آخر تحديث للموقع :

الأربعاء 12 ربيع الأول 1445هـ الموافق:27 سبتمبر 2023م 06:09:26 بتوقيت مكة

جديد الموقع

عقدة المظلومية ..
الكاتب : فيصل نور ..

عقدة المظلومية

     مصطلح منتشر بين الشيعة للدلالة بزعمهم على الظلم الذي حاق بعلي وفاطمة رضي الله عنهما من قبل الخلفاء والصحابة رضي الله عنهم، بدء بإغتصاب الخلافة وما ترتب عليه وفدك وضرب فاطمة وكسر ضلعها وإسقاط جنينها، إلى سائر حقوقهم. وكذلك بقية الأئمة من قبل خلفاء زمانهم .
     وترتب على هذا الإعتقاد الفاسد القول بتكفير الصحابة رضي الله عنهم ولعنهم وكذلك من يتولاهم، أي  أهل السنة،  حيث قالوا بكفرهم  واستحلال دمائهم وأموالهم وغيرها، ومن ثم العمل على الثأر والإنتقام منهم كما هو مشاهد عبر التاريخ إلى يومنا هذا، حتى ظهور مهديهم المنتظر لتكملة ذلك.
     ورسخوا هذا الإعتقاد الباطل الذي هم بحاجة إليه لأسباب دينية ونفسية جيلاً بعد جيل بأقوال وروايات كثيرة مكذوبة، لسنا في وارد حصرها هنا، ولكن لا بأس من ذكر بعضها:
     عن علي عليه السلام : قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده مغيرين لسنته، ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى موضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي[1].
     علي عليه السلام : وقد أتي به أبو بكر وهو يقول : أنا عبد الله وأخو رسوله ! فقيل له : بايع أبا بكر، فقال : أنا أحق بهذا الامر منكم، ولا أبايعكم وأنتم أولى بالبيعة لي.. فقال له عمر : إنك لست متروكا حتى تبايع !. فقال له علي عليه السلام : احلب حلبا لك شطره اشدده له اليوم يردده عليك غدا. وفي رواية أخرى : أخرجوا عليا عليه السلام فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له : بايع. فقال : إن أنا لم أفعل فمه؟ !. فقالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك. قال : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله. فقال عمر : أما عبد الله فنعم، وأما أخا رسول الله فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك؟. فقال : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق علي عليه السلام بقبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصيح ويبكي وينادي ي‍ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني.. ثم انهما جاءا إلى فاطمة عليها السلام معتذرين، فقالت : نشدتكما بالله ألم تسمعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة ابنتي من سخطي؟. ومن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟. قالا : نعم، سمعناه. قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأشكونكما إليه. فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله من سخطه وسخطك يا فاطمة. ثم انتحب أبو بكر باكيا تكاد نفسه أن تزهق، وهي تقول : والله لأدعون الله عليك في كل صلاة، وأبو بكر يبكي ويقول : والله لأدعون الله لك في كل صلاة اصليها.. ثم خرج باكيا[2].
     علي عليه السلام : مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو على أمته ساخط إلا الشيعة[3].
     فاطمة عليها السلام : لما بايع الناس أبا بكر خرجت ووقفت على بابها وقالت : ما رأيت كاليوم قط، حضروا أسوء محضر، تركوا نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم جنازة بين أظهرنا واستبدوا بالأمر دوننا[4].
     الصادق عليه السلام : هذه شرائع الدين... وذكر منها : وحب أولياء الله والولاية لهم واجبة، والبراءة من أعدائهم واجبة ومن الذين ظلموا آل محمد عليه السلام وهتكوا حجابه فأخذوا من فاطمة عليها السلام فدك، ومنعوها ميراثها وغصبوها وزوجها حقوقهما، وهموا باحراق بيتها، وأسسوا الظلم وغيروا سنة رسول الله، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة، والبراءة من الأنصاب والأزلام : أئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة[5].
     الصادق عليه السلام : لما استخرج أمير المؤمنين عليه السلام خرجت فاطمة حتى انتهت إلى القبر فقالت : خلوا عن ابن عمي فوالله الذي بعث محمدا بالحق لان لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله على رأسي ولأصرخن إلى الله تعالى فما ناقة صالح بأكرم على الله من ولدي، قال سلمان : فرأيت والله أساس حيطان المسجد تقلعت من أسفلها حتى لو أراد رجل ان ينفذ من تحتها نفذ، فدنوت منها وقلت : يا سيدتي ومولاتي ان الله تبارك وتعالى بعث إياك رحمة فلا تكوني نقمة، فرجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا[6].
     الصادق عليه السلام : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ألا إن فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي، فمن هتكه فقد هتك حجاب الله. فبكى أبو الحسن عليه السلام طويلا، وقطع بقية كلامه، وقال : هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله يا أمه صلوات الله عليها[7].
     سليم بن قيس : قبضت فاطمة عليها السلام فارتجت المدينة بالبكاء من الرجال والنساء ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأقبل أبو بكر وعمر يعزيان عليا عليه السلام ويقولان له : يا أبا الحسن لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله، فلما كان الليل دعا علي عليه السلام العباس والفضل والمقداد وسلمان وأبا ذر وعمارا فقدم العباس فصلى عليها ودفنوها. فلما أصبح الناس أقبل أبو بكر وعمر والناس يريدون الصلاة على فاطمة عليها السلام فقال المقداد : قد دفنا فاطمة البارحة، فالتفت عمر إلى أبي بكر فقال : لم أقل لك إنهم سيفعلون قال العباس : إنها أوصت أن لا تصليا عليها فقال عمر : لا تتركون يا بني هاشم حسدكم القديم لنا أبدا إن هذه الضغائن التي في صدوركم لن تذهب، والله لقد هممت أن أنبشها فأصلي عليها، فقال علي عليه السلام : والله لو رمت ذاك يا ابن صهاك لا رجعت إليك يمينك، لئن سللت سيفي لا غمدته دون إزهاق نفسك : فانكسر عمر وسكت وعلم أن عليا عليها السلام إذا حلف صدق. ثم قال علي عليه السلام : يا عمر ألست الذي هم بك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأرسل إلي فجئت متقلدا سيفي ثم أقبلت نحوك لأقتلك فأنزل الله عز وجل (فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً [مريم : 84])[8].
