آخر تحديث للموقع :

الأربعاء 12 ربيع الأول 1445هـ الموافق:27 سبتمبر 2023م 06:09:26 بتوقيت مكة

جديد الموقع

الخرساني ..
الكاتب : فيصل نور ..

الخرساني

     إسم يتردد كثيراً بين الشيعة عند الكلام في علامات ظهور مهديهم المنتظر. ويرى البعض أنه لقب لليماني، كما سيأتي. ويُعرّفونه بأنه رجل ثائر من احفاد أهل البيت ومن ابناء الإمام الحسين رضي الله عنه، ينتسب إلى خراسان اما مولداً أو سكناً أو اقامة أو انتسابه إلى خراسان باعتبار انطلاقه ثورته منها، ومن صفاته أنّه يظهر شاباً ، ويتسلم قيادة الموطئين، و في يصطدم بجيش السفياني، ثم يسلم راية الولاية و القيادة إلى الإمام المهدي.
     وجاء من طرق الشيعة: عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خروج الثلاثة : السفياني والخراساني واليماني ، في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد ، وليس فيها راية أهدى من راية اليماني ، لأنه يدعو إلى الحق[1].
     ويظهر من هذه الرواية الشيعية أن اليماني غير الخراساني، ولكن هناك من يرى من الشيعة غير ذلك حيث يقول : يعد الخراساني أحد القاب السيد اليماني، وقد سمي بذلك لأن له خروج من خراسان وذلك بعد أن تطلبه سلطات بني العباس عند اعلان دعوته في الكوفة، حيث يضطر حينها الى الغيبة ثم الهجرة هو واصحابه بعد ذلك الى خراسان والتي سيبقى فيها الى ان يقوم بالرايات السود من هناك التي سيدخل بها الكوفة فاتحاً إياها ومخلصاً إياها من جيش السفياني.
     بيد أننا نلاحظ إن أئمة أهل البيت عليهم السلام عندما يتناولون فتح الكوفة وتخليصها من يد السفياني يسمون القائد الذي يفعل ذلك بالخراساني تارة وباليماني تارة أخرى، حتى إن القارئ لتلك الروايات يظن للولهة الأولى إنهما شخصيتان، ولكن الحقيقة إنهما شخص واحد فالخراساني هو نفسه اليماني، وإن هذا الإختلاف في التسمية جاء نتيجة للخوف من كشف شخصية الداعي اليماني قبل أن يأذن الله عز وجل بظهوره وظهور دعوته. والأدلة التي تثبت بأن الخراساني هو نفسه اليماني وإن الخراساني هو مجرد لقب وذلك لأنه يقوم من خراسان فهي.
الدليل الأول:
     العلامات الخمسة الحتمية للظهور حيث ورد إن أحدها هو اليماني، فقد جاء عن عمر بن حنظلة عن الإمام أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال: خمس علامات قبل قيام القائم الصيحة والسفياني والخسف وقتل النفس الزكية واليماني[2]. إلا إننا نجد روايات أخرى تذكر نفس العلامات الخمسة لكن تذكر بدلاً من اليماني الخراساني حيث ورد عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام أنه قال: قدام هذا الامر خمس علامات اولهن النداء في شهر رمضان وخروج السفياني وخروج الخراساني وقتل النفس الزكية وخسف في البيداء[3].
     وهنا نجد تناقض واضح في الروايتين فمرة تذكر اليماني كعلامة من العلامات الخمسة ومرة تذكر الخراساني كعلامة من العلامات الخمسة.
الدليل الآخر:
     يتمثل بدخول السفياني إلى الكوفة والذي يتزامن مع دخول الخراساني حيث إنهما يتسابقان إليها كفرسي رهان، فنجد ان الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام تارة تذكر إن الخراساني والسفياني يتسابقان كفرسي رهان، وأخرى تذكر اليماني والسفياني يتسابقان كفرسي رهان. فعن الباقر عليه السلام أنه قال: لا بد أن يملك بنو العباس فإذا ملكوا وأختلفوا وتشتت أمرهم خرج عليهم الخراساني والسفياني هذا من المشرق وهذا من المغرب يتسابقان إلى الكوفة كفرسي رهان[4]. في حين نجد انه جاء عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال: اليماني والسفياني كفرسي رهان[5]. فلا يمكن صرف المعنى في هذه الحالة إلا أن نقول إن اليماني هو نفسه الخراساني في هذه الرواية. ومما مر فان الروايات التي تذكر الخراساني يقصد بهها اليماني وذلك عندما يذكر الخراساني دون ذكر اليماني في نفس الرواية، أما الخراساني الثاني الذي يكون ضمن الروايات التي تذكر الخراساني مع اليماني فيكون صاحب أحدى رايات الضلالة التي تظهر قبل قيام القائم.
أنظر أيضاً : السفياني.


[1]  الإرشاد - الشيخ المفيد - ج 2 /375 ، الخرائج والجرائح - قطب الدين الراوندي - ج 3 /1163 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 /210 ، إعلام الورى بأعلام الهدى - الشيخ الطبرسي - ج /284 ، كشف الغمة في معرفة الأئمة - علي بن أبي الفتح الإربلي - ج 3 /259 

[2]  الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 /310 ، وسائل الشيعة ( آل البيت ) - الحر العاملي - ج 15 / 52 ، الفصول المهمة في أصول الأئمة - الحر العاملي - ج 1 /451 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 /304

[3]  بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 / 119 ، الأنوار البهية - الشيخ عباس القمي 368 ، مكيال المكارم - ميرزا محمد تقي الأصفهاني - ج 1 /122 ، فقه علائم الظهور - الشيخ محمد السند 38

[4]  الغيبة - ابن أبي زينب النعماني 267 ، أعيان الشيعة - السيد محسن الأمين - ج 2 /72

[5]  الغيبة - ابن أبي زينب النعماني 317 ، الأمالي - الشيخ الطوسي 661 ، بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 52 /253

عدد مرات القراءة:
1915
إرسال لصديق طباعة
 
اسمك :  
نص التعليق :