قال العميد أمير علي حاجي زادة، قائد القوات الجوفضائية في الحرس الثوري الإيراني، إن النظام الإيراني لا يتخوف من الهجوم العسكري الخارجي، بل إن التخوف الحقيقي أصبح يأتي من الداخل الإيراني.
وتابع العميد أمير علي حاجي زادة في لقاء مباشر على التلفزيون الرسمي الإيراني القناة الأولى، الاثنين: "تحاول الدول الغربية تخويف بعض المسؤولين الإيرانيين بالعقوبات الاقتصادية أو بالهجوم العسكري، ونحن نقول لهؤلاء المسؤولين بأن عليهم ألا يتخوفوا أبدا من هذه التهديدات وأن أبناء النظام في القوات المسلحة الإيرانية قادرون وجاهزون بقوة للرد والتصدي لأي هجوم خارجي على إيران".
وأضاف العميد حاجي زادة: "التخوف الحقيقي لدينا اليوم هو من الداخل الإيراني ومن المسؤولين والمقربين لهؤلاء المسؤولين الذين يؤثرون في أصحاب وصناع القرار في البلاد"، في إشارة إلى التيار الإصلاحي بإيران الذي فاز بالانتخابات البرلمانية الأخيرة.
وأوضح حاجي زادة "بأن قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد علي جعفري أكد أن الاتفاق النووي يجب أن لا يشكل لنا أي تراجع في قضايا وملفات أخرى تخص السيادة الإيرانية، ولذا فإن الحرس الثوري الإيراني استمر في تجاربه الصاروخية وأعلن بأنه لا يعترف بقرارات مجلس الأمن الدولي بخصوص تجارب إيران الصاروخية".
وعن برنامج إيران الصاروخي؛ من جانبة فقد قال العميد حاجي زادة، إنه "مستمر تحت إشرافه شخصيا ولم تؤثر فيه العقوبات الاقتصادية الدولية"، وأكد أنه "لو فرضت كافة الدول الحصار الاقتصادي على إيران فإن الحرس الثوري لن يتراجع عن برنامجه المتعلق بصناعة الصواريخ الباليستية".
وزاد حاجي زادة بأن إيران أخطأت إعلاميا في السنوات الأخيرة بعدم تغطيتها لقدراتها العسكرية وعدم تغطية المناورات العسكرية التي يجريها الحرس الثوري كل عام في البلاد.
وشدد قائلا: "لو كنا نغطي تطور برنامجنا العسكري ومناورتنا العسكرية التي نجريها في إيران كل عام إعلاميا لما تجرأت علينا الولايات المتحدة الأمريكية، ولما تجاوزت على إيران بسبب تطور صناعاتها العسكرية".
وسجل حاجي زادة بأن "مساحة إيران الجغرافية الحقيقية أكبر من مساحتها اليوم، ومنذ قرنين تقلصت أكثر من ثلثي الأراضي الإيرانية وذهبت إلى دور الجوار، ولذا فإن إيران تحتاج لبرنامج صاروخي قوي ومتطور في المستقبل".
ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن لقاء العميد حاجي زادة الذي يعد من غلاة قادة الحرس الثوري الإيراني على التلفزيون الرسمي الإيراني يعتبر تهديدا مبطنا للتيار الإصلاحي الإيراني في حال أراد أن يواجه نفوذ وسيطرة الحرس الثوري على المؤسسات الاقتصادية والسياسية والأمنية في البلاد.
ويرى الحرس الثوري الإيراني أن التقارب الإيراني ـ الغربي بعد الاتفاق النووي الإيراني سوف يفتح آفاقا جديدة من العلاقات التجارية والدبلوماسية وعلى صعيد الطاقة بين إيران ودول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية من جانب آخر، وأن هذه المرحلة الجديدة تعتبر موجهة ضد قوة ونفوذ الحرس داخل البلاد. وعلى ضوء هذه المخاوف فقد أكد العديد من المسؤولين في الحرس الثوري بأنهم يوافقون على الاتفاق النووي الإيراني، ولكنهم لن يوافقوا أبدا على تطبيع العلاقات السياسية مع الدول التي وافقت ووقعت مع إيران على هذا الاتفاق. المحور