     المفيد : لما بايع الناس أبا بكر دخل علي عليه السلام والزبير والمقداد بيت فاطمة عليها السلام، وأبوا أن يخرجوا، فقال عمر بن الخطاب : اضرموا عليهم البيت نارا، فخرج الزبير ومعه سيفه، فقال أبو بكر : عليكم بالكلب، فقصدوا نحوه، فزلت قدمه وسقط إلى الأرض ووقع السيف من يده، فقال أبو بكر : اضربوا به الحجر، فضرب بسيفه الحجر حتى انكسر. وخرج علي ابن أبي طالب عليه السلام نحو العالية فلقيه ثابت بن قيس بن شماس، فقال : ما شأنك يا أبا الحسن؟ فقال : أرادوا أن يحرقوا علي بيتي وأبو بكر على المنبر يبايع له ولا يدفع عن ذلك ولا ينكره، فقال له ثابت : ولا تفارق كفي يدك حتى أقتل دونك، فانطلقا جميعا حتى عادا إلى المدينة وإذا فاطمة عليها السلام واقفة على بابها، وقد خلت دارها من أحد من القوم وهي تقول : لا عهد لي بقوم أسوا محضرا منكم، تركتم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم لم تستأمرونا وصنعتم بنا ما صنعتم ولم تروا لنا حقا[9].
     الطوسي الملقب بشيخ الطائفة : أنه - أي علي عليه السلام - إنما قاتل من قاتل لوجود النصار وعدل عن قتال من عدل عن قتالهم لعدمهم. وأيضا فلو قاتلهم لربما أدى ذلك إلى بوار الاسلام وإلى ارتداد الناس أو أكثرهم وقد ذكر ذلك في قوله تعالى : (أما والله لولا قرب عهد الناس بالكفر لجاهدتهم). فأما الإنكار باللسان فقد أنكر عليه السلام في مقام بعد مقام، ألا ترى إلى قوله عليه السلام : (لم أزل مظلوما منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، )، وقوله : (اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم منعوني حقي وغصبوني إرثي)، وفي رواية أخرى : (اللهم إني أستعديك على قريش فإنهم ظلموني في) الحجر والمدر[10].
     حسين بن عبد الوهاب : تولى علي عليه السلام غسل فاطمة عليها السلام وتكفينها وأخرجها ومعه الحسن والحسين عليهما السلام في الليل وصلوا عليها ولم يعلم بها أحد ودفنها في البقيع وجدد أربعين قبرا فاشتكل على الناس قبرها فأصبح الناس ولام بعضهم بعضا وقالوا ان نبينا صلى الله عليه وآله وسلم خلف بنا بنتا ولم نحضر وفاتها والصلاة عليها ودفنها ولا نعرف قبرها فنزورها فقال من تولى الأمر هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجد فاطمة عليها السلام فنصلي عليها فنزور قبرها فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام فخرج مغضبا قد احمرت عيناه وقد تقلد سيفه ذا الفقار حتى بلغ البقيع وقد اجتمعوا فيه فقال عليه السلام لو نبشتم قبرا من هذه القبور لوضعت السيف فيكم فتولى القوم عن البقيع[11].
     المازندراني : في تعليقة على أحد روايات وفاة فاطمة رضي الله عنها : أنها مضت وهي ساخطة على أكثر الصحابة[12].
     محمد الحسيني الشاهرودي : ان الأخبار الواردة حول ما لاقته أم الأئمة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، من ممارسات تعسفية على أيدي الحاكمين، مثل كسر ضلعها وإسقاط جنينها المسمى بمحسن بن علي، ولطمها على خدها ومنعها من البكاء وما الى ذلك، أخبار كثيرة متظافرة متواترة إجمالا[13].
     علي الميلاني : إن إحراق بيت الزهراء من الأمور المسلمة القطعية في أحاديثنا وكتبنا، وعليه إجماع علمائنا ورواتنا ومؤلفينا، ومن أنكر هذا أو شك فيه أو شكك فيه فسيخرج عن دائرة علمائنا، وسيخرج عن دائرة أبناء طائفتنا كائنا من كان[14].
     مرتضى الرضوي : ... ما جرى على أهل البيت عليه السلام من بعد رسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم من ظلم، وجفاء، وعدوان، وتعد، واضطهاد، بعد تلك الوصاة، حتى قالت بضعته الزهراء عليها السلام : صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام صرن لياليا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، والعاقبة للمتقين[15].
     جواد جعفر الخليلي : مظلومية أهل البيت.. ما جرى عليهم من عدوان ومصائب عظام، واضطهاد وويلات من أمراء عصورهم بعد رحيل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم عنهم عليه السلام. واجتماع بعض الصحابة في السقيفة لأجل تحقيق غايتهم المشؤومة التي تواطؤوا عليها في حياة الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، وحققوها من بعد وفاته في السقيفة، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم بعد لم يدفن ومسجى على فراشه، وبذلك حرفوا الإسلام عن مسيره الصحيح، والمسلمين عن الصراط المستقيم، والنهج النبوي القويم، فزاغوا عن أهل البيت عليه السلام، ووقعوا في الضلال إلى الأبد[16].
     نجاح الطائي : بعد الهجوم على دار فاطمة عليها السلام، بقيت طريحة فراش تشكوا مرضها، بعد اجتماع عدة مصائب عليها، موت أبيها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وأخذ الخلافة من زوجها علي عليه السلام، وإهانتها، وحرمانها من فدك، وتكذيبهم لها، وجرح كرامتها في دخولهم بيتها من دون إذنها، وقتل ابنها (محسن) واستمرار مرضها بضربة الباب وإسقاط جنينها. فتسببت هذه الأحداث الكثيرة والمرة في سرعة وفاتها عليها السلام، ولحوقها بأبيها، المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم[17].
     صادق مكي : ظلمت فاطمة في الإسلام، وتحملت سلسلة مظالم آل بيت النبوة، إذ أنها كانت بنفسها مقصودة بهذا الظلم، كما كانت مقصودة به لآنها زوجة سيد آل البيت علي بن أبي طالب عليه السلام. والمؤامرة التي استهدفت علياً قد استهدفت فاطمة عليها السلام أيضاً. وظلمت فاطمة عليها السلام مع الخلفاء الراشدين، ولم يكن هذا الظلم أذىً معنوياً متمثلاً في موقف فقط، با صار أذىً واقعاً متمثلاً في سلب حق حيناً وأذى جسدي حيناً آخر... فأخذت منها فدك وهي إرثها من أبيها[18].
     نجاح الطائي : ان عليا عليه السلام كان ممنوعا من الخطبة فى المسجد النبوى فى زمن خلافة ابى بكر وعمر وعثمان[19].
     النبي صلى الله عليه وآله وسلم : وأما ابنتي فاطمة.. فإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأني بها وقد دخل الذل بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصبت حقها، ومنعت إرثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها، وهي تنادي : يا محمداه، فلا تجاب، وتستغيث، فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونة، مكروبة، باكية.. فتقول عند ذلك : يا رب إني قد سئمت الحياة وتبرمت بأهل الدنيا، فألحقني بأبي، فيلحقها الله عز وجل بي، فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم علي محزونة، مكروبة، مغمومة، مغصوبة، مقتولة، فأقول عند ذلك : اللهم العن من ظلمها، وعاقب من غصبها، وذلل من أذلها، وخلد في نارك من ضرب جنبيها حتى ألقت ولدها، فتقول الملائكة عند ذلك : آمين[20].
     فاطمة عليها السلام : لعلي عليه السلام : إن لي إليك حاجة يا أبا الحسن، فقال : تقضى يا بنت رسول الله. فقالت : نشدتك بالله وبحق محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن لا يصلي على أبو بكر ولا عمر. قال المجلسي : هذه الأخبار تدل على أن منع حضور الكفار والمنافقين بل الفساق في الجنازة وعند الصلاة مطلوب [21].
     الباقر عليه السلام : يدخل القائم المسجد فينقض الحائط حتى يضعه إلى الأرض، ثم يخرج الأزرق وزريق غضين طريين، يكلمهما فيجيبانه، فيرتاب عند ذلك المبطلون، فيقولون : يكلم الموتى؟ ! فيقتل منهم خمسمائة مرتاب في جوف المسجد، ثم يحرقهما بالحطب الذي جمعاه ليحرقا به عليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، وذلك الحطب عندنا وارثه، ويهدم قصر المدينة[22].
     الباقر عليه السلام : إن أول من ظلمنا وذهب بحقنا وحمل الناس على رقابنا أبو بكر وعمر[23].
     الباقر عليه السلام : قال وقد سئل عن أبي بكر وعمر : هما أول من ظلمنا، وقبض حقنا، وتوثب على رقابنا، وفتح علينا باب لا يسده شئ إلى يوم القيامة، فلا غفر الله لهما ظلمهما إيانا[24].
     الباقر عليه السلام : يقول : لما مروا بأمير المؤمنين عليه السلام في رقبته حبل إلى زريق ضرب أبو ذر بيده على الأخرى ثم قال : ليت السيوف عادت بأيدينا ثانية، وقال مقداد : لو شاء لدعا عليه ربه عز وجل، وقال سلمان : مولاي أعلم بما هو فيه. قال المجلسي : لعله عبر عن الأول بزريق تشبيها له بطائر يسمى بذلك في بعض أخلاقه الردية أو لأن الزرقة مما يتشاءم به العرب أو من الزرق بمعنى العمى وفي القرآن يَوْمَئِذٍ زُرْقاً. وفي بعض النسخ آل زريق بإضافة الحبل إليه وبنو زريق خلق من الأنصار وهذا وإن كان هنا أوفق لكن التعبير عن أحد الملعونين بهذه الكناية كثير في الأخبار[25].
     الصادق عليه السلام : ثم يسير المهدي إلى مدينة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فإذ أوردها كان له فيها مقام عجيب يظهر فيه سرور للمؤمنين وخزي للكافرين، قال المفضل يا سيدي ما هو ذاك قال يرد إلى قبر جده صلى الله عليه وآله وسلم فيقول، يا معشر الخلايق هذا قبر جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيقولون نعم يا مهدي آل محمد فيقول ومن معه في القبر فيقولون صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر فيقول وهو أعلم بهما والخلايق كلهم جميعا يسمعون من أبو بكر وعمر وكيف دفنا من بين الخلق مع جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعسى المدفونون غيرهما فيقول الناس يا مهدي آل محمد ما ههنا غير هما انهما دفنا معه لأنهما خليفتا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبوا زوجتيه فيقول للخلق بعد ثلاث أخرجوهما من قبريهما فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما ولم يشحب لونهما فيقول هل فيكم من يعرفهما فيقولون نعرفهما بالصفة وليس ضجيعي جدك غيرهما فيقول هل فيكم أحد يقول غير هذا أو يشك فيهما فيقولون لا فيؤخر اخراجهما ثلاثة أيام ثم ينتشر الخبر في الناس ويحضر المهدي ويكشف الجدران عن القبر ين ويقول للنقباء ابحثوا عنهما وأنبشوهما فيبحثون بأيديهم حتى يصلوا إليهما فيخرجان غضين طريين كصورتهما فيكشف عنهما أكفانهما ويأمر برفعهما على دوحة يابسة نخرة فيصلبهما عليها فتحيى الشجرة وتورق وتونع وبطول فرعها فيقول المرتابون من أهل ولايتهما هذا والله الشرف حقا ولقد فزنا بمحبتهما وولايتهما ويخبر من أخفى ما في نفسه ولو مقياس حبة من محبتهما وولايتهما فيحضرونهما ويرونهما ويفتنون بهما وينادي منادي المهدي عليه السلام كل من أحب صاحبي رسول الله وضجيعيه فلينفرد جانبا فيتجزئ الخلق جزئين أحدهما موال والآخر متبرء منهما فيعرض المهدي عليه السلام على أوليائهما البراءة منهما فيقولون يا مهدي آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما نبرأ منهما وما كنا نقول لهما عند الله وعندك هذه المنزلة وهذا الذي بدا لنا من فضلهما أنبرأ الساعة منهما وقد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت من نضارتهما وغضاضتهما وحياة الشجرة بهما بل والله نبرأ منك وممن آمن بك وممن لا يؤمن بهما ومن صلبهما وأخرجهما وفعل بهما ما فعل فيأمر المهدي عليه السلام ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كاعجاز نخل خاوية ثم يأمر بانزالهما فينزلان إليه فيحييهما بإذن الله تعالى ويأمر الخلايق بالاجتماع ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كور ودور حتى يقص عليهم قتل هابيل بن آدم عليه السلام وجمع النار لإبراهيم عليه السلام وطرح يوسف عليه السلام في الجب وحبس يونس عليه السلام في الحوت وقتل يحيى عليه السلام وصلب عيسى عليه السلام وعذاب جرجيس ودانيال عليهما السلام وضرب سلمان الفارسي واشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لاحراقهم بها وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط ورفس بطنها واسقاطها محسنا وسم الحسن وقتل الحسين وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره وسبي ذراري رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإراقة دماء آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكل دم سفك وكل فرج نكح حراما وكل زني وخبث وفاحشة واثم وظلم وجور وغشم منذ عهد آدم عليه السلام إلى وقت قيام قائمنا عليه السلام كل ذلك يعدده عليهما ويلزمهما إياه فيعترفان به فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر ثم يصلبهما على الشجرة ويأمر نارا تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما في اليم نسفا. والله ليردن وليحضرن السيد الأكبر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصديق الأكبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام وكل من محض الايمان محضا أو محض الكفر محضا وليقتص منهما بجميع فعلهما وليقتلان في كل يوم وليلة الف قتلة ويردان إلى ما شاء ربهما[26].
     الكاظم عليه السلام : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي عليه السلام : يا علي ويل لمن ظلمها - أي فاطمة - وويل لمن ابتزها حقها، وويل لمن هتك حرمتها، وويل لمن أحرق بابها، وويل لمن آذى خليلها، وويل لمن شاقها وبارزها، اللهم إني منهم برئ، وهم مني برآء، ثم سماهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وضم فاطمة إليه وعليا والحسن والحسين عليه السلام وقال : اللهم إني لهم ولمن شايعهم سلم، وزعيم بأنهم يدخلون الجنة، وعدو وحرب لمن عاداهم وظلمهم وتقدمهم أو تأخر عنهم وعن شيعتهم، زعيم بأنهم يدخلون النار، ثم والله يا فاطمة لا أرضى حتى ترضى، ثم لا والله لا أرض حتى ترضى، ثم لا والله لا أرضى حتى ترضى[27].
