وصف مقال بصحيفة واشنطن تايمز إيران بأنها دولة متغطرسة ومعادية للولايات المتحدة، وقال إن الإدارة الأميركية لم تردّ على عمليات الغطرسة العديدة، مما شجع طهران على التمادي فيها. كما انتقد الرئيسباراك أوباما ووصف إدارته بالضعف وبتبني أجندة "تحتضن العدو وتربك الحلفاء وتتجاهلهم".
وعدّد المقال الذي كتبه جيمس ليونز الأحداث التي حاولت فيها إيران استفزاز أميركا مؤخرا، ومنها احتجاز القاربين التابعين للبحرية الأميركية وبحارتهما وإذلالهم بإجبارهم على الركوع ووضع أيديهم خلف رؤوسهم ومن ثم تصويرهم وتوزيع صورهم على الملأ، وتكريم المرشد الأعلى علي خامنئي لرجال البحرية الإيرانية الذين احتجزوا الأميركيين.
"هدف إيران الأكبر هو الاستيلاء على آبار النفط في شمال شرق السعودية وعلى الحرمين الشريفين"
ومن هذه الأحداث أيضا إطلاق طائرة إيرانية مسيّرة فوق حاملة الطائرات الأميركية "هاري ترومان"، وإطلاق غواصة إيرانية من طراز "قادر" صاروخا لدى اقترابها من الحاملة الأميركية، واقتراب سفينة عسكرية إيرانية من هذه الحاملة نفسها لمسافة 1500 ياردة فقط أثناء مرورها بمضيق هرمز وإطلاقها عدة صواريخ باتجاه بعيد من الحاملة، بالإضافة إلى تجاربها على الصواريخ البالستية خلال الشهرين الأخيرين من العام الماضي.
منطقة حرب
وقال الكاتب إن هذه الاستفزازات الإيرانية تدل على الغطرسة والاحتقار اللذين تكنهما طهران لأميركا وقيادتها السياسية، مضيفا أنه كان على أوباما أن يتعامل مع الخليج العربي كمنطقة حرب ويرسل رسالة واضحة إلى إيران بأن تصرفاتها هذه لا يمكن التسامح معها، وأن يتخذ عملا ملموسا ضد الغواصة التي أطلقت الصاروخ، وأن يعلن الأسطول الأميركي الخامس "منطقة عزل" حول الحاملة الأميركية.
وأضاف أن على إدارة أوباما أن توضح لطهران أنها مستهدفة من قبل "أحدث غواصاتنا الحاملة للصواريخ البالستية"، وإذا أقدمت على "تصرف بليد فسنمحوهم من الوجود".
"أوباما فتح قناة سرية مع القيادة الدينية لإيران وطلب منهم -وفقا للسفير وليام ميلر- ألا يتعاملوا مع إدارة جورج دبليو بوش، وأن ينتظروا حتى يتولى هو الرئاسة، ووعدهم بالحصول على صفقة أفضل كثيرا، مؤكدا لهم أنه صديقهم"
وقال ليونز إن إدارة أوباما كانت تأمل بغباء بعد إبرامهاالاتفاق النووي مع طهران، أن تعدّل إيران من سلوكها الاستفزازي وتصبح عضوا يتمتع بالمسؤولية في المجتمع الدولي، لكن أوباما كان مخطئا ولم يفهم أن إيران ظلت عدوا لأميركا طوال 36 عاما، وارتكبت العديد من الحوادث "الإرهابية" التي راح ضحيتها آلاف الأميركيين العسكريين والمدنيين.
ضعف موروث
وأشار الكاتب إلى أن عدم الرد الأميركي فهمته طهران بأنه ضعف موروث في "قيادتنا السياسية"، وقال إنه ليس مستغربا أن تكون إيران هي التي قدمت المواد الأساسية والتدريب لمنفذي هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 "وهذا ما أثبته القاضي جورج دانييل في محكمة مقاطعة نيويورك" في وقت لاحق.
وذكر أن هذا التغيّر الدرامي في سياسة أميركا بالشرق الأوسط تعود جذوره إلى العام 2008 عندما حصل أوباما على ترشيح الحزب الديمقراطي له للرئاسة، "فأوباما فتح قناة سرية مع القيادة الدينية لإيران وطلب منهم -وفقا للسفير وليام ميلر- ألا يتعاملوا مع إدارة جورج دبليو بوش وأن ينتظروا حتى يتولى هو الرئاسة، ووعدهم بالحصول على صفقة أفضل كثيرا، مؤكدا لهم أنه صديقهم"، ووصف الكاتب ذلك بأنه يقترب من الخيانة.
ومضى ليونز ليقول إن "تذلل" أوباما ووزير خارجيته جون كيري للإيرانيين لإكمال الاتفاق النووي لم يكن إهانة للأميركيين جميعا فحسب، بل شجع إيران على أن تكون أكثر جرأة وتنفذ أعمالا أكثر عدوانية بتعزيز هيمنتها في الشرق الأوسط. واختتم مقاله بقوله إن الهدف الأكبر لإيران هو الاستيلاء على آبار النفط في شمال شرق السعودية وعلى الحرمين الشريفين.