كشفت مصادر إيرانية مطلعة، أن الرئيس الإيراني حسن روحاني، هدد بالاستقالة في حال استمرار ضغوط "الحرس الثوري" والمحافظين على وزراء حكومته التي تواجه مشاكل إقتصادية داخلية كبيرة.
وقالت تلك المصادر المقربة من التيار الإصلاحي لصحيفة "عربي21"، إنه "بعد الاتفاق النووي الذي ما زال قيد التنفيذ بين إيران والمجموعة الدولية 5+1، فقد ازدادت ضغوط الحرس الثوري والمحافظين على حكومة روحاني، وأصبحت العديد من قرارات الرئيس الإيراني السياسية والاقتصادية تواجه بالرفض المطلق من قبل المرشد الإيراني خامنئي نفسه".
وأضافت المصادر أن حدة التوتر بين روحاني والحرس الثوري ازدادت بعد نجاح القائمة التي رشحها روحاني والرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي في الانتخابات البرلمانية وانتخابات مجلس خبراء القيادة، حيث نجحت بكل قائمتها في طهران وخسر المحافظون كل المقاعد المخصصة للمدينة، واعتبر ذلك الحدث من قبل الإصلاحيين بمثابة انهيار كامل لمشروع الحرس والمحافظين في أهم وأكبر مركز انتخابي لهم في عموم إيران.
وأكدت المصادر لـ"عربي21" قيام الحرس الثوري الإيراني بحملة مداهمات واعتقالات بحق بعض أنصار الرئيس روحاني، في كبرى المحافظات الإيرانية للحد من احتمال عودة نشاط الإصلاحيين من جديد بعد فوز روحاني بالانتخابات الرئاسية.
وأضافت أنه تم إلغاء ندوات وفعاليات طلابية إصلاحية بالجامعات الإيرانية في عدد من المدن، وذلك بأوامر مباشرة صدرت من قبل الحرس الثوري الإيراني، ما اعتبره الإصلاحيون خطوة تصعيدية من قبل المحافظين ضدهم، وذلك في ظل صمت روحاني على التجاوزات التي تمارسها الأجهزة الأمنية التابعة للحرس الثوري بحقه.
وأشارت المصادر المطلعة من داخل الأوساط الإصلاحية لـ"عربي21"، إلى أن روحاني يبدي تخوفا كبيرا من التصعيد العلني ضد ما يواجهه تياره الإصلاحي وحكومته من مضايقات أمنية وسياسية وهجوم إعلامي موسع؛ وذلك من أجل إتمام صفقة الملف النووي التي يعدها روحاني طوق نجاة النظام من ثورة شعبية غاضبة قد تطيح بالنظام الإيراني برمته.
وقالت المصادر: "إنه وبعد وصف المرشد لروحاني بالرئيس الخائن ووصف جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني بأنه عميل الدول الغربية داخل إيران، فقد طلب روحاني عقد اجتماع طارئ مع المرشد، لكنه رفض لقاءه إلا بعد أسبوع، وفي اللقاء شكا روحاني من الهجوم الإعلامي والتخوين الذي يتعرض له وحكومته من قبل المقربين من المرشد في وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية، فرد المرشد بأن المنتقدين يتخوفون من النفوذ الأجنبي داخل إيران بعد الاتفاق النووي، وأن هناك بعض المسؤولين المقربين من روحاني أيضا يهاجمون الحرس ويهاجمون المرشد بصورة غير مباشرة".
وبحسب المصادر، فإن روحاني وضع استقالته بتصرف المرشد الأعلى في حال ارتأى الأخير أن حكومته فشلت في تطبيق الدستور، وأنها لم تستطع تحقيق مطالب الشعب الإيراني، ورفع المعاناة الاقتصادية عنه.
يذكر أن مظاهر هذا الخلاف الحاد بين روحاني والمرشد الأعلى لم تخرج إلى الإعلام، إلا بعدما قام أنصار حسن روحاني بالإعلان عن تأييدهم المطلق له عبر حملة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "#روحانى_تنها_نيست"، أي "روحاني ليس وحيدا".
واعتبرت المصادر ذاك بمثابة إنذار واضح وذكي جدا من قبل أنصار روحاني للمحافظين، بأنه في حال قدم استقالته للمرشد، فإنه لن يكون بمفرده في مواجهة المرشد والحرس في إيران.
ووصفت منشورات أنصار حسن روحاني عبر وسم "#روحانى_تنها_نيست" خامنئي بالديكتاتور، فضلاً عن تأكيد تلك المنشورات على أن أيام المرشد باتت معدودة.
يشار إلى أن هجوم خامنئي اللاذع اليوم على رفسنجاني وروحاني، كشف اتساع الخلافات وحدتها داخل بيت الحكم في إيران في مرحلة ما بعد الاتفاق النووي، حيث يسعى كل طرف إلى إثبات نفوذه داخل الشارع الإيراني والتمترس خلف جماهيره تخوفا من أي حادث طارئ قد يحصل داخل البلاد، وفقا للمصادر.
وشددت مصادر "عربي21" على أن التيارات المتصارعة داخل إيران باتت تنتظر غياب المرشد عن السلطة، وطيّ صفحته، على حد وصفها.
(عربي 21)