كالمرأة الحامل حملت فلما أتمت أملصت ومات قيمها وطال تأيمها وورثها أبعدها أما والله ما أتيتكم اختيارا ولكن جئت إليكم سوقا ولقد بلغني أنكم تقولون علي يكذب . قاتلكم الله فعلى من أكذب . أعلى الله ؟ فأنا أول من آمن به . أم على نبيه ؟ فأنا أول من صدقه. كلا والله ولكنها لهجة غبتم عنها ولم تكونوا من أهلها . ويلمه كيلا بغير ثمن لو كان له وعاء ، ولتعلمن نبأه بعد حين[11].
     وقال رضي الله عنه : أنا صاحبك الذي تعرف ، إلا أني قد بليت بأخابث من خلق الله ، أريدهم على الأمر فيأبون ، فإن تابعتهم على ما يريدون تفرقوا عني[12].
 
     الحسن بن علي رضي الله عنه :
     عن زيد بن وهب الجهني قال : لما طعن الحسن بن علي عليه السلام بالمدائن أتيته وهو متوجع ، فقلت : ما ترى يا بن رسول الله فإن الناس متحيرون ؟ فقال : أرى والله أن معاوية خير لي من هؤلاء ، يزعمون أنهم لي شيعة ، ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي ، وأخذوا مالي ، والله لئن آخذ من معاوية عهدا أحقن به دمي ، وأومن به في أهلي ، خير من أن يقتلوني فتضيع أهل بيتي وأهلي ، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوني إليه سلما ، والله لئن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير ، أو يمن علي فيكون سنة على بني هاشم آخر الدهر ولمعاوية لا يزال يمن بها وعقبه علي الحي منا والميت[13].
     عن سالم بن أبي الجعد قال : حدثني رجل منا قال : أتيت الحسن بن علي عليه السلام فقلت : يا بن رسول الله أذللت رقابنا ، وجعلتنا معشر الشيعة عبيدا ، ما بقي معك رجل قال : ومم ذاك ؟ قال : قلت : بتسليمك الأمر لهذا الطاغية . قال : والله ما سلمت الأمر إليه إلا أني لم أجد أنصارا ، ولو وجدت أنصارا لقاتلته ليلي ونهاري حتى يحكم الله بيني وبينه ، ولكني عرفت أهل الكوفة ، وبلوتهم ، ولا يصلح لي منهم من كان فاسدا ، إنهم لا وفاء لهم . ولا ذمة في قول ولا فعل ، إنهم لمختلفون ، ويقولون لنا : أن قلوبهم معنا ، وأن سيوفهم لمشهورة علينا[14].
 
الحسين بن علي رضي الله عنه :
     قال رضي الله عنه : أما بعد فتبا لكم أيتها الجماعة وترحا ، حين استصرختمونا ولهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا كان في أيماننا وحششتم علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم ، فأصبحتم إلباً لفا على أوليائكم ويدا لأعدائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ولا لأمل أصبح لكم فيهم وعن غير حدث كان منا ولا رأى تفيل عنا فهلا – لكم الويلات - تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والرأي لم يستحصف ولكن استسرعتم إليها كتطائر الدبى وتداعيتم عنها كتداعي الفراش. فسحقا وبعدا لطواغيت الأمة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ونفثة الشيطان ومحرفي الكلام ومطفئ السنن وملحقي العهرة بالنسب، المستهزئين الذين جعلوا القرآن عضين . والله إنه لخذل فيكم معروف ، قد وشجت عليه عروقكم وتوارت عليه أصولكم فكنتم أخبث ثمرة شجا للناطر ، وأكلة للغاصب ألا فلعنة الله على الناكثين الذين ينقضون الايمان بعد توكيدها وقد جعلوا الله عليهم كفيلا[15].
     رفع الحسين عليه السلام يده وقال : اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقا ، واجعلهم طرائق قددا ، ولا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا[16].
     وقال رضي الله عنه : اللهم احبس عنهم قطر السماء ، وابعث عليهم سنين كسني يوسف ، وسلط عليهم غلام ثقيف يسقيهم كأسا مصبرة ، ولا يدع فيهم أحدا إلا ( قتله ) قتلة بقتلة ، وضربة بضربة ، ينتقم لي ولأوليائي وأهل بيتي وأشياعي منهم ، فإنهم غرونا وكذبونا وخذلونا ، وأنت ربنا عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير[17].
 
زينت بنت علي رضي الله عنها :
     عن حذيم بن شريك الأسدي قال لما أتى علي بن الحسين زين العابدين بالنسوة من كربلاء ، وكان مريضا ، وإذا نساء أهل الكوفة ينتدبن مشققات الجيوب ، والرجال معهن يبكون . فقال زين العابدين عليه السلام - بصوت ضئيل وقد نهكته العلة - : إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم ، فأومت زينب بنت علي بن أبي طالب عليهما السلام إلى الناس بالسكوت . قال حذيم الأسدي : لم أر والله خفرة قط أنطق منها ، كأنها تنطق وتفرغ على لسان علي عليه السلام ، وقد أشارت إلى الناس بأن انصتوا فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس ، ثم قالت - بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسوله صلى الله عليه وآله - أما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر ، والخذل ! ! ألا فلا رقأت العبرة ولا هدأت الزفرة ، إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم هل فيكم إلا الصلف والعجب، والشنف والكذب ، وملق الإماء وغمز الأعداء أو كمرعى على دمنة أو كفضة على ملحودة ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون ، أتبكون أخي ؟ ! أجل والله فابكوا فإنكم أحرى بالبكاء فابكوا كثيرا ، واضحكوا قليلا ، فقد أبليتم بعارها ، ومنيتم بشنارها ولن ترحضوا أبدا وأنى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة ، وسيد شباب أهل الجنة ، وملاذ حربكم ، ومعاذ حزبكم ومقر سلمكم ، واسى كلمكم ومفزع نازلتكم ، والمرجع إليه عند مقاتلتكم ومدرة حججكم ومنار محجتكم ، ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم ، وساء ما تزرون ليوم بعثكم ، فتعسا تعسا ! ونكسا نكسا ! لقد خاب السعي ، وتبت الأيدي ، وخسرت الصفة ، وبؤتم بغضب من الله ، وضربت عليكم الذلة والمسكنة ، أتدرون ويلكم أي كبد لمحمد صلى الله عليه وآله فرثتم ؟ ! وأي عهد نكثتم ؟ ! وأي كريمة له أبرزتم ؟ ! وأي حرمة له هتكتم ؟ ! وأي دم له سفكتم ؟ ! لقد جئتم شيئا إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ! لقد جئتم بها شوهاء صلعاء ، عنقاء ، سوداء ، فقماء خرقاء كطلاع الأرض ، أو ملأ السماء. أفعجبتم أن تمطر السماء دما ، ولعذاب الآخرة أخزى وهم لا ينصرون ، فلا يستخفنكم المهل ، فإنه عز وجل لا يحفزه البدار ولا يخشى عليه فوت الثار ، كلا إن ربك لنا ولهم لبالمرصاد ، ثم أنشأت تقول عليها السلام : ماذا تقولون إذ قال النبي لكم * ماذا صنعتم وأنتم آخر الأمم * بأهل بيتي وأولادي وتكرمتي * منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم * ما كان ذاك جزائي إذ نصحت لكم * أن تخلفوني بسوء في ذوي رحم إني لأخشى عليكم أن يحل بكم * مثل العذاب الذي أودى على ارم ثم ولت عنهم[18].
 
فاطمة الصغري رحمه الله :
     عن زيد بن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال : خطبت فاطمة الصغرى عليها السلام بعد أن ردت من كربلا فقالت : ... أما بعد يا أهل الكوفة ! يا أهل المكر والغدر والخيلاء ، أنا أهل بيت ابتلانا الله بكم ، وابتلاكم بنا ، فجعل بلائنا حسنا ، وجعل علمه عندنا وفهمه لدينا ، فنحن عيبة علمه ، ووعاء فهمه وحكمته ، وحجته في الأرض في بلاده لعباده ، أكرمنا الله بكرامته ، وفضلنا بنبيه صلى الله عليه وآله على كثير من خلقه تفضيلا ، فكذبتمونا ، وكفرتمونا ، ورأيتم قتالنا حلالا ، وأموالنا نهبا ، كأنا أولاد الترك أو كابل ، كما قتلتم جدنا بالأمس ، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت لحقد متقدم ، قرت بذلك عيونكم ، وفرحت به قلوبكم ، اجتراءا منكم على الله ، ومكرا مكرتم والله خير الماكرين ، فلا تدعونكم أنفسكم إلى الجذل بما أصبتم من دمائنا ونالت أيديكم من أموالنا ، فإن ما أصابنا من المصائب الجليلة ، والرزايا العظيمة في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور . تبا لكم ! فانتظروا اللعنة والعذاب ، فكأن قد حل بكم ، وتواترت من السماء نقمات فيسحتكم بما كسبتم ويذيق بعضكم بأس بعض ، ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا ، ألا لعنة الله على الظالمين ، ويلكم أتدرون أية يد طاعنتنا منكم ، أو أية نفس نزعت إلى قتالنا ، أم بأية رجل مشيتم إلينا ، تبغون محاربتنا ؟ قست قلوبكم ، وغلظت أكبادكم ، وطبع على أفئدتكم ، وختم على سمعكم وبصركم ، وسول لكم الشيطان وأملى لكم وجعل على بصركم غشاوة فأنتم لا تهتدون . تبا لكم يا أهل الكوفة ! كم تراث لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم ، وذحوله لديكم ، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب عليه السلام جدي ، وبنيه عترة النبي الطيبين الأخيار ، وافتخر بذلك مفتخر فقال : ( نحن قتلنا عليا وبني علي بسيوف هندية ورماح ، وسبينا نساؤهم سبي ترك ونطحناهم فأي نطاح ) . فقالت : بفيك أيها القائل الكثكث ولك الأثلب افتخرت بقتل قوم زكاهم الله وطهرهم ، وأذهب عنهم الرجس ، فاكظم واقع كما أقعى أبوك ، وإنما لكل امرء ما قدمت يداه ، حسدتمونا ويلا لكم على ما فضلنا الله . فما ذنبنا أن جاش دهر بحورنا * وبحرك ساج لا يواري الدعامصا، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور . قال : فارتفعت الأصوات بالبكاء وقالوا : حسبك يا بنت الطيبين ! فقد أحرقت قلوبنا ، وأنضجت نحورنا ، وأضرمت أجوافنا ، فسكتت عليها وعلى أبيها وجدها السلام[19].
 
 
علي زين العابدين رحمه الله :
      قال الزهري : حدثنا علي بن الحسين عليهما السلام ، وكان أفضل هاشمي أدركناه قال : أحبونا حب الاسلام ، فما زال حبكم لنا حتى صار شينا علينا[20].
     احتجاج علي بن الحسين عليهما السلام على أهل الكوفة حين خرج من الفسطاط وتوبيخه إياهم على غدرهم ونكثهم . قال حذيم بن شريك الأسدي : خرج زين العابدين عليه السلام إلى الناس وأومئ إليهم أن اسكتوا فسكتوا ، وهو قائم ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على نبيه ، ثم قال : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ! ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين ، المذبوح بشط الفرات من غير دخل ولا تراث ، أنا ابن من انتهك حريمه ، وسلب نعيمه ، وانتهب ماله ، وسبي عياله ، أنا ابن من قتل صبرا ، فكفى بذلك فخرا . أيها الناس ناشدتكم بالله هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه ، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة ؟ قاتلتموه وخذلتموه فتبا لكم ما قدمتم لأنفسكم وسوء لرأيكم ، بأية عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، يقول لكم : قتلتم عترتي ، وانتهكتم حرمتي ، فلستم من أمتي . قال : فارتفعت أصوات الناس بالبكاء ، ويدعو بعضهم بعضا : هلكتم وما تعلمون . فقال علي بن الحسين ، رحم الله امرءا قبل نصيحتي ، وحفظ وصيتي في الله وفي رسوله ، وفي أهل بيته ، فإن لنا في رسول الله أسوة حسنة . فقالوا بأجمعهم ؟ نحن كلنا يا بن رسول الله سامعون مطيعون حافظون لذمامك ، غير زاهدين فيك ، ولا راغبين عنك ، فمرنا بأمرك رحمك الله فإنا حرب لحربك ، سلم لسلمك ، لنأخذن ترتك وترتنا ، عمن ظلمك وظلمنا. فقال علي بن الحسين عليه السلام : هيهات هيهات ! ! أيها الغدرة المكرة ، حيل بينكم وبين شهوات أنفسكم ، أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم إلى آبائي من قبل كلا ورب الراقصات إلى منى ، فإن الجرح لما يندمل ! ! قتل أبي بالأمس ، وأهل بيته معه ، فلم ينسني ثكل رسول الله صلى الله عليه وآله ، وثكل أبي وبني أبي و جدي شق لهازمي ، ومرارته بين حناجري وحلقي ، وغصصه تجري في فراش صدري . و مسألتي أن لا تكونوا لنا ولا علينا : ثم قال عليه السلام :
     عن حذيم بن شريك الأسدي قال لما أتى علي بن الحسين زين العابدين بالنسوة من كربلاء ، وكان مريضا ، وإذا نساء أهل الكوفة ينتدبن مشققات الجيوب ، والرجال معهن يبكون . فقال زين العابدين عليه السلام - بصوت ضئيل وقد نهكته العلة - : إن هؤلاء يبكون علينا فمن قتلنا غيرهم[21].
 
الباقر رحمه الله :
     قال : لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكا ، والربع الاخر أحمق[22].
     عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : سمعته يقول لعن الله بنان البيان ، وان بنانا لعنه الله كان يكذب على أبي ، أشهد أن أبي علي بن الحسين كان عبدا صالحا[23].
 
الصادق رحمه الله :
     عن المفضل بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يوما ودخل عليه الفيض بن المختار ، فذكر له آية من كتاب الله عز وجل تأولها أبو عبد الله عليه السلام فقال له الفيض : جعلني الله فداك ما هذا الاختلاف الذي بين شيعتكم ؟ قال : وأي الاختلاف يا فيض ؟ فقال له الفيض : اني لا جلس في حلقهم بالكوفة فأكاد أشك في اختلافهم في حديثهم ، حتى أرجع إلى المفضل بن عمر ، فيوقفني من ذلك على ما تستريح إليه نفسي ، ويطمئن إليه قلبي . فقال أبو عبد الله عليه السلام : أجل هو كما ذكرت يا فيض ، ان الناس أولعوا بالكذب علينا ان الله افترض عليهم لا يريد منهم غيره واني أحدث أحدهم بالحديث فلا يخرج من عندي حتى يتأوله على غير تأويله ، وذلك أنهم لا يطلبون بحديثنا وبحبنا ما عند الله وانما يطلبون به الدنيا ، وكل يحب أن يدعي رأسا ، أنه ليس من عبد يرفع نفسه الا وضعه الله ، وما من عبد وضع نفسه الا رفعه الله وشرفه[24].
     عن مسمع كردين أبي سيار ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لعن الله بريدا ولعن الله زرارة[25].
     عن إسماعيل بن عبد الخالق ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ذكر عنده بنو أعين : فقال والله ما يريد بنو أعين الا ان يكونوا علي غلب[26].
     عن هارون بن خارجة ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزو جل . " الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم " قال : هو ما استوجبه أبو حنيفة وزرارة[27].
     عن ليث المرادي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لا يموت زرارة الا تائها[28].
     عن عمران الزعفراني قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول لأبي بصير : يا أبا بصير وكنى أثنى عشر رجلا ما أحدث أحد في الاسلام ما أحدث زرارة من البدع ، لعنه الله ، هذا قول أبي عبد الله[29].
     عن أبيه كليب الصيداوي ، أنهم كانوا جلوسا ، ومعهم عذافر الصيرفي ، وعدة من أصحابهم معهم أبو عبد الله عليه السلام قال ، فابتدأ أبو عبد الله عليه السلام من غير ذكر لزرارة ، فقال لعن الله زرارة لعن الله زرارة لعن الله زرارة ثلاث مرات[30].
     عن حريز قال : خرجت إلى فارس ، وخرج معنا محمد الحلبي إلى مكة ، فاتفق قدومنا جميعا إلى حزين ، فسألت الحلبي فقلت له أطرفنا بشئ ، قال : نعم جئتك بما تكره ، قلت لأبي عبد الله عليه السلام ما تقول في الاستطاعة ؟ فقال : ليس من ديني ولا دين آبائي . فقلت : الان ثلج عن صدري ، والله لا أعود لهم مريضا ، ولا أشيع لهم جنازة ولا أعطيهم شيئا من زكاة مالي ، قال : فاستوى أبو عبد الله عليه السلام جالسا وقال لي كيف قلت ؟ فأعدت عليه الكلام فقال أبو عبد الله عليه السلام : كان أبي عليه السلام يقول أولئك قوم حرم الله وجوههم على النار ، فقلت : جعلت فداك فكيف قلت لي ليس من ديني ولا دين آبائي ؟ قال : انما أعني بذلك قول زرارة وأشباهه[31].
     عن ابن مسكان ، قال : سمعت زرارة يقول : رحم الله أبا جعفر واما جعفر فان في قلبي عليه لعنة ! فقلت له : وما حمل زرارة على هذا؟ قال : حمله على هذا لان أبا عبد الله عليه السلام أخرج مخازيه[32].
     عن مسعدة بن صدقة ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : ان قوم يعارون الايمان عارية ثم يسلبونه يقال لهم يوم القيامة المعارون ، أما أن زرارة بن أعين منهم[33].
     عن الوليد بن صبيح ، قال : مررت في الروضة بالمدينة فإذا انسان قد جذبني ، فالتفت فإذا انا بزرارة ، فقال لي : استأذن لي على صاحبك ؟ قال : فخرجت من المسجد فدخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته الخبر فضرب بيده على لحيته ، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : لا تأذن له لا تأذن له ، لا تأذن له فان زرارة يريدني على القدر على كبر السن ، وليس من ديني ولا دين آبائي[34].
     عن علي بن الحكم ، عن بعض رجاله عن أبي عبد الله عليه السلام قال : دخلت عليه فقال : متى عهدك بزرارة ؟ قال ، قلت ما رأيته منذ أيام ، قال : لا تبال وان مرض فلا تعده وان مات فلا تشهد جنازته قال ، قلت زرارة ؟ متعجبا مما قال ، قال : نعم زرارة ، زرارة شر من اليهود والنصارى ومن قال إن مع الله ثالث ثلاثة[35].
عن ميسر ، قال : كنا عند أبي عبد الله عليه السلام فمرت جارية في جانب الدار على عنقها قمقم قد نكسته ، قال فقال أبو عبد الله عليه السلام : فما ذنبي ان الله قد نكس قلب زرارة كما نكست هذا الجارية هذا القمقم[36].
عن عبد الرحيم القصير، قال، قال لي أبو عبد الله عليه السلام: إيت زرارة وبريدا فقل لهما ما هذه البدعة التي ابتدعتماها؟ أما علمتما أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: كل بدعة ضلالة. قلت له: إني أخاف منهما فأرسل معي ليثا المرادي فأتينا زرارة فقلنا له ما قال أبو عبد الله عليه السلام، فقال: والله لقد أعطاني الاستطاعة وما شعر، فأما بريد فقال: لا والله لا أرجع عنها أبدا[37].
     عن مفضل بن عمر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لعن الله محمد بن مسلم كان يقول أن الله لا يعلم الشيء حتى يكون[38].
     عن أبي الصباح الكناني، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إنا نعير بالكوفة فيقال لنا: جعفرية ! قال: فغضب أبو عبد الله عليه السلام ثم قال: إن أصحاب جعفر منكم لقليل، إنما أصحاب جعفر من اشتد ورعه وعمل لخالقه[39].
     عن هشام بن سالم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن ممن ينتحل هذا الأمر  ليكذب حتى أن الشيطان ليحتاج إلى كذبه[40].
     عن مرازم قال، قال أبو عبد الله عليه السلام للغالية: توبوا إلى الله فإنكم فساق كفار مشركون[41].
     عن إبراهيم الكرخي ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن ممن ينتحل هذا الامر لمن هو شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا[42].
     عن أبي بصير ، قال ، قال لي أبو عبد الله عليه السلام : يا أبا محمد أبرأ ممن يزعم انا أرباب قلت : برئ الله منه ، قال : أبرء ممن يزعم انا أنبياء قلت : برئ الله منه[43].
     عن ابن المغيرة ، قال : كنت عند أبي الحسن عليه السلام أنا ويحيى بن عبد الله بن الحسن عليه السلام فقال يحيى : جعلت فداك انهم يزعمون انك تعلم الغيب ؟ فقال : سبحان الله سبحان الله ضع يدك على رأسي ، فوالله ما بقيت في جسدي شعرة ولا في رأسي الا قامت . قال ، ثم قال : لا والله ما هي الا وراثة عن رسول الله صلى الله عليه وآله[44].
     عن مصادف ، قال لما أتى القوم الذين أتوا بالكوفة : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فأخبرته بذلك ، فخر ساجدا وألزق جؤجؤه بالأرض وبكى ، وأقبل يلوذ بأصبعه ويقول : بل عبد الله قن داخر مرارا كثيرة ، ثم رفع رأسه ودموعه تسيل على لحيته ، فندمت على أخباري إياه . فقلت : جعلت فداك وما عليك أنت من ذا ؟ فقال : يا مصادف ان عيسى لو سكت عما قالت النصارى فيه لكان حقا على الله أن يصم سمعه ويعمى بصره ، ولو سكت عما قال في أبو الخطاب لكان حقا على الله أن يصم سمعي ويعمي بصري[45].
     عن المفضل بن عمر ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لو قام قائمنا بدأ بكذابي الشيعة فقتلهم[46].
     عن علي بن يزيد الشامي، قال. قال أبو الحسن عليه السلام: قال أبو عبد الله عليه السلام ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين إلا وهي فيمن ينتحل التشيع[47].
     عن علي ابن حسان عن بعض أصحابنا رفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال : ذكر عنده جعفر بن واقد ونفر من أصحاب أبي الخطاب ، فقيل : انه صار إلى نمرود ، وقال فيهم : وهو الذي في السماء اله وفي الأرض اله ، قال ، هو الامام . فقال أبو عبد الله عليه السلام لا والله لا يأويني وإياه سقف بيت أبدا ، هم شر من اليهود والنصارى والمجوس والذين أشركوا ، والله ما صغر عظمة الله تصغيرهم شئ قط ، ان عزيرا جال في صدره ما قالت فيه اليهود فمحى الله اسمه من النبوة. والله لو أن عيسى أقر بما قالت النصارى لا ورثه الله صمما إلى يوم القيامة ، والله لو أقررت بما يقول في أهل الكوفة لاخذتني الأرض ، وما أنا الا عبد مملوك لا أقدر على شئ ضر ولا نفع[48].
     عن قاسم الصيرفي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : قوم يزعمون أني لهم امام ، والله ما أنا لهم بامام ، مالهم لعنهم الله ، كلما سترت سترا هتكوه ، هتك الله ستورهم ، أقول كذا ، يقولون انما يعني كذا ، انما أنا أمام من أطاعني[49].
     عن الحسن الوشاء ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من قال انا أنبياء فعليه لعنة الله ، ومن شك في ذلك فعليه لعنة الله[50].
     عن ابن مسكان ، عمن حدثه من أصحابنا ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : لعن الله المغيرة بن سعيد أنه كان يكذب على أبي فأذاقه الله حر الحديد ، لعن الله من قال فينا مالا نقوله في أنفسنا ولعن الله من أزالنا عن العبودية لله الذي خلقنا واليه مآبنا ومعادنا وبيده نواصينا[51].
     عن بريد العجلي ، قال : سألت أبي عبدالله عليه السلام عن قول الله عز وجل " هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم" قال : هم سبعة : المغيرة بن سعيد ، وبيان ، وصائد النهدي ، والحارث الشامي ، وعبد الله بن الحارث ، وحمزة بن عمارة البربري ، وأبو الخطاب[52].
     عن أخيه جعفر وأبي يحيى الواسطي ، قال ، قال أبو الحسن الرضا عليه السلام : كان بنان يكذب على علي بن الحسين عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد . وكان المغيرة بن سعيد يكذب على أبي جعفر عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد ، وكان محمد بن بشير يكذب على أبي الحسن موسى عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد ، وكان أبو الخطاب يكذب على أبي عبد الله عليه السلام فأذاقه الله حر الحديد ، والذي يكذب علي محمد بن فرات[53].
     عن بريد بن معاوية العجلي ، قال : كان حمزة بن عمارة الزبيدي لعنه الله يقول لأصحابه : ان أبا جعفر عليه السلام يأتيني في كل ليلة ، ولا يزال انسان يزعم أنه قد أراه إياه ، فقدر لي أني لقيت أبا جعفر عليه السلام فحدثته بما يقول حمزة ، فقال : كذب عليه لعنة الله ما يقدر الشيطان أن يتمثل في صورة نبي ولا وصي نبي[54].
     عن ابن سنان، قال، قال أبو عبد الله عليه السلام: إنا أهل بيت صادقون، لا نخلو من كذاب يكذب علينا، فيسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس، كان رسول الله صلى الله عليه وآله أصدق البرية لهجة، وكان مسيلمة يكذب عليه. وكان أمير المؤمنين عليه السلام أصدق من برأ الله من بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه بما يفتري عليه من الكذب عبد الله بن سبا لعنه الله، وكان أبو عبد الله الحسين بن علي عليه السلام قد ابتلي بالمختار. ثم ذكر أبو عبد الله: الحارث الشامي وبنان، فقال، كانا يكذبان على علي ابن الحسين عليهما السلام. ثم ذكر المغيرة بن سعيد، وبزيعا، والسري، وأبا الخطاب، ومعمرا، وبشارا الأشعري، وحمزة الزبيدي، وصائد النهدي، فقال: لعنهم الله إنا لا نخلو من كذاب يكذب علينا أو عاجز الرأي، كفانا الله مؤنه كل كذاب وأذاقهم الله حر الحديد[55].
     عن ابن أبي يعفور قال ، دخلت على أبي عبد الله عليه السلام فقال : ما فعل بزيع ؟ فقلت له : قتل ، فقال : الحمد لله ، أما أنه ليس لهؤلاء المغيرية شئ خيرا من القتل لانهم لا يتوبون أبدا[56].
     عن حنان بن سدير ، عن أبيه ، قال ، قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ان قوما يزعمون أنكم آلهة يتلون علينا بذلك قرآنا يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا اني بما تعملون عليم . قال : يا سدير سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء برء الله منهم ورسوله ، ما هؤلاء على ديني ودين آبائي ، والله لا يجمعني واياهم يوم القيامة الا وهو عليهم ساخط[57].
     عن عنبسة ، قال ، قال أبو عبد الله عليه السلام : لقد أمسينا وما أحد أعدى لنا ممن ينتحل مودتنا[58].
لا غرو أن قتل الحسين وشيخه * قد كان خيرا من حسين وأكرما
فلا تفرحوا يا أهل كوفة بالذي * أصيب حسين كان ذلك أعظما
قتيل بشط النهر نفسي فداؤه * جزاء الذي أرداه نار جهنما[59].
     عن ابن أبي عمير ، عن عدة من أصحابنا ، قال : كان أبو عبد الله عليه السلام يقول : ما وجدت أحدا يقبل وصيتي ويطيع أمري ، الا عبد الله بن أبي يعفور[60].
     عن زياد بن أبي الحلال ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ما أحد أدى إلينا ما افترض الله عليه فينا الا عبد الله بن أبي يعفور[61].
     عن أبي أسامة ، قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السلام لا ودعه ، فقال لي : يا زيد مالكم وللناس قد حملتم الناس على أبي ، والله ما وجدت أحدا يطيعني ويأخذ بقولي الا رجلا واحدا رحمه الله عبد الله بن أبي يعفور ، فاني امرته وأوصيه بوصيته فاتبع أمري واخذ بقولي[62].
     عن سليمان بن مهران ، قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام وعنده نفر من الشيعة ، فسمعته وهو يقول : معاشر الشيعة ، كونوا لنا زينا ، ولا تكونوا علينا شينا ، قولوا للناس حسنا ، واحفظوا ألسنتكم وكفوها عن الفضول وقبيح القول[63].
     عن ابن صدقة ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : كونوا دعاة الناس بأعمالكم ، ولا تكونوا دعاة بألسنتكم[64].
     عن مأمون الرقي قال كنت عند سيدي الصادق ( ع ) إذ دخل سهل بن حسن الخراساني فسلم عليه ثم جلس فقال له يا ابن رسول الله لكم الرأفة والرحمة وأنتم أهل بيت الإمامة ما الذي يمنعك أن يكون لك حق تقعد عنه وأنت تجد من شيعتك مائة الف يضربون بين يديك بالسيف فقال له ( ع ) : اجلس يا خراساني رعى الله حقك ، ثم قال : يا حنفية اسجري التنور فسجرته حتى صار كالجمرة وابيض علوه ، ثم قال : يا خراساني قم فاجلس في التنور ، فقال الخراساني : يا سيدي يا ابن رسول الله لا تعذبني بالنار أقلني أقالك الله ، قال : قد أقلتك ، فبينما نحن كذلك إذ أقبل هارون المكي ونعله في سبابته فقال : السلام عليك يا ابن رسول الله ، فقال له الصادق : الق النعل من يدك واجلس في التور . قال : فألقى النعل من سبابته ثم جلس في التنور ، وأقبل الامام يحدث الخراساني حديث خراسان حتى كأنه شاهد لها ثم قال : قم يا خراساني وانظر ما في التور . قال : فقمت إليه فرأيته متربعا فخرج الينا وسلم علينا ، فقال له الامام : كم تجد بخراسان مثل هذا ؟ فقلت : والله ولا واحدا فقال ( ع ) : لا والله ولا واحدا اما انا لا نخرج في زمان لا نجد فيه خمسة معاضدين لنا نحن أعلم بالوقت[65].
     عن سدير الصيرفي قال : دخلت على أبي عبد الله ( عليه السلام ) فقلت له : والله ما يسعك القعود ، فقال : ولم يا سدير ؟ قلت : لكثرة مواليك وشيعتك وأنصارك والله لو كان لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ما لك من الشيعة والأنصار والموالي ما طمع فيه تيم ولا عدي ، فقال : يا سدير وكم عسى أن يكونوا ؟ قلت : مائة ألف ، قال : مائة ألف ؟ قلت : نعم ، ومائتي ألف قال : مائتي ألف ؟ قلت : نعم ونصف الدنيا قال : فسكت عني ثم قال : يخف عليك أن تبلغ معنا إلى ينبع قلت : نعم فأمر بحمار وبغل أن يسرجا ، فبادرت فركبت الحمار ، فقال : يا سدير أترى أن تؤثرني بالحمار ؟ قلت : البغل أزين وأنبل قال : الحمار أرفق بي فنزلت فركب الحمار وركبت البغل فمضينا فحانت الصلاة ، فقال : يا سدير انزل بنا نصلي ، ثم قال : هذه أرض سبخة لا تجوز الصلاة فيها فسرنا حتى صرنا إلى أرض حمراء ونظر إلى غلام يرعى جداء فقال : والله يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود ، ونزلنا وصلينا فلما فرغنا من الصلاة عطفت على الجداء فعددتها فإذا هي سبعة عشر[66].
 
