آخر تحديث للموقع :

الثلاثاء 8 ربيع الأول 1446هـ الموافق:10 سبتمبر 2024م 09:09:31 بتوقيت مكة
   مشاهدات من زيارة الأربعين 2024م ..   تم بحمد الله إصلاح خاصية البحث في الموقع ..   افتتاح مرقد الرئيس الإيراني الراحل ابراهيم رئيسي ..   ضريح أبو عريانة ..   شكوى نساء الشيعة من فرض ممارسة المتعة عليهن ..   باعتراف الشيعة أقذر خلق الله في شهوة البطن والفرج هم أصحاب العمائم ..   قصة الجاسوسة الإسرائيلية في إيران ..   طقوس جديدة تحت التجربة ..   تحريض مقتدى الصدر على أهل السنة ..   فنادق جديدة في بغداد وكربلاء لممارسة اللواط ..   يا وهابية: أسوار الصادق نلغيها ..   حتى بيت الله نحرقة، المهم نوصل للحكم ..   كيف تتم برمجة عقول الشيعة؟ ..   لماذا تم تغيير إسم صاحب الضريح؟ ..   عاشوريات 2024م ..   اكذوبة محاربة الشيعة لأميركا ..   عند الشيعة: القبلة غرفة فارغة، والقرآن كلام فارغ، وحبر على ورق وكتاب ظلال ..   الأطفال و الشعائر الحسينية .. جذور الإنحراف ..   من يُفتي لسرقات وصفقات القرن في العراق؟ ..   براءة الآل من هذه الأفعال ..   باعترف الشيعة أقذر خلق الله في شهوة البطن والفرج هم أصحاب العمائم ..   الشمر زعلان ..   معمم يبحث عن المهدي في الغابات ..   من كرامات مقتدى الصدر ..   من صور مقاطعة الشيعة للبضائع الأميركية - تكسير البيبسي الأميركي أثناء قيادة سيارة جيب الأميركية ..   من خان العراق ومن قاوم المحتل؟   ركضة طويريج النسخة النصرانية ..   هيهات منا الذلة في دولة العدل الإلهي ..   آيات جديدة ..   من وسائل الشيعة في ترسيخ الأحقاد بين المسلمين ..   سجود الشيعة لمحمد الصدر ..   عراق ما بعد صدام ..   جهاز الاستخبارات الاسرائيلي يرفع السرية عن مقطع عقد فيه لقاء بين قاسم سليماني والموساد ..   محاكاة مقتل محمد الصدر ..   كرامات سيد ضروط ..   إتصال الشيعة بموتاهم عن طريق الموبايل ..   أهل السنة في العراق لا بواكي لهم ..   شهادات شيعية : المرجع الأفغاني إسحاق الفياض يغتصب أراضي العراقيين ..   محمد صادق الصدر يحيي الموتى ..   إفتتاح مقامات جديدة في العراق ..   كمال الحيدري: روايات لعن الصحابة مكذوبة ..   كثير من الأمور التي مارسها الحسين رضي الله عنه في كربلاء كانت من باب التمثيل المسرحي ..   موقف الخوئي من انتفاضة 1991م ..   ماذا يقول السيستاني في من لا يعتقد بإمامة الأئمة رحمهم الله؟ ..   موقف الشيعة من مقتدى الصدر ..   ماذا بعد حكومة أنفاس الزهراء ودولة العدل الإلهي في العراق - شهادات شيعية؟ ..

" جديد الموقع "

فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب ..
الكاتب : فيصل نور ..

فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب

     فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب أو فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب، على خلاف في إسمه، كتاب صنفه النوري الطبرسي (ت : 1320 ه) في إثبات معتقد الشيعة في تحريف القرآن. قال في مقدمته : هذا كتاب لطيف، وسفر شريف، عملته في إثبات تحريف القرآن، وفضائح أهل الجور والعدوان، وسميته فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب[1].
     جمع فيه الطبرسي الشوارد والغرائب، وقد وضعه على مقدّمات ثلاث ، واثني عشر فصلاً ، وخاتمة .
المقدّمة الاُولى: في ذكر الاخبار الّتي جاءت في جمع القرآن وجامعه وسبب جمعه وكونه في معرض النقص بالنظر إلى كيفية الجمع وانّ تأليفه يخالف تأليف المؤلفين.
المقدّمة الثانية: في بيان أقسام التغيير الممكن حصوله في القرآن والممتنع دخوله فيه كما ذكرناه.
المقدّمة الثالثة: في ذكر أقوال علمائنا في تغيير القرآن وعدمه.
وقال في: الباب الاوّل: في ذكر ما استدلّوا به على وقوع التغيير والنقصان في القرآن.
الدليل الاوّل: مركب من أُمور:
أ ـ وقوع التحريف في التوراة والانجيل بطرز حسن لطيف.
ب ـ في أنّ كلّ ما وقع في الاُمم السالفة يقع في هذه الاُمّة.
ج ـ في ذكر موارد شبه فيها بعض هذه الاُمّة بنظيره في الاُمم السابقة مدحا أو قدحا.
د ـ في أخبار خاصّة تدلُّ على كون القرآن كالتوراة والانجيل في وقوع التغيير فيه.
الدليل الثاني: إنّ كيفية جمع القرآن مستلزمة عادة لوقوع التغيير والتحريف فيه.
وفيه إجمال حال كُتّاب الوحي.
الدليل الثالث: في إبطال وجود منسوخ التلاوة وأنّ ما ذكروه مثالا له لابدّ وأن يكون ممّا نقص من القرآن.
الدليل الرابع: في أنّه كان لامير المؤمنين (ع) قرآنٌ خاصُّ يخالف الموجود في الترتيب وفيه زيادة ليست من الاحاديث القدسية ولا من التفسير والتأويل.
الدليل الخامس: إنّه كان لعبد اللّه بن مسعود مصحف معتبر فيه ما ليس في القرآن الموجود.
الدليل السادس: إنّ الموجود غير مشتمل لتمام ما في مصحف أُبي المعتبر عندنا.
الدليل السابع: إنّ ابن عفّان لما جمع القرآن ثانيا أسقط بعض الكلمات والايات. وفيه كيفية جمعه وبعض ما أسقطه واختلاف مصاحفه وما أخطأ فيه الكُتّاب.
الدليل الثامن: في أخبار كثيرة دالة صريحا على وقوع النقصان زيادة على ما رواها المخالفون.
الدليل التاسع: إنّه تعالى ذكر أسامي أوصيائه وشمائلهم في كتبه المباركة السالفة فلابدّ أن يذكرها في كتابه المهيمن عليها. وفيه ما وصل إلينا من ذكرهم (ع) في الصحف الاُولى ممّا لم يجمع في كتاب.
الدليل العاشر: اثبات اختلاف القرّاء في الحروف والكلمات وغيرها وإبطال نزوله على غير وجه واحد.
وفيه شرح أحوال القرّاء وإثبات التدليس في أسانيدهم.
الدليل الحادي عشر: في أخبار كثيرة صريحة الدلالة على وقوع النقصان في القرآن عموما.
الدليل الثاني عشر: في أخبار خاصّة كذلك رتبناها على ترتيب سور القرآن.
وفيه ذكر الجواب عن شبهات أوردها على الاستدلال بها.
وقال في: الباب الثاني: ذكر أدلّة القائلين بعدم تطرق التغيير مطلقا من الايات والاخبار والاعتبار والجواب عنها مفصلا وفيه ذكر ـ وقوع التحريف في التوراة ثانيا في عهد الرسول (ص).
    
أمّا الرّوايات الخاصة ، والتي استند إليها لإثبات التحريف ، سواء أكانت دالّة بالعموم على وقوع التحريف ، أم ناصّة على مواضع التحريف ، فهي تربو على الألف ومائة حديث ، ( 1122 ) . منها ( 61 ) رواية دالة بالعموم . و ( 1061 ) ناصة بالخصوص ، حسبما زعمه .
     لكن أكثريّتها الساحقة نقلها من أُصول لا إسناد لها ولا اعتبار ، من كتب ورسائل ، إمّا مجهولة أو مبتورة أو هي موضوعة لا أساس لها رأساً .
     والمنقول من هذه الكتب تربو على الثمانمائة حديث ( 815 ) وبقي الباقي ( 307 ) . وكثرة من هذا العدد ، ترجع إلى اختلاف القراءات ، مما لا مساس لها بمسألة التحريف ، وهي ( 107 ) روايات ، والبقية الباقية ( 200 ) رواية ، رواها من كتب معتمدة ، وهي صالحة للتأويل إلى وجه مقبول ، أو هي غير دالة على التحريف ، وإنّما أقحمها النوري إقحاماً في أدلة التحريف .
     وقد تمّ تأليف "فصل الخطاب" على يد مؤلفه النوري سنة 1292 ، وطبع سنة 1298 ، وقد وَجَدَ المحدّث النوري - منذ نشر كتابه - نفسه في وحشة العزلة وفي ضوضاء من نفرة العلماء والطلبة في حوزة سامراء العلمية آنذاك . وقد قامت ضدّه نعرات ، تتبعها شتائم وسبّات من نبهاء الأُمّة في جميع أرجاء البلاد الشيعيّة ، ونهض في وجهه أصحاب الأقلام من ذوي الحميّة على الإسلام ، ولا يزال في متناوش أهل الإيمان ، يسلقونه بألسنة حداد[2].
 
     نماذج من موقف علماء الشيعة من نوري الطبرسي وكتابه:
 
     محمود بن أبي القاسم الشهير بالمعرّب الطهراني (ت : 1320 ه) : كتبه ردا على "فصل الخطاب " لشيخنا النوري ، فلما عرض على الشيخ النوري كتب رسالة مفردة في الجواب عن شبهاته ، وكان يوصى كل من كان عنده نسخة من " فصل الخطاب " بضم هذه الرسالة إليها ، حيث أنها بمنزلة المتممات له . أول كشف الارتياب : الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب . . . وفرغ منه في السابع عشر من جمادى الآخرة في 1302 يقرب من أربعة آلاف بيت ، مرتبا على مقدمة وثلاث مقالات وخاتمة ، وأول اشكالاته انه إذا ثبت تحريف " القرآن " يقول اليهود فلا فرق بين كتابنا وكتابكم في عدم الاعتبار ، فأجاب في الرسالة بان هذا مغالطة لفظية حيث إن المراد من التحريف الواقع في الكتاب ، غير ما حملت ظاهرا للفظ ، من التغيير والتنقيص المحقق جميعها في كتب اليهود وغيرهم ، بل المراد من تحريف الكتاب هو خصوص التنقيص عنه فقط ، وفي غير الاحكام فقط ، وأما الزيادة فالاجماع المحصل من جميع فرق المسلمين والاتفاق العام على أنه : ما زيد في " القرآن " ولو بمقدار أقصر آية ، وعدم زيادة كلمة واحدة في " القرآن " لا نعلم مكانها[3].
     حبيب الله الخوئي (ت : 1324 ه) : بعد ان ذكر عدة روايات أمثال : وردت رواية : لا يزيد ظالمي آل محمّد حقّهم إلَّا خسارا . وبعضها يشير إلى بعض التأويلات كما في قوله تعالى : ( وَإِذا قِيلَ لَهُمْ ما ذا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قالُوا أَساطِيرُ الأَوَّلِينَ ) ( النحل - 25 ) وردت رواية ما ذا أنزل ربّكم في عليّ عليه السّلام . وبعضها يفسر الآيات فجعل قوم هذه الأخبار دليلا على تحريف القرآن وحكموا بظاهرها أن القرآن نقص منه شيء وجمعها المحدث النوري في فصل الخطاب وجعلها دليلا على تحريف الكتاب واتبعه الآخرون ولولا خوف الإطالة لنقلت كلّ واحد من أخبار فصل الخطاب وبيّنت عدم دلالتها على تحريف الكتاب فإن أخباره بعضها مجعول بلا ريب وبعضها مشوب سنده بالعيب وبعضها الاخر يبين التأويل وبعضها يفسّر التنزيل ويضاد طائفة منها أخرى وبعضها منقول من كتاب دبستان المذاهب لم ينقل في كتب الحديث أصلا كما أن المحدث النوري صرّح به أيضا . وبالجملة أن تلك الأخبار المنقولة في فصل الخطاب وغيره الواردة في ذلك الباب آحاد لا يعارض القرآن المتواتر المصون من عهد النّبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله إلى الان فإن وجد لها وجه لا ينافي القرآن وإلا فتضرب على الجدار . (جرى على المحدث النوري ما جرى على ابن شنبوذ). ثمّ إنّ هذا المحدثّ الجليل والحبر النبيل صاحب مستدرك الوسائل ومؤلف كثير من الرسائل جزاه اللَّه عن الاسلام والمسلمين خير جزاء عدل عن مذهب التحريف السخيف ولا يخفى أن الجواد قد يكبو والسيف قد ينبو وجرى عليه « ره » ما جرى على ابن شنبوذ قال ابن النديم في الفن الثالث من المقالة الأولى من الفهرست : محمّد بن أحمد بن أيّوب بن شنبوذ كان يناوىء أبا بكر ولا يفسده وقرأ : إذا نودي للصّلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر اللَّه ، وقرأ : وكان أمامهم ملك يأخذ كلّ سفينة صالحة غصبا ، وقرأ : اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ، وقرأ فلمّا خرّ تبيّنت النّاس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين - إلى أن قال بعد نقل عدّة قراءاته : ويقال : إنه اعترف بذلك كلَّه ثمّ استتيب واخذ خطَّه بالتوبة فكتب : يقول محمّد بن أحمد بن أيوب : قد كنت أقرء حروفا تخالف عثمان المجمع عليه والَّذي اتفق أصحاب رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله على قراءته ثمّ بان لي أن ذلك خطأ وأنا منه تائب وعنه مقلع وإلى اللَّه جلّ اسمه منه برئ إذ كان مصحف عثمان هو الحقّ الَّذى لا يجوز خلافه ولا يقرأ غيره[4].
     محمد حرز الدين (ت : 1345 ه) : كتاب (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب). ويا ليته لم يكتبه ، إذ به طالت ألسنة اليهود والملحدين ولقد أراد شيئاً فوقع فيما هو أعظم منه[5].
     محمد جواد البلاغي (ت : 1352 ه) : ان صاحب فصل الخطاب من المحدثين المكثرين المجدين في التتبع للشواذ[6]... هذا وان المحدث المعاصر جهد في كتاب فصل الخطاب في جمع الروايات التي استدل بها على النقيصة وكثر أعداد مسانيدها باعداد المراسيل عن الأئمة عليهم السلام في الكتب كمراسيل العياشي وفرات وغيرها مع ان المتتبع المحقق يجزم بأن هذه المراسيل مأخوذة من تلك المسانيد . وفي جملة ما أورده من الروايات ما لا يتيسر احتمال صدقها . ومنها ما هو مختلف باختلاف يئول به إلى التنافي والتعارض وهذا المختصر لا يسع بيان النحوين الأخيرين . هذا مع ان القسم الوافر من الروايات ترجع أسانيده إلى بضعة انفار وقد وصف علماء الرجال كلا منهم اما بأنه ضعيف الحديث فاسد المذهب مجفو الرواية . واما بأنه مضطرب الحديث والمذهب يعرف حديثه وينكر ويروي عن الضعفاء . واما بأنه كذاب متهم لا أستحل ان اروي من تفسيره حديثا واحدا وانه معروف بالوقف وأشدّ الناس عداوة للرضا عليه السلام . واما بأنه كان غاليا كذابا . واما بأنه ضعيف لا يلتفت اليه ولا يعوّل عليه ومن الكذابين . واما بأنه فاسد الرواية يرمى بالغلوّ . ومن الواضح ان أمثال هؤلاء لا تجدي كثرتهم شيئا[7].
هبة الدين الشهرستاني (ت : 1386 ه) : يقول في رسالة بعثها تقريظاً على رسالة "البرهان" التي كتبها الميرزا مهدي البروجردي بقم 1373 ه‍  : كم أنت شاكر مولاك إذ أولاك بنعمة هذا التأليف المنيف ، لعصمة المصحف الشريف عن وصمة التحريف . تلك العقيدة الصحيحة التي آنستُ بها منذ الصغر أيّام مكوثي في سامرّاء ، مسقط رأسي ، حيث تمركز العلم والدين تحت لواء الإمام الشيرازي الكبير ، فكنت أراها تموج ثائرة على نزيلها المحدّث النوري ، بشأن تأليفه كتاب « فصل الخطاب » فلا ندخل مجلساً في الحوزة العلمية إلاّ ونسمع الضجّة والعجّة ضدّ الكتاب ومؤلّفه وناشره ، يسلقونه بألسنة حداد[8].
     آقا بزرك الطهراني (ت : 1389 ه) : "فصل الخطاب في تحريف الكتاب" ...لشيخنا الحاج ميرزا حسين النوري الطبرستاني ... أثبت فيه عدم التحريف بالزيادة والتغيير والتبديل وغيرها ، مما تحقق ووقع في غير القرآن ، ولو بكلمة واحدة ، لا نعلم مكانها ، واختار في خصوص ما عدى آيات الاحكام وقوع تنقيص عن الجامعين ، بحيث لا نعلم عين المنقوص المذخور عند أهله ، بل يعلم اجمالا من الاخبار التي ذكرها في الكتاب مفصلا ، ثبوت النقص فقط . ورد عليه الشيخ محمود الطهراني الشهير بالمعرب ، برسالة سماها ( كشف الارتياب عن تحريف الكتاب ) فلما بلغ ذلك الشيخ النوري كتب رسالة فارسية مفردة في الجواب عن شبهات ( كشف الارتياب ) وكان ذلك بعد طبع ( فصل الخطاب ) ونشره فكان شيخنا يقول : لا ارضى عمن يطالع ( فصل الخطاب ) ويترك النظر إلى تلك الرسالة . ذكر في أول الرسالة الجوابية ما معناه : ان الاعتراض مبنى على المغالطة في لفظ التحريف ، فإنه ليس مرادي من التحريف التغيير والبديل ، بل خصوص الاسقاط لبعض المنزل المحفوظ عند أهله ، وليس مرادي من الكتاب القرآن الموجود بين الدفتين ، فإنه باق على الحالة التي وضع بين الدفتين في عصر عثمان ، لم يلحقه زيادة ولا نقصان ، بل المراد الكتاب الإلهي المنزل . وسمعت عنه شفاها يقول : انى أثبت في هذا الكتاب ان هذا الموجود المجموع بين الدفتين كذلك باق على ما كان عليه في أول جمعه كذلك في عصر عثمان ، ولم يطرء عليه تغيير وتبديل كما وقع على سائر الكتب السماوية ، فكان حريا بان يسمى ( فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب ) فتسميته بهذا الاسم الذي يحمله الناس على خلاف مرادي خطأ في التسمية ، لكني لم أرد ما يحملوه عليه ، بل مرادي اسقاط بعض الوحي المنزل الإلهي ، وان شئت قلت اسمه ( القول الفاصل في اسقاط بعض الوحي النازل ) وطبع ( فصل الخطاب ) بطهران . وقد فرغ منه في النجف لليلتين بقيتا من جمادى الأخرى في 1292 . أوله : [ الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب . . ] ومرت الرسالة الجوابية في حرف الراء بعنوان ( الرد على كشف الارتياب ) . وأيده الحاج مولى باقر الواعظ الكجوري الطهراني بكتابه ( هداية المرتاب في تحريف الكتاب ) ويأتي ( كشف الحجاب والنقاب عن وجه تحريف الكتاب ) للشيخ محمد بن سليمان بن زوير السليماني الخطى البحراني ، تلميذ المولى أبى الحسن الشريف العاملي وأورد الطهراني محصل ما في ( فصل الخطاب ) هذا في كتابه ( محجة العلماء ) المطبوع في 1318 وان اضرب عليه أخيرا دفعا لما يوهمه ظواهر الكلمات والعنوانات . واستظهر العلم الاجمالي بالنقص كذلك ، شيخنا الخراساني ، في بحث ظواهر الكتاب من ( الكفاية ) وحققت البحث في المسألة فيما كتبته باسم ( النقد اللطيف في نفى التحريف)[9].
     وقال تحت عنوان "النقد اللطيف في نفى التحريف عن القرآن الشريف" كتبناه دفاعا عن شيخنا النوري في كتابه "فصل الخطاب في تحريف الكتاب" وتوضيحا للرد الذي كتبه النوري على "كشف الارتياب في عدم تحريف الكتاب" لكنا صرفنا النظر عن نشره[10].
محمد مهدي الأصفهاني (ت : 1390 ه) : المحدث الحاج الميرزه حسين النوري ... له مؤلفات منها (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) طبع في إيران على الحجر وليته ما ألفه، وقد كتب في رده بعض العلماء رسالة شريفة بين فيها ما هو الحق، وشنع على المحدث النوري علماء زمانه، وقد أخبرني بعض الثقات أن المسيحيين ترجموا هذا الكتاب بلغاتهم ونشروها[11].
محمد حسين الطباطبائي (ت : 1402 ه) : هذا حال الأخبار التي جمعها ودونها العلامة المحدث النوري في كتابه فصل الخطاب وقد يقال أن نظره في تأليف ذلك الكتاب الى جمع تلك الأخبار والشواذ والنوادر ولم يكن غرضه اعتقاد التحريف وكيف كان ما اجاد في تأليفه ولا وافق الصواب في جمعه وليته لم يؤلفة وان لم ينشره وقد صار ضرره اكثر من نفعه بل لا نفع يتصور في نشره. فانه جهز السلاح للعدو وهيأه واداه الى أيدي خصماء الإسلام ولذا اذا نظر العلامة الأكبر بطل العلم المتبحر في العلوم الإسلامية آية الله الحاج ميرزه فتح الله الشهير (الشيخ الشريعة) الأصفهاني الى كتاب فصل الخطاب قال ما هذا لفظه الشريف : (كاش قلم مؤلفش مي شكست واين كتاب را تأليف نميكرد) كما نقل لنا ذلك جمع من مشايخنا واساتذتنا الثقات من تلامذته ويقال أن بعض اعداء الدين وخصماء المذهب حرضه على تأليف ذلك الكتاب وهو رحمه الله لم يشعر بذلك الغرض الفاسد وليس هذا الحدس أو النقل ببعيد والله العاصم[12].
الخميني (ت : 1410 ه) : لو كان الأمر كما توهم صاحب فصل الخطاب الذي كان كتبه لا يفيد علما ولا عملا ، وإنما هو إيراد روايات ضعاف أعرض عنها الأصحاب ، وتنزه عنها أولو الألباب من قدماء أصحابنا كالمحمدين الثلاثة المتقدمين. هذا حال كتب روايته غالبا كالمستدرك ، ولا تسأل عن سائر كتبه المشحونة بالقصص والحكايات الغريبة التي غالبها بالهزل أشبه منه بالجد ، وهو شخص صالح متتبع ، إلا أن اشتياقه لجمع الضعاف والغرائب والعجائب وما لا يقبلها العقل السليم والرأي المستقيم ، أكثر من الكلام النافع ، والعجب من معاصريه من أهل اليقظة ! كيف ذهلوا وغفلوا حتى وقع ما وقع مما بكت عليه السماوات ، وكادت تتدكدك على الأرض ؟ ![13].
     محمد الحسيني الشيرازي (ت : 1422 ه) : نقل لي السيد النجفي المرعشي، وعالم آخر من علماء العراق أن الحاج النوري كتب كتابه (فصل الخطاب) في عدم تحريف الكتاب، وإنما زيّده ونقّصه بعض أيادي المستعمرين في غفلة من المسلمين، وسماه (في تحريف)[14].
     محمد هادي معرفة (ت : 1427 ه) : كان محدّثنا النوري مولَعاً بجمع الأخبار وتتبّع الآثار ، وله في ذلك مواقف مشهودة ، ومصنّفاته في هذا الشأن معروفة . غير أنّ شغفه بذلك ، ربّما حاد به عن منهج الإتقان في النقل والتحديث ، ممّا أوجب سلبَ الثقة به أحياناً وفي بعض ما يرويه . ولا سيّما عند أهل التحقيق وأرباب النظر من فقهائنا الأعلام والعلماء العظام . وتساهله هذا في جمع شوارد الأخبار ، قد حطّ من قيمة تتبّعاته الواسعة واضطلاعه بمعرفة أحاديث آل البيت عليهم السلام والتي كان مشغوفاً بها طيلة حياته العلميّة . وقد غرّته ظواهر بعض النقول غير المعتمدة ، المأثورة عن طرق الفريقين ، مما حسبها تعني تحريفاً في كتاب اللّه العزيز الحميد . فكان ذلك مما أثار رغبته في جمعها وترصيفها ، غير مكترث بضعف الأسانيد ، أو نكارة المتون ، على غِرار أهل الحشو في الحديث . أضف إلى ذلك زعمه : أنّه لابدّ من تنويه الكتاب بشأن الولاية صريحاً ، التي هي أهم الفرائض متغافلاً عن تصريح الإمام الصادق عليه السلام بأنّ ذلك قد تُرك إلى تبيين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كما في سائر الفرائض وغيره من أحاديث تنفي وجود أيّ تصريح في كتاب اللّه باسم الأئمّة عليهم السلام. لكن محدّثنا النوري لم يُعر سمعه لأمثال هذه الأحاديث المضيئة ، التي تنزّه ساحة قدس القرآن عن شبهة احتمال التحريف ، وذهب في غياهب أوهامه ، راكضاً وراء شوارد الأخبار وغرائب الآثار ، ناشداً عن وثائق تربطه بمزعومته الكاسدة ... وهكذا تشبّث محدّثنا النوري بكل حشيش ، ونسج منواله نسجَ العنكبوت ... وهبّ أرباب القلم يسارعون في الردّ عليه ونقض كتابه بأقسى كلمات وأعنف تعابير لاذعة ، لم يدعوا لبثّ آرائه ونشر عقائده مجالاً ولا قيد شعرة[15].
     باقر شريف القرشي (ت : 1433 ه) : ألف المحدث النوري كتابا أسماه ( فصل الخطاب ) ذكر فيه وقوع التحريف زيادة ونقيصة في القرآن الكريم ، وقد اتخذه خصوم الشيعة وسيلة للتشهير والطعن بهم ، وهذا الكتاب خال من الموازين والقيم العلمية ، وهو على غرار ما كتبه السيوطي في كتابه ( الإتقان) الذي ذكر فيه سيلا من الروايات على وقوع التحريف في القرآن الكريم . والكتاب لا يحفل به قد اعتمد على الروايات الموضوعة وعلى الكتب المطعون فيها أمثال كتاب ( سليم بن قيس ) وقد رد عليه الإمام البلاغي نضر الله مثواه قال : ( وقد جهد المحدث المعاصر في كتابه ( فصل الخطاب ) في جمع الروايات التي استدل بها على النقيصة ، وكثر أعداد مسانيدها بأعداد المراسيل ، مع أن المتتبع المحقق يجزم بأن هذه المراسيل مأخوذة من تلك المسانيد . وفي جملة ما أورده من الروايات مالا يتيسر احتمال صدقها ، ومنها ما هو مختلف بما يؤول إلى التنافي والتعارض ، مع أن القسم الوافر منها ترجع أسانيدها إلى بضعة أنفار ، وقد وصف علماء الرجال كلا منهم لا أستحل أن أروي من تفسيره حديثا واحدا وأنه معروف بالموقف ، وأشد عداوة للرضا عليه السلام ، وأما بأنه فاسد الرواية يرمي بالغلو[16].
     ياسين الموسوي (معاصر) : فصل الخطاب في مسألة تحريف الكتاب . فرغ منه في النجف في 28 ج 2 1292 ، وطبع في 1298 . وبعد نشره وقع الاختلاف فيه ، بين ناقد ومؤيد . والنقطة المركزية لاختلاف الآراء حول الكتاب هو في مسألة إمكان تحريف الكتاب الشريف أو وقوعه - أعوذ بالله عز وجل - من هذا القول . فيصّر الناقدون ان الشيخ النوري قدس سره ذكر في كتابه هذا ان الكتاب الشريف قد وقع فيه التحريف - والعياذ بالله عز وجل - ...  ومهما كان عذر الشيخ النوري قدس سره ورأيه فإنه يعترف بأنه أخطأ في ذلك وكان الأنسب به أن يترك تأليف ذلك الكتاب الذي ضرره واقع ونفعه مفقود. ... وعلى كل حال فجمع ذلك الكتاب كانت زلة كبيرة[17].
     لطف الله الصافي (معاصر) : لم نر في علماء الإمامية ومشايخهم من يعتنى بكتاب فصل الخطاب ، ويستند إليه ، وليس بينهم من يعظم المحدث النوري لهذا التأليف ، ولو لم يصنف هذا الكتاب لكان تقدير العلماء عن جهوده في تأليفه غيره من المآثر الرائعة كالمستدرك وكشف الأستار وغيرهما أزيد من ذلك بكثير ، ولنال من التقدير والاكبار أكثر ما حازه من العلماء وأهل الفضل ، ودفنه في المكان المشرف ليس لأجل تأليفه هذا الكتاب ، انما المقام مقدس يدفن فيه من ناله التوفيق ، وقد دفن فيه من العلماء وغيرهم من ذوي الثروة والسلطة والعوام جمع كثير . وليست جلالة قدر الرجل في العلم والتتبع والإحاطة بالحديث مما يقبل الانكار ، وان خطاه بسبب تأليف هذا الكتاب وصير هدفا لسهام التوبيخ والاعتراض ، فنبذ كتابه هذا وقوبل بالطعن والانكار الشديد بل صنف بعضهم في رده وفى اثبات عدم
التحريف كتبا مفردة ، كالعلامة الشهير السيد محمد حسين الشهرستاني مولف ( رسالة حفظ الكتاب الشريف عن شبهة القول بالتحريف ) ، والعالم المحقق الشيخ محمود التهراني حيث رده بكتاب ( كشف الارتياب )[18].
     جعفر مرتضى العاملي (معاصر) : سئل ما هو رأيكم بالمحدث النوري الذي ينسب إليه القول بتحريف القرآن ؟ أولاً هل النسبة صحيحة خصوصاً أن بعض العلماء ولعله آقا بزرگ الطهراني قال بأنه يستظهر من كتابه [ فصل الخطاب ] صفحة 22 بأن مراد المحدث الرد على القول بالتحريف وليس القول به ! ! ؟ مع أن ظاهر الكتاب القول بالتحريف .
     فأجاب : بالنسبة للسؤال عن صحة القول بتحريف القرآن نقول : إن كتابه فصل الخطاب يدل على أنه يريد إثبات التحريف فعلا[19].
     وقال : أن ثمة أمراً يحاول من خلاله بعض الحاقدين ، والجهلة المتعصبين ، الطعن به على شيعة أهل البيت « عليهم السلام » ، وإثارة أجواء مسمومة حول اعتقادهم بالقرآن ، متذرعاً بما صدر عن أحد المحدِّثين المعروفين ، وهو الشيخ حسين النوري ، الذي وقع تحت تأثير روايات ذات طابع معيَّن روي بعضها في كتب الشيعة ، وورد أكثرها من كتب غيرهم ، وعلى رأسها الصحاح الستة وسواها من مجاميع حديثية ، وكتب تفسير وقراءات ، وعلوم قرآن لدى غير الشيعة . وحين لم يستطع أن يعرف هذا المحدِّث وجه الحق فيها ، ولم يتمكن من أن يرد ما يستحق الرد ، ويقبل ما يكون فيه موجبات القبول ، وعجز عن تحديد المراد فيما يحتاج إلى تفسير وتأويل . . بادر إلى تأليف كتاب ضعيف في مبناه ، وفي معناه . . زعم أنه أثبت فيه - استناداً إلى تلك الروايات والمنقولات - حدوث تحريف في كتاب الله سبحانه ، وقد سماه ب‍  "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" . ومن الواضح : أن شذوذ أحد المنتسبين إلى مذهب مَّا برأي غريب ، لا يبرر نسبة ذلك الرأي إلى ذلك المذهب ، ولا يصحح التشنيع عليه به . ولو فتح هذا الباب لذرت قرون الأحقاد والفتن ، ولا تسع الخرق على الراقع . . وربما لم يسلم أحد . ومهما يكن من أمر ، فإن إلقاء نظرة متأملة على مضامين ذلك الكتاب تعطي أنه يفقد القيمة العلمية من الأساس[20].
     وقال : إن السيد الإمام الخميني حين وجه الأنظار إلى مؤلفات الشهيد السعيد مرتضى مطهري. فإنما كان يعني بكلامه تلك المؤلفات التي ظهرت ، وطبعت ، ونشرت قبل استشهاد ذلك الشهيد السعيد رضوان الله تعالى عليه . . فإن تلك المؤلفات كان قد اطلع عليها. أما ما عداها ، مما لم يكن قد نشر بعد من مؤلفاته ، فإن الإمام الخميني لا يستطيع أن يحكم عليه بشيء ، ولا يجدي حسن الظن في تأييد ما لم يتم الوقوف على مضامينه ، ولم تحصل المعرفة به ، أو بها. خصوصاً ، إذا كان بعضها كالملحمة الحسينية ، قد اعتمد فيه على كتاب "اللؤلؤ والمرجان" للمحدث النوري ، الذي أوقع الطائفة في المحذور الكبير ، حين ألف كتاب : "فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب" هذا الكتاب الذي لم يكن له أي مبرر ، ولا يرضي أحد من العلماء - ومنهم الإمام الخميني بالنتائج التي توصل إليها فيه. وكلنا يعلم : أن هذا الكتاب قد تسبب بمشكلة عظيمة لأهل المذهب ، وأطلق ألسنة الحاقدين والمغرضين ، للطعن ، والتجريح ، ولا يعلم إلا الله إلى متى ستبقى الحال على هذا[21].
     علي الحسيني الميلاني (معاصر) : ولو سلمنا أن الشيخ النوري يعتقد بنقصان القرآن ، فهو قوله ، لا قول الطائفة ، قول الواحد لا ينسب إلى الطائفة [22].
     مكارم الشيرازي (معاصر) : وقد اعتمد الكثير من المتذرعين في إثبات تحريف القرآن على كتاب ( فصل الخطاب ) المشار إليه آنفا . ولابد من الإشارة إلى غرض وغاية هذا الكتاب من خلال ما كتبه تلميذ المؤلف العلامة الشيخ آغا بزرك الطهراني، حيث يذكر أنه سمع من أستاذه مرارا : إن ما في كتاب فصل الخطاب لا يمثل عقيدتي الشخصية ، إنما ألفته للبحث والمناقشة ، وأشرت فيه إلى عقيدتي في عدم  تحريف القرآن دون أن أصرح ، وكان من الأفضل أن أسميه ( فصل الخطاب في عدم تحريف الكتاب ) . ثم يقول المحدث الطهراني : هذا ما سمعناه من قول شيخنا نفسه ، وأما عمله فقد رأيناه يقيم وزنا لما ورد في مضامين الأخبار ، ويراها أخبار آحاد لابد أن تضرب عرض الحائط ، ولا أحد يستطيع نسبة التحريف إلى أستاذنا إلا من هو غير عارف بعقيدته ومرامه[23].
     مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث : ما في كلام المحدث النوري من دلالة واضحة على عدم اعتقاده بمزعومة التحريف التي ذهب إليها قبل تأليفه المستدرك وخاتمته ، وذلك في كتابه (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب) الذي ذهب فيه إلى حذف اسم أمير المؤمنين عليه السّلام من المصحف الشريف ببضع روايات لا دلالة فيها على أن الاسم الكريم كان من أصل النظم القرآني ، بل الثابت بكتب الطرفين ان ذكر الاسم كان من قبيل التفسير ، وبيان المصداق ، أو من نزلت فيه الآية . ومما يدل على رجوعه عن هذا الرأي تصريحه هنا بأنه لم يُسمَّ في القرآن أحد من الصحابة غير زيد بن حارثة . وإذا علمنا أن تلميذه الشيخ الثقة الجليل آغا بزرك الطهراني قد قال عنه كما بيناه في مقدمة تحقيق المستدرك ما حاصله : اني سمعته يقول في أيامه الأخيرة : قد أخطأت في تسمية كتابي فصل الخطاب ، وكان اللازم أن أسميه : ( فصل الخطاب في إثبات عدم تحريف كتاب رب الأرباب ) وعطفنا هذه الشهادة على تصريح الشيخ النوري نفسه بما ينقض استدلاله في كتاب فصل الخطاب ، تأكد لنا رجوعه عن الالتزام بهذه الشبهة ، واتضح ان ما قاله الشيخ آغا بزرك عنه هو الصحيح خصوصاً وإن هذه الخاتمة قد ألفها في أيام حياته الأخيرة هذا ولم أجد من تنبّه إلى قول الشيخ النوري هذا ، أو نبّه عليه ! فلاحظ ... لقد آثار هذا الكتاب ردود فعل عند الكثير من علمائنا ؛ لأنّ القول بالتحريف لا ينسجم مع عقائد الإماميّة الحقّة . لذا تصدّى بعض الأفاضل للردّ على ما جاء في كتاب « فصل الخطاب » ، منهم الشيخ محمود الطهراني المعروف بالمعرب برسالة سماها « كشف الارتياب عن تحريف الكتاب » . ومن جهة أخرى قام العلامة الطهراني صاحب الذريعة في محاولة اعتذار وتوجيه حول ما جاء في كتاب أستاذه المذكور[24].
 
جولة في كتاب فصل الخطاب:
     قال في مقدمته : هذا كتاب لطيف، وسفر شريف، عملته في إثبات تحريف القرآن، وفضائح أهل الجور والعدوان، وسميته فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب[25].
     ذكر نقلاً عن نعمة الله الجزائري: إن الأخبار الدالة على التحريف تزيد على ألفي حديث[26].
     وقال تحت عنوان "في ذكر أقوال علمائنا رضوان الله عليهم أجمعين في تغيير القرآن وعدمه" : فاعلم أن لهم في ذلك أقوالاً مشهورها اثنان :الأول : وقوع التغيير والنقصان فيه وهو مذهب الشيخ الجليل علي بن إبراهيم القمي - شيخ الكليني - في تفسيره . صرح بذلك في أوله وملأ كتابه من أخباره مع التزامه في أوله بألا يذكر فيه إلا مشايخه وثقاته . ومذهب تلميذه ثقة الاسلام الكليني رحمه الله على مانسبه اليه جماعة ، لنقله الأخبار الكثيرة والصريحة في هذا المعنى .وبهذا يعلم مذهب الثقة الجليل محمد بن الحسن الصفار في كتاب بصائر الدرجات . وهذا المذهب صريح الثقة محمد بن إبراهيم النعماني تلميذ الكليني صاحب كتاب ( الغيبة ) المشهور ، وفي ( التفسير الصغير ) الذي اقتصر فيه على ذكر أنواع الآيات وأقسامها ، وهو منزلة الشرح لمقدمة تفسير علي بن إبراهيم .وصريح الثقة الجليل سعد بن عبد الله القمي في كتاب ( ناسخ القرآن ومنسوخه ) كما في المجلد التاسع عشر من البحار ، فإنه عقد بابا ترجمته ( باب التحريف في الآيات التي هي خلاف ما أنزل الله عز وجل مما رواه مشائخنا رحمة الله عليهم من العلماء من آل محمد عليهم السلام ) ثم ساق مرسلا أخبارا كثيرة تأتي في الدليل الثاني عشر فلاحظ .وصرح السيد علي بن أحمد الكوفي في كتاب (بدع المحدثة ) ، وقد نقلنا سابقا ما ذكره فيه في هذا المعنىوهو ظاهر أجلة المفسرين وأئمتهم الشيخ الجليل محمد بن مسعود العياشي ، والشيخ فرات بن إبراهيم الكوفي ، والثقة النقد محمد بن العباس الماهيار ، فقد ملئوا تفاسيرهم بالأخبار الصريحة في هذا المعنى .وممن صرح بهذا القول ونصره الشيخ الأعظم : محمد بن محمد النعمان المفيد ومنهم شيخ المتكلمين ومتقدم النوبختيين أبو سهل إسماعيل بن علي بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت صاحب الكتب الكثيرة التي منها ( كتاب التنبيه في الإمامة ) قد ينقل عنه صاحب الصراط المستقيم . وابن أخته الشيخ المتكلم ، الفيلسوف ، أبو محمد ، حسن بن موسى ، صاحب التصانيف الجيدة ، منها : كتاب ( الفرق والديانات) .والشيخ الجليل أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت صاحب كتاب ( الياقوت ) الذي شرحه العلامة ووصفه في أوله بقوله ( شيخنا الأقدم وإمامنا الأعظم ) . ومنهم إسحاق الكاتب الذي شاهد الحجة - عجل الله فرجه .ورئيس هذه الطائفة الشيخ الذي قيل ربما بعصمته ، أبو القاسم حسين بن روح بن أبي بحر النوبختي ، السفير الثالث بين الشيعة والحجة صلوات الله عليه . وممن يظهر منه القول بالتحريف : العالم الفاضل المتكلم حاجب بن الليث ابن السراج كذا وصفه في ( رياض العلماء (. وممن ذهب إلى هذا القول الشيخ الجليل الأقدم فضل بن شاذان في مواضع من كتاب ( الإيضاح ) . وممن ذهب اليه من القدماء الشيخ الجليل محمد بن الحسن الشيباني صاحب تفسير ( نهج البيان عن كشف معاني القرآن ) في مقدماته ويظهر من تراجم الرواة أيضاً شيوع هذا المذهب حتى أفرد له بالتصنيف جماعة.  فمنهم الشيخ الثقة أحمد بن محمد بن خالد البرقي صاحب كتاب المحاسن المشتمل على كتب كثيرة، وعد الشيخ الطوسي في الفهرست والنجاشي من كتبه "كتاب التحريف". ومنهم والده الثقة محمد بن خالد عد النجاشي من كتبه "كتاب التنزيل والتغيير". ومنهم الشيخ الثقة الذي لم يعثر له على زلة في الحديث كما ذكروا علي بن الحسن بن فضال، عد من كتبه "كتاب التنزيل من القرآن والتحريف". ومنهم محمد بن الحسن الصيرني، في الفهرست له "كتاب التحريف والتبديل. ومنهم أحمد بن محمد بن سيار، عد الشيخ والنجاشي من كتبه "كتاب القرآن" وقد نقل عنه ابن ماهيار الثقة في تفسيره كثيراً وكذا الشيخ حسن بن سليمان الحلي تلميذ الشهيد في مختصر البصاير وسماه "التنزيل والتحريف" ونقل عنه الأستاذ الأكبر في حاشية المدارك في بحث القراءة وعندنا منه نسخة. ومنهم الثقة الجليل محمد بن العباس بن علي بن مروان الماهيار المعروف بابن الحجام صاحب التفسير المعروف المقصور على ذكر ما نزل في أهل البيت عليهم السلام ذكروا أنه لم يصنف في أصحابنا مثله، وأنه ألف ورقة، وفي الفهرست له "كتاب قراءة أمير المؤمنين عليه السلام" وكتاب "قراءة أهل البيت عليهم السلام" وقد أكثر من نقل أخبار التحريف في كتابه كما يأتي: ومنهم أبو طاهر عبد الواحد بن عمر القمي. ذكر ابن شهر آشوب في معالم العلماء أن له كتاباً "في قراءة أمير المؤمنين عليه السلام وحروفه" والحرف في الأخبار وكلمات القدماء يطلق على الكلمة كقول الباقر والصادق عليهما السلام في تبديل كلمة آل محمد بآل عمران حرف مكان حرف، وعلى الآية كقول بعض الصحابة في سورة أنى أحفظ منها حرفاً أو حرفين يا أيها الذين آمنوا إلى آخر الآية ومنه قول أمير المؤمنين عليه السلام والله ما حرف نزل على محمد - - صلى الله عليه وسلم - إلا وأنا أعرف فيمن نزل وفي أي موضع نزل، وعلى الحروف الهجائية وهي كثيرة، وعلى الأعم من الأول والأخير كقول أبي جعفر عليه السلام ولم يزد فيه أي في القرآن إلا حروف أخطأت به الكتاب، وله إطلاقات آخر لا ربط لها بالمقام. ومنهم صاحب كتاب تفسير القرآن وتأويله وتنزيله وناسخه ومنسوخاً محكمه ومتشابهه وزيادات حروفه وفضائله وثوابه روايات الثقات عن الصادقين من آل رسول الله صلوات الله عليهم أجمعين، كذا في سعد السعود للسيد الجليل علي بن طاؤس ره. ومنهم صاحب كتاب ذكر السيد في الكتاب المذكور أنه مكتوب فيه ما قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد وزيد ابني علي بن الحسين وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر صلوات الله عليهم ونقل عنهم حديثاً يأتي في سورة آل عمران. ومنهم صاحب كتاب الرد على أهل التبديل ذكره ابن شهر آشوب في مناقبه كما في البحار ونقل عنه بعض الأخبار الدالة على أن مراده من أهل التبديل هو العامة وغرضه من الرد هو الطعن عليهم به لأن السبب فيه إعراض أسلافهم عن حافظه وواعيه[27].
     وقال تحت الدليل الحادي عشر في إثبات التحريف في القرآن :
     الأخبار الكثيرة المعتبرة الصريحة في وقوع السقط ودخول النقصان في الموجود من القرآن زيادة على ما مر متفرقاً في ضمن الأدلة السابقة وأنه أقل من تمام ما نزل إعجازاً على قلب سيد الإنس والجان من غير اختصاصها بآية أو سورة، وهي متفرقة في الكتب المعتبرة التي عليها المعول وإليها المرجع عند الأصحاب. جمعت ما عثرت عليها في هذا الباب بعون الله الملك الوهاب.
(ألف)  ثقة الإسلام في آخر كتاب (فضل القرآن) من (الكافي) عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أن القرآن الذي جاء به جبرائيل (ع) إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - سبعة عش ألف آية.
(ب) المولى محمد صالح في (شرح الكافي) عن (كتاب سليم بن قيس الهلالي) أن أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لزم بيته وأقبل على القرآن يجمعه ويؤلفه، فلم يخرج من بيته حتى جمعه كله، وكتب على تنزيله الناخس والمنسوخ منه، والمحكم والمتشابه، والوعد والوعيد، وكان ثمانية عشر ألف آية.
(ج) أحمد بن محمد السياري في (كتاب القراءات) عن علي بن لحكم عن هشام بن سالم، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: القرآن الذي جاء به جبرائيل إلى محمد - صلى الله عليه وسلم - عشرة آلاف آية.
 (د) في (الكافي): عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: قلت له: جعلت فداك إنا نسمع الآيات في القرآن ليس هي عندنا. كما نسمعها ولا نحسن أن نقرأها كما بلغنا عنكم، فهل نأثم؟ فقال: لا، اقرؤوا كما تعلمتم. فسيجيئكم من يعلمكم.
(هـ‍) وفيه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن هاشم، عن سالم بن أبي سلمة، قال: قرأ رجل على أبي عبد الله عليه السلام وأنا أسمع حروفاً من القرآن ليس على ما يقرأها الناس، فقال: كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأها الناس حتى يقوم القائم عليه السلام، فإذا قام القائم (ع) قرأ كتاب الله عز وجل على حده، وأخرج المصحف الذي كتبه علي عليه السلام ورواه الصفار في (البصائر) عن محمد بن الحسين مثله.
(و) عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن جندب عن سفيان بن سمط، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تنزيل القرآن، فقال: اقرؤوا كما علمتم.
(ز) الثقة الجليل محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام قال: لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص ما خفي حقنا على ذي حجي، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن، قال المحدث البحراني في (الدرر النجفية): يمكن حمل الزيادة في هذا الخبر على التبديل حيث أن الأصحاب ادعوا الإجماع على عدم الزيادة فيه، والأخبار الواردة في هذا الباب مع كثرتها ليس فيها ما هو صريح في الزيادة، فتأويل هذا الخبر بما ذكرنا لا بعد فيه إلا أنه يأتي الإشارة إلى زيادة بعض الحروف، ويأتي ذكره في محله.
(ح) وعنه بإسناده عن الصادق (ع): لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتنا فيه مسمين.
(ط) وعنه بإسناده عن إبراهيم بن عمرو، قال: قال أبو عبد الله (ع)، أن في القرآن ما مضى وما يحدث وما هو كائن، كانت فيه أسماء الرجال فألقيت، وإنما الاسم الواحد منه في وجوه لا تحصى، يعرف ذلك الوصاة.
ورواه الصفار في (البصائر) عن أحمد بن محمد بن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر وعنه (ع).
(ي) وعنه بإسناده عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إن القرآن طرح منه آي كثير ولم يزد فيه إلا حروفاً أخطأت به الكتبة وترهمتها الرجال.
(يا) علي بن إبراهيم في تفسيره عن علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو أن الناس قرؤوا القرآن كما أنزل الله ما اختلف اثنان" قال في (الدرر): وهو واضح الدلالة في المطلوب، والمراد لا تعتريه شائبة الشبهة والإيراد، قلت وهو كك إذ الظاهر أن المراد رفع الاختلاف في أمر الإمامة والرياسة أو ما هو مثلها والظاهر أن ما به يزول الاختلاف من جهة قراءته كما أنزل هو وجود اسم الرئيس فيه بحيث لا يحتمل غيره، وإلا فالاختلاف موجود وحمل الخبر على حمله على أسباب نزوله ينافي كون رافع الاختلاف القراءة كما أنزل إذ هو على ما ذكر تفسيره كك وهو خلاف ظاهر مع أن رافع الاختلاف في أسباب النزول لتعارض ما ورد فيه هو ظاهر القرآن أيضاً، فلا يتوقف هو عليه.
(يب) الشيخ أبو عمرو الكشي في رجاله في ترجمة أبي الخطاب عن أبي خلف بن حماد عن أبي محمد الحسن بن طلحة عن أبي فضال عن يونس بن يعقوب عن بريد العجلي عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: أنزل الله في القرآن سبعة بأسمائهم، فمحت قريش سبعة وتركوا أبا لهب.
(يج) محمد بن إبراهيم النعماني في غيبته عن أحمد بن هوذه عن النهاوندي عن عبد الله بن حماد عن صباح المزني عن الحارث بن الحصيرة عن أصبغ بن نباتة، قال: سمعت علياً عليه السلام يقول: كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل: قلت: يا أمير المؤمنين أو ليس هو كما أنزل؟ فقال: لا، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلا للإزراء على رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه عمه:
(يد) محمد بن العباس ماهيار في تفسيره على ما نقله عنه الشيخ شرف الدين النجفي في تأويل الآيات الباهرة في سورة زخرف عن محمد بن مخلد الدهان عن علي بن أحمد العريضي بالرقة عن إبراهيم بن علي بن جناح عن الحسن بن علي بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نظر إلى علي عليه السلام إلى أن قال: قام الصادق عليه السلام: ولقد قال عمرو بن العاص على منبر مصر: محي من كتاب الله ألف حرف، وحرف منه بألف درهم، وأعطيت ألف درهم على أن يمحى "إن شانئك هو الأبتر"، فقالوا: لا يجوز ذلك، فكيف جاز ذلك لهم ولم يجز لي؟ فبلغ ذلك معاوية فكتب إليه: قد بلغني ما قلت على منبر مصر ولست هناك.
(يه) عماد الدين محمد بن أبي القاسم في (بشارة المصطفى) عن الشيخ أبي البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصير قراءة عليه في المحرم سنة 16 هـ‍في مشهد أمير المؤمنين عليه السلام عن أبي طالب محمد بن الحسن بن عيينة عن أبي الحسن محمد بن الحسين بن أحمد عن محمد بن وهبان الديبلي عن علي بن أحمد بن كثير العسكري عن أحمد بن الفضل أبو سلمة الأصفهاني عن أبي علي راشد بن علي بن وابل القرشي عن عبد الله حفص المدني، قال: حدثني محمد بن إسحاق عن سعد بن زيد بن أرطأة عن كميل بن زياد عن أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته إليه، وهي طويلة شريفة جامعة لفوائد كثيرة، وفيها: يا كميل إن الله عز وجل كريم حليم عظيم رحيم، دلنا على أخلاقه وأمرنا بالأخذ بها، وحمل الناس عليها، فقد أديناها غير مختلفين وصدقناها غير مكذبين، وقبلناها غير مرتابين، لم يكن لنا والله شياطين يوحي إليها وتوحي إلينا كما وصف الله تعالى قوماً ذكرهم الله عز وجل بأسمائهم في كتابه لو قرء كما أنزل: شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً: الوصية".
(يو) الحسين بن حمدان الحضيني في هدايته وفي كتابه الآخر الذي وصل إلينا منه ما يتعلق بالإمام الثاني عشر عليه السلام عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيان عن الحسنين عن أبي شعيب عن محمد بن نصير عن عمرو بن فرات عن محمد بن المفضل عن مفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام في حديث طويل في أحوال القائم عليه السلام، وفيه: أنه يسند ظهره (ع) إلى الكعبة ويقول - إلى أن قال -: ثم يتلو القرآن، فيقول المسلمون: هذا وإنه القرآن حقاً الذي أنزله الله على محمد - صلى الله عليه وسلم -، وما أسقط وبدل وحرف، لعن الله من أسقطه وبدله وحرفه، وفي موضع آخر منه أن الحسني يقول للمهدي صلوات اله عليه: إن كنت مهدي آل محمد عليه السلام فأين المصحف الذي جمعه جدك أمير المؤمنين عليه السلام بغير تغيير ولا تبديل؟
(يز) غير واحد من أجلة المحدثين عن الحسن بن سليمان الحلي. قال: وجدت بخط مولانا أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام: أعوذ بالله من قوم حذفوا محكمات الكتاب ونسو الله رب الأرباب والنبي وساقي الكوثر في مواقف الحساب، فنحن السنام الأعظم، وفينا النبوة والولاية والكرم، والأنبياء كانوا يقتبسون من أنوارنا ويقتفون آثارنا.
(يح) الشيخ الطبرسي في (الاحتجاج) قال: جاء بعض الزنادقة إلى أمير المؤمنين عليه السلام وقال له: لولا ما في القرآن من الاختلاف والتناقض لدخلت في دينكم، وساق الخبر وهو طويل، وفيه تسعة مواضع فيه دلالة صريحة على النقصان والتحريف ذكرناها في حال مصحف أمير المؤمنين (ع).
واعلم أنه رحمه الله قال في أول كتابه، ولا نأتي في أكثر ما نورده من الأخبار بإسناده إما لوجود الإجماع عليه أو موافقته لما دلت عليه العقول أو لاشتهاره في السير والكتب بين المخالف والموالف إلا ما أوردته عن أبي محمد عليه السلام الخ. وروى هذا الخبر الشيخ الصدوق (ره) في (كتاب التوحيد) عن أحمد بن الحسن القطان عن أحمد بن يحيى عن بكر بن عبد الله بن حبيب، قال: حدثنا أحمد بن يعقوب بن مطر، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن عبد العزيز الأحدث، قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: حدثنا طلحة بن زيد عن عبد الله عن أبي معمر السعداني أن رجلاً أتى أمير المؤمنين عليه السلام - وساق الخبر مع نقصان كثير عما في (الاحتجاج) منه ما يتعلق بنقصان القرآن وتغييره إما لعدم الحاجة إليه كما يفعل ذلك كثيراً فيه وفي سائر كتبه أو لعدم موافقته لمذهبه.
قال المحقق النحرير الشيخ أسد الله الكاظميني في (كشف القناع) في جملة كلام له:
وبالجملة فأمر الصدوق مضطرب جداً، ولا يحصل من فتواه غالباً علم ولا ظن، لا يحصل من فتاوى أساطين المتأخرين وكذلك الحال في تصحيحه وترجيحه، وقد ذكر صاحب (البحار) حديثاً عنه في (كتاب التوحيد) عن الدقاق عن الكليني بإسناده عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام، ثم قال: هذا الخبر مأخوذ من (الكافي)، وفيه تغييرات عجيبة تورث سوء الظن بالصدوق، وأنه إنما فعل ذلك لتوافق مذهب أهل العدل انتهى، وربما طعن عليه بعض القدماء بمثل ذلك في حديث رواه في العمل في الصوم بالعدد، وهذا عجيب من مثله، وكيف كان فالأول أظهر.
(يط) أحمد بن محمد السياري في (كتاب القراءات) عن محمد بن سليمان عن مروان بن الجهم عن محمد بن مسلم قال: قرأ أبو جعفر عليه السلام بين يدي آيات من كتاب الله جل ثناؤه، فقلت له: جعلت فداك إنا لا نقرؤها هكذا، فقال: صدقت نقرؤه والله كما نزل به جبرائيل على محمد - صلى الله عليه وسلم -، ما يعرف القرآن إلا من خوطب به.
(ك) عن سيف وهو ابن عميرة عن غير واحد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: لو ترك القرآن كما أنزل لألفينا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا.
(كا) عن أبي سالم عن حبيب السجستاني عن أبي جعفر عليه السلام في حديث: أنه قال: يا حبيب إن القرآن قد طرح منه آي كثير، ولم يزد فيه إلا حروف أخطأت بها الكتاب وتهمتها الرجال.
(كب) عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمير النجفي، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن القرآن فيه خبر ما مضى وما يحدث وما كان وما هو كائن، وكانت أسماء الرجال فألقيت.
(كج) عن علي بن النعمان عن أبيه عن عبد الله بن مسكان عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: لولا أنه زيد في القرآن ونقص ما خفي حقنا على ذي حجي، ولو قد قام قائمنا فنطق صدقه القرآن.
(كد) وعن ابن فضال عن داؤه بن زيد عن بريد عن أبي عبد الله عليه السلام قال: نزل القرآن في سبعة بأسمائهم، فمحت قريش ستة وتركت أبا لهب.
(كه) وعن الحجال عن قطبة بن ميوون عن عبد الله الأعلى، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: أصحاب العربية يحرفون كلام الله عز وجل عن مواضعه، والظاهر أنه (ع) أشار إلى التغييرات التي وقعت في القرآن من جهة تصرفات القراء وأرباب الأدبية فيه يما يقتضيه قواعدهم الغير المنتهية إلى النبي (- صلى الله عليه وسلم -) ولا إلى أهل اللسان كما أشرنا. وكفى في ذلك بعض أقسام الإدغام الواجب عند بعضهم المغير لهيئة الكلمة لسقوط حرف منها وتبديله بآخر يقاربه في المخرج وهكذا.
(كو) النعماني في غيبته عن ابن عقدة عن علي بن الحسين عن الحسن ومحمد ابني يوسف عن سعدان بن مسلم عن صباح المزني عن الحارث بن حضيرة عن حبة العوفي، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: كأني أنظر إلى شيعتنا بمسجد الكوفة وقد ضربوا الفساطيط يعلمون الناس القرآن كما أنزل، أما إن قام قائمنا إذا قام كسره وسوى قبلته.
(كز) النعماني رحمه الله في تفسيره عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة عن جعفر بن أحمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي عن إسماعيل بن مهران عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن إسماعيل بن جابر، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قال أمير المؤمنين عليه السلام: في القرآن ناسخ ومنسوخ ومحكم ومتشابه إلى أن عد (ع) من الأقسام ومنه حرف مكان حرف، ومنه ما هو محرف عن جهته، ومنه ما هو على خلاف تنزيله، ثم شرح الإمام وذكر لكل واحد أمثلة إلى أن قال: وأما ما حرف من كتاب الله فقوله تعالى: كنتم خير أمة، وعد بعض الآيات المحرفة كما يأتي، وقال في آخره: ومثل هذا كثير.
(كح) الشيخ الكشي في أول رجاله عن حمدويه وإبراهيم ابني نصير، قالا: حدثنا محمد بن إسماعيل الرازي، قال: حدثني علي بن حبيب المدايني عن علي بن سويد التائي، قال: كتب إلي أبو الحسن الأول عليه السلام وهو في السجن: وأما ما ذكرت يا علي ممن تأخذ معالم دينك عن غير شيعتنا، فإنك إن تعديتهم أخذت دينك عن الخائنين الذين خانوا الله ورسوله، وخانوا أماناتهم إنهم ائتمنوا على كتاب الله عز وجل وعلا، فحرفوه وبدلوا فعليهم لعنة الله ولعنة ملائكته ولعنة آبائي الكرام البررة ولعنتي ولعنة شيعتي إلى يوم القيامة.
(كط) محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن أحمد بن محمد عن الحسين قال: حدثني أحمد بن إبراهيم عن عمار عن إبراهيم بن الحسين بن بسطام عن عبد الله بن بكير، قال: حدثني عمر بن يزيد عن هشام الجواليقي عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن لله مدينة خلف البحر سعتها مسير أربعين يوماً، فيها قوم لم يعصوا الله قط - إلى أن قال -: إذا رأيتهم رأيت الخشوع والاستكانة وطلب ما يقربهم إليه إذا حبسنا ظنوا أن ذلك من سخط يتعاهدون ساعة التي تأتيهم فيها لا يسئمون ولا يفترون، يتلون كتاب الله كما علمناهم، وإن فيما نعلمهم ما لو تلي على الناس لكفروا به ولأنكروه.
(ل) الشيخ محمد بن الحسن الشيباني، في أول تفسيره المسمى بـ (نهج البيان) قال بعض المفسرين ممن روى عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) وعن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (ع) فقال: إن القرآن المجيد يشتمل على أمر ونهي، وناسخ ومنسوخ، ومحكم ومتشابه، وبيان ومبين، ومجمل ومفسر، ومطلق ومقيد" وحقيقة ومجاز، وعام وخاص، ومقدم ومؤخر، وعلى المعطوف المنقطع وعلى الحرف مكان الحرف، وفيه ما هو على خلاف الظاهر في التنزيل - إلى أن ذكر من أمثلة الأخير - قوله تعالى: ولما ضرب ابن مريم إذا قومك منه يضجون، فحرفوها يصدون وكقوله تعالى: "بلغ ما أنزل إليك من ربك" في علي عليه السلام فمحوا اسمه.
(لا) الشيخ الجليل علي بن إبراهيم القمي عن صفوان بن يحيى عن أبي الجارود عن عمران بن هيثم عن مالك بن حمزة عن أبي ذر قال لما نزلت هذه الآية: "يوم تبيض وجوه وتسود وجوه" قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ترد علي أمتي يوم القيامة على خمس رايات، فراية مع عجل هذه الأمة، فاسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي فيقولون: أما الأكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا، وأما الأصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه، فأقول: ردوا إلي النار ظمئاً مظمئين، مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية فرعون هذه الأمة، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه، وأما الأصغر فعاديناه وقاتلناه، فأقول لهم: ردوا إلى النار ظماء مظمئين، مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية مع سامري هذه الأمة، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فعصيناه وتركناه وأما الأصغر فخذلناه وضيعناه وصنعنا به كل قبيح، فأقول: ردوا إلى النار ظماء، مظمئين، مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية ذي الثدية مع أول الخوارج وآخرهم فاسألهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: أما الأكبر فمزقناه وبرئنا منه وأما الأصغر فقاتلناه، فاقول لهم: ردوا إلى النار ظماء مظمئين، مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية مع إمام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون أما الأكبر فاتبعناه وأما الأصغر فأحببناه وواليناه وأردناه ونصرناه حتى اهريقت فيهم دماءنا، فأقول لهم: ردوا إلى الجنة، روى مرويين مبيضة وجوهكم، ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يوم تبيض وجوه وتسود جوه" الآية.
(لب) السيدان الجليلان أبو القاسم بن رضي الدين بن طاؤس في (زوائد الفوائد) والسيد المحدث الجزائري في (أنوار النعمانية) عن الشيخ العالم أبي جعفر محمد بن جرير الطبري قال: أخبرنا الأمين السيد أبو المبارك أحمد بن محمد بن أردشبر الدستاني قال: أخبرنا السيد أبو البركات محمد الجرجاني قال: أخبرنا هبة الله القمي واسمه يحيى قال: حدثنا إسحاق بن محمد قال حدثنا الفقيه الحسن السامري أنه قال كنت أنا ويحيى بن أحمد بن جريح البغدادي فقصدنا أحمد بن إسحاق البغدادي وهو صاحب الإمام الحسن العسكري عليه السلام بمدينة "قم" فقرعنا عليه الباب، فخرجت إلينا من داره صبية عراقية، فسألناها عنه؟ فقالت: هو مشغول وعياله فإنه يوم عيد، فقلنا: سبحان الله، الأعياد عندنا أربعة، عيد الفطر، عيد النحر، والغدير، والجمعة قالت: روى سيدي أحمد عن إسحاق عن سيده العسكري عن أبيه علي بن محمد عليهما السلام أن هذا يوم عيد وهو خيار الأعياد عند أهل البيت عليهم السلام وعند مواليهم - إلى أن ذكر - خروج أحمد بن إسحاق إليهم، ورواية عن العسكري عن أبيه أن حذيفة دخل في يوم التاسع من ربيع الأول على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكره بعض فضائل هذا اليوم ومثالب من يقتل فيه، قال حذيفة: قلت: يا رسول الله، في أمتك وأصحابك وفي هذا الحرم قال (- صلى الله عليه وسلم -): جبت من المنافقين يظلم أهل بيتي، ويستعمل في أمتي الربا، ويدعوهم إلى نفسه، ويتطول على الأمة من بعدي، ويستجلب أموال الله من غير حله وينفقها في غير مناعة، ويحمل على كتفه درة الخزي، ويضل الناس عن سبيل الله، ويحرف كتابه، ويغير سنتي - إلى أن قال - ثم قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل بيت أم سلمة فرجعت عنه وأنا غير شاك في أمر الشيخ الثاني، حتى رأيته بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد فتح الشر، وأعاد الكفر والارتداد عن الدين، وحرف القرآن.
(لج) الشيخ الجليل سعد بن عبد الله القي في (بصائره) على ما نقله عن الشيخ حسن بن سليمان الحلي في (منتخبه) عن القاسم بن محمد الأصفهاني. عن سليمان بن داود المنقري المعروف بالشاد كوني، عن يحيى بن آدم عن شريك بن عبد الله عن جابر بن زيد الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنى فقال: أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين، أما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، كتاب الله وعترتي والكعبة البيت الحرام، ثم قال أبو جعفر عليه السلام، أما كتاب الله فحرفوا وأما الكعبة فهدموا وأما العترة فقتلوا، وكل ودايع الله قد نبذوا، منها قد تبرأوا، ورواه الصفار في الجزء الثامن من (بصائره) عن علي بن محمد عن القاسم بن محمد مثله.
(لد) الصدوق في (الخصال) عن محمد بن عمر الجعاني عن عبد الله بن بشير عن الحسن بن الزبرقان عن أبي بكر بن عياش عن أبي الزبير عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون، المصحف، والمسجد، والعترة، يقول المصحف: يا رب حرفوني ومزقوني، ويقول المسجد: يا رب عطلوني وضيعوني، وتقول العترة، يا رب قتلونا وطردونا، فأحبثوا للركبتين في الخصومة فيقول الله لي: أنا أولى بذلك.
(له) ثقة الإسلام في (روضة الكافي) عن عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور الخزاعي عن سويد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن إسماعيل بن بزيع عن عمه حمزة بن بزيع عن علي بن سويد والحسن بن محمد عن محمد بن أحمد النهدي عن إسماعيل بن مهران عن محمد بن منصور عن علي بن سويد قال: كتبت إلى أبي الحسن موسى عليه السلام وهو في الحبس كتاباً، أسأله عن حاله وعن مسائل كثيرة احتبس الجواب عني شهراً ثم أجابني بجواب. هذه نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله العلي العظيم الذي بعظمته ونوره أبصر قلوب المؤمنين - إلى أن قال -: ولا تلتمس دين من ليس من شيعتك ولا تحبن دينهم الخائنون الذين خانوا الله ورسوله، وخانوا أماناتهم، وتدري ما خانوا فإنهم أماناتهم ائتمنوا على كتاب الله فحرفوه وبدلوه، الخبر. ورواه الصدوق بسند صحيح مثله.
(لو) الثقة الجليل حسين بن سعيد الأهوازي في كتابه على ما نقله عنه في البحار عن أبي الحسن بن عبد الله بن أبي يعفور قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعنده نفر من أصحابه فقال لي: يا ابن يعفور هل قرأت القرآن؟ قال: قلت: نعم قرأت هذه القرانة قال: عنها سألتك ليس من غيرها قال: فقلت: نعم جعلت فداك، ولم قال؟ لأن موسى حدث قومه بحديث لم يحتملوه عنه، فخرجوا عليه بمصر فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم ولأن عيسى حدث قومه بحديث فمل يحتملوه عنه فخرجوا عليه بتكريث فقاتلوه فقاتلهم فقتلهم وهو قول الله عز وجل: {فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين} وإنه أول قائم يقوم منا أهل البيت يحدثكم بحديث لا تحتملونه فتخرجون عليه بزميلة الأسكرة فتقاتلونه فيقاتلكم وهي آخر خارجة تكون الخبر قال المجلسي ره قوله: ولم: أي ولم تسألني عن غير ذلك القراءة وهي المنزلة التي ينبغي أن يعلم فأجاب عليه السلام بأن القوم لا يحتملون تغيير القرآن ولا يقبلونه واستشهد عليه السلام بما ذكر.
(لز) الشيخ الطوسي في (المصباح في دعاء قنوت الوتر) اللهم العن الرؤساء والقادة والأتباع من الأولين والآخرين الذين صدوا عن سبيلك، اللهم أنزل بهم بأسك ونقمتك فإنهم كذبوا على رسولك وبدلوا نعمتك وأفسدوا عبادك وحرفوا كتابك، وغيروا سنة نبيك، الدعا.
(لح) وفيه روي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه يستحب أن يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - بعد العصر يوم الجمعة بهذه الصلاة، ثم ساقها وفيها، اللهم العن الذين بدلوا دينك وكتابك وغيروا سنة نبيك.
(لط) الشيخ ره في غيبته عن أحمد بن علي الرازي عن أبي الحسنين محمد بن جعفر الأسدي قال: حدثني الحسنين بن محمد بن عامر الأشعري قال: حدثني يعقوب بن يوسف الضراب العسان الأصفهاني قال: حججت في ستة 281 وقال في متهجده دعاء آخر مروي عن صاحب الزمان عليه السلام، خرج إلى ابن الحسن الضراب الأصفهاني بمكة بإسناد لم نذكره اختصاراً نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم إلى قوله (ع)، اللهم جدد ما امتحى من دينك وأحي به ما بدل من كتابك. الدعا.
(م) الشيخ جعفر بن محمد بن قولويه في (كامل الزيارة) عن محمد بن جعفر الرزاز عن الحسنين بن الخطاب عن ابن أبي نجران عن يزيد بن إسحاق عن الحسن بن عطية عن أبي عبد الله عليه السلام، اللهم العن الذين كذبوا رسلك وهدموا كعبتك وحرفوا. كتابك. الزيارة.
(ما) وفيه عن الحسنين بن محمد بن أحمد بن إسحاق عن سعدان بن مسلم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا أتيت القبر بدأت فأثنيت على الله عز وجل - إلى أن قال (ع) في سياق الدعا: اللهم العن الذين كذبوا رسلك وهدموا كعبتك وحرفوا كتابك وسفكوا دم أهل بيت نبيك صلى - صلى الله عليه وسلم -.
(مب) العلامة المجلسي في (البحار) عن (مزار المفيد) في زيارة لأبي عبد الله عليه السلام غير مقيدة بوقت، وفيها: الله العن الذين كذبوا رسولك وهدموا كعبتك، واستحلوا حرمك، وألحدوا في البيت الحرام، وحرفوا كتابك.
(مج) السيد رضي الدين علي بن طاؤس ره في (الإقبال) روينا بإسنادنا إلى عبد الله بن جعفر الحميري عن الحسن بن علي الكوفي عن الحسن بن محمد الحضرمي عن عبد الله بن سنان عن الصادق عليه السلام في زيارة فيها، وخالفوا السنة، وبدلوا الكتاب.
(مد) الشيخ الطوسي ره في (المصباح) في زيارة يوم عاشورا روى عبد الله بن سنان عن الصادق (ع) في حديث شريف فيه ذكر زيارة فيها: اللهم إن كثيراً من الأئمة ناصبت المستحفظين من الأئمة إلى قوله (ع) حرفت الكتاب، ورواه محمد بن المشهدي في (مزاره) كما في (البحار) عن عماد الدين محمد بن أبي القاسم الطبري عن أبي علي بن شيخ الطائفة عن أبيه عن المفيد عن ابن قولويه والصدوق عن الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عبد الله بن سنان.
(مه) الكفعمي في (البلد الأمين) وفي (جنته المعروف بالمصباح) عن عبد الله بن عباس عن علي عليه السلام أنه كان يقنت بدعاً صنمي قريش وقال: إن الداعي به كالرامي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في بدر وحنين بألف ألف سهم وقال: أيضاً: إنه من غوامض الأسرار وكرائم الأذكار، وكان أمير المؤمنين عليه السلام يواظب عليه في ليله ونهاره وأوقات أسحاره وفي موضع آخر، اللهم العنهم بكل آية حرفوها، والشيخ العالم أسعد بن عبد القاهر شرح على هذا الدعا سماه (رشح الولاء) كما فيهما وفي (أمل الآمل) للمحدث الحر العاملي.
وشرحه أيضاً المولى علي العراقي في سنة 1878 وكذا الفاضل الماهر المولى مهدي بن العالم الجليل المولى علي أصغر القزويني في أواخر الصفوية.
(مو) السيد بنطاؤس ره في (منهج الدعوات) بإسناده إلى سعد بن عبد الله في كتابه (فضل الدعاء) عن أبي جعفر محمد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا عليه السلام وبكير بن صالح عن سليمان بن جعفر الجعفري عن الرضا (ع) قالا: دخلنا عليه وهو في سجدة الشكر فأطال في السجود. ثم رفع رأسه فقلنا له أطلت السجود؟ فقال: من دعا في سجدة الشكر بهذا الدعا كان كالرامي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم بدر، قال: قلنا: فنكتبه قال: إذا أنت سجدت سجدة الشكر فقل: اللهم الذين بدلا دينك إلى قوله (ع) وحرفا كتابك.
(مز) ابن شهر آشوب في المناقب كما في (البحار) بإسناده إلى عبد الله بن محمد بن سليمان بن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن جده عن عبد الله في خطبة أبي عبد الله عليه السلام يوم عاشورا، وفيها فإنما أنتم من طواغيت الأمة وشذاذ الأحزاب ونبذة الكتاب ونفئة الشيطان وعصية الآثام ومحرفوا الكتاب. الخطبة. ونسبته التحريف إليهم مع كونه من فعل أسلافهم كنسبة قتل الأنبياء إلى اليهود المعاصرين لجده - صلى الله عليه وسلم - في القرآن العظيم لرضاهم جميعاً بما فعلوه واقتفائهم بآثارهم واقتدائهم بسيرتهم.
(مح) السيد بن طاؤس رحمه الله في (مصباح الزائر) ومحمد بن المشهدي في (مزاره) كما في (البحار) عن الأئمة عليهم السلام في زيارة جامعة طويلة معروفة وفيها في ذكر ما حدث بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعقت سلمانها، وطردت مقدادها ونفت جندبها وفتقت بطن عمارها، وحرفت القرآن وبدلت الأحكام.
(مط) السيد قاس سره في (مهجه) عن نسخة عتيقة فيها: حدثني الشريف أبو الحسن محمد بن محمد بن المحسن بن يحيى الرضا أدام الله تعالى تأييده عن أبيه عن أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن صدقة عن سلامة بن محمد الأزدي عن أبي محمد جعفر بن عبد الله العقيلي وعن أبي الحسن محمد بن زنك الرهاوي عن أبي القاسم عبد الواحد الموصلي عن أبي محمد جعفر بن عقيل بن عبد الله بن عقيل بن محمد بن عبد الله بن عقيل بن أبي طالب عن أبي روح النسائي عن أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليهما السلام في دعاء طويل له شرح عجيب وفيه: وأدل ببواره الحدود المعطلة والأحكام المهملة، والسنن الدائرة، والمعالم المغيرة، والتلاوات المغيرة، والآيات المحرفة الدعا.
(ن) الشيخ الكشي في ترجمة زارة عن حمدويه بن نصير عن محمد بن عيسى بن عبيد عن يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن زرارة وعن محمد بن قولويه والحسنين بن الحسن عن سعد بن عبد الله عن هارون بن الحسن بن محبوب عن محمد بن عبد الله بن زرارة وابنيه الحسن والحسين عن عبد الله بن زرارة قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: اقرأ مني على والدك السلام - إلى أن قال -: عليكم بالتسليم والرد إلينا، وانتظار أمرنا وأمركم، وفرجنا وفرجكم، ولو قد قام قائمنا وتكلم بتكلمنا ثم استأنف بكم تعليم القرآن، وشرايع الدين والأحكام، والفرائض كما أنزله على محمد - صلى الله عليه وسلم - لأنكر أهل البصائر فيكم ذلك اليوم إنكاراً شديداً ثم لم تستقيموا على دين الله وطريقته إلا من يحب حد السيف فوق رقابكم، إن الناس بعد نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ركب الله به سنة من كان قبلكم، فغيروا وبدلوا وحرفوا وزادوا في دين الله ونقصوه، فما من شيء عليه الناس اليوم إلا وهو محرف عما نزل به الوحي من عند الله قال المحقق الداماد لام التعليل الداخلة على أن باسمها وخبرها على ما في أكثر النسخ متعلقة باستئناف التعليم وفتكم بفتح الفاء وتشديد التاء المثنات من فوق جملة فعلية على جواب لو، وذلك اليوم منصوب على الظرف وإنكار شديد مرفوع على الفاعلية والمعنى شق عصاكم وكسر قوة اعتقادكم وبدد جمعكم وفرق كلمتكم وفي بعض النسخ إنكاراً شديداً نصباً على التمييز أو على نزع الخافض، وذلك اليوم بالرفع على الفاعلية وفيكم بحرف الجر المتعلقة بمجرورها بأهل البصائر للظرفية أو بمعنى منكم وذلك بالنصب على الظرف وإنكاراً شديداً منصوباً على المفعول المطلق وعلى التميز فليعرف، انتهى، وأفرد الضمير في قوله ركب به لإفراد لفظ الناس.
(فا) النعماني ره في (غيبته) عن علي بن الحسين عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن أحمد بن محمد بن نصر عن عاصم بن حميد عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يقوم القائم عليه السلام بأمر جديد وكتاب جديد على العرب شديد، ليس شأنه إلا السيف ولا تأخذه في الله لومة لائم. ورواه أيضاً بطريق آخر.
(نب) السياري في كتاب (القراءات) عن سيف بن عميرة عن أبي بكر بن محمد قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لو قرء القرآن على ما أنزل ما اختلف فيه اثنان.
(نج) ثقة الإسلام في (الكافي) عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعاً عن ابن محبوب عن ابن حمزة عن أبي حيى عن الأصبغ بن غباته قال: سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول: نزل القرآن أثلاثاً ثلث فينا وفي عدونا، وثلث سنن وأمثال، وثلث فرائض وأحكام.
(ند) وعن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد عن الحجال عن علي بن عقبة عن داؤد بن فرقد عم نذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن القرآن نزل على أربعة أرباع، ربع حلال، وربع حرام، وربع سنن وأحكام، وربع خبر ما كان من قبلكم ونبأ ما لم يكن بعدكم وفصل ما بينكم.
(نه) وعنه عن أبي علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن صفوان عن إسحاق بن عمار بن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل القرآن على أربعة أرباع، ربع فينا، وربع في عدونا، وربع سنن وأمثال، وربع فرائض وأحكام.
(نو) العياشي في تفسيره عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: نزل القرآن على أربعة أرباع، ربع فينا، وربع في عدونا، وربع في فرائض وأحكام، وربع سنن وأمثال ولنا كرائم القرآن.
(نز) وعن محمد بن خالد الحجاج الكرخي عن بعض أصحابه رفعه إلى خيثمة قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا خيثمة نزل القرآن أثلاثاً، ثلث فينا وفي أحبائنا، وثلث في أعدائنا وعدو من كان قبلنا، وثلث سنة ومثل.
(نح) فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره عن أحمد بن موسى عن الحسين بن ثابت عن أبيه عن شعبة بن الحجاج عن الحكم عن ابن عباس قال: أخذ النبي يد علي صلوات الله عليهما فقال: إن القرآن أربعة أرباع، ربع فينا أهل البيت خاصة، وربع في أعدائنا، وربع حلال وحرام، وربع فرائض وأحكام، ورواه ابن المعالي من الجمهور في مناقبه كما نقل عنه في البرهان.
(نط) وعن محمد بن سعيد بن رحيم الهمداني ومحمد بن عيسى بن زكريا عن عبد الرحمن بن سراج عن حماد بن أعين عن الحسن بن عبد الرحمن عن الأصبغ بن نباته عن علي عليه السلام قال: القرآن أربعة أرباع، ربع فينا، وربع في عدونا. وربع فرائض وأحكام، وربع حلال وحرام، ولنا كرائم القرآن.
(س) وعن أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن صبيح والحسن بن علي بن الحسين السلولي عن محمد بن الحسين بن المطهر عن صالح بن الأسود عن حميد بن عبد الله النخعي عن كريا بن ميسرة عن الأصبغ بن نباته قال: قال علي (ع): نزل القرآن أرباعاً وذكر قريباً منه.
(سا) السياري في كتاب (القراءات) عن الحسين بن سيف بن عميرة عن أخيه عن أبيه عن أبي حمزة الشمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: نزل القرآن أرباعاً، ربعاً في عدونا وربعاً فينا، وربعاً في سنن وأمثال، وربعاً فيه فرائض وأحكام.
     قلت: هذه الطائفة من الأخبار. قد استدل بها المفيد رحمه الله في المسائل المروية كما تقدم في المقدمة الثالثة، وهو مبني على كون بناء التقسيم فيها على التسوية الحقيقية كما هو ظاهر التربيع والتثليث لا مجرد التقسيم وإن زاد بعضه على بعض فإن المناسب أن يقال: نزل على ثلاثة أقسام أو أربعة وعلى أن المراد تقسيم ظاهر القرآن بحسب تنزيله لا ما يشتمل البطون والتأويل، وللفروض أن الموجود لا يلائم هذه القسم فإن المشهور أن آيات الأحكام نحو من خمسمائة آية أو يزيد عليها أو ينقص بقليل، وجميع الآيات كما تقدم ستة آلاف ومائتان وست وثلاثون على قول. في لا تبلغ العشر بل ولا تبلغ أحد التحديدين، وإن اعتبر بحسب الكلمات والحروف وضم آيات الأصول إلى الفروع، واكتفى بمجرد الإشعار الغير البالغ حد الظهور كما أشار إليه العلامة الطباطبائي في فوايده ولذا رفع اليد عن ظهور الربع والثلث في التقسيم الحقيقي وقال: والوجه حمل الأثلاث والأرباع على مطلق الأقسام والأنواع، وإن اختلف في المقدار، وحمل الربع على ما البطون والثلث على ما يعمه، وبطون البطون أو الأول على غاية ما يصل إليه أفكار العلماء، والثاني على ما يعمه والمختص بالأئمة (ع) أو حملها على أحكام الآيات مع الاكتفاء في الثلث بالأشعار أو تعميمه بحيث يشمل البطون ولا ريب أن الأول أكثر من الثاني وقد تقدم في الحمل على مطلق الأقسام شيخ شيخه الشيخ أبو الحسن الشريف، في تفسيره، وهو غير بعيد بالنظر إلى الاختلاف الواقع في تلك الأخبار من تثليث تارة وتربيعه أخرى ثم الاختلاف في كل واحد منهما ففي خبر الأصبغ أدرج ما نزل في أعدائهم عليهم السلام في ثلثهم وذكر للفرائض والأحكام ثلثاً مستقلاً، وفي خبر خثيمة أدرج الثاني في السنن والأمثال وذكر لعدوهم ثلثاً برأسه ومثله في أخبار التربيع ولا حاجة لنا إلى التمسك بها، لأن في الأخبار المتقدمة غنى وكفاية لتماميها سنداً ومتناً، أما الأول فواضح لأن فيها الصحيح والموثق مع أن حلها موجودة في الكتب المعتبرة التي ضمن بعض أربابها أن لا يدرج فيها إلا الصحيح بالمعنى القديم الذي عليه النباء وإلى أن ملاحظة السند في تلك الأخبار الكثيرة توب سد باب التواتر المعنوي فيها، بل هو أشبه بالوسواس الذي ينبغي الاستعاذة منه، وأما الثاني فكذلك بالنسبة إلى أكثرها خصوصاً فيما تضمن لفظ النقط والمحور الإلقاء، والحذف والطرح، والنقص وتحديد القرآن فلو أراد أحد أن يذكره مثل تلك الدعوى في كتاب أو رسالة، لما يزيد في كلامه على تلك الكلمات شيئاً، وكذا ما اشتمل على لفظ التحريف على ما هو الظاهر المتبادر منه، فإن معناه لغة التغيير قالوا: وتحريف الكلام تغييره عن مواضعه، وهو ظاهر في تغيير صورته بأحد الوجوه المتقدمة، بل وهو الشايع منه في استعماله في أمثال تلك الموارد، فروى الصدوق في (الفقيه) عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا عليه السلام، يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إن الله تبارك وتعالى ينزل في كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا فقال: لعن الله المحرفين الكلام عن مواضعه، والله ما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ذلك إنما قال: إن الله تبارك وتعالى ينزل ملكاً إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير وليلة الجمعة في أول الليلة فيأمره فينادي الخ.
وفي طب الأئمة مسنداً عن الصادق عليه السلام أن رجلاً قال له: يا ابن رسول الله إن قوماً من علماء العامة يروون أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: إن الله يبغض اللحامين ويمقت أهل البيت الذي يؤكل فيه كل يوم اللحم فقال (ع): غلطوا غلطاً بيناً إنما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله يبغض أهل بيت يأكلون في بيوتهم لحم الناس أن يغتابونهم فإنهم لا يرحمهم الله، عمدوا إلى الكلام فحرفوه بكثرة رواياتهم.
وفي صفات الشيعة للصدوق بإسناده عن الصادق عليه السلام قال: همكم معالم دينكم وهم عدوكم بكم وأشرب قلوبكم بكم بغضاً، يحرفون ما يسمعونه منكم كله، ويجعلون لكم أنداداً ثم يرمونكم به بهتاناً فحسبهم بذلك عند الله معصية وفي تفسير الإمام (ع) وقد كان فريق منهم يعني من هؤلاء اليهود من بني إسرائيل يسمعون كلام الله في أصل جبل طور سيناء وأوامره ونواهيه، ثم يحرفونه عما سمعون إذا أدوه إلى من ورائهم من سائر بني إسرائيل من بعد ما عقوله وعلموا أنهم فيما يقولونه كاذبون وهم يعلمون أنهم في قبلهم كاذبون.
وفي الكشاف في قوله تعالى في سورة النساء {يحرفون الكلم عن مواضعه} يميلونه عنهم ويزيلونه، لأنهم إذا بدلوه ووضعوا مكانه كلماً غيره فقد أمالوه عن مواضعه التي وضعه الله فيها وأزالوه عنها وذلك نحو تحريفهم اسم ربه عن موضعه في التوراة بوضعهم آدم أطول مكانة ونحو تحريفهم الرجم بوضعهم الحديد له وقال قريباً من ذلك في قوله تعالى: {يسمعون كلام الله ثم يحرفونه} وقال الشيخ الطبرسي: {يحرفون الكلم عن مواضعه}، أي يبدلون كلام الله وأحكامه عن مواضعها وقال مجاهد: يعني بالكلم التوراة، وذلك أنهم كتموا ما في التوراة من صفات النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك جميع الأخبار الدالة على وقوع التحريف في التوراة والإنجيل، وهو بهذا المعنى عند الجميع.
ثم أنه لو سلمنا عدم ظهوره فيه فنقول: لا بد لنا من حمل التحريف في تلك الأخبار على التحريف اللفظي، والتغيير الصوري لا التحريف المعنوي لقرائن كثيرة.
منها أن الألفاظ المذكورة المتكررة في تلك الأخبار بالسقط والمحو وغيرها صريحة في المطلوب، فتكون قرينة تحمل التحريف عليه أيضاً لوحدة سياق تلك الأخبار مع ما ورد من أن أخبارهم يفسر بعضها بعضاً.
منها ذكره مع بعض الألفاظ المذكورة كقوله (ع): لعن الله من أسقطه وبدله وحرفه وقوله: فحرفوه وبدلوه ووقوعه بياناً له كقوله محي من كتاب الله ألف حرف وحرف منه بألف درهم ويظهر منه حال غيره بالتقريب.
منها تمثيله (ع) للآيات المحرفة بما غيرت صورتها وحذف حرف أو كلمة منها كما في خبري النعماني والشيباني.
منها إنا لم نعثر على التحريف المعنوي الذي فعله الخلفاء الذين نسب إليهم التحريف في تلك الأخبار في آية أو أكثر وتفسيرهم لها بغير ما أراد الله تعالى منها، ولو وجد ذلك لكان في غاية القلة، وإنما شاع التحريف المعنوي والتفسير بالرأي والأهواء في الطبقات المتأخرة عنهم من المفسرين الذين عاصروا الأئمة عليهم السلام، كقتادة والضحاك والكلبي ومقاتل أو تأخروا عنهم (ع) كالبلخي والقاضي والزمخشري والرازي وأضرابهم وإنما الذي صدر من الخلفاء مخالفة القرآن في مقام العمل للدواعي النفسانية والشبهات الإبلسية، وليس هذا تحريفاً ويوضح ما ذكرنا ما في أخبار المناشدة وغيرها من تصديقهم ما عده أمير المؤمنين عليه السلام من مناقبه من الآيات البينات، وإن لم يعملوا بلازمه نعم فسرها الزمخشري والرازي وأمثالها بما يلزم منه التحريف المعنوي فلاحظ ما ذكروه في قوله تعالى: {يا أيها الرسول بلغ} وقوله تعالى: {إنما وليكم الله} الآية.
منها قلة إطلاق التحريف على تغيير المعنى في مقام بيانه مع ذكره بغيره من الألفاظ كالنهي عنه في أخبار كثيرة ادعى تواترها، وليس في خبر منها من حرف القرآن فهو كذا أو مثال ذلك، وإنما الموجود فيه من فسر القرآن برأيه، ومثله ومن ذلك كثير من الآيات المفسرة عند العامة بغير ما أنزله الله الشائعة في عصر الأئمة عليه السلام كآية الوضوء والتيمم والسرقة أمثالها، ولم توصف بالتحريف في خبر أو كلام أحد من الأصحاب.
منها مناسبة هدم الكعبة وقتل الذرية، لكون المراد من تحريف القرآن المذكور معها تنقيص بعض أجزائه الظاهرة.
منها ما ر من تشبيه تحريف المنافقين بتحريف اليهود والنصارى، ومر أن تحريفهم كان تحريفاً لفظياً كما هو صريح القرآن في مواضع كثيرة إلى غير ذلك من القرائن التي يجدها المتأمل المنصف بل يظهر للمتتبع أنه بهذا المعنى هو الشايع في كلمات الأصحاب قديماً وحديثاً، وفي السنة المخالفين حتى أنهم عبروا في تحرير الخلاف في سقوط بعض القرآن وعدمه بهذا اللفظ وتقدم في المقدمة الثالثة ذكر الكتب المصنفة في التحريف اللفظي من القدماء والتعبير عنها بكتاب التحريف أو بكتاب التحريف والتبديل، وأما ما في "رسالة أبي جعفر" عليه السلام، إلى سعد الخير وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا رفوا حروفه وحدوده، فهم يروونه ولا يرعونه فهو إشارة إلى الأحبار والرهبان من أهل الكتاب لقوله (ع) قبل ذلك: وكل أمة قد رفع الله عنهم علم الكتاب حين نبذوه وولاهم عدوهم حين تولوه وكان من نبذهم الخ وقوله (ع) بعد شرحه لذلك ثم اعرف أشباههم من هذه الأمة الذين أقاموا حروف الكتاب وحرفوا حدوده ثم أن الظاهر من الفقرتين أن علماء اليهود والنصارى، وعلماء العامة أقاموا حروفه، يعني بفطرتهم له بالأصوات الحسنة والألحان المستحسنة، والمحافظة على الآداب المذكورة في علم القراءة والواجبات المستحبات المصطلح عليها بينهم والمداومة على ختمه وحرفوا حدوده بتفسيرهم له بآرائهم وعقولهم من غير استناد في معرفة أحكامه وحلاله وحرامه إلى أهل الذكر المأمور بالرجوع إليهم في ذلك وهذا مما لا ننكره وليس في الخبر دلالة ولا إشارة إلى كون المراد من التحريف في سائر الأخبار، تغيير المعنى إذا المحرف فيها هو القرآن أو الآيات أو الحروف، وفي هذا الخبر حدود القرآن، ولا يخفى اختلاف مفاد العبارتين بحسب الظهور ولا منافاة بينهما توجب رفع اليد عن أحديهما، والمحرفون فيها الخلفاء وفيه علماء العامة وأشرنا إلى تغاير فعلهما مع أن عدم كونه صارفاً لما ورد في تحريف التوراة والإنجيل مما قامت عليه الضرورة وجعه صارفاً في المقام يوجب التفكيك المستهجن فيه بل صرف الأخبار المذكورة الصريحة بعضها على المطالب لظاهر هذا الخبر الضعيف المبني على التقية لقوله (ع) في آخره ولولا أن يذهب بك الظنون عني لجليت لك عن أشياء من الحق غطيتها ولنشرت لك أشياء من الحق كتمتها ولكني اتقيتك الخ، وظاهر الخبر أن الحق المكتوم هو ما يشبه الأمر المذكور للأسرار المخزونة خروج عن الاستقامة والإنصاف.
     وقال تحت الدليل الثاني عشر : الأخبار الوارد في الموارد المخصوصة من القرآن الدالة على تغيير بعض الكلمات والآيات والسور بإحدى الصور المتقدمة وهي كثيرة جداً حتى قال السيد نعمة الله الجزائري في بعض مؤلفاته كما حكي عنه أن الأخبار الدالة على ذلك تزيد على ألفي حديث، وادعى استفاضتها جماعة كالمفيد والمحقق الداماد والعلامة المجلسي وغيرهم بل الشيخ ره أيضاً صرح في (التبيان) بكثرتها بل ادعى تواترها جماعة يأتي ذكرهم في آخر المبحث. ونحن نذكر منها ما يصدق دعواهم مع قلة البضاعة ونبين في آخرها ضعف بعض الشبهات التي أوردها عليها جماعة ما لا ينبغي صدورها عنهم من ضعفها مرة وقلتها أخرى، وعدم دلالتها على المطلوب تارة مخالفتها للمشهود أخرى.
واعلم أن تلك الأخبار منقولة من الكتب المعتبرة التي عليها معول أصحابنا في إثبات الأحكام الشرعية والآثار النبوية إلا كتاب (القراءات) لأحمد بن محمد السياري، فقد ضعفه أئمة الرجال، فالواجب علينا ذكر بعض القرائن الدالة على جواز الاستناد إلى هذا الكتاب ليكون حاله كحال غيره مما نقلنا عنه في هذا الباب فنقول قال الشيخ في الفهرست أحمد بن محمد بن سيار أبو عبد الله الكاتب بصري كان من كتاب الطاهر في زمن أبي محمد عليه السلام، ويعرف بالسياري ضعيف الحديث فاسد المذهب محفو الرواية كثير المراسيل وصنف كتباً منها كتاب (ثواب القرآن) (كتاب الطب) (كتب القراءات) (كتاب النوادر) أخبرنا بالنوادر خاصة الحسين بن عبيد الله عن أحمد بن محمد بن يحيى قال: حدثنا أبي قال: حدثنا السياري إلا بما كان فيه من غلو أو تخليط، وأخبرنا بالنوادر وغيره جماعة من أصحابنا منهم الثلاثة الذين ذكرناهم عن محمد بن أحمد بن داود قال: حدثنا سلامة بن محمد قال: حدثنا علي بن محمد الحنائي قال حدثنا السياري وقال النجاشي ره أحمد بن محمد بن سيار أبو عبد الله الكاتب بصرى كان من كتاب الطاهر في زمن أبي محمد عليه السلام ويعرف بالسياري ضعيف الحديث فاسد المذهب، ذكر ذلك لنا الحسين بن عبيد الله محفو الرواية كثير المراسيل له كتب وقع إلينا منها كتاب (ثواب القرآن) (كتاب الطب) (كتاب القراءات) (كتاب النوادر) و (كتاب الغارات)، أخبرنا الحسين بن عبيد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى، وأخبرنا أبو عبد الله القزويني قال حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه قال حدثنا السياري إلا ما كان من غلو وتخليط وظاهرها بعد كون مستنداً لتضعيف الغضايري المعروف ضعف تضعيفاته الاعتماد على ما رواياته الخالية عن الغلو والتخليط، وإلا فلا داعي لذكر الطريق إليها وكيف يروي عنه شيخ القيمين محمد بن يحيى العطار الثقة الجليل، وقد قال النجاشي في ترجمة جعفر بن محمد بن مالك بعد تضعيفه وذكر فساد مذهبه، ولا أدري كيف روى عنه شيخنا النبيل الثقة أبو علي بن همام، وشيخنا الجليل الثقة أبو غالب الرازي رحمهما الله تعالى، وفي باب الفيء والأنفال من (الكافي) عن علي بن محمد بن عبد الله عن بعض أصحابنا أظنه السياري وظاهره عدم الاعتناء بما قيل فيه بناء على ظهور أصحابنا في مشايخ الإمامية أو مشائخ أرباب الرواية، والحديث المعتبرة رواياتهم ويؤيده ما ذكره الشيخ محمد بن إدريس في آخر كتاب السرائر ما لفظه باب الزيادات، وهو آخر أبواب هذا الكتاب مما استنزعته واستطرفته من كتب المشيخة المصنفين والرواة المخلصين وستقف على أسمائهم إلى أن قال: ومن ذلك ما استطرفته من كتاب السياري واسمه أبو عبد الله صاحب موسى والرضا عليهما السلام وفي قوله صاحب موسى (ع) الخ، نظر لا يخفى على الناظر ومما يؤيد الاعتماد على روايات خصوص كتاب قراءات، وإن قلنا بفساد مذهبه كثرة رواية الشيخ الجليل محمد بن العباس بن ماهيار عنه عن كتابه هذا في تفسيره بتوسط أحمد بن القاسم وعدم وجود حديث فيه يشعر بالغلو حتى على ما اعتقده القيون نفيه فيهم (ع) ومطابقة أكثر روايات العياشي لما فيه بل لا يبعد أخذه منه إلا أنه لم يصل إلينا سند الأخبار المودعة في تفسيره لحذف بعض النساخ بل ما تفرد به في هذا الكتاب قليل لإنكاره فيه. فلا بأس بتخريجه شاهداً على كل حال، فنقول مستمداً من آل الرسول عليهم السلام.
 
     ثم ذكر مئات الروايات وضعها تحت السور المتعلقة بها[28].


[1] فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب، للنوري الطبرسي، المقدمة

[2] موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة )، لجعفر السبحاني، 1/ 73

[3] الذريعة، لآقا بزرك الطهراني، 18/ 9

[4] منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، لحبيب الله الهاشمي الخوئي، 16/ 287

[5] معارف الرجال في تراجم العلماء والدباء، ، لمحمد حرز الدين، 1/ 272

[6] آلاء الرحمن في تفسير القرآن، لمحمد جواد البلاغي النجفي، 1/ 25

[7] آلاء الرحمن في تفسير القرآن، لمحمد جواد البلاغي النجفي، 1/ 26

[8] البرهان، لمهدي البروجردي، 143

[9] الذريعة، لآقا بزرگ الطهراني، 16/ 231

[10] المصدر السابق، 24/ 278

[11] احسن الوديعة في تراجم اشهر مشاهير مجتهدي الشيعة، لمحمد مهدي الموسوي الأصفهاني الكاظمي،90

[12] الأنوار النعمانية، لنعمة الله الجزائري، 2/ 364 (الحاشية)

[13] أنوار الهداية، للخميني، 1/ 244

[14] حول السنّة المطهّرة، لمحمد الحسيني الشيرازي، 71

[15] موسوعة طبقات الفقهاء ( المقدمة )، لجعفر السبحاني، 1/ 73

[16] في رحاب الشيعة، لباقر شريف القرشي، 58

[17] النجم الثاقب، لميرزا حسين النوري الطبرسي، 1/ 76

[18] مجموعة الرسائل، للطف الله الصافي الگلپايگاني، 2/ 372

[19] مختصر مفيد، لجعفر مرتضى العاملي، 1/ 158

[20] المصدر السابق، 13/ 108

[21] كربلاء فوق الشبهات، لجعفر مرتضى العاملي، 7

[22] عدم تحريف القرآن، لعلي الحسيني الميلاني، 39 ، محاضرات في الاعتقادات، لعلي الحسيني الميلاني، 2/ 608

[23] الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، لناصر مكارم الشيرازي، 8/ 30

[24] خاتمة المستدرك، للنوري الطبرسي، 7/ 404 (الحاشية) ، 9/ 344 (الحاشية)

[25] فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب، للنوري الطبرسي، المقدمة

[26] فصل الخطاب للنوري الطبرسي، 251

[27] فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب للنوري الطبرسي، 26 (المقدمة الثالثة في ذكر أقوال علمائنا رضوان الله تعالى عليهم أجمعين في تغيير القرآن وعدمه)

[28] أنظر : http:/ / www.fnoor.com/ main/ articles.aspx?article_no=11079#.V6BIjvl974Y

عدد مرات القراءة:
8148
إرسال لصديق طباعة
الأربعاء 14 ذو الحجة 1445هـ الموافق:19 يونيو 2024م 09:06:36 بتوقيت مكة
ابن عائشة بنت أبي بكر الصديق  
اذا ما حكم من يقول بتحريف القرآن عند الشيعة و خصوصا انه يكذب رب العالمين القائل وانا له لحافظون. هل تقولون بكفر من يقول القرآن محرف.
الأثنين 20 صفر 1445هـ الموافق:4 سبتمبر 2023م 10:09:01 بتوقيت مكة
بن كروح محمد 
آيــــات - القرآن الكريم
سورة الحجر
آية 9

إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9)
 
اسمك :  
نص التعليق :