     نجاح الطائي : قتلت فاطمة في ذلك الهجوم الغادر الذي امر به أبوبكر وقاده عمر[28].
     ياسر الحبيب : كانت - فاطمة - تدعو عليهم - أبوبكر وعمر - باللعن في كل صلاة تصليها لزيادة عذابهم في الآخرة. على أن امتناع الزهراء صلوات الله عليها عن ذلك النوع من الدعاء بتعجيل نزول العذاب الدنيوي عليهم، لم يكن شفقة منها على الظالمين كأبي بكر وعمر وعصابتها الأوغاد؛ وإنما رأفة بسائر أهل المدينة، لأن العذاب إذا نزل عمّ الجميع كما هو معلوم. مضافا إلى ما ذكرناه أعلاه من أن الغاية كانت تسجيل موقف تاريخي تتمكن من خلاله الأجيال من تمييز المحقين من المبطلين، وتعيين الظالمين المنافقين.[29].
     قال سليم : فأغرم عمر بن الخطاب تلك السنة جميع عماله أنصاف أموالهم لشعر أبي المختار ولم يغرم قنفذ العدوي شيئا - وقد كان من عماله - ورد عليه ما أخذ منه وهو عشرون ألف درهم ولم يأخذ منه عشره ولا نصف عشره وكان من عماله الذين أغرموا أبو هريرة - وكان على البحرين - فأحصى ماله فبلغ أربعة وعشرون ألفا، فأغرمه اثني عشر ألفا.  علة العفو عن قنفذ من مصادرة أمواله قال أبان : قال سليم : فلقيت عليا عليه السلام فسألته عما صنع عمر، فقال : هل تدري لم كف عن قنفذ ولم يغرمه شيئا ؟ قلت : لا. قال : لأنه هو الذي ضرب فاطمة عليها السلام بالسوط حين جاءت لتحول بيني وبينهم، فماتت صلوات الله عليها وإن أثر السوط لفي عضدها مثل الدملج[30].
     أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس، قال : يا قنفذ، انطلق فقل له : (أجب أبا بكر). فأقبل قنفذ فقال : (يا علي، أجب أبا بكر). فقال علي عليه السلام : (إني لفي شغل عنه، وما كنت بالذي أترك وصية خليلي وأخي، وأنطلق إلى أبي بكر وما اجتمعتم عليه من الجور). فانطلق قنفذ فأخبر أبا بكر. فوثب عمر غضبان، فنادى خالد بن الوليد وقنفذا فأمرهما أن يحملا حطبا ونارا. ثم أقبل حتى انتهى إلى باب علي عليه السلام، وفاطمة عليها السلام قاعدة خلف الباب، قد عصبت رأسها ونحل جسمها في وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله. فأقبل عمر حتى ضرب الباب، ثم نادى : (يا بن أبي طالب، افتح الباب). فقالت فاطمة عليها السلام : (يا عمر، ما لنا ولك ؟ لا تدعنا وما نحن فيه). قال : (افتحي الباب وإلا أحرقناه عليكم) فقال : (يا عمر، أما تتقي الله عز وجل، تدخل على بيتي وتهجم على داري) ؟ فأبى أن ينصرف. ثم دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب فأحرق الباب، ثم دفعه عمر. ضرب الصديقة الطاهرة عليها السلام فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت : (يا أبتاه يا رسول الله) فرفع السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت. فرفع السوط فضرب به ذراعها فصاحت : (يا أبتاه) أمير المؤمنين عليه السلام يهم بقتل عمر فوثب علي بن أبي طالب عليه السلام فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصى به من الصبر والطاعة، فقال : (والذي كرم محمدا بالنبوة يا بن صهاك، لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي). يريدون قتل الزهراء عليها السلام بالسيف فأرسل عمر يستغيث. فأقبل الناس حتى دخلوا الدار. وسل خالد بن الوليد السيف ليضرب فاطمة عليها السلام فحمل عليه بسيفه، فأقسم على علي عليه السلام فكف[31].
     قال عمر لأبي بكر : ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع، فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة. وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غورا، والآخر أفظهما وأغلظهما وأجفاهما. فقال أبو بكر : من نرسل إليه ؟ فقال عمر : نرسل إليه قنفذا، وهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب. فأرسله إليه وأرسل معه أعوانا وانطلق فاستأذن على علي عليه السلام، فأبى أن يأذن لهم. فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر - وهما جالسان في المسجد والناس حولهما - فقالوا : لم يؤذن لنا. فقال عمر : اذهبوا، فإن أذن لكم وإلا فادخلوا عليه بغير إذن فانطلقوا فاستأذنوا، فقالت فاطمة عليها السلام : (أحرج عليكم  أن تدخلوا على بيتي بغير إذن). فرجعوا وثبت قنفذ الملعون. فقالوا : إن فاطمة قالت كذا وكذا فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن. فغضب عمر وقال : ما لنا وللنساء ثم أمر أناسا حوله أن يحملوا الحطب فحملوا الحطب وحمل معهم عمر، فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وابناهما عليهم السلام. ثم نادى عمر حتى أسمع عليا وفاطمة عليهما السلام : (والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك بيتك النار) فقالت فاطمة عليها السلام : يا عمر، ما لنا ولك ؟ فقال : افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم. فقالت : (يا عمر، أما تتقي الله تدخل على بيتي) ؟ فأبى أن ينصرف. ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة عليها السلام وصاحت : (يا أبتاه يا رسول الله) فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت : (يا أبتاه) فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت : (يا رسول الله، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر). فوثب علي عليه السلام فأخذ بتلابيبه ثم نتره فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله، فذكر قول رسول الله صلى الله عليه وآله وما أوصاه به، فقال : (والذي كرم محمدا بالنبوة - يا بن صهاك – لولا كتاب من الله سبق وعهد عهده إلي رسول الله صلى الله عليه وآله لعلمت إنك لا تدخل بيتي). فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي عليه السلام إلى سيفه. فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي عليه السلام إليه بسيفه، لما قد عرف من بأسه وشدته. فقال أبو بكر لقنفذ : (إرجع، فإن خرج وإلا فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فاضرم عليهم بيتهم النار). فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي عليه السلام إلى سيفه فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون، فتناول بعضهم سيوفهم فكاثروه وضبطوه فألقوا في عنقه حبلا وحالت بينهم وبينه فاطمة عليها السلام عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط  فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته، لعنه الله ولعن من بعث به[32].
     الطبري : ان أمير المؤمنين عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي ما أنت صانع لو قد تأمر القوم عليك بعدي، وتقدموا عليك، وبعث إليك طاغيتهم يدعوك إلى البيعة ثم لببت بثوبك تقاد كما يقاد الشارد من الإبل مذموما مخذولا محزونا مهموما وبعد ذلك ينزل بهذه الذل ؟ قال : فلما سمعت فاطمة ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله صرخت وبكت، فبكى رسول الله صلى الله عليه وآله لبكائها، وقال : يا بنية لا تبكين ولا تؤذين جلساءك من الملائكة[33].
     عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام قال : والله ما بايع علي عليه السلام حتى رأى الدخان قد دخل عليه بيته [34].
     الثقفي : عن زائدة بن قدامة : أنه خرج عمر في نحو من ستين رجلا، فاستأذن الدخول عليهم، فلم يؤذن له، فشغب، وأجلب. فخرج إليه الزبير مصلتا سيفا، ففر الثاني من بين يديه حسب عادته، وتبعه الزبير، فعثر بصخرة في طريقه، فسقط لوجهه، فنادى عمر : " دونكم الكلب. فأحاطوا به، وأخذ سلمة بن أسلم سيفه، فضربه على صخرة فكسره. فسيق إليه الزبير سوقا عنيفا، إلى أبي بكر، حتى بايع كرها. وعاد إلى الباب واستأذن. فقالت فاطمة : عليك بالله إن كنت تؤمن بالله أن تدخل على بيتي، فإني حاسرة. فلم يلتفت إلى مقالها، وهجم. فصاحت : يا أبه. ما لقينا بعدك من أبي بكر وعمر. وتبعه أعوانه، فطالب أمير المؤمنين عليه السلام بالخروج، فلم يمتنع عليه، لما تقدم من وصية رسول الله، وضن بالمسلمين عن الفتنة. إلى أن قال : وخرج معهم، وخرجت الطاهرة في إثره، وهي تقول لزفر : يا ابن السوداء، لأسرع ما أدخلت الذل على بيت رسول الله. قال : ولم تبق من بني هاشم امرأة إلا خرجت معها. فلما رآها أبو بكر مقبلة هاب ذلك، فقام قائما، وقال : ما أخرجك يا بنت رسول الله ؟ ! فقالت : أخرجتني أنت، وهذا ابن السوداء معك. فقال الأول : يا بنت رسول الله، لا تقولي هذا، فإنه كان لأبيك حبيبا. قالت : لو كان حبيبا ما أدخل الذل بيته[35].
     عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما أخرج علي عليه السلام ملببا " وقف عند قبر النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني، قال : فخرجت يد من قبر رسول الله صلى الله عليه وآله يعرفون أنها يده وصوت يعرفون أنه صوته نحو أبي بكر : يا هذا " أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سويك رجلا [36].
     عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام، قال : لما خرج أمير المؤمنين علي عليه السلام من منزله، خرجت فاطمة عليه السلام والهة ! فما بقيت امرأة هاشمية الا خرجت معها حتى انتهت من القبر فقالت : خلوا عن ابن عمي، فوالذي بعث محمدا بالحق لئن لم تخلوا عنه، لأنشرن شعري، ولأضعن قميص رسول الله الذي كان عليه حين خرجت نفسه على رأسي ولأخرجن إلى الله، فما صالح بأكرم على الله من ابن عمي، ولا الناقة بأكرم على الله مني، ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي. قال : سلمان : وكنت قريب منها، فرأيت والله حيطان مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله انقلعت من أسفلها، حتى لو أراد الرجل أن ينفذ من تحتها لنفذ ! فقلت : يا سيدتي ومولاتي، إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة، فرجعت الحيطان ! حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا [37].
     عن علي بن الحسين عليهما لسلام ، قال : لما قبض النبي صلى الله عليه وآله و بويع أبو بكر، تخلف علي عليه السلام فقال عمر لأبي بكر : الا ترسل إلى هذا الرجل المتخلف فيجيئ فيبايع ؟، قال أبو بكر : يا قنفذ اذهب إلى علي وقل له : يقول لك خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعال بايع ! فرفع علي عليه السلام صوته، وقال : سبحان الله ما أسرع ما كذبتم على رسول الله صلى الله عليه وآله !، قال : فرجع فأخبره، ثم قال عمر : الا تبعث إلى هذا الرجل المتخلف فيجيئ يبايع ؟ فقال : لقنفذ : اذهب إلى علي، فقل له : يقول لك أمير المؤمنين : تعال بايع، فذهب قنفذ، فضرب الباب، فقال علي عليه السلام : من هذا ؟ قال : أنا قنفذ، فقال : ما جاء بك ؟ قال : يقول لك أمير المؤمنين : تعالى فبايع ! فرفع علي عليه السلام صوته، وقال : سبحان الله ! لقد ادعى ما ليس له، فجاء : فأخبره، فقام عمر : فقال : إنطلقوا إلى هذا الرجل حتى نجئ إليه، فمضى إليه جماعة، فضربوا الباب، فلما سمع علي عليه السلام أصواتهم لم يتكلم، وتكلمت إمرأت‍ه، فقالت : من هؤلاء، فقالوا : قولي لعلي : يخرج ويبايع، فرفعت فاطمة عليها السلام صوتها، فقالت : يا رسول الله ما لقينا من أبي بكر وعمر بعدك ؟ ! ! فلما سمعوا صوتها، بكى كثير ممن كان معه، ثم انصرفوا، وثبت عمر في ناس معه، فأخرجوه وانطلقوا به إلى أبي بكر حتى أجلسوه بين يديه !، فقال أبو بكر : بايع، قال : فإن لم أفعل ؟، قال : إذا والله الذي لا اله الا هو تضرب عنقك !، قال علي عليه السلام : فانا عبد الله وأخو رسوله قال أبو بكر : بايع، قال : فإن لم أفعل، قال : إذا والله الذي لا اله الا هو، تضرب عنقك ، فالتفت علي عليه السلام إلى القبر، وقال : (يا بن أم أن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني) ثم بايع وقام[38].
     عن جابر الجعفي، عن سعيد بن المسيب في رواية طويلة فيها : فأتيت داره مستيشرا لاخراجه منها، فقالت الأمة فضة - وقد قلت لها قولي لعلي : يخرج إلى بيعة أبي بكر فقد اجتمع عليه المسلمون فقالت - إن أمير المؤمنين عليه السلام مشغول، فقلت : خلي عنك هذا وقولي له يخرج وإلا دخلنا عليه وأخرجناه كرها، فخرجت فاطمة فوقفت من وراء الباب، فقالت : أيها الضالون المكذبون ! ماذا تقولون ؟ وأي شئ تريدون ؟. فقلت : يا فاطمة !. فقالت فاطمة : ما تشاء يا عمر ؟ !. فقلت : ما بال ابن عمك قد أوردك للجواب وجلس من وراء الحجاب ؟. فقالت لي : طغيانك - يا شقي - أخرجني وألزمك الحجة، وكل ضال غوي. فقلت : دعي عنك الأباطيل وأساطير النساء وقولي لعلي يخرج. فقالت : لا حب ولا كرامة أبحزب الشيطان تخوفني يا عمر ؟ ! وكان حزب الشيطان ضعيفا. فقلت : إن لم يخرج جئت بالحطب الجزل وأضرمتها نارا على أهل هذا البيت وأحرق من فيه، أو يقاد علي إلى البيعة، وأخذت سوط قنفذ فضربت وقلت لخالد بن الوليد : أنت ورجالنا هلموا في جمع الحطب، فقلت : إني مضرمها. فقالت : يا عدو الله وعدو رسوله وعدو أمير المؤمنين، فضربت فاطمة يديها من الباب تمنعني من فتحه فرمته فتصعب علي فضربت كفيها بالسوط فألمها، فسمعت لها زفيرا وبكاء، فكدت أن ألين وأنقلب عن الباب فذكرت أحقاد علي وولوعه في دماء صناديد العرب، وكيد محمد وسحره، فركلت الباب وقد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه، وسمعتها وقد صرخت صرخة حسبتها قد جعلت أعلى المدينة أسفلها، وقالت : يا أبتاه ! يا رسول الله ! هكذا كان يفعل بحبيبتك وابنتك، آه يا فضة ! إليك فخذيني فقد والله قتل ما في أحشائي من حمل، وسمعتها تمخض وهي مستندة إلى الجدار، فدفعت الباب ودخلت فأقبلت إلي بوجه أغشى بصري، فصفقت صفقة على خديها من ظاهر الخمار فانقطع قرطها وتناثرت إلى الأرض... الرواية[39].
     عن أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام قال : لما قبضت فاطمة عليها السلام دفنها أمير المؤمنين سرا وعفا على موضع قبرها.. وقال : إلى الله أشكو وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلا، وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين. سلام مودع لا قال ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملالة، وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين، واه واها والصبر أيمن وأجمل، ولولا غلبة المستولين لجعلت المقام واللبث لزاما معكوفا ولا عولت إعوال الثكلى على جليل الرزية، فبعين الله تدفن ابنتك سرا وتهضم حقها وتمنع إرثها ولم يتباعد العهد ولم يخلق منك الذكر وإلى الله يا رسول الله المشتكى وفيك يا رسول الله أحسن العزاء صلى الله عليك وعليها السلام والرضوان[40].
     عن ابن عباس - في حديث طويل فيه -، قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ابنتي فاطمة، سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين... وإني لما رأيتها ذكرت ما يصنع بها بعدي، كأني بها وقد دخل الذل بيتها، وانتهكت حرمتها، وغصبت حقها، ومنعت إرثها، وكسر جنبها، وأسقطت جنينها، وهي تنادي : يا محمداه، فلا تجاب، وتستغيث فلا تغاث، فلا تزال بعدي محزونة مكروبة باكية... ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة... فتكون أول من يلحقني من أهل بيتي، فتقدم علي محزونة مكروبة مغمومة مغصوبة مقتولة، فأقول عند ذلك : اللهم العن من ظلمها، وعاقب من غصبها، وأذل من أذلها، وخلد في نارك من ضرب جنبها حتى ألقت ولدها [41].
     عن علي بن أبي طالب عليه السلام، قال : بينا أنا وفاطمة والحسن والحسين عند رسول الله صلى الله عليه وآله، إذا التفت إلينا فبكى، فقلت : ما يبكيك يا رسول الله ؟ فقال : أبكي مما يصنع بكم بعدي. فقلت : وما ذاك يا رسول الله ؟ قال : أبكي من ضربتك على القرن، ولطم فاطمة خدها، وطعنة الحسن في الفخذ، والسم الذي يسقى، وقتل الحسين. قال : فبكى أهل البيت جميعا، فقلت : يا رسول الله، ما خلقنا ربنا إلا للبلاء ! قال : ابشر يا علي، فإن الله عز وجل قد عهد إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق [42].
     عن الأصبغ بن نباتة، قال : سئل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن علة دفنه لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ليلا. فقال عليه السلام : إنها كانت ساخطة على قوم كرهت حضورهم جنازتها، وحرام على من يتولاهم أن يصلي على أحد من ولدها[43].
     المجلسي : روي أنه دخل النبي صلى الله عليه وآله يوما " إلى فاطمة عليها السلام فهيأت له طعاما – إلى ان قال - فهبط جبرئيل عليه السلام يقول : ألا أخبرك بما يجري عليهم بعدك ؟ فقلت : بلى يا أخي يا جبرئيل فقال : أما ابنتك فهي أول أهلك لحاقا بك بعد أن تظلم ويؤخذ حقها وتمنع إرثها ويظلم بعلها ويكسر ضلعها.. وأما الحسين فإنه يظلم ويمنع حقه وتقتل عترته وتطؤه الخيول وينهب رحله وتسبى نساؤه وذراريه ويدفن مرملا بدمه ويدفنه الغرباء[44].
     عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : لما أسري بالنبي صلى الله عليه وآله إلى السماء قيل له : ان الله تبارك وتعالى يختبرك في ثلاث لينظر كيف صبرك - إلى أن قال -  : وأما ابنتك فتظلم وتحرم ويؤخذ حقها غصبا الذي تجعله لها، وتضرب وهي حامل، ويدخل عليها وعلى حريمها ومنزلها بغير اذن، ثم يمسها هوان وذل ثم لا تجد مانعا، وتطرح ما في بطنها من الضرب وتموت من ذلك الضرب [45].
     عن أبي عبد الله عليه السلام قال :...دعا – أبوبكر - بكتاب فكتبه لها برد فدك، فقال : فخرجت والكتاب معها، فلقيها عمر فقال : يا بنت محمد ما هذا الكتاب الذي معك، فقالت : كتاب كتب لي أبو بكر برد فدك، فقال : هلميه إلي، فأبت أن تدفعه إليه، فرفسها برجله وكانت حاملة بابن اسمه المحسن فأسقطت المحسن من بطنها ثم لطمها فكأني أنظر إلى قرط في أذنها حين نقفت ثم أخذ الكتاب فخرقه فمضت ومكثت خمسة وسبعين يوما " مريضة مما ضربها عمر، ثم قبضت فلما حضرته الوفاة دعت عليا " صلوات الله عليه فقالت : إما تضمن وإلا أوصيت إلى ابن الزبير فقال علي عليه السلام : أنا أضمن وصيتك يا بنت محمد، قالت : سألتك بحق رسول الله صلى الله عليه وآله إذا أنا مت ألا يشهداني ولا يصليا علي [46].
     عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فاعتلت فاطمة دخل إليها رجلان من الصحابة فقالا لها : كيف أصبحت يا بنت رسول الله ؟ قالت : أصدقاني هل سمعتما من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول : فاطمة بضعة مني فمن آذاها فقد آذاني ؟ قالا : نعم قد سمعنا ذلك منه، فرفعت يديها إلى السماء وقالت : اللهم إني أشهدك أنهما قد آذياني وغصبا حقي. ثم أعرضت عنهما فلم تكلمهما بعد ذلك، وعاشت بعد أبيها خمسة وتسعين يوما حتى ألحقها الله به [47].
     العياشي : عن أحدهما قال : لما قبض نبي الله صلى الله عليه وآله أرسل أبو بكر إليه - أي علي- ان تعال فبايع فقال على : لا أخرج حتى اجمع القرآن، فأرسل إليه مرة أخرى فقال : لا اخرج حتى أفرغ فأرسل إليه الثالثة ابن عم له يقال قنفذ، فقامت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله عليها تحول بينه وبين علي عليه السلام فضربها فانطلق قنفذ وليس معه علي عليه السلام فخشي أن يجمع على الناس فأمر بحطب فجعل حوالي بيته ثم انطلق عمر بنار فأراد أن يحرق على علي بيته وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فلما رأى على ذلك خرج فبايع كارها غير طائع [48].
     العياشي : عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه عن جده ما أتى على يوم قط أعظم من يومين أتيا على، فاما اليوم الأول فيوم قبض رسول الله صلى الله عليه وآله، واما اليوم الثاني فوالله انى لجالس في سقيفة بنى ساعدة عن يمين أبى بكر والناس يبايعونه، إذ قال له عمر : يا هذا ليس في يديك شئ مهما لم يبايعك على... قوموا بنا إليه، فقام أبو بكر، وعمر، وعثمان وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة، وأبو عبيدة بن الجراح، و سالم مولى أبى حذيفة، وقنفذ، وقمت معهم، فلما انتهينا إلى الباب فرأتهم فاطمة صلوات الله عليها أغلقت الباب في وجوههم، وهي لا تشك أن لا يدخل عليها الا باذنها، فضرب عمر الباب برجله فكسره وكان من سعف ثم دخلوا فأخرجوا عليا عليه السلام ملببا فخرجت فاطمة عليها السلام فقالت : يا با بكر أتريد أن ترملني من زوجي والله لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ولآتين قبر أبى ولأصيحن إلى ربى، فأخذت بيد الحسن والحسين عليهم السلام[49].
     عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال - في قصة طويلة  فيه طامات كقوله :  ثم يتلو القرآن فيقول المسلمون هذا والله القرآن حقا الذي أنزله الله على محمد فما اسقط ولا بدل ولا حرف ولعن الله من أسقطه وبدله وحرفه - ثم ذكر أن المهدي أخرج الصديق والفاروق رضي الله عنهما ويأمر برفعهما على دوحة يابسة فيأمر ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كاعجاز نخل خاوية ثم يأمر بانزالهما فينزلان إليه فيحييان ويأمر الخلائق بالاجتماء ثم يقص عليهم قصص افعالهما في كل كور ودور حتى يقص عليهم قتل هابيل بن آدم وجمع النار لإبراهيم وطرح يوسف في الجب وحبس يونس ببطن الحوت وقتل يحيى وصلب عيسى وحرق جرجيس ودانيال وضرب سلمان الفارسي واشعال النار على باب أمير المؤمنين وسم الحسن وضرب الصديقة فاطمة بسوط قنفذ ورفسه في بطنها واسقاطها محسنا... – ثم قال - ثم تبتدئ فاطمة عليها السلام بشكوى ما نالها من أبي بكر وعمر وتقص عليه قصة أبي بكر وانفاذ خالد بن الوليد وقنفذ وعمر جميعا لاخراج أمير المؤمنين عليه السلام من بيته إلى البيعة في سقيفة بني ساعدة وقول عمر له اخرج يا علي إلى ما اجمع عليه المسلمون من البيعة لأمر أبي بكر فما لك ان تخرج عما اجتمعنا عليه فإن لم تفعل قتلناك وقول فضة جارية فاطمة عليها السلام ان أمير المؤمنين عنكم مشغول والحق له لو أنصفتموه واتقيتم الله ورسوله وسب عمر لها وجمع الحطب الجزل على النار لاحراق أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب ورقية وأم كلثوم وفضة واضرامهم النار على الباب وخروج فاطمة عليها السلام وخطابها لهم من وراء الباب وقولها ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله ورسوله تريد ان تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله والله متم متم نوره وانتهاره لها وقوله كفي يا فاطمة فلو ان محمدا حاضر والملائكة تأتيه بالأمر والنهي والوحي من الله وما علي الا كأحد المسلمين فاختاري ان شئت خروجه إلى بيعة أبي بكر والا أحرقكم بالنار جميعا وقولها له يا شقي عدي هذا رسول الله لم يبل له جبين في قبره ولامس الثرى أكفانه ثم قالت وهي باكية اللهم إليك نشكو فقد نبيك ورسولك وصفيك وارتداد أمته ومنعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل على نبيك بلسانه وانتهار عمر لها وخالد بن الوليد وقولهم دعي عنك يا فاطمة حماقة النساء فكم يجمع الله لكم النبوة والرسالة واخذ النار في خشب الباب وادخل قنفذ لعنه الله يده يروم فتح الباب وضرب عمر لها بسوط أبي بكر على عضدها حتى صار كالدملج الأسود المحترق وأنينها من ذلك وبكاها وركل عمر الباب برجله حتى أصاب بطنها وهي حاملة بمحسن لستة اشهر واسقاطها وصرختها عند رجوع الباب وهجوم عمر وقنفذ وخالد وصفقة عمر على خدها حتى ابرى قرطها تحت خمارها فانتثر وهي تجهر بالبكاء تقول يا أبتاه يا رسول الله ابنتك فاطمة تضرب ويقتل جنين في بطنها وتصفق... ألخ[50].
     الطبرسي (صاحب الإحتجاج) : ذكر رواية طويلة فيها قول الحسن بن علي للمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم: أنت الذي ضربت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله حتى أدميتها وألقت ما في بطنها، استذلالا منك لرسول الله صلى الله عليه وآله ومخالفة منك لأمره، وانتهاكا لحرمته وقد قال لها رسول الله صلى الله عليه وآله : " يا فاطمة أنت سيدة نساء أهل الجنة " والله مصيرك إلى النار[51].
     الطوسي : قال علي عليه السلام : إن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله لم تزل مظلومة من حقها ممنوعة، وعن ميراثها مدفوعة، لم تحفظ فيها وصية رسول الله صلى الله عليه وآله، ولا رعي فيها حقه، ولا حق الله عز وجل، وكفى بالله حاكما ومن الظالمين منتقما[52].
     عن عبد الله بن العباس، قال : لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة بكى حتى بلت دموعه لحيته، فقيل له : يا رسول الله، ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لذريتي، وما تصنع بهم شرار أمتي من بعدي، كأني بفاطمة ابنتي وقد ظلمت بعدي وهي تنادي " يا أبتاه، يا أبتاه " فلا يعينها أحد من أمتي. فسمعت ذلك فاطمة عليهما السلام فبكت، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله. لا تبكين. يا بنية. فقالت : لست أبكي لما يصنع بي من بعدك ولكن أبكي لفراقك، يا رسول الله. فقال لها : أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي، فإنك أول من يلحق بي من أهل بيتي[53].
     الكليني : عن أبي هاشم قال : لما أخرج بعلي عليه السلام خرجت فاطمة عليها السلام واضعة قميص رسول الله صلى الله عليه وآله على رأسها آخذة بيدي إبنيها فقالت : مالي ومالك يا أبا بكر تريد أن تؤتم ابني وترملني من زوجي والله لولا أن تكون سيئة لنشرت شعري ولصرخت إلى ربي، فقال رجل من القوم : ما تريد إلى هذا ثم أخذت بيده فانطلقت به [54].
     عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهما السلام قالا : إن فاطمة عليها السلام - لما أن كان من أمرهم ما كان - أخذت بتلابيب عمر فجذبته إليها ثم قالت : أما والله يا ابن الخطاب لولا أني أكره أن يصيب البلاء من لا ذنب له لعلمت أني سأقسم على الله ثم أجده سريع الإجابة[55].
     عن ابن عباس، أنه قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبايع الناس أبا بكر.. جاء عمر بن الخطاب وخالد بن الوليد وسالم مولى أبي حذيفة والمغيرة بن شعبة إلى بيت فاطمة عليها السلام، فقال عمر : أخرج ياأبا الحسن ! وبايع أبا بكر. فقال أمير المؤمنين عليه السلام  : أنا مشغول بمصيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبتمريض فاطمة عليها السلام وبجمع القرآن.... ثم ذكر أن عمر أعاد كلامه ثانيا، وكرر أمير المؤمنين عليه السلام  الجواب.. فاقتحم هو وأعوانه البيت ولم يلتفتوا إلى منع فاطمة عليها السلام وقولها : إن الله تعالى حرم عليك دخول داري وإني حاسرة. فصاحت فاطمة عليها السلام وأسرعت إلى تغطية رأسها، فأخرجوا عليا عليه السلام ملببا، فهرولت فاطمة عليها السلام خلفه حافية وهي تصيح.. فأراد خالد أن يردها إلى البيت فلم يقدر، وقالت :.. لا أرجع إلا أن يرجع معي ابن أبي طالب[56].
 
     أنظر أيضاً : ضلع الزهراء. 


[1] الكافي، للكليني، 8 /51، وسائل الشيعة، للحر العاملي، 8 /46، بحار الأنوار، العلامة المجلسي، 93 /203

[2] كتاب الأربعين، للشيرازي 153، بحار الأنوار، للمجلسي، 28 /348، 355، 29 /626

[3] الكافي، للكليني، 8 /213، الأمالي، للصدوق، 726، بحار الأنوار، للمجلسي، 65 /80

[4] الأمالي، للمفيد، 95، بحار الأنوار، للمجلسي، 28 /232

[5] الخصال، للصدوق، 607، بحار الأنوار، للمجلسي، 10 /226، 27 /52 29/مقدمة المحقق 28

[6] الاحتجاج، للطبرسي، 1 /113، مناقب آل أبي طالب، لابن شهر آشوب، 3 /118، بحار الأنوار، للمجلسي، 28 /206، 43 /47

[7] الطرف، لإبن طاووس، 19، بحار الأنوار، للمجلسي، 22 /477، مجمع النورين، لأبي الحسن المرندي، 351

[8] بحار الأنوار، للمجلسي، 28 /304، 43 /199، كتاب سليم بن قيس، تحقيق محمد باقر الأنصاري، 393

[9] الأمالي، للمفيد، 49، الاحتجاج، للطبرسي، 1 /95، بحار الأنوار، للمجلسي، 28 /184

[10] الرسائل العشر، للطوسي 124، مسألتان في النص على علي عليه السلام، للمفيد، 2 /27

[11] عيون المعجزات، لحسين بن عبد الوهاب، 48، بحار الأنوار، للمجلسي، 31 /593، 43 /212، مجمع النورين، لأبي الحسن المرندي، 157

[12] المصدر السابق، 7 /226

[13] www.shahroudi.net/arabic/7monasenat/zahraa.htm

[14] محاضرات في الاعتقادات، لعلي الميلاني، 2/459، مظلومية الزهراء عليها السلام، لعلي الميلاني 59

[15] في تعليقه على كتاب السقيفة أم الفتن، للخليلي، 10

[16] السقيفة أم الفتن، للخليلي، 9

[17] المصدر السابق، 1 /172

[18] أهم الفصول من سيرة آل الرسول، لصادق مكي، 56

[19] يهود بثوب الإسلام، لنجاح الطائي، 45

[20] بحار الأنوار، للمجلسي، 28/39، 31/620، 43/173، بشارة المصطفى، للطبري الشيعي، 307

[21] مستدرك الوسائل، للنوري الطبرسي، 2 /290، بحار الأنوار، للمجلسي، 78 /391

[22] دلائل الامامة، للطبري  الشيعي، 455

[23] تقريب المعارف، لأبي الصلاح الحلبي، 247، بحار الأنوار، للمجلسي، 30 /383

[24] تقريب المعارف، لأبي الصلاح الحلبي، 247، بحار الأنوار، للمجلسي، 30 /383

[25] بحار الأنوار، للمجلسي، 22/352، 28/237، التحرير الطاووسي، لحسن صاحب المعالم، 556

[26] مختصر بصائر الدرجات، للحسن بن سليمان الحلي، 187، بحار الأنوار، للمجلسي، 53/13

[27] بحار الأنوار، للمجلسي، 22/485، مجمع النورين، لإبي الحسن المرندي، 67

[28] المصدر السابق، 5

[29] www.alqatrah.org/question/indexphp?id=390

[30] المصدر السابق، 222

[31] المصدر السابق، 385

[32] المصدر السابق، 147

[33] الصراط المستقيم، لعلي بن يونس العاملي النباطي البياضي، 2 /94 ، بحار الأنوار، للمجلسي، 22 /493

[34] الشافي في الإمامة، للشريف المرتضى ، 3/241

[35] الرسائل الاعتقادية للخواجوئي المازندراني ، ص 447

[36] الاختصاص، للمفيد، 275

[37] المسترشد، لمحمد بن جرير الطبري  الشيعي ، 381

[38] المسترشد، لمحمد بن جرير الطبري  الشيعي ، 377

[39] بحار الأنوار، للمجلسي، 30 /293

[40] الكافي، للكليني، 1 /458

[41] الأمالي، للصدوق، 176

[42] الأمالي، للصدوق، 197

[43] الأمالي، للصدوق، 755

[44] بحار الأنوار، للمجلسي، 98 /44

[45] كامل الزيارات - جعفر بن محمد بن قولويه 548

[46] الاختصاص، للمفيد، 185

[47] كفاية الأثر، للخزاز القمي، 65

[48] تفسير العياشي، لمحمد بن مسعود العياشي، 2 /306

[49] تفسير العياشي، لمحمد بن مسعود العياشي، 2 /67

[50] الهداية الكبرى، للحسين بن حمدان الخصيبي، 417

[51] الاحتجاج، للطبرسي، 1 /414

[52] الأمالي، للطوسي، 156

[53] الأمالي، للطوسي، 188

[54] الكافي، للكليني، 8 /238

[55] الكافي، للكليني، 1 /460

[56] بهجة المباهج، 271 ، الهجوم على بيت فاطمة، لعبدالزهراء مهدي، 325

عدد مرات القراءة:
2032
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :