آخر تحديث للموقع :

الأربعاء 12 ربيع الأول 1445هـ الموافق:27 سبتمبر 2023م 06:09:26 بتوقيت مكة

جديد الموقع

الخطابية ..
الكاتب : فيصل نور ..

الخطابية

     فرقة شيعية من الغلاة، من أتباع أبي الخطاب الأسدي، محمد بن أبي زينب، المتوفى سنة 143هـ.
     يقول عالم الشيعة النوبختي : وأما أصحاب أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع الأسدي ومن قال بقولهم فإنهم افترقوا لما بلغهم أن أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام لعنه وبرئ منه ومن أصحابه فصاروا أربع فرق، وكان أبو الخطاب يدعي أن أبا عبد الله جعفر بن محمد عليهما السلام جعله قيمه ووصيه من بعده وعلمه اسم الله الأعظم ثم ترقى إلى أن ادعى النبوة ثم ادعى الرسالة ثم ادعى أنه من الملائكة وأنه رسول الله إلى أهل الأرض والحجة عليهم.
     ففرقة منهم قالت إن أبا عبد الله جعفر بن محمد هو الله جل وعز وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا وأن أبا الخطاب نبي مرسل أرسله جعفر وأمر بطاعته وأحلوا المحارم من الزنا والسرقة وشرب الخمر وتركوا الزكاة والصلاة والصيام والحج وأباحوا الشهوات بعضهم لبعض وقالوا من سأله أخوه ليشهد له على مخالفيه فليصدقه ويشهد له فإن ذلك فرض عليه واجب وجعلوا الفرائض رجالا سموهم والفواحش والمعاصي رجالا وتأولوا على ما استحلوا قول الله عز وجل: {يريد الله أن يخفف عنكم} وقالوا خفف عنا بأبي الخطاب ووضع عنا الأغلال والآصار يعنون الصلوة والزكاة والصيام والحج فمن عرف الرسول النبي الإمام فليصنع ما أحب.
     وفرقة قالت: بزيع نبي رسول مثل أبي الخطاب أرسله جعفر بن محمد وشهد بزيع لأبي الخطاب بالرسالة، وبرئ أبو الخطاب وأصحابه من بزيع.
     وفرقة قالت: السري رسول مثل أبي الخطاب أرسله جعفر وقال إنه قوي أمين وهو موسى {القوي الأمين} وفيه تلك الروح وجعفر هو الإسلام والإسلام هو السلام وهو الله عز وجل ونحن بنو الإسلام كما قالت اليهود: {نحن أبناء الله وأحباؤه} وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "سلمان ابن الإسلام"، فدعوا إلى نبوة السري ورسالته وصلوا وصاموا وحجوا لجعفر بن محمد ولبوا له فقالوا لبيك يا جعفر لبيك.
     وفرقة قالت جعفر بن محمد هو الله عز وجل وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، وإنما هو نور يدخل في أبدان الأوصياء فيحل فيها، فكان ذلك النور في جعفر ثم خرج منه فدخل في أبي الخطاب فصار جعفر من الملائكة ثم خرج من أبي الخطاب فدخل في معمر وصار أبو الخطاب من الملائكة فمعمر هو الله عز وجل، فخرج ابن اللبان يدعو إلى معمر وقال إنه الله عز وجل وصلى له وصام وأحل الشهوات كلها ما أحل منها وما حرم وليس عنده شيء محرم وقال لم يخلق الله هذا إلا لخلقه فكيف يكون محرما وأحل الزنا والسرقة وشرب الخمر والميتة والدم ولحم الخنزير ونكاح الأمهات والبنات والأخوات ونكاح الرجال. ووضع عن أصحابه غسل الجنابة وقال كيف أغتسل من نطفة خلقت منها.
     وزعم أن كل شيء أحله الله في القرآن وحرمه فإنما هو أسماء رجال فخاصمه قوم من الشيعة وقال لهم إن اللذين زعمتم أنهما صارا من الملائكة قد برئا من معمر وبزيع وشهدا عليهما أنهما كافران شيطانان وقد لعناهما فقالوا إن الذين ترونهما جعفرا وأبا الخطاب شيطانان تمثلا في صورة جعفر وأبي الخطاب يصدان الناس عن الحق، وجعفر وأبو الخطاب ملكان عظيمان عند الإله الأعظم إله السماء، ومعمر إله الأرض وهو مطيع لإله السماء يعرف فضائله وقدره. فقالوا لهم كيف يكون هذا ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم لم يزل مقرا بأنه عبد الله وأن الهه وإله الخلق أجمعين إله واحد وهو الله وهو رب السماء والأرض وإلهما لا إله غيره فقالوا إن محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يوم قال هذا عبدا رسولا أرسله أبو طالب وكان النور الذي هو الله في عبد المطلب ثم صار في أبي طالب ثم صار في محمد ثم صار في علي بن أبي طالب عليه السلام فهم آلهة كلهم قالوا لهم كيف هذا وقد دعا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أبا طالب إلى الإسلام والإيمان فامتنع أبو طالب من ذلك وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "إني مستوهبه من ربي وإنه واهبه لي" قالوا إن محمدا وأبا طالب كانا يسخران بالناس قال الله عز وجل: {إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون} وقال تعالى: {فيسخرون منهم سخر الله منهم} وأبو طالب هو الله عز وجل وتعالى الله عما يقولون علوا كبيرا. فلما مضى أبو طالب خرجت الروح وسكنت في محمد صلى الله عليه وآله وسلم وكان هو الله عز وجل في الحق وكان علي بن أبي طالب هو الرسول فلما مضى محمد صلى الله عليه وآله وسلم خرجت منه الروح وصارت في علي فلم تزل تتناسخ في واحد بعد واحد حتى صارت في معمر[1].
     وجاء في ذمه عن الصادق رحمه الله روايات عده من طرق الشيعة، منها:
     عن بشير الدهان ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كتب أبو عبد الله عليه السلام إلى أبي الخطاب بلغني أنك تزعم أن الزنا رجل ، وان الخمر رجل ، وان الصلاة رجل ، وأن الصيام رجل وان الفواحش رجل ، وليس هو كما تقول انا أصل الحق وفروع الحق طاعة الله وعدونا أصل الشر وفروعهم الفواحش ، وكيف يطاع من لا يعرف ، وكيف يعرف من لا يطاع[2].
     وعن عيسى بن أبي منصور ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام وذكر أبا الخطاب فقال : اللهم العن أبا الخطاب فإنه خوفني قائما وقاعدا وعلى فراشي ، اللهم أذقه حر الحديد[3].
     وعن عن أبي أسامة ، قال : قال ، رجل لأبي عبد الله عليه السلام : أؤخر المغرب حتى تستبين النجوم؟ قال ، فقال : خطابية ، ان جبريل أنزلها على رسول الله صلى الله عليه وآله حين سقط القرص[4].
     وعن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى : "هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم ". قال : هم سبعة وذكر منهم ..وأبو الخطاب[5].
     وعنه أيضا قال : على أبي الخطاب لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، فأشهد بالله أنه كافر فاسق مشرك ، وأنه يحشر مع فرعون في أشد العذاب غدوا وعشيا ، ثم قال : أما والله اني لا نفس على أجساد
أصليت معه النار[6].
    وغيرها.
     وقد تمكن والي الكوفة عيسى بن موسى من أبي الخطاب، وصلبه وبعث برأسه إلى أبي جعفر المنصور، وكان ذلك في سنة 143هـ.


[1] فرق الشيعة، للحسن بن موسى النوبختي، 69

[2] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /577 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 24 /299 ، معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 15 /257

[3] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /576 ، معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 15 /256

[4] اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /576 ، علل الشرائع - الشيخ الصدوق - ج 2 /350 ، الاستبصار - الشيخ الطوسي - ج 1 /262 ، تهذيب الأحكام - الشيخ الطوسي - ج 2 / 28 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 80 /65

[5] الخصال - الشيخ الصدوق 402 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 25 /270 ، تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي - ج 4 /70 ، اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /577

[6] بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 25 /280 ، اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 /585 ، معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 15 /261

عدد مرات القراءة:
2028
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :