كشفت مصادر عسكرية يمنية عن مشاركة ضباط في الحرس الثوري الإيراني، في عمليات تهريب الأسلحة لمليشيا الحوثي والمخلوع علي صالح عبر سواحل البحر الأحمر، فضلاً عن قيادة الإيرانيين للمعارك الميدانية التي خاضها الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ضد الحوثيين في مديريتي ميدي وحرض بمحافظة حجة شمال غربي اليمن.
وقالت المصادر، إن المعلومات الأولية التي تم جمعها من الأسرى الحوثيين المعتقلين لدى قوات الجيش الوطني والمقاومة في مديرية “ميدي” الساحلية، تشير إلى مشاركة ضباط بالحرس الثوري الإيراني في العمليات القتالية الدائرة في اليمن، بين مليشيا الحوثي والمخلوع المدعومين من إيران وحزب الله اللبناني، وقوات الشرعية والتحالف العربي.
وأضافت المصادر أن التحقيقات مع الأسرى الحوثيين الذين تم اعتقالهم في عملية السيطرة على مدينة “ميدي” والمواقع الساحلية على البحر الأحمر غرب محافظة حجة، تؤكد وجود ضباط إيرانيين يقاتلون ضمن مليشيا الحوثي والمخلوع شمال محافظة حجة.
وأشارت المصادر إلى قيام ضباط في فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، بإنشاء شبكة تهريب خاصة للأسلحة والذخيرة لمليشيا الحوثي والمخلوع، تنشط تلك الشبكة عبر شركات تجارية تعبر في المياه الإقليمية اليمنية، وتنقل شحنات الأسلحة عبر مراحل مختلفة تبدأ بإيصال السلاح والذخيرة إلى الجزر اليمنية في البحر الأحمر لتنقل بعد ذلك على شكل شحنات صغيرة إلى ميناء ميدي وسواحل محافظتي الحديدة وحجة وتعز.
وأوضحت المصادر أن أسرى الحوثي أكدوا تواجد ثلاثة ضباط كبار في الحرس الثوري الإيراني، في غرفة عمليات الجيش واللجان الشعبية التابعة للحوثيين بمدينة “ميدي” قبل تحريرها، مشيرين إلى مغادرة الضباط الإيرانيين بصحبة قيادات الجماعة للمدينة، قبل ساعات من سيطرة الجيش الموالي للشرعية على المدينة الخميس الماضي.
وبحسب التحقيقات الأولية فإن ضابطا إيرانيا كان متواجدا في ميدي، ينسق عملية تهريب الأسلحة بالتواصل مع ضباط آخرين في الحرس الثوري الإيراني يعملون كخبراء ملاحة في شركات نقل تجارية تنشط في البحر الأحمر وخليج عدن والخليج العربي.
ولفتت المصادر إلى تلقي مسلحين حوثيين وضباط في الحرس الجمهوري الموالي للمخلوع، ممن تم أسرهم في ميدي، لتدريبات عسكرية خاصة بزراعة الألغام والمتفجرات وصناعة القنابل، على يد ضباط عسكريين في حزب الله اللبناني وخبراء إيرانيين، في معسكرات الجيش بصنعاء ومعسكرات حزب الله اللبناني جنوب العاصمة بيروت، حسب اعترافات الأسرى الحوثيين.
وكان الجيش الوطني والمقاومة الشعبية سيطروا على مدينة ميدي في 4 فبراير الجاري، بعد أسابيع من سيطرة الجيش والمقاومة بمساندة التحالف العربي على ميناء ميدي الاستراتيجي، الذي ارتبط بعمليات تهريب الأسلحة والذخيرة للمتمردين الحوثيين خلال السنوات القليلة الماضية.