ثمة شبه إجماع على أن إيران باتت تمثل تهديدا خطيرا على امن واستقرار المنطقة خصوصا والشرق الأوسط عموما، وإنها اللاعب الأخطر في كثير من الملفات الحساسة وفي مقدمتها الملف السوري والعراقي واليمني من خلال نفوذها الكبير في هذه الدول، بل واحتلالها لبعضها كما هو الحال في العراق، وبالرغم من أن هذه الحقيقة يدركها المجتمع الدولي بما فيهم الدول العربية والإسلامية إلا أنهم لم يضعوا إستراتيجية واضحة وناجعة لوقف التمدد الإيراني وإفشال مشروعها الإمبراطوري القائم على السيطرة على البلدان واستعباد الشعوب، ولا نسمع سوى خطابات وتصريحات خجولة لا تتناسب مع حجم الخطر. استطاعت إيران وبعد أن احتلت العراق أن تجعل منه منطلقا لتنفيذ مشروعها الشعوبي، فهو يمثل الرئة التي تتنفس بواسطتها، والعمود الفقري لها، لتقوية اقتصادها، ودعم حلفائها وعلى رأسهم بشار الأسد، والطُعم الذي تستقطب به شركائها كما حصل في التحالف الرباعي، وجعلت من العراق مصدر تهديد للدول العربية وخصوصا السعودية، وغيرها من الأمور التي يطول المقام بذكرها، وبعبارة موجزة يشكل العراق الروح الذي يحرك الفيل الإيراني. وعلى ضوء ذلك فإن الإستراتيجية الناجعة للقضاء على التمدد والمشروع الإيراني تبدأ وتنطلق من العراق من خلال إخراج إيران من اللعبة العراقية وهذا يعني قطع اذرعها وأدواتها وخيوطها وحبالها في هذا البلد، وهي إستراتيجية قدمها المرجع العراقي الصرخي في مشروع الخلاص الذي طرحه لإنقاذ العراق حيث تضمن البند العاشر منه دعوة الأمم المتحدة إلى إصدار قرار شديد اللهجة تطالب فيه إيران بالخروج من اللعبة في العراق باعتبارها المحتل والمتدخل الأشرس في هذا البلد، فقد جاء فيه ما يأتي : ((10- إصدار قرار صريح وواضح وشديد اللهجة يطالب إيران بالخروج نهائيا من اللّعبة في العراق حيث أنّ إيران المحتل والمتدخّل الأكبر والأشرس والأقسى والأجرم والأفحش والأقبح .)). فهو مفتاح الخلاص للشعوب العربية والإسلامية بل لكافة الشعوب، لأن إيران راعية للإرهاب الذي يهدد العالم اليوم وهذا ما يصرح به المجتمع الدولي... أحمد الدراجي - كتابات
To view this video please enable JavaScript, and consider upgrading to a web browser that supports HTML5 video