     الكاظم رحمه الله :
     عن موسى بن بكر الواسطي قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة  ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين ولو تمحصتهم  لما خلص من الألف واحد ولو غربلتهم غربلة لم يبق منهم إلا ما كان لي إنهم طال ما اتكوا على الأرائك، فقالوا: نحن شيعة علي، إنما شيعة علي من صدق قوله فعله[67].
     عن علي بن أبي حمزة ، قال ، قال أبو الحسن يعني الأول عليه السلام : يا علي أنت وأصحابك أشباه الحمير[68].
     عن أبي داود قال : كنت أنا وعيينة بياع القصب عند علي بن أبي حمزة البطائني - وكان رئيس الواقفة - فسمعته يقول : قال لي أبو إبراهيم عليه السلام : إنما أنت وأصحابك يا علي أشباه الحمير . فقال لي عيينة : أسمعت ؟ قلت : إي والله لقد سمعت . فقال : لا والله ، لا أنقل إليه قدمي ما حييت[69].
     وغيرها.
     ومن مواقف علماء الشيعة من أمثال هذه الروايات، ماذكره مرتضى العاملي، في رده على إستفسار من بعض الشيعة حول حقيقة أمثال هذه الروايات، فأجاب :
     إن الإمام علياً عليه السلام إنما يتحدث عن مجتمع عرف الإسلام من خلال الخلفاء الذين سبقوه ، وهم أبو بكر ، وعمر بن الخطاب ، وعثمان بن عفان ، ومن يدور في فلكهم من الولاة ، والمتصرفين في الأمور ، فإن البلاد قد افتتحت في عهد هؤلاء ، وحكم أولئك الولاة سكانه ، ونفذوا فيهم أوامر خلفائهم ، وفرضوا عليهم سياساتهم ، وأشاعوا فيهم مفاهيمهم . .
     وأما الإمام علي عليه السلام ، فلم يكن له أي دور في العراق طيلة تلك السنين ، ولا يعرفه أهله ، ولا عاشوا معه ، ولا رأوه ، وربما لم يسمعوا عنه شيئاً ذا بال. ولأجل ذلك نلاحظ : أن العراقيين كانوا متأثرين بسياسات أولئك الخلفاء ، ولا سيما عمر بن الخطاب إلى حد أنهم كانوا بالاستناد إليها ، يتمردون على قرارات الإمام علي عليه السلام ، مع أنه كان هو الخليفة والحاكم فيهم . وقد ذكرت بعض المصادر : أنه عليه السلام لم يستطع أن يمنع جنده من صلاة التراويح ، وتنادوا : يا أهل الإسلام ، غيِّرت سنة عمر . إلى أن قال عليه السلام : ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري.  وفي نص آخر : أنهم صاحوا : واعمراه . كما أنهم قد فرضوا عليه أن لا يعزل شريحاً عن القضاء بحجة أن عمر قد نصبه. كما أن عمرو بن العاص ، قد أشار في قضية التحكيم لأهل العراق إلى ميزات كانت في أبي موسى الأشعري ، ومنها : أنه صاحب مغانم أبي بكر ، وعامل عمر بن الخطاب. وبذلك أيضاً احتج الأشعث بن قيس ، ومن صاروا خوارج على الإمام علي عليه السلام في محاولاتهم إقناعه بأن يرسله إلى التحكيم. وقد قال طلحة والزبير للإمام علي عليه السلام في حرب الجمل : إنهما نقما عليه خلافه عمر بن الخطاب ، وأئمتهم. ونادى أصحاب الجمل الإمام علياً عليه السلام : أعطنا سنة العمرين. وقال الخوارج لقيس بن سعد : لسنا متابعيكم ، أو تأتونا بمثل عمر. وحينما حاول الخوارج - وهم عراقيون - إقناع زيد بن حصين بالتولي عليهم قالوا له : أنت سيدنا وشيخنا ، وعامل عمر بن الخطاب على الكوفة. كما أن ربيعة بن أبي شداد الخثعمي - وهو زعيم قبيلته وكان صاحب راية خثعم في الجمل وصفين - قد أبى أن يبايع الإمام علياً عليه السلام على كتاب الله وسنة رسوله ، بل قال : على سنة أبي بكر وعمر. وقد كان الخوارج - وهم عراقيون - يتولون أبا بكر وعمر بن الخطاب ، ويتبرأون من عثمان والإمام علي عليه السلام. ولأجل ذلك نجد : أن نجدة الحروري يتخلى عن فكرة مهاجمة المدينة ، لما أخبر بأن ابن عمر قد لبس السلاح ، وذلك لأن نجدة وسائر الخوارج كانوا يوقرون أباه عمر بن الخطاب توقيراً شديداً.
     وقد استعمل قطري بن الفجاءة دهقاناً فظهرت له أموال كثيرة ، فقالوا لقطري : إن عمر بن الخطاب لم يكن يقارّ على مثل هذا الخ. كما أن يزيد بن المهلب ، قد خطب الناس ووعدهم بالعمل بسنة العمرين.
     بل إن بعض النصوص تشير إلى أن أهل العراق كانوا لا يطيقون حتى ذكر الإمام علي عليه السلام ، فقد قال جندب بن عبد الله في حديث له : فانصرفت إلى العراق ، فكنت أذكر فضل علي على الناس ، فلا أعدم رجلاً يقول لي ما أكره . وأحسن ما أسمعه قول من يقول : دع عنك هذا ، وخذ فيما ينفعك ، فأقول : إن هذا مما ينفعني وينفعك ، فيقوم عني ويدعني.
     بل لقد اعترف عمرو بن العاص بأن أهل البصرة مخالفون لعلي ، قد وترهم وقللهم ، وقد تفانت صناديدهم وصناديد أهل الكوفة يوم الجمل.
     ويقول الأصمعي : البصرة عثمانية من يوم الجمل.
     وقال ابن عبد ربه ، عن سبب انحراف البصرة عن الإمام علي عليه السلام : إذ قاموا مع عائشة وطلحة والزبير ، فقتلهم علي.
     ولبني عدي بن عبد مناف مسجد بالبصرة ينتاب وينزل به ، ويقال : إن جمل عائشة عقر في موضعه ، فابتني على ذلك.
     وفي الكوفة : كان حي الناعطيين جلهم من العثمانية، وكانت باهلة في الكوفة تعادي علياً. وكرهت الخروج معه إلى صفين.
     وحين ذهب عليه السلام إلى قتال أهل النهروان كانت قبيلتا غنى وباهلة تدعوان الله أن يظفر به عدوه.
     وقد بلغه عليه السلام : أن الناس يتهمونه فيما يذكره من تقديم النبي صلى الله عليه وآله له وتفضيله على الناس ، فقال عليه السلام : أنشد الله من بقي ممن لقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسمع مقاله في يوم غدير خم ، الخ .. فشهد له اثنا عشر صحابياً.
     وفي بعض النصوص : أنهم كانوا بدريين . وبعضها يقول : شهد له ثلاثون رجلاً . وقد تعددت هذه الاستشهادات له عليه السلام . .
     ويذكر المعتزلي وغيره نصوصاً تدل على أن العراقيين ما كانوا يصدقون الإمام علياً عليه السلام فيما كان يخبرهم به. فراجع .
     فكل ذلك يدل على عداوتهم له ، وعدم اعتقادهم بإمامته ، وأن ولاءهم الحقيقي إنما كان لعمر بن الخطاب وأبي بكر. ولكن كانوا من جهة أخرى يرون أنفسهم أمام أمر واقع ، فإن الإمام علياً عليه السلام قد بويع ، من قبل الصحابة غيرهم ، وكانت مصلحتهم تكمن في البيعة له ، وعدم تعريض أنفسهم لخيارات قد يرون أنها صعبة عليهم . .
     فطاعتهم له إنما لأجل ما له من بيعة في أعناقهم ، ولأجل أن لا يتمكن أهل الشام من الهيمنة عليهم ، ولغير ذلك من أمور ، ولم تكن من أجل اعتقادهم بإمامته . .
     ومن الواضح : أن من يعتقد بإمامة إمام فإنه لا يبغضه ، ولا يكذبه ، ولا يعاديه ، ولا يتمنى ظفر عدوه به ، ولا يفرض عليه سياسات أناس آخرين. ولو كانوا يؤمنون بإمامته لما احتاج إلى الاستشهاد لهم بالصحابة على صحة ما يقوله من تفضيل النبي صلى الله عليه وآله له ، وعلى حديث الغدير . .
     فالصحيح إذن هو أن أهل العراق كانوا من أنصار الخلفاء الذين سبقوا الإمام علياً عليه السلام ، ولم يكونوا شيعة للإمام علي عليه السلام ، فكل الذم الموجود إنما هو لهؤلاء دون سواهم. ولكننا لا ننكر أن أهل العراق ، وخصوصاً في مناطق الكوفة قد تغيرت نظرتهم للإمام علي عليه السلام ، وبدأوا يتجهون نحو التشيع بصورة تدريجية ، حتى استقر فيهم ذلك ، ولكن بعد عشرات السنين.
     وبعد الذي قدمناه ، فقد اتضح : أن أهل العراق كانوا معجبين بالخلفاء الذين سبقوا الإمام علياً عليه السلام ، ولا سيما عمر بن الخطاب ، وكانوا من محبيهم وأتباعهم ، وقد أخذوا دينهم منهم وعنهم ، وتربوا على أيديهم من خلال ولاتهم الذين أشاعوا فيهم مفاهيم وعادات وسياسات وإسلام أسيادهم . وقد كان موقفهم من الإمام عليه السلام ، الذي بقي بينهم حوالي خمس سنوات فقط ، هو موقف المبغض له ، والحاقد عليه ، والذي يتمنى أن يظفر عدوه به ، وحين استشهد عليه السلام ، فإن القوم هم نفس القوم ، والناس هم الناس ، المبغضون ، والحاقدون ، الذين بمجرد أن وجدوا الفرصة بادروا لمحاولة قتل الإمام الحسن عليه السلام . .
     وقد اتضح من خلال ذلك كله : أنهم كانوا يستعملون أسلوب النفاق مع الإمام علي وأهل بيته عليهم السلام ، فيظهرون أنهم شيعة له ، ويبطنون له البغض والعداء ، حتى إذا أمكنتهم الفرصة حاولوا قتله.
     وقد سبقهم إلى ذلك ، الذين كانوا يتظاهرون بالإيمان بالرسول صلى الله عليه وآله ، وبالولاء لأهل البيت عليهم السلام ، مع أنهم كانوا من المنافقين الذين يبطنون الكفر ، ويظهرون الإيمان. فلما أمكنتهم الفرصة حاولوا قتل الرسول صلى الله عليه وآله بتنفير ناقته به ، وظهرت حسيكة النفاق في أكثر من مورد ، في حياة الرسول صلى الله عليه وآله وبعده.
     وقد تحدث عنهم القرآن في موارد كثيرة ، منها قوله : ( وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ ).
     ولأجل ذلك قال عليه السلام : يزعمون أنهم لي شيعة . . ابتغوا قتلي ، وانتهبوا ثقلي ، وأخذوا مالي. فكلمة يزعمون تشير إلى أنهم غير صادقين فيما يدعونه.
     فهل المنافق الذي يتخذ مذهباً لنفسه ، ويتكتم عليه ، ويظهر أنه من أهل مذهب آخر ، أو يتظاهر بحب شخص ، مع أنه يبطن بغضه؟![70].


[1] نهج البلاغة - خطب الإمام علي ( ع )، 1 /117

[2] نهج البلاغة - خطب الإمام علي ( ع )، 1 /67 ، الكافي، للكليني، 5/4

[3] نهج البلاغة - خطب الإمام علي ( ع ) - ج 1 /73 ، الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 1 /273 ، الأمالي - الشيخ الطوسي، 180 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 34 /56

[4] نهج البلاغة - خطب الإمام علي ( ع ) - ج 1 /188 ، أنظر أيضاً : الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 1 /274 ، الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 1 /256

[5] نهج البلاغة - خطب الإمام علي ( ع ) - ج 1 /104 ، الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 1 /268 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 30 /328 ، 32 /549 ، 34 /37

[6] نهج البلاغة - خطب الإمام علي ( ع ) - ج 1 /82 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 34 /74

[7] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /288 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 25 /299 ، 2 /596 ، معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 10 /29 ، 15 /88

[8] الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 1 /277 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 34 /154 ، موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في الكتاب والسنة والتاريخ - محمد الريشهري - ج 7 /148

[9] مناقب الإمام أمير المؤمنين ( ع ) - محمد بن سليمان الكوفي - ج 2 /39 ، مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 2 /114

[10] عيون أخبار الرضا ( ع ) - الشيخ الصدوق - ج 2 /68

[11] نهج البلاغة - خطب الإمام علي ( ع ) - ج 1 /118 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 34 /103

[12] كتاب سليم بن قيس - سليم بن قيس الهلالي الكوفي، 251 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 33 /321

[13] الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 2 /10

[14] الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 2 /12 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 44 /147

[15] تحف العقول عن آل الرسول ( ص ) - ابن شعبة الحراني، 240 ، أنظر : الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 2 /24 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 45 /8 ، 83 ، اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس ، 58

[16] الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 /110 ، مثير الأحزان - ابن نما الحلي ، 56 ، لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين ، 188 ، الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج 5 /114 ، إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي - ج 1 / 468

[17] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 45 /10 ، العوالم ، الإمام الحسين ( ع ) - الشيخ عبد الله البحراني ، 253 ، أصدق الأخبار - السيد محسن الأمين ، 2 ، لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين ، 132

[18] الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 2 /29 ، العوالم ، الإمام الحسين ( ع ) - الشيخ عبد الله البحراني ، 368

[19] الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 2 /27 ، مثير الأحزان - ابن نما الحلي ،  68 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 45 /110 ، العوالم ، الإمام الحسين ( ع ) - الشيخ عبد الله البحراني ، 379 ، لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين ، 203 ، اللهوف في قتلى الطفوف - السيد ابن طاووس ، 89

[20] روضة الواعظين - الفتال النيسابوري ، 197 ، الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 /141 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 46 /73 ، كشف الغمة في معرفة الأئمة - علي بن أبي الفتح الإربلي - ج 2 /296

[21] الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 2 /29 ، العوالم ، الإمام الحسين ( ع ) - الشيخ عبد الله البحراني ، 368

[22] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /460 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 46 /251 ، 47 /149 ، خلاصة الأقوال - العلامة الحلي ، 326 ، التحرير الطاووسي - حسن بن زين الدين العاملي ،75

[23] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /590

[24] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /347 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 2 /246

[25] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /364

[26] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /364

[27] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /364

[28] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /365

[29] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /365

[30] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /365

[31] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /365

[32] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /357

[33] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /378

[34] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /380

[35] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /380

[36] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /381

[37] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /364

[38] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 1 /394 ، التحرير الطاووسي - حسن بن زين الدين العاملي ، 497

[39] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /525 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 65 /166

[40] الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 /254 ، اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /587 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 25 /296

[41] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /587 ، وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 28 /352

[42] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /587 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 65 /166

[43] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /587

[44] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /587 ، الأمالي - الشيخ المفيد، 23 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 25 /293 ، 26 /103

[45] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /588 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 25 /293

[46] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /589

[47] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /589

[48] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /590

[49] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /590 ، الغيبة - ابن أبي زينب النعماني ، 44 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 2 /80

[50] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /590

[51] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /489 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 25 /297

[52] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /577، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 25 /270

[53] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /591 ، معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 15 /262 ، أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 3 /606

[54] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /593 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 69 /214

[55] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /593 ، مستدرك الوسائل - ميرزا حسين النوري الطبرسي - ج 9 /90 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 2 /217 ، 25 /263 ، جامع أحاديث الشيعة - السيد البروجردي - ج 13 /580 ، معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 4 /205 ، 15 /263 ، أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 3 /564

[56] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /594 ، معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 4 /205 ، أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 3 /564

[57] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /594 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 25 /298

[58] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /596 ، معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 15 /267

[59] الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 2 /32 ، مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 3 /261 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 45 /113 ، العوالم ، الإمام الحسين ( ع ) - الشيخ عبد الله البحراني ، 381 ، لواعج الأشجان - السيد محسن الأمين ، 206 ، 1 /614

[60] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /514 ، خلاصة الأقوال - العلامة الحلي ، 196 ، رجال ابن داود - ابن داود الحلي ، 116 ، التحرير الطاووسي - حسن بن زين الدين العاملي ، 318

[61] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 519 ، معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 11 /105

[62] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /519 ، جامع الرواة - محمد علي الأردبيلي - ج 1 /467 ، معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 8 /377 ، 11 /105 ، أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 7 /128

[63] الأمالي - الشيخ الصدوق، 484 ، الاعتقادات في دين الإمامية - الشيخ الصدوق ، 109 ، الحكايات - الشيخ المفيد ، 93 ، مشكاة الأنوار في غرر الأخبار - علي الطبرسي ، 134 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 65 /151 ، 68 /286 ، 310

[64] قرب الاسناد - الحميري القمي ، 77 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 5 /198

[65] مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 3 /363 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 47 /123

[66] الكافي - الشيخ الكليني - ج 2 /243 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 47 /373 ،  64 /161

[67] الكافي، للكليني، 8/228

[68] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /706 ، 742 ، 743 ، الأصول الستة عشر - عدة محدثين، 126 ، الأصول الستة عشر من الأصول الأولية - تحقيق ضياء الدين المحمودي ، 346 ، رجال ابن داود - ابن داود الحلي ، 259 ، الإثنا عشرية - الحر العاملي ، 139

[69] الغيبة - الشيخ الطوسي ، 67 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 48 /255

[70] مختصر مفيد، لجعفر مرتضى العاملي، 8/111

عدد مرات القراءة:
4764
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :