براقش نت : العرب الدولية : توشك سنة 2015 على الانتهاء بإنجاز عربي كبير يتمثّل في نجاح تحالف إقليمي بجهود محلية، في انتزاع بلد عربي هو اليمن من دائرة النفوذ الإيراني، ما يمثّل منعرجا هاما في مواجهة محاولات تمدّد إيران في محيطها، ويحدث سابقة في مواجهة ذلك التمدّد.
وعلى مدار أشهر من الصراع في اليمن بدأت تبرز ملامح محور إماراتي سعودي قوي ومتضامن، مؤهل لقيادة نظام إقليمي جديد.
وبدا خلال الأيام الأخيرة أن جهود التحالف العربي الذي تشكّل لمواجهة الزحف الحوثي على اليمن، بصدد الاقتراب من تحقيق هدفه النهائي بإسقاط الانقلاب واستعادة البلد بما فيه العاصمة صنعاء، وذلك بعد أشهر من المواجهة، أظهر خلالها البلدان الرئيسيان في التحالف؛ الإمارات والسعودية، قدرا عاليا من التضامن والتنسيق على الأرض، والمرونة في الحركة الدبلوماسية التي وسّعت دائرة التضامن الإقليمي والدولي مع القضية اليمنية.
ومن أبرز الأمثلة على ذلك نجاح الرياض وأبوظبي في إقناع السودان المعروفة بعلاقاتها المتينة مع إيران، بالانضمام إلى تحالف دعم الشرعية في اليمن، وإرسالها قوات لدعم جهود تحرير المناطق اليمنية من الانقلابيين الحوثيين وحليفهم علي عبدالله صالح.
وخلال لقاء جمعه مع قادة من المقاومة اليمنية في عدن، أبرز الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي العلاقة الاستثنائية بين الإمارات والسعودية، قائلا، “إن موقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تاريخي ووقوفنا معه وقوف مع الحق ومع البوصلة التي تجمع العرب على كلمة واحدة”، مضيفا “أن اختبار اليمن للعلاقة السعودية الإماراتية ضمن التحالف العربي تم اجتيازه بالفخر والثقة والعمل والتضحيات المشتركة ونرى في هذا التعاون قبسا من نور يوجهنا جميعا لما فيه مصلحة العالم العربي”.
ونبّه الشيخ محمد بن زايد إلى “أن العالم العربي يمر بتحديات صعبة لا تستثني أيا منا وقد تطال الأجيال المقبلة إن لم نوحد الموقف والكلمة”، وأشار إلى “أنه ومن خلال اختبار اليمن اكتشفنا قوة الموقف الواحد والكلمة الجامعة والرأي الحازم، فالأجندة الوطنية العربية كفيلة بالتصدي للتحديات القادمة، أما الأجندات الخاصة والضيقة فهي مسؤولة عن الكثير من الانتكاسات والتفتت الذي نراه حولنا ويهددنا في مستقبلنا ومستقبل أبنائنا”.
كما أثنى على “دور المقاومة اليمنية التي أثبتت وطنيتها ومسؤوليتها التاريخية أمام العدوان والأطماع الإقليمية وأدركت خطورة ما قام به الانقلابيون على الأمن العربي وتاريخ وهوية شعوبه”.
بروز ملامح محور إماراتي سعودي قوي ومتضامن مؤهل لقيادة نظام إقليمي جديد في المنطقة
ومنذ تشكيل التحالف العربي لمواجهة الانقلاب الحوثي ولدعم الشرعية في اليمن، اضطلعت دولة الإمارات إلى جانب السعودية، بدور قيادي في التحالف.
وإلى جانب انخراطها الفاعل في جهود التحرير التي أثمرت عن استعادة أجزاء واسعة من اليمن، اضطلعت دولة الإمارات بدور رئيسي في إحياء مظاهر الدولة اليمنية وإعادة تركيز السلطات الشرعية انطلاقا من مدينة عدن التي تتخذ عاصمة مؤقتة للبلد بانتظار تحرير العاصمة صنعاء.
وتقوم الإمارات بدور محوري في إعادة بناء القوات المسلّحة اليمنية على أسس وطنية ومهنية، مستخدمة خبراتها في تدريب مقاتلي المقاومة وتأهيلهم للانضمام إلى الجيش الوطني، حيث تم الأسبوع الماضي إدماج ألف مقاتل بعد أن تلقوا تدريبات عسكرية مكثفة على أيدي خبراء ومدرّبين إماراتيين.
وواصلت قوات الشرعية اليمنية أمس تقدّمها باتجاه تحرير المزيد من مناطق البلاد من قبضة الانقلابيين، حيث شهدت عدة مناطق يمنية اشتباكات بين الحوثيين وقوات الحكومة المدعومة بغارات التحالف العربي بقيادة الرياض، والذي توعد بإجراءات قاسية ضد المتمردين بعد تكرار إطلاق الصواريخ على السعودية.
وأعلنت مصادر عسكرية موالية للرئيس عبدربه منصور هادي مقتل 13 مسلحا وأسر آخرين من المتمردين الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، لدى صد هجوم شنه المتمردون صباح الثلاثاء شمال محافظة الضالع بجنوب البلاد.
وأشارت المصادر إلى أن الحوثيين قصفوا مناطق جنوب شرق مدينة تعز تسيطر عليها القوات الموالية للحكومة الشرعية.
كما دارت معارك في محافظات حجة والجوف بالشمال، وشبوة بالوسط، بحسب مصادر أكدت أن التحالف شن منذ وقت مبكر من صباح الثلاثاء، غارات على مناطق في جنوب اليمن، لا سيما الراهدة والشريجة الواقعتين في مناطق حدودية بين محافظتي تعز ولحج.
وجاءت الغارات بعد ساعات من توعد التحالف العربي الحوثيين بإجراءات قاسية، بعد اعتراض الدفاعات الجوية السعودية صاروخا أطلق ليل الاثنين الثلاثاء من اليمن.
وأكد الحوثيون وحلفاؤهم قيامهم بإطلاق “صاروخ بالستي من نوع قاهر1”، مشيرين إلى أن الصاروخ استهدف منشآت لشركة أرامكو النفطية السعودية في جازان.
ويضع الانقلابيون إطلاقهم صواريخ بشكل عشوائي على الأراضي السعودية ضمن ما يقولون إنه تنفيذ لمرحلة جديدة من خياراتهم “الاستراتيجية”، لكنّ خبراء عسكريين يؤكّدون أن تلك الصواريخ لا يمكن أن تكون مؤثرة في نتائج الصراع، وأنها تعبير عن حالة إرباك بسبب الوضع الميداني الضاغط على قوى الانقلاب.
وردا على إطلاق تلك الصواريخ، أكدت قيادة التحالف أنه “في الوقت الذي تحرص فيه على التعاطي بإيجابية مع طلب الحكومة اليمنية لتمديد العمل بالهدنة، فإن استمرار الميليشيات الحوثية في أعمالها العبثية سيدفع قيادة التحالف إلى اتخاذ إجراءات قاسية لردع تلك الأعمال”.