الكاتب : فيصل نور ..
نظرية أم القرى
نظرية صاغها محمد جواد لاريجاني في كتابه "مقولات في الاستراتيجية الوطنية". ملخصها أن قيادة العالم الإسلامي تقوم على أساس ولاية الفقيه، وأن إيران هي مهد الإسلام الحقيقي والخالص. وأنه بعد انتصار الثورة الإيرانية أصبحت إيران أم القرى دار الإسلام، وأصبح عليها واجب قيادة العالم الإسلامي، وعلى الأمة واجب ولايتها، أي أن إيران أصبحت لها القيادة لكل الأمة. وهزيمتها أو انتصارها هزيمة أو انتصارا للإسلام كله، فإن الحفاظ عليها يأخذ أولوية على أي أمر آخر.
ولخص ذلك بالقول أن :
-
العالم الإسلامي امة واحدة.
-
أساس وحدة الأمة (قيادتها).
-
قيادة العالم الإسلامي تقوم على أساس ولاية الفقيه: أي أن الأقرب إلى نبي الإسلام الأكرم هو اقرب في العلم والتقوى وسيكون خليفة زمان النبي صلى الله عليه وسلم. وقد اعتبرت إيران نفسها حسب وجهة نظر الخميني نقطة البداية، وقاعدة الانطلاق نحو تحقيق الوحدة الإسلامية.
-
عندما تقوم حكومة في إحدى بلاد الإسلام ويكون لدى قيادتها الأهلية لقيادة الأمة ــ في هذه الحالة ــ تصبح أم القرى دار الإسلام.
-
إذا قامت دولة أم القرى ففي هذه الحالة من واجب القيادة أن تلاحظ مصالح كل الأمة، ومن ناحية أخرى فان المحافظة على كل الأمة هو فريضة ولها أولوية على أي أمر آخر.
وخلص إلى القول بأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد الثورة سواء أكانت في زمن قيادة الإمام الخميني ـ الذي كان شمس البشرية أو في الوقت الحاضر الذي هو تحت ولي الأمر سماحة آية الله خامنئي ـ هي بدون شك أم القرى دار الإسلام. ومع الانتباه الدقيق إلى هذا المعنى ستكون الأمة الإسلامية أظهر من الشمس. والآن نقول: إن المحافظة على مكانة أم القرى هو من (الأهداف الوطنية)، والسعي من أجل هذا الهدف سيكون أيضا جزءا من استراتيجينا الوطنية.
إذاً هي نظرية تنص على تحول ايران الى مركز الاسلام العالمي وتشكيل امة اسلامية واحدة باستثارة الولاء الديني للشعوب لصهرها وتوحيدها خارج اطار الولاء الوطني وجمعها تحت قيادة دولة "ام القرى ايران" وحكومة الولي الفقيه التي تقدم الاسلام الصحيح وتحافظ عليه لتقودها وتدافع عنها، ان نظرية ام القرى تعتمد على نظرية الخميني "تصدير الثورة" ولكن ليس بدعم الجماعات واسقاط الانظمة وتحويل مدينة قم الى مركز اسلامي ولكن بتحويل كل ايران الى مركز الاسلام العالمي مع اثارة النزعة الدينية للشعوب وتقديس حكومة الولي الفقي.
نظرية ام القرى تحمل هدفين الاول السيطرة السياسية عن طريق الاحتلال الديني وجعل الولي الفقيه هو "امير المؤمنين" الذي يحكم بسلطته الدينية كل الدول التابعة لام القرى متجاوزا كل الحدود الجغرافية، الهدف الثاني هو حماية ايران من القوى الدولية ففي حال نشوب اي نزاع تثور الحكومات والشعوب الموالية على مصالح الدول المعادية لايران وتقف ضد اي تدخل عسكري او سياسي فتكون بذلك جيوش اضافية مستعدة للقتال لحماية المصالح الايرانية، والغريب ان نظرية ام القرى تتناقض مع المادة 154 من الدستور والتي تنص على ان "جمهورية ايران لا تتدخل في الشؤون الداخلية للشعوب الاخرى" لكنها تتوافق مع اهداف السيطرة على الدول، في النهائية نجد ان النظريتان تصدير الثورة وام القرى تستخدم الاسلام لتغطيه اهداف ايران السياسية التوسعية[1].
[1] نقلاً عن مجلة الراصد.