آخر تحديث للموقع :

الأثنين 16 ذو القعدة 1444هـ الموافق:5 يونيو 2023م 11:06:02 بتوقيت مكة

جديد الموقع

فرحة الزهراء ..
الكاتب : فيصل نور ..

فرحة الزهراء

     فرحة الزهراء أو عيد الزهراء هو أحد الأعياد عند الشيعة الإمامية الإثني عشرية وهو في يوم التاسع من ربيع الأول. واختلفوا في سببه إلى أقوال كثيرة، منها أنه يوم تتويج مهديهم المنتظر ، ومنها أنه يوم مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ولذلك تعرف هذه المناسبة بالفارسية باسم "عمر کشان" أي مقتل عمر، وهو أشهر الأقوال، وقيل زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخديجة رضي الله عنها، وقيل أنه يوم مقتل عبيد الله بن زياد أو عمر بن سعد على يد المختار وغيرها من أسباب يأتي ذكرها في النقول الآتية.
 
     والخلاف في المسألة كبير عند الشيعة، وهذا جانب منه، آخذين في الإعتبار التسلسل الزمني لتواريخ وفيات أصحابها، لمعرفة تطور المسألة عندهم:
     المحتضر (ق : 8) : [ ما روي في فضل يوم التاسع من ربيع الأول ] ما نقله الشيخ الفاضل علي بن مظاهر الواسطي عن محمّد بن العلا الهمداني الواسطي ويحيى بن جريح البغدادي قال : تنازعنا في أمر ابن الخطّاب فاشتبه علينا أمره فقصدنا جميعاً أحمد بن إسحاق القمي صاحب العسكر عليه السلام بمدينة قم وقرعنا عليه الباب فخرجت إلينا من داره صبية عراقية ، فسألناها عنه فقالت : هو مشغول بعياله ; فإنّه يوم عيد .
     فقلنا : سبحان الله ! الأعياد عند الشيعة أربعة : الأضحى والفطر ويوم الغدير ويوم الجمعة .
     قالت : فإنّ أحمد يروي عن سيّده أبي الحسن علي بن محمّد العسكري عليه السلام أنّ هذا اليوم يوم عيد وهو أفضل الأعياد عند أهل البيت وعند مواليهم .
     قلنا : فاستأذني لنا بالدخول عليه وعرّفيه بمكاننا .
     فدخلت عليه وأخبرته بمكاننا ، فخرج إلينا ; وهو متّزر بمئزر له ، محتضن لكسائه يمسح وجهه ، فأنكرنا ذلك عليه ، فقال : لا عليكما ، فإنّي كنت اغتسلت للعيد .
     قلنا : أو هذا يوم عيد ؟ وكان ذلك اليوم التاسع من شهر ربيع الأوّل .
     قال : نعم ، ثمّ أدخلنا داره وأجلسنا على سرير له وقال : إنّي قصدت مولانا أبا الحسن العسكري عليه السلام مع جماعة من إخوتي بسرّ من رأى كما قصدتماني ، فأستأذنّا بالدخول عليه في هذا اليوم وهو اليوم التاسع من شهر ربيع الأول ; وسيّدنا قد أوعز إلى كلّ واحد من خدمه أن يلبس ماله من الثياب الجدّد ، وكان بين يديه مجمرة وهو يحرق العود بنفسه .
     قلنا : بآبائنا أنت وأُمّهاتنا يا بن رسول الله ! هل تجدّد لأهل البيت فرح ؟
     فقال : وأيّ يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم ، ولقد حدّثني أبي أنّ حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم وهو اليوم التاسع من شهر ربيع الأوّل على جدّي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : فرأيت سيّدي أمير المؤمنين مع ولديه الحسن والحسين عليهم السلام يأكلون مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يتبسّم في وجوههم ويقول لولديه الحسن والحسين عليهما السلام : كُلا هنيئاً لكما ببركة هذا اليوم الذي يقبض الله فيه عدوّه وعدوّ جدّكما ويستجيب فيه دعاء أُمّكما . كُلا فإنّه اليوم الذي فيه يقبل الله أعمال شيعتكما ومحبيكما كلا فإنّه اليوم الذي يصدق فيه قول الله - تعالى - : ( فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ). كُلا فإنّه اليوم الذي تكسّر فيه شوكة مبغض جدّكما . كُلا فإنّه اليوم الذي يفقد فيه فرعون أهل بيتي وظالمهم وغاصب حقّهم . كُلا فإنّه اليوم الذي يعمد الله فيه إلى ما عملوا من عمل فيجعله هباء منثورا .
     قال حذيفة : فقلت : يا رسول الله ! وفي أُمّتك وأصحابك من ينتهك هذه الحرمة ؟
     فقال صلى الله عليه وآله وسلم : يا حذيفة ! جبت من المنافقين يترأس عليهم ، ويستعمل في أُمّتي الرياء ، ويدعوهم إلى نفسه ، ويحمل على عاتقه درّة الخزي ، ويصدّ عن سبيل الله ، ويُحرّف كتابه ، ويُغيّر سنّتي ، ويشتمل على إرث ولدي ، وينصب نفسه عَلَماً ، ويتطاول عَلَيّ من بعدي ، ويستحلّ أموال الله من غير حلّه ، وينفقها في غير طاعته ، ويكذّب أخي ووزيري ، وينحّي ابنتي عن حقّها ; فتدعو الله عليه ويستجيب دعائها في مثل هذا اليوم .
     قال حذيفة : فقلت : يا رسول الله ! فَلِمَ لا تدعو الله ربّك عليه ليهلكه في حياتك ؟
     فقال : يا حذيفة ; لا أُحبّ أن أجترأ على قضاء الله - تعالى - لما قد سبق في علمه ، لكنّي سألت الله أن يجعل اليوم الذي يقبض فيه له فضيلة على سائر الأيّام ; ليكون ذلك سنّة يستنّ بها أحبّائي وشيعة أهل بيتي ومحبّوهم . فأوحى الله إليّ - جلّ ذكره - أن : يا محمّد ! كان في سابق علمي أن تَمَسَّك وأهل بيتك محن الدنيا وبلاؤها ، وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي ، الذين نصحتهم وخانوك ، ومحضتهم وغشّوك ، وصافيتهم وكاشحوك ، وصدقتهم وكذّبوك ، وأنجيتهم وأسلموك ، فأنا آليت بحولي وقوّتي وسلطاني لأفتحنّ على روح من يغصب بعدك عليّاً حقّه ألف باب من النّيران من أسفل الفيلوق ، ولأصلينّه وأصحابه قعراً يشرف عليه إبليس فيلعنه ، ولأجعلنّ ذلك المنافق عبرة في القيامة لفراعنة الأنبياء وأعداء الدين في المحشر ، ولأحشرنّهم وأوليائهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى نار جهنّم زرقاً كالحين أذلّة خزايا نادمين ، ولأخلدنّهم فيها أبد الآبدين . يا محمّد ! لن يرافقك وصيّك في منزلتك إلاّ بما يمسّه من البلوى من فرعونه وغاصبه الذي يجترئ عَلَيّ ، ويبدّل كلامي ، ويشرك بي ، ويصدّ النّاس عن سبيلي ، وينصب نفسه عجلاً لأُمّتك ، ويكفر بي في عرشي . إنّي قد أمرت سبع سماواتي لشيعتكم ومحبّيكم أن يتعيّدوا في هذا اليوم الذي أقبضه فيه إليّ . وأمرتهم أن ينصبوا كرسيّ كرامتي حذاء البيت المعمور ويثنوا عَلَيّ ويستغفروا لشيعتكم ومحبّيكم من ولد آدم . وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق كلّهم ثلاثة أيّام من ذلك اليوم لا يكتبون شيئاً من خطاياهم كرامة لك ولوصيّك . يا محمّد ! إنّي قد جعلت ذلك اليوم عيداً لك ولأهل بيتك ولمن تبعهم من شيعتهم ، وآليت على نفسي بعزّتي وجلالي وعلويّ في مكاني لأحبونّ من يعيّد في ذلك اليوم - محتسباً - ثواب الخافقين في أقربائه وذوي رحمه ، ولأزيدنّ في ماله إن وسّع على نفسه وعياله فيه ، ولأعتقن من النّار من كلّ حول في مثل ذلك اليوم ألفاً من مواليكم وشيعتكم ، ولأجعلنّ سعيهم مشكوراً وذنبهم مغفوراً وأعمالهم مقبولة .
     قال حذيفة : ثمّ قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أُمّ سلمة فدخل ورجعت عنه وأنا غير شاكّ في أمر الشّيخ حتّى ترأس بعد وفاة النّبي صلى الله عليه وآله وسلم وأعاد الكفر ، وإرتدّ عن الدّين ، وشمّر للملك ، وحرّف القرآن ، وأحرق بيت الوحي ، وأبدع السنن ، وغيّر الملّة ، وبدّل السنّة ، وردّ شهادة أمير المؤمنين عليه السلام ، وكذّب فاطمة عليها السلام ، وإغتصب فدكاً ، وأرضى المجوس واليهود والنصارى ، وأسخط قرّة عين المصطفى ، ولم يرضهم ، وغيّر السنن كلّها ، ودبّر على قتل أمير المؤمنين عليه السلام ، وأظهر الجور ، وحرّم ما أحلّ الله وأحلّ ما حرّم الله ، وألقى إلى النّاس أن يتّخذوا من جلود الإبل دنانير ، ولطم حر وجه الزكيّة ، وصعد منبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم غصباً وظلماً ، وإفترى على أمير المؤمنين عليه السلام وعانده وسفّه رأيه .
     قال حذيفة : فاستجاب الله دعاء مولاتي على ذلك المنافق وأجرى قتله على يد قاتله رحمه الله، فدخلت على أمير المؤمنين عليه السلام لأُهنّئه بقتله ورجوعه إلى دار الانتقام ، فقال لي : يا حذيفة ! أتذكر اليوم الذي دخلت فيه على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأنا وسبطاه نأكل معه فدلّك على فضل ذلك اليوم الذي دخلت عليه فيه ؟
     قلت : بلى يا أخا رسول الله .
     فقال : هو - والله - هذا اليوم الذي أقرّ الله به عين آل الرسول ، وإنّي لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين إسماً .
     قال حذيفة : فقلت : يا أمير المؤمنين ! أُحبّ أن تسمعني أسماء هذا اليوم .
فقال عليه السلام : هذا يوم الاستراحة ، ويوم تنفيس الكربة ، ويوم العيد الثاني ، ويوم حط الأوزار ، ويوم الخيرة ، ويوم رفع القلم ، ويوم الهدو ، ويوم العافية ، ويوم البركة ، ويوم الثار ، ويوم عيد الله الأكبر ، ويوم إجابة الدعاء ، ويوم الموقف الأعظم ، ويوم التوافي ، ويوم الشرط ، ويوم نزع السواد ، ويوم ندامة الظالم ، ويوم انكسار الشوكة ، ويوم نفي الهموم ، ويوم القنوع ، ويوم عرض القدرة ، ويوم التصفّح ، ويوم فرح الشيعة ، ويوم التوبة ، ويوم الإنابة ، ويوم الزكاة العظمى ، ويوم الفطر الثاني ، ويوم سيل الشعاب ، ويوم تجرّع الدقيق ، ويوم الرضا ، ويوم عيد أهل البيت ، ويوم ظفر بني إسرائيل ، ويوم قبول الأعمال ، ويوم تقديم الصدقة ، ويوم الزيارة ، ويوم قتل النفاق ، ويوم الوقت المعلوم ، ويوم سرور أهل البيت ، ويوم الشهود ، ويوم القهر للعدو ، ويوم هدم الضلالة ، ويوم التنبيه ، ويوم التصريد ، ويوم الشهادة ، ويوم التجاوز عن المؤمنين ، ويوم الزهرة ، ويوم التعريف ، ويوم الإستطابة ، ويوم الذهاب ، ويوم التشديد ، ويوم إبتهاج المؤمن ، ويوم المباهلة ، ويوم المفاخرة ، ويوم قبول الأعمال ، ويوم التبجيل ، ويوم إذاعة السرّ ، ويوم النصرة ، ويوم زيادة الفتح ، ويوم التودّد ، ويوم المفاكهة ، ويوم الوصول ، ويوم التذكية ،  ويوم كشف البدع ، ويوم الزهد ، ويوم الورع ، ويوم الموعظة ، ويوم العبادة ، ويوم الاستسلام ، ويوم السلم ، ويوم النحر ، ويوم البَقْر.
     قال حذيفة : فقمت من عنده وقلت في نفسي : لو لم أدرك من أفعال الخير وما أرجو به الثواب إلاّ فضل هذا اليوم لكان مناي .
     قال محمّد بن العلا الهمداني ويحيى بن جريح : فقام كلّ واحد منّا وقبّل رأس أحمد بن إسحاق بن سعيد القمّي وقلنا له : الحمد لله الذي قيّضك لنا حتّى شرّفتنا بفضل هذا اليوم ، ثمّ رجعنا عنه ، وتعيّدنا في ذلك . فهذا الحديث الشريف فيه دلالة وتنبيه على كون هذا الشخص من أكبر المنافقين وأعظمهم معاداة لآل محمّد عليهم السلام وشنآناً وبغضاً بنصّ رسول الله ونصّ وصيّه صلوات الله عليهما وشهادة حذيفة بن اليمان الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم[1].
     خضر النجفي (ت : 1255 ه) : اشتهر بين عامة الشيعة وجماعة من علمائنا المتقدمين أن في اليوم التاسع منه [ربيع الأول] انتقل الثاني إلى الدرك الأسفل من جهنم في تابوت من نار، فيكون من أعظم أعياد آل محمد عليهم السلام، سيّما الزهراء المعلوم بالضرورة أنها توفيت وهي ساخطة عليه وعلى صاحبه، ومن سخطت عليه بضعة الرسول صلى الله عليه وآله - التي يؤذيه ما يؤذيها - في قعر جهنم وبئس الورد المورود. بل قد يعلم من الضرورة تضاعف الأعمال الحسنة في اليوم التاسع مثل إطعام المؤمنين وإكرامهم، واستعمال الطيب واللباس الحسن والتوسعة على العيال، وشكر الله وعبادته وإظهار السرور، كما في بعض المعتبرة عن محمد بن أبي العلاء الهمداني ... (ونقل الرواية التي مرت بك). ثم قال: وقال صاحب زوائد الفوائد قدس سره: هذا حديث نقلته من خط علي بن محمد بن طي رحمه الله. .. وهذا صريح كغيره في رد ما ينسب إلى مشهور الفريقين من أن نمرود آل محمد قُتل في السادس والعشرين من ذي الحجة أو في اليوم السابع والعشرين منه، مضافاً إلى كون ما مرّ هو المشهور بين الشيعة خلفاً عن سلف، ولا يخفى عليهم ما تتوفر الدواعي إلى حفظه، بخلاف العامة الذين لا غرض لهم في ضبطه، مع كثرة أغلاطهم واشتباههم وأكاذيبهم في الأحكام والموضوعات التي لا ريب في أن ما نحن فيها منها، فتدبّر[2].
     يقول عباس القمي (ت : 1359 ه) : اليوم التاسع عيد عظيم وهو عيد البقر وشرحه طويل مذكور في محله وروي أن من أنفق شَيْئاً في هذا اليوم غفرت ذنوبه . وقيل يستحب في هذا اليوم إطعام الاخوان المؤمنين وإفراحهم والتوسُّع في نفقة العيال ولبس الثياب الطيِّبة وشكر الله تعالى وعبادته . وهو يوم زوال الغموم والأحزان وهو يوم شريف جداً[3].
     جواد التبريزي (ت : 1427 ه) : سئل : كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن عيد الزهراء سلام الله عليها ، أرجو إعلامنا بمدي مصداقية هذا العيد ، وما هي حقيقته ، مع العلم أنّ السيدة فاطمة سلام الله عليها قد توفيت بعد رحيل الرسول الأعظم سلام الله عليها بأشهر قليلة ، وإذا كان عيد الزهراء سلام الله عليها فرحاً بموت عمر بن الخطاب، فلماذا زوج الإمام علي عليه السّلام ابنته أم كلثوم لعمر إذن ؟ !
     فأجاب :  باسمه تعالى هذا الأمر معروف عند الشيعة وله وجوه متعددة منها : ان في هذا اليوم توج الإمام المهدي بالإمامة بعد وفاة والده الإمام الحسن العسكري في اليوم الثامن من شهر ربيع الأول ، وهو المنتقم من أعداء الزهراء سلام الله عليها وأعداء الدين والموكل بإقامة دولة الحق ، ومنها : ان في هذا اليوم قتل عمر بن سعد قاتل الحسين عليه السّلام كما في بعض المنقولات التاريخية . وعلى كل حال فهو يوم فرح للشيعة عامة ولأهل البيت عليهم السّلام خاصة . وأما تزويج الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام ابنته من عمر فقد ناقش البعض في أصل تحقق هذا الزواج وكتبوا فيه كتباً مستقلة، وعلى فرض تحقّقه فإنّه من باب التقية وقد عمل الإمام أمير المؤمنين عليه السّلام بوظيفته . ويؤيّد ذلك ما ورد عن الإمام الصادق عليه السّلام بأنّه قال : ذلك فرج أكرهنا عليه.  وعنه عليه السّلام : ذلك فرج غصبناه، وأيضاً عنه عليه السّلام قال : لما خطب إليه قال له أمير المؤمنين إنّها صبية . قال : فلقي العبّاس فقال له : ما لي ، أبي بأس ؟ ! قال : وما ذاك ؟ قال : خطبت إلى ابن أخيك فردّني ؛ أمّا والله لأُعوّرنّ زمزم ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها ، ولأُقيمن عليه شاهدين بأنّه سرق لأقطعنّ يمينه ! فأتاه العبّاس فأخبره ، وسأله أن يجعل الأمر إليه ، فجعله إليه، وهذه الأخيرة كالثانية صحيحة سنداً . والله العالم[4].
     جلال الدين الصغير  (معاصر) : سئل : طال الجدال عن فرحة الزهراء عليها السلام والبعض يقول من الباحثين انها تتويج الامام المهدي وجنابكم يقول انها فرحة بنات الزهراء بوصول راسي عمر بن سعد وعبيد الله بن زياد لعنة الله عليهما ماهو الدليل التاريخي اجيبونا بحديث او رواية.
     فأجاب : مما لا شك فيه أن الإمام المنتظر روحي فداه قد تولى الإمامة في يوم التاسع من ربيع الأول، من بعد شهادة أبيه الإمام العسكري صلوات الله عليه في يوم الثامن ربيع الأول، ولكن يبدو لي ان موضوع الفرحة سابق لأوانه في هذه المناسبة. كما انه من الثابت تاريخياً وبنصوص عديدة أن أهل البيت عليهم السلام والعديد من الهاشميين والهاشميات أجمعوا على أن فرحة عظيمة وقعت في قلوب الهاشميين في يوم إدخال رأس عبيد الله بن زياد عليه لعائن الله بمعية رأس جمع من قتلة الحسين عليه السلام إلى محمد بن الحنفية رضوان الله عليه في المدينة، ومنه إلى الإمام زين العابدين صلوات الله عليه، فلقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: ما اكتحلت هاشمية ولا اختضبت، ولا رئي في دار هاشمي دخان خمس حجج حتى قتل عبيد الله بن زياد لعنه الله، وروي أن الإمام زين العابدين عليه السلام كان يتغدى فادخل عليه رأس عبيد الله بن زياد فسجد شكراً لله تعالى، وقال: الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من عدوي، وجزى الله المختار خيراً، وكذلك ما روي عن السيدة فاطمة بنت أمير المؤمنين عليهما السلام قولها: ما تحنّأت امرأة منا، ولا أجالت في عينها مروداً، ولا امتشطت حتى بعث المختار رأس عبيد الله بن زياد.
     ومن المحقق تاريخياً ان قتل عبيد الله بن زياد على يد إبراهيم بن مالك الأشتر كان في معركة الخازر عام 67 قريباً من الموصل وفي جزيرتها، وقد ابتدأت يوم العاشر من المحرم وبعض الروايات تشير إلى أن قتل ابن زياد تم في شهر صفر، والقدر المتيقن أن معركة الخازر انتهت بقتل هذا اللعين، ولهذا لا يبعد أن يكون في صفر أو قريباً منه، لأن المعركة استمرت عدة أيام ووصف بعض المؤرخين أن جيوش الشام لم تعرف القتل من بعد معركة صفين كما عرفته في معركة الخازر حتى بلغت ببعض تقديرات المؤرخين سبعون ألف قتيل، وكان عمر بن سعد قد قتل قبل ذلك، ولو صحّ ذلك فإن وصولها إلى المدينة بعد صلبها لعدة أيام في الكوفة في أوائل ربيع الأول سيكون هو الأمر الطبيعي.
     أما ما انتشر في أيدي الناس بأن هذا اليوم هو يوم قتل عمر فلا قيمة له، لأن عمر بن الخطاب قتل في أواخر ذي الحجة ودفن في أول محرم أو في آخر ذي الحجة وفق اختلاف المؤرخين، ووهم الناس ناشيء من الخلط بين عمر بن سعد وعمر بن الخطاب[5].
     علي الحسيني الميلاني (معاصر) : سئل : ما هو رايكم الشريف في صحة الرواية التى يروايها السيد ابن طاووس قال السيد بن طاوس ره في كتاب زوائد الفوائد روى ابن أبي العلاء الهمداني الواسطي ويحيى بن محمد بن حويج البغدادي قالا تنازعنا في ابن الخطاب واشتبه علينا أمره فقصدنا جميعا أحمد بن إسحاق القمي صاحب أبي الحسن العسكري ع بمدينة قم فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا صبية عراقية فسألناها عنه فقالت هو مشغول بعيده فإنه يوم عيد فقلت سبحان الله إنما الأعياد أربعة للشيعة الفطر والأضحى و الغدير و الجمعة قالت فإن أحمد بن إسحاق يروي عن سيده أبي الحسن علي بن محمد العسكري ع أن هذا اليوم يوم عيد و هو أفضل الأعياد عند أهل البيت ع وعند مواليهم قلنا فاستأذني عليه و عرفيه مكاننا. الخ والمعروفة بفرحة الزهراء (ع).
فأجاب : رواية أحمد بن اسحاق مقبولة عند العلماء معمولُ بها منهم[6].
     محمد جميل حمود العاملي (معاصر) : سئل : ما رأي سماحتكم في إقامة الحفل المسمى - بفرحة الزهراء - في يوم هلاك عمر بن الخطاب، علماً أن في هذا الحفل أو الاحتفال يصدر فيه بعض المنكرات من المنتسبين للتشيع مثل: الرقص، والتصفيق، وتشبه الرجال بالنساء!! وما هو الحكم الشرعي على المعممين القائمين على هذا الحفل؟
     فأجاب : يوم التاسع من ربيع الأول فيه مناسبتان مهمتان:
     (الأولى): إبتداء ولاية مولانا الإمام بقيَّة الله الحجّة بن الحسن العسكريّ عليهما السلام بعد شهادة أبيه المولى المعظَّم الإمام الحسن العسكريّ عليه السلام في اليوم الثامن من ربيع الأول، فكان اليوم التاسع هو بداية الولاية المهدويَّة (على صاحبها آلاف السلام والتحيَّة) على الأُمة.
     (الثانية): يوم مقتل عمر بن الخطاب على يد النصير العلويّ أبي لؤلؤة فيروز النهاونديّ رضي الله تعالى عنه. ففي هذا اليوم يكتمل عنصرا الإيمان بأهل البيت عليهم السلام وهما: عنصر الولاية وعنصر البراءة، وبدون أحد هذين العنصرين لا يكتمل مفهوم الإيمان بالله تعالى ورسوله وأهل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام، وحيث إن رواية أحمد بن إسحاق صحيحة سنداً ومتناً حسب تحقيقنا في بعض البحوث ووافقنا على ذلك ثلة من محققي الإمامية، وقد جاء فيها أن يوم التاسع هو يوم عيد عند أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام حيث صرَّح فيها مولانا وسيّدنا الإمام المعظَّم عليٌّ الهادي صلوات الله عليه في أزيد من عشرين مورداً بكونه عيداً، بل هو عيد قد جعله أمير المؤمنين عليه السلام في الرواية عِدلاً لعيد الغدير وسمَّاه بـ (الغدير الثاني)، وكيف لا يكون عِدلاً ليوم الغدير وهو المكمِّل لعيد الغدير، إذ الدين يتقوَّم بركنين (التولي والتبري)، فإذا كان يوم الغدير ويوم إستلام الإمام الحجَّة المنتظر عيدَ التولي، فلا بدَّ للتبري من عيدٍ آخر أيضاً، وليس ثمة يوم أنسب ليكون عيداً للتبري من اليوم الذي قتل فيه عدو ولاية أهل البيت عليهم السلام، وهذا اليوم هو يوم التاسع من ربيع الأول[7].
     جعفر المرتضى (معاصر) : سئل : ما هو عيد البَقْر ؟ ! فأجاب : بخصوص عيد البَقْرِ ، فإن كان المقصود به يوم التاسع من شهر ربيع الأول ، فالذي أعتقده فيه هو أحد أمرين :
     أولهما : أن يكون هذا اليوم هو اليوم الذي بدأت فيه بوادر نجاح حركة المختار بالظهور ، والمختار هو الذي انتقم من مجرمي فاجعة كربلاء ، ومنهم عمر بن سعد ، وحرملة ، و . . و . . وأدخل السرور على قلب الإمام السجاد عليه السلام ، والهاشميات ، وسائر بني هاشم . .
     وليس صحيحاً ما يُدَّعى من أن عمر بن الخطاب ، قد قُتل في مثل هذا اليوم على يد أبي لؤلؤة ، الذي بقر بطنه بسيفه ، لأن قتل عمر إنما كان في شهر ذي الحجة ، في السادس والعشرين منه . لا في شهر ربيع الأول . .
     قال ابن إدريس في السرائر : من زعم أن عمر بن الخطاب قتل في اليوم التاسع من ربيع الأول فقد أخطأ ، بإجماع أهل السير والتواريخ . . ومراجعة كتب التاريخ تدل على ذلك . .
     الثاني : أن يكون الفرح في هذا اليوم بمناسبة بدء إمامة إمامنا حجة آل محمد أرواحنا فداه ، وصلوات الله وسلامه عليه ، وعلى آبائه الطاهرين. فإن أباه الإمام الحسن العسكري الزكي ، قد استشهد في اليوم الثامن من شهر ربيع الأول ، فهو يوم حزن ومصيبة ، واليوم التاسع هو أول أيام إمامة الإمام المنتقم من ظالمي آل محمد ، والطالب بدم المظلوم بكربلاء[8].
     محمد اليعقوبي (معاصر) : اعتاد بعض الشيعة (أيدهم الله بلطفه) أن يحتفلوا يوم التاسع من ربيع الأول من كل عام بما يسمّونه (فرحة الزهراء (ع)) أو عيد الزهراء (ع) ويصفونه بأنه ((عيد عظيم)) وأنه ((يوم زوال الغموم والأحزان وهو يوم شريف جداً)) من دون أن يعرفوا منشأً واضحاً لهذه المناسبة، وقد تصدّى البعض لإثبات أصل لها لكن محاولاتهم غير مقنعة ولا يساعد عليها الدليل، فذكروا لأصل هذه المناسبة عدة وجوه، منها وجهان ذكرهما صاحب كتاب مفاتيح الجنان:
     (الأول) إن التاسع من ربيع الأول يمثل أول يوم من إمامة الإمام المهدي الموعود عليه السلام باعتبار وفاة أبيه العسكري عليه السلام في الثامن من ربيع الأول و لما كان الإمام المنتظر عليه السلام هو الذي على يديه يسود العدل وينتصف المظلوم من الظالم فيكون يوماً مفرحاً للزهراء عليها السلام حيث يعود إليها حقها وحق آلها، و هذا الوجه غير صالح لتفسير المناسبة لأن الإمام اللاحق تبدأ إمامته الفعلية ويقوم بالأمر بمجرد وفاة السابق لأن الأرض لا تخلو من حجة ولا يُنتظر بهذا المنصب الإلهي خالياً حتى تتم مراسيم (التنصيب) ثم إن قيام المهدي عليه السلام بالأمر هو فرحة لكل مظلوم ومستضعف ولكل محب للخير والعدل والسلام ولكل من يرنو لإعلاء كلمة الحق وسيادة التوحيد الخالص ولا تختص الفرحة بالزهراء عليها السلام، مع مخالفته لظاهر العنوان من كون الفرحة حالة عاشتها الزهراء عليها السلام فعلاً.
     (الثاني) إنه يوم طُعن فيه أحد الذين ظلموا الزهراء عليها السلام واعتدوا عليها وماتت وهي غاضبة عليه، ففي مثل هذا اليوم بُقرت بطنه لذا سمّاه البعض (عيد البَقْر) وهذا الوجه وإن كان هو الظاهر من أفعال المحتفلين إلا أنه أيضاً غير صحيح لعدة أمور :

  1. إن هذه الحادثة وقعت في أواخر ذي الحجة كما تشهد به التواريخ وليس في ربيع الأول.

  2. إنها وقعت بعد وفاة الزهراء عليها السلام والمفروض أنها فرحة عاشتها الزهراء (عليها السلام) في حياتها وليست تخيلية.

  3. إن هذا الفهم غير لائق بأدب أهل البيت عليهم السلام البعيدين عن الشماتة والتشفي والأنانية لمجرد التشفي والانتقام فإنهم لم يفرحوا ولم يحزنوا لأنفسهم وإنما كانت كل أعمالهم ومشاعرهم وأحاسيسهم لله وحده لا شريك له وإذا فرحوا لموت أو مقتل أحد -كعبيد الله بن زياد قاتل الحسين عليه السلام - فلأن فيه إجراءً لسنة الله تعالى في الظالمين وموعظة للناس، ويبدو أن هذا الوجه من صنع أهل التعصب والعاطفة المذهبية.

     (الثالث) إن في هذا اليوم وصل النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هجرته إلى مسجد قبا في ضواحي المدينة وبذلك فرحت الزهراء عليها السلام بسلامة أبيها من طلب مشركي قريش.
     أقول: صحيح إن أرباب السير ذكروا أن دخول النبي صلى الله عليه وآله المدينة كان في هذا التاريخ إلا أن هذا الوجه لا يرتضيه المحتفلون بعيد الزهراء لأن مرادهم معنى آخر، ثم إن هذا الحدث لو كان عيداً يُحتفل به لاحتفلت به الزهراء عليها السلام نفسها في حياتها وقد تكررت ذكراه إحدى عشرة مرة إلى حين وفاتها عليها السلام.
     ولو سرنا مع العنوان لنستنبط وجهاً مقبولاً للمناسبة بغضّ النظر عن وجهة نظرنا فإننا نقول : إن الظاهر من العنوان أنها فرحة فعلية عاشتها الصديقة الطاهرة عليها السلام في حياتها ويظهر أيضاً أنها حصلت مرة واحدة ولم تتكرر لأن عنوانها (فرحة) وهو مصدر مرّة ولأنها لو تكررت لذكرها التاريخ كذكرى تستعاد في حياتها عليها السلام فإذن هي حصلت في السنة الأخيرة من حياتها حيث توفيت في السنة الحادية عشرة بعد أبيها صلى الله عليه وآله وسلم بأشهر وقد سجّل التاريخ فرحة للزهراء عليها السلام تنطبق عليها هذه الأوصاف فقد روي عن إحدى زوجات الرسول أنه صلى الله عليه وآله وسلم حين دنت منه الوفاة وأثقلته المرض همس في أذن ابنته الزهراء عليها السلام فبكت ثم همس أخرى فاستبشرت، فهذه فرحة للزهراء عليها السلام سجلها التاريخ في آخر سنة من حياتها الشريفة لكن المشهور أن وفاته صلى الله عليه وآله وسلم في الثامن والعشرين من صفر فتكون هذه الحادثة قبلها لا بعدها في التاسع من ربيع الأول! لكن هذا الإشكال يمكن ردّه على القول الآخر في تحديد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقد التزم جماعة من العلماء منهم الكليني في الكافي بأن وفاته صلى الله عليه وآله وسلم في الثاني عشر من ربيع الأول وعليه جرى أبناء العامة ويصادف يوم الاثنين بعد التاريخ المشهور في 28/ صفر بأسبوعين بالضبط، فمن هذه الناحية -أي كون الوفاة يوم الاثنين- لا يأتي إشكال على هذا القول فيكون يوم التاسع من شهر الوفاة هو الجمعة فنصل إلى نتيجة مقبولة جداً لأن حزن الزهراء عليها السلام وفرحها سيكون منطقياً لأن الخسارة برحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليست بغياب شخصه فقط وإنما لوجود المؤامرة على آله وحملة رسالته بعد التي حصلت يوم الخميس والتي سمّاها عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن: (رزية يوم الخميس) فيكون هذا التطمين من أبيها صلى الله عليه وآله وسلم يوم الجمعة ضرورياً بعد أن أحست بالقلق مما حصل يوم الخميس.
     وإننا هنا لا نريد أن نغير التاريخ المشهور لوفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولا ندعم القول الآخر وإنما نقول من المستحسن أن نكثر المناسبات الخاصة برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فنحتفل في التاريخين (الثامن والعشرين من صفر والثاني عشر من ربيع الأول) خصوصاً وأن ذكرياته (صلى الله عليه وآله وسلم) قليلة في السنة لا تناسب عظيم أثره وعميم بركاته التي ننعم جميعاً بخيراته في الدنيا والآخرة كما أننا نحتفل بوفاة الصديقة الطاهرة الزهراء (عليها السلام) في ثلاثة تواريخ محتملة لوفاتها (صلوات الله عليها)، وتكثير هذه المناسبات أمر مستحسن شرعاً لما فيه من نتائج إيجابية على صعيد الدين والفرد والمجتمع.
     أقول: هذا بحسب التسلسل الفكري الذي يقتضيه العنوان، والذي أعتقده أن هذا العيد وهذه الفرحة لا أصل لها والاحتفال به بدعة خصوصاً مع ما يصاحبه أحياناً من مخالفات لآداب أهل البيت عليهم السلام وتعاليمهم، ووجه تأسيسه أن الشيعة يعيشون موسماً حزيناً طيلة شهري محرم وصفر كما هو معروف ولذلك فقد حلا للبعض أن يصطنع عيداً وفرحة يعوّضون به عن فترة الحزن، ولم يكن ذلك مستساغاً مع إطلالة ربيع الأول لقرب ذكرى وفاة الإمام الحسن العسكري عليه السلام في الثامن منه، فدفعوها إلى التاسع وليلبسوا عليها ثوب المشروعية بافتراض أنه يوم تنصيب الإمام الحجة المنتظر ، وربما انضمّ إليه منشأ آخر في سنةٍ ما حيث صادف يوم النوروز بالتأريخ الميلادي (وهو 21/ آذار) لأن السنين تدور وقد يتطابق اليومان ثم لما انفصلا استمر الاحتفال به كعيد مستقل للمعنى الذي ذكرناه، والذي يؤيد هذا المعنى تشابه بعض فعاليات الاحتفال بالعيدين.
     مضافاً إلى ظهور أول إشارة إليها في التاريخ في العصر البويهي حيث نقلت عن كتاب (مسارّ الشيعة) للشيخ المفيد.
     ونتيجة البحث: أن هذه الفرحة وهذا العيد لا أصل له وليس له وجود في عصر الأئمة المعصومين عليهم السلام وعلمائنا الأقدمين وأول ظهور للمناسبة هو في العصر البويهي إذا صحّت النسبة إلى كتاب (مسار الشيعة) للشيخ المفيد ومن غير المقبول جعل فرحة للزهراء عليها السلام في مثل هذه الأيام التي شهدت الهجوم على دارها الشريف وجريان المظالم عليها وعلى أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله، وفي مثل هذه الأيام كان وصول سبايا آل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة المنورة بعد زيارة الأجساد الطاهرة في كربلاء يوم الأربعين[9].
     مركز الأبحاث العقائدية : سألوا : ما الأصل في تعيد الشيعة واحتفالهم في يوم التاسع من ربيع الأول؟ فأجابوا : يبدو أن الاحتفال والتعبد في هذا اليوم كان معروفاً لدى الشيعة منذ القديم، فهذا صاحب (النقض) المؤلف بحدود 560 هـ يذكر مثل ذلك. وفيه رواية طويلة ذكرها بعض العلماء المتأخرين في كتبهم نقلاً عن كتب المتقدمين ولم يصل إلينا سندها الواحد متصلاً كاملاً، والكتب المنقولة منها بالأصل مفقودة لا نستطيع النظر فيها حتى نعرف مستند الرواية, وعلى ذلك فالرواية غير معتبرة ولا نقدم بها حجة. هذا، ولكن السيد ابن طاووس أشار إلى هذه الرواية، ولكنه على الظاهر لم يقبل ما فيها من أن سبب التعبد في يوم التاسع من ربيع الأول، هو أن هذا اليوم هو مقتل عمر بن الخطاب, وذلك لإجماع المؤرخين من الشيعة والسنّة على خلاف ذلك وانه قتل في ذي الحجة، ومن هنا رده ابن إدريس أيضاً. وفي المقابل كما ذكرنا أن التعبد في هذا اليوم كان معروفاً لدى الشيعة, كما أن هناك روايات بأن شهادة الإمام العسكري عليه السلام كان يوم الثامن من ربيع الأول, فاحتمل السيد ابن طاووس أن يكون سبب الفرحة والتعبد هو بمناسبة تولي الحجة صاحب الزمان لمنصب الإمامة والولاية، وأن اليوم التاسع من ربيع الأول هو أول يوم لتولي هذا المنصب، ومن هنا تفرح الشيعة به لما أختص به الإمام الحجة من مقام وانه صاحب الدولة الكريمة، وقال في مكان آخر إن التعيد فيه قد يكون لسر مكنون لا نعلمه. وأما فقهاؤنا الأعلام فهم أخذاً منهم بقاعدة التسامح في أدلة السنن ورواية من بلغ أفتوا باستحباب الغسل في مثل هذا اليوم اعتماداً على هذه الرواية وإن لم تثبت من ناحية السند.
مع ملاحظة ورود فقرة في هذه الرواية تخالف الأصول المسلمة عندنا ولا يمكن قبولها، وهي الخاصة برفع القلم عن الشيعة لمدة يوم أو ثلاثة أيام, ومن هنا فقد أفتى علماؤنا الكرام بحرمة بعض الأعمال المنافية للشرع التي يمارسها العوام في مثل هذا اليوم[10].
 
     وعلى هذه الإختلافات التي مرت، سار الكثير من علماء الشيعة، مما يغنينا عن حصر أقوالهم.
 
بقيت مسائل:
     تاريخ وفاة الفاروق عمر رضي الله عنه:
     المعروف في كتب التواريخ أن عمر رضي الله عنه توفي في 26 من ذي الحجة 23 ه، وليس في التاسع من ربيع الأول. وعلى هذا المحققين من علماء الشيعة.
     يقول المُفيد (ت : 413 ه) :  وفي اليوم السادس والعشرين (من ذي الحجة) سنة ( 23 ) ثلاث وعشرين من الهجرة طعن عمر بن الخطاب. وفي التاسع والعشرين منه سنة ( 23 ) ثلاث وعشرين من الهجرة قبض عمر بن الخطاب[11].
     ابن إدريس الحلي (ت : 598 ه) : وفي اليوم السادس والعشرين منه ، سنة ثلاث وعشرين من الهجرة ، طعن عمر بن الخطاب . وفي التاسع والعشرين منه ، قبض عمر بن الخطاب ، فينبغي للإنسان أن يصوم هذه الأيام ، فإن فيها فضلا كبيرا ، وثوابا جزيلا ، وقد يلتبس على بعض أصحابنا يوم قبض عمر بن الخطاب ، فيظن أنه يوم التاسع من ربيع الأول ، وهذا خطأ من قائله ، بإجماع أهل التاريخ والسير ، وقد حقق ذلك شيخنا المفيد ، في كتابه كتاب التواريخ ، وذهب إلى ما قلناه[12].
     ابن طاووس (ت : 664 ه) : وفى السادس والعشرين من ذي الحجة قتل عدو لأهل بيت النبوة عليهم السلام[13].
علي الحلي (ت : 705 ه) : كيفية قتل عمر بن الخطاب : وفي اليوم السادس والعشرين من ذي الحجة . سنة ثلاث وعشرين من الهجرة طعن عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي أبو حفص[14].
     العلامة الحلي (ت : 726 ه) : وفي السادس والعشرين منه طعن عمر بن الخطاب سنة ثلاث وعشرين من الهجرة. وفي التاسع والعشرين منه قبض عمر بن الخطاب[15].
     الكفعمي (ت : 905 ه) : جمهور الشيعة يزعمون أن فيه (أي التاسع من ربيع الأول) قتل عمر بن الخطاب وليس بصحيح[16].
     المجلسي (ت : 1111 ه) : ما ذكر أن مقتله كان في ذي الحجة هو المشهور بين فقهائنا الامامية ... ثم قال : والمشهور بين الشيعة في الأمصار والأقطار في زماننا هذا هو أنه اليوم التاسع من ربيع الأول ، وهو أحد الأعياد[17]. . وقال في كتب آخر : ربما أخفى العامةُ ذلك من أجل رفع شماتة الشيعة[18].
     الخوانساري (ت : 1113 ه) : في السادس والعشرين منه طعن عمر بن الخطاب سنة ثلاث وعشرين من الهجرة وفي التاسع والعشرين منه قبض[19].
     عبد الله شبر (ت : 1242 ه) : وفي اليوم السادس والعشرين (من ذي الحجة) طُعِنَ عمر بن الخطاب. وفي اليوم التاسع والعشرين منه سنة ثلاث وعشرين من الهجرة وفاة عمر بن الخطاب[20].
     الكاشاني (ت : 1431 ه) : وفيه قُتِلَ عمر بن الخطاب على قولٍ معروف بين المُتأخرين، والرَّاجح ما ذهبَ إليه جمهور الفريقين من أنه قُتِلَ في اليوم السادس والعشرين من ذي الحجة وكُتب التواريخ مُتفقة عليه[21]. وقال في موضوع آخر : اليوم السادس والعشرون (من ذي الحجة) فيه طعن أبو لؤلؤة عمر بن الخطاب كذا في توضيح المقاصد[22].
 
     الزعم أن تاريخ وفاته رضي الله عنه تم تغييره.
     وذهب إلى هذا القول دون مستند ميرزا التبريزي (ت : 1343 ه ) حيث قال : اليوم التاسع (أي من ربيع الأول) : ورد فيه رواية واحدة فاخرة في كونه يوم هلاك عدوّ اللَّه وفي فضله وفضل الفرح فيه ، وأنّه يوم السرور لشيعة آل محمّد صلوات اللَّه عليهم أجمعين واشتهر بين الشيعة بذلك ، وإن كان لا يساعده سائر الروايات ، ولكن يمكن أن يكون التقيّة اقتضت تغيير الوقت ، ومع ذلك لا يبعد أن يكون لهذا جهة انطباق أيضا بوجه من الوجوه[23].
 
     الاختلاف في تحديد يوم وفاة الإمام العسكري :
     لم يحصل الإتفاق بين الشيعة على أن تاريخ وفاة الإمام العسكري رحمه الله كان في الثامن من ربيع الأول، وعليه كيف يمكننا الجزم يكون التاسع منه يوم عيد وتهنئة بتتويج مهديهم المنتظر ومصير أمر الإمامة إليه؟
     المُفيد (ت : 413 ه) : وفي اليوم الرابع منه (ربيع الأول) سنة ( 260 ) ستين ومأتين كانت وفاة سيدنا أبي محمد الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا عليهم السلام ( 4 ) ، ومصير الخلافة إلى القائم بالحق عليه السلام[24].
     المرتضى (ت : 436 ه) :قبض أبو محمد عليه السلام في شهر ربيع الاخر سنة ستين ومائتين ، ودفن بسر من رأى[25].
     يقول الطوسي (ت : 460 ه) : وفي أول يوم منه (ربيع الأول) كانت وفاة أبي محمد الحسن بن علي العسكري ومصير الأمر إلى القائم بالحق عليهما السلام[26].
     علي بن يونس العاملي(ت : 877 ه) : ذكر محمد بن أبي جعفر أن المهدي عليه السلام قام بأمر الله يوم الجمعة لأحد عشر مضت من ربيع الأول سنة ستين ومائتين سرا إلا عن ثقاته وثقات أبيه ، وله أربع سنين وسبعة أشهر[27].
     الكفعمي (ت : 905 ه) : في الربيع وفى أول يوم منه كانت وفاة العسكري عليه السلام ومصير الامر إلى القائم[28].
     بهاء الدين العاملي (ت : 1030 ه) : شهر ربيع الأوّل ، اليوم الأوّل ، فيه وفاة الإمام أبي محمّد الحسن العسكري عليه السلام ، وذلك في سنة ستّين ومائتين[29].
     محمد صالح المازندراني (ت : 1081 ه) : قَتَلَ المُعتمد لعنه الله الحسن بن علي العسكري عليه السلام بالسم يوم الرابع من ربيع الأول سنة ستين ومائتين[30].
     الطريحي (ت : 1085 ه) : وقبض عليه السلام بسرّ من رأى ، قيل : يوم الجمعة ، ثامن ربيع الأوّل . وروي : لثمان خلون منه ، سنة ستّ وستّين ومائتين . وروي : يوم الجمعة لثلاثة عشر خلت من المحرّم[31].
     محسن الأمين (ت : 1371 ه) : وتوفي بسر من رأى يوم الجمعة مع صلاة الغداة وقيل يوم الأربعاء وقيل يوم الأحد في 8 ربيع الأول وقيل أول يوم منه سنة 260 مرض في أوله وبقي مريضا ثمانية أيام وتوفي . وعمره 29 أو 28 سنة [32].
     سيد علي أشرف (المعاصر) : ولم يحصل القطع بوفاة العسكري عليه السلام في الثامن من ربيع الأوّل لتنتقل الخلافة إلى ولده في التاسع ، فإنّ العلماء ذكروا أقوالاً في وفاة العسكري عليه السلام... ومع هذا الاختلاف كيف يحصل الجزم بوفاة العسكري في الثامن لتكون التهنئة للحجّة المنتظر[33].
 
     ذهاب بعض علماء الشيعة إلى أن سبب الإحتفال بهذا اليوم هو زواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخديجة رضي الله عنها:
 
     كاشف الغطاء (ت : 1373 ه) : سئل : أخبرونا عن أيام الربيع العشرة المنسوبة الى فرحة الزهراء سلام الله عليها ومتى فرحت والرجل طعن في اليوم السادس والعشرين من ذى الحجة ، ومات يوم التاسع والعشرين منه وذلك بعد وفاتها فكيف فرحت ؟
     فأجاب : إن المعروف عند كثير من الشيعة من قديم الزمان ان هذه الايام أيام فرح وسرور ، كما ذكر ذلك سيد ابن طاووس في الاقبال حيث قال : وجدنا جماعة من العجم والاخوان يعظمون السرور في هذا اليوم اي اليوم التاسع من ربيع ويذكرون انه يوم هلاك كذا ، وأشار الى الرواية الضعيفة المنسوبة الى الصدوق وقال السيّد رضوان الله عليه : لم أجد رواية يعتمد عليها تؤيد تلك الرواية ، ولكن لعل فرح الشيعة بذلك اليوم من جهة ان الامام الحسن العسكرى سلام الله عليه توفّي على أصح الروايات يوم الثامن من ربيع الاول ويكون يوم التاسع أول يوم من امامة الحجة عجل الله فرجه ، فينبغى أن يتخذه المؤمنون عيداً كما يتخذ الناس أيام جلوس ملوكهم عيداً ، ثم ذكر بعض التوجيهات لاحتمال كون قتل الرجل في ربيع وكلّها في غاية البعد ، انتهى ما أفاده قدس سره مع شرح وتوضيح منا.
     وأقول أيضاً ويُحتمل أن يكون سبب فرحة الزهراء سلام الله عليها هو أنَّ اليوم التاسع والعاشر من ربيع الأول يوم اقتران أبيها رسول الله سيد الكائنات صلى الله عليه وآله وسلم بوالدتها البرَّة الطاهرة خديجة الكبرى ولا شك أنَّ الزهراء كانت تُظهر الفرح والسرور بذلك اليوم من كل سنة افتخاراً بذلك الشرف العظيم والخير العميم، ويكون قد بقيت عادة إظهار هذا الفرح مُتوارثاً عند مواليها من الشيعة في ذلك اليوم كُل سنة، ولكن على مرور السنين جَهِلوا السبب ثُم حوَّرهُ بعض الدَّسَّاسين إلى غير وجههِ الصحيح وبقي الاسم معروفاً عندهم وهو فرحة الزهراء عليه السلام والسبب مجهولا[34].
 
     أما بقية الأسباب فلا تخلو من كلام ونظر، كالقول أنه يوم مقتل عبيد الله بن زياد أو عمر بن سعد على يد المختار، وهذا ليس بصحيح، فثورة المختار كانت في 14 ربيع الثاني عام 66 ه. وبعده بشهور وفي نفس السنة قتل عمر بن سعد ، وقُتَل عبيد الله بن زياد في محرم عام 67 ه.
     وكذلك القول أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حدّث فاطمة رضي الله عنها في مرض موته فبكت، ثم حدثها فضحكت، فوفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في اليوم الثامن والعشرين من صفر عند الشيعة، و 12 ربيع الأول عند أهل السنة، ويفترض أن يكون هذا الحديث سابقاً على ذلك لا بعده.
     وكذلك القول أنه اليوم الذي وصل فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الهجرة إلى مسجد قبا في ضواحي المدينة المنورة وفرحت فاطمة رضي الله عنها فيه بسلامة أبيها، فلو صح ذلك لنُقل إلينا، ولإحتفلت به فاطمة رضي الله عنها في حياتها.
     وذهب البعض إلى أنه عيد استحدثه بعض الشيعة في زمن الدولة البويهية، ووجه تأسيسه أن الشيعة يعيشون موسماً حزيناً طيلة شهري محرم وصفر كما هو معروف، ولذلك فقد أراد البعض أن يصطنع عيداً وفرحة بعد فترة الحزن، ولم يجعله في أول ربيع الأول لوجود ذكرى وفاة الإمام الحسن العسكري في الثامن منه، فجعلوها في اليوم التاسع منه، ولكن لو صح هذا الإحتمال فيبقى السؤال لماذا خُصت الفرحة بالزهراء سلام الله عليها؟!
     وأخيراً القول بأنها رضي الله عنها فرحت بتسلم مهديهم المنتظر زمام الإمامة، فيُرد بأن استلام زمام الامامة الفعلية تكون مباشرة بعد وفاة الإمام السابق حسب إعتقاد الشيعة، والإمام العسكري رحمه الله مات كما مر يوم 8 ربيع الاول وليس 9. ثم لماذا يختص الفرح بفاطمة رضي الله عنها لوحدها دون بقية الأئمة؟


[1] المحتضر، لحسن بن سليمان الحلي، 89 ، انظر أيضاً : بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 31 / 120 ، 95 / 351 ، منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة - حبيب الله الهاشمي الخوئي - ج 3 / 77 ، الغدير - الشيخ الأميني - ج 1 / 287 ، موسوعة الإمام الجواد ( ع ) - السيد الحسيني القزويني - ج 2 / 650 ، الصحيح من سيرة الإمام علي ( ع ) - السيد جعفر مرتضى العاملي - ج 7 / 168 ، 31 / 245 ، موسوعة الإمام الهادي ( ع ) - مؤسسة ولي العصر ( عج ) للدراسات الإسلامية - ج 2 / 107 ، 137 ، 3 / 371 ، عيد الغدير في الإسلام - الشيخ الأميني 77 ، المواسم والمراسم - السيد جعفر مرتضى العاملي 102

[2] أبواب الجنان وبشائر الرضوان، لخضر بن شلال بن حطاب النجفي، 765

[3] مفاتيح الجنان، لعباس القمي، 456

[4] الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية، للميرزا جواد التبريزي، 122

[5] http:/ / www.sh-alsagheer.com/ post/ 990

[6] http:/ / www.al-milani.com/ qa/ printer.php?cat=10038&itemid=339

[7] http:/ / www.aletra.org/ subject.php?id=292

[8] : مختصر مفيد، لجعفر مرتضى العاملي، 6/ 240

[9] http:/ / yaqoobi.com/ arabic/ index.php/ permalink/ 1870.html

[10] http:/ / www.aqaed.com/ faq/ 1290/

[11] مسار الشيعة في مختصر تواريخ الشريعة، للمفيد، 42

[12] السرائر، لابن إدريس الحلي، 1/ 418

[13] إقبال الأعمال، لإبن طاووس، 2/ 378

[14] العدد القوية لدفع المخاوف اليومية، لعلي بن يوسف المطهر الحلي، 328

[15] تذكرة الفقهاء، للحلي، 6/ 195 ، منتهى المطلب، للحلي، 9/ 369

[16] المصباح ( جنة الأمان الواقية وجنة الايمان الباقية )، لإبراهيم الكفعمي، 510

[17] بحار الأنوار، للمجلسي، 31/ 118

[18] زاد المعاد، للمجلسي، 258

[19] تكملة مشارق الشموس، لمحمد بن حسين الخوانساري، 453

[20] أحسن التقويم فيما يتعلق بالنجوم، لعبدالله شبر، 116

[21] مصابيح الجنان، لعباس الحسيني الكاشاني، 655

[22] المصدر السابق، 647

[23] المراقبات ( أعمال السنة )، لميرزا جواد آغا الملكي التبريزي، 46

[24] مسار الشيعة في مختصر تواريخ الشريعة، للمفيد، 49

[25] مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 7 / 603 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 50 / 336

[26] مصباح المتهجد، لشيخ الطائفة ا لطوسي، 491

[27] الصراط المستقيم، لعلي بن يونس العاملي النباطي البياضي، 2/ 236

[28] المصباح ( جنة الأمان الواقية وجنة الايمان الباقية )، لإبراهيم الكفعمي، 510

[29] توضيح المقاصد ، المطبوع ضمن "مجموعة نفيسة"، 519

[30] شرح أصول الكافي، مولي محمد صالح المازندراني، 6/ 228

[31] موسوعة الإمام العسكري ( ع )، لمؤسسة ولي العصر للدراسات الإسلامية، 1/ 133

[32] أعيان الشيعة، لمحسن الأمين، 2/ 40

[33] المحتضر، لحسن بن سليمان الحلي، 89 (الحاشية)

[34] جنة المأوى، لمحمد الحسين آل كاشف الغطاء، 146

عدد مرات القراءة:
2237
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :