قال الكاتب ماثيو ماكينيز إن القضية الرئيسية فيسوريا هي مستقبل الرئيس بشار الأسد، وإن إيرانتتمسك دائما بألا يُبعد الأسد بالقوة عن السلطة، وبأن يُسمح له بالمنافسة في أي انتخابات تُقام خلال أي فترة انتقالية، كما تناول خيارات إيران لما بعد الأسد.
وأضاف ماكينيز في مقال نشرته مجلة ذا ناشيونال إنترست الأميركية، أن فرصة الأسد في الفوز في أي انتخابات تجري في الأشهر المقبلة كبيرة، نظرا إلى التغيرات السكانية التي أحدثها النظام في المناطق التي يسيطر عليها وتهجير قرابة نصف سكان البلاد.
وأشار إلى أن لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخير بالمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي تناول بشكل رئيسي مصير الأسد. وتساءل الكاتب عمّا سيحدث إذا أجبرت موسكو طهران على قبول مغادرة الأسد السلطة كجزء من تسوية سلمية؟ وقال إن هذا الاحتمال مخيف جدا للمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئيوقادة قوات الحرس الثوري الإيراني الذين يديرون ملف سوريا.
خليفة للأسد
وأوضح أن إيران تحتاج لخليفة للأسد يكون مقبولا لدى عدد من الدوائر الرئيسية داخل النظام السوري بما في ذلك الجيش، وأجهزة المخابرات، والأقليات في مركز الدولة السورية، ولدى المسلمين السنة الذين لا يزالون يدعمون الأسد.
وأشار إلى أنه يُقال حاليا إن الأسد هو الشخص الوحيد المناسب لكل هذه الدوائر، وأي مرشح غيره من غير المرجح أن يكون قادرا على توحيد هذه الدوائر المتباينة ويبعد خطر الاقتتال داخل النظام.
ثم تساءل الكاتب عن الشخص الذي يمكن أن تقبل به إيران في "سوريا دون أسد"؟ وأجاب بأنه يجب أن يكون من الدائرة الداخلية للأسد، لكن المشكلة هي: من يكون هذا الشخص وحزب البعث السوري "المتوجس دائما" لم يُصمم لاختيار خلفاء ورعايتهم؟ "فقد ركز حزب البعث ومنذ بداية الحرب الأهلية على القضاء على المنافسين المحتملين". وأورد أن بعض قادة إيران اعترفوا بأنه لا يوجد شخص مناسب غير الأسد في دوائر السلطة العليا حاليا رغم خيبات أملهم في بشار.
"بعض قادة إيران اعترفوا بأنه لا يوجد شخص مناسب غير الأسد في دوائر السلطة العليا حاليا رغم خيبات أملهم في بشار"
وتساءل الكاتب عن بديل آخر لإيران يكون من أقليات البلاد، قائدٍ آخر من العلويين، أو حتى مسيحي أو درزي توافق عليه معظم القوى العالمية بما فيها روسيا. وقال إن لدى إيران صلات قليلة بالأقليات الأخرى في سوريا.
ضابط سني
وذكر ماكينيز أن ضابطا سنيا في الجيش سيكون جاذبا لروسيا، لكن من الصعب أن يحظى مثل هذا الترشيح بثقة إيران أو النخبة العلوية.
وطرح الكاتب بديلا آخر يتمثل في نظام تحكمه أقلية عسكرية تتوزع فيه السلطة لامركزيا بين ضباط يمثلون الجماعات السورية الرئيسية. وقال إن هذا الخيار سيكون مقبولا لإيران فقط إذا ضمنت هيمنتها على صناعة القرار فيه.
وقال إن طهران -في العادة- تراهن على عدد من الخيارات، ومن المرجح أنها قد أعدت لمرحلة سوريا ما بعد الأسد، رغم صعوبة ذلك، مضيفا إذا كانت إيران قد وضعت "الخطة ب" هذه، فمن المرجح أن هذه الخطة قد تضمنت عناصر من الخيارات الخمسة المذكورة أعلاه.
عناصر الخطة
ولخص الكاتب هذه العناصر فيما يأتي: الاستمرار في القتال البري لتحسين موقف النظام السوري، والعمل مع روسيا للعثور على مرشح مقبول لدى الجيش والعلويين، ومنع بروز أي قائد ذي شعبية كبيرة أو ذي قوة تمكنه من إبعاد إيران من سوريا لاحقا، وضمان استمرار قدرة إيران على السيطرة على الفترة الانتقالية إما بشكل مباشر أو بالتهديد بإجهاض أي صفقة في فيينا، وفوق كل ذلك التركيز على استمرار بناء جيش ومخابرات موالية لإيران (الدولة العميقة) في سوريا، تضمن حرية الحركة لقوات الحرس الثوري الإيراني وحزب الله وتضمن -على المدى البعيد- مقاومة الغرب والسعودية وإسرائيل.
واختتم الكاتب مقاله بأن إعادة صياغة سوريا من بعثية عربية علمانية إلى دولة على النمط الإيراني، كان على الدوام لعبة إيران الطويلة المدى، وما يخيف خامنئي أكثر من تنازل روسيا عن تمسكها بالأسد هو أن تصبح روسيا أقل حرصا على تنفيذ خطة إيران في سوريا.