آخر تحديث للموقع :

الأثنين 7 ربيع الأول 1446هـ الموافق:9 سبتمبر 2024م 10:09:23 بتوقيت مكة
   مشاهدات من زيارة الأربعين 2024م ..   تم بحمد الله إصلاح خاصية البحث في الموقع ..   افتتاح مرقد الرئيس الإيراني الراحل ابراهيم رئيسي ..   ضريح أبو عريانة ..   شكوى نساء الشيعة من فرض ممارسة المتعة عليهن ..   باعتراف الشيعة أقذر خلق الله في شهوة البطن والفرج هم أصحاب العمائم ..   قصة الجاسوسة الإسرائيلية في إيران ..   طقوس جديدة تحت التجربة ..   تحريض مقتدى الصدر على أهل السنة ..   فنادق جديدة في بغداد وكربلاء لممارسة اللواط ..   يا وهابية: أسوار الصادق نلغيها ..   حتى بيت الله نحرقة، المهم نوصل للحكم ..   كيف تتم برمجة عقول الشيعة؟ ..   لماذا تم تغيير إسم صاحب الضريح؟ ..   عاشوريات 2024م ..   اكذوبة محاربة الشيعة لأميركا ..   عند الشيعة: القبلة غرفة فارغة، والقرآن كلام فارغ، وحبر على ورق وكتاب ظلال ..   الأطفال و الشعائر الحسينية .. جذور الإنحراف ..   من يُفتي لسرقات وصفقات القرن في العراق؟ ..   براءة الآل من هذه الأفعال ..   باعترف الشيعة أقذر خلق الله في شهوة البطن والفرج هم أصحاب العمائم ..   الشمر زعلان ..   معمم يبحث عن المهدي في الغابات ..   من كرامات مقتدى الصدر ..   من صور مقاطعة الشيعة للبضائع الأميركية - تكسير البيبسي الأميركي أثناء قيادة سيارة جيب الأميركية ..   من خان العراق ومن قاوم المحتل؟   ركضة طويريج النسخة النصرانية ..   هيهات منا الذلة في دولة العدل الإلهي ..   آيات جديدة ..   من وسائل الشيعة في ترسيخ الأحقاد بين المسلمين ..   سجود الشيعة لمحمد الصدر ..   عراق ما بعد صدام ..   جهاز الاستخبارات الاسرائيلي يرفع السرية عن مقطع عقد فيه لقاء بين قاسم سليماني والموساد ..   محاكاة مقتل محمد الصدر ..   كرامات سيد ضروط ..   إتصال الشيعة بموتاهم عن طريق الموبايل ..   أهل السنة في العراق لا بواكي لهم ..   شهادات شيعية : المرجع الأفغاني إسحاق الفياض يغتصب أراضي العراقيين ..   محمد صادق الصدر يحيي الموتى ..   إفتتاح مقامات جديدة في العراق ..   كمال الحيدري: روايات لعن الصحابة مكذوبة ..   كثير من الأمور التي مارسها الحسين رضي الله عنه في كربلاء كانت من باب التمثيل المسرحي ..   موقف الخوئي من انتفاضة 1991م ..   ماذا يقول السيستاني في من لا يعتقد بإمامة الأئمة رحمهم الله؟ ..   موقف الشيعة من مقتدى الصدر ..   ماذا بعد حكومة أنفاس الزهراء ودولة العدل الإلهي في العراق - شهادات شيعية؟ ..

" جديد الموقع "

عبدالله بن سبأ ..
الكاتب : فيصل نور ..

عبدالله بن سبأ

     شخصية مختلف في حقيقة وجودها؛ يقول المؤمنون بها أنها ظهرت في فترة خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه وأنه هو مشعل الاضطرابات والاحتجاجات ضده، وكان من الغلاة بحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومدعٍ لألوهيته، وأنه أصل هذه الفكرة ومؤسس فكرة التشيع. وأنه أول من نادى بولاية علي بن أبي طالب وبأن لكل نبي وصياً وأن وصي هذه الأمة هو علي بن أبي طالب، وهو أول من أظهر الطعن والشتم في الصحابة رضي الله عنهم.
     وفي المقابل ينفي البعض وجوده من الأساس، ويعتبرونه مجرد قصة اختلقها الأعداء للطعن في أصول الإسلام الشيعي من خلال إيهام عامة الناس بنظرية المؤامرة، ويحاجج البعض بإمكانية أن يكون شخص واحد قد أحدث هذا التأثير الكبير على مجرى تاريخ أمة بكاملها، فمثل هذه الأزمات في رأيهم تكون نتيجة عوامل كثيرة سياسية واقتصادية واجتماعية قد يكون ابن سبأ بما زعم عنه من تأثير عقائدي أحدها، لكنه لا يستطيع أن يختصرها جميعاً.
 
التفاصيل:
     يرى بعض علماء السنة أن ابن سبأ يهودي دخل الإسلام نفاقاً ليكيد بالإسلام وأهله، ثم أخذ يتنقل بين البلدان الإسلامية مدعياً أن علي ابن ابي طالب أحق بالخلافة من عثمان بن عفان، وبالفعل أثار الشبهات، وجمع من حوله الأنصار وزحفوا من البصرة والكوفة ومصر إلى المدينة المنورة، ولكن علي تصدى لهم وأوضح أن أي اعتداء على الخليفة إنما هو إضعاف للإسلام وتفريق للمسلمين، فأقنع المتمردين وقفلوا راجعين. حينها أدرك ابن سبأ أنه على وشك الرجوع خائباً وأن الفرصة أوشكت أن تضيع، لذلك دبر مؤامرة جعلت المتمردين يرجعون ويحيطون ببيت عثمان ويحاصروه، ثم تسلق بعضهم الدار، وقتلوا عثمان وهو يقرأ القرآن سنة 35 هـ، وبمقتل الخليفة عثمان بن عفان كان ابن سبأ قد فتح باباً لفتن أخرى طال أمدها بين المسلمين.
 
     أما الشيعة فحاول بعض المتأخرين منهم إنكار وجود عبدالله بن سبأ، والزعم أن هذه الشحصية من مختلقات سيف بن عمر وهو متروك الحديث ومتهم في رواياته، وأن اول من ذكره هو الطبري (ت : 310 ه)ن وذهب آخرون من الشيعة إلى إثبات وجوده وأنه ملعون على لسان الأئمة، وذهب فريق ثالث إلى تأييد هذا القول، ولكن أنكر نسبة كل هذه الحوادث له. وإليك بعضاً من تفاصيل هذه الأقوال.
 
من اقوال علماء الشيعة في عبدالله بن سبأ:
     إبراهيم الثقفي (ت : 283 ه) : عن جندب قال : دخل عمرو بن الحمد وحجر بن عدي وحبة العوفي والحارث الاعور وعبد الله بن سبأ على أمير المؤمنين بعد ما افتتحت مصر وهو مغموم حزين، فقالوا له: بين لنا قولك في أبي بكر وعمر؟ فقال لهم: وهل فرغتم لهذا؟ وهذه مصر قد افتتحت، وشيعتي بها قد قتلت؟! أنا مخرج إليكم كتابا أخبركم فيه عما سألتم، وأسألكم أن تحفظوا من حقي ما ضيعتم، فأقرؤوه علي شيعتي وكونوا على الحق أعواناً... الرواية[1].  
     وقال : إن الذين صحبوا رسول الله صلى الله عليه وآله وشاهدوا معجزاته وسمعوا أخباره عن الغيوب الصادقة عيانا كانوا أشد آراء وأعظم أحلاما وأوفر عقولا من تلك الطائفة الضعيفة العقول السخيفة الأحلام الذين رأوا أمير المؤمنين عليه السلام في آخر أيامه كعبد الله ابن سبأ وأصحابه فإنهم كانوا من ركاكة البصائر وضعفها على حال مشهورة فلا عجب عن مثلهم أن تستخفهم المعجزات فيعتقدوا في صاحبها أن الجوهر الإلهي قد حله لاعتقادهم أنه لا يصح من البشر هذا إلا بالحلول[2].
    الناشئ الأكبر (ت : 293 هـ) : وفرقة زعموا أن علياً حي لم يمت، وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه، وهؤلاء هم السبئية أصحاب عبد الله بن سبأ، وكان عبد الله بن سبأ رجلاً من أهل صنعاء يهودياً.. وسكن المدائن. وروي عن عبدالله بن سبأ أنه قال للذي أتي بنعي علي إلى المدائن : والله لو أتيتنا بدماغة في سبعين صُرة ما صدقناك ، ولعلمنا أنه لم يمت وأنه لا يموت حتى يسوق العرب بعصاه! فبلغ ذلك عبدالله بن عباس فقال : لو علمنا هذا لم تقسم أمواله ولم ننكح نساءه[3].
     القمي (ت : 301 ه) والنوبختي (ت : 310 ه) : فلما قتل علي عليه الاسلام افترقت الأمة التي أثبتت له الإمامة من الله ورسوله فرضاً واجباً فصاروا فرقاص ثلاثة : فرقة منها قالت: إن عليًّا لم يقتل ولم يمت ولا يقتل ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه ويملأ الأرض عدلاً وقسطًا كما ملئت ظلمًا وجورًا وهي أول فرقة قالت في الإسلام بالوقف بعد النبي صلى الله عليه وآله من هذه الأمة وأول من قال منها بالغلو وهذه الفرقة تسمى (السبأية) أصحاب عبد الله بن سبأ وكان أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة وتبرأ منهم وقال إن عليًّا عليه السلام أمره بذلك فأخذه عليّ فسأله عن قوله هذا فأقر به، فأمر بقتله فصاح الناس إليه: يا أمير المؤمنين! أتقتل رجلاً يدعو إلى حبكم أهل البيت وإلى ولايتك والبراءة من أعدائك فسيره إلى المدائن، وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي عليه السلام أن عبد الله بن سبأ كان يهوديًّا فأسلم ووالى عليًّا عليه السلام وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى عليه السلام بهذه المقالة، فقال في إسلامه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في علي عليه السلام بمثل ذلك، وهو أول من شهد القول بفرض ولاية علي عليه السلام وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف مخالفيه وأكفرهم، فمن هاهنا قال من خالف الشيعة أن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية، وقد بلغ عبد الله بن سبأ نعي علي بالمدائن قال للذي نعاه: كذبت لو جئتنا بدماغه في سبعين صرة وأقمت على قتله سبعين عدلاً لعلمنا أنه لم يمت ولم يقتل ولا يموت حتى يملك الأرض. ثم مضى وأصحابه من يومهم حتى أناخوا بباب علي، فأستأذنوا عليه غستئذات الواثق بحياته، الطامع في الوصول إليه، فقال لهم من حضره من أهله وأصحابه وولده: سبحان الله أما علمتم ان أمير المؤمنين قد استشهد؟ فقالوا: إنا لنعلم أنه لم يقتل، ولا يموت حتى يسوق العرب بسيفه وسوطه، كما قادهم بحجته وبرهانه، وإنه ليسمع النجوى ويلمع في الظلام كما يلمع السيف الصقيل الحسام. فهذا مذهب السبأية[4].
     الخصيبي (334 ه) : قال المفضل يا مولاي ان الغالي من ذكر انكم أربابا عند الشيعة من دون الله قال ويحك يا مفضل : ما قال : أحد فينا الا عبد الله بن سبا وأصحابه العشرة الذين حرقهم أمير المؤمنين في النار بالكوفة وموضع احراقهم يعرف بصحراء الأخدود وكذا عذبهم أمير المؤمنين بعذاب الله وهو النار عاجلا وهي لهم اجلا[5].
     الكشي (ت : 350 هـ) : حدثني محمد بن قولويه القمي ، قال : حدثني سعد بن عبد الله بن أبي خلف القمي ، قال : حدثني بن عثمان العبدي ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان ، قال : حدثني أبي ، عن أبي جعفر عليه السلام ان عبد الله بن سبأ كان يدعى النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله ( تعالى عن ذلك ). فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فدعاه وسأله ؟ فأقر بذلك وقال نعم أنت هو ، وقد كان ألقي في روعي أنك أنت الله وأني نبي. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب ، فأبى فحبسهه أيام فلم يتب ، فأحرقه بالنار وقال : ان الشيطان استهواه ، فكان يأتيه ويلقى في روعه ذلك.
     وقال : حدثني محمد بن قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول وهو يحدث أصحابه بحديث عبد الله بن سبأ وما ادعى من الربوبية في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، فقال : انه لما ادعى ذلك فيه استتابه أمير المؤمنين عليه السلام فأبي أن يتوب فأحرقه بالنار.
     وقال : حدثني محمد بن قولويه ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى ، عن علي بن مهزيار ، عن فضالة بن أيوب الأزدي عن أبان بن عثمان ، قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لعن الله عبد الله بن سبأ أنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام وكان والله أمير المؤمنين عليه السلام عبدا لله طائعا ، الويل لمن كذب علينا وأن قوما يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا ، نبرأ إلى الله منهم نبرأ إلى الله منهم.
     وقال : وبهذا الاسناد ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير. وأحمد بن محمد بن عيسى ، عن أبيه والحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم ، عن أبي حمزة الثمالي ، قال ، قال علي بن الحسين عليهما السلام لعن الله من كذب علينا ، اني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي ، لقد ادعى أمرا عظيما ماله لعنه الله ، كان علي عليه السلام والله عبدا لله صالحا ، أخو رسول الله ، ما نال الكرامة من الله الا بطاعته لله ولرسوله ، وما نال رسول الله ( ص ) الكرامة من الله
الا بطاعته لله.
     وقال : وبهذا الاسناد عن محمد بن خالد الطيالسي ، عن ابن أبي نجران عن عبد الله ، قال ، قال أبو عبد الله عليه السلام انا أهل بيت صديقون لا نخلو من كذاب يكذب علينا ويسقط صدقنا بكذبه علينا عند الناس ، كان رسول الله صلى الله عليه وآله أصدق الناس لهجة وأصدق البرية ، وكان مسيلمة يكذب عليه. وكان أمير المؤمنين عليه السلام أصدق من برأ الله بعد رسول الله ، وكان الذي يكذب عليه ويعمل في تكذيب صدقه ويفترى على الله الكذب عبد الله بن سبأ. الكشي وذكر بعضي أهل العلم أن عبد الله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالى عليا عليه السلام ، وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون وصي موسى بالغلو ، فقال في اسلامه بعد وفات رسول الله صلى الله عليه وآله في علي عليه السلام مثل ذلك.  وكان أول من شهر بالقول بفرض امامة علي وأظهر البراءة من أعدائه وكاشف
مخالفيه وكفرهم ، فمن هيهنا قال من خالف الشيعة أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية[6].
     الصدوق (ت : 381 ه) : حدثنا محمد بن الحسن قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد ابن عيسى عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال حدثني أبي ، عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب في الدعاء فقال عبد الله بن سبا : يا أمير المؤمنين أليس الله في كل مكان ؟ قال : بلى ، قال : فلم يرفع العبد يديه إلى السماء ؟ قال : أما تقرأ " وفي السماء رزقكم وما توعدون " فمن أين يطلب الرزق إلا من موضعه ، وموضع الرزق وما وعد الله عز وجل السماء[7].
     وقال : وروي عن زرارة أنه قال ، قلت للصادق عليه السلام :  إن رجلا من ولد عبد الله بن سبأ يقول بالتفويض. قال عليه السلام : وما التفويض ؟ قلت : يقول : إن الله عز وجل خلق محمدا صلى الله عليه وآله وسلم وعليا عليه السلام ثم فوض الأمر إليهما ، فخلقا ، ورزقا ، وأحييا ، وأماتا. فقال : كذب عدو الله ، إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الآية التي في سورة الرعد ( أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القاهر ).  انصرفت إلى رجل فأخبرته بما قال الصادق عليه السلام فكأنما ألقمته حجرا ، أو قال : فكأنما خرس[8].
     الطبري الشيعي ت: 411 ه) : حدثنا العباس بن الفضل ، عن موسى بن عطية الأنصاري ، قال : حدثني حسان بن أحمد الأزرق ، عن أبي الأحوص ، عن أبيه ، عن عمار الساباطي ، قال : قدم أمير المؤمنين عليه السلام المدائن فنزل بايوان كسرى ، وكان معه دلف ابن منجم كسرى ، فلما صلى الزوال قام و قال لدلف : قم معي. وكان معه جماعة من أهل ساباط فما زال يطوف في مساكن كسرى ويقول لدلف : كان لكسرى في هذا المكان كذا وكذا ، فيقول دلف : هو والله كذلك. فما زال على ذلك حتى طاف المواضع بجميع من كانوا معه ودلف يقول : يا سيدي كأنك وضعت هذه الأشياء في هذه الأمكنة ! ! ثم نظر صلوات الله عليه إلى جمجة نخرة. فقال لبعض أصحابه : خذ هذه الجمجمة ، وكانت مطروحة ، وجاء عليه السلام إلى الإيوان وجلس فيه ، ودعا بطست ، وصب فيه ماء ، فقال له : دع هذه الجمجمة في الطست ، ثم قال : أقسمت عليك يا جمجمة أخبريني من أنا ؟ ومن أنت ؟ فنطقت الجمجمة بلسان فصيح فقالت : أما أنت فأمير المؤمنين ، وسيد الوصيين ، وإمام المتقين في الطاهر والباطن وأعظم من أن توصف ، وأما أنا فعبد الله وابن أمة الله كسرى أنو شيروان. فانصرف القوم الذين كانوا معه من أهل ساباط إلى أهاليهم وأخبروهم بما كان وبما سمعوه من الجمجمة : فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين عليه السلام فحضروه فقال بعضهم : قد أفسد هؤلاء قلوبنا بما أخبرونا عنك. وقال بعضهم فيك مثل ما قال عبد الله بن سبأ وأصحابه ، ومثل ما قاله النصارى في المسيح ، فان تركتهم على هذا كفروا الناس. فلما سمع ذلك منهم قال : ما تحبون أن أصنع بهم ؟ قالوا : تحرقهم بالنار كما حرقت عبد الله بن سبأ وأصحابه. فأحضرهم وقال : ما حملكم على ما قلتم ؟ قالوا : سمعنا كلام الجمجمة النخرة ومخاطبتها إياك ، ولا يجوز ذلك إلا لله تعالى ، فمن ذلك قلنا ما قلنا. فقال عليه السلام : ارجعوا عن كلامكم هذا ، وتوبوا إلى الله. فقالوا : ما كنا نرجع عن قولنا ، فاصنع بنا ما أنت صانع. فأمر عليه السلام أن تضرم لهم النار ، فحرقهم ، فلما احترقوا ، قال : اسحقوهم وذروهم في الريح ، فسحقوهم وذروهم في الريح. فلما كان من اليوم الثالث من إحراقهم دخل إليه أهل ساباط وقالوا : الله الله في دين محمد ، إن الذين أحرقتهم بالنار قد رجعوا إلى منازلهم أحسن ما كانوا ! فقال عليه السلام : أليس قد أحرقتهم بالنار ، وسحقتموهم وذريتموهم في الريح ؟ قالوا : بلى. قال عليه السلام : أحرقتهم والله أحياهم[9].
     الطوسي (ت : 460 ه) : أحمد بن أبي عبد الله عن القاسم بن يحيى عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام عن آبائه عليهم السلام ان أمير المؤمنين عليه السلام قال : إذا فرغ أحدكم من الصلاة فليرفع يديه إلى السماء ولينصب في الدعاء فقال ابن سبأ : يا أمير المؤمنين أليس الله في كل مكان ؟ فقال : بلى قال فلم يرفع يديه إلى السماء ؟ قال : أما تقرأ في القرآن ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) فمن أين يطلب الرزق إلا من موضعه ، وموضع الرزق وما وعد الله السماء[10].
     وقال : أخبرنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الزيات ، قال : حدثنا أبو الحسن علي بن العباس ، قال : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : حدثنا ابن عيينة ، قال : حدثنا عمار الدهني ، قال : سمعت أبا الطفيل يقول : جاء المسيب بن نجبة إلى أمير المؤمنين عليه السلام متلببا بعبد الله بن سبأ ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ما شأنك ؟ فقال : يكذب على الله وعلى رسوله. فقال : ما يقول ؟ قال : فلم أسمع مقالة المسيب ، وسمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : هيهات هيهات الغضب ! ولكن يأتيكم راكب الذعلبة يشد حقوها بوضينها ، لم يقض تفثا من حج ولا عمرة فيقتلونه ، يريد بذلك الحسين بن علي عليهما السلام[11].
     وقال : وبهذا الاسناد ، عن أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد الأهوازي ، عن الحسين بن علوان ، عن أبي هارون العبدي ، عن أبي سعيد الخدري في حديث له طويل اختصرناه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة عليها السلام : يا بنية ! إنا أعطينا أهل البيت سبعا لم يعطها أحد قبلنا ، نبينا خير الأنبياء وهو أبوك ، ووصينا خير الأوصياء وهو بعلك ، وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة ، ومنا من له جناحان خضيبان يطير بهما في الجنة ، وهو ابن عمك جعفر ، ومنا سبطا هذه الأمة ، وهما ابناك الحسن والحسين ، ومنا والله الذي لا إله إلا هو مهدي هذه الأمة الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم. ثم ضرب بيده على منكب الحسين عليه السلام فقال : من هذا ثلاثا. فإن قيل : أليس قد خالف جماعة ، فيهم من قال : المهدي من ولد علي عليه السلام فقال : هو محمد بن الحنفية ، وفيهم من قال : من السبائية هو علي عليه السلام لم يمت وفيهم من قال : جعفر بن محمد لم يمت ، وفيهم من قال : موسى بن جعفر لم يمت ، وفيهم من قال : المهدي هو أخوه محمد بن علي وهو حي باق لم يمت. ما الذي يفسد قول هؤلاء. قلت : هذه الأقوال كلها أفسدناها بما دللنا عليه من موت من ذهبوا إلى حياته[12].
     وقال : عبد الله بن سبا ، الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلو[13].
     ابن شهر آشوب (ت 588 ه) : قال أمير المؤمنين عليه السلام : يهلك في اثنان : محب غال ومبغض قال. وعنه : يهلك في رجلان محب مفرط بقرظني بما ليس لي ومبغض يحمله شناني على أن يبهتني. عبد الله بن سنان : ان عبد الله بن سبا كان يدعي النبوة ويزعم أن أمير المؤمنين هو الله ، فبلغ ذلك أمير المؤمنين ، فدعاه وسأله فأفر بذلك وقال : أنت هو ، فقال له ويلك قد سخر منك الشيطان فارجع عن هذا ثكلتك أمك وتب ، فلما أبى حبسه واستتابه ثلاثة أيام فأحرقه بالنار[14].
     ابن شاذان (ت : 660 ه) :  وانصرف القوم الذين كانوا معه من أهل ساباط إلى أهلهم وأخبروهم بما كان وبما جرى من الجمجمة فاضطربوا واختلفوا في معنى أمير المؤمنين عليه السلام فقال المخلصون منهم ان أمير المؤمنين عليه السلام عبد الله ووليه ووصي رسول الله صلى الله عليه وآله وقال بعضهم بل هو النبي صلى الله عليه وآله وقال بعضهم بل هو الرب وهم مثل عبد الله بن سبا وأصحابه وقالوا لولا أنه الرب وإلا كيف يحيي الموتى قال فسمع بذلك أمير المؤمنين عليه السلام فضاق صدره واحضرهم وقال يا قوم غلب عليكم الشيطان إن انا الا عبد الله أنعم علي بإمامته وولايته ووصيته رسوله صلى الله عليه وآله فأرجعوا عن الكفر فانا عبد الله وابن عبده ومحمد صلى الله عليه وآله خير مني وهو أيضا عبد الله وان نحن إلا بشر مثلكم فخرج بعض من الكفرة وبقى قوم على الكفر ما رجعوا فألح عليهم أمير المؤمنين عليه السلام بالرجوع فما رجعوا فأحرقهم بالنار وتفرق منهم قوم في البلاد وقالوا لولا أن فيه من الربوبية والا فما كان أحرقنا بالنار فنعوذ بالله من الخذلان[15].
     الحلي (ت : 726 ه) : عبد الله بن سبأ - بالسين المهملة ، والباء المنقطة تحتها نقطة واحدة - غال ملعون ، حرقه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بالنار ، كان يزعم أن عليا عليه السلام اله وانه نبي لعنه الله[16].
     ابن داود الحلي (ت : 740 ه) : عبد الله بن سبأ رجع إلى الكفر وأظهر الغلو كان يدعي النبوة وأن عليا عليه السلام هو الله ، فاستتابه عليه السلام ثلاثة أيام فلم يرجع فأحرقه في النار في جملة سبعين رجلا ادعوا فيه ذلك[17].
     حسن العاملي (ت : 1011 ه) : عبد الله بن سبأ : غال ملعون ، حرقه أمير المؤمنين عليه السلام بالنار ، كان يزعم أن عليا عليه السلام إلها ، وأنه نبي لعنه الله تعالى[18].
     الأردبيلي (ت : 1101 ه) : عبد الله بن سبا غال ملعون حرقه أمير المؤمنين عليه السلام بالنار كان يزعم أن عليا عليه السلام اله وانه نبي لعنه الله، الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلو[19].
     نعمة الله الجزائري (ت : 1112 هـ) : قال عبد الله بن سبأ لعلي بن أبي طالب أنت الله حقاً فنفاه علي عليه السلام إلى المدائن، وقيل إنه كان يهودياً فأسلم، وكان في اليهودية يقول في يوشع بن نون وفي موسى مثل ما قال في علي، وقيل انه اول من اظهر القول بوجوب إمامة علي، ومنه تشعبت أصناف الغلاة، وقال ابن سبأ ان علياً عليه السلام لم يمت ولم يقتل، وإنما قتل ابن ملجم شيطاناً تصور بصورة علي وعلي عليه السلام في السحاب والرعد صوته والبرق ضوئه وانه ينزل بعد هذا إلى الأرض ويملأها عدلاً، وهؤلاء يقولون عند سماع الرعد عليك السلام يا أمير المؤمنين[20].
     محمد المازندراني (ت : 1216 ه) : عبد الله بن سبأ : ألعن من أن يذكر[21].
     كاشف الغطاء  (ت : 1373 ه) : أما عبد الله بن سبأ الذي يلصقونه بالشيعة أو يلصقون الشيعة به، فهذه كتب الشيعة بأجمعها تعلن بلعنه والبراءة منه ، وأخف كلمة تقولها كتب رجال الشيعة في حقه ويكتفون بها عن ترجمة حاله عند ذكره في حرف العين هكذا : (عبد الله بن سبأ ، ألعن من أن يذكر). أنظر رجال أبي علي وغيره. على أنه ليس من البعيد رأي القائل : أن عبد الله بن سبأ ، ومجنون بني عامر ، وأبي هلال ، وأمثال هؤلاء الرجال أو الإبطال كلها أحاديث خرافة وضعها القصاصون وأرباب السمر والمجون ، فإن الترف والنعيم قد بلغ أقصاه في أواسط الدولتين الأموية والعباسية ، وكلما اتسع العيش وتوفرت دواعي اللهو ، اتسع المجال للوضع ، وراج سوق الخيال ، وجعل القصص والأمثال ، كي تأنس بها ربات الحجال ، وأبناء الترف والنعمة المنغمرين في بلهنية العيش[22].
     حسن القبانجي (معاصر) : لم يترجم أحد من علماء الشيعة القدامى عبد الله بن سبأ إلاّ وأعقبها بجملة تدل على كفره وإلحاده ، وزندقته ، وإنحرافه عن الاسلام ، فقال الطوسي في رجاله : عبد الله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلو ، وقال العلامة في الخلاصة : عبد الله بن سبأ : غال ملعون حرقه أمير المؤمنين بالنار ، كان يزعم أن علياً إله وأنه نبي ، لعنه الله ، وأمثال هذه العبارات. وأما المتأخرون من علماء الشيعة فإنه أطبقوا على أن هذا الرجل لم يكن له وجود خارجي أصلا وإنما هو اُسطورة خيالية ذكرها الطبري في تاريخه بواسطة صانعها سيف بن عمر ، وقد أفرد لهذا الغرض العلامة البحاثة السيد مرتضى العسكري كتاباً أسماه عبد الله بن سبأ[23].
     محمد الجواهري (معاصر) : عبد الله بن سبأ : الذي رجع إلى الكفر واظهر الغلو من أصحاب علي عليه السلام استتابه عليه السلام فلم يتب فأحرقه ، هكذا ذكر هذا وأمثاله في بعض الروايات - أقول : عبد الله بن سبأ على فرض وجوده فالروايات المشار إليها تدل انه كفر وادعى الألوهية في علي عليه السلام ، مضافا إلى أن أسطورة عبد الله بن سبأ وقصص مشاغباته الهائلة موضوعة ، وضعها سيف
ابن عمر الوضاع الكذاب ، وما ذكره العلامة السيد مرتضى العسكري في مجلدين باسم عبد الله بن سبأ تغنينا عن ذكر الدليل[24].
     مرتضى العاملي (معاصر) : سئل : أخيراً ظهرت عدة كتابات تثبت وجود عبد الله بن سبأ ، فما هو تقييمكم لهذه الكتب ؟ وهل تلتمسون لها ثمرة إيجابية ؟. فأجاب : ورد علينا سؤال حول رأينا في البحوث التي تثبت وجود عبد الله بن سبأ ، الذي قتله أمير المؤمنين عليه السلام ، ونقول في الجواب : إن هذا هو رأيي في هذا الأمر منذ حوالي عشرين سنة ، وقد ذكرت ذلك في عدة مناسبات. لأن المبررات التي ذكرها بعض المحققين الأعلام لرد الروايات الصحيحة الواردة في اختيار معرفة الرجال وفي غيره ليست كافية فيما أرى. كما أننا لا نوافق على بعض ما نوقش به العلامة الكبير البحاثة السيد مرتضى العسكري[25].
     وسئل : قرأت بأنكم ليس ممن يقولون بأن عبد الله بن سبأ شخصية خرافية وهمية. فإن كان كذلك فهل لكم سيدنا أن تعطونا نبذة عن تاريخه وحياته ودوره في إضلال الناس؟. فاجاب : فقد قام العلامة السيد مرتضى العسكري بجهد مشكور فيما يرتبط بموضوع عبد الله بن سبأ. وإذا أردنا تقييم ما لدينا من نصوص ، فإننا نجد أنفسنا مضطرين للقبول بأن عبد الله بن سبأ الذي تصوره روايات سيف على أنه صانع كل تلك الأحداث ، ومدبر كل هاتيك السياسات ، ما هو إلا أسطورة صنعها خيال سيف ، وفقاً لما ذكره العلامة العسكري. أما عبد الله بن سبأ الذي كان يهودياً ، وأسلم ، وأظهر الغلو في أمير المؤمنين عليه السلام ، حتى قتله صلوات الله وسلامه عليه أو نفاه ، فإنه ليس له أي ارتباط بتلك الأحداث ، فلا يصح نسبة شيء منها إليه. وأما محاولة نفي وجود هذا الثاني أيضاً ، فإنها لم يحالفها التوفيق ، من حيث إن الاستدلالات على ذلك كانت غير قادرة على إثبات هذا الأمر ، كما أن الإشكالات على الروايات المثبتة لوجوده لم تكن كافية لإسقاط تلك الروايات. وأما بالنسبة لدور عبد الله بن سبأ في إضلال الناس ، فلا شك في أن ما ذكره سيف ، وأضرابه في هذا السياق ما هو إلا محض اختلاق ، وأما ما عداه ، فإنك لا تكاد تجد شيئاً سوى ما ورد في بعض الروايات ، من أن علياً عليه السلام قد أحرقه في جملة سبعين رجلاً قالوا بمقالته. لكن أكثر الروايات لم تشر إلى هؤلاء السبعين. وفي الروايات أيضاً أنه عليه السلام قد استتابه ثلاثة أيام ، فلم يرجع فأحرقه. ولكن قد ذكر النوبخي ، وأبو العباس الثقفي : أنه عليه السلام نفاه من الكوفة إلى المدائن ولم يقتله وأنه بقي إلى ما بعد استشهاد أمير المؤمنين عليه السلام. وكيف كان فإن ما ينقله سيف وأضرابه لا يمكن أن يعتبر تاريخاً صحيحاً لعبد الله بن سبأ ، فليس لدينا ما يصلح أن نعتمد عليه في إعطاء هذا السائل نبذة منه[26].
     محمد الريشهري (معاصر) : شخص باسم " عبد الله بن سبأ ". أظهرت الكثير من النصوص عبد الله بن سبأ كشخصيّة مغالية. فقد ذكرت بعض المصادر بأنّ الإمام عليّ عليه السلام أحرقه لغلوّه فيه وتأليهه إيّاه :

  1. توجد في كتاب رجال الكشّي خمس روايات عن عبد الله بن سبأ ومعتقداته ، ثلاث منها ذات سند صحيح.

  2. جاءت في كتاب من لا يحضره الفقيه وتهذيب الأحكام رواية يسأل فيها عبد الله بن سبأ عن حكمة رفع اليدين أثناء الدعاء.

  3. ورد في كتاب الاعتقادات للشيخ الصدوق أنّ زرارة سأل الإمام الصادق عليه السلام : إنّ رجلاً من ولد عبد الله بن سبأ يقول بالتفويض.

  4. في رجال الطوسي أُشير إلى اسم عبد الله بن سبأ في عداد أصحاب الإمام عليّ عليه السلام وجاء فيه : عبد الله بن سبأ ، الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلوّ.

  5. وفي كتاب الغيبة للطوسي أُشير إلى السبئيّة عند ذكر الاعتقاد بالإمام المهدي عليه السلام والتيّارات التي تنكر هذا المعتقد فقال : أليس قد خالف جماعة... وفيهم من قال من السبائيّة : هو عليّ عليه السلام لم يمت.

  6. جاء في كتاب المحبّر لمحمّد بن حبيب النسّابة ( م 245 ه‍ ) في باب أبناء الحبشيّات : عبد الله بن سبأ صاحب السبائيّة.

  7. قال ابن قتيبة ( م 276 ه‍ ) في كتاب المعارف : السبئيّة من الرافضة ، يُنسبون إلى عبد الله بن سبأ ، وكان أوّل من كفر من الرافضة وقال : عليّ ربّ العالمين ؛ فأحرقه عليّ وأصحابه بالنار.

  8. قتل أعشى همدان عام 83 ه‍ على يد الحجّاج. وقد قال أعشى همدان عن المختار وكرسيّه الذي كان يقدّسه ويدّعي أنّ عليّاً جالس عليه : شهدتُ عليكم أنّكم سبائيّة * وأنّى بكم يا شرطة الشرك عارف.

     وهناك أخبار أُخرى وردت في كتاب المقالات والفرق لسعد بن عبد الأشعري ( م 301 ه‍ ) ، وفي كتاب فرق الشيعة للنوبختي ( م 310 ه‍ ) ، وفي كتاب مقالات الإسلاميّين لعليّ بن إسماعيل ( م 330 ه‍ ) ، وفي كتاب التنبيه والرد لأبي الحسين الملطي ( م 377 ه‍ ) وفي كتاب الفرق بين الفِرَق لعبد القادر البغدادي ( م 429 ه‍ ) عن عبد الله بن سبأ أو فرقة السبئيّة.
     وبغضّ النظر عن طبيعة هذه الأخبار ودرجة اعتبارها فهي تنمّ من غير شكّ عن أنّ الأخبار المتعلّقة بعبد الله بن سبأ والسبئيّة لم يتفرّد بنقلها سيف بن عمر وحده أو الطبري وحده.
وخلاصة القول هي :

  1. يُستفاد من المصادر الموجودة بأنّ شخصاً اسمه " عبد الله بن سبأ " كان موجوداً بين أصحاب الإمام عليّ عليه السلام.

  2. هناك احتمال قوي بأنّه كان رجلاً مغالياً.

  3.  كان له أتباع استمرّوا على الاعتقاد برأيه من بعده.

  4. لا توجد أخبار مقبولة عن دوره ضدّ عثمان وتحريض الناس عليه سوى ما نقله سيف بن عمر الكذّاب.

  5. سيف بن عمر رجل مختلق للأكاذيب والأساطير وغير موثوق ، وقد وصفته المصادر الرجاليّة صراحة بالكذّاب.

  6. لم يُشر أيّ من المؤرّخين إلى وجود طائفة باسم طائفة السبئيّة خلال أحداث عام 30 - 36 ه‍.

  7. من المؤكّد أنّ الدور الأُسطوري الذي نسبه سيف بن عمر إلى عبد الله بن سبأ كذب محض.

  8. الدور القيادي لعبد الله بن سبأ في مقتل عثمان ، وتأثّر الصحابة وعامّة المسلمين بآرائه كذب صريح. وحتى لو أنّ مؤرّخين معتبرين نقلوا تلك الأخبار ، لكان واقع المسلمين والصورة الناصعة للصحابة كفيلة بدحضها.

  9. سبقت الإشارة إلى أنّ سيف بن عمر - كما جاء في أقوال علماء الرجال - كذّاب ومطعون فيه. ونضيف هنا أنّ سيف بن عمر حتى لو كان وجهاً مقبولاً ، فإنّ هذه المنقولات غير قابلة للتصديق من حيث المضمون. فإنّ طرح الأحداث على هذا النحو الساذج لا يمكن أن يُقنع مؤرّخاً بل ولا حتى إنساناً عاديّاً. النكتة الأُخرى هي أنّ هذه الأخبار قد صنعت من عبد الله بن سبأ وجهاً بارزاً ومؤثّراً إلاّ أنّها بالغت في تصوير سلوك بعض الشخصيّات على نحو لا يمكن معه حتى للإنسان العادي ان يقوم بمثل ذلك السلوك ، فما بالك بالشخصيّات البارزة ذات الوعي السياسي العالي ؟ !

  10. ومهما يكن الحال فإنّ وجود مثل هذين الرأيين المتناقضين في الإفراط والتفريط أمر غير مستساغ ؛ أي لا دوره الخارق مقبول ، ولا القول بأنّه شخصيّة وهميّة. فقد كان شخصاً عاديّاً مع احتمال أن تكون له آراء مغالية. نشير إلى أنّ العلاّمة العسكري على بيّنة من وجود هذه الأخبار. وقد طرحها على بساط البحث وناقشها ، ولابدّ أنّه اقتنع بعدم صحّتها. إلاّ أنّ المجال لا يتّسع هنا لمناقشة هذه المباحث. بَيد أنّنا نظنّ بأنّ هذه الأخبار تنمّ عن وجود هذا الشخص ، ولكنّه كان شخصاً عاديّاً عاش في المجتمع الإسلامي كأيّ مواطن آخر[27].

     علاء آل جعفر (معاصر) : يبدو بوضوح للمتأمل في قصة عبد الله بن سبأ ، ودوره في الأحداث التي جرت أبان حكم الخليفة الثالث أو ما بعده على قول البعض الآخر إنه أمام وقائع وأحداث نسجت بكثير من المبالغة والتهويل لشخصية عادية مغمورة ، لا دور واقعي لها يذكر في صياغة أي حدث أو أمر ، وإن ذهب البعض حتى إلى التشكيك في صحة وجودها وأنها خرافة حبكت بقدر كبير من الخبث والحقد للطعن بالشيعة ومعتقداتها. نعم ، إن استقراء السيرة الذاتية لهذه الشخصية في كتب العامة لا كتبنا لأنها عندنا واضحة جلية أجلى من الشمس في رابعة النهار يكشف للمرء الكثير من هذه الأخبار المليئة بالمبالغة والكذب والتناقض بشكل لا يخفى على أدنى متأمل ، رغم وضوح حال هذا الرجل ، ومحدودية أمره في كتب الشيعة ورواياتهم التي لا تذهب إلا إلى أنه غال ملعون غالى بعلي عليه السلام فحكم فيه حكم الاسلام الخاص بأمثاله من الغلاة ، لا أكثر ولا أقل ، فهو ضمن هذا المقياس شخصية عادية كحالها من الشخصيات المنحرفة التي تعج بها جميع الكتب لا كتبنا فقط... ثم لا يخفى عليك أخي القارئ الكريم أن أول الحائكين لهذه الأسطورة الخرافية حول هذا الرجل والذي قفى بعد ذلك أثره المؤرخون هو الطبري في تأريخه ، وكان مصدره فيها سيف بن عمر البرجمي ( ت 170 ه‍ ) الذي يطعن به معظم أصحاب التراجم والسير بشكل صريح وواضح.. والخلاصة : إن قصة ابن سبأ إن سلمنا بوجود شخص بهذا الاسم ، لأن هناك أقوال وتصريحات قائمة على دراسات علمية رصينة تذهب إلى نفي وجود هذه الشخصية ، كما ذهب إلى ذلك العلامة السيد مرتضى العسكري في كتابه المعروف عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى أسطورة نسجت حول شخصية تافهة منحرفة ، وبولغ فيها أشد المبالغة[28].
     جعفر السبحاني (معاصر) : هكذا نرى أن الموارد التي يستنتج منها كون ابن سبأ شخصية وهمية خلقها خصوم الشيعة ترجع إلى الأمور التالية :

  1. إن المؤرخين الثقات لم يشيروا في مؤلفاتهم إلى قصة عبد الله بن سبأ ، كابن سعد في طبقاته ، والبلاذري في فتوحاته.

  2. إن المصدر الوحيد عنه هو سيف بن عمر وهو رجل معلوم الكذب ، ومقطوع بأنه وضاع.

  3. إن الأمور التي نسبت إلى عبد الله بن سبأ ، تستلزم معجزات خارقة لا تتأتى لبشر ، كما تستلزم أن يكون المسلمون الذين خدعهم عبد الله بن سبأ ، وسخرهم لمآربه - وهم ينفذون أهدافه بدون اعتراض - في منتهى البلاهة والسخف.

  4. عدم وجود تفسير مقنع لسكوت عثمان وعماله عنه ، مع ضربهم لغيره من المعارضين كمحمد بن أبي حذيفة ، ومحمد بن أبي بكر ، وغيرهم.

  5. قصة إحراق علي إياه وتعيين السنة التي عرض فيها ابن سبأ للإحراق تخلو منها كتب التاريخ الصحيحة ، ولا يوجد لها في هذه الكتب أثر.

  6. عدم وجود أثر لابن سبأ وجماعته في وقعة صفين وفي حرب النهروان.

     وقد انتهى الدكتور بهذه الأمور إلى القول : بأنه شخص ادخره خصوم الشيعة للشيعة ولا وجود له في الخارج. وقد تبعه غير واحد من المستشرقين ، وقد نقل آراءهم الدكتور أحمد محمود صبحي في نظرية الإمامة. إلى أن وصل الدور إلى المحقق البارع السيد مرتضى العسكري فألف كتابه " عبد الله بن سبأ " ودرس الموضوع دراسة عميقة ، وهو الكتاب الذي يحلل التاريخ على أساس العلم ، وقد أدى المؤلف كما ذكر الشيخ محمد جواد مغنية : إلى الدين والعلم وبخاصة إلى مبدأ التشيع خدمة لا يعادلها أي عمل في هذا العصر الذي كثرت فيه التهجمات والافتراءات على الشيعة والتشيع ، وأقفل الباب في وجوه السماسرة والدساسين الذين يتشبثون بالطحلب لتمزيق وحدة المسلمين وإضعاف قوتهم. ونحن وإن افترضنا أن لهذا الرجل وجودا حقيقيا على أرض الواقع إلا أن ذلك لا يعني الاقتناع بما نقل وروي عنه ، لأنه لا يعدو كونه سوى سراب ووهم وخداع لا ينطلي على أحد. يقول الدكتور أحمد محمود صبحي : وليس ما يمنع أن يستغل يهودي الأحداث التي جرت في عهد عثمان ليحدث فتنة وليزيدها اشتعالا ، وليؤلب الناس على عثمان ، بل أن ينادي بأفكار غريبة ، ولكن السابق لأوانه أن يكون لابن سبأ هذا الأثر الفكري العميق ، فيحدث هذا الانشقاق العقائدي بين طائفة كبيرة من المسلمين. وهكذا ، فإن ما يبدو واضحا للعيان بطلان ما ذهب إليه بعض المنحرفين والمنخدعين من اعتبار أن نشأة التشيع عن هذا الطريق ، بل ويزيد الحق وضوحا أننا إذا راجعنا كتب الشيعة نرى أن أئمتهم وعلماءهم يتبرأون منه أشد التبرؤ.

  1. قال الكشي ، وهو من علماء القرن الرابع : عبد الله بن سبأ كان يدعي النبوة وأن عليا هو الله ! ! فاستتابه ثلاثة أيام فلم يرجع ، فأحرقه بالنار في جملة سبعين رجلا.

  2. قال الشيخ الطوسي ( 385 - 460 ه‍ ) في رجاله في باب أصحاب أمير المؤمنين : عبد الله بن سبأ الذي رجع إلى الكفر وأظهر الغلو.

  3. وقال العلامة الحلي ( 648 - 726 ه‍ ) : غال ملعون ، حرقه أمير المؤمنين بالنار ، كان يزعم أن عليا إله وأنه نبي ، لعنه الله.

  4. وقال ابن داود ( 647 - 707 ه‍ ) : عبد الله بن سبأ رجع إلى الكفر وأظهر الغلو.

  5. وذكر الشيخ حسن بن زين الدين ( ت 1011 ه‍ ) في التحرير الطاووسي : غال ملعون حرقه أمير المؤمنين عليه السلام بالنار.

     ومن أراد أن يقف على كلمات أئمة الشيعة في حق الرجل ، فعليه أن يرجع إلى رجال الكشي ، فقد روى في حقه روايات كلها ترجع إلى غلوه في حق علي ، وأما ما نقله عنه سيف بن عمر فليس منه أثر في تلك الروايات ، فأدنى ما يمكن التصديق به أن الرجل ظهر غاليا فقتل أو أحرق ، والقول بذلك لا يضر بشئ ، وأما ما ذكره الطبري عن الطريق المتقدم فلا يليق أن يؤمن ويعتقد به من يملك أدنى إلمام بالتاريخ والسير[29].
     نور الدين الهاشمي (معاصر) : شخصية عبد الله بن سبأ من الشخصيات التي أعطاها التاريخ حجماً أكبر من حجمها ، حتى صار معروفاً بين أوساط المؤرخين بمؤسس السبئية والتي كان يقصد بها وفي غالب الأوقات الأشخاص الموالين لعلي عليه السلام أو أحد أبنائه أو أحفاده. الشيء الذي أكسبه شخصية محورية في ارتباطه بالتشيع. وأصبح هذا الشخص هو المدخل الرئيسي للهجوم على الشيعة ، وربط حركتهم بالأصول اليهودية.
     لكن الأمانة العلمية التي يتطلبها التحقيق التأريخي تلزمنا أن ندرس هذه الشخصية من جميع الجوانب انطلاقاً من وجودها أو عدم وجودها ، وإن كانت موجودة فلا بد من معرفة مدى تأثيرها على الصعيد الثقافي والسياسي الاسلامي ، وهل فعلاً كان بالشكل الذي رسمه التاريخ الاسلامي.
     ان مسألة عبد الله بن سبأ لم تكن محل اختلاف بين السنة والشيعة فقط بل حتى داخل المنظومة الفكرية الشيعية نفسها ، فقد نفى البعض وجود هذه الشخصية بالإطلاق باعتبارها إحدى موضوعات سيف بن عمر باعتباره هو الراوي الذي أورد له الطبري مروياته وبعدها كان تاريخ الطبري هو المرجع لكل المؤرخين فيما بعد. وقد مثل هذا الخط في أوجه العلامة مرتضى العسكري في كتابه أسطورة ابن سبأ ، وقد رأينا الإمام الخوئي أيضاً قد مال إلى هذا القول في معجم الرجال. وقد كان العلاّمة التستري صاحب موسوعة الرجال من بين علماء الشيعة من أقر وجود هذه الشخصية لكل الفارق أنه وضعها في إطارها الحقيقي ، وسحب عنها تلك الخرافية التي أكسبها إياه سيف بن عمر الذي تلاعب بالرواية وأخرجه بالشكل الذي أصبح هو مؤسس المذهب الشيعي ، مع العلم أن الأئمة من آل البيت عليهم السلام قد لعنوه ويقول الإمام الخوئي في هذا الباب « فعلى فرض وجوده ، فهذه الروايات تدل على أنه كفر وادعى الألوهية في علي عليه السلام لا أنه قائل بفرض إمامته عليه السلام. وقد سبق أن قلنا أن الأئمة قد لعنوه والروايات كثيرة ، فعن علي بن الحسين عليه السلام قال : لعن الله من كذب علينا ! إني ذكرت عبد الله بن سبأ فقامت كل شعرة من جسدي ! لقد ادعى أمراً عظيماً ، ماله لعنه الله ، وكذلك عن أبي عبد الله عليه السلام قال « لعن الله عبد الله بن سبأ ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين » وهكذا يظهر لنا الموقف الحقيقي لخط الإمامة في شخصية عبد الله بن سبأ ، وهو اللعن والرفض لكل ما ادعاه[30].
     وغيرهم كثير، ليس مرادنا حصرهم.
     ومما مر يتضح أن هناك ثلاثة آراء عند الشيعة فيما يتعلق بعبدالله بن سبأ:

  • إتجاه يثبت وجوده ولكن يذمه ويلعنه لما صدر عنه من عقائد وآراء وأفعال باطلة، ويستشهد على ذلك بما جاء على لسان الأئمة رحمهم الله من ذم ولعن، كما مر بك.

  • إتجاه موافق للأول، ولكن ينفي المبالغات التي نسبت إليه. ويقول أن عبد الله بن سبأ الذي تصوره روايات سيف على أنه صانع كل تلك الأحداث ، ومدبر كل هاتيك السياسات ، ما هو إلا أسطورة صنعها خيال سيف.

  • إتجاه ينكر وجوده ويزعم أن اول من ذكره هو الإمام الطبري من طريق سيف بن عمر المتهم في روايته.

     والذي يعنينا هو الإتجاه الأخير، وهم الذين ذهبوا إلى القول بأن عبدالله بن سبأ ليس سوى أسطورة خيالية ذكرها الطبري في تاريخه بواسطة صانعها سيف بن عمر. وبعدها كان تاريخ الطبري هو المرجع لكل المؤرخين فيما بعد.
     والرد على هذ القول من وجهين.
     الأول : الزعم بأن الطبري هو أول من إنفرد بذكره، وهو قول مردود لأن هناك من تطرّق إليه قبل الإمام الطبري رحمه الله، ومنهم علماء شيعة، وهذه قائمة ببعض أسماء هؤلاء.
 

  1. أعشى همدان (ت : 84 هـ) ولعله اقدم مصدر: قال في ذم المختار الثقفي:

شهدت عليكم أنكم سبئية * وإني بكم يا شرطة الشرك عارف
فأقسم ما كرسيكم بسكينة * وإن كان قد لفت عليه اللفائف
وأن ليس كالتابوت فينا وإن سعت * شبام حواليه ونهد وخارف
وإني امرؤ أحببت آل محمد * وتابعت وحيا ضمنته المصاحف
وبايعت عبد الله لما تتابعت * عليه قريش شمطها والغطارف[31].

  1. وبعده ورد ذكره عن الحسن بن محمد بن الحنفية (ت : 95 هـ).

  2. الشعبي (ت : 103 هـ).

  3. الفرزدق (ت : 116 هـ).

  4. قتادة (ت : 117 هـ).

  5. ابن سعد (ت : 230 هـ).

  6. ابن أبي شيبة الكوفي (ت : 235 ه).

  7. العدني (ت : 243 هـ).

  8. ابن حبيب البغدادي (ت : 245 هـ).

  9. أبو عاصم (ت : 253 هـ).

  10. الجوزجاني (ت : 259 هـ).

  11. ابن قتيبة (ت : 276 هـ).

  12. البلاذري (ت :  279 هـ).

  13. إبراهيم الثقفي (ت : 283 ه)، (من الإمامية).

  14. الناشئ الأكبر (ت : 293 هـ) ، (من الإمامية).

 
     وهؤلاء كانوا قبل الإمام الطبري (224 ه - 310 ه)، أو من معاصريه. والمعروف أن الطبري فرغ من كتابه في التاريخ الذي أورد فيه قصص عبدالله بن سبأ سنة 303 ه
 
     الأمر الآخر هو القول بأن سيف بن عمر هو مصدر روايات عبدالله بن سبأ، وهذا القول مردود أيضاً، لأن هناك روايات عدة ومنها من طرق الشيعة وقد مر ذكر بعضها، جميعها ليست من طريق عمر بن سعد. وإليك بعضها من طرق أهل السنة:

  • ابن عساكر : أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل أحمد بن الحسن قالا أنا عبد الملك بن محمد بن عبد الله أنا أبو علي بن الصواف نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نا محمد بن العلاء نا أبو بكر بن عياش عن مجالد عن الشعبي قال أول من كذب عبد الله بن سبأ.

  • ابن عساكر : قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي الحسين بن الآبنوسي أنا أحمد بن عبيد بن الفضل وعن أبي نعيم محمد بن عبد الواحد بن عبد العزيز أنا علي بن محمد بن خزفة قالا نا محمد بن الحسن نا ابن أبي خيثمة نا محمد بن عباد نا سفيان عن عمار الدهني قال سمعت أبا الطفيل يقول رأيت المسيب بن نجبة أتى به ملببة يعني ابن السوداء وعلي على المنبر فقال علي ما شأنه فقال يكذب على الله وعلى رسوله.

  • ابن عساكر : أخبرنا أبو القاسم يحيى بن بطريق بن بشرى وأبو محمد عبد الكريم بن حمزة قالا أنا أبو الحسن بن مكي أنا أبو القاسم المؤمل بن أحمد بن محمد الشيباني نا يحيى بن محمد بن صاعد نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن سلمة عن زيد بن وهب عن علي قال ما لي ومال هذا الحميت الأسود.

  • ابن عساكر : ونا يحيى بن محمد نا بندار نا محمد بن جعفر نا شعبة عن سلمة قال قال سمعت أبا الزعراء يحدث عن علي عليه السلام قال ما لي ومال هذا الحميت الأسود.

  • أخبرنا أبو محمد بن طاوس وأبو يعلى حمزة بن الحسن بن المفرج قالا أنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنا أبو محمد بن أبي نصر أنا خيثمة بن سليمان نا أحمد بن زهير بن حرب نا عمرو بن مرزوق أنا شعبة عن سلمة بن كهيل عن زيد قال قال علي بن أبي طالب ما لي ولهذا الحميت الأسود يعني عبد الله بن سبأ وكان يقع في أبي بكر وعمر.

  • رأنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الحطاب أنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم الداراني أنا سهل بن بشر أنا أبو الحسن علي بن منير بن أحمد بن منير الخلال قالا أنا القاضي أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي نا أبو أحمد بن عبدوس نا محمد بن عباد نا سفيان نا عبد الجبار بن العباس الهمداني عن سلمة بن كهيل عن حجية بن عدي الكندي قال رأيت عليا كرم الله وجهه وهو على المنبر وهو يقول من يعذرني من هذا الحميت الأسود الذي يكذب على الله ورسوله يعني ابن السوداء لولا أن لا يزال يخرج علي عصابة ينعي علي دمه كما ادعيت علي دماء أهل النهر لجعلت منهم ركاما.

  • ابن عساكر : وأخبرني أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي بمرو عنه أنا أبو علي بن شاذان نا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد الآدمي نا أحمد بن موسى الشطوي نا أحمد بن عبد الله بن يونس نا أبو الأحوص عن مغيرة عن سباط قال بلغ عليا أن ابن السوداء ينتقص أبا بكر وعمر فدعا به ودعا بالسيف أو قال فهم بقتله فكلم فيه فقال لا يساكني ببلد أنا فيه قال فسيره إلى المدائن.

  • ابن عساكر : أنبأنا أبو بكر محمد بن طرخان بن بلتكين بن يجكم أنا أبو الفضائل محمد بن أحمد بن عبد الباقي بن طوق قال قرئ على أبي القاسم عبيد الله بن علي بن عبيد الله الرقي نا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أبي مسلم أنا أبو عمر محمد بن عبد الواحد أخبرني الغطافي  عن رجاله عن الصادق عن آبائه الطاهرين عن جابر قال لما بويع علي خطب الناس فقام إليه عبد الله بن سبأ فقال له أنت دابة الأرض قال فقال له اتق الله فقال له أنت الملك فقال له اتق الله فقال له أنت خلقت الخلق وبسطت الرزق فأمر بقتله فاجتمعت الرافضة فقالت دعه وأنفه إلى ساباط المدائن فإنك إن قتلته بالمدينة خرجت أصحابه علينا وشيعته فنفاه إلى ساباط المدائن فثم القرامطة والرافضة قال ثم قامت إليه طائفة وهم السسبيئة وكانوا أحد عشر رجلا فقال ارجعوا فإني علي بن أبي طالب أبي مشهور وأمي مشهورة وأنا ابن عم محمد صلى الله عليه وسلم فقالوا لا نرجع دع داعيك فأحرقهم بالنار وقبروهم في صحراء أحد عشر مشهورة فقال من بقي ممن لم يكشف رأسه منهم علمنا إنه إله واحتجوا بقول ابن عباس لا يعذب بالنار إلا خالقها[32].


[1] الغارات، لأبي إسحاق إبراهيم الثقفي، 199

[2] المصدر السابق، 2/ 681

[3] مسائل الإمامة، للناشىء الأكبر، 22

[4] فرق الشيعة، للحسن بن موسى النوبختي وسعد بن عبدالله القمي، 32

[5] الهداية الكبرى، للحسين بن حمدان الخصيبي، 432

[6] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي )، للطوسي، 1/ 323 (ترجمة عبدالله بن سبأ)

[7] الخصال، للصدوق، 628 ، من لا يحضره الفقيه، للصدوق، 1/ 325

[8] الاعتقادات في دين الإمامية، للصدوق، 100

[9] نوادر المعجزات، لمحمد بن جرير الطبري ( الشيعي )، 21

[10] تهذيب الأحكام، للطوسي، 2/ 322

[11] الأمالي، للطوسي، 230

[12] الغيبة، للطوسي، 191

[13] الأبواب ( رجال الطوسي )، للطوسي، 75

[14] مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، 1/ 227

[15] الفضائل، لشاذان بن جبرئيل القمي، 71

[16] خلاصة الأقوال، للعلامة الحلي، 372

[17] رجال ابن داود، لابن داود الحلي، 254

[18] التحرير الطاووسي، لحسن بن زين الدين العاملي، 346

[19] جامع الرواة، لمحمد علي الأردبيلي، 1/ 485

[20] الأنوار النعمانية، لنعمة الله الجزائري، 2/ 234 ، نور البراهين، لنعمة الله الجزائري، 2/ 308 (الحاشية)

[21] منتهى المقال في احوال الرجال، لمحمد بن إسماعيل المازندراني، 4/ 186

[22] أصل الشيعة وأصولها، لمحمد حسين كاشف الغطاء، 179

[23] مسند الإمام علي عليه السلام، لحسن القبانجي، 8/ 151

[24] المفيد من معجم رجال الحديث، لمحمد الجواهري، 334

[25] مختصر مفيد، لجعفر مرتضى العاملي، 1/ 256

[26] مختصر مفيد، لجعفر مرتضى العاملي، 9/ 184

[27] موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ، لمحمد الريشهري، 3/ 299

[28] أصل الشيعة وأصولها، لمحمد حسين كاشف الغطاء، 179

[29] أضواء على عقائد الشيعة الإمامية، لجعفر السبحاني، 77

[30] تأريخ الشيعة بين المؤرخ والحقيقة، لنور الدين الهاشمي، 141

[31] تاريخ الطبري - محمد بن جرير الطبري - ج 4 / 550 ، البداية والنهاية - ابن كثير - ج 8 / 308  ، تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج 34 / 486، الكامل في التاريخ - ابن الأثير - ج 4 / 259 ، نهاية الأرب في فنون الأدب - النويري - ج 21 / 53

[32] أنظر هذه الروايات في تاريخ مدينة دمشق، لابن عساكر، 29/ 7 وما بعدها (أو ترجمة عبدالله بن سبأ).

عدد مرات القراءة:
15049
إرسال لصديق طباعة
الثلاثاء 9 محرم 1445هـ الموافق:25 يوليو 2023م 07:07:46 بتوقيت مكة
ابو محمد  
بارك الله فيكم كفيت ووفيت
الخميس 18 شعبان 1444هـ الموافق:9 مارس 2023م 11:03:03 بتوقيت مكة
جنى 
جزاكم الله خير الجزاء، هذا الموقع هو الوحيد الذي يجيب على كل أسئلتي ويحل حيرتي بتفصيل وشرح كامل، شكرًا لكم
 
اسمك :  
نص التعليق :