عمّت المظاهرات الواسعة المحافظات الأذرية في إيران احتجاجاً على إساءة القناة الثانية للتلفزيون الرسمي الإيراني للأتراك خلال أحد برامجها لترغيب الأطفال لاستخدام فرشاة الأنسان، حيث تظهر قصة البرنامج أن أحد المسافرين الأذريين وابنه في أحد الفنادق لا يستطيعوا التمييز بين فرشاة الأسنان و«برشة» المرحاض، وامتلأ فم الطفل بالرائحة الكريهة بسبب تفريش أسنانه بفرشاة المرحاض، واحتج المسافر الأذري لمسؤولي الفندق بسبب الرائحة الكريهة ونوعية فرشاة الأسنان.
وتجمع بشكل سلمي آلاف المواطنين الأذريين في مدن المحافظات الأذرية وندّدوا بالسياسات العنصرية التي يعتمدها الإعلام الإيراني ضد الأتراك والقوميات الأخرى في إيران، لكن هذه الاحتجاجات تحولت إلى مواجهات عنيفة بسبب تدخل القوات الخاصة والقوات الأمنية واستخدامها للغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية والهراوات، وضرب وجرح المتظاهرين.
وانتقلت عدوى الاحتجاجات إلى عاصمة الأحواز العربي، حيث خرج آلاف الأحوازيين للتعبير عن رفضهم للسياسات «العنصرية» للنظام في طهران.
وقد تدخلت أجهزة الأمن الإيرانية لفض الاحتجاجات مما ادى الى مقتل شاب عربي في الأحواز العاصمة.وعمدت قوات الأمن إلى مهاجمة سوق النهضة في الأحواز العاصمة، وقامت بإتلاف محتويات العديد من المحلات التجارية في محاولة لإغلاقها، بعد اندلاع المظاهرات.
وموضوع إساءة التلفزيون الرسمي وباقي وسائل الإعلام الإيرانية للشعوب غير الفارسية التي تسكن جغرافية إيران، ليس موضوعاً جديداً، وجدّد الإعلام الإيراني جرحاً قديما هذه المرة تحت غطاء دعاية استخدام فرشاة الأسنان.
وأثارت التصريحات المسيئة للممثل الكوميدي الإيراني الشهير، أكبر عبدي، ضد العرب، موجة من الغضب والانتقادات الواسعة على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل العرب في الأحواز بداية شهر تشرين الأول / أكتوبر الماضي.
وكشف موقع أويان نيوز، الذي أصبح أحد المصادر الرئيس يغطي أنباء احتجاجات الأتراك، عن اعتقال العشرات في المدن الآذربيجانية حيث أكد اعتقال عشرة متظاهرين في أردبيل لوحدها وهم رحيم غلامي وعلي خيرجو وميثم جولاني ومرتضی بروين وسعيد صادقي فر وأمير اميني وعلي واثقي و ودود أسدی وفرشيد بیجكانلو.
أما في مدينة مغان شمال إيران، فذكر الموقع أسماء 20 معتقلا على يد الأمن الإيراني ممن شاركوا في الاحتجاجات السلمية ومنهم: نادر عزیزي ورامین عزيز بور وعلي أحمدي وأتابک سبهري وآرمان موسوي وائلشن بؤیوکوند ووحید نریمان وشهرام روحي.
وأفاد الموقع نقلا عن أقارب المعقلين أن قوات الأمن الإيرانية نقلت المحجزين إلى سجن مدينة “مشكين شهر” ليلا لبدأ التحقيق وصدور الحكم بحقهم في محاكم الثورة التي غالبا ما تكون ضمن مهامها الملفات الخاصة بالقضايا القومية حيث يعتبر النظام الحراك القومي للشعوب غير الفارسية الذين يشكلون 60 بالمائة من سكان إيران بأنه يمس الأمن القومي وسلامة الأراضي الإيرانيين.
كما أوضح الموقع أن الأمن والشرطة الإيرانيين اعتقلا ما لا يقل عن 14 من المحتجين في مدينة اورومية و3 آخرين في مدينة خوي الآذربيجانية.
وتفيد التقارير عن سقوط المئات من الجرحى رغم محاولة السلطات في التعاطي الحذر مع احتجاجات الآذريين خوفا من ردود فعل مشددة من قبلهم قد تؤدي إلى اتساع رقعة الاحتجاجات وانتقالها إلى سائر المناطق التي تقطنها شعوب غير فارسية مثل الكُرد والعرب والبلوش والتركمان واللور والجيلك.
يذكر أن الأتراك الآذريين قاموا بالاحتجاجات بعد بث مقطع من مسلسل تلفزيوني في قناة الثانية الإيرانية أثار حفيظتهم، حيث يظهر المقطع رجلا من الأتراك الآذريين مع ابنه في فندق بطهران وهما يشتكيان من رائحة الغرفة التي يقطنان فيها، لكن يكتشف صاحب الفندق بعد اقترابه منها أن “السبب وراء الرائحة هو فم الطفل الذي كان ينظف أسنانه بفرشاة تنظيف مرحاض الفندق”، حسب رواية المسلسل، وذلك في محاولة تحقير واضحة للأتراك الإيرانيين.
رابط الخبر بصحيفة الوئام ..