وشهدت متابعة تداعيات الحادثة، خاصة في جوانبها السياسية، تصاعداً مطرداً من الجانب السعودي، تمثل في الاستنكار الدائم لوزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، للتصريحات الإيرانية تجاه السعودية وتنظيم الحج، معتبرا إياها تدخلاً في الشأن السعودي الداخلي. بالإضافة إلى تصعيد اللهجة ضد إيران، باعتبارها تحتل أراضي عربية، كما ذكر الجبير في اجتماع مع نظيره الألماني قبل يومين.
ويمكن اعتبار تصريح نائب رئيس مجلس الشورى السعودي، يحيى الصمعان، الأكثر حدة في هذه الحرب الكلامية حول حادثة منى، إذ اتهم يوم أمس إيران بأنها "الدولة الوحيدة التي ارتكبت جرائم في الحج"، إذ أبرزت صحف سعودية هذ التصريح اليوم، مرفقاً برسم بياني يعدد الجرائم التي تتهم إيران بارتكابها في موسم الحج، بعد الثورة الإيرانية 1979. وذكر الصمعان أن تسييس حادثة التدافع في منى، يأتي امتدادا لإيذاء الحجاج من قبل إيران.
اقرأ أيضاً: الإعلام السعودي يدخل المعركة مع إيران
يأتي هذا التصعيد ضد إيران في ظل اتهامات مباشرة إليها بالمسؤولية عن حادثة التدافع، نشر أولها وأكثرها صراحة في صحيفة "الشرق الأوسط"، حيث نشرت تقريراً في 28 سبتمبر/أيلول بعنوان "مسؤول في بعثة مطوفي إيران: 300 حاج إيراني تسببوا بحادثة التدافع". حيث نسبت لمسؤول إيراني (لم تذكر اسمه) أن سبب حادثة التدافع هو "مخالفة قرابة 300 حاج إيراني... للتعليمات في عمليات التفويج المحددة من قبل الجهات المشرفة على الحج لمؤسسات الطوافة".
ونسبت الصحيفة للمصدر الإيراني قوله: "حسب ما تم رصده من تحركات، قامت هذه المجموعة المكونة من قرابة 300 حاج إيراني، بعد الفراغ من رمي الجمرات (جمرة العقبة) مخالفين الأنظمة ولم يتوقفوا حتى موعدهم في المخيم بعد وصولهم إلى مشعر منى، ووقعت الحادثة جراء عودة هؤلاء الحجاج في عكس السير، والذي توافق مع خروج بعثات حج".
وألمحت الصحيفة إلى وجود كاميرات رصد يمكن أن تكون قد سجلت الحادث.
اليوم، ومع تأخر إعلان نتائج التحقيقات، والتي يفترض أن يتم رفعها إلى الملك السعودي خلال الأيام القليلة المقبلة، يتم تداول العديد من مقاطع الفيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، التي تتهم إيران صراحة بالوقوف خلف الحادثة، كالفيديو الذي يعرض شهادة حاج سوداني يتحدث عن تدبير إيرانيين للحادثة بشكل صريح، وتقف وراء الفيديو قناة مجهولة (لكن مشاهدتها تصل إلى مئات الآلاف) تسمى "سعودي 24".
يعتبر التطور الذي حدث مؤخراً تلميح أو تصريح مغردين سعوديين على "تويتر"، بعضهم كتّاب وقادة رأي، وآخرون متابعون ولهم تأثير كبير على "تويتر"، أن نتائج التحقيق ستحمل "مفاجأة". بينما صرح بعضهم بشكل مباشر أن إيران تقف وراء الحادثة.
تأتي هذه التطورات في ظل تزايد الاهتمام بالحادثة، نظرا لارتفاع أعداد الضحايا. وما تزال وكالات الأنباء العالمية تنشر إحصائيات بشكل مستمر حول ارتفاع عدد ضحايا حادثة التدافع، والذي وصل في آخر التقديرات إلى 1958، استنادا إلى الدول التي أعلنت عن عدد ضحاياها. العربي الجديد