حذفت «الروايات الضعيفة والزائفة» في «بحار الأنوار»
لندن ـ «القدس العربي» ـ محمد المذحجي: أعلنت إيران أنها قد بدأت بحذف «الروايات الضعيفة والزائفة» من أحد أكبر مصادر الفقه الشيعي (كتاب «بحار الأنوار» الذي يحتوي على السب واللعن للخلفاء وزوجات النبي، وأحاديث تفيد بأن أهل السُنّة والجماعة مرتدون)، ونشر «طبعة جديدة» منه، فيما أدى ذلك إلى انتقادات في أوساط إيرانية قالت إنه من الواضح أن المراجع والفقهاء كانوا يعلمون عن الإشكالات في هذه الكتب، فلماذا تأخرت الحوزات والفقهاء الشيعة كل هذه السنوات الطويلة لتصحيح مصادرهم؟
وحسب وكالة «تسنيم للأنباء» التابعة للحرس الثوري، شدد أحد كبار مراجع التقليد الشيعة، الإيراني آية الله العظمى ناصر مكارم شيرازي، خلال لقاء رئيس وخبراء مركز الأبحاث الإسلامية في مدينة قم، على ضرورة تجميع المصادر الشيعية وصيانتها، وقال إنهم قد بدأوا مشروعاً مهماً لغربلة كتاب «بحار الأنوار» واستخلاصه.
وأكد أنهم في حوزة قم يعملون بشكل جاد على تدوين «طبعة جديدة» من كتاب «بحار الأنوار» وعرض «فهم جديد» من أحد المصادر الرئيسية للفقه الشيعي للناس.
وأوضح أنهم ومن خلال هذا المشروع الكبير يحاولون غربلة الأحاديث والروايات الضعيفة والزائفة، وأنهم انتهوا من طباعة 6 مجلدات من أصل 110 مجلدات من هذا الكتاب العملاق.
ولفت شيرازي النظر إلى أن «الطبعة الجديدة» لكتاب «بحار الأنوار» ستحل العديد من المشاكل الحالية، دون أن يوضح أكثر عن ماهية هذه المشاكل أو الروايات التي تم حذفها.
وشدد على ضرورة تعديل العديد من مصادر الفقه الشيعي والكتب الأخرى في هذا المجال وفق متطلبات العصر الحاضر. وأشار إلى أشهر كتاب الدعاء الشيعي أي «مفاتيح الجنان»، وقال إن «مفاتيح الجنان» لا يناسب العصر الحديث، وإنه يجب عليهم أن يعيدوا كتابته وأن يطبعوا نسخة حديثة وجديدة لهذا الكتاب.
وعلى الصعيد ذاته، انتقد بعض الصحافيين والإعلاميين الإيرانيين على مواقع شبكات التواصل الاجتماعي تأخُر حوزة قم في تصحيح وتعديل مصادر الفقه الشيعي. وكتبوا أن المراجع والفقهاء كانوا يعلمون عن الإشكالات والروايات والأحاديث الضعيفة والمزيفة في هذه الكتب، فلماذا تأخروا كل هذه الفترات الطويلة ولم يقدموا على تعديل الكتب هذه؟
تجدر الإشارة إلى أن كتاب «بحار الأنوار» هو أحد المصادر الرئيسية في الفقه الشيعي، وجَمَعه محمد باقر المجلسي خلال فترة الدولة الصفوية. ويعد من أكبر كتب الحديث والرواية، حيث يتكون من 110 مجلدات. وتتضمن بعض أبواب هذا الكتاب السب واللعن والطعن في الخلفاء وعائشة وحفصة وصحابة الرسول. ويستند الشيعة المتطرفون إلى بعض أحاديث وروايات هذا الكتاب، ويعتبرون أهل السُنّة والجماعة خارجين عن دين الإسلام، وأنهم من المرتدين عن دين الله وفق ما جاء في «بحار الأنوار».