ومع قيام الثورة في إيران عام 1979، والإعلان عن مشروع الخميني لتصدير هذه الثورة توجهت أنظار الإيرانيين إلى العديد من الدول، ومن بينها الدول الإفريقية.
واستطاعت إيران طيلة 30 عاماً من العمل الدؤوب والمنظم، خلق حواضن وجيوب للمذهب الشيعي في غرب وشمال إفريقيا.
وتتفاوت الجيوب في قوتها من دولة لأخرى، مع صعوبة الخروج بنسب واضحة لهذه الحواضن، حيث يعمد المناهضون للتقليل منها والمناصرون إلى المبالغة فيها.
والبداية الفعلية للتغلغل الإيراني في إفريقيا كانت بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية، وذلك في إطار استراتيجية تتميز بالتنوع وأبعاد عدة، سياسية واقتصادية وثقافية ودينية.
وتنوعت بين القوة الناعمة عبر الإعلام والثقافة، إلى جانب المساعدات التنموية والتمدد للمنظمات الشيعية إفريقياً، والقوة الصلبة عبر السياسة والاقتصاد، من خلال الغاز والبترول.
ورصدت الجزائر مؤخراً انتشار ظاهرة التشيع في البلاد، بشكل أثار قلق فئات جزائرية سياسية واجتماعية واسعة.
وفي هذا السياق، تأتي حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بدأها ناشطون جزائريون، لطرد المستشار الثقافي لسفير إيران بالجزائر، أمير موسوي، ردا على ما اعتبره البعض محاولات حثيثة منه لنشر التشيع.
وقبل الجزائر، أعلنت المخابرات الصومالية عن إلقائها القبض على شخصيات إيرانية وصومالية تنشر المذهب الشيعي في البلاد.
وفي نيجيريا، تعمل ما تسمى بالمنظمة الإسلامية، وهي معروفة بأنشطتها في نشر التشيع منذ تأسيسها في ثمانينيات القرن الماضي.
كما أطلقت هذه المنظمة ميليشيات عسكرية، معروفة باسم "حزب الله النيجيري"، إحدى أذرع طهران في غرب القارة الإفريقية.
وقبل عام ونيف، أغلقت السودان المراكز الثقافية الإيرانية في الخرطوم، بعد المعلومات التي تؤكد استغلالها لهذه المراكز لنشر التشيع في السودان.
ورصد أيضا أنشطة لنشر التشيع في كل من مصر وتونس والمغرب وموريتانيا.
تحت عناوين الإغاثة الإنسانية والتبادل الثقافي، تتساقط أقنعة التمدد الشيعي الواحد تلو الآخر، في الدول الإفريقية.