الكاتب : فيصل نور ..
زفر وزريق ورمع
من الألقاب التي يطلقها الشيعة على عمر بن الخطاب رضي الله عنه. يقول المجلسي : وإنما عبر عن عمر ب " زفر " تقية لاشتراكهما في الوزن والعدل التقديري[1]. وقال في موضع آخر تعليقاً على بعض الروايات : زفر وحبتر عمر وصاحبه ، والأول لموافقة الوزن ، والثاني لمشابهته لحبتر وهو الثعلب في الحيلة والمكر[2].
ويقول الفيض الكاشاني : "زفر" كناية عن عمر ، ويتكرر في كلام الشيعة[3].
وقال الأنصاري : أستعمل كلمة ( زفر ) كناية عن عمر في كثير من الروايات[4].
وإليك بعض هذه الروايات :
عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي ، قال : سمعت سلمان الفارسي يقول : إذا كان يوم القيامة يؤتى بإبليس مزموما بزمام من نار ، ويؤتى بزفر مزموما بزمامين من نار فينطلق إليه إبليس فيصرخ ويقول : ثكلتك أمك ، من أنت ؟ أنا الذي فتنت الأولين والآخرين وأنا مزموم بزمام واحد وأنت مزموم بزمامين فيقول : أنا الذي أمرت فأطعت ، وأمر الله فعصي[5].
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام انه إذا كان يوم القيمة يؤتى بإبليس في سبعين غلا وسبعين كبلا فينظر الأول إلى زفر في عشرين ومائة كبل وعشرين ومائة غل فينظر إبليس فيقول : من هذا الذي أضعفه الله له العذاب وأنا أغويت هذا الخلق جميعا ؟ فيقال : هذا زفر ، فيقول : بما حدد له هذا العذاب ؟ فيقال : ببغيه على علي عليه السلام فيقول له إبليس : ويل لك وثبور لك ، أما علمت أن الله أمرني بالسجود لآدم فعصيته ، وسألته أن يجعل لي سلطانا على محمد وأهل بيته وشيعته فلم يجبني على ذلك ، وقال : ( ان عبادي ليس لك عليهم سلطان الا من اتبعك من الغاوين ) ، وما عرفتهم حين استثناهم إذ قلت : ( ولا تجد أكثرهم شاكرين ) فمنتك به نفسك غرورا فتوقف بين يدي الخلائق فقال له : ما الذي كان منك إلى علي والى الخلق الذي اتبعوك على الخلاف ؟ فيقول الشيطان - وهو زفر - لإبليس : أنت أمرتني بذلك ، فيقول له إبليس : فلم عصيت ربك وأطعتني ؟ فيرد زفر عليه ما قال الله : ( ان الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان ) إلى آخر الآية[6].
عن بشير بن حمزة ، عن رجل من قريش قال : بعثت إلي ابنة عم لي كان لها مال كثير : قد عرفت كثرة من يخطبني من الرجال فلم أزوجهم نفسي وما بعثت إليك رغبة في الرجال غير أنه بلغني أنه أحلها الله عز وجل في كتابه وبينها رسول الله صلى الله عليه وآله في سنته فحرمها زفر فأجبت أن أطيع الله عز وجل فوق عرشه وأطيع رسول الله صلى الله عليه وآله وأعصي زفر فتزوجني متعة ، فقلت لها : حتى أدخل على أبي جعفر عليه السلام فأستشيره ، قال : فدخلت عليه فخبرته ، فقال : افعل صلى الله عليكما من زوج[7].
عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كانت امرأة من الأنصار تدعى حسرة ، تغشى آل محمد وتحن وإن زفر وحبتر لقياها ذات يوم فقالا : أين تذهبين يا حسرة ؟ فقالت : أذهب إلى آل محمد فأقضي من حقهم ، واحدث بهم عهدا ، فقالا : ويلك إنه ليس لهم حق إنما كان هذا على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فانصرفت حسرة ولبثت أياما ثم جاءت فقالت لها أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وآله : ما بطأ بك عنا يا حسرة ؟ فقالت : استقبلني زفر وحبتر فقالا : أين تذهبين يا حسرة ؟ فقلت : أذهب إلى آل محمد فأقضي من حقهم الواجب ، فقالا : إنه ليس لهم حق ، إنما كان هذا على عهد النبي صلى الله عليه وآله ، فقالت أم سلمة : كذبا لعنهما الله لا يزال حقهم واجبا على المسلمين إلى يوم القيامة[8].
القمي في قوله تعال : ( فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون ) بأيكم تفتنون هكذا نزلت في بني أمية بأيكم أي حبتر وزفر وعلي . وقال الصادق عليه السلام : لقي فلان أمير المؤمنين عليه السلام فقال يا علي بلغني انك تتأول هذه الآية في وفي صاحبي " فستبصر ويبصرون بأيكم المفتون " قال : أمير المؤمنين عليه السلام أفلا أخبرك يا أبا فلان ! ما نزل في بني أمية " والشجرة الملعونة في القرآن " قال : كذبت يا علي ! بنو أمية خير منك وأوصل للرحم[9].
وقال المجلسي في معلقاً : لعل التعبير عن أبي بكر ب : أبي حفر لمحض الوزن ، أو بالخاء المعجمة لأنه خفر الذمة والعهد في أمير المؤمنين عليه السلام . وفي بعض النسخ : ب : حبتر ، والتعبير عن زفر ب : عمر ظاهر ، لاشتراكهما في الوزن ، وتقدير العدل ، وغفل كناية عن عثمان[10].
وعن أبي عبدالله عليه السلام في في قوله تعالى: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً)، قال: الوحيد: ولد الزنا، وهو زفر ... (ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ يُؤْثَرُ) قال زفر: إن النبي سحر الناس لعلي، (إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ)[11].
وعن الباقر عليه السلام في قوله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ [قـ: 16]، قال: هو الأول. وقَالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ [قـ: 27]، قال: هو زفر، وهذه الآيات إلى قوله: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ [قـ: 30] فيهما وفي أتباعهما، وكانوا أحق بها وأهلها[12].
وعن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك. قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أري أن رجالا على المنابر ويردون الناس ضلالا زريق وزفر[13].
[1] مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، للمجلسي، 20/254
[2] بحار الأنوار، للمجلسي، 22/223
[3] الوافي، للفيض الكاشاني، 21/341
[4] كتاب سليم بن قيس، 165
[5] كتاب سليم بن قيس، 164. وقال الأنصاري محقق الكتاب : أستعمل كلمة ( زفر ) كناية عن عمر في كثير من الروايات.
[6] تفسير العياشي، لمحمد بن مسعود العياشي، 2/223
[7] الكافي، للكليني، 5/465
[8] قرب الاسناد، للحميري القمي، 60
[9] تفسير القمي، لعلي بن إبراهيم القمي، 2/380
[10] بحار الأنوار، للمجلسي، 30/167
[11] تفسير القمي، للقمي، 2/395، بحار الأنوار، للمجلسي، 30/168، 31/108
[12] بحار الأنوار، للمجلسي، 30/255، تأويل الآيات، لشرف الدين الحسيني، 2/608
[13] تفسير العياشي، للعياشي، 2/297 . قال المحقق : كناية عن الأول والثاني، التفسير الصافي، للفيض الكاشاني، 3/199 وقال : وهما كنايتان عن الأولين، بحار الأنوار، للمجلسي، 31/525، تفسير نور الثقلين، للحويزي، 3/180 قال المحقق : كناية عن الأول والثاني
زُرَيق
من الألقاب التي يطلقها الشيعة على أبي بكر الصديق رضي الله عنه. وهذه بعض الروايات التي تبين ذلك :
عن علي عليه السلام: في قوله تعالى إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ [لقمان: 19] قال: الله أكرم من أن يخلق شيئا ثم ينكره، إنما هو زريق وصاحبه في تابوت من نار وفي صورة حمارين إذا شهقا في النار انزعج أهل النار من شدة صراخهما[1].
وعن الباقر عليه السلام: يدخل القائم المسجد فينقض الحائط حتى يضعه إلى الأرض، ثم يخرج الأزرق وزريق غضين طريين، يكلمهما فيجيبانه، فيرتاب عند ذلك المبطلون، فيقولون: يكلم الموتى؟ ! فيقتل منهم خمسمائة مرتاب في جوف المسجد، ثم يحرقهما بالحطب الذي جمعاه ليحرقا به عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وذلك الحطب عندنا وارثه، ويهدم قصر المدينة[2].
وعن الباقر عليه السلام: يقول: لما مروا بأمير المؤمنين عليه السلام في رقبته حبل إلى زريق ضرب أبو ذر بيده على الأخرى ثم قال: ليت السيوف عادت بأيدينا ثانية، وقال مقداد: لو شاء لدعا عليه ربه عز وجل، وقال سلمان: مولاي أعلم بما هو فيه. قال المجلسي: لعله عبر عن الأول بزريق تشبيها له بطائر يسمى بذلك في بعض أخلاقه الردية أو لأن الزرقة مما يتشاءم به العرب أو من الزرق بمعنى العمى وفي القرآن يَوْمَئِذٍ زُرْقاً. وفي بعض النسخ آل زريق بإضافة الحبل إليه وبنو زريق خلق من الأنصار وهذا وإن كان هنا أوفق لكن التعبير عن أحد الملعونين بهذه الكناية كثير في الأخبار[3].
وعن الباقر عليه السلام: في قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ [المطففين: 7]) قال هو فلان وفلان (وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ [المطففين: 8]) - إلى قوله - (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ [المطففين: 11]) زريق وحبتر (وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ [المطففين: 12-13]) وهما زريق وحبتر كانا يكذبان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى قوله (ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ [المطففين: 16]) هما (ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ [المطففين: 17]) يعني هما ومن تبعهما[4].
وعن أبي الصادق عليه السلام في قوله ( لكيلا تأسوا على ما فاتكم ) قال : نزلت في زريق وأصحابه واحدة[5].
الصادق عليه السلام: في قوله تعالى: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك. قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أري أن رجالا على المنابر ويردون الناس ضلالا زريق وزفر[6].
وعن الصادق عليه السلام: يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب، بابها الأول للظالم وهو زريق وبابها الثاني لحبتر، والباب الثالث للثالث، والرابع لمعاوية، والباب الخامس لعبد الملك والباب السادس لعسكر بن هوسر، والباب السابع لأبي سلامة فهم أبواب لمن اتبعهم. قال المجلسي: الزريق كناية عن أبي بكر لان العرب يتشأم بزرقة العين. والحبتر هو عمر، والحبتر هو الثعلب، ولعله إنما كني عنه لحيلته ومكره، وفي غيره من الاخبار وقع بالعكس وهو أظهر إذا الحبتر بالأول أنسب، ويمكن أن يكون هنا أيضا المراد ذلك، وإنما قدم الثاني لأنه أشقى وأفظ وأغلظ. وعسكر بن هو سر كناية عن بعض خلفاء بني أمية أو بني العباس، وكذا أبي سلامة، ولا يبعد أن يكون أبو سلامة كناية عن أبي جعفر الدوانيقي، ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عائشة وسائر أهل الجمل إذ كان اسم جمل عائشة عسكرا، وروي أنه كان شيطانا[7].
وعن الصادق عليه السلام: في قوله تعالى: (أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [صـ: 28]). قال: قال: أمير المؤمنين وأصحابه. كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ. حبتر وزريق وأصحابهما. (أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ). أمير المؤمنين وأصحابه. كَالْفُجَّارِ. حبتر ودلام وأصحابهما[8].
وعن الصادق عليه السلام: ما بعث الله رسولا إلا وفي وقته شيطانان يؤذيانه ويفتنانه ويضلان الناس بعده، أما صاحبا محمد فحبتر وزريق. قال المجلسي: الحبتر: الثعلب، وعبر عن أبي بكر به لكونه يشبهه في المكر والخديعة، والتعبير عن عمر بزريق إما لكونه أزرق أو لكونه شبيها بطائر يسمى زريق في بعض خصاله السيئة، أو لكون الزرقة مما يبغضه العرب ويتشأم به كما قيل في قوله تعالى: ونحشر المجرمين يومئذ زرقا[9].
وعن الصادق عليه السلام: وقد دخل عليه إبراهيم بن عبد الحميد فأخرج إليه مصحفا. قال: فتصفحته فوقع بصري على موضع منه فإذا فيه مكتوب: هذه جهنم التي كنتما بها تكذبان فاصليا فيها لا تموتان فيها ولا تحييان. يعني الأولين. وفي رواية: يعني زريقا وحبتر. قوله (يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ [الرحمن: 44]) قال لها أنين من شدة حرها[10].
القمي (ت:329 هـ): في قوله تعالى: مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُّرِيبٍ [قـ: 25]. المناع الثاني والخير ولاية أمير المؤمنين وحقوق آل محمد ولما كتب الأول كتاب فدك يردها على فاطمة شقه الثاني (فهو معتد مريب الذي جعل مع الله إلها آخر) قال هو ما قالوا نحن كافرون بمن جعل لكم الإمامة والخمس واما قوله (قَالَ قَرِينُهُ) أي شيطانه وهو حبتر (رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ) يعني زريقا (وَلَكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ [قـ: 27]) فيقول الله لهما (قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ [قـ: 28]) أي ما فعلتم لا يبدل حسنات، ما وعدته لا اخلفه[11].
[1] مشارق أنوار اليقين، لرجب البرسي، 120، بحار الأنوار، للمجلسي، 30/277
[2] دلائل الامامة، للطبري ( الشيعي)، 455،
[3] بحار الأنوار، للمجلسي، 22/352، 28/237، التحرير الطاووسي، لحسن صاحب المعالم، 556
[4] تفسير القمي، للقمي، 2/411، بحار الأنوار، للمجلسي، 24/5، تفسير نور الثقلين، للحويزي، 5/530
[5] تفسير القمي، لعلي بن إبراهيم القمي، 2/351
[6] تفسير العياشي، للعياشي، 2/297 قال المحقق : كناية عن الأول والثاني، التفسير الصافي، للفيض الكاشاني، 3/199 وقال : وهما كنايتان عن الأولين، بحار الأنوار، للمجلسي، 31/525، تفسير نور الثقلين، للحويزي، 3/180 قال المحقق : كناية عن الأول والثاني
[7] تفسير العياشي، للعياشي، 2/243، بحار الأنوار، للمجلسي، 8/301، 31/603
[8] تفسير القمي، للقمي، 2/234، بحار الأنوار، للمجلسي، 31/602، 35/336
[9] بحار الأنوار، للمجلسي، 13/212، أنظر أيضاً: الصراط المستقيم، لعلي بن يونس العاملي، 3/40، تفسير القمي، للقمي، 1/214، التفسير الصافي، للفيض الكاشاني، 2/149، قصص الأنبياء، للجزائري، 306
[10] قرب الاسناد، للحميري القمي، 15، تفسير القمي، للقمي، 2/345، بحار الأنوار، للمجلسي، 30/269
[11] تفسير القمي، للقمي، 2/326، بحار الأنوار، للمجلسي، 29/114، 30/158
رَمَع
ووجدتها تكتب أحياناً "ر م ع"، هكذا بحروف مقطعة. من الكلمات التي تتكرر في كتب الشيعة، ، وترمز إلى عمر رضي الله عنه، ولكنها بالمقلوب. وهذه بعض الروايات والأقوال في ذلك:
عن أبي جعفر عليه السلام : أول من رد شهادة المملوك رمع[1].
وعنه أيضاً قال : لعن الله صهيبا فإنه كان يعادينا وفي خبر آخر : كان يبكي على ر م ع[2].
وقال الفيض الكاشاني تعليقاً على رواية أبي عبد الله عليه السلام : من سود اسمه في ديوان ولد سابع حشره الله يوم القيامة خنزيرا. قال : سابع مقلوب عباس وهو كناية عنه وإنما كني عنه للتقية كما يقال رمع[3]. وذكر يوسف البحراني مثله وأضاف : رمع مقلوب عمر[4].
وقال الكاشاني في موضع آخر : في الفقيه رمع بدل عمر في الموضعين بدون ابن الخطاب وإنما قلبت للتقية[5] .
ويقول عباس القمي : رأيت في بعض الكتب ان أبا لؤلؤة كان غلام المغيرة بن شعبة اسمه الفيروز الفارسي أصله من نهاوند فأسرته الروم وأسره المسلمون من الروم ، ولذلك لما قدم سبى نهاوند إلى المدينة سنة 21 كان أبو لؤلؤة لا يلقى منهم صغيرا إلا مسح رأسه وبكى وقال له : ( اكل رمع كبدي ) وذلك لان الرجل وضع عليه من الخراج كل يوم درهمين فثقل عليه الامر فأتى إليه فقال له الرجل ليس بكثير في حقك فإني سمعت عنك انك لو أردت ان تدير الرحى بالريح لقدرت على ذلك فقال له أبو لؤلؤة لأديرن لك رحى لا تسكن إلى يوم القيامة فقال إن العبد قد أوعد ولو كنت اقتل أحدا بالتهمة لقتلته ، وفي خبر آخر قال له أبو لؤلؤة لأعملن لك رحى يتحدث بها من بالمشرق والمغرب ثم انه قتله بعد ذلك والتفصيل يطلب من غير هذا الكتاب والله العاصم[6].
وعن أبي حمزة الثمالي قال : قال أبو جعفر عليه السلام : يا با حمزة إنما يعبد الله من عرف الله فاما من لا يعرف الله كأنما يعبد غيره هكذا ضالا قلت : أصلحك الله وما معرفة الله ؟ قال : يصدق الله ويصدق محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله في موالاة على والايتمام به ، و بأئمة الهدى من بعده والبراءة إلى الله من عدوهم ، وكذلك عرفان الله ، قال : قلت : أصلحك الله أي شئ إذا عملته انا استكملت حقيقة الايمان ؟ قال : توالي أولياء الله ، وتعادى أعداء الله ، وتكون مع الصادقين كما أمرك الله ، قال : قلت : ومن أولياء الله ومن أعداء الله ؟ فقال : أولياء الله محمد رسول الله وعلى والحسن والحسين وعلي بن الحسين ، ثم انتهى الامر الينا ثم ابني جعفر ، وأومأ إلى جعفر وهو جالس فمن والى هؤلاء فقد والى الله وكان مع الصادقين كما أمره الله ، قلت : ومن أعداء الله أصلحك الله ؟ قال : الأوثان الأربعة ، قال : قلت من هم ؟ قال : أبو الفصيل ورمع ونعثل ومعاوية ومن دان بدينهم فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله[7].
وقال الطريحي : وفي الحديث بئس العبد صهيب كان يبكي على رمع[8].
وغيرها كثير[9].
وأختلف الشيعة في سبب ذكره رضي الله عنه بهذه الطريقة، فذهب بعضهم إلى أن ذلك من باب التقية كما مر، وقال آخرون : رمع مقلوب عمر ... لكن المصنف اتقى أو أراد أن لا ينجس كتابه بذكره.[10]
[1] من لا يحضره الفقيه، للصدوق، 3/110. وقال محقق الكتاب علي أكبر الغفاري: مقلوب عمر.
[2] الإختصاص، للمفيد، 73 . وقال محقق الكتاب : وقوله : " رم ع " كما قاله الطريحي مقلوبة فلا تغفل.
[3] الوافي، للفيض الكاشاني، 17/161
[4] الحدائق الناضرة، ليوسف البحراني، 18/124
[5] الوافي، للفيض الكاشاني، 25/709
[6] الكنى والألقاب، لعباس القمي، 1/148
[7] تفسير العياشي، لمحمد بن مسعود العياشي، 2/116. وقال محقق الكتاب هاشم المحلاتي : أبو بكر بن أبي قحافة ولد عام الفيل بثلاث سنين وكان اسمه عبد العزى اسم صنم وكنيته في الجاهلية أبو الفصيل فإذا أسلم سمى بعبد الله وكنى بأبى بكر واما كلمة رمع فهي مقلوبة من عمر وفى الحديث أول من رد شهادة المملوك رمع وأول من أعال الفرائض رمع . واما مثل فهو اسم رجل كان طويل اللحية قال الجواهري : وكان عثمان إذا نيل منه و عيب شبه بذلك .
[8] مجمع البحرين، افخر الدين الطريحي، 2/103
[9] للمزيد انظر : غاية الآمال، للمامقاني، 1/125 ، اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي )، للطوسي، 1/شرح ص 265 ، تفسير كنز الدقائق وبحر الغرائب، لمحمد بن محمد رضا القمي المشهدي، 8/هامش ص 278 ، تفسير نور الثقلين، للحويزي، 3/هامش ص 363 ، التفسير الأصفى، للفيض الكاشاني، 1/532 ، تفسير العياشي، لمحمد بن مسعود العياشي، 2/142 ، بحار الأنوار، للمجلسي، 36/101 ، 35/ 353 ، القضاء والشهادات، تقرير بحث السيد الخوئي، للجواهري، 1/شرح ص 292 ، 293 ، 296 ، هداية الطالب إلى أسرار المكاسب، للحاج ميرزا فتاح الشهيدي التبريزي، 108 ، رياض المسائل، لعلي الطباطبائي، 15/262 ، كشف اللثام، للفاضل الهندي، 2/289 ، 9/407
[10] روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، لمحمد تقي المجلسي ( الأول )، 